ثم بعد ذلك نفسر سورة الشمس فنقول اما سورة الشمس فاسماؤها يقال لها سورة شمس ويقال والشمس وظحاها. وهي مكية نوعها مكي بالاتفاق وترتيبها هي في النزول هي السورة السادسة والعشرون نزلت بعد سورة القدر وقبل سورة البروج. وعدد اياتها خمسطعشر اية في عد الجميع او عد الجمهور وعدها اهل مكة ست عشرة اية. وقد ورد في فضلها الحديث الذي مرة معنا في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ هلا صليت بسبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها والليل اذا يغشى. اي في بصلاة العشاء. قال الله جل وعلا والشمس وضحاها اقسم الله جل وعلا بالشمس وظحاها اي ظوؤها. وقال قاله مجاهد وقال قتادة وضحاها اي النهار كله. قال ابن جرير والصواب ان يقال اقسم الله بالشمس ونهارها. لان ضوء لان ضوء الشمس الظاهر هو النهار ثم قال والقمر اذا تلاها. اقسم بالقمر اذا تلا الشمس. والمراد انه يتلوها في السير وقال مجاهد والقمر اذا تلاها قال تبعها. وقال ابن عباس في رواية العوفي آآ والقمر اذا تلاها قال يتلوا وقال قتادة اذا تلاها ليلة الهلال اذا سقطت الشمس رؤيا الهلال. والحاصل ان القمر اه يتلو في سيره ولهذا اذا سبقته الشمس وغابت قبله هل الهلال؟ قال جل وعلا والنهار اذا جلاها آآ جلاها يعني جل الارظ وبينها ووظحها والمراد انه اظاء النهار لانه اذا جاء نهار الارض اضاءت وجلاها صارت جلية واضحة قال والليل اذا يغشاها اذا جاء الليل وغشي الارض اظلمت لان النهار والليل ظدان. فالنهار يجليها ويوظحها فتصبح منيرة مشرقة. ينتفع الناس يذهبون ويجيئون. واذا جاء الليل خشيها اظلمت وسكن الناس الى مساكنهم. قال والسماء وما بناها. آآ ماء هنا مصدرية وتقدير الكلام وبنائها والسماء وبنائها. آآ وقد بناها الله بناء عظيما وهي في غاية آآ يعني الاتقان مع كبرها وكثرة ما فيها. قال والارض وما طحاها. اه طحاها قال العلماء طحاها بمعنى دحاها ومنهم من عبر وعليه اكثر المفسرين واشهر الاقوال قال طحاها بسطها. وقال آآ ابن عباس في رواية اي خلق فيها وقال مجاهد ضحاها دحاها وهي بمعنى والمعنى ان الله سبحانه وتعالى هو الذي دح الارض هو الذي ضحى الارض بسطها واودع فيها منافعها. ونفسي وما سواها. قال ابن كثير ونفسي وما سواها اي خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة. كما قال جل وعلا فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم. اه قال جل وعلا فالهمها فجورها وتقواها اه اقسم الله عز وجل بهذه المخلوقات لعظمها واخبر جل وعلا انه هو الذي الهم النفس. اه فجورها وتقواها. قال ابن كثير اي فارشدها الى فجورها اي بين ذلك لها وهداها الى ما قدر لها. وقال ابن فالهمها فجورها وتقواها قال بين لها الخير والشر وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك وقال سعيد بن جبير الهمها الخير والشر. وقال ابن زيد جعل فيها فجورها وتقواها. فالحاصل الله جل وعلا اه يسر كل انسان لما خلق له كما جاء في الحديث لما سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ارأيت ما نعمل على امر قد فرغ منه او امر مستأنف؟ قال لا على امر قد فرغ منه. قالوا ففيما العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. قال جل وعلا قد افلح من زكاها. قد افلح من زكا هذه النفس وطهرها من الذنوب والمعاصي طهرها بالتوحيد والايمان طهرها من الاخلاق الدنيئة والرذائل. وخاب من دساها آآ اي اخملها ووظعها ووظعها في موظع الخذلان وقنا معنى دساها يعني دسها وآآ عملت بالذنوب والمعاصي. فقد افلح اي فاز فوزا عظيما من زكى نفسه وامن وقد خاب غاية الخيبة اه من دساها واوقعها في المعاصي والشرك. ثم قال جل وعلا كذب الثمود بطغواها اخبر ان ثمود قبيلة ثمود المعروفة في الحجر في مدائن صالح كذبت آآ بطغواها بسبب طغواها بسبب طغيانها وتجاوزها للحدود وعدم الوقوف للحق. اذ انبعث اشقاها. حين ان بعث وانطلق اشقاها وهو اه قدر ابن سالف اشقى القبيلة قدر ابن سالف عاقر الناقة وهو احيمر ثمود وهو الذي قال الله تعالى عنه فنادى فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فكيف كان عذابي ونذر؟ فانبعث اشقاهم هذا ولكن كان برضا من الجميع. ويقال انه اخذ العهد على الرجال والنساء فوافقوه فقتل الناقة عن رضا من الجميع قال اذا انبعث اشقاها فقال لهم رسول الله وهو صالح نبي الله صالح ناقة الله وسقياها. يعني احذروا ناقة الله التي اخرجها الله جل وعلا اية لهم احذروا من قتلها والتعرض لها وسقياها ايضا احذروا سقياها فلا تعتدوا عليها في حال سقيها فان لها شرب ولكم شرب يوم معلوم. فاعتدوا عليها في يوم شربها وكانت في يوم تشرب وحدها ولكن تكفيهم باللبن جميعا. وفي اليوم الاخر يريدونهم فاعتدوا عليها في يومها. قال جل وعلا فكذبوه ولم يطيعوه ما ما تركوا الناقة ولا تركوا سقياها وشربها ويومها لها قال فكذبوه كذبوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فعقروها اي قتلوها. فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها. دمدم اي اطبق عليهم عذابه. وهي الصيحة الرجفة ومعنى فسواها يعني سواها على الجميع سوى الجميع على القبيلة كلها ما اهلك ناس ناس. اه دمدم يعني اطبق عليهم من الدمدمة وهي اطباق الشيء والدمدم البئر يعني آآ اطبقها واغلقها فكذلك الله سبحانه وتعالى اطبق عليهم عذابه بسبب ذنبهم فسواها عليهم اي جعلها على الجميع هذه العقوبة ولا يخاف عقباها جل وعلا. اه قال ابن عباس اي لا يخاف لا يخاف الله من احد تبعه كذا قال مجاهد وقال الضحاك اي لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع والقول الاول اولى حسن الله جل وعلا لا يخاف احدا ولهذا ذمدم عليهم ولا ولا يخاف عقبى هذه العقوبة التي احلها بهم اسأل الله ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد