نتكلم على سورة والتين والزيتون. ولها عدة اسماء. فمن اسمائها سورة والتين بالواو. وسميت بدون واو. سورة التين وكل هذا مأخوذ من اول اية فيها. ونوعها مكية عند اكثر اهل العلم حتى قال ابن عطية في تفسيره لا اعرف خلافا بين المفسرين في ذلك. و ترتيبها في النزول هي السورة الثامنة والعشرون. نزلت بعد سورة البروج وقبل سورة خلاف قريش واياتها ثمان. وورد في فضلها ما رواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يقرأ في سفره في احدى الركعتين بالتين والزيتون فلم فما سمعت احدا احسن صوتا او قراءة منه. صلى الله عليه واله وسلم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها. يقول الله جل وعلا والتين والزيتون. هذا قسم الواو واو القسم والله اقسم بالتين والزيتون واقسم بطول سنين واقسم نعم. على شيء واحد جواب القسم او المقسم عليه لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين والتين فيه اقوال. التين فيه اقوال. القول الاول وهو الصواب والذي عليه كثير من المفسرين ان المراد به التين النبات الثمرة ولهذا قال مجاهد والحسن قالوا هو دينكم هذا. ثمرة التين المعروفة والزيتون ايضا ثمرة الزيتون المعروفة التي كما قال مجاهد وعكرمة قال هو هو هذا الزيتون الذي تعصرون. وهذا هو الاصل الاصل حمل اللفظ على ظاهره وعلى مفهوم المخاطبين وعلى ما يتبادر الى الذهن. فالمراد ان الله اقسم بهاتين النبتتين بالتين وبالزيتون للدلالة على فضلهما. وعلى شرفهما. وعلى عظيم منة الله عز وجل علينا بهما. وهذا هو الراجح في تفسير ذلك. وقال بعض المفسرين ان المراد بالتين مسجد مسجد دمشق. وقيل الجبل الذي الى هي نفسها هي دمشق. وقيل الجبل الذي عندها. وقال القرظي هو مسجد اصحاب الكهف وروي عن ابن عباس من طريق العوفي انه مسجد نوح الذي على الجودي وكذلك الزيتون قال كعب الاحبار هو مسجد بيت المقدس. وقيل هو الجبل الذي نعم. قيل هو مسجد بيتي المقدس. وقيل غير ذلك. ولكن يا ان هذا خروج عن اللفظ. لكن لو جاءنا حديث صحيح او دليل صحيح يبين ان المراد بالتين والزيتون ليس النبأ ليس النباتات او النبتتين المعروفتين والثمرتين المعروفتين فانا نصيره الى الدليل. والا الاصل يحمل القرآن على عرف ومعهود المخاطبين. وهو التين المعروف والزيتون المعروف والتين والزيتون وطور سينين. طور سينين هو جبل الطور. هو جبل الطور المعروف في سيناء. وهو الجبل الذي كلم الله نبيه موسى عنده. وهو راجع مدين. وارسله الى فرعون. وسنين قالوا سينين هو سيناء. كما يقال طور سيناء كما جاء في اية اخرى ويقال طور سنين. فهو طور سيناء. يعني جبل الطور الذي في سيناء. قالوا ومثل هذا قوله جل وعلا في سورة الصافات وان الياس لمن المرسلين ثم ذكر بعد ذكر كذا اية في ثم قال سلام على الياسين. قالوا فايلاس هو الياسين. كما ان سينا هو سنين وهذا هو الاظهر والله اعلم ان طول سنين المراد به طور سيناء جبل الطور الذي في الذي كلم الله موسى عنده وارسله الى فرعون. وهناك من قال ان طول السنين المراد به الجبل الذي ينبت الجبل الذي تكثر فيه النباتات يسمى طور سنين. وقيل ان سنين اي المبارك الحسن. وهذا بلغة الحبشة سنين يعني المبارك الحسن وقيل المبارك بالسريانية وقيل كل جبل فيه شجر مثمر وقيل غير ذلك ولكن الاظهر الله اعلم ان المراد جبل الطور طور سيناء او جبل طور سيناء جبل الطور المعروف ولهذا قال بعض المفسرين ذكر الله في الايات الاولى من هذه السورة اماكن او محال ثلاثة من اولي من الرسل اصحاب الشرائع الكبار. فقوله والتين والزيتون هذا اشارة الى بيت المقدس. التي بعث الله فيها عيسى ابن مريم وطور سنين المراد به جبل جبل الطور او طور سيناء وهو الذي كلم الله وعنده موسى ابن عمران. نبي الله موسى ومن اولي العزم ايضا. كما ان عيسى بن اولي العزم. والبلد الامين هي مكة وهي محل وبلد النبي صلى الله عليه وسلم. وهو افضل الانبياء. قال جل وعلا وهذا البلد الامين. وعلى كل حال اقسام الله جل وعلا بالتين والزيتون وطور سنين. هذا كله تشريف له. تشريف فاقسم جبل الطور لشرفه وعظم شأنه. قال جل وعلا وهذا البلد الامين وهي مكة. وسماها الامين. لان من دخله كان امنا وقد حرم الله مكة واظهر تحريمها على لسان ابراهيم هي بلد حرام. ولهذا يأمن فيها كل شيء. الان. يأمن فيها الناس فيها الصيد. ولهذا تلاحظ ان حمام الحرم تكاد تدوس عليه بقدمك لا يفر منك. امن يأمن فيها الاشجار ما تقطع يأمن فيها العشب يعمل فيها كل شيء. فهو بلد امين. قال جل وعلا لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. هذا هو المقسم عليه. او جواب القسم. ان الله قد خلق الانسان من حيث هو انسان في احسن تقويم. قال ابن كثير وهو انه تعالى خلق الانسان في احسن صورة وشكل منتصب القامة سوي الاعضاء حسنها نعم كما مر معنا في احسن تقويم وفي احسن خلقة هو احسن المخلوقات تقويم يمشي على قدمين ورأسه منتصب الى اعلى بينما بقية الدواب من المخلوقات تجدها تمشي على اربع. ورأسه في مستوى جسمها ليس فوقها هذه منة من الله عز وجل تكريم لبني ادم. قال جل وعلا لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين. ثم رددناه اسفل سافلين. اختلف العلماء فيها على قولين اختلف العلماء فيها على قولين القول الاول ان اسفل سافلين هنا هو النار والمراقب الانسان هنا الكافر. اي رددناه الى النار وقال بعض المفسرين اسفل سافل هنا هو ارذل العمر هو ارذل العمر. رجح العلامة ابن القيم رحمه الله ان اسفل سافلين هنا المراد به النار ورد يعني رد القول الثاني واثبت صحة هذا القول بعشرة اوجه كما في التبيان في اقسام القرآن ولهذا قال والصحيح انه النار يعني اسفل سافلين. قاله مجاهد والحسن وابو العالية قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هي النار بعضها اسفل من بعض وقالت طائفة منهم قد هدى وعكرمة وعطاء الكلب وابراهيم انه ارذل العمر. وهو مروي عن ابن عباس والصواب القول الاول. يعني انها النار. قال لوجوه احدها ان ارذل العمر لا يسمى اسفل سافلين لا في لغة ولا في عرف ما يسميه العرب ما هو معروف في لغتهم ولا في عرفهم. قال وانما اسفل سافلين هو سجين. الذي هو مكان الفجار كما ان عليين مكان الابرار الثاني ان المردودين الى اسفل العمر بالنسبة الى نوع الانسان قليل جدا. فاكثرهم يموت ولا يرد الى ارذل العمر والله اخبر هنا يعني الذين يعمرون قليل والله هنا اخبر ان هذا الانسان يرد ان الانسان يرد الى اسفل سافلين. وظاهره العموم في كل كافر على القول المختار قال والثالث ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يستوون هم وغيرهم في ردي من طال عمره منهم الى ارذل العمر. فليس ذلك مختصا بالكفار حتى يستثنى منهم المؤمنون. حتى يستثنى او حتى يستثني منهم المؤمن كون الانسان اذا كبر يضعف يرد الى اسفل سافلين تضعف قواه بل اذا طال عمرك قد يعني يفقد عقله وهذا ما هو بخاص بالكفار يحصل لهؤلاء وهؤلاء حتى المؤمنين. اذا ليس المراد ارذل العمر. ثم قال الرابع او الوجه الرابع ان الله سبحانه وتعالى لما اراد ذلك لم يخصه بالكفار بل جعله لجنس بني ادم او هذا نعم قال ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا فجعلهم قسمين قسم متوفى قبل الكبر وقسما مردودا الى ارذل العمر. ولم يسمه اسفل سافلين. قال الخامس انه لا تحسن بين ارض العمر وبين جزاء المؤمنين وهو سبحانه قابل بين جزاء هؤلاء وجزاء هؤلاء جزاء اهل الايمان وجزاء اهل وجزاء الكفار. الى اخر كلامه رحمه الله وذكر عشرة اوجه وهو ماتع والمهم ان الذي يترجح عندنا هو الذي يترجح بالدليل ان المراد اسفل سافلين انها النار قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. استثنى الذين امنوا وعملوا الصالحات جمعوا بين الايمان وهو التصديق عن اقرار ايمان القلوب والعمل وعمل الصالحات بالجوارح فلهم اجر غير ممنون. هؤلاء ليسوا مثل الذين يردون الى النار. لا يردون الى الجنة. فلهم اجر عند الله غير مؤمنون غير مقطوع. وغير منقوص وهو نعيم الجنة بل هم في مزيد من نعيم الله عز وجل. قال فما يكذبك بعد بالدين؟ قال ابن كثير اي ابن ادم ما الذي يكذبك بالدين الجزاء في الميعاد. ولقد علمت البداءة وعرفت ان من قدر على البداءة فهو قادر على الرجعة بطريق الاولى. فاي شيء يحملك على التكذيب بالمعاد وقد عرفت هذا. هل يكذبك يا ابن ادم؟ قال من مرأت به الكافر. بالدين بيوم الجزاء والحساب والبعث والنشور ثم قال اليس الله باحكم الحاكمين؟ الجواب بلى. هو احكم الحاكمين جل وعلا. وهو الذي يحكم بين عباده بالقسط وهو الذي اذا حكم نفذ حكمه على الجميع. وحكم بالعدل. وقد اورد ابن كثير وغيره آآ اثرا او حديثا آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قرأ قال اذا قرأ والتين والزيتون فاتى على اخرها اليس الله باحكم الحاكمين؟ فليقل بلى. وانا على ذلك من الشاهدين. وهذا الحديث رواه ابو داوود لكن اسناده ضعيف لا يصح. كما بين اهل العلم ومنهم العلامة الالباني في ضعيفة داوود. فلا يقال شيئا بل ما ثبت ان الانسان يقول شيئا عند قراءة القرآن الا عند اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى؟ اخر سورة القيامة فقد ثبت هذا باسانيد صحيحة تقول سبحانك وبلى او سبحانه وبلى. ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد