الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد. ففي هذه الليلة نتكلم على تفسير سورة القدر وسورة القدر آآ تسمى بهذا الاسم بسورة القدر وهذا هو الاسم المشهور. وسماها ابن عطية الجصاص بسورة ليلة القدر وهي مكية في قول الجمهور. وقال ابن عباس والظحاك انها مدنية. وحكاه الثعلب على انه قول الاكثرين. واستدلوا بانه جاء فيها ذكر ليلة القدر. وليلة القدر انما جاءت حينما فرض صيام رمضان وذلك انما كان بالمدينة يعني بعد هجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم. و ترتيبها عند من قال انها مكية هي السورة الخامسة والعشرون في ترتيب النزول. نزلت بعد سورة عبس وقبل سورة الشمس. ومن قال انها مدنية فيرى انها نزلت بعد سورة المطففين وقبل سورة البقرة. واياتها خمس ايات عند جمهور العادين اعدها آآ المكيون والشاميون عدوها ست ايات. آآ يقول جل وعلا انزلناه في ليلة القدر. ان آآ الله جل وعلا يخبر عن نفسه وهنا بنون العظمة التي تدل على الجمع. لانه عظيم جل وعلا. كما قال في اية اخرى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فالعظيم يعبر بنون الجمع او يعبر بما يدل على الجمع. مع انه واحد فرد صمد سبحانه وتعالى ان انزلناه انزلناه اي القرآن والقرآن لم يسبق له الذكر لكنه آآ امر معهود ومعروف لمن يقرأ هذا الكلام لا يخطر في ذهنه شيء غير القرآن ولهذا قالوا اذا كان المتحدث عنه آآ امرا مشهورا لا يتبادر الى الذهن غيره فانه يجوز يعني يعاد الظمير على ان يعاد الظمير على غير ظاهر. والا الاصل الظمير لابد يسبقه ظاهر فيعاد عليه لكن اذا كان ظاهرا يجوز ذلك كما هنا وكما في قوله حتى توارت بالحجاب. والمراد الشمس ولم يسبق لها ذكر. لكن هذا امر واضح ظاهر انا انزلناه في ليلة القدر آآ يخبر الله جل وعلا انه انزله في ليلة القدر وهذه الليلة المباركة هي التي قال الله جل وعلا فيها انا انزلناه في ليلة مباركة وهي ليلة القدر وهي في شهر رمضان. كما قال تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن. اذا دل الثلاث ايات على ان ليلة القدر انها في شهر رمضان وانها ليلة مباركة وجاء في بعض حديث يحسنه بعض اهل العلم آآ ان القرآن انزل ليلة اربعة وعشرين من رمضان ان القرآن انزل ليلة اربع وعشرين من رمضان. اه اختلف العلماء ما معنى انا انزلناه في ليلة القدر قال بعض اهل العلم يعني ابتدأنا انزاله ليلة القدر. ابتدأنا في انزاله. فنزل مثلا سورة اقرأ باسم ربك الذي خلق ابتدأ نزولها في اه في ليلة القدر من شهر رمضان. ثم بقية القرآن نزل بعد ذلك منه ما كان في ليلة قدر ومنهم ما كان في رمضان ومنهم ما كان في غير رمضان. والقول الثاني وهو مروي عن ابن عباس قال انزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة من السماء الدنيا. ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فيكون قوله انا انزلناه في ليلة القدر يعني انزلنا القرآن كله في ليلة القدر انزل من اللوح المحفوظ الى بيت العزة في السماء الدنيا. وهذا الاسناد ثابت الى ابن عباس رواه الحاكم ورواه ابن ابي شيبة وقال الحاكم مصححه الحاكم وصححه الذهبي وصححه الحافظ ابن حجر وايضا آآ قواه الالباني بمجموع طرقه وقال مثله لا يقال بالرأي. نعم. فمثل هذا لا يقال قال بالرأي لان هذا من علم الغيب فهذا محمول على ان ابن عباس سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم. سمعه من النبي لان هذا يخبر عن شيء من علم الغيب لا يعلمه الا نبي. ولكن الصحابي اذا ذكر مثل هذا مما لا مجال للرأي فيه فان انه يحمل على اه التوقيف وانه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم. اه انا انزلناه في ليلة القدر وليلة القدر الى ليلة القدر هي القدر هو الشرف. هو الشرف والمكانة فهي ليلة ذات شرف وذات قدر عظيم. وقيل ان ان ليلة القدر القدر مأخوذ من التقدير وهو ان الله يقدر فيها ما يكون في السنة. كما في قوله جل وعلا انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم. اي يفصل ويبين ورجح شيخنا الشيخ ابن عثيمين ان تشمل الامرين فهي ليلة القدر مأخوذ من القدر والشرف والجاه والمنزلة لان شأنها عظيم خير من الف ومن قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وتتنزل فيها الملائكة كما سيأتي. وايضا هي ليلة التقدير يقدر الله جل وعلا فيها ما يتعلق بالسنة التي بعدها كله يقدره في هذه الليلة اه وهذا التقدير السنوي وليس التقدير الكلي فان الله قد قدر الامور قبل ذلك ولكن هناك تقدير سنوي كلي تقدير عمري كل انسان يقدر له ما يقع له في عمره وتقدير سنوي آآ يحملون عليه هذه آآ الاية او هذا المعنى انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر هذا الاستفهام استفهام للتعظيم والتفخيم. يعظم ويفخم انا ليلة القدر فقال انا انزلناه في ليلة القدر يعني انزلنا القرآن في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر هذا الاستفهام به التعظيم والتفخيم لهذه الليلة حتى يعتني السامع ويعرف قدرها. ثم قال ليلة القدر خير من الف شهر بيان لليلة القدر. اه لان معنى وما ادراك ما ليلة القدر كما قلنا تفخيم وتعظيم لشأنها والمعنى ما اعلمك ليلة القدر وشأنها وشرفها وعظمها ثم بين ذلك بقوله ليلة القدر خير من الف شهر ليلة القدر التي هي في رمظان في الاوتار منه العشر الاواخر في الاوتار منها خير من الف شهر في العمل. خير من ثلاث وثمانين سنة واربعة اشهر وهي ليلة واحدة. فهي فرصة العمر وهذا من المنح والمنن والفظل الذي تفضل الله به جل وعلا على هذه الامة. فرغم قصر اعمارهم الا ان الله اعطاهم من الاعمال ما يسبقون به غيرهم فقيام ليلة في السنة بالف شهر بثلاث وثمانين سنة فهذا فوز عظيم ولهذا المحروم من حرم هذه الليلة كما سيأتي في الحديث. المحروم من حرم خيرها قال ليلة القدر خير من الف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر. تتنزل في هذه ليلة القدر من بعد غروب شمس ليلة القدر الى طلوع الفجر تتنزل الملائكة والروح تنزل ملائكة الله الى الارض والروح اي جبريل تنزل الملائكة وخصه بالذكر لفضله لانه افضل الملائكة فهو روح القدس تتنزل هذه الليلة قال باذن ربهم باذن ربهم الاذن هنا الاذن الكوني الامر الكوني باذن الله الكوني الذي قدره وكتبه باذن ربهم من كل امر. قيل ان من هنا بمعنى الباء والمعنى من كل امر اي بكل امر. تتنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم بكل امر مما قضاه الله وقدره. هذه الليلة وقيل ان من هنا بمعنى اللام تتنزل تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم لكل امر من الامور التي امرهم الله عز وجل بها تلك الليلة لانها وسلام حتى مطلع الفجر. وقيل المعنى اه من كل بامر اي من اجل كل امر من الامور التي قظى الله بها في تلك السنة. فالحاصل انهم يتنزلون بامر الله جل وعلا الا يتنزلون باذن الله وانهم يقومون بالامر الذي وكله الله اليهم ويتنزلون يبتلون بالامر الذي وكله الله اليهم. ثم قال سلام هي حتى مطلع الفجر كلام هي حتى مطلع الفجر. سلام قيل اي سالمة من كل شر. ليلة القدر سالمة من كل شر ليس فيها شر ولا اذى على المؤمنين. وقيل انه قيل لها السلام لكثرة من يسلم فيها من الاثام وعقوبات الاثام وقيل سلام اي اي ان الملائكة تسلم على المؤمنين ليلة القدر يسلمون على كل مؤمن وان كان لا يراهم. فالحاصل ان هذه الليلة ليلة سلام وامن وخير وطمأنينة نزلوا الرحمات وارتفاع العقوبات والعتق من النيران. فجدير بالمسلم ان يعتني بها وان يحرص عليها آآ هنا آآ بمناسبة قرب آآ العشر الاواخر سنتحدث ان شاء الله اه في الدقائق الباقية على فضل يعني اولا سنتكلم عن على ليلة القدر وعلى فضلها. فنقول جاء في فضلها هذه السورة والايتين اللتين سبق ان اشرنا اليهما وهي قوله وهما قوله جل وعلا انا انزلناه في ليلة مباركة قول شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن. وليلة القدر ثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال التمسوها في العشر الاواخر من رمضان. التمسوها في العشر الاواخر في الاوتار منها. آآ ليلة القدر الصحيح انها تنتقل تنتقل فسنة تكون ليلة سبع وعشرين مثلا وسنة تكون ليلة واحد وعشرين وليه والسنة تكون ليلة ثلاثة وعشرين هذا هو الصحيح انها آآ تنتقل وليست ليلة بعينها ولهذا جاء من حديث ابن عمر ان رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اوروا ليلة القدر في المنام في السبع الاواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني ارى رؤياكم قد تواطأت في السبع الاواخر. فمن كان متحريها فليتحرى في السبع الاواخر وجاء في بعض الروايات اه التمسوه في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى في ثالثة تبقى اريها النبي صلى الله عليه واله وسلم فخرج الى اصحابه ليعلمهم بها فتلاحى رجلان تلاحى تخاصم وصار بينهم ملاحات ومخاصم ومجادلة فرفعت فقال النبي صلى الله عليه وسلم انني اريد اخبرت او اريته ليلة القدر فخرجت لاخبركم بها فتلاحى فلان فرفعت وعسى ان يكون خيرا نعم وعسى ان يكون خيرا فكان خيرا ولله الحمد. ولا شك لانه لو علم الناس انها مثلا ليلة سبعة وعشرين كثير من الناس لا يقوم الا تلك الليلة. لا يقوم الا تلك الليل. لكن الان صارت في العشر الاواخر. وهي في الاوتار ارجع منها في الاشفاع وقد تكون في الاشفاع لانهم قد يخطأ في رؤية الهلال يصام بعده ويكون قد هل لكن اتموا شعبان ثلاثين مثلا فقد تقع في الاشفاع ولهذا ينبغي للانسان ان يقوم العشر الاواخر كلها ويصليها كلها ويتحراها في العشر الاواخر كلها وان كانت الاوتار ارجع. اه وهذا خير لان الانسان حينما يلقى الله جل وعلا وقيام عشر ليال او تسع ليال العشرة الاخيرة من رمضان لا شك ان ذلك افضل واعظم اجرا من ان يلقى الله بعمل ليلة بليلة القدر وحدها فهذا خير ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وعسى ان يكون خيرا. آآ ايضا هي انتقل فقد ثبت في حديث في حديث في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني آآ او نذكر حديث ابي سعيد آآ رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر من رمضان ثم اعتكف العشر الاوسط في قبة تركية على سدتها حصير. قال فاخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية ثم اطلع رأسه فكلم الناس. فدنوا منه فقال اني اعتكفت العشر الاول التمس هذه الليلة. ثم اعتكفت العشر الاوسط ثم اوتيت فقيل لي انها في العشر الاواخر. فمن احب منكم ان يعتكف فليعتكف. فاعتكف الناس معه ثم قال صلى الله عليه وسلم واني اريتها ليلة وتر واني اسجد في صبيحتها في طين وماء. يعني صلاة يصلي والمسجد كان سقفه من الجريد وكان طينا فيأتي الماء يأتي المطر ويخر السقف يصب الماء في المكان الذي يسجد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنبر قال واني اريتها ليلة وتر واني اسجد في طين وماء فاصبح من ليلة احدى وعشرين وقد قام الى الصبح فمطرت السماء فوقف المسجد يعني نزل الماء منه فابصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وانفه فيهما الطين والماء واذا هي ليلة احدى وعشرين من العشر الاواخر. متفق عليه واللفظ لمسلم. اذا هذا الحديث يدل على ليلة القدر في تلك السنة كانت ليلة احدى وعشرين. وايضا ثبت عن جمع من الصحابة ابي وغيره في صحيح مسلم وغيره انهم انهم يقولون ليلة سبعة وعشرين رأيناها ليلة سبعة وعشرين وكان بعض الصحابة يقسم انها ليلة سبعة وعشرين وجاء في بعض الاحاديث ايضا انها ليلة ثلاث وعشرين انهم رأوها ليلة ثلاث وعشرين. وهذا يدل على ما سبق ان اشرنا اليه انها تنتقل ولهذا ينبغي للمسلم ان يجتهد في العشر الاواخر كلها انها ليست ثابتة كما يذهب بعضهم وان كان كقول جمع من اهل العلم انهم يرون انها ليلة سبع وعشرين وهو قول له وجه من النظر وثبت في احاديث لكن محمول الاحاديث محمولة على ان السنة التي قالها الصحابة واقسموا عليها اه انها في تلك السنة كما قالوا وربما في سنة او سنتين او ثلاث لكنها احيانا ولهذا ينبغي للمسلم ان يجتهد في هذه الليلة يجتهد في الصلاة ويحيي يحيي ليالي العشر كلها لكن طبعا لا لا يقضيها كلها صلاة. لان عائشة رضي الله عنها تقول ما قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة. يعني ما صلى الليل كله لكن ان يحيي هذه الليلة شيء منها الصلاة التهجد شيء منها السحور شيء منها التسبيح الاستغفار الدعاء وما شابه ذلك. قراءة القرآن يحيي الليل كلها. في ذكر الله عز وجل. ويجمع بين وقراءة القرآن والتسبيح والدعاء والاستغفار وغير ذلك والسحور ويحتسب ذلك هذا كله وهذا مما تحيا به هذه الليلة وليس معنى ذلك انه يصلي الليلة كلها. ويسن ان يدعو فيها الانسان بالدعاء الذي جاء عند الترمذي بسند جاء عند احمد الترمذي بسند صحيح آآ بل عند احمد واصحاب السنن واللفظ للترمذي انه قال اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني يكثر الانسان من هذا الدعاء. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. اه هناك زيادة انك عفو كريم آآ لا شك ان الله هو الكريم وهو اكرم الاكرمين. لكن هذه الزيادة غير ثابتة في الحديث. ولسنا باحرص من النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء وعلى ما يرضي الله. فعلينا ان نلتزم بهذا الدعاء اللهم انك كريم اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما قالت ارأيت ان ان علمت اي ليلة ليلة القدر ما اقول فيها؟ قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. اه وليلة القدر شأنها عظيم. فيكفي ما جاء في هذه السورة. يعني من الثناء عليها ولهذا عدد اهل العلم لها فضائل قال الاولى ان الله انزل القرآن فيها الذي به هداية العباد وسعادتهم في الدنيا والاخرة. كما قال انا انزلناه في ليلة القدر وقال انا انزلناه في ليلة مباركة. ومن فضائلها انه يطرق فيها كل امر حكيم. ويفصل من اللوح المحفوظ ما هو كائن في السنة من الارزاق والاجال والخير والشر. والفظيلة الثالثة ما دل عليه الاستفهام في قوله وما ادراك ما ليلة القدر استفهام يدل على التفخيم والتعظيم لشأنها والفظيلة الرابعة ان الله سماها ليلة مباركة. مبارك كثيرة البركة. فقال انا انزلناه في ليلة مباركة. ومنها انها خير من الف شهر ليلة واحدة خير من ثلاثة وثمانين سنة واربعة اشهر. ومنها ان الملائكة تتنزل فيها والروح وجبريل لكثرة بركتها وهؤلاء الملائكة انما ينزلون بالخير والبركة. ومنها انها سلام الليلة كله. الليلة كلها من مغربها الى طلوع الفجر لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بسبب ما يقوم به العبد من العمل. ومنها ان من ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. للحديث المتفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. يا له من فوز عظيم! يا له من فوز عظيم! قيام سويعات يكون باذن الله سببا لمغفرة ما تقدم من الذنوب. اين انت من هذا الفضل؟ اين انت من هذا الخير؟ يا باغي الخير اقبل يا باغي الشر اقصر. ومن فضائلها ان من اجتهد فيها وحرص واحياها كلها بالعمل الصالح بالصلاة بالذكر يبتغي بذلك وجه الله. فقد ادرك الخير كله. ومن حرمها فقد حرم الخير كله. كما في الحديث الذي رواه النسائي اه بسند صححه الشيخ الالباني وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاكم رمظان شهر مبارك فرظ الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه ابواب الجنة وتغلق فيه ابواب ابو الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من الف شهر. من حرم خيرها فقد حرم فقد حرم والله. فينبغي للانسان ان يجد ويجتهد ويحرص عليها. ثم ايضا ينبغي للمسلم ان يجتهد في العشر الاواخر كلها يا اخوان فان قدوتنا صلى الله عليه واله وسلم كما في صحيح مسلم من حديث عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الاواخر ما لا يجتهد في غيره وعنها ايضا كما في البخاري ومسلم قالت كان النبي صلى الله عليه واله وسلم اذا دخل العشر شد مئزره واحيا اله وايقظ اهله. شد مئزره قيل المراد به اعتزل النساء. وقيل المراد به يعني شمر الجد والاجتهاد ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقاه جبريل في رمضان فيدارسه القرآن وكان اذا لقيه جبريل كان صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة اجود بالخير من الريح المرسلة والمرسلة المراد يعني انه مثل الريح المرسلة في اسرائها وعمومها. الان الهواء والريح اذا كنت مثلا في الصحراء وهبت بك الريح. اولا هي سريعة جدا. والامر الثاني ان انها تعم كل الارض التي حولك. ما تقول هنا ريح شديدة علي وخلف السيارة او خمسة متر ما فيه ريح لا تشمل المنطقة كلها. فالنبي كان هكذا يعني لسرع لشدة مسارعته في الخير واستفراغه وسعه. وايضا لعموم ولقيامه بعموم الاعمال الصالحة من صيام وقراءة وتسحر واستغفار ومدارسة للقرآن. و آآ قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين آآ يشرح قول ام المؤمنين اه انه كان يجتهد في العشر الاواخر ما لا يجتهد في غيرها قال رحمه الله كان صلى الله عليه واله وسلم يجتهد فيه يعني في ليلة العشر الاواخر بليل العشر الاواخر. اكثر مما يجتهد في غيره. وهذا شامل للاجتهاد في جميع انواع العبادة. من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها. ولان النبي صلى الله عليه وسلم كان يشد مئزره يعني يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والذكر لانه كان يعتكف صلى الله عليه وسلم. قال وكان صلى الله عليه واله وسلم يحيي ليله في هذه العشر بالقيام والقراءة والذكر قلبه ولسانه وجوارحه لشرف هذه الليالي وطلبا لليلة القدر التي من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه به. وكان صلى الله عليه واله وسلم يوقظ اهله للصلاة والذكر حرصا على اغتنام هذه الليالي المباركة بما هي جديرة به من العبادة فانها فرصة العمر وغنيمة لمن وفقه الله جل وعلا. فلا ينبغي للمؤمن هذا من من من تمام كلام شيخنا قال فلا ينبغي للمؤمن العاقل ان يفوت هذه الفرصة الثمينة على نفسه واهله. وانه لمن الحرمان العظيم والخسارة الفادحة ان ترى كثيرا من المسلمين يمظون هذه الاوقات الثمينة فيما لا ينفعهم يسهرون معظم الليل في اللهو الباطل. قاله في رمظان نعم فينبغي ان يا اخوان نجتهد والله هذه فرصة وخاصة ان الناس الان يعني هم في بيوتهم بعض الناس حاول يقطع الوقت باي شيء يلعب بالجوال يلعب ببعض الالعاب لا استغل هذه الفرصة هذه فرصة عظيمة. ما تدري تدركها مرة اخرى ام ولهذا يقول اه ابن رجب في لطائف المعارف قال عن سفيان الثوري قال احب الي اذا دخل العشر الاواخر ان يتهجد بالليل او ان يتهجد بالليل ويجتهد فيه. ينهض اهله وولده الى الصلاة ان اطاقوا ذلك وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يطرق فاطمة وعلي الليلة فيقول لهما الا تقومان فتصليان. اه وقال الحافظ ابن حجر في في الفتح فائدة من حديث اذا دخل العشر حديث عائشة يعني شد مئزره قال وفي الحديث الحرص على مداومة القيام في العشر الاخيرة اشارة الى الحث على تجويد الخاتمة ختم الله لنا بخير امين. ايه لان خاتمة الشهر بس. نسأل الله عز وجل ان يحسن لنا واياكم اه الختام. اه ومما اه اود يعني ان انبه عليه ايضا مسألة الصلاة اه في هذه العشر. اه الصلاة يقول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشي احدكم الصبح فليوتر بواحدة والنبي صلى الله عليه وسلم كان اكثر الصلاة احدى عشرة ركعة كما قالت ام المؤمنين عائشة في البخاري ما زاد في رمضان ولا غيره على احدى عشرة ركعة لكن ثبت من حديث ابن عباس انه صلى ثلاث عشرة وصلى تسعا وصلى سبعا وصلى خمسا ومن هنا اختلف العلماء فمن العلماء من قال ان السنة الا يزيد على احدى عشرة ركعة وما لا الى هذا آآ شيخنا الشيخ بن باز والشيخ ابن عثيمين قالوا هو هي الافضل وكذلك الشيخ الالباني آآ وذهب شيخ الاسلام ابن تيمية الى ان هذا يختلف فمن اراد ان يطيل الصلاة ويصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم فهذا لا بأس يصلي احدى عشرة واما اذا كان يشق عليه طول القيام فيريد يخفف قال يزيد في عدد الركعات. ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية التراويح ان صلاها كمذهب ابي حنيفة والشافعي واحمد عشرين ركعة او كمذهب مالك ستا وثلاثين او ثلاث عشرة او احدى عشرة فقد احسن كما نص عليه الامام احمد لعدم التوقيف فيكون تكفير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره وقال في موضع اخر والافضل يختلف باحوال المصلين. فان كان فيهم احتمال لطول القيام فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره هو الافضل. وان كانوا لا يحتملون لا يحتملونه فالقيام بعشرين هو الافضل والذي يعمل به اكثر المسلمين والذي يعمل به اكثر المسلمين يعني عشرين فانه وسط بين العشر وبين الاربعين وان قام باربعين وغيرها جاز ذلك ولا يكره شيء من ذلك. وقد نص على ذلك غير واحد من الائمة كاحمد وغيره. ثم قال ومن ظن ان قيام رمظان فيه عدد مؤقت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزاد عليه ولا ينقص منه فقد اخطأ فاذا كانت هذه السعة في نفس عدد القيام فكيف الظن بزيادة القيام لاجل دعاء القنوت او تركه؟ كل ذلك سائغ وقد ينشط الرجل فيكون الافضل في حقه تطويل العبادة وقد لا ينشط فيكون الافضل في حقه تخفيفها. وكانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم معتدلة اذا اطال القيام اطال الركوع والسجود واذا خفف القيام خفف الركوع والسجود هكذا كان يفعل في المكتوبات وقيام الليل وصلاة الكسوف وغير ذلك وقال ابن عبدالبر وقد اجمع العلماء على انه لا حد ولا شيء مقدر في صلاة الليل وانها نافلة فمن شاء اطال فيها القيام وقلت ركعاته ومن شاء اكثر الركوع او السجود الى اخر كلامه آآ رحمه الله. فالحاصل ان صلاة الليل الامر فيها واسع لكن لو صلى الانسان احدى عشرة ركعة واطال فيها فهذا طيب والله اذا كان يتعب من طول القنوت يمكن ان يزيد في الركعات وانا اقول يعني حتى لو انه جعل صلاته احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة ركعة الليل كله ولكن يطيل فيها فهو خير وليس هناك عدد محدد ولا ينبغي لاحد ان ينكر على احد. لكن آآ ان اطال القيام فانه يجعلها احدى عشر ثلاث ركعة وان اراد ان يخفف ويزيد في عدة الركعات فالامر فيه سعة. وان اراد ان يخفف ويصلي احدى عشرة ركعة ايضا الامر فيه سعة. اسأل الله ان فانا واياكم لقيام اه ما تبقى من رمظان ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم لقيام ليلة القدر ونسأل الله عز وجل ان واياكم من المقبولين وان يجعلنا واياكم ممن يغفر الله له ما تقدم من ذنبه وان وان يعتق رقابنا من نار جهنم ان يتقبل منا وان يرفع هذا الوباء وهذا البأس على المسلمين. نسأل الله ان يرفعه عاجلا غير اجل. وان يخلف المسلمين خيرا انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد