ثم ننتقل الى تفسير سورة اذا زلزلت وهذه السورة يقال لها سورة اذا زلزلت ويقال لها سورة الزلزلة ويقاس سورة الزلزال ونوعها مكية كما قال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وقال قتادة ومقاتل هي مدنية. وقال اه ابنه عاشور في التحرير والتنوير الاصح انها مكية. وترتيبها في النزول هي السورة الرابعة والتسعون. بناء على انها مدنية نزلت بعد سورة النساء وقبل سورة الحديد. وعدد اياتها تسع ايات عند الجمهور وعدها اهل الكوفة اه ثمان ايات. واورد ابن كثير رحمه الله جملة من الاحاديث في فضلها لكن لا يصح منها شيء. كلها ضعيفة ومما جاء في يعني في فضلها آآ الحديث الذي فيه ان اذا زلزلت تعدل ربع القرآن وبعض الاحاديث تعدل نصف القرآن وبعضها ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه سورة الزلزلة فقال لا ازيد على هذا ولا انقص قال افلح الرويجيل افلح الرويجل لكن كلها ظعيفة الاسناد ويكفيها شرفا انها من كلام ربي العالمين. اه قال جل وعلا اذا زلزلت الارض اذا زلزلت الارض زلزالها. زلزلت يعني حركت حركة شديدة وذلك عند قيام الساعة. فانها تضطرب وتتزلزل وتتحرك قال اذا زلزلت الارض زلزالها. زلزالها هنا آآ مصدر لكن اظافه يعني اذا زلزلت الارض زلزالها اي زلزال الارض فهي مفعول به مطلق هنا مفعول به مطلق. زلزلت زلزالا. لكن اه اتى بالظمير الهاء عودا على الارض وايضا قالوا لمراعاة رؤوس الاية زلزالها اثقالها ما لها اخبارها او حالها والله اعلم. اذا زلزلت الارض زلزالة يعني اذا حركت تحريكا شديدا وزلزالها يعني الزلزال العظيم الذي لم يكن قبل لم يكن قط من قبل آآ ويكون المعنى اذا زلت الارض زلزالا شديدا. وهذا يوم القيامة واخرجت الارض اثقالها اي اخرجت ما في ما فيها من الموتى كما قاله جمع من السلف اثقالها يعني ما في باطنها من الموتى. وقيل بل اخرجت ما في باطنها من الموتى وغيرها من الكنوز وغيرها وهذه الاية كقوله جل وعلا يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم. ان زلزلة الساعة شيء عظيم وكما قال جل وعلا واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت. فالحاصل ان هذا كله يوم القيامة وهذا من اهوال القيامة. و ما واثقلها بنو ادم الموتى المقبورون وايضا يدخل فيها الكنوز كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تقيء الارض افلاذك تقيء الارض الاستقاء الاخراج تقيء الارض افلاذ كبدها امثال الاسطوان من الذهب والفضة. فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت. ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا. وعند ذلك يقول الانسان جنس الانسان ما لها؟ ما لها؟ يستنكر امر الارض بعد ان كانت قارة ساكنة ثابتة وهو مستقر على ظهرها تقلبت الحال وتغيرت فاضطربت الارض وتحركت وقد جاءها من امر الله ما اعد لها. فعند ذلك يقول ما لها؟ ما الذي حصل لها ما الذي حصل للارض يقول الانسان وقال الانسان ما لها ثم قال جل وعلا يومئذ تحدث اخبارها يومئذ يوم تضطرب وتتزلزل وتتغير يوم القيامة تحدث الارض اي تخبر بما عمل عليها. ولهذا جاء في حديث اه رواه الامام احمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب عن ابي هريرة قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية اية يومئذ تحدث اخبارها فقال اتدرون ما اخبارها؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال فان اخبارها ان تشهد على كل عبد وامة بما عمل على ظهرها ان تقول عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا فهذه اخبارها. وبعض اهل العلم يضعف هذا الحديث والترمذي وغيره يحسنه ويصححه وهذا يدل الحديث ولو قلنا بانه ضعيف لكن معناه يدل عليه ظاهر القرآن. فيتحدث باخبارها وما عمل على ظهرها انتبه يا عبد الله لا تظن انك تفعل ما تشاء وكل ولو غبت عن الناس في الصحراء في البرية في المكان البعيد ستحدث الارض وتخبر عما عملت عليها فاتق الله ولا تعمل الا عملا صالحا لا يسوؤك حينما يخبر عنه ثم قال بان ربك اوحى لها. لماذا هي تحدث وتخبر بالاخبار وما عمل عليها قال بان بان ربك احالها. اي بسبب الباء للسببية اي بسبب ان ربك اوحى لها اي امرها واوحى لها يعني امرها بامره بذلك فاخرجت ما في بطنها ثم صارت تتحدث يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم يومئذ في ذلك الوقت ومتحدث اخبارها حينما يوحي الله جل وعلا لها بذلك يصدر الناس اشتاتا يعني متفرقين ومختلفين كما قال جل وعلا يومئذ يتفرقون. وكما قال جل وعلا يومئذ يصدعون ليروا ليروا اعمالهم. نعم يختلفون منهم من هو مؤمن ومنهم من هو كافر اشتات متفرقين. كل وعمله قال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. من عمل في هذه الحياة مثقال ذرة من العمل سيراه بام عينه يوم القيامة. اقرأ كتاب فكفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ومن يعمل مثقال مقدار ذرة من من الخير من الشر يراه كذلك. فالمؤمن او جنس الانسان يرى ما عمل من الخير ومن الشر. فاعمل مالا تسرك يوم تراها وتنظر اليها. واعلم انك لست مهملا وانه مهما عملت ولو كان امثال الذر لو عملا يسيرا اراه يوم القيامة فاحرص على العمل الصالح وابتعد عن العمل السيء و جاء فيها حديث يعني في هذه السورة يمكن ان يقال يعني يستدل به على العموم وهو ما رواه البخاري من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل لثلاثة لرجل اجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر. فذكر الحديث وفيه قال فسئل عن حمر الحمر جمع حمار. او جمع حمير فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما انزل الله فيها شيئا الا هذه الاية الفاذة الجامعة. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره انتبه لو تعمل خير في الحمار تراه تعمل شر تراه. في اي شيء تعمل خير تراه في اي شيء تعمل شر تراه هذه الاية تدل على العموم وهذا الحديث ايضا رواه الامام مسلم وجاء ايضا اه عند الامام احمد والنسائي بسند صحيح اه ان انه اوتي النبي صلى الله عليه وسلم او عن نعم عن صعصعة ابن معاوية عم قصدك انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال حسبي يكفيني لا ابالي لا اسمع بعدها وايضا جاء في الحديث الذي عند البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة وقالها في الصحيح لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تفرغ من دلوك في اناء المستسقي ولو ان تلقى اخاك ووجهك اليه منبسط الى غير ذلك مما يدل على الشمول لا كل شيء تعمله ان خير وان شرا فستراه اسأل الله ان يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد