بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد تفسير سورة العاديات العاديات من اسمائها سورة العاديات بدون واو وعبر عنها بعض المفسرين بسورة والعاديات وذلك كله مأخوذ من اول لفظ او من اول اية فيها ونوعها قال ابن مسعود وجابر ابن زيد وعطاء والحسن وعكرمة انها مكية وقال انس وابن عباس وقتادة انها مدنية وترتيبها في النزول هي السورة الرابعة عشرة. في ترتيب السور عند جابر بن زيد. بناء على انها مكية يعني عند من قال انها مكية نزلت بعد سورة العصر وقبل سورة التكاثر واياتها احدى عشرة اية. يقول الله جل وعلا والعاديات ضبحا. هذا قسم من الله وعلا فالواو للقسم واقسم الله بالعاديات والمقسم عليه او جواب القسم هو قوله ان الانسان لربه لكنود الله لا يقسم الا بشيء له شأن. شيء عظيم. قال جل وعلا والعاديات ضبحا. العاديات فيها قولان المشهور عند المفسرين ان المراد بها الخيل اذا اجريت في سبيل الله والعاديات هي الخيل تعدو وذبحا قالوا هو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو صوت صدرها وهو ذبح. ولهذا قال بعض اه قال ابن عباس وعطاء ما ذبحت دابة قط الا فرس او كلب. فالظبح هو الصوت الذي يخرج من صدرها حينما تجري بسرعة قال جل وعلا والعادي يأتي ربحا اي والخيل اذا غدت في سبيل الله واغارت على العدو وصار لها ظبح ولصدرها ظبح ولها صوت بسبب سرعة عدوها. وقال بعظ هي الابل. والعاديات ضبحا. قال هي الابل. قال معنى قوله ظبحا قالوا هو صوت الابل ايظا الصوت الذي يخرج منها اذا اسرعت وان كان كما قلت بعض اهل العلم يعني يعني بعض اهل اللغة ينكرون ذلك. يقول الظبح لا يقال في في الابل. لا يقال الا في الفرس قال والعادي ياتي ضبحا والقول بانها هي الخيل هذا هو الاكثر. اكثر المفسرين عليه وهو قول ابن عباس والعاديات ضبحا. فالموريات قدحا. الموريات يعني توري حينما تعدو توري نارا. كيف ذلك؟ لان الخيل يضعون في قوائمها في اسفل يديها ورجليها يضعون لها حذاء من حديد حتى يقيها الحجارة فاذا عدت بسرعة تصطك بالحجارة فتوري قدحا يعني تشعل نارا تشعل نارا ينقدح اذا ضربت الحديدة الحصاة او الحجر طلع منه شرار او قدح منه شيء من النار. فهو فهو معنى فمورياتي قدحا. ولهذا يقول ابن كثير قال قل يأتي قدحا اي استكاك نعالها للصخر فتقدح منه النار. املئت من وراء النار يعني يري النار التي منها يعني يري الناس ويوقدون كما في القرآن تورون يعني قال جل وعلا في الموريات قدحا فالمغيرات صبحا والمغيرات صبحا هي الخيل على القول ان الخيل تغير على العدو في وقت الصباح. وهذه هي السنة. فقد كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يغير صباحا ويتسمع اذانا فاذا سمع اذان عند القوم الذي يريد يغير عليهم تركهم لانهم مسلمين والا اغار عليهم فالمغيرات صبحا. فاثرن به نقعا يعني اثارت الخيل بحوافرها نقعا. النقع هو الغبار وذلك انها اذا اغارت على العدو وفي وقت الصباح يكون الجو صافيا تثير غبارا كثيرا في السماء. بسبب قوة عدوها وجريها والعاديات ربحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فاثرن به نقعا فوسطنا به جمعا اي توسطت الخيل باهلها مكان العدو فوسطنا به جمعا يعني اذا اغارت وهي بعيدة عن عن العدو تغير الى ان توسط بصاحبها عند العدو. المكان الذي فيه العدو. فتكون بين فيعني يكون داخل جمع العدو الذي اراد ان ان يغير عليهم لسرعة عدوها ما يستطيعون يفرون عنها. ولهذا يقول ابن ابن كثير فوصفنا به جمعا اي توسطنا ذلك المكان كلهن يعني ايه سواء اريد الخيل كلها توسطت ذلك المكان ووصلت او انها توسطت بصاحبها حملته الى ان توسط مع العدو وجيش العدو فصار وسطهم ليقتلهم ويهزمهم باذن الله جل وعلا. فوسطنا به جمع ان الانسان لربه لكنود. هذا هو جواب القسم. يقول الله جل وعلا ان الانسان اي جنس الانسان لربه لكنود. ومعنى كنود اي كفور كفور بالنعم. وقيل جحود لها. وكل ذلك حق فهو كفور للنعم جحود لها لا يشكر الله جل وعلا ويمنعها من غيره ولا ينفقها في وجوه الخير. ان الانسان لربه لكنود وانه على ذلك لشهيد. يحتمل ان انه راجع على الله. وان الله على ذلك لشهيد شهيد على جحود ابن ادم وكنوده وكفره للنعم ويحتمل ان عودة ضمير هنا على الانسان. كما قاله محمد ابن كعب كن تقدير الكلام وان الانسان على كونه كنودا لشهيد. اي بلسان حاله اي ظاهر ذلك عليه في اقواله وافعاله. كما قال تعالى ما كان الى المشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر. قال وقال شيخنا الشيخ ابن عثيمين لا مانع ان يحمل على امرين فهو راجع عن الله لانه شهيد يرى عبده ويشهد عليه بذلك والعبد ايضا يشهد على ذلك بنفسه في تصرفاته واعماله فهو جحود لنعمة الله كنود. قال جل وعلا وانه لحب الخير لشديد. انه وان ولحب الخير لشديد. اي وان الانسان الذي هو كنود لحب الخير لا شديد والخير هنا هو المال. كما قال جل وعلا اذا كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية. يعني ان ترك مالا وكما قال جل وعلا عن سليمان نبي الله سليمان فقال اني احببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت حجاب احببت حب الخير الخير الى المال اشغلته الخيل وانشغل فيها حتى فات وقت صلاة العصر على ما ذكره المفسرون ويقول الله جل وعلا في سورة الفجر كما سبق وتحبون المال حبا جما. اذا وانه لحب الخير لشديد اي لحب مال لحب الدنيا يحبها حبا جما. هذي طبيعة الانسان. قال جل وعلا افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور؟ هذا استفهام انكاري ينكر على العبد كنده وجحوده ومحبته للدنيا وايثاره لها على الاخرة واعراضه عن الاخرة افلا يعلم هذا الذي يفعل ذلك؟ اذا بعثر ما في القبور ولا يعلم كيف يكون الحال حينما تبعثر القبور ومعنى تبعثر يعني يثار ما في القبور ما فيها من الموتى ويبحث قال بعضهم بعثر او بعثر معناه اثير وقلب اثيرا وقلب وبحث ما فيها فاخرج وهو يوم القيامة حينما تبعثر القبور يعني حينما يخرج الناس منها فعند ذلك يتبين للانسان ويلقى جزاء عمله. فايها الانسان الكنود الذي تحب الدنيا تقبل عليها ولا تؤمن بالاخرة. ولا تقدم للاخرة اما لا تعلم ان هناك بعث ونشور واخراج واخراج من القبور للمجازات والمحاسبة افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور. قيل حصل اي ميز ميز وبين ما في الصدور من الخير والشر. وقيل حصل وقيل جمع واحصي وكل ذلك حق وما في الصدور اي ما في النفوس. من ظمائر واخلاق وقيل ما فيها من الخير والشر. وهذا كقوله جل وعلا يوم تبلى السرائر تختبر السرائر ويظهر ما فيها فعند ذلك يحصل ما في الصدور حتى ما كان انه الان ولا يظهر ولا يظهر عليه احد لكن يوم القيامة يحصل ويميز ويبين ويوضح ويفضح على رؤوس الاشهاد ان كان اسر امرا باطلا ثم قال ان ربهم بهم يومئذ لخبير. ان ربهم اي رب الناس ورب العباد بهم يومئذ لخبير. الخبير هو الذي هو العليم الذي احاط علمه بكل شيء فهو احاطة ببواطن الامور. فهو العليم وزيادة. فهو عليم خبير ايظا عليم ببواطن الامور. وهو عليم بكل شيء جل وعلا حليم ببواطن الامور يعني لا يخفى عليه شيء. في ذلك اليوم كل شيء يظهر وقال آآ العلماء لماذا قال يومئذ؟ مع ان الله جل وعلا خبير عليم ببواطن الامور في كل وقت واوان. قال الزجاج الله خبير بهم في ذلك اليوم وفي غيره. لكن المعنى ان الله يجازيهم على كفرهم في ذلك اليوم يعني قال يومئذ ليدل على مسألة الجزاء والمحاسبة. فالله عليم بهم في كل حين وقت لكن في الدنيا لا يجازيهم. لكن يوم القيامة يجازيهم على تلك الاعمال التي عملوها وهو يعلمها ولهذا قال يومئذ يعني يوم المجازاة يوم القيامة حينما تبعثر القبور الله خبير عليم قد احاط ببواطن وظواهرهم واعمالهم لا يخفى عليه شيء من ذلك. آآ ثم