قال جل وعلا ويل لكل همزة لمزة. سورة يقال لها من اسمائها سورة الهمزة. ويقال سورة ويل لكل همزة. ويقال سورة الحطمة. وهي مكية بالاتفاق. وترتيبها هي السورة الثانية والثلاثون في ترتيب نزول سور القرآن بعد سورة القيامة نزلت بعد سورة قيامها قبل سورة المرسلات وعدد اياتها تسع ايات بالاتفاق ايضا يقول جل وعلا ويل لكل همزة لمزة. ويل هذه كلمة وعيد. وهي بمعنى الخسار والهلاك وقيل ويل بمعنى العذاب. وقيل واد في نار جهنم. تستعيذ النار منه لكن لا يثبت في ذلك اثر صحيح. اذا الخسار والهلاك. او العذاب لكل همزة لمزة. لكل من اتصف بهذين الوصفين. قال ابن كثير الهماز بالقول واللماز بالفعل يعني يزدري بالناس وينتقص هكذا قال ابن كثير. والذي يظهر والله اعلم العكس. يقال الهمز بالفعل. واللمز بالقول ويدل عليه قوله جل وعلا ومنهم من يلمزك في الصدقات يعني يتكلم يطعنون في النبي صلى الله عليه وسلم. ومنه ايضا قوله جل وعلا الذين يلمزون المطوعين في الصدقات ومنه هماز مشاء هماز مشاء بنميم لانه قال مشاء بنميم يعني يمشي بالنميمة هذا القول. والهمز هو الفعل. اذا ويل لمن هذا وصفه يهمز الناس ويزدريهم بيده او يشير بعينه او بلسانه او برأسه فيتنقص الناس ويغمزهم. ويعيبهم بالفعل وكذلك بالقول يطلق لسانه فيقع في اعراض الناس ويسخر منهم ويغتاب فويل لمن فعل ذلك. وهذا دليل على تحريم هذا الفعل. وانه من الامور المنكرة لا تجوز. ويل لكل همزة لمزة. وقد اورد ابن كثير عدة اقوال للسلف وهي من باب اختلاف التنوع. فقال عن ابن عباس قال همزة لمزة طعان معياب. وقال الربيع ابن انس الهمزة يهمزه في وجهه واللمزة واللمزة من خلفه. وقال قتادة يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه. ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم. وقال مجاهد الهمزة باليد والعين واللمزة باللسان وهكذا قال ابن زيد وهو الراجحي كما ذكرنا الدليل عليه قريبا وقيل ان المراد به شخص بعينه. قيل هو الاخنس ابن شريق. وقيل انه جميل ابن عامر الجمحي ولكن كل ذلك لا يصح سنده كلها مراسيم الواردة في هذا المرسل نوع من الضعيف عند جمهور المحدثين قال جل وعلا ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده. جمعه يعني جمع المال بعضه على بعض وعدده احصى عدده. كما قال جل وعلا وجمع فاوعى. فهو جماع يجمع المال ومناع يمنع العطاء. وعدده التعديد هو الاحصاء يحصيه دائما يحرص عليه لشدة حرصه وبخله. فويل لمن كان هذا شأنه يعيب الناس بفعله وبقوله ويحرص على جمع ويعدده شحا وحرصا عليه حتى لا ينقص منه شيء. ولا ينفق في وجوه الخير. قال يحسب ان ما له اخلده يظن هذا الهمزة اللمزة الجماع المناع ان المال الذي جمعه انه ان يبقيه مخلدا لا يموت؟ كلا كلمة ردع وزجر يردعه عن هذا ويزجره؟ لا. كلا لينبذن في الحطم. ليس الامر على ما ظن ان ما له يخلده ويبقيه لا ليس الامر كذلك. ثم اخبر انه ليمبذن في الحطمة يعني ليطرحن هذا الرجل الذي هذا الهمزة اللمزة الجماع المناء في الحطمة والحطمة هي النار. اسم من اسمائها ووصف من صفاتها قيل لها ذلك لانها تحطم عظام الكفار وتكسرها وتفتتها نعوذ بالله من ذلك. قال وما ادراك ما الحطمة؟ هذا على طريق التهويل والتفخيم والتعظيم. والمعنى وما اعلمك ما الحطمة. ثم فسرها وقال نار المنقذة هي نار الله النار الموقدة التي اوقدت وقودها الناس والحجارة حتى اشتد حرها التي تطلع على الافئدة من شدة حرقها للكفار تأكله حتى تطلع على فؤاده وعن الفؤاد داخل البدن. الغالب ان الاصابات تكون في الجسم الخارجي. لكن نعوذ بالله تأكلهم حتى تصل الى قلوبهم فتطلع عليها تحرقها تهلكها ولكن لا يموتون مع ذلك. ثم قال انها عليهم مؤصدة يعني ان النار على الكفار مؤصدة يعني مطبقة. مطبقة مغلقة ما يستطيعون يخرجون منها رصدت ابوابها واطبقت واغلقت في عمد ممددة. قيل انهم في عمد من حديد وقيل انها عمد من نار وجاء عن ابن عباس انه قال في عمد ممدد قال يعني الابواب الممدودة. وجاء عن قتادة آآ جاء عن نعم قال قتادة في قراءة عبد الله بن مسعود انها عليهم مؤصدة يعني قال انها عليهم بعمد ممدة. وعن ابن عباس قال ادخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد. وفي اعناقهم السلاسل فسدت بها الابواب. وقال قتادة كنا نحدث انهم يعذبون بعمد في النار. ورجحه ابن جرير وقال ابو صالح في عمد ممدده يعني القيود الطوال. ولكن ظاهر كلمة العمد انها عمد جمع عمود هم يعذبون بعمد في نار جهنم والله اعلم في كيفيتها. لكنها فيها العذاب الشديد والنكال. نعوذ بالله