ثم بعد ذلك نأتي على تفسير سورة الفيل نبدأ بالكلام على اه قصتها وما ورد فيها وسبب حصول اه والسبب يعني حصول قصة الفيل ومتى كانت و انقل وفي هذا الكلام الحافظ ابن كثير رحمه الله فانه قد لخص الكلام وافاد واجاد ونؤجل ان شاء الله الكلام على تفسير السورة في الدرس القادم لكن نبدأ بهذه المقدمة يقول ابن كثير هذه من النعم يعني عند سورة الفيل الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ قال هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش فيما صرف عنهم من اصحاب الفيل. الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو اثرها من الوجود فابادهم الله وارغم انفهم وخيب سعيهم واضل عملهم وردهم بشر خيبة. وكانوا النصارى وكان دينهم اذ ذاك اقرب حالا مما كان عليه قريش من من عبادة الاوثان. ولكن هذا من باب الارهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فانه في ذلك العام ولد على اشهر الاقوال ثم قال وهذه قصة اصحاب الفيل على وجه الايجاز والاختصار والتقريب ثم قال قد تقدم في قصة اصحاب الاخدود ان ذا نواس وكان اخر ملوك حمير وكان مشركا هو الذي قتل اصحاب الاخدود وكانوا نصارى وكانوا قريبا من عشرين الفا. فلم يفلت منهم الا دوس ذو ثألبان فذهب فاستغاث بقيصر ملك الشام وكان نصرانيا. فكتب له الى النجاشي ملك الحبشة. لكونه اقرب اليهم. النجاشي كان نصره والنجيشي يطلق على كل من تولى ملك الحبشة. قال فكتب له الى فكتب له الى النجاشي ملك الحبشة لكونه اقرب اليهم فبعث معه اميرين. الرياض وابرهة ابن الصباح او ابن الصباح ابا يكسوم. في كريم في جيش كثيف فدخلوا اليمن فجاسوا خلال الديار واستلبوا الملك من حمير وهلك ذو نواس في البحر واستقل الحبشة بملك اليمن وعليهم هذان الاميران ارياض وابرهة. فاختلفا في امره وتصاول وتقاتل وتصافى. فقال احدهما للاخر انه لا حاجة بنا الى اصطفاء. الى اصطدام الجيشين بين ولكن ابرز الي وابرز اليك. فاينا قتل الاخر استقبل استقل بعده بالملك. فاجابه الى ذلك فتبارزا وخلف كل واحد منهم فتاة. فحمل ارياط على ابرهة فظربه بالسيف. فشرم انفه وفمه وشق وجهه وحمل مولى ابرهة على ارياط فقتله. ورجع ابرهة جريحا. فداوى فتداوى او فداوى جرحه فبرأ واستقل بتدبير جيش الحبشة باليمن فكتب اليه النجاشي يلومه على ذلك وما كان منه او يلومه على ما كان منه ويتوعده ويحلف ليطعن بلاده ويجزن ناصيته فارسل اليه ابرهة يترقق له ويصانعه وبعث مع رسوله بهدايا وتحف وبجراب وبجراب فيها من تراب اليمن. جراب جراب وظع فيه من تراب اليمن وجز ناصيته فارسلها معه. ويقول في كتابه ليطأ الملك على هذا الجراب فيبر قسمه. وهذه ناصيتي قد بعثت بها اليك ، فلما وصل اليه ذلك اعجبه منه ورضي عنه واقره على عمله، وارسل ابرهة يقول للنجاشي اني سابني لك كنيسة بارض اليمن لم يبنى قبلها مثلها. فشرع في بناء كنيسة هائلة بصنعاء. رفيعة البناء عالية الفناء عالية الفناء مزخرفة الارجاء سمتها العرب القليص او القليس لارتفاعها لان الناظر اليها تكاد تسقط قلنسوته عن رأسه من ارتفاع بنائها. قالنسوا ما يوضع على الرأس مثل الطاقية بس تختلف يعني اذا رفع اعلى تسقط من ارتفاعها وعزم ابرهة الاسرم ان يصرف حج العرب اليها كما يحج الى الكعبة بمكة. ونادى بذلك في مملكته فكرهت العرب العدنانية والقحطانية ذلك وغضبت قريش لذلك غضبا شديدا حتى قصدها بعضهم وتوصل الى ان دخلها ليلا فاحدث فيها وكر راجعا يتغوط فيها اهانة لها. وكان راجعا الى مكة. فلما رأى السدنة ذلك الحدث رفعوا امرهم الى ملكهم ابرهة وقال له انما صنع هذا بعض قريش غضبا لبيتهم الذي ضاهيت هذا به. فاقسم ابرهة ليسيرن الى بيت مكة وليخربنه حجرا حجرا. وذكر مقاتل بن سليمان ان فتية من قريش دخلوها اي هذه الكعبة التي في صنعاء فاججوا فيها نارا اوقدوا فيها وكان يوما فيه هواء شديد فاحرقته وسقطت الى الارض. فتأهب ابرهة لذلك وصار في جيش كثير في في جيش كثيف عرمرم لئلا يصده احد عنه. واستصحب معه فيلا عظيما كبير الجثة. لم يرى مثله. يقال له محمود وكان قد بعث اليه النجاشي ملك الحبشة به ويقال كان معه ايضا ثمانية افيال وقيل اثنا عشر فيلا وقيل غيره والله اعلم. يعني ليهدم الكعبة بان يجعل السلاسل في الاركان وتوضع في عنق الفيل ثم يزجر ليلقي الحائط جملة واحدة. يعني جدار الكعبة. فلما سمعت العرب بمسيره بمسيره اعظم ذلك جدا. ورأوا ان حقا عليهم المحاد المحجبة دون البيت. ورد من اراده بكيد فخرج اليه رجل من اشراف اهل اليمن وملوكهم يقال له ذو نفر فدعا قومه ومن اجابه من سائر العرب الى حرب ابرهة وجهاد وجهاده عن بيت الله وما يريده من هدمه وخرابه فاجابوه وقاتلوا ابرهة فهزمهم ابرهة. لما يريده الله عز وجل من كرامة البيت وتعظيمه. واسر ذو ذو نفر فاستصحبه معه ثم مضى لوجهه حتى اذا كان بارض خثعم فعرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في شهران وناهس فقاتلوه فهزمهم ابرهة واسر نفيل بن حبيب. فاراد ان يقتله ثم عفا عنه واستصحبه معه ليدله في بلاد الحجاز فلما اقترب من ارض الطائف خرج اليه اهلها ثقيف وصنعوه خيفة على بيتهم الذي عندهم الذي يسمونه ملاة فاكرمهم وبعثوا معه ابارغال دليلا فلما انتهى ابرهة الى المغمس وهو قريب من مكة نزل به جيشه على سرح اهل مكة من الابل وغيرها. فاخذوه وكان في السرح مائة بعير لعبد المطلب. وكان الذي اغار على السرح بامر ابرهة امير المقدمة وكان يقال له الاسود ابن مفصول فهجاه بعض العرب فيما ذكره ابن اسحاق وبعث ابرهة الحميري الى مكة وامره ان يأتي باشراف قريش وان يخبره ان الملك لم يجيء لقتالكم الا ان تصدوه عن البيت فجاء حنطة فدخل على عبد المطلب ابن هاشم وبلغه عن ابرهة ما قال فقال له عبد المطلب والله ما نريد حربه وما بذلك من طاقة هذا بيت الله الحرام وبيت خليله ابراهيم فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه وان يخلي بينه وبينه فوالله ما عندنا دافع عنه فقال له حناطة فاذهب معي اليه فذهب معه فلما رآه ابرهة اجله. وكان عبد المطلب رجلا جميلا حسن المنظر ونزل ابرهة من سريره وجلس معه على البساط وقال لترجمانه قل له ما حاجتك؟ فقال ترجمان ان حاجتي ان يرد علي الملك مائتي بعير اصابها لي. فقال ابرهة لترجمانه قل له لقد كنت اجبتني حين رأيتك. ثم قد زهدت فيك حين كلمتني اتكلمني في مائتي بعير اصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين ابائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه. قال له عبد المطلب اني انا رب الابل وان للبيت ربا سيمنعه. فقال ما كان ليمتنع مني؟ فقال انت وذاك ويقال انه ذهب مع عبد المطلب جماعة من اشراف العرب فعرظوا على ابرهة ثلث ثلث اموال تهامة على ان يرجع عن فابى عليهم ورد ابرهة على عبد المطلب ابله. ورجع عبد المطلب الى قريش فامرهم بالخروج من مكة والتحصن في رؤوس الجبال تخوف عليهم من معرة الجيش. ثم قام عبدالمطلب واخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على ابرهة وجنده. قال عبدالمطلب وهو اخذ بحلقة باب الكعبة. لهم ما ان المرء يمنع رحله فامنع حلالك لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدا محالك. قال ابن اسحاق ثم ارسل عبد المطلب حلقة الباب ثم خرجوا الى رؤوس الجبال فلما اصبح ابرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله وكان اسمه محمودا وعبأ جيشه فلما وجهوا نحو مكة اقبل نفيل ابن حبيب حتى قام الى جنبه ثم اخذ باذنه وقال ابرك محمود او ارجع راشدا من حيث جئت فانك في بلد الله الحرام ثم ارسل اذنه فبرك الفيل وخرج نفيل ابن حبيب يشتد يعني يجري حتى اصعد في الجبل وظربوا الفيل ليقوم فابى فظربوا في رأسه وادخلوا محاجن لهم في مراقه فيزعوه فيها يقوم فابى فوجهوه راجعا الى اليمن فقام يهرول وجهه الى الشام ففعل مثل ذلك وجهوه الى المشرق ففعل مثل ذلك ووجهوه الى مكة فبرك وارسل الله عليهم طيرا من البحر امثال الخطاطيف والبالسان مع كل طائر منها ثلاثة احجار يحملها حجر في منقاره وحجران في رجليه امثال الحمص والعدس. لا تصيبوا منهم احدا الا هلك. وليس كلهم اصابت وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق ويسألون عن نوفيل ليدلهم على الطريق على الطريق ونفيل على رأس الجبل مع وعرب الحجاز ينظرون ماذا انزل الله باصحاب الفيل من النقمة وجعل نفيل يقول اين المفر والاله الطالب والاشرم المغلوب غير الغالب. الى بقية قصة وايضا جاء في قصته ان ان ابرهة لم يمت في الحال ورجع لكن صارت تتساقط اعضاؤه عضوا عضوا حتى وصل الى بلاد خثعم فهلك ويقال انه وصل حتى انه بقي الى ان وصل اليمن ثم انصدع قلبه ومات هذا هو ملخص ما ذكر في قصة الفيل آآ نكمل الكلام على سورة الفيل. وسورة الفيل تسمى بسورة الفيل وهذا هو الاسم المشهور. في كتب التفسير وغيرها. وسماها بعضهم سورة الم ترى وسماها بعضهم سورة قريش. ونوعها مكية بالاتفاق. وآآ ترتيبها في النزول هي السورة التاسعة عشرة في نزول او في ترتيب نزول سور القرآن نزلت بعد سورة يا ايها الكافرون وقبل سورة الفلق. واياتها خمس ايات. وكنا بالامس ما ذكره الحافظ ابن كثير من تلخيص قصة اصحاب الفيل ومجيء ابرهة الحبشي حينما بنى بيتا آآ كعبة في صنعاء آآ كادتها قريش واحرقوها ثم جاء يريد ان يهدم البيت ومعه فيلة او قيل فتعرضته العرب فكلما تعرض له قوم من العرب هزمهم واخذ سيدهم معهم الى ان وصل الى قرب مكة آآ عند ذلك حاولوا ان يدفع الفيل الى البيت فبرك. ولم يتقدم. فوجهوه شمالا فقام هرول وجنوبا قام يهرول وشرقا قام يهرول الا جهة الغرب جهة مكة ابى وفي ما هو كذلك اذ جاءتهم طيور سود من جهة البحر او خضراء في مع كل طائر ثلاثة احجار. حجر في منقاره وحجران في رجليه رمت القوم وكان الحجر يضرب الرجل مع رأسه ويخرج من اسفله. فهلكوا الا قليل رجعوا واخبروا بخبرهم وكان ممن اه لم يمت في تلك المكان فيما ذكروا ابرة نفسه لكن بدت تتساقط اعضاؤه الى ان هلك في بلاد خثعم وقيل انه عاش الى ان وصل مكة فانصدع قلبه ومات آآ نعم انه عاش الى ان وصل الى صنعا فلما وصلها انصدع قلبه ومات واهلكه الله وهذا كالتوطئة والتقدمة لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم لان النبي ولد في ذلك العام عام الفيل الذي غزا فيه ابرهة البيت يقول الله جل وعلا الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ آآ هذا استفهام تقريري هذا استفهام تقريري يعني يقرر هذا الامر. والمعنى الم تعلم بما صنعه الله بابرهة وقومه الذين غزوا مكة بالفيل يعني يقرر هذا الامر. وهذا الاستفهام هو خطاب للنبي صلى الله عليه واله وسلم وقيل خطاب للامة وقيل خطابا لكل من يصلح له الخطاب وعلى كل حال الامة مخاطبة بهذا سواء قلنا ان الخطاب عام او قلنا انه خاص بالنبي صلى الله عليه واله وسلم لان ما خطب به النبي امته ومخاطبة فيه الا اذا قام دليل على التخصيص. الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ اصحاب الفيل الذين جاؤوا قيل معهم يريدون ان يربطوا يربطوا فيه سلاسل ويربطوه بجدران الكعبة فيسقطونها وفعل الله بهم ان دمرهم واهلكهم وقتلهم على ضوء ما مر ثم قال الم اجعل كيدهم في تظليل. الم يجعل كيدهم في تظليل آآ الكيد يطلق ويراد به المكر. ولهذا قال الشوكاني الم يجعل مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة استباحة اهلها في تظليل عما قصدوا اليه. حيث لم يصلوا الى البيت ولا الى ما ارادوه من كيد وقال بعض المفسرين الم يجعل كيدهم في تظليل اي في ابطال وتظييع انهم ارادوا هدم البيت فحال الله بينهم وبيناه. اذا هم ارادوا الكيد. هذا كيد منهم يريدون هدم الكعبة. هدم بيت الله جل وعلا لكن جعل الله كيدهم هذا وما ارادوه في تظليل في تضييع اظله ظيعه ما وصلوا الى ما يريدون فضاع سعيهم وخاب بل اهلكهم الله عز وجل وقتلهم شر قتلة. قال جل وعلا وارسل عليهم طيرا ابابيل. ارسل عليهم طيرا ابابيل. وتعددت العبارات في معنى الابابيل. فقال بعض المفسرين آآ ابابيل يعني جماعات. وهذا قاله ابن هشام. قال ابابيل يعني جماعات جماعات وقال ابو سلمة ابن عبدالرحمن قال الابابيل هي الفرق. وهو بمعنى السابق. يعني جماعات فرق وقال الحسن الابابيل الكثيرة وقال ابن عباس والضحاك ابابيل يتبع بعضها بعضا وقال مجاهد ابابيل يعني شتى متتابعة مجتمعة وقال ابن زيد الابابيل المختلفة تأتي من ها هنا ومن ها هنا اتتهم من كل مكان. جاء عن عبد الله ابن الحارث ابن نوفل او عن اسحاق ابن عبد الله ابن الحارث ابن نوفل انه قال الابابيل الاقاطيع كالابل المؤبدة. ولو تأملنا هذه الاقوال كلها حق. لا تعارض بينها. لكن هذا من قبيل اختلاف التنوع فهي جماعات متتابعة كثيرة فرق تأتي من كل جهة فكل ذلك حق. وقد في وصفها ما جاء عن ابن عباس قال لها خراطيم كخراطيم الطير. واكف كاكف الكلاب وعن عكرمة قال كانت طيرا خضرا خرجت من البحر لها رؤوس كرؤوس اتباع وجاء عن عبيد ابن عمير قال هي طير سود بحرية في واظافيرها الحجارة. قال ابن كثير وهذه اسانيد صحيحة. الى هؤلاء قال سعيد بن جبير كان الطيرا خضرا لها مناقير صفر تختلف عليهم وقيل غير ذلك. فالحاصل انها عقوبة ارسل الله جل وعلا عليهم هذه الطير من جهة البحر البحر الاحمر لانه ليس ببعيد من مكة. وكل طير يحمل ثلاثة احجار بمنقاره ورجليه. او مخالبه. وقوله هنا آآ ابابيل قيل ان ابابه لهذه كلمة فارسية اصلها سنج وجل والى يعني غير ذلك قيلس سانك وكل. قالوا معنا السنج او السنك الحجر. والجل الطين والمراد انهم جاؤوا بحجارة من طين. وهذا حق. فالحجارة من سجيل هي من طين. ولهذا قال بعض المفسرين هذا مما اتفقت فيه اللغات فيقال له سجيل ويقال له طين. وحتى في اللغة العربية يقال سجيل. وهو في الفارسية سجيل. وهو حجارة من الطين. الطين اذا يبس وصار قاسيا. ومما يدل على صحة هذا القول ان الله سبحانه وتعالى قد قال في سورة الحجر لما ذكر اهلاك قوم لوط قال وامطرنا حجارة من سجيل. امطرنا عليهم حجارة من سجيل. ثم قال في سورة لنرسل عليهم حجارة من طين. اذا بينت الايتان ان والطين فيعبر عنه بالسجيل يعبر عنه باللغة العربية يعبر عنه باللغة الفارسية وهذا مما اتفقت فيه اللغات والمراد انه من طين يابس. تضرب الرجل مع رأسه وتخرج من اسفله قال جل وعلا وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل ترمي ابرهة وجنده وجيشه الذين جاءوا وارادوا يستبيحوا مكة ويهدموا البيت جعلت ترميهم رميا من من اعلاهم من اعلى قال فجعلهم كعصف مأكول. جعلهم الله عز وجل لما احل بهم عذابه كالعصف في المأكول والعصف المراد به الزرع المأكول. الزرع يكون قائم على سوقه فاذا اكلته الدواب واعتدت عليه واكلته صار عصفا متكسرا الذي بقي منه متهشما وقيل ان المراد بالسجيل ورق الحنطة. اان المراد بالعصف المأكول هنا طرق الحنطة يعني مثل ورق الحنطة ورق الحنطة اذا اخذ الحبوب في اعلاه تبقى الاوراق متهدلة مائلة الى الارض. وقيل المراد به التبن وهو اه يعني السيقان سيقان النبات اذا اخذ اخذت الحبوب فان سيقانها يعني تداس بطريقة معينة تصبح تبنا فصاروا مثل التبن. يعني الله هلكهم واسقطهم على الارض. وقيل ان المراد العصر هو القشرة التي على الحبة كالغلاف على الحنطة وكل هذا يعني كله حق هذا من باب التفسير بالمثال. فالحاصل انهم الله جعلهم مثل الزرع المأكول واذا اكلته الدواب كسرته وحطمته والقته على الارض. يعني ان الله اهلكهم وجعلهم صرعى على الارض وفاقا لاعتدائهم على بيت الله جل وعلا