بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد في هذا المجلس نتكلم على تفسير سورة الماعون. وهذه السورة لها اسماء عدة. فاشهر اسمائها سورة الماعون. وهذا مأخوذ من اخر اية فيها ويمنعون الماعون. وتسمى سورة ارأيت سورة ارأيت وعند البخاري ارأيت الذي سماها زاد بلفظ بكلمة الذي وهي جزء من الاية وتسمى سورة الدين. تسمى سورة الدين وما يكذب بالدين وتسمى سورة التكذيب. وتسمى سورة اليتيم. هكذا ذكر بعض المفسرين في اسمائها اما نوعها فهي مكية في قول اكثر اهل العلم وقيل انها مدنية. وقيل ان الايات الثلاثة الاولى منها مكية بقيتها مدنية وترتيبها في النزول عند من عدها مكية هي السورة السابعة عشرة. نزل بعد سورة التكاثر وقبل سورة الماعون. نعم. بل هي سورة الماعون و اياتها ست ايات عند الجمهور وفي العد او الحنص سبع ايات. يقول جل وعلا ارأيت الذي يكذب دين ارأيت هنا الرؤيا علمية او قلبية يعني مم ارأيت اي علمت وليس المراد الرؤيا البصرية وقد يكون المراد بها لكن النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى كل ما رأى كل مكذب بالدين. وهذا الاستفهام يقول علماء عنه انه استفهام تعجبي. تعجبي. اي تعجب من حال من يكذب بالدين والدين هو الجزاء والحساب. فيكذب بالمجازات والمحاسبة وبيوم القيامة وهذا هو ديدن الكفار. وهذا شيء عجيب. اليسوا قد وجدوا من العدم اليسوا قد اوجدوا من العدم؟ ولم يكونوا شيئا. فلماذا يكذبون باعادتهم مرة اخرى ارأيت الذي يكذب بالدين والمراد به الانسان الكافر والخطاب هنا رأيت قيل انه للنبي صلى الله عليه خاصة وقيل بل هو عام لكل من يصلح له. وعلى كل حال هو خطاب لنا بلا شك. سواء قلنا بالعموم او قلنا انه خاص او ان المخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم لان الامة تبع للنبي صلى الله عليه وسلم فما خطب به نحن مخاطبون به الا اذا قام دليل على تخصيصه بذلك صلى الله عليه واله وسلم. قال جل وعلا فذلك الذي يدع اليتيم فذلك هل تبي اسم الاشارة البعيد الدال على البعيد ولم يقل فهذا الذي يدع اليتيم؟ قالوا لبيان بعده في الشر او بعد منزلته في الشر بلغ منزلة بعيدة في الشر ولهذا قال فذلك الذي يدع اليتيم ومعنى يدع اليتيم قيل يدفعه يدفعه يدفع في صدره او يدفعه ويبعده عنه ولا يدنيه من طعامه ولا من شرابه ولا من مجلسه وقيل وهذا يعني تفسير باللفظ. دعه يعني دفعه وقيل بل المراد هنا انه يظلمه ويقهره. فيكون تفسير بالمعنى. وكلاهما احق فالكافر يدفع اليتيم ويطرده ويظلمه ولهذا كيف كان يفعل اهل كانوا يأكلون اموال اليتامى ظلما. ولا يعطونهم شيء من الميراث. لان الكافر لا هم له الا ما امام عينيه. هو عنده المكسب والتعامل على هذه الدنيا. ما يؤمن ببعث ولا نشور ولا مجازاة ولا شي يخاف منه بعد ذلك. ولهذا يرى ان اليتيم ما له في حاجة ولا يخاف منه. واليتيم هو من فقد اباه قبل البلوغ من بني ادم. من فقد اباه قبل البلوغ. فالاحسان الى اليتيم مطلب شرعي تعويضا له عما فقده من والديه فقد اباه. فيعوضه المسلمون بالمسح على رأسه ايه؟ بالاحسان اليه بالتلطف معه بجبر كسره وخاطره. قال جل وعلا ولا يحض على طعام المسكين. الحظ هو الحث. فلا يحث لا نفسه ولا اهله ولا احدا ولا يحثه على اطعام المسكين. فالمؤمن تجد انه يحث نفسه ويحض نفسه قبل غيره فيعطي اليتيم ويعطي المسكين واذا لم يكن عنده شيء كان فقيرا يحث من مال تفطن لفلان هذا مسكين اعطوه شيئا لا يجد طعاما يأكله احسنوا اليه اعطوه الزكاة لان المسلم مؤمن بالبعث والنشور والمجازات ومؤمن بالنصوص التي تحث على الاحسان الى الفقراء والمساكين. اما الكافر فليس كذلك لانه لا يؤمن بالبعث ولا بالنشور ولا بالمجازاة فقوله هنا ولا يحض على طعام المسكين المسكين والفقير اذا اجتمع في نص واحد افترقا في الدلالة. فالفقير للمعدم ما الذي لا يجد شيئا والمسكين من يجد شيئا لا يكفي لحاجته. كما في اية مصارف انما الصدقات للفقراء والمساكين. فذكرهما جميعا. فالفقير المعدم الذي لا يجد شيئا والمسكين احسن حالا منه. كما قال جل وعلا واما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فلهم سفينة يشتغلون عليها بالاجرة لكن ما تكفيهم. واذا افترقا ذكر احدهما في النص كما هنا ذكر المسكين فهو فهو يشمل المسكين والفقير اذا افترق اجتمعا اجتمعا في المعنى فالمسكين هنا يشمل المعدم ويشمل من عنده شيء لا يكفي لحاجته. وكذلك لو ذكر الفقير. قال فويل للمصلين الويل قيل العذاب كلمة ويل قيل المراد بها العذاب. وقيل المراد بها الهلاك فالهلاك لمن فعل كذا وكذا. وقيل ان ويل واد في جهنم ولكن لا يصح الحديث الوارد في ذلك و الذي يعني يظهر ان الاولى يقال الهلاك وهو مستلزم للعذاب. ان لم يتب فويل للمصلين آآ لا يجوز للانسان ان يقف على هذه الاية لابد ان يكمل فيقول فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. والمراد بهم المنافقون ومن هنا قال من قال من العلماء ان من الاية الرابعة فما بعد انها نزلت بالمدينة. فبعض هذه السورة مكي وبعضها مدني. قال لانه في مكة ما فرضت صلاة اللي في السنة العاشرة ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم. فالحاصل هنا فويل اي الهلاك مصلين الساهين عن صلاتهم. ومعنى الساهين يعني الذين يتركون الصلاة حتى يخرج وقتها. يسهون عنها ولهذا يقول ابن كثير فويل للمصلين اي الذين هم من اهل الصلاة وقد التزموا بها ثم هم عنها ساهون اما عن فعلها بالكلية. يعني ما يصلي كما قال ابن عباس او عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا. فيخرجها عن وقتها بالكلية كما قاله مسروق ابو الضحى قالوا الذين هم عن صلاتهم ساهون قال هو تركها حتى ان يخرج وقتها. وهنا نكتة لطيفة ذكرها عطاء بن دينار ذكرها عطاء بن دينار رحمه الله قال الحمدلله الذي قال عن صلاتهم ساهون لم يقل في صلاته ساهون. لان ما في هناك احد ما يسهو في صلاته. ولماذا شرع سجود السهو لكن المراد الذين هم عن ما قال في كل يصفو في صلاته. الا من رحم رب لكن عن صلاتهم اي يتركها حتى يخرج وقتها. وهذا فيه تحذير ووعيد شديد ابن للذين يؤخرون الصلاة عن وقتها. في هذه الازمنة مع كثرة الاعمال وجود الاعمال الليلية وما شابه ذلك يسأل كثير من الناس يقول انه يخرج من العمل متعبا. فينام مثلا ويأتي وقت الظهر والعصر. وربما المغرب ولا يصليها الا في المغرب. يقول اني متعب ما استطيع استيقظ. نقول هذا لا شك ان هذا امر حرام ما يجوز. ما يجوز للانسان ان يتعمد قيل الصلاة عن وقتها الا لعذر. قد يحصل للانسان مرة او مرتين. احيانا لكن يكون هذا عمله يرتب اموره على انه يترك صلاتين متوالية؟ لا ما يجوز هذا. ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. فان استطعت ان توفق بين العمل وبين اداء الصلوات في وقتها فهذا شيء طيب والا اترك ما يتعارض مع الصلاة. لان الله جل وعلا يقول وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة. وما يقول جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فاذا جاء بشيء من امور الدنيا يبي يبي ينازع ينازع العبادة اتركه. خاصة الاركان اركان الاسلام الخمسة قال جل وعلا الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون يراعون في اعمالهم فلا يؤدون الاعمال خالصة لله جل وعلا. وهذا يؤيد انها انا ان اخرها مدني هذي في المنافقين لان النفاق انما نجم في المدينة. بل ايضا بعد غزوة بدر لما ظهر الاسلام. واما في مكة وفي اول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم كان من يريد يبقى على الكفر يبقى كافرا ولا يخاف. فهم يصلون مرآة للناس يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى. وهم لا يصلون الا من اجل وجوه الناس. ولهذا اثقل عليهم صلاة العشاء وصلاة الفجر. قال جل وعلا الذين هم يرءون وهذا ليس خاص بالصلاة بل اعمالهم كلها التي ظاهرها الاصلاح وظاهرها الخير. لانهم غير مؤمنين في الباطن. لكن يفعلون هذه من اجل رؤية الناس. وهذا فيه التحذير من الرياء قال ويمنعون الماعون الماعون فيه ثلاثة اقوال من حيث الجملة. قيل ان الماعون هو الزكاة. فيمنعون زكاة كأموالهم وقيل ان الماعون هو الطاعة فيمنعون الطاعة ويمتنعون من طاعة الله ولا يأتون بها وقيل ان الماعون هو ما يتعاوره الناس يتعاوره يعني يتبادله تكون هناك سلعة او امر شيء ينتفع به يحتاجه صاحب اليوم فيبقى عنده ويحتاجه جاره غدا ويقول اعطني مثلا آآ الفأس التي عندك او دلو الماء او قدرة طعام انا ما عندي واليوم الاخر يأخذه فلان يتعاورونه يعني يتناقلونه فيما بينهم. فقالوا الماعون هو ما يتعاوره الناس بينهم مثل القدر والدلو والفأس وكل ما فيه منفعة. وقديما كان الناس هذا ونحن ادركناه لما كان نسفي عندهم قلة ذات اليد. تجد مثلا ان القدر الذي يطبخ الكبير ما كل اهل البيوت عندهم. عند واحد منهم. لكن اذا جاء هذا ضيف ذهب اليه واخذ منه القدر يأخذه الاخر او يكون عنده الفأس او يكون عنده كذا. فيتبادل يعني يعطي اخوانه لينتفعوا بها ويردونها المنفأ مشاعة والملك لصاحبه. لكن هؤلاء المنافقون وهؤلاء الكفار يمنعون الماعون ما ينفعون اخوانهم. فما يعطي قدره لاحد ولا يعطي فأسه ولا الدلو ولا ما شابه ذلك. لانهم ما عندهم ايمان بالاخرة. فهذه صفات ذميمة ويفهم منه انه انه يجب على المسلم ان يؤمن باليوم الاخر والا يدع اليتيم بل يحسن اليه وان يحض الناس على طعام اطعام المساكين وان يحافظ وعلى الصلاة في وقتها مع اكمال شروطها واركانها وواجباتها ويحذر من الرياء ينفع اخوانه بما يستطيع ويعينهم سواء ببدنه او بمتاعه وما يستطيع نفعهم به. هنا مسألة ذكرها ابن كثير وهي لو الانسان عمل عملا لله ثم اطلع عليه الناس ففرح بذلك. قالوا هذا لا يدخل في باب المراءات. بل قد كونه هذا من عاجل بشرى المؤمن. واورد قال ابن كثير الذين هم يراؤون قال ومما يتعلق بقوله تعالى الذين هم يراؤون ان من عمل عملا لله فاطلع عليه الناس فاعجبه ذلك ان هذا لا يعد رياء. ثم اورد في بعض الاحاديث لكن كلها ضعيفة. لكن هذا حق. كل انسان حينما يعمل العمل يعمله لله مخلصا فن. ثم بعد ذلك يطلع عليه. فيتأسى الناس به. يظنون به خيرا. هذا شيء هذا لا لا حرج فيه ولا يدخل في الرياء