الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد. في هذا المجلس تعرض لتفسير سورة قل يا ايها الكافرون. اسماء هذه السورة تسمى بسورة الكافرون وهذا تقريبا اشهر اسمائها وتسمى ايضا بسورة قل يا ايها الكافرون هون تسمى بسورة الكافرين. قالوا على اعتبار محذوف تقديره سورة ذكر الكافرين. او نداء الكافرين. وتسمى ايضا مع قل هو الله احد تسمى بسورة تسمى بالمقشقشة. المقشقشة. لان قشقشة الشرك واخلصت التوحيد لله سبحانه وتعالى. وتسمى ايضا مع سورة قل هو الله احد بسورة الاخلاص. ونوعها مكية. في قول اكثر اهل العلم بل حكى بن عطية وابن كثير آآ الاتفاق على ذلك. وجاء عن ابن الزبير وانها مدنية. وترتيبها في النزول هي السورة الثامنة عشرة من بين السور المكية. نزلت بعد سورة الماعون وقبل سورة الفيل وقد جاءت فيها احاديث عظيمة عن النبي وسلم فمنها ما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة وبقل هو الله احد في ركعتي الطواف. ركعتي الطواف يعني بعد ما يطوف الانسان بالبيت سبعة اشواط يصلي ركعتين آآ يقرأ بالاولى بقل يا ايها الكافرون وبالثانية قل هو الله احد وايضا ثبت وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر وايضا روى الامام احمد عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بظعا وعشرين مرة او بضع عشرة مرة قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد. وهذا ايضا حديث صحيح وله طرق صححها اهل العلم ومن وممن صحها العلامة الالباني في التعليقات الحسان وفي غيرها. وهذا الحديث معناه ان المسلم يقرأ بي الركعتين اللتين بعد صلاة في المغرب والركعتين اللتين قبل صلاة الفجر يقرأ فيهما بسورتي الاخلاص بقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد. وصارت عندنا الان ثلاثة مواضع. الموضع الاول بعد في ركعتي الطواف وفي ركعتي الفجر سنة راتبة الفجر وفي سنة المغرب التي بعدها السنة ان يقرأ فيهما بقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد. ومما جاء ايضا في فضل ما رواه الامام احمد الطبراني وغيره هم بسند قال عنه الالباني في التعليقات الحسان انه صحيح وفي حديث اخر قال عنه حسن عن جبلة ابن حارثة وايضا جاء عن لابن معاوية ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال اقرأ قل يا ايها الكافرون ثم نم على خاتمتها فانها براءة من الشرك بعض الالفاظ اذا اخذت مضجعك من الليل فاقرأ قل يا ايها الكافرون فانها براءة من اركن فهذه ايضا سنة من سنن النوم ان الانسان اذا جاء ينام يقرأ سورة قل يا ايها الكافرون ويختم بها لانها براءة من الشرك ثم قال جل وعلا قل يا ايها الكافرون هذا الخطاب طب به النبي صلى الله عليه وسلم وهو ايضا خطاب يصلح لامته ان يقولوا يا ايها الكافرون والكافر كل من كفر بالله جل وعلا سواء كان من اهل الكتاب او كان من اهل الاوثان من عبدة الاوثان والاصنام. فهو يشمل كل كافر لكن اذا تاب لا يدخل في هذا النص يخرج من هذا النص. لكن ما دام على كفره فيجب البراءة منه وهذه الاية باقية. هذه السورة. ولهذا من قال انها منسوخة بسورة باية السيف. فهذا القول فيه نظر. والصواب ان الاية محكمة ان السورة محكمة وغير منسوخة. وهي باقية فيها البراءة من الشرك واهله. والمباعدة منهم قال جل وعلا قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد. لا اعبد ما تعبدون. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ويقوله كل موحد لا اعبد ما تعبدون من الاوثان والاصنام والانداد فلا يقع ذلك مني ولا انتم عابدون ما اعبد لانكم مشركون لا تعبدون الله لا تخلصون له العبادة وانما تعبدون الاوثان والاصنام. ثم قال ولا انا عابد ما عبدتم لست بعابد معبودكم ولا عابدا بعبادتكم التي انتم عليها كما انكم لستم بعابدون عبادتي ولا من اعبده. وقد اختلف العلماء في معنى هذا في يعني معنى هاتين الايتين لانها لانه كررها لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون دون ما اعبد ثم قال ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد. فذهب بعض اهل العلم او بعض اهل العربية كما يقول ابن جرير الى ان هذا من باب التأكيد. هذا من باب التأكيد. فالايتان المتأخرتان للايتين السابقتين لهما. قالوا هذا كقوله فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا قيل ان انه قال به ابن قتيبة كما حكاه ابن الجوزي وهذا فيه نظر. لان الاصل في الكلام هو التأسيس. وليس التأكيد يعني الاتيان بمعنى جديد. وقال بعض المفسرين هذا قاله ابن جرير و اسنده لجمع من السلف ان المعنى لا اعبد ما تعبدون الان. لا اعبد ما تعبدون الان انا لا اعبد عبادتكم. وانتم لا تعبدون عبادتي الان في هذا الوقت ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد في المستقبل. في المستقبل فانا لا اعبد عبادتكم الان بل اعبد الله وحده لا شريك له وانتم لا تعبدون عبادتي بل تعبدون الاوثان وكذلك في المستقبل انا لا لا اعبد عبادتكم ولا اشرك مع الله غيره. وانتم كذلك ويكون هذا مما اطلعه الله عليه انهم سيبقون على كفرهم الى الهلاك. والى الموت القول الثالث وهو قريب من الاول اختلاف قريب من الثاني قال لا اعبد ما تعبدون في الماضي ولا اعبد ما تعبدون في المستقبل. يعني انا لا اعبد عبادتكم في الماضي لاني اعبد الله وانتم تعبدون الاصنام وانتم كذلك لا تعبدون الله عبادتي في الماضي لانكم تعبدون الاصنام ولا تعبدون الله ولا افعل ذلك ولا تفعلونه انتم في المستقبل فيكون قريبا من القول الثاني. والقول الرابع هو اختيار شيخ في الاسلام ابن تيمية قال ان آآ الايتين الاوليين لا اعبد ما بدون ولا انتم عابدون ما اعبد. قال هذا المراد به نفي الفعل. قال لان الجملة فعلية لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد. فالمراد لا افعل لا افعل عبادتكم ولا انتم بفاعلين عبادتي. قال والثانية ولا انا عابد ثم عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد قالوا نفي قبوله لذلك بالكلية. قال لان النفي بالجملة الاسمية فكأنه نفى الفعل وكونه قابلا لذلك. ومعناه نفي الوقوع ونفي الامكان الشرعي ايضا قال ابن كثير وهو قول حسن ايضا. اذا يكون معناه لا اعبد ما تعبدون. لا اباشر ذلك ولا افعله والثانية ولا انا عابد ما عبدتم ولا انا قابل لذلك لا اقبله. ولا انتم تقبلون ديني يكون ابلغ في البراءة من الشرك لا افعله ولا اقبل به. لا اقبله ولا اقر به ولا اباشره ولا افعله. ثم قال جل وعلا لكم دينكم ولي دين. اي انتم ايها الكافرون لكم دينكم الذي تعتقدونه وهو عبادة الاوثان والاصنام وملة الكفر انا لي ديني الذي اعتقده من توحيد الله جل وعلا وافراده بالعبادة. وقال بعض المفسرين لكم جزاء دينكم ولي جزاء لكن ما لا يحتاج الى تقدير اولى مما يحتاج الى تقدير. وقد جاء في بعض الاحاديث ان قل يا ايها الكافرون تعدل ربع القرآن لكن الحديث ضعيف كما سبقت الاشارة اليه عند سورة الزلزلة