بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. افلم يروا الى ما ما بين ايديهم وما خلفهم من السماء والارض ان شأن اخسف بهم الارض او نسقط عليهم كسفا من السماء ان في ذلك لاية لكل عبد منيب. ولقد اتينا داود منا فضلا يا جبال اوبي معه والطير والنا له الحديد فنعم السابغات وقدر في السرب واعملوا صالحا اني بما تعملون بصير ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وارسلنا له عين القطر واسلم واسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور الراسيات. اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور. فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الارض. ما دلهم على الا دابة الارض تاكل منسأته ما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا افلم يروا الى ما بين ايديهم وما خلفهم من السماء والارض ان نقصف بهم الارض او نسقط عليهم كسفا من السماء هذه الاية المباركة بعدما اخبر الله به جل وعلا عن انكار الكفار والمشركين البعث والنشور واستهزاؤهم بالنبي صلى الله عليه واله وسلم في كونه يخبر بذلك وقبل هذه الاية قوله جل وعلا على الله كذبا ام به جنة يقولون ان قوله انكم تبعثون بعد ان تمزقوا كل ممزق وتعاد اليكم الحياة هذا افتراه هذا الرجل ولهذا قالوا افتراه يعني هو بين احد امرين يعني هم مكذبون بالبعث والنشور ويقولون ان ما قاله النبي صلى الله عليه واله وسلم لا يخلو من احد امرين. اما انه افترى واختلق على الله الكذب وقال هذا من قبل نفسه او ان به جنة فهو مجنون لا يعقل ما يقول ولا يدري ما يقول ثم رد الله جل وعلا عليهم وبين صواب قول نبيه وابطل قولهم فقال بل الذين لا يؤمنون بالاخرة في العذاب والضلال البعيد وبل هنا للاظراب والابطال فاظربت عن قولهم وايضا جاء الله او قال الله كلاما بعد ذلك فيه ابطال لقولهم وتصديق لقول نبيه صلى الله عليه واله وسلم فقال بل الذين لا يؤمنون بالاخرة في العذاب. قال ابن كثير في العذاب اي في الكفر لان الكفر هو سبب العذاب فهم في هذه الدنيا في الكفر والظلال البعيد قد ظلوا ظلالا بعيدا لا يمكن ان يرجعوا الى الحق ولا ان يتبعوه لانهم انكروا ما لو تدبروا وتأملوا لدلت الفطر السليمة على امكانيته فالذي خلقهم اول مرة فالذي خلقهم اول مرة قادر على اعادتهم بعد ذلك وهو اهون عليه وكل ذلك هين عليه جل وعلا لان امره اذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكون ولو تأملوا في الارض كيف تنبت بانواع الثمار وانواع النباتات بعد ان كانت يابسة قاحلة فلما انزل الله عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج فبهذا اشارة الى البعث والى قدرة الله جل وعلا على احياء الموتى نشرهم بعد موتهم مرة اخرى وهذا قد تواترت به النصوص من الكتاب والسنة واجمعت عليه العقول ولكن هؤلاء قد ظلوا ظلالا بعيدا. فقال جل وعلا افلم يروا وهذا تقرير لهم افلم يروا الى ما بين ايديهم والرؤيا هنا كما قال كثير من المفسرين هي بمعنى العلم افلم يروا اي افلم يعلموا بما بما رأوه او سمعوه من اخبار الامم السابقة التي لم يروها باعيانهم لكنهم علموا اخبار اه علما يقينيا. افلم يروا الى ما بين ايديهم وما خلفهم نعم بل الذي يظهر هنا ان الرؤية بصرية لانه يشير الى خلق السماء والارض فالرؤيا هنا بصرية وليست علمية. لان الفرق بين الرؤية البصرية والعلمية البصرية هي التي تشاهد بالبصر وتراب البصر والعلمية الشيء الذي يعلمه الانسان علما. فالامم السابقة مثلا ما رأيناهم ما رأى ما رأهم النبي ولا رأتهم نعم ما رآهم الكفار في زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم لكن علموا ذلك فالرؤيا هنا بصرية لانهم يرون السماء ويرون الارض. فقال جل وعلا افلم يروا الى ما بين ايديهم وما خلفهم من السماء لان الانسان اذا مشى على الارض يرى يرى الارظ بين يديه ويرى السماء ايضا بين يديه ويرى اذا التفت الى الخلف رأى الارظ ورأى السماء فهذا شيء لا ينكره احد لا ينكره من عنده عقل. فيقول جل وعلا افلم يروا الى ما بين ايديهم وما خلفهم من السماء والارض التي تحيط بهم ان شأن نخسف بهم الارض وهذا دليل على كمال قدرته. فهذه الارض التي انتم تسيرون عليها لو شئنا لخسفناها بكم. وجعلناكم تسيخون في بباطنها وتدخلون في باطنها وهذه السماء التي ترونها من بين ايديكم ومن خلفكم لو شئنا لاسقطنا عليكم كسبا من السماء اي قطعا من السماء يكون فيها عذابكم. يقول ابن كثير رحمه الله قال منبها لهم على قدرته في خلق السماوات والارض قال افلم يروا الى ما بين ايديهم وما خلفهم من السماء والارض اي حيثما توجهوا وذهبوا فالسماء مظلة عليهم والارض تحتهم كما قال تعالى والسماء بني بايد وانا لموسعون والارض فرشناها فنعم الماهدون وقال عبد ابن حميد اخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله افلم يروا الى ما بين ايديهم وما خلفهم من السماء والارض قال انك ان نظرت عن يمينك او عن شمالك او من بين يديك او من خلفك رأيت السماء والارض وقال ابن جرير الطبري اي الى ما بين ايديهم وما خلفهم من السماء والارض فيعلمون انهم حيث كانوا فان ارضي وسمائي محيطة بهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم فيرتدعوا عن جهلهم وينزجروا عن تكذيبهم باياتنا حذرا ان نأمر الارض فتخسف بهم او السماء فتسقط عليهم قطعا فان ان نشأ نفعل ذلك بهم فانا ان شاء نفعل نفعل بهم ذلك فعلنا يعني مدار كلام اهل العلم على ان امرهم بالنظر الى السماء والارض التي يرونها انها دليل على قدرة الله فارضه وسماءه محيطة بكم فانتم فوق ارظه وتحت سمائه ولو شاء لخسف بكم الارض من تحت اقدامكم ولو شاء لانزل عليكم كسفا من السماء قطعا بالعذاب فعذبكم فانتم في قبضته وهذا دليل على كمال قدرته. فلما لا تنتهوا عن قولكم وانكاركم للبعث والنشور وهذا تحذير وتخويف اللوم ليرتدعوا وليتعظوا ويؤمنوا بالبعث والنشور ويدخلوا في دين الاسلام. لان السماء والارض يرونها رؤية بصرية وهم يعلمون انهم لا يدفعون عن انفسهم وينزل بهم البلاء ويحل بهم من تحتهم او من فوقهم ولا يستطيعون ان يدفعوا ذلك عن انفسهم فهذا تذكير لهم واثارة لعقولهم لتنتبه من غفلتها واعراضها عن الايمان بالبعث والنشور ثم قال جل وعلا ان شأن نخسف بهم الارض قال ابن كثير وقوله ان نخسف بهم الارض او نسقط عليهم كسفا من السماء اي لو شئنا لفعلنا بهم ذلك لظلمهم وقدرتنا عليهم. ولكن نؤخر ذلك لحلمنا وعفونا. فهو الحليم. والحليم هو الذي لا اجروا بالعقوبة ولكنه جل وعلا يمهل ولا يهمل فيتوب الله على من تاب منهم ومن بقي ومات على كفره فالله بالمرصاد وسيجد جزاءه كاملا موفرا يوم يلقى ربه جل وعلا ثم قال جل وعلا ان في ذلك لاية ان في ذلك لاية ان في ذلك قال ابن كثير ان في احاطة السماء والارض بعباد الله لدلالة لكل عبد منيب يقول لكل عبد اناب الى ربه بالتوبة ورجع الى معرفة توحيده والاقرار بربوبيته والاعتراف بوحدانيته والاذعان بطاعته على ان فاعل ذلك لا يمتنع عليه فعل وشيء لو اراده ولا ولا يتعذر عليه فعل شيء شاءه يعني ان في ذلك يعني في كون السماء تحيط بهم من بين ايديهم ومن خلفهم وكون الارض ايضا تحت اقدامهم ويرونها من امامهم ومن خلفهم وهي محيطة بهم فلو اعتبروا واتعظوا هذا فيه اية ومعنى اية يعني علامة ودلالة واضحة على قدرة الله جل وعلا على اهلاكهم وعلى قدرته ايضا على البعث والنشور ولكن لمن لي لكل عبد منيب والمنيب هو الذي اناب اي رجع الى الله لكل منيب لكل عبد منيب لكل رجاع الى الله بقلبه وخصه بالذكر لانه هو المنتفع بالتفكر في حجج الله واياته. المنيب هو الذي يتفكر ثم ينيب يتوب ويرجع الى الله جل وعلا فهذا هو الذي يعتبر بالايات واما الذي اتخذ الهه هواه واعرظ عن التوبة والاستغفار والرجوع الى الله فان هذا لا تنفع فيه العبر ولا الايات ولا المواعظ ولو جاءه ما جاءه لان اعراظهم وانكارهم انما هو مجرد تكذيب ليس انهم لم تقم عليهم الحجة ولم يعلموا من ايات الله ودلائله ما يدل على البعث والنشور وعلى صحة دين الاسلام وعلى ان ان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا لكنهم معاندون كافرون جاحدون لا يريدون ذلك وهم يعلمون من من بواطنهم ومن قلوبهم انه رسول الله حقا وانما يدعو اليه هو الحق ومن هنا ايها الاخوة نعتبر ونأخذ من ذلك عبرة اذا سمعت ايات الله فاعتبر بها وانب الى ربك واقبل عليه وتب اليه وصدق واقر بما تسمع وتقرأ فان هذه علامة اهل الايمان. ثم قال جل وعلا ولقد اتينا داود منا فظلا يا جبال اوبي معه والطير والنا له الحديد آآ القرآن كما قال بعض اهل العلم قارئ القرآن النحل الذي يقطف الازهار ينتقي اطايب الازهار فتأمل في الايات السابقات به الامر وجوب الايمان بالبعث وامر النبي ان يقسم على ذلك وذكر قول الكفار ورد عليهم ثم انتقل الى موظوع اخر وهو الاخبار عن داوود عليه السلام وعن بعظ فظائله فقال جل وعلا ولقد اتينا داوود منا فضلا. وداوود هو داوود نبي الله الذي اخبر الله جل وعلا عنه في اول سورة البقرة وانه قتل جالوت وان الله جل وعلا اتاه الملك واتاه ملكا عظيما فهو نبي من انبياء بني اسرائيل وهو من بعد موسى وهو من بعد موسى كما في الايات في سورة البقرة حيث نص الله جل وعلا على ان داوود وجالوت وقصتهم انها من بعد موسى وهذا صريح لان انبياء بني اسرائيل كثر وكانت الانبياء تسوسهم يعني تقوم بشأنهم اذا هلك نبي خلفه نبي كما ان العلماء في امة النبي صلى الله عليه واله وسلم تسوس الناس فاذا ذهب عالم خلفه عالم الى ان يشاء الله عز وجل اه انقضاء الدنيا واهلها انقضاء الدنيا واهلها فانه اذا مات العالم العالم لم يخلفه عالم فقال جل وعلا ولقد اتينا داود منا فضلا. وهذا يشمل كل ما تفضل الله به على نبيه داوود قال ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عما انعم به على عبده ورسوله داود صلوات الله وسلامه عليه مما اتاه من الفضل المبين وجمع له بين النبوة والملك المتمكن هو نبي من انبياء الله. وايظا اعطاه الله ملكا عظيما قال وجمع له بين النبوة والملك المتمكن والجنود ذوي العدد والعدد وما اعطاه ومنحه من الصوت الذي كان اذا سبح به تسبح معه الجبال الراسيات الصم الشامخات وتقف له الطيور السارحات والغاديات والرائحات وتجاوبه بانواع اللغات وفي الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سمع صوت ابي موسى الاشعري يقرأ من الليل فوقف فاستمع في قراءته ثم قال لقد اوتي هذا مزمارا من مزامير ال داوود وقال ابو عثمان النهدي ما سمعت صوت سنج ولا بربط ولا وتر احسن من صوت ابي موسى الاشعري يعني ابن كثير رحمه الله لخص ما تفضل الله به على داوود ومما تفضل عليه به النبوة والملك الجنود وكذلك الصوت الحسن فقد كان صوته نديا حسنا ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت ابي موسى الاشعري وهو يقرأ من الليل قال صلى الله عليه واله وسلم لقد اوتي هذا مزمارا من مزامير ال داود قال يا شراح الحديث مزمارا هنا اي صوتا حسنا يشبه ما اعطيه داوود عليه السلام من حسن الصوت واصله يعني المزمار واصله الالة واطلق على الصوت الحسن للمشابهة بينهما هذا هو المراد بالمزمار يعني اتاه الله صوتا حسنا جميلا وهذا دليل ايضا على فضل التغني بالقرآن. وقد جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ما اذن الله لشيء ما اذن لنبي حسن حسن الصوت يتغنى بالقرآن ومعنى ما اذن الله يعني ما استمع الله ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يعني يحسن القراءة ويجملها فينبغي الانسان اذا قرأ القرآن ان يحسن صوته قدر المستطاع واما الاثر اثر ابي عثمان النهدي ما دمنا ذكرناه فقوله ما سمعت صوت سند الصنج بفتح الصاد وسكون النون هو الة تتخذ من نحاس كالطبقين يظرب احدهما بالاخر يعني هو الة يتخذ من نحاس وتجعل طبقين فوق بعضهما يظرب ببعظهما طبعا تستخدم في تحسين الصوت او في الملاهي او نحو ذلك هذا هو الصنج قال ولا بربط والبربط هو الة تشبه العود الذي يلعب به اللاهون وهو فارسي معرض قال ولا وتر والوتر ايضا نوع من انواع الملاهي وفي بعض الروايات ولا نأي ولا ناي والناي هو المزمار ايضا فالحاصل انه اراد ان يبين حسن صوت ابي موسى الاشعري انه ما سمع مثل صوته حتى الالات المعدة لهذه الامور وللهو ولحسن الصوت وكذا ما تشبه صوت ابي موسى الاشعري فهو خير منها واحسن منها رضي الله عنه آآ قال جل وعلا ولقد اتينا داود منا فظلا يا جبال اوبي معه قال ابن كثير ومعنى اوبي معه اي سبحي قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد وذكر قولا مخالفا عند الزجاج في كتاب الجمل ان المراد يأوي بماءه يعني سيري معه النهار كله والتأويب سير الليل والنهار فرد عليه وضعفه ابن كثير وانه قول غريب ولم يره لاحد لاحد قبله وان كانت اللغة تدل عليه قد تدل عليه اللغة لكن السياق هنا يدل على ان التأويب هنا هو الترجيع وهذا جاء صريحا في اية اخرى. قال جل وعلا وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن اذا او بي هنا سبحي او رجعي يعني اذا سبح داوود فرجعي وراءه سبحي مرجعة مرددة تسبيحه مثل تسبيحه قال يا جبال اوبي معه وهذا اية وعلامة ومعجزة لنبي الله داود وايضا دليل على حسن صوته ان الجبال تسبح وراءه اذا سبح سبحت الجبال قال والطير ايضا الطير معطوفة على الجبال يا جبال اوبي معه والطير يعني وكذلك الطير تؤوب وتسبح وترجع مأمورة بالترجيع والتسبيح وراء داود اذا سبح ربه جل وعلا قال ابن كثير اه او قبل ذلك نقول هل الجبال تسبح حقيقة وهل الطير تسبح حقيقة ذهب كثير من المفسرين ممن تأثروا بعلم الكلام الى انكار التسبيح الذي هو النطق وقالوا لسان حالها يدل على ذلك وهذا تحريف للنصوص فان القائدة المقررة عند اهل العلم ان الاصل حملوا كلام الله جل وعلا على ظاهره الا اذا دل دليل على ان الظاهر غير مراد والظاهر هنا مراد وقد بينا في الاية الاخرى التصريح وسخرنا مع داوود الجبال يسبحنه الطير ايضا قال في سورة صاد انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق ايضا بين انها في الصباح والمساء وقال جل وعلا وان من شيء الا يسبح بحمده وان من شيء ان هنا نادية وما من شيء الا يسبح بحمده جل وعلا ولكن لا تفقهون تسبيحهم ماذا بعد هذا البيان من بيان ربنا اخبر بان كل شيء يسبح. الجبال الطير الجمادات الارض الاشجار الاحجار البحار كل شيء يسبح بحمد الله يسبح له ينزهه ويعظمه مصحوبا تسبيحها له بحمده جل وعلا والثناء عليه ولكن لا تفقهون تسبيحهم يا اخي ربك اخبرك انك ما تفقه هذا التسبيح ولله بذلك حكمة لكن اطلع بعض انبيائه على ذلك وهذا كما قال الامير الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان دليل على ان الجمادات لها ارادة لها ارادة لكن نحن لا ندركها واستدل بالايات التي اشرت اليها واستدل ايضا بالاية التي مرت معنا انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابينا ان يحملنها واشفقن منها لهن ارادة امتنعن وخفنا من حملها قال وثبت ايضا في البخاري وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب على جذع نخلة في هذا المسجد المبارك يقف عليه ويخطب الناس ثم لما كثر الناس كثر العدد امر من يصنع له منبرا من ثلاث درجات فلما جيء بالمنبر وقام عليه النبي صلى الله عليه وسلم حن الجذع حتى سمعه الصحابة قالوا فنزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر وذهب اليه وضمه وسكته كما يسكت الصبي هذا حق وقع في هذا المسجد في هذا المكان المبارك الجنين الجذع يحن يا اخوان ايضا الاشياء لها ارادة يعلمه الله جل وعلا لكن نحن ما نفقهها. فلماذا اذا جاءنا نص اخبرنا به ربنا جل وعلا او رسولنا صلى الله عليه واله وسلم وعقولنا ما تدرك ذلك صرنا نلتمس له التأويل ماذا حال المؤمنين هل المؤمن يقول سمعنا واطعنا صدق الله وصدق رسوله صلى الله عليه واله وسلم وهذه ايضا قاعدة كما قدمنا مقررة عند علماء التفسير وغيرهم ان الاصل هو حمل كلام الله او حمل الكلام مطلقا على ظاهره الا بدليل يدل على خلاف الظاهر ففعلا كانت الجبال تؤوب تسبح مرجعة وراء نبي الله داود والطير كذلك كانت تسبح وكان يسمع ذلك وايضا ثبت في مسلم ذكر الامير الشنقيطي رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم اني لاعرف حجرا كان يسلم علي بمكة قبل ان ابعث واني لاعرف مكانه الان كان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وثبت ايضا من حديث ابن مسعود انه النبي صلى الله عليه وسلم وضع حصيات في يده فسبحنا حتى سمعنا صوتهن وان الطعام سبح حتى سمعه الصحابة والواجب الاستسلام والتسليم للنصوص حتى يسلم المؤمن من تأويل كلام الله وصرفه عن ظاهره وحمله على غير محمله والطير والنا له الحديد والنا له الحديد قال ابن كثير قال الحسن البصري وقتادة والاعمش وغيرهم كان لا يحتاج ان يدخله نارا ولا يظربه بمطرقة ما كان نبي الله داوود يحتاج الى ان يضع الحديد يضعه في النار حتى يلين او يستخدم مطرقة قال بل كان يفتله بيده مثل الخيوط يفتل الحديد مثل ما تفتل انت الخيط اعطاه الله ذلك هذا من فضل الله عليه قال ولهذا قال ان اعمل سابغات وهي الدروع اذا هذا من فضل الله جل وعلا على داوود انه امره بالتسبيح وجعل الجبال تسبح معه والطير تسبح معه والان له الحديد الصلب صار لينا في يده لا يعجزه قال جل وعلا ان اعمل سابغات وقدر في الشر يعني الان له الحديد وامره بان يعمل منه دروع دروعا سابغات فقول هنا ان اعمل سابغات السابغ هو الكامل التام ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اسبغوا الوضوء يعني اتموها اكملوه وهنا السابغات المراد بها دروعا واسعة ظافية تامة والدروع المراد بها التي تستخدم لتقي الانسان من ضرب السيوف والرماح فكانوا يلبسون دروعا تكون من حلق من حديد من حلق حتى لو جاء يضرب الرمح او نحوه يقع فيها فتصده فتمنع تمنع الانسان من الاصابة باذن الله جل وعلا وقد امتن الله عز وجل في اية اخرى بما يدل على ان المراد بها الدروع. فقال جل وعلا وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحسنكم من بأسكم قال الامير الشنقيطي رحمه الله قوله لتحسنكم من بأسكم دليل على انها الدروع لان بأسكم يعني الحرب حينما تكون بينكم والقتال تملأكم من ان يصيبكم الاذى اذا ان اعمل سابغات الان الله له الحديد وامره بان يعمل دروعا سابغات واسعة تامة كاملة ثم قال وقدر في السرد وقدر في السرد السرد قال العلماء المراد به نسجد دروع قدر في السرد يعني حينما تنسج هذه الدروع قال ابن كثير هذا ارشاد وقدر في السرد قال هذا ارشاد من الله لنبيه داود عليه السلام في تعليمه صنعة الدروع قال مجاهد في قوله وقدري في السرد لا تدق المسمار فيقلق في الحلقة ولا تغلظه ولا تغلظه فيقسمها واجعله بقدر يعني حلق الدرع يقول تقدير في السرد يعني قدر المسمار الذي ستجعله لهذه الحلقة فلا تدقه تجعله نحيفا فيقلق القلق هو خفة الحركة. يعني يتحرك ولا تغلظه تجعله غليظا بحيث انه يقسم حلقة الدرع هذا هو المعنى كما قال اه مجاهد وقال اه الحكم ابن عتيبة لا تغلظه فيفصل يعني لا تغلظ المسمار فيفصم اي الحلقة يفصمها ويقسمها ولا تدقه فيقلق ولا تجعله دقيقا نحيفا فيتحرك قال وهكذا روي عن قتادة وغير واحد وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس السرد حلق الحديد وقال بعضهم يقال درع مسرودا اذا كانت مسمورة الحلق واستشهدوا بقول الشاعر وعليها مسرودتان قضاهما داوود او صنع السوابغ تبع وقال ابن جرير وفيه زيادة بيان الحقيقة انا اريد ان اجلي لكم هذا الامر لان هذا من الامور التي تشكل على الانسان حينما يقرأها وقدر في السرد قال ابن جرير الطبري قال قال قتادة وقدر في السرد قال كانت صفائح يعني صفائح من حديد فامر ان يسردها حلقا. اي يسردها حلقا حلقات حلقة دائرية قال فامر ان يسردها حلقا قال الطبري معقبا بعد كلام اه قتادة مباشرة قال وعنا بقوله وقدر في السرد وقدري المسامير في حلق الدروع حتى يكون بمقدار لا تغلظ وتضيق الحلقة فتفصم فتفصم الحلقة ولا توسع الحلقة نعم ولا توسع الحلقة وتصغر المسامير تدق نعم لدقتها فتسلس في الحلقة يعني تصبح دقيقة فتحرك في الحلقة اذا المعنى وقدر في السرد ان الله جل وعلا قال ان اعمل سابغات دروع ثم بين له كيف يصنع هذه الدروع وهو انه يأتي بهذه الصفائح التي النا له الحديد ثم يجعلها حلقا ويجعل فيها مسامير لكن هذه المسامير لا تكون غليظة ولا تكون دقيقة نحيفة تكون بين بين هذا هو معنى الاية. فالله جل وعلا ارشد داود كيف يصنع قال الدروع وهو اول من صنع الدروع كما نص اهل العلم ذكره ابن كثير وغيره هو اول من صنع الدروع هو داود عليه السلام قال وقدر في السرد واعملوا صالحا. اورد ابن كثير رحمه الله هنا اثرا اورده الحافظ ابن عساكر في ترجمة داوود في تاريخ دمشق كما تعرفون المنهج الصحيح ان بني ان اخبار بني اسرائيل منها ما يجب رده لانه تبين بطلانه في كتابنا او في شرعنا ومنها ما يجب قبوله اذا صح به النص في كتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومنها ما لم يرد في شرعنا تكذيب له ولا تصديق فهذا تجوز حكايته ودليلنا على هذا كتاب الله جل وعلا قال الله جل وعلا في عدد اصحاب الكهف سيقولون ثلاثة رابعهم كلب ويقولون خمس سادسهم كلبهم وهذا القول باطل ولهذا تعقبه بقوله ايش رجما بالغيب هذا رجم كذب ما هو بصحيح اذا رد الله عز وجل الاخبار الاسرائيلية الكاذبة قال ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم وسكت عن هذا القول ولم يقل رجما بالغيب قال ابن عباس انا من القليل الذي يعلم عددهم يعلم عددهم سبعة وثامنهم كلبهم استدل بهذه الاية اذا الله عز وجل ذكر اخبار بني اسرائيل ذكر الباطل وابطله وذكر الحق وسكت عنه وسكت عليه مقرا له يعني تجد ان المفسرين ثلاث مدارس المفسرون من حيث تعاملهم مع اخبار بني اسرائيل تلات اقسام قسم قبلوا ما هب ودب ويعد منهم ابن جرير الطبري عد العلماء بن جرير لانه يكثر من الروايات ومنهم الثعلب في تفسيره ومنهم من ردها مطلقا كمحمد رشيد رضا في تفسيره تفسير المنار وايضا ذكر شيخنا الشيخ ابن عثيمين في اصول في التفسير ايضا ان الطاهر ابن عاشور كذلك وقسم ذكروها ولم يهملوها لكن استبعدوا ما كان يعني واضحة البطلان وكما يقول العلماء يقولون فارس الميدان فارس الميدان في الاسرائيليات هو ابن كثير رحمه الله لانه استبعد ما كان باطلا وذكر اشياء مع انه استبعد الكثير وذكر اشياء وما ذكره مما فيه خلل او خطأ تعقبه اما بنكارته واما بكذا واما بكذا واما بكذا وغالب ما ذكره هم مما يجوز ذكره ومع ذلك فات عليه شيء رحمه الله لان الكمال لله لكن هو تفسيره في هذا الباب وفي ابواب كثيرة لكن في هذا الباب خاصة هو افضل كتب المفسرين في مسألة ايراد الاخبار الاسرائيلية. فهنا اورد اثرا ونحن نريده كذلك وانا اقصد من هذا ان لا يظن ان ايراد مثل هذا انه لا ينبغي ولا يجوز لا يجوز حكايته وانا ذكرت الدليل وهكذا علماء التفسير قبلنا من علماء السلف وغيرهم يذكرون ذلك وقد يكون لبعضه شواهد وبعضه فيه نكارة فيرد وبعضهم ما هو مسكوت عنه. قال ابن كثير وقد ذكر الحافظ ابن عساك في ترجمة داود عليه السلام من طريق اسحاق ابن بشر وفيه كلام عن ابي الياس عن وهب بن منبه ما مضمونه؟ ان داود عليه السلام كان يخرج متنكرا فيسأل الركبان عنه وعن سيرته. لانه كان ملك رسول وملك يسوس الناس فكان يخرج متنكرا مغير شكله حتى ويسأل الركبان يعني المسافرين الذين يقدمون والناس يسألهم عن سيرة داود هو يقصد نفسه لكنهم لا يعلمون. قال فلا يسأل احدا الا اثنى عليه خيرا في عبادته وسيرته وعدله صلوات الله وسلامه عليه قال وهب حتى بعث الله ملكا في صورة رجل فلقيه داود فسأله كما كان يسأل غيره. فقال هو خير لنفسه ولامته الا ان فيه خصلة لو لم تكن فيه كان كاملا قال ما هي قال يأكل ويطعم عياله من مال المسلمين. يعني بيت المال فعند ذلك نصبت نصب داوود عليه السلام الى ربه في الدعاء. يعني تعب في كثرة ما يدعو ربه نصب الى ربي في الدعاء ان يعلمه عملا بيده يستغني به ويغني به عياله فالان له الحديد وعلمه صنعة الدروع فعمل الدرع وهو اول من عملها فقال الله ان اعمل سابغات وقدر في السرب يعني مسامير الحلق قال وكان يعمل الدرع فاذا ارتفع من عمله درع باعها يعني يعمل في الدروع فاذا انتهى من عمل درع باعه فتصدق بثلثها واشترى بثلثها ما يكفيه وعياله وامسك الثلث يتصدق به يوما يتصدق به يوما بيوم الى ان يعمل غيرها. وقال ان الله اعطى داود شيئا لم يعطه غيره من حسن الصوت انه كان اذا قرأ الزبور تسمع الوحش حتى يؤخذ باعناقها وما تنفر. يعني اذا قرأ الزبور حتى الوحش تتأثر بصوته وتنشغل مع سماعه حتى يأتي الرجل فيمسكها ولا تفر منه. هكذا قال والله اعلم قال انه كان اذا قرأ الزبور تسمع الوحش حتى يؤخذ باعناقها وما تنفر وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط والصنوج الا على اصناف وكان شديد الاجتهاد وكان اذا افتتح الزبور بالقراءة كانما ينفخ في المزامير وكان قد اعطي سبعين مزمارا في بهذا الاثر يعني فيه بيان ما اعطاه الله عز وجل لداوود من حسن الصوت وما ايضا فعله من كسبه من عمل يده عليه السلام قال وقوله واعملوا صالحا اي في الذي اعطاكم الله من النعم اني بما تعملون بصير اي مراقب لكم. بصير باعمالكم واقوالكم لا يخفى علي من ذلك شيء وهكذا وهذه الاية نستنبط منها ان الله جل وعلا اذا انعم عليك بالنعم عليك بالاكثار من الاعمال الصالحة ولهذا لما اخبر ما اعطاه داوود عليه السلام قال له بعد ذلك واعملوا صالحا وقال الله جل وعلا لنبيه انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر هكذا النعم اذا انعم الله عليك ينبغي ان تقابل هذه النعم بالاعمال الصالحة ومن اعظمها الصلاة والنحر الذبح لله سبحانه وتعالى والصدقات في هذا الباب فهي من اعظم الاجور ولذلك امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم لما اعطاه نهر الكوثر ان يشكر ربه بهاتين العبادتين العظيمتين فهما من العبادات العظيمة وهكذا تأمل في نعم الله عليك يا اخي والله ان نعم الله علينا كثيرة لا نحصيها فماذا قدمنا شكرا لها ينبغي ان نشكرها بالجوارح والقلوب والالسنة سيذكر من كثير قريبا ولكن نقدم الكلام عليه يقول الشاعر افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والظمير المحجبة افادتكم النعماء مني يعني افادكم انعامكم علي افادكم مني ثلاثة امور يدي اشكر لكم ذلك واعمل في مساعدتكم وفي تنفيذ ما تريدون يدي ولساني واشكركم واثني عليكم بلساني والضمير المحجبة في قلبي كذلك هكذا ينبغي الانسان ان يشكر الله بجوارحه ان يصوم يصلي يعتمد حج يمشي الى المسجد يظهر على الجوارح هذا من الشكر من شكر الله عز وجل نظرا لجوارح الاعمال الصالحة واللسان يشكر الله بلسانه الشكر لله على ما انعم من نعم والظمير المحجب هو القلب يعقد قلبه ويستقر في قلبه ويستشعر هذه النعم العظيمة يشكر الله عليها والله يا اخوان نعم كثيرة ما تحصى يعني لو نظرت الى نعمة البصر او نعمة اللسان او نعمة السمع او نعمة الهوى هذا الهواء الذي كلنا الان نتنفس الاكسجين ما خشينا مع كثرة الجمع ينتهي الهواء عنا يقول يأخذه فلان او فلان من المنعم بهذا؟ من المتفضل هو الله وحده لا شريك له فكن شاكرا لله جل وعلا وانبه على مسألة كثير من الناس تجده يقول ان نعم الله لا تعد ولا تحصى. هكذا يكون وهذه العبارة فيها خطأ لا تقل لا تعد لا انتقد تبدأ تعد لكن لا يمكن ان تحصيها وظاهر القرآن يدل على هذا. الله يقول وان تعدوا لاحظ اثبت العد ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها الاحصاء لا يمكن. اما العد يمكن تقول يا اخي نعمة السمع نعمة البصر نعمة العقل نعمة نعمة لكن مهما تعد لن تحصي هذه النعم لكثرتها من ربنا جل وعلا. آآ قال جل وعلا ولسليمان الريح غدوها شهر يعني بعد ان ذكر الله نبيه داوود وما انعم به عليه وما اعطاه اردف ببيان النعم التي اعطاها لنبيه سليمان. وهو سليمان ابن داوود ذرية بعضها من بعض قال قال ابن كثير لما ذكر تعالى ما انعم به على داوود عطف بذكر ما اعطى سليمان ابن داوود من تسخير الريح له تحمل بساطه غدوها شهر ورواحها شهر قال الحسن البصري كان يغدو على بساطه من دمشق فينزل باصطخر يتغدى بها ويذهب رائحا من الصخر فيبيت بكابل وبين دمشق واصطخر شهر كامل للمسرع وبين الصخر وكابل شهر كامل للمسرعين و قال ابن او قبل ذلك نذكر الايات نقول نعم هنا قال ولسليمان الريح يعني وسخرنا لسليمان ابن داوود عليه السلام الريح غدوها يعني سيرها في غدوة النهار اول النهار مسيرة شهر والرواح والرواح من بعد الظهر لان النهار غدو من اول النهار الى منتصفه ومن منتصف الى اخره هذا يقال رواح. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا واخر النهار مسيرته في مسيرتها في اول النهار تسير مسيرة شهر كامل لمن يمشي على الابل او على الاقدام وفي اخر النهار تسير كذلك وهذا يدل عليه قوله جل وعلا في سورة الانبياء ولسليمان الريح عاصفة تجري بامره الى الارض التي باركنا فيها العاصمة هي الشديدة الهبوب شديد الهبوب لكن جاءت ايات تخص هذه الاية تدل على ان احيانا شديدة واحيانا تكون لينة رقيقة وهنا قال الى الى الارض التي باركنا فيها وهي ارض الشام لكن جاء في بعض في اية اخرى ما يدل على انها تحمله الى جهات مختلفة. فقال جل وعلا فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب حيثما اراد وقال رخاء ومعنى رخاء قالوا اي انها لينة ليست شديدة عاصفة اذا هذه الايات كلها يصدق بعضها بعضا وفي كل اية دلالة على شيء من اوصاف هذه الريح التي وهبها الله لسليمان وايضا تجري بامره وهذا مما اعطاه الله عز وجل لسليمان لذلك اعطى الله سليمان ملكا عظيما ما اعطاه لاحد من بعده ولهذا ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد المبارك كان يصلي من الليل فتفلت عليه الشيطان وكان النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي فقال اعوذ بالله منك العنك بلعنة الله العنك بلعنة الله العنك بلعنة الله ثم مد النبي صلى الله عليه وسلم يده فقبضه والفزعت يعني امسك امسكه من حلقه قال فدعته حتى وجدت برد لعابه بين اصبعيه قال ولولا دعوة اخي سليمان لربطته في سارية من سواري المسجد يلعب عليه صبيان اهل المدينة لكن لاحظ النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا دعوة اخي سليمان وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي لان الله سخر الجندي سليمان سيأتي ان شاء الله بين ذلك قال وليد سليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر. واسلنا له عين القطر قال ابن عباس واسلنا له عين القطر قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وعطاء الخرساني وقتادة والسدي ومالك عن زيد ابن اسلم وعبد الرحمن بن زيد بن اسلم وغير واحد القطر النحاس. قال قتادة وكانت باليمن فكل ما ما يصنع الناس مما اخرج الله تعالى لسليمان عليه السلام وقال السدي انما اسيلت له ثلاثة ايام وقال الطبري واسلنا له عين القطر يقول واذبنا له عين النحاس واجريناه له. ثم رواه عن قتادة وذكر شيئا من كلام قتادة وفيه قال قتادة كانت بارض اليمن نعم كانت بارض اليمن اذا ارسلنا له عين القطر عين من النحاس اذابه الله فصارت سائلة تجري لان الله اتاه ما لم يؤت احدا من العالمين هذا من فضل الله علي قال جل وعلا ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه قال ابن كثير اي وسخرنا له الجن يعملون بين يديه باذن الله اي بقدره وتسخيره لهم بمشيئته ما يشاء من البنايات وغير ذلك ومن يزغ منهم عن امرنا اي ومن يعدل ويخرج منهم عن الطاعة نذقه من عذاب السعير وهو الحريق ايضا هذا مما اعطاه الله عز وجل لنبيه سليمان ابن داوود انه ايضا جعل الجن يعملون بين يديه باذن الله جل وعلا الله الذي سخرهم لسليمان فكانوا يعملون بين يديه ايضا تهددهم وعاقبهم ان من ان من يزغ منهم ان يعدل ويزل من الجن عن امره عن امر الله الذي امره له الذي امره به بطاعة سليمان ان الله جل وعلا يذيقه ويعذبه من عذاب السعير وعذاب النار وفي سورة النمل ذكر الله جل وعلا شيئا من ذلك في في قصص سليمان عليه السلام وقد مر معنا ثم قال جل وعلا يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجبال هذا مما سخر الله الجن ان يقوموا به اذا امرهم سليمان به يعملون له ما يشاء الامر راجع اليه من محاريب المحاريب جمع محراب الاصل فيه هو الحصن هو الحصن الذي يحارب منه العدو والمهاجم للمدينة وقيل المحراب وقيل قيل له محراب لانه يرمى من شرفاته بالحراب يعني الحصن الا هو محراب لانه يرمى من شرفاته واعلاه العدو بالحراك ثم اطلق على القصر الحصين وهذا المعنى هو المراد في هذه الاية وقال ابن كثير اما المحاريب فهي البناء الحسن وهو اشرف شيء في المسكن وصدره وقال الطبري المحراب مقدم كل مسجد وبيت ومصلى وقال مجاهد المحاريب بنيان دون القصور وقال الضحاك هي المساجد وقال قتادة هي المساجد والقصور وقال ابن زيد هي المساكن وهذه التفسيرات من السلف هذا اختلاف تنوع يعني كل واحد عدى نوعا والا هذه كلها من المحاريب المحراب هو البناء يدخل فيه مقدم المسجد يدخل فيه اعالي البناء يدخل فيه مقدمة البناء البيوت المساكن المساجد لانه ايضا جاء ما يدل على ان المكان الذي يتخذ للعبادة يسمى محراب كما في قصة داوود فالحاصل انهم يبنون له ما يشاء من البنيان سخرهم الله له يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل التماثيل جمع تمثال والاصل هو الصورة الممثلة اي المجسمة مثل شيء من الاجسام فكانت الجن يأملون لسليمان صورا مختلفة قال ابن كثير واما التماثيل فقال عطية والضحاك والسديت تماثيل الصور قال مجاهد وكانت من نحاس وقال قتادة من طين وزجاج كانوا يعملون له تماثيل اشياء الله اعلم ما هي لكنها تماثيل على هيئة اشياء من نحاس او من زجاج او من طين لكن ليس بهذا دليل على جوازي وضع التماثيل لانه لو سلمنا انه جائز في شرع سليمان فانه قد جاء في شرعنا خلافه ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بالتمثال ان يقطع لما رأى تمثالا امر ان يقطع رأسه فيكون مثل الشجرة فلا يجوز وضع التماثيل المجسمة هذي تحريمها اشد واعظم من الصور مجرد الصور اه قال وتماثيل وجفان كالجواب الجيفان جمع جفنة والاصل في الجفنة هي القصعة جبناه وعاء يوضع فيه الماء لكن هذه الجبال في زمن سليمان عظيمة كالجواب الجواب الجواب برك الماء في الجابية الكبيرة محروم ان الجفنة في الاصل جفنة الاناء صغير لا لكن هذه جيفان كبيرة كأنها بركة ماء نعم وجفان كالجواب. قال ابن كثير الجواب جمع جابية. وهو الحوض الذي يجبى فيه الماء وقيل هو الحوض الواسع العميق الذي يجمع فيه الماء لسقي الاشجار والزروع ونحوها قال كالجواب وقدور راسيات ايضا يعمل له قدور والقدور جمع قدر كلنا يعرف ما هو القدر الاناء الذي يوضع فيه الطعام وينضج على النار. يطبخ فيه لكن ما هي ليست كالقدور الصغيرة قدور راسيات كبيرة جدا يصنع فيها الطعام كل ذلك مما كانت تعمله الشياطين لسليمان لان الله سخرها له سخرها له وكان يأمرهم بهذا فكانوا يفعلون ذلك هو مما يعني يذكر شيء من هذا في منطقة في منطقة الشمال تقريبا بين حائل ومنطقة رفحاء منطقة تسمى لينة قرية موجودة الان اه هذه فيها اكثر من ثلاثمئة بئر منحوتة نحت في الارض والناس يعرفون هذا من سبعين ثمانين سنة قبل ان تأتي الالات التي تحفر الان وليست كبيرة يعني انا وقفت ورأيتها يعني لا يكاد الرجل يدخل معها في منطقة يعني صخرية كيف نحتت؟ الله اعلم والائمة يقولون هذا بنوها الجن في زمن سليمان حضروها وقد لا يبعد هذا لانه ما كانت هناك الالات الصغيرة قديما اذا ارادوا يحفرون البئر لابد ان تكون واسعة نوعا ما فالحاصل ان الله سخرهم لسليمان فكانوا يقومون باعمال عظيمة وفي وقت يسير وهذا من تسخير الله عز وجل لهم تسخير الله لهم لسليمان عليه السلام وهذا من الملك العظيم الذي اتاه الله سليمان ثم قال اعملوا ال داوود شكرا. هذا كما مر النعم يجب ان يجتهد العبد بالاعمال الصالحة شكرا لنعم الله عليه هكذا تشكر النعم بالعمل الصالح اعملوا ال داوود شكرا ثم قال وقليل من عبادي الشكور قليل من العباد الشكور ثم قال ابن كثير اي وقلنا لهم اعملوا وقلنا لهم اعملوا شكرا على ما انعم به عليكم في الدنيا والدين اذا الشكر يا اخوان لله سواء النعم الدينية الهداية والاستقامة على امر الله عز وجل او ايظا امور الدنيوية ما يهبك الله ويعطيك من المال من الولد من الصحة من من يجب ان تشكر الله عز وجل عليها قال اي وقلنا لهم اعملوا شكرا على ما انعم به عليكم في الدنيا والاخرة في الدنيا والدين وشكرا مصدر من غير الفعل او انه مفعول له يعني يقول ابن كبير شكرا مصدر من غير الفعل يعني تقدير الكلام اعملوا عملا قال لها اعملوا شكرا او انه مفعول له اعملوا لاجل شكري نعمة الله جل وعلا ثم قال وعلى التقديرين وعلى التقديرين فيه دلالة على ان الشكر يكون بالفعل كما يكون بالقول وبالنية ثم اورد البيت افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبة قال ابو عبدالرحمن الحبل الصلاة شكر والصيام شكر وكل خير تعمله لله شكر وافضل الشكر الحمد رواه ابن جرير وروى هو ابن ابي حاتم عن محمد ابن كعب القرظي قال الشكر تقوى الله والعمل الصالح وهذا يقال لمن هو متلبس بالفعل وقد كان ال داوود عليهم السلام كذلك قائمين بشكر الله قولا وعملا. يعني شكر النعم تشكر بالقلب تعترف وتعقد قلبك على هذا تقر وايضا تشكر باللسان وتشكر بالاعمال كل هذا من شكر الله جل وعلا ثم قال قال ابن ابي حاتم وساق بسنده عن ثابت البناني قال كان داود عليه السلام قد جزأ على اهله وولده ونسائه الصلاة فكان لا تأتي عليهم ساعة من الليل والنهار الا وانسان من ال داوود قائم يصلي فغمرتهم هذه الاية اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عباده الشكور هذا مروي ان سليمان ان داود عليه السلام كان قد قسم الوقت الاربعة وعشرين ساعة لابد يكون واحد من ال داوود قائم يصلي على مدار اربعة وعشرين ساعة يعني وهذا من شكر الله جل وعلا لكن نحن يكفي ان نلتزم بما جاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم نحافظ على الصلوات الخمس النوافل التي ارشدنا النبي صلى الله عليه وسلم الى القيام بها كالسنن الرواتب وقيام الليل صلاة الظحى وتحية المسجد وهكذا اه اود ان انبه انه الاسبوع القادم اه لن يكون هناك درس الاسبوع القادم لن نحضر لكن ان شاء الله نحضر الاسبوع الذي يليه باذن الله جل وعلا اه يقول ابن كثير وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال ان احب الصلاة الى الله صلاة داوود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدوسه واحب الصيام الى الله صيام داوود كان يصوم يوم وهو يفطر يوما ولا يفر اذا لاقاه هذا في الصحيحين هذا افضل الصلاة سنة داوود لانه كان ينام النصف الاول الجسم يحتاج الى الراحة ثم بعد النصف الاول يقوم ثلث الليل ثم ينام السدس الاخر ثم يستيقظ لصلاة الفجر هذا اعون للانسان وكذلك الصيام كان يصوم يوما ويفطر يوما. وكان اذا لاقى العدو لا يفر عليه السلام وهذا من شكر داوود لهذه النعمة التي انعم الله عز وجل عليه بها ثم قال وقوله قال ابن كثير وقوله وقليل من عبادي الشكور اخبار عن الواقع هذا واقع الناس الا ما رحم ربك قليل من عباد الله الشكور انت انظر في نفسك الان هل تشكر الله على نعمة البصر؟ نعمة الايمان نعمة الامن نعمة الصحة نعمة الغنى نعمة نعمة وش تعد اما الانسان يشكر الله جل وعلا تذكر هذه هذه الالاء وهذه النعم يتذكرها ويشكر الله عليها في قلبه وبلسانه ويعمل ما فيه شكر هذه النعم فانت اذا عملت بهذه الجوارح بطاعة الله شكرت هذه النعم اذا نظرت في كتاب الله قرأت كتاب الله وسنة نبيه قرأت في كتب العلم النافعة هذا من شكر نعمة البصر. استمعت للخير للاذان لقراءة القرآن للذكر هذا من شكر نعمة الله عز وجل نعمة السمع وهكذا كل نعمة ما يناسبها ثم قال جل وعلا فلما قضينا عليه الموت يعني قضى الله عليه الموت وجاء اجله ما دلهم على موته الا دابة الارض تأكل منسأته ما دل الجن ولا الانس على موت سليمان الا دابة الارض وهي الارظة تسمى الارضة وهي دويبة معروفة عجيبة غريبة لا تدري من اين تأتي بالماء ولا التراب وحتى الحديد تنقره وتؤثر فيه وكذلك الخشب وامرها عجيب معروفة لارضه ولا تدري من اين تأتي بالماء ولا من اين تأتي بالطين وسيأتي بعظ الاثار ان امكن ان نقرأها ان ان الجن شكروا لها لما نخرت عصا سليمان واخذ سنة كاملة وسليمان على العصا وهم يظنونه حيا يعملون ويقومون بالاعمال خوفا من سليمان وهو قد مات فجاءت هذه الدابة فنخرت عصاه فسقط يقال فشكرت الجن لها قالوا نحن نأتيك بالماء والطين في اي مكان اه يعني قد يقدمونه خدمة لها والله المستعان. على كل حال ما دلهم على موت سليمان الا دابة الارض وهي الارظة تأكل منشأته والمسأة هي العصا كان عصى يتكئ عليها فاتكأ عليها وبقي قائما وهو قد خرجت روحه وفي ذلك حكمة وهي ما اشار اليه بقوله جل وعلا فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا بالعذاب المهين الجن ما يعلمونه غيب يا خي لو كانت الجن تعلم الغيب لعلموا ان سليمان قد مات ما يعلمون الغيب لا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى ولهذا بقوا سنة وهم في العذاب الاليم وسليمان قد مات وما شعروا بذلك فلله في كل افعاله حكم عظيمة قال فلما خر اي سقط سليمان تبينت الجن ظهر لهم وكذلك للانس يجب ان يعلم الانس هذا هل لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا سنة كاملة في هذا العذاب. وقد اورد ابن كثير بعض الاثار الاسرائيلية في ذلك قال يذكر تعالى كيفية موت سليمان عليه السلام وكيف عم الله موته على الجن المسخرين له في الاعمال الشاقة. فانه مكث متوكأ على عصاه وهي منسأته. كما قال ابن عباس مجاهد الحسن وقتادة هو غير واحد. مدة طويلة نحوا من سنة فلما اكلتها دابة الارظ وهي الارظ ضعفت وسقط الى الارض وعلم انه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة. تبينت الجن والانس ايضا ان الجن لا يعلمون الغيب كما كانوا يتوهمون ويوهم الناس بذلك وقد ورد في ذلك حديث مرفوع غريب وبصحته نظر وقال ابن جرير واورده عن ابن عباس قال كان سليمان نبي الله اذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها ما اسمك؟ فتقول كذا فيقول لاي شيء انت فان كانت لغرس غرست وان كانت لدواء كتبت يعني قال هذا دواء هذه دوالي مرضي كذا فبينما هو يصلي ذات يوم اذ رأى شجرة بين يديه فقال ما اسمك ما اسمك؟ قالت الخروب او الخروب قال لاي شيء انت؟ قالت لخراب هذا البيت فقال سليمان اللهم عمي على الجن موتي يعني غطي عليهم عمي على الجن موته حتى يعلم الانس ان الجن لا يعلمون الغيب. فنحتها عصا والله اعلم. وصلى الله