بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها اه وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمين ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ولا تزرها زرة وزر اخرى وان تدعوا مثقلة الى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب واقاموا الصلاة ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه والى الله المصير وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الاحياء ولا الاموات ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسمع من في القبور ان ندير انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من امة الا خنا فيها نذير وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جائتهم رسلهم بالبينة وبالزبر وبالكتاب المنير ثم اخذت الذين كفروا فكيف كان نكيد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد كان من اخر ما تكلمنا عليه في درس الليلة الماضية قوله جل وعلا والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم ثم جعلكم ازواجا وما تحملوا من انثى ولا تظع الا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب ان ذلك على الله يسير وكنا قد اتينا على اكثر ما في الاية ونلخص دلالة الاية مرة اخرى لربط المعنى فيقول الله جل وعلا والله خلقكم من تراب وهذا يكثر في القرآن ان الله سبحانه وتعالى يقول لبني ادم ان الله خلقكم من تراب والمراد خلق اصلكم وخلق اباكم فالذي خلق من تراب هو ادم واما ما ذكره بعض المفسرين من ان كل انسان مخلوق من تراب فهذا قول لا دليل عليه بان هذه الايات التي فيها ان الله خلقكم من تراب جاءت ايات اخرى آآ تدل تفسرها وتبينها والقرآن يبين بعضه بعضا فقد قال الله جل وعلا وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين هذه الاية صريحة بدأ خلق الانسان وهو ادم من طين ثم فجاء بثم التي تفيد التراخي فما بعد ادم اولاده فمن الى يومنا هذا الى يوم القيامة هؤلاء مخلوقون من سلالة من ماء مهين من ماء دافق يجب ان يعلم هذا واذا اشكل عليك شيء في القرآن اياك ان تقول برأيك ارجع الى كلام اهل العلم المتقدمين لانه يخشى ان يقول الانسان اذا لم يرجع الى كلام الائمة ائمة الدين واهل العلم ان يقول على الله بغير علم او يعمل باية ويترك دلالة الاية الاخرى القرآن كله يصدق بعضه بعضا. ولا يناقض بعضه بعضا ابدا وكذلك السنة لا تناقض القرآن والقرآن لا يناقض السنة ولهذا العلماء يعبرون عن هذا موهم التعارف قال اتوهم انا تعاروا بين الايتين وبين الدليلين لكن هذا وهم عندي ومن احسن ما جمع ما كتب في هذا كتاب العلامة الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله بعنوان دفع ايهام الاضطراب عن اية الكتاب دفع ايهام الاضطراب عن اي الكتاب وتعرض له ايضا بقية العلماء تحت المشكل ايضا مشكل القرآن فالحاصل ان الله جل وعلا في قوله هنا والله خلق خلقكم من تراب ثم من نطفة يعني خلق اصلكم واباكم واباكم وهو ادم واما بقية الناس فهم من نطفة الا ما استثناه الدليل ولهذا يقول العلماء ومنهم الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان ان الناس من حيث الخلق اربعة اقسام بنو ادم من حيث الخلق اربعة اقسام القسم الاول مخلوقون من اب وام وهذا هو الاعم والاغلب وقسم مخلوق من ام من غير اب وهو عيسى عليه السلام وقسم مخلوق من اب دون ام وهي حواء خلقت من احد اضلاع ادم وقسم مخلوق من تراب وهو ادم الخلق لا يخرجون عن هذه الاقسام الاربعة ابدا قال جل وعلا ثم من نطفة يقول ابن كثير اي ابتدأ خلق ابيكم ادم من تراب ابتدأ خلق ابيكم ادم من تراب ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين وين نطفة الماء ماء الرجل يلتقي بماء المرأة فيكون منه الولد باذن الله جل وعلا قال وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه به بيان احاطة علم الله جل وعلا فما تحمل من انثى سواء من بني ادم او من الدواب او من غيرها ولا تظع حملها الا بعلمه جل وعلا وعلمه هنا ايها الاخوة علم محيط ولهذا بعضهم لقلة بصيرته قد يشكل عليه ما توصل اليه العلم الحديث من انهم يعرفون ما في الارحام هل هو ذكر او انثى طبعا لا يعرفونه من اول وهلة والله جل وعلا قال ذلك في كتابه قال ويعلم ما في الارحام لكن ما المراد بعلم الله عز وجل هنا هل هو فقط يعلم انه ذكر او انثى لا نعم يعلم انه ذكر وانثى ويعلم ايضا ما يتعلق بهذه النطفة ما بهذا الرحم متى سيولد متى سيموت من اهل الجنة او من اهل النار ماذا سيعمل ما هو رزقه ما هو عمله كل ما يتعلق به فلا يعلم ما في الارحام المحيط بها هو الله جل وعلا. وكذلك هذه الاية وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلم يعلم حمله وايضا يعلم مصير هذا الحمل وقدره ورزقه وحياته وموته وعمله سبحانه وتعالى وتقرير هذا يفهم منه من فتح الله عليه ان من كان هذا وصفه هذا العلم المحيط هو الاله الحق هو المعبود وحده لا شريك له هو الذي يجب ان يعبد دون من سواه جل وعلا ثم قال وما يعمر من معمر ولا ينقص ولا ينقص من عمره الا في كتاب وذكرنا ليلة البارحة ثلاثة اقوال ونعيد نلخصها ففيها ثلاث اقوال والصواب ان الاية شاملة لكل ما ذكره المفسرون فهذا الخلاف الذي بينهم من باب اختلاف التنوع كل عبر بنوع من الاقوال انهم قالوا معنى الاية وما يعمر من معمر قالوا المراد هنا الجنس جنس بني ادم فما يعمر من معمر الا والله جل وعلا قد كتب ذلك عنده في كتاب فالمعمر الذي طال عمره وبلغ المئة واكثر او اقل هذا في كتاب عند الله جل وعلا وكتب ذلك جل وعلا عنده ونحن اشرنا ليلة البارحة ونذكر ان القدر يقول العلماء مراتب القدر اربعة اول العلم المحيط فالله علم كل شيء وما هو كائن الى يوم القيامة بل وما بعد القيام والمرتبة الثانية الكتابة والله علم كل شيء ثم كتبه في اللوح المحفوظ والمرتبة الثالثة مشيئة الله لوقوع هذا الشيء شاءه واراده جل وعلا ان يقع والمرتبة الرابعة الخلق والايجاد يخلق ما علمه وكتبه وشاءه يخلقه ويوجده في حينه الذي قدره له جل وعلا فكذلك هذا المعمر الذي طال عمره علم الله ذلك وكتبه عنده في اللوح المحفوظ في كتاب وما ينقص من عمره قال والمراد وما ينقص من عمر احد فليس المراد هو نفس الشخص لكن هذا كما قال ابن جرير وغيره قال هذا معروف عند العرب تقول عندي ثوب ونصفه عندي ثوب ونصف انت تقصد ان عندك ثوب كامل وعندك نصف ثوب اخر لانك اذا قلت عندي ثوب خلاص ما ما يحتاج تقول ثوب نصفان لا عندي ثوب ونصف ثوب فكذلك المراد هنا الجنس فعبر عن القسم الاول وهو المعمر الذي طال عمره وكذلك الذي نقص عمره والمراد نقص عمره يعني نقص عن عمر المعمر هذا عمر مئة وهذا مات يوم ولادته مثلا او مات بعد اسبوع او بعد شهر او بعد ايام كل ذلك في كتاب مبين. عند الله جل وعلا ويدل على هذا يعني قول جمع من السلف ومنه قول آآ ابن عباس قال يقول ليس ليس احد قضيت له طول عمري وحياة الا وهو بالغ ما قدرت له من العمر. وقد قضيت ذلك له. فانما ينتهي الكتاب الى الذي قدرته لا يزاد عليه وليس وليس احد قضيت له ان انه قصير العمر والحياة ببالغ العمر ولكن ينتهي الى الكتاب الذي كنت له الذي كتبت له فذلك قوله ولا ينقص من عمره ولا ينقص من عمره الا في كتاب ان ذلك على الله يسير يقول كل ذلك في كتاب عنده. وهكذا قال الظحاك ابن مزاحم وجاء ايضا عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم انه قال ولا ينقص من عمره الا في كتاب قال ما لفظت الارحام من الاولاد من غير تمام هذا الذي ينقص عمره يعني السقط ان تسقط المرأة قبل وفي الاشهر الاولى هذا نقص هذا ناقص انا ما عمر مثل الاول قال وقال عبدالرحمن في تفسيرها الا ترى الناس يعيش الانسان مئة سنة واخر يموت حين يولد فهذا هذا وقال قتادة والذي ينقص من عمره فالذي يموت قبل ستين سنة وقال مجاهد وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب اي في بطن اي في بطن امه يكتب له ذلك ولم يخلق الخلق على عمر واحد اذا هذا هو القول الاول ان المراد ما يعمر من معمر ولا ينقص من عمر اخر الا ذلك كله في كتاب. من كان معمرا وعمره طويل ومن كان عمره قصير كذلك. كل ذلك في كتاب في اللوح المحفوظ عند الله جل وعلا والقول الثاني يقول معناه ما يكتب وما يعمر من معمر اي اي ما يكتب من الاجل ولا ينقص من عمره وهو ذهابه قليلا قليلا الجميع معلوم عند الله سنة بعد سنة وشهرا بعد شهر وجمعة بعد جمعة ويوم بعد يوم وساعة بعد ساعة الجميع مكتوب عند الله في كتاب الله يعني يقول يعني الفرق بين القولين القول الاول جعل المعمر غير من نقص عمره هنا يتكلم عن الجنس فذكر من طال عمره وذكر من قصر عمره. والقول الثاني يقول لا هذا شخص واحد عمر ما عمر هذا العمر مكتوب عند الله جل وعلا وما ينقص من هذا العمر مرت عليه سنة نقص عمره. هذا النقص معلوم عند الله السنة والشهر واليوم والساعة بل والدقيقة والثانية كل ذلك مكتوب عند الله عز وجل والقول الثالث قالوا ان معنى الزيادة والنقص هنا ان المعمر هو الذي عمل الاعمال الصالحة ومنها صلة الرحم فانه يطول عمره وما ينقص من عمر احد هذا المراد به قاطع الرحم استدلوا على ذلك بالحديث الذي في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اراد او من سره ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اجله فليصل رحمه ولا يجوز ان يظن احد ان الله جل وعلا ان الله جل وعلا لا يعلم انه سيصل او لا يصل. الله يعلم ان هذا الرجل عمره خمسين سنة او مئة سنة وقدر ذلك وفرغ منه لكن هذا العلم زيادة العمر او نقصانه هو بحسب علم الملك يقال للملك ان وصلها فلان رحمه فاقبضه بعد مئة وانقطع الرحم فاقبضه بعد خمسين الله يعلم انه سيسأل او لا يصل. وهذا امر مفروغ منه لكن بالنسبة لعلم الملك لا يعلم لو نظرنا الى فرق خمسين سنة اليس هذا طول عمره وهذا قصر عمر عمر؟ بلى والا ربنا جل وعلا قد احاط بكل شيء علما ولا يتغير معلومه جل وعلا والصحيح ان الاية شاملة لهذه الامور كلها شاملة لهذه الامور كلها ثم قال جل وعلا ان ذلك على الله يسير قال ولا ينقص من عمره الا في كتاب هو اللوح المحفوظ وقيل ان الكتاب المراد به كتاب الكتاب الذي يكون حينما تنفق فيه الروح فيرسل الملك فيأمره الله يقول اكتب قال ماذا اكتب قال اكتب اجله وعمله وشقي او سعيد عمله ورزقه واجله وشقي او سعيد قالوا بهذا الكتاب يكتب الملك الملك ذلك في بعد مرور مئة وعشرين يوم عند نفخ الروح وهو في بطن امه لكن ده ذلك النفخ لا يخالف ما هو كان في الكتاب الاول هو اللوح المحفوظ وعلى كل حال هذه الاقوال كلها حق. فالله يعلم ذلك كله وكلها اقوال حق داخلة في دلالة الاية ولا نقول ان الاية تدل على بعض دون بعض. لا بل علمه محيط بكل شيء جل وعلا ثم قال ولا ينقص من عمره الا في كتاب الا ذلك على الله يسير قال ابن كثير اي سهل عليه ميسر اي سهل عليه يسير لديه علمه او لديه علم بذلك او لديه علمه بذلك وبتفصيله و وبتفصيله في جميع مخلوقاته فان علمه شامل لجميع ذلك لا يخفى عليه منه شيء. وهذا دليل على كمال قدرة الله جل وعلا ايعمر معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب وذلك الله يسير لا يشق عليه ولا يفقره ولا يتكلف في حفظ ذلك او معرفته جل وعلا ثم قال جل وعلا وما يستوي البحراني هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون قال وما يستوي البحران سبق ما انا اشرنا الى خلاف السلف بان المراد بالبحرين هنا لهم قولان في هذا فمنهم من قال البحران المراد بهما ان في بعض الاماكن في بعض الاماكن بحراني بحر وهو بحر واحد جزء منه ماؤه عذب فرات والاخر ملح اجاة وهما سوى ولا يختلط هذا بهذا وهذا حق وقال اكثر المفسرين المراد بالبحرين هنا البحر الساكن البحار المعروفة وهي المالحة والبحر الاخر هو المياه العذبة وهي الانهار وهي الانهار التي تجري والاودية اذا سالت ونحو ذلك ولعل هذا القول يعني اظهر لانه هنا يعني هذه الاية يعني يحتج بها على ترجيح هذا القول لانه قال وترى الفلك فيه موااخذ فالاصل عوده على ما سبق ذكره ومنهم من قال الفلك انما تكون في البحر المالح الساكن البحار المعروفة ولا شك انه يوجد في بعض الاماكن البحر جزء منه تشرب منه والاخر ملح اجاج ولا يبقى هذا على هذا وقد ذكر الامير الشنقيطي رحمه الله انه كان في رحلة الى السنغال وذكر ان النهر يصب في البحر قال ودخلت انا في البحر وفعلا شربت من الماء الذي كان يأتي من النهر يقول كان عذبا فراتا والماء الاخر بجواره ملح وجاد قال وهما مع بعض قال وذكر لي بعض الثقات انه يعني عند يعني بعد مسافة يقول ينتهي الحلو ويبقى الملح قال وانه كان يعني وصل الى ذاك المكان فيغرف بيمينه ماء عذبا ويشرب منه ويغرفه بشماله ماء ملح اجاج ولا شك ان الله على كل شيء قدير وهذا ايضا معروف في البحرين تهنئة او طلاب العلم فهو هذا شيء مؤكد الموجود وكانوا يذهبون يرتوون من الماء الحالي الحلو من داخل البحر هذا امر معروف والله على كل شيء قدير لكن الذي يظهر هنا ان المراد به بالبحرين البحر الساكن المالح المعروف وكذلك الانهار هي تعتبر بحر بعض النهار كبيرة تصير هي القوارب قال وما يستوي البحران وهنا جل وعلا يعني نفى ان يعتدل البحران مع بعضهما من ايش ساوية؟ فهذا عذب فرات والعذب هو الحلو والفرات هو شديد العذوبة يعني المبالغ في الحلاوة فهذا عذب حلو شديد الحلاوة وهذا سائق شرابه وايضا فوق ذلك سائق شرابه ومعنى سائق شرابه يعني يسهل انحداره في الحلق لانه لذيذ تشربه ويسهل لكن لو كان مرا مالحا تتجرعوا ولا تكاد تصيغه هذه ايضا نعمة يا اخوان يعني نعمة ان الله جعل الماء سائق لو كان المال الماء غير سائغ كيف تشربه الانسان لما ينظر في نعم الله لا يمكن ان يحسن نعم ولا ينتهي امره اذا تدبر وتأمل حق التدبر والتأمل الا ان يقول سبحان الله سبحان من لا تحصى نعمه كل شيء له كل شيء لله علينا فيه نعم الماء العذب الهرات نعمة شربه وكونه سائغ ينحدر في الحلق نعمة فالانسان حينما يتأمل بحاله وما فيه يحملوا ذلك على شكر الله ولهذا لو شكرنا ربنا بالليل والنهار ما ادينا شكر نعمته جل وعلا ولكن الواجب علينا ان نأخذ من هذه النعم وجوب اخلاص العبادة والجد وطاعة ربنا وعدم عصيانه هذا هو الواجب ان نكافئه هذا هو الواجب ان ان نقوم به والا لن نكافئ هذه النعم وما بكم من نعمة فمن الله. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها هذا الهواء الذين تنفسوا يقال بعضهم يقول الانسان يتنفس في اليوم ثمانية عشر الف مرة هذا الهواء من الذي يوفره لك كم العدد الان في مكان واحد ما نخشى ان الاكسجين ينتهي ان الهواء ينتهي هذي نعمة يا اخوان ولهذا لو كتم الانسان انفه ما يتنفس الهواء مات في دقائق معدودة ايضا ما يحصل مجرد ان يأخذ الهواء يتجدد الدم كله في القلب ويبثه دما جديدا نظيفا الله في في طرفة عين ونحن لا نشعر بشيء من ذلك اه نعم عظيمة بهذا يجب على الانسان ان يشكر ربه اعظم الشكر توحيد الله وافراده بالعبادة طاعته وعدم معصيته جل وعلا ثم قال سائغ شرابه وما يسوي البحراني هذا عذب فرات سارق شرابه شرابه وهذا ملح اجاج والاجاج قالوا شديد المرارة ملح وايظا مر ولله في ذلك حكمة يا اخوان يقولون ملوحة البحر نعمة عظيمة بطراوة اللحم والاسماك التي تكون فيه يطيب لحمه والامر الثاني هذا تعقيم ما تكون هناك جراثيم ولا والا مياه الابار والانهار تتغير يا اخوان يصبح ماء اجل متغير اللون له رائحة ما يطاق كيف اذا كان بحر هذه نعمة عظيمة من الله جل وعلا قال ومن كل اي من البحر العذب الفرات ومن البحر الملح الاجاج تأكلون لحما طريا حتى الانهار فيها سمكة اليس كذلك هذا معروف تجدها في بطن الصحراء ليست بجنب البحر مسافات وتجد الاسماك بداخلها هذه منحة من الله بل من واقع التجربة والمعرفة انه لما يأتي السيل ويجتمع الماء في مكان ثم يبقى لمدة بعد ذلك مدة شهر او شهرين او ثلاثة يخلق الله فيه سمكا لا تدري من اين جاء هذا السلف ورأينا هذا بام اعيننا هذا دليل على قدرة الله جل وعلا الخلاق العليم اذا من البحر المالح ومن ومن البحر الحلو تأكلون لحما فقط لحما لا طري في غاية الطراوة وانظروا الى لحم السمك طريقي في غاية اللذة والفائدة قال وتستخرجون حلية تلبسونها. ايضا تستخرجون منه حلية قالوا الحلية هنا قال بعضهم اللؤلؤ والمرجان وقال بعض المفسرين بل هو شامل يستخرج اللؤلؤ والمرجان وكذلك مادة الحلي الذي تشرع بعد ذلك خاتما او سوارا او قلادة او غير ذلك استخرج من البحر هذي نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى. قال ايضا تلبسونها هذه منة اخرى هلية تلبس ثم قال وترى الفلك فيه مواخر ترى الفلك في البحر هنا قال بعض اهل العلم ان المراد بييجي هنا البحر المالح ومن هنا قال بعض المفسرين ان استخراج الحلية خاص بالبحر المالح اما الانهار ما فيها حلية فالحلية خاصة في البحر المالح واظن ان ابن نعم ابن كثير قال بهذا القول تعقبه الامير الشنقيطي رحمه الله قال هذا القول غلط لا يجوز القول به فالله جل وعلا يقول ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها فاعاد الضمير على البحرين كليهما ويأتي من يقول لا هذا خاصهم بالمالح فليخرجوا منهما اللؤلؤ والمرجان باية اخرى اي من البال ام من المالح والحلو ثم ذكر قال يعني قد تواتر عندنا ان بعض الانهار فيها حولي يوجد فيها الحلي ايضا وسمى نهرا في بعض الدول او نهرين ونقل عن بعض اهل العلم ايضا انه وجد في نار يوجدوا كانوا يأخذون منه الحلي واللؤلؤ والمرجان لكن تختلف كثرة وقلة فالواجب المصير الى ظاهر القرآن والله اعلم واحكم جل وعلا فيستخرج من البحر الحلو وهي الانهار والبحر المالح يستخرج منها اللحم الطري وهي الاسماك وكذلك الحلي قال وترى الهنك فيه مواخر الفلك هي السفن سفن مفردها وجمعها واحد كلها يقال لها الفلك قال مواخر والمواخر من مهر الشيء اذا شقه فهي مواقف يعني تمخر البحر تشقه وتعبر فيه قال ابن كثير موظحا هذا قال وترجوك فيه مواخر اي تمخره تمخره وتشقه بحيزومها وهو مقدمها المسمم الذي يشبه جئ الطير وهو صدره فعلا السوء من البواخر لابد يكون خشمها يعني التقاء رأس مثلثين لان هذا اهون في شق الماء لو كان معترظا يشقها كثيرا ويكلف طاقة لكن يكون مثل رأس السهم تشق الماء والله جل وعلا الذي علم الانسان علم الانسان ما لم يعلم ثم قال وقال مجاهد تمخر الريح السفن ولا يمخر الريح من السفن الا العظام وقال الشوكاني يقال مخرت السفينة تمخر اذا شقت الماء فالمعنى وترسهنا في البحر شوقا له شوقا للماء بعضها مقبلة وبعضها مدبرة بريح واحدة صحيح ترى السفن تسير في البحر هذه ذاهبة وهذه مدبرة والريح واحدة ولو شاء الله لاسكن الريح وظلنا رواكد على ظهره هذه ايات ونعم عظيمة من الله سبحانه وتعالى قال اه لتبتغوا من فضله. ايضا ذلك جريان السفن مقبلة ومدمرة هذا من اجل ان تبتغوا تطلبوا فضلا من ربكم. قال ابن كثير اي باسفاركم بالتجارة من قطر الى قطر واقليم الى اقليم ولعلكم تسكنون اي تسكنون ربكم على تسخيره لكم هذا الخلق العظيم وهو البحر تتصرفون فيه كيف شئتم وتذهبون اين اردتم ولا يمتنع عليكم شيء منه بل بقدرته قد سخر لكم ما في السماوات وما في الارض من فظله ومن رحمته صدق رحمه الله كم يحصل للناس من الخيرات وابتغاء فضل الله اطعمة والامتعة لما تحمله هالبواكر وتحمل الوف الاطنان ولا تغرق في البحر سبحان الله انك لو رميت حجر صغير في البحر نواة التمر لو رميتها في البحر فرت الى اسفل وهادئ الباخرة العظيمة حتى ان بعضها يقولون يحمل سبعمائة طائرة مدينة كاملة وكم تحمل من الارزاق الاف الاطنان هذا من تسخير الله عز وجل ولهذا تأتي السفن في الموانئ مثلا الارز حمولتها لا يستطيع ان يحملها الا مئة شاحنة او مئتي شاحنة او اكثر او اقل مع انها سفينة واحدة هذه من نعم الله ومن تسخير الله لنا هذه النعم ولهذا تصل الارزاق الى الناس ضارة متوفرة كثيرة هذا كله من فظل الله عز وجل وهذه الايات التي ذكرها الله عز وجل هنا ليدل على انه جل وعلا هو المنعم المتفضل الذي يجب ان يفرد بالعبادة ويخص بالعبادة دون من سواه ثم قال يولج الليل في النهار كما ذكرنا مرارا ان السور المكية تتميز دائما بالتركيز على النواحي العقلية لان القوم كفار ما يؤمنون بالدليل. المسلم تقول الدليل قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم لكن هذا كافر ما يؤمن بالكتاب ولا بالسنة فتجد كثرة الادلة العقلية التي لا يختلف فيها اثنان ولا يتنازع فيها اقامة للحجة على هؤلاء المنكرين ادي السوق فكم من ضرب الامثلة والحجة العقلية في السور المكية ومنها هذه الايات التي معنا لان هذه السورة مكية نزلت قبل الهجرة ثم قال يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ثم يا اخوان هذه الاشياء التي تذكر هذه كلها تدخل في توحيد الربوبية بتوحيد افعال الرب جل وعلا لان توحيد الربوبية الربوبية هو افراد الله بافعاله كل ذلك بتقرير توحيد الالوهية وهو ان توحد الله بافعالكم ايها الناس فكثيرا ما يذكر توحيد الربوبية ليقر به توحيد الالوهية ثم قال يولج الليل يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كله يجري لاجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير قال ابن كثير وهذا ايضا من قدرته التامة وسلطانه العظيم في تسخيره الليل بظلامه والنهار بظيائه هذا الله ما يستمر الليل سرمدا الى يوم القيامة ولا يستمر النهار بل يأتي ليل فيعقبه نهار فيعقبه ليل تواليك هكذا الى الاجل المحدد الى قيام الساعة ولكل منهما منافعه الليل له منافعه والنهار له منافعه ويقلب الله الليل والنهار لاجل مصالح العباد لا يستحق ان يعبد ويشكر الذي يفعل بنا هذا سبحانه وتعالى قال وهذا ايضا من قدرته التامة وسلطانه العظيم في تسخيره الليل بظلامه والنهار بظيائه يأخذ من طول هذا فيزيده على قصر هذا تدلان ثم يأخذ من هذا في هذا فيطول هذا ويقصر هذا او فيطول هذا ويقصر هذا ثم يتقارظان صيفا وشتاء تعبير جميل نحن نعلم هذا بالتجربة وما ما يختلي فيه اذنه كيف الليل في الشتاء طويل جدا وكيف النهار في الصيف طويل جدا ويأتي وقت يعتدلان ويقول اهل الاختصاص انهم ما يعتدلان الا يوم او يومان واكثر من قال قالوا عشرة ايام والبقية لابد يزيد هذا وينقص هذا او ينقص هذا ويزيد هذا في نظام بديع محكم من الله سبحانه وتعالى. قال وسخر الشمس والقمر اي والنجوم السيارات والثوابت الثاقبات باضوائهن اجرام باضوائهن اجرام السماوات الجميع يسيرون بمقدار معين وعلى منهاج مقنن محرر تقديرا من عزيز عليم نعم سبحان الله حتى ايضا مجيء الليل ومجيء النهار ما يشعر الناس بشيء ليس هناك اهتزاز ولا صوت يحدث ولا ولا خوف ولا شيء يغشى الليل النهار ويقشى النهار الليل بكل سلاسة وبكل سهولة تقدير العزيز العليم سبحانه وتعالى وما ولا يمكن ان يتعطل الليل والنهار يقول تأخر الليل المرأة هذي تأخر اللي تعطل ساعة او ساعتين او الشمس تأخرت ابد في نظام محكم منذ ان خلق الله السماوات والارض الى قيام الساعة فاذا قامت الساعة يختل هذا النظام كما قال جل وعلا في كتابه الكريم قال فاذا برق البصر وخسف القمر ومعنى برق البصر يعني قامت الساعة فيبرق البصر ويشخص لشدة الاهوال التي يراها وعند ذلك القمر يخسف به بل جاء في حديث في البخاري ان الشمس والقمر ان الشمس والقمر مكوران يوم القيامة مكوران هذا في البخاري وغيره وجاء في بعض كتب السنة بسند صححه جمع من اهل العلم ومنهم العلامة الالباني انه قال توران عقيران في النار يوضعان في النار وسبحان الله لكن اذا جاء ذلك الاجل. اما الان باقيان على ما هما عليه. قال كله يجري لاجل مسمى. يعني الى يوم القيامة هذا هو الاجر المسمى فاذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر جمع والقي في النار او طرح في النار قال ذلكم الله ربكم سبحانه وتعالى ذلكم قال ابن كثير اي الذي فعل هذا هو الرب العظيم الذي لا اله غيره الذي فعل هذا وهو ايلاج الليل بالنهار وعلاج النهار بالليل و تسخير الشمس والقمر ما تسهيلهم يعني تذليلهما مدللان بامر الله جل وعلا لمصالح العباد فالذي فعل ذلك ذلكم الله ربكم له الملك له الملك التام كل ما في السماوات وما في الارض وما بينهما ملكه كل المخلوقات ملكه جل وعلا ومقتضى ذلك اي فاعبدوه هذا هو هذا هو هو الهكم الحقيقي هو ربكم والله فيجب ان تعبدوه وتخصه بالعبادة. قال ابن كثير اي الذي فعل هذا هو الرب العظيم الذي لا اله غيره والذين تدعون من دونه اي من الانداد والاصنام التي هي على صورة من تزعمون من الملائكة المقربين ما يملكون من تطمير بيان ما بعده بيان فالذي فعل هذه الاشياء العظيمة هو الله وحده لا شريك له ومن تدعون من دون الله كلهم من اصنام واوثان واشجار واحجار ما يملكون من قطمير ما يملكون من قطمير والقطمير كما قال ابن عباس وغيره قال هي اللفافة التي تكون حول النواة نواة التمر اذا اخرجتها عليها غشاء يحيط بها رقيق هذا هو القطمير فالهتكم واصنامكم ومعبوداتكم ما تملك حتى هذه اللفافة الحقيرة اليسيرة ما يملكونها ولا يستطيعون ان يوجدوها فكيف يعبدون مع الله فكيف يعبدون مع الذي يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر وسخر البحار الى غير ذلك من النعم العظيمة كيف يساوي الناقص العاجز مع الملك القدير جل وعلا هذا اظلم الظلم ولهذا الشرك اظلم الظلم قال ومن الفوائد يقول ابن عباس يقول ثلاثة امثلة غاية في القلة ثلاث امثلة في غاية القلة ضربها الله في في النواة نواة التمر لأنه معروف عند المخاطبين ولا يكاد يجلو احد وهي القطمير كما في هذه الاية والنقير والفتيل هذي الاشياء كلها في النواة فالقطمير الغشاوة الذي تحيط بالنواة والفتيل الخيط الرفيع الذي في شرخ النواة في شقها اذا اخرجت تجد خيط رفيع هذا الفتيل والنقيض النقرة في ظهر كل نواة في الغالب نقرة يسيرة هذا هو النقيض هذي كلها في غاية القلة في النواة كلها في النواة فالحاصل انهم لا يملكون شيئا قال جل وعلا والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ما يسمعون الدعاء لانهم اموات او احجار او اشجار ولو على فرض انهم يسمعون قال بعضهم بعض من عبد من دون الله مثل الملائكة مثلا يسمعون لكن لو سمعوا ما استجابوا لكم لانهم لا يرظون ان يجعلوا شركاء مع الله يقول سبحانك انت ولينا من دونه فكيف يعبد من هذه حاله قال ابن كثير ثم قال ان تدعوهم لا يسمعوا دعائك يعني الالهة التي تدعونها من دون الله لا يسمعون دعاءكم لانها جماد لا ارواح فيها ولو سمعوا ما استجابوا ولو سمعوا ما استجابوا لكم اي لا يقدرون على ما تطلبون منها نعم ما يقدرون ما يقدرون يرزقونك ولا يحيونك ولا يميتونك ولا يسرفون عنك ولا يشفونك ولا ولا ولا فسبحان الله كيف يدعون مع الله قال جل وعلا ولو سمعوا ما استجابوا لكم اي لا يقدرون على ما تطلبون منها ويوم القيامة يكفرون بشرككم هؤلاء هذه المعبودات التي عبدت مع الله يكفرون بشركهم اي يتبرأون منكم يتبرأون وقال القرطبي ان يجحدون انكم عبدتموهم ويتبرأون منكم قال اي يتبرأون منكم كما قال تعالى ومن اضلوا ممن ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. وقال واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عزا. كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا وقال تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون هذه حال من من اتخذ مع الله الهة اخرى وبئس الحال وبئس المآل وبئس المصير ثم قال جل وعلا ولا ينبئك مثل خبير جل وعلا. قال ابن كثير اي ولا يخبرك بعواقب الامور ومآلها وما تصير اليه مثل خبير بها قال قتادة يعني نفسه تبارك وتعالى فانه اخبر بالواقع لا محالة اي نعم يعني هذا خبر لن ينبئنا احد مثل انباء الخبير جل وعلا عن هذه كل ما سبق ومعنى ذلك يعني الزموا خبره وصدقوه واعملوا بمقتضاه فانه العليم الخبير جل وعلا ثم قال جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد قال ابن كثير يخبر تعالى بغنائه بغنائه عما عما سواه وبافتقار المخلوقات كلها اليه وبافتقار المخلوقات كلها اليه وتذللها بين يديه. فقال يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله اي هم محتاجون اليه في جميع الحركات والسكنات. وهو الغني عنهم بالذات ولهذا قال والله هو الغني الحميد اي المتفرد بالغنى وحده لا شريك له وهو الحميد في جميع ما يفعله ويقوله ويقدره ويشرعه وقال بعض المفسرين قال يا ايها الناس انتم الفقراء يعني من جميع الوجوه قاله الشيخ السعدي قال انتم الفقراء من جميع الوجوه ثم ذكر قال في ايجادكم فقراء هو الذي اوجدكم. ما تستطيع توجدون انفسكم ولا تخلقون وايضا فقراء اليه هو الذي امدكم بالقوة والاعضاء وامدكم بالصحة والعافية وفقراء اليه في اموركم باقواتكم بارزاقكم فقراء اليه في صرف النقم عنكم والمهالك فقراء اليه في تعليمكم ما لا تعلمون الى غير ذلك فانتم الفقراء حقا من كل من جميع الوجوه فانت فقير ايها الاب والله ما تقوم الا بالله جل وعلا والله ما تقوم ولا تحرك ساكنا الا بالله وما بكم من نعمة فمن الله ثم قال انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد والحميد فعيل بمعنى مفعول المراد له الغنى التام. هو الحميد المحمود على كل حال محمود على اقواله مدن في اقوالي في افعاله في اقداره في خلقه في كل شيء سبحانه وتعالى وهو الغني الذي له الغنى المطلق فلا يحتاج الى احد وكل احد محتاج اليه وفقير اليه. ثم قال جل وعلا ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد اي شيء يذهبكم ايها الناس ولو كنتم ملايين مملينة لانه قوي قدير على كل شيء ويأتي بخلق جديد غيركم سبحانه وتعالى وهذا يحمل من التخويف والتهديد يعني لو سأل اهلك الناس كلهم وذهب به فما اهون الناس على الله اذا عصوه وهذا حث على الالتزام بدينه وشرعه وطاعته جل وعلا. ثم قال وما ذلك على الله بعزيز يعني الذهاب بكم واستبدالكم باخرين ليس ذلك على الله بعزيز اي ليس بممتنع ولا معجز له انما امره اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون جل وعلا ثم قال ولا تزر وازرة وزر اخرى يقول ابدا لا تهملوا ذنب نفس ذنب غيرها ابدا كل نفس بما كسبت رهينة بل وان تدعو مثقلة ان تدعو نفس مثقلة بالاثام والذنوب نفسا من النفوس اثقلتها الذنوب والمعاصي فدعت تدعو من يأخذ من ذنوبها يخفف عنها لقى يحمل منه شيء ولو كان ذا قربة ولو كان ابوك ابنك اخوك ما يهمل عنك من سيئاتك شيء ولهذا قال جل وعلا يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته اي زوجته وبنيه اولاده لماذا لكل امرئ منهم يومئذ شعره يغنيه ما يعطيك ابنك حسنة ولا يحمل عنك سيئة وابوك كذلك ان يوم الجزاء ولو دعت مثقلة بالذنوب نفس مثقلة دعت وطلبت من غيرها ان يحمل يحمل عنها شيء من اثامها لن تجد احد ولو كان ذا قربة لو كان قريب من الاقارب ولو كان اقرب قريب قال ابن كثير ولا تزر وازرة وزر اخرى اي يوم القيامة وان تدعو مثقلة الى حميها اي وان تدعو نفس مثقلة باوزارها الى ان تساعد على حملي ما عليها من الاوزار او بعضه لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى اي ولو كان قريبا اليها حتى ولو كان اباها او ابنها كل مشغول بنفسه وحاله. قال عكرمة في قوله وان تدعو مثقلة الى حملها الاية قال هو الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول يا ربي سل هذا لما كان يغلق بابه دوني وان الكافر ليتعلق بالمؤمن يوم القيامة فيقول له يا مؤمن ان لي عندك بدء ان ان لي عندك يدا قد عرفت كيف كنت لك في الدنيا كيف كنت لك في الدنيا وقد احتجت اليك اليوم فلا يزال المؤمن يشفع الى ربه عز وجل حتى يرده الى منزلة دون منزلته وهو في النار وان الوالد ليتعلق بولده يوم القيامة فيقول يا بني اي والد كنت لك فيثني خيرا فيقول له يا بني اني قد احتجت الى مثقال ذرة من حسناتي انجو بها مما ترى. فيقول له ولده يا ابتي ما ايسر ما طلبت ولكني اتخوف مثل ما تتخوف فلا استطيع ان اعطيك شيئا. ثم يتعلق بزوجته فيقول يا فلانة او يا هذه اي زوج كنت لك فتثني خيرا فيقول لها اني اطلب اليك حسنة واحدة تهابينها لي لعلي انجو بها مما ترين قال فتقول ما ايسر ما طلبت ولكن لا اطيق ان اعطيك شيئا اني اتخوف مثل ما مثل الذي تتخوف يقول الله وان تدعو مصلتنا الاية ويقول الله لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ويقول تعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. رواه ابن ابي حاتم اه في تفسيره الى اخر كلامه رحمه الله وهذا الكلام لا شك انه حق من حيث الجملة لكن مثل هذا يحتاج الى نقل وان كنا يكفينا دلالة قوله جل وعلا يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه ويدل على هذا المعنى اللي ذكره ايضا قوله جل وعلا لا يجي والد عن ولده لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا يا اخوان فالله الله قدموا لانفسكم اليوم في الاخرة كل يقول نفسي نفسي اولو العزم من الانبياء بدءا من ادم ثم اول اولي العزم نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى كل منهم يقول نفسي نفسي وهم من هم؟ في المقام عند الله جل وعلا الى ان تنتهي الشفاعة الى النبي صلى الله عليه وسلم فماذا اعددت يا اخي؟ انت ما زلت حي ما زلت حي تستطيع تستزيد من الحسنات تستغفر من السيئات تعمل اعمالا صالحة اتعظ يا عبد الله استغل العمر قبل ان يأتي ذلك اليوم قال جل وعلا انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب يعني انما تنذر بهذا البيان انما تعظ وينتظر ويتعظ بما تقوله من الذين يخشون ربهم المؤمنون يخشون ربهم ولاحظوا عبر بلفظ الخشية دون لفظ الخوف لماذا ان يدل على انهم يعرفون ربهم لان العلماء يقولون الخشية هي خوف وزيادة هي الخوف المبني على علم فانت اذا خفت من انسان وان تعرف عنه انه مثلا يفعل كذا ويفعل كذا هذا يسمى خشية ولهذا قال جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء لانهم يعرفون ربهم يعلمون فما له وجلاله وقدرته ولهذا هؤلاء يعلمون قال يخشون ما قال يخافون ده اللي عندهم علم عندهم معرفة بربه يعرفون دين الله يعملون بالشرائع التي انزلها الله جل وعلا قال انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب لانه ما رأوا ربهم والله لا يرى في الدنيا ولكن من قوة ايمانهم لما جائتهم الدلائل الافاقية والنفسية والرسل والكتب بما لا يدع مجالا للشك امنوا بربهم وان لم يروه ولهذا جاء في الحديث ان الله يسأل ملائكته فيه قال ما يستعيذونني ما يسألوني قال يسألونك الجنة قال كيف لو رأوها فالنار يستعيذونك من النار. قال كيف لو رأوها؟ لكانوا اشد خوفا او كما جاء في الحديث فالحاصل ان ان من الغيب ان المؤمنين يثنى عليهم بالايمان بالغيب. في اول سورة البقرة الله عز وجل اثنى على المؤمنين من صفاتهم انهم يؤمنون بالغيب يقول بعض الناس لا انا ما اؤمن الا بالذي اراه والله ظلال مبين اه والله تؤمن بالغيب وصدق الله ورسوله. اذا جاءنا الخبر عن الله او عن رسوله يجب ان نقول امنا ونصدق ونقر وان كانت عقولنا الظعيفة ما تستوعب نؤمن ونقر ولا نجعل العقل حاكم على الشرع نرد شرع الله بعقولنا ولهذا قال جل وعلا واقاموا الصلاة. لاحظ الايمان مع انهم ما رأوا ربهم لكن صدقوا واقروا وكذلك اقاموا الصلاة واقام الصلاة كما ذكر سعدي ما في معناه هو اداء الصلاة خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الشروط والاركان والواجبات وما تيسر من السنن هذا اقام الصلاة اوصل لصلاتي واذا منه صار بالعمل ترك الصلاة او اذا خرج من العمل متعب سحب صلاتين او ثلاث صلوات ما يصليها في وقتها لا الله خلقك للصلاة ما خلقك بعمل الدنيا فالصلاة يصليها في وقتها. ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاب موقوتا وهذه الصلاة ميزان ميزان للايمان والتقوى انظر حظك من الصلاة وحظ الصلاة منك كيفك مستقيم عليها في اوقاتها مهمة عندك ترقبها تحرص عليها تخاف من تركها والله علامة خير ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وسماها الله ايمان ما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس الذين ماتوا وهم يصلون الى بيت المقدس الدليل على اهمية الصلاة ولا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة كما قال الفاروق رظي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر قال بين الرجل وبين الشرك او الكفر ترك الصلاة الله الله حافظوا وامروا ابناءكم وبناتكم وزوجاتكم ومن معكم حسوهم بالليل والنهار ولا تقول انا سنتين وانا امرهم او خمس سنوات او عشر سنوات الله جل وعلا يقول وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها ما قال اصبر لان الاصطبار اشد من الصبر استجلاب الصبر هذه امانة يا اخوان وباذن الله ما تذهب سدى تاخد بالك انك سنة سنتين وبعدين تترك استمر ما دمت حيا اذا جاء وقت الصلاة تصلوا اذا رجعت من المسجد سل الزوجة والاب والبنات صليتم ولا لا اما الرجال لابد ان يصلوا في المسجد لان هذه سعادة هذه سعادة المرء ميزان للايمان. ثم قال جل وعلا ومن ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه انت زكي. دليل ان الذين يخسرون ربهم بالغيب ويصلون الذين امنوا تزكوا. ومعنى تزكى يعني تطهر زكى نفسه بالايمان يقول الله جل وعلا ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه من تطهر من الشرك ودنس الذنوب واستقام على دين الله عز وجل فانما يتزكى لنفسه فنفع ذلك راجع عليه وهو المستفيد لان الله جل وعلا غني عنا وعن عبادتنا لا تنفعه طاعتنا ولا تضره معصية فلا يجوز لاحد ان يدري على الله بعمله انت المستفيد منه انت الذي تنتفع بعملك او تتضرر ولهذا قال ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه والى الله المصير المصير هو المرجع المآل اليه جل وعلا سيجازي كل عامل بعمله فمن تزكى فله النجاة ومن تدس ودس نفسه فله الخسارة والهلاك والعذاب فسح الى ان تزكي نفسك بطاعة الله جل وعلا وان تحذر من ان تدسيها الشرك والمعاصي والذنوب. ثم قال جل وعلا وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور. وما يستوي الاحياء ولا الاموات ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسرع من في القبور هذا امر لا يختلف فيه اذا ما يستوي الاعمى كفيف البصر الذي لا يرى مع الانسان المبصر الذي يراه يبصر ويذهب والله ما يستويها ومن قال مجنون لا يعول على قوله ولا الظلمات ولا النور ولا الظلمة والسواد الحالك مع النور المضيء ولا الظل ولا الحروب ولا الظل حينما تكون الشمس طالعة الظل تستظل بظل بارد ولا الحرور ولا حرارة الشمس والمكان المكشوف للشمس ما يستوي هذا مع هذا ومن يقول استويان هذا لا عقل له وكل هذا هذه المقدمة لابين انه لا يستوي الاحياء ولا الاموات. لا يستوي الموحدون المؤمنون مع الاموات الكفار كما قال جل وعلا اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات. لا والله لا يستوون هذا تقرير ما بعده تقرير وايظاح ما بعده ايضاح امنوا بالله حتى تكونوا احياء واحذروا من الكفر فانه الموت ولهذا يقول ابن كثير يقول تعالى كما لا تستوي هذه الاشياء المتباينة المختلفة كالاعمي والبصير لا يستويان بل بينهما فرق وبون كبير وكما لا تستوي ظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور كذلك لا تستوي الاحياء ولا الاموات وهذا مثل ضربه الله للمؤمنين وهم الاحياء وللكافرين وهم الاموات كقوله تعالى او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. وقال تعالى مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع. هل يستويان مثلا فالمؤمن سميع بصير في نور يمشي على صراط مستقيم في الدنيا والاخرة حتى يستقر به الحال في الجنات ذات الظلال والعيون والكافر اعمى اصم في ظلمات يمشي ولا خروج له منها بل هو يتيه في غيه وظلاله في الدنيا والاخرة حتى يفضي به ذلك الى للحرور والسموم والحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ثم قال ان الله يسمع من يشاء. وما انت بمسمع من في القبور ان الله يسمع من يشاء المراد هنا اسماء تفهيم فالله يسمع سماع فهم يسمع سماعا ينتفع به ويؤمن والكافر لا ما يسمعه هذا السماع ليس المراد مجرد سماع الصعود ولهذا قال وما انت بمسلم من في القبور. يقول ابن كثير اي ان الله يسمع من يشاء ان يهديهم الى سماء الحجة وقبولها والانقياد لها. وما انت ابن مسلم من في القبور اي كما لا ينتفع الاموات بعد موتهم وصيروتهم وصيرورتهم الى قبورهم وهم كفار بالهداية والدعوة اليها كذلك هؤلاء المشركون الذي كتب عليهم الشقاوة لا حيلة لك فيهم ولا تستطيع هدايتهم ان انت الا نذير. اي انما عليك البلاغ والانذار والله يظل من يشاء. ويهدي من يشاء هذا بيان يا اخوان ما بعده بيان فالمؤمن حي والكافر ميت وانت ما تستطيع تهدي الخلق الله هو الذي يهدي من يشاء ويظل من يشاء. فالمراد بالسماع هنا سماع الانتفاع السماع الذي يترتب عليه العمل بالحق الذي سمعته. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك