بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا. وان من امة الا ولا فيها نذير. وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم اتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم اخذت الذين كفروا فكيف كان نكير؟ المتر ان الله الله انزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرات الوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سوء ومن الناس والانعام مختلف الوانه كذلك انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم هم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور. والذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه ان الله بعباده لخبير بصير الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم مقتصدون ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها يا حريم وقالوا الحمد لله وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا غفور شكور. الذي احلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة فاطر انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من امة الا خلا فيها نذير يقول الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه واله وسلم انا ارسلناك بالحق وهذا دليل على انه رسول من رب العالمين وان الله هو الذي ارسله بل هو افضل الرسل واكرمهم على الله جل وعلا ثم قال بالحق ومعنى بالحق اي متلبسا بالحق ومتصفا به فلا تقول الا حقا. ولا تدعو الا الى الحق ولا تقولوا خلاف ذلك انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا بشيرا لمن اطاع الله ونذيرا لمن عصاه هكذا قال ابن كثير رحمه الله قال بشيرا للمؤمنين ونذيرا للكافرين والذي يظهر انه بشير ونذير في حق المؤمنين فهو بشير لهم يبشرهم بالثواب الذي اعده الله لمن امن به واتبع رسوله ونذيرا للمؤمنين ايظا مما امامهم من الاهوال ومن عذاب النار ولهذا الانسان يرتدع احيانا بالخوف فيخاف من كذا فيمتنع من فعل الذنب واحيانا ينشط للعمل ويرغب فيه بسبب الفضل الذي اعده الله جل وعلا على ذلك العمل فالنبي صلى الله عليه وسلم بشير ونذير فهو كذلك ايضا بشير للناس كافة ونذير للناس كافة يبشر من اطاع الله ودخل في الاسلام واتبع رسوله وعمل بشرع الله جل وعلا بالثواب العظيم والجزاء الجزيل من جاء بالحسنة فله عشر امثالها مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم وينذر النار ينذر النار وينذر اهوال القيامة وينذر عذاب الله جل وعلا وما وما سيلقى من كفر بالله جل وعلا في الدنيا والاخرة فهو صلى الله عليه واله وسلم بشير ونذير وان من امة الا خلا فيها نذير. وان من امة ان يقول المعرظون نافية وتقدير الكلام وما من امة من الامم الا خلا فيها نذير خلا فيها رسول ينذرهم وهذا لان الله سبحانه وتعالى لا احد لا احد احب منه احب منه للعذر لا يريد ان يؤدب احدا الا بعد ان يعذر اليه ولهذا ارسل الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة من بعد الرسل وقال جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسوله فهو جل وعلا ارسل الرسل وانزل الكتب واقام الحجة وبين المحجة ليحيى من حي عن بينة واهلك من هلك عن بينة وقد جاء ما يدل على ما دلت عليه هذه الاية وان من امة الا خلا فيها نذير يقول جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة قال اهل العلم في دليل على ان الرسالة عمت كل امة ولهذا من كانوا من اصحاب الفترة لم يأتهم رسول وقد خفيت معالم الدين او معالم دين الرسول السابق قبل اللاحق فانهم من اهل الفترة اي يختبرون ويبتلون يوم القيامة فمن امن واتبع الحق ادخله الجنة ومن عصى ادخله النار ولهذا اصحاب الفترة كانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه واله وسلم اغلبهم من اهل الفترة لكن لما بعث الله نبيه صلى الله عليه واله وسلم قامت به الحجة ولا عذر لاحد لم يتبعه ولم يؤمن بي لانه رسول للناس جميعا لانه رسول للانس والجن رسول للثقلين صلى الله عليه واله وسلم ثم قال جل وعلا وان يكذبوك وهذه تسلية للنبي صلى الله عليه واله وسلم وان يكذبوك قومك وكفار قريش وامثالهم فيما جئت به مع انك جئت بالحق الذي لا شك فيه لكن ان كذبوك وقد فكذبوه وقالوا كاذب ساحر كاهن مجنون الذي جاء به اساطير الاولين كذبوه تكذيبا عظيما فسلاه ربه جل وعلا قائلا له وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم ليس قومك اول من كذب بالرسل فقد كذب الذين من قبلهم من الامم الكافرة كذبت قوم نوح وكذبت قوم هود وكذبت قوم صالح وكذب قوم موسى وكذب قوم لوط وغيرهم من الامم فلا تحزن يا نبينا هذه سنة الله فكل الانبياء الذين بعثتهم من قبلك حصل لهم ما حصل لك فكذبوا واوذوا قال وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم. جاءتهم رسلهم بالبينات قال ابن كثير رحمه الله جاءتهم رسلهم بالبينات وهي المعجزات الباهرات والادلة القاطعات سماها بينات لانها تبين الحق وتظهره وتدل عليه فيكون الامر بينا واضحا جليا بصدق الرسول وبان ما يدعو اليه هو الحق الذي لا مرية فيه ثم قال ابن كثير وبالزبر وهي الكتب وبالكتاب المنير اي الواضح البين واختلف العلماء هل هذه كلها شيء واحد ام انها مختلفة فقال الشوكاني في تفسيره ما حاصله ان الزبر هي الكتب المكتوبة كصحف ابراهيم والكتاب المنير كالتوراة والانجيل وقيل الكتاب المنير داخل تحت الزبر وتحت البينات والعطف للتغاير والاصل ان العطف للتغاير يعني هذا غير هذا قال لي والعطف لتغاير المفهومات وان كانت متحدة في الصدق والاولى تخصيص البينات بالمعجزات والزبر بالكتب التي فيها المواعظ والكتاب بما فيه شرائع واحكام هكذا قال والذي يظهر والله اعلم ان هذه الامور الثلاثة كلها بمعنى واحد فانزل الله عز وجل الزبر وهي الكتب كل امة لهم كتاب وكل كتاب فيه من من البينات والدلائل التي توضح الحق وتدل عليه فاقام الله عليهم الحجة فجاءهم من الدلائل والبينات ما ايقنوا ما تيقنوا معه ان رسولهم حق من عند الله وان ما يدعوهم اليه هو الحق المبين وجاءهم هذا في زبر مكتوبة كتاب يقرأه نبيه عليهم ولكن مع ذلك ما نفع بهم فالحاصل ان الله جل وعلا يسلي نبيه صلى الله عليه واله وسلم بان هذا ديدن الكفار يكذبون الرسل الذين جاءوا اليهم مع وضوح ما جاءوا به في بيان الحق والدلالة عليه وتجليته ومع ذلك ابوا وكفروا فلا تحزن مما كذبك به قومك قال ثم اخذت الذين كفروا فكيف كان نكير اخبر انه اخذ هؤلاء الذين كفروا من الامم السابقة اخذا شديدا موجعا مؤلما ولهذا قال فكيف كان نكير كيف كان انكاري وتعذيبي لهم اهلك قوم نوح واهلك عاد بالريح العقيم واهلك قوم صالح بالصيحة التي قطعت قلوبهم واهلك فرعون وجنده في الغرق في البحر واهلك قوم لوط بانقلب عليهم قراهم واتبعها بحجارة من سجيل منضود فكيف كان نكير المعرفة كيف كان نكيري عليهم وانكاري عليهم وذلك بالعقاب الذي اوقعته بهم لقد كان شديدا فصاروا خبرا بعد عين بعد ما هم امة قائمة لهم صولة وجولة ولهم من الاموال والازواج والاولاد والجاه الشيء الكثير واذا هم خبر بعد عين وقوم نوح اهلكهم الله بالغرق وانتهوا ما بقي لهم احد ما بقي الا نوح ومن معه من المؤمنين وهم قلة وغيرهم من الامم على ضوء ما اشرنا اليه قريبا يقول ابن كثير فكيف كان نكير؟ اي فكيف رأيت انكاري عليهم يعني عظيما شديدا بليغا ثم قال جل وعلا الم ترى ان الله انزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرات مختلفا الوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود يقول ابن كثير يقول تعالى منبها على كمال قدرته في خلقه منبها على كمال قدرته في خلقه الاشياء المتنوعة المختلفة من الشيء الواحد وهو الماء الذي ينزله من السماء ويخرج به ثمرات مختلفة الوانها من اصفر واحمر واخضر وابيض الى غير ذلك من الوان الثمار كما هو المشاهد من تنوع الوانها وطعومها وروائحها كما قال تعالى في الاية الاخرى وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل. ان في ذلك لايات لقوم يعقلون نعم هذا يدل على ان على قدرة الله جل وعلا وهذه السورة مكية ويكثر في السور المكية ظرب الامثلة العقلية التي تقوم بها الحجة على كل من له عقل كافرا او مسلما حتى ولو كان كافرا فيقول الم ترى وهذا الاستفهام يسميه العلماء استفهام تقرير استفهام تقريري والرؤيا هنا بصرية بان نزول المطر من السماء يبصر بالعين لان الرؤيا في القرآن اما ان تكون بصرية واما ان تكون علمية او قلبية يعني الم تر يعني الم تعلم من الاخبار الامم السابقة النبي صلى الله عليه وسلم ما رآهم بام عينه وما كان معهم فاذا جاء خبر الرؤيا هنا فالمراد به العلمية يعني الم تعلم بقلبك ما حصل لهم لكن الرؤيا هنا بصرية يعني الم ترى يعني الم تبصر ان الله انزل من السماء ماء وانزال قال ما من السماء بحد بحده بحد ذاته اية عظيمة من اعظم الايات فترى الجو صافيا صحوا فينشئ الله جل وعلا السحاب وقد تكون في مسافات شاسعة بينك وبين البحار وقد يرسل الريح المثيرة فتثيره ثم يبسطه في السماء ثم ينزل منه الغيث ويسوقه الى بلد ميت وفيه من الايات لو تدبرها الانسان ما يكفي دلالة على انه لا اله الا الله وحده لا شريك له كما تلاحظون لو انك تركت هذا الكأس في قليل من الماء تركته سقط على الارض كم تحمل السحب من اطنان المياه يأتي السحاب ثم يمطر المطر فتسيل الاودية والشعاب وتمتلئ الارض من كثرة الماء فهو سحاب ثقيل يحمل مليارات الاطنان قد يحمل المليارات او نحوها ومع ذلك ما يسقط على الارض وانت لو القيت هذا الكأس سقط على الارض من الذي يمسكه هو الله وحده لا شريك له ثم يصب ماءه ويذهب ولا تدري اين ذهب سبحان الله فالله جل وعلا ينزل من السماء ماء هذه اية بحد ذاتها ثم اذا انزل من السماء اذا انزل هذا الماء من السماء اخرج به من الارض ثمرات وعبر بالثمرات لعظم المنة بها لان الانسان انما يأكل الثمرة تخرج النخلة لكن الانسان يأكل ثمرته تخرج الاعناب الانسان ياكل ثمرتها كثير من الثمرات وسماها ثمرات اثمرت ايضا وهذه وهذه اية اخرى يعني هذه الارض التي انت فيها يابسة ربما تسقيها او اصحاب المزارع يعرفون هذا احيانا يخرج ماء المزرعة عن طريقه ويصيب الارظ التي حوله ولكن ما ما تنبت الارض شيئا فاذا نزل هذا الماء من السماء انبتت الارض سبحان الله وفي بعض الاحيان يأتي الماء ويأتي المطر ولا تنبت الارظ شيئا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس السنة الا تمطر ولكن السنة ان تمطروا ولا تنبتوا الارض او كما قال صلى الله عليه واله وسلم اذا ان بات انزاله على الارض اية واخراج النبات به اية وايضا تنوع النباتات الماء واحد الذي نزل من السماء جنس واحد ونوع واحد والارض التي نزل عليها ارض واحدة لكن الخارج منها يختلف فهذا حلو وهذا حامض وهذا مز وهذا كذا وهذا كذا. سبحان الله والله انه لاكبر دليل على ان الله على كل شيء قدير فمن يفعل هذا اليس بقادر على ان يحيي الموتى سبحانه وبلى فاين عقولكم ايها الكفار؟ لاحظ يخاطب عقول الكفار العاقل لا بد ان يقر بان هذه حجج عقلية دامغة لا مناص ولا يقول احد بخلافها الا مجنون قال جل وعلا فاخرجنا به ثمرات مختلفا الوانها الزيتون له لون بل تجد الثمرة الواحدة تختلف الوانها هناك الزيتون الاسود والاخضر هناك الرطب او التمر منه الاحمر ومنه الاسود ومنه الاصفر وهلم جرا ما يستطيع الناس ان يجعلوا الشجرة مثل ما يريدون ابدا الله هو الذي ينبتها هكذا سبحانه وتعالى. فهذه اية من اياته ومنة على عباده قال ومن الجبال جدد ومن الجبال هذا من باب عطف الجمل فقوله ومن الجبال معطوه على جملة الم ترى ان الله فالله هو الذي ارسل الماء وانبت به الثمرات. مختلفة الالوان والله جل وعلا هو الذي جعل الجبال جدد والجبال معروفة والجدد جمع جدة وهي الطريقة وهي الطريقة جعل الجبال فيها طرقات تلاحظها وانظر اذا اردت ان تعرف ذلك انظر الى الجبال التي يحتاج الناس الى الصعود عليها فيها طرقات يخرجون منها واذا جاء المطر والسيل كيف ينزل ما جعل جبلا كحد الجدار جعل فيها الطرقات يسلكها الناس تسلكها الدواب قائد على كمال قدرته جل وعلا وهذه الجدد وهذه الطرق والطرائق التي في الجبال والجبال كذلك مختلفة فمنها جدد بيض بيضاء جادة بيضاء والجبل ايضا يميل الى ذلك ومنها جدد حمراء والجبل كذلك جبل احمر ومنها جدد نعم مختلف الوانها يعني يختلف الوانه هذا احمر وهذا ابيظ من الذي جعل هذه الجبال مختلفة عن بعضها الله وحده لا شريك له هذه اية من عنده عقل حينما يتأمل بهذه الامور تدله على انه لا اله الا الله وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد سبحانه وتعالى قال مختلف الوانها وغرائب بوسود الغرابيب السود قالوا المراد به الطرق طرق سوداء وبعضهم قال بل المراد به الجبال نفسها وسود معروفة اللون الاسود لكن الغرابيب قالوا هي شدة السواد يقولون اسود غربيب كما يقولون ابيظ ناصع ويقول احمر قاني هذا استعمال العرب فغربيبو اسود يعني شديد السواد وليس سوادا معتادا وهذا من ايات الله وهذا امر معلوم معلوم ومعروف بعض الجبال سوداء تماما وطرقاتها سوداء فمن فعل ذلك قادر على ان يحيي الموتى وقادر على كل شيء فاعتبروا يا عباد الله بما ترون من الايات الافاقية هذي هذي اية في الافاق النباتات الجبال الاشجار الاحجار وايضا ايات نفسية وفي انفسكم افلا تبصرون ولهذا التدبر والتأمل يا اخوان فوائده عظيمة فوائده عظيمة ولله المثل الاعلى الناس لما يرون مثلا جهاز الجوال الذي فيه خدمات كثيرة تجد انهم ينبهرون كيف في هذه الخدمات ينبهرون لا انظر الى خلق الله جل وعلا وهو الذي اقدر هؤلاء وعلمهم ما لم يعلموا ما لم يعلموا علم الانسان ما لم يعلم فمن كان ذلك هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له ثم قال ومن الناس والدواب والانعام مختلفا مختلف الوانه عيض وخلق من الناس والدواب والانعام اجناسا مختلفة يقول ابن كثير رحمه الله وقوله تبارك وتعالى ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها اي وخلق الجبال كذلك مختلفة الالوان كما هو المشاهد ايضا من بيض وحمر وفي بعضها طرائق وهي الجدد جمع جدة مختلفة الالوان ايضا قال ابن عباس رضي الله عنهما الجدد الطرائق وكذا قال مالك والحسن وقتادة والسدي ومنها غرابيب سود قال عكرمة الغرابيب الجبال الطوال السود وكذا قال ابو مالك واعطاء الخرساني وقد هدى وقال ابن جرير العرب اذا وصفوا الاسود بكثرة السواد قالوا اسود غريب ثم قال وقوله ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه كذلك اي وكذلك الحيوانات من الاناسي والدواب وهو كل ما دب على قوائم والانعام من باب عطف الخاص على العام كذلك هي مختلفة ايضا فالناس منهم بربر وحبوش وطماطم في غاية السواد وصقالبه وروم في غاية البياض والعرب بين ذلك والهنود دون ذلك ولهذا قال في الاية الاخرى واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين وكذلك الدواب والانعام مختلفة الالوان حتى في الجنس الواحد بل النوع الواحد منهن مختلف الالوان بل الحيوان الواحد يكون ابلق فيه من هذا اللون وهذا اللون بارك الله احسن الخالقين نعم يا اخوان انظر الينا نحن الى الناس تجد منهم الابيظ ومنهم الاسود ومنهم الاحمر ومن هم بين ذلك مع ان ابوهم واحد وامهم واحدة كلهم لادم وادم من تراب بل ان ابناء الرجل الواحد تجد الوانهم مختلفة وليس للاب ولا للام دخل في ذلك. ولا يستطيعون ان يغيروا شيئا هذه اية لنا دليل على قدرة الله جل وعلا وكذلك الدواب مختلفة انواعا كثيرة وايضا الوانها مختلفة بل قد تجد الدابة الواحدة تجد الشاة البيضاء والشاة السوداء والشأة العطرا والشاة البلقاء شاة واحدة فيها لون ابيض ولون اسود هذا كله دليل على قدرة الله جل وعلا وانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد والحاصل ان ذكر هذه الايات تستيقظ العقول من غفلتها وتعرف ربها تعرف انه على كل شيء قدير وانه هو المستحق ان يعبد دون من سواه ثم قال انما يخشى الله انما يخشى الله انما يخشى الله من عباده العلماء. لكن قبل ذلك قال ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه كذلك من الاختلاف الثمرات ومثل اختلاف الجبال وطرائقها كذلك مثل هذا الاختلاف الناس يختلفون والدواب تختلف والبهائم تختلف ثم قال انما يخشى الله من عباده العلماء الخشية خوف وزيادة. ولهذا العلماء يقولون ورد في القرآن الخوف والخشية والرهبة قالوا وهذا ليس تكرارا هي تشترك ان تشترك في دلالتها على الخوف لكن في كل لفظة معنى ليس في المعنى ليس في اللفظة الاخرى ولهذا قالوا الخشية هي الخوف المبني على علم لما تخشى ممن تعرفه تعرف قدرته وتعرف شأنه هذا يسمى خشية ولهذا قال انما يخشى الله من عباده العلماء خوف العلما من الله خشية لانهم يعرفون ربهم ويلهن كماله وجلالة وقدرته فخوفهم خشية يقول ابن كثير رحمه الله قال اي انما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به لانه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالاسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به اتم والعلم به اكمل كانت الخشية له اعظم واكثر قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس عن قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء قال الذين يعلمون ان الله على كل شيء قدير وقال ابن لهيئة عن ابن ابي عمرة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال العالم بالرحمن من لم يشرك به شيئا واحل حلاله وحرم حرامه وحفظ وصيته وايقن انه ملاقيه ومحاسبه بعمله وقال سعيد ابن جبير الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل وقال الحسن البصري الايمان من خشي الرحمن بالغيب ورغب فيما رغب الله فيه وزهد فيما زهد فيما سخط الله فيه فيما سخط الله فيه ثم تلى الحسن انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور وعن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ليس العلم عن كثرة الحديث ولكن العلم عن كثرة الخشية وقال احمد بن صالح المصري عن ابن وهب عن مالك قال ان العلم ليس بكثرة الرواية وانما العلم نور يجعله الله في القلب وقال احمد بن صالح المصري معناه ان الخشية لا تدرك بكثرة الرواية واما العلم الذي فرظ الله عز وجل ان يتبع فانما هو الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من ائمة المسلمين فهذا لا يدرك الا بالرواية ويكون تأويل قوله نور يريد يريد به فهم العلم ومعرفة معانيه فقال سفيان الثوري انا بحيان عن رجل قال كان يقال العلماء ثلاثة عالم بالله عالم بامر الله عالم بالله ليس بعالم بامر الله وعالم بامر الله ليس بعالم بالله فالعالم بالله وبامر الله الذي يخشى الله ويعلم الحدود والفرائض والعالم بالله ليس بعالم بامر الله الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض والعالم بامر الله ليس بعالم بالله الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل فالحاصل ان اقوال السلف تدور على ان المراد بالعلماء هنا الذين يعلمون الشرع ويعرفون ربهم بما تعرف به اليه في كتابه او جاء في سنة نبيه فيعرفون ربهم حق المعرفة ويجلونه ويعظمونه ولهذا خوفهم منه خشية لانه بناء على العلم الذي علموه عن الله جل وعلا قال انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور جل وعلا فهو العزيز الذي عز كل شيء الذي لا يغالب في امره جل وعلا وهو الغفور الذي يغفر الذنوب ويسترها وانظروا الى الكمال فانه مع العزة كفار الذنوب ولهذا يقول العلماء ان انضمام الصفة في حق الله جل وعلا الى الصفة تزيدها كمالا وجمالا وجلالا فكثير من الناس اذا عز ولله المثل الاعلى لا يغفر واذا كان ظعيفا لا يكون فيه عزة ولا قوة لا الله قوي عزيز غفور رحيم سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور قال ابن كثير يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه من اقام الصلاة والانفاق مما رزقهم الله في الاوقات المشروعة ليلا ونهارا ارى سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور اي يرجون ثوابا عند الله لابد من حصوله كما قدمنا في اول التفسير عند فضائل القرآن انه يقول لصاحبه اي القرآن وهذا الحديث حديث صحيح رواه الطبراني في الاوسط وابو القاسم الاصفهاني الاصبهاني في الترغيب وصححه الشيخ الالباني يقول ان القرآن يوم القيامة يقول لصاحبه قال ان القرآن يوم القيامة قال يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه هل تعرفني انا الذي كنت اسهرت ليلك وانا الذي كنت اسهر ليلك واظمئ هواجرك وان كل تاجر من وراء تجارته وانك اليوم من وراء كل تجارة ولهذا قال ليوفيهم اجورهم الى اخر كلامه اذا هذا دليل ايضا على انه لابد من العمل لا يكفي ان يعرف الانسان ان الله جل وعلا على كل شيء قدير وانه يحيي الموتى وانه القادر على كل شيء هذا هو توحيد الاسمى والصفات لكن لابد من ضميمة لابد من ان يضم اليه توحيد الالوهية وهو توحيد الله بافعال العباد وكذلك توحيد الربوبية فلا يكفي ان الانسان يعرف ويعلم ان الله هو الذي ينزل الغيث وهو الذي يخلق وهو الذي يرزق ويعلم انه على كل شيء قدير وان له الاسماء الحسنى والصفات العلى لا بد من توحيد العبادة وتوحيد الالوهية وهو ان يخص هذا الاله العظيم بالتعبد وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فاشار الى العمل هنا وقال ان الذين يتلون كتاب الله هذه تدل على ان تلاوة القرآن سنة بل سنة مؤكدة وكان هذا الامر مستقر عند الصحابة فكم جاء من الاحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ويسمع اصحابه كل يقرأ في الليل ويقول الاشعريين يعرفون الجهة التي هم فيها سماع دويهم في القرآن في الليل وفي صحيح مسلم من حديث عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم من نام عن حزبه من الليل حزب يعني المقدار من القرآن الذي يقرأه من نام عن حزبه من الليل فقرأه ما بين الفجر والظهر كتب له كأنما قرأه من الليل او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولما جاء الى عبدالله بن عمرو بن العاص كان يقرأ القرآن كل ليلة قال يقرأ في اربعين ليلة اقرأوا في شهر اقرؤه في عشرين بخمسة عشرة في عشر وفي سبع ورخص له في دلاله اذا لابد ايها المؤمن لابد ان يكون لك نصيب من القرآن كل يوم كل ليلة والافضل ان يكون في قيام الليل بصلاة الليل ولكن لو قرأته من غير في غير قيام الليل في غير صلاة لا بأس وقد يكون احدنا يقرأ هو لكن لا يتعاهد اهل بيته حث اهل بيتك تعاهدهم تابعهم قرأتم الحزب اليوم ولا لا الناس يقبلون والشيطان يصد عن القرآن ويثقله على النفوس وكم من رجل صالح لكن لا اثر له على اهله وخاصة مع وجود وسائل الشر الان وكثرة هذه الامور التي تظعف الايمان وتجلب الشياطين امري يحث يقرأ الانسان في بيته ويحث الناس من حوله زوجته وابنائه واخوانه يحثهم على قراءة القرآن كل يوم حتى يتعودوا على هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يقربه الشيطان اذا الشيطان يقرب البيوت نعم يقرب يقرب البيوت لكن اذا قرأ القرآن فرت الشياطين واذا جاءت المنكرات والمعاصي واللهو دخلت الشياطين واذا دخلت الشياطين عزة اهل البيت ازا وهذا امر ملحوظ تلاحظ الابناء اذا اجتمعوا يتقاتلون ولا يحتمل احدهم من من الاخر شيئا. يحتمل لصديقه في الخارج ما لا يحتمل لاخيه ابن امه وابيه تجد ضيق في النفوس اكثروا من ذكر الله حتى تذهب هذه الامور عنكم لان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر فضل الصلاة في البيت قال اذا صلى احدكم يعني في المسجد فليجعل لبيته نصيبا من صلاته او كما قال ثم قال فان الله جاعل من صلاتك في بيتك خيرا هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لان الصلاة فيها قراءة قرآن فيها ذكر فاعتنوا بارك الله فيكم وهذا من هذا من الجهاد والمجاهدة وهذا من تربية الابناء لانهم اذا تربوا على قراءة القرآن دائما وصار هذا راسخا في اذهانهم ويسمعون هذه المعاني العظيمة ينفعهم الله عاجلا واجلا وهذا سببا من ثباتهم على الحق ورسوخه فيه ورجوعهم اليه حتى قال بعض العلماء اه جاء عن قتادة قال قتادة كان مطرف رحمه الله اذا قرأ هذه الاية يقول هذه اية القراء هذه اية القراء امروا فيها بالقراءة ان الذين يتلون كتاب الله وهذا وان كان على سبيل الاخبار لكنه متضمن للحث والحظ على ان نتلو كتاب الله ان الذين يتلون كتاب الله وهو القرآن واقاموا الصلاة وهذا الاسلوب اتى بالفعل المضارع ثم اتى بفعل الماضي له لطائف فمن اللطائف التي ذكروها قالوا انا يتلون تدل على الاستمرار واقامة واقاموا الصلاة ايضا تدل على تأكيد ادائها فكأنهم قد انتهوا قد ادوها المسألة ما ما تحتاج الى حث قد فرغوا منها واقامة الصلاة هو الاتيان بها خالصة لله جل وعلا في اوقاتها مع جماعة المسلمين قد اكمل شروطها واركانها وواجباتها وما تيسر من السنن هذا هو اقامة الصلاة يأتي بها يصلي لله في وقتها بعض الناس يصلي لكن يؤخر الصلوات كلها يوم الجمعة صلي عالاسبوع كله هذه صلاة لا تنفع ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتة مؤقتة ولهذا جبريل لما نزل وعلم النبي صلى الله عليه وسلم صلى به يومين. اليوم الاول في اول وقت كل صلاة واليوم الثاني في اخر وقت كل صلاة. قال يا الصلاة بين هذين الوقتين بعض الناس اذا نام كان متعب من العمل او غيره يترك صلاتين او ثلاثة واذا قام يصليها مرة واحدة لا قم صل الصلاة في وقتها نعم يجوز الجمع في احوال مبينة في كتب اهل العلم لكن يكون هذا ديدنه دائما ينام عن الصلاة لا تخصص صلاة الفجر صلاة العشاء النبي صلى الله عليه وسلم يقول اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا جاء في بعض في بعض طرق الحديث ولو حبوا على الركب ما يستطيع يمشي لكن يحبو لو يعلمون ما فيها من الاجر لو جاءوا يحبون حبوا حتى يدركوا الصلاة في المسجد مع الجماعة وهذه يا اخوان هذه الاعمال التي تثبت على الاسلام هذه الاعمال التي تثبت على الدين قراءة القرآن واقام الصلاة فالقرآن يهدي للتي هي اقوم وهو نور وهدى والشفاء والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهذان الامران اذا لزمهم الانسان هذا من اسباب ووسائل الثبات على دين الله عز وجل طبعا لا يفعل هذا الا من كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله كان موحدا فتلا القرآن وصلى قال وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية قال ابن جرير ما معناه هذا دليل على انه لابد ان يجمع المسلم في الصدقة بين السر والعلانية قال لان الصدقة منها ما هو فرض واجب الزكاة الزكاة لا بد تكون علانية تعلن الزكاة تظهر عندي زكاة المال واجبة ولكن هناك نفقات غير الواجبة الخير كل الخير فيها هو الإسراف حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله قال ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلموا شماله ما تنفق يمينه لأنه حرك يده من جهتها اليمنى وبين يديه اليمنى واليسرى بدنه لو كانت ترى ما تراها فاعطاها خفية للمحتاج بجواره مثلا وقدم السر هنا قدم الانفاق سرا قالوا للدلالة على انه افضل من العلانية لهذا قال وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية فتقديمه نفقة السر دليل على فضلها ينبغي ان تخفي اعمالك ما تعلنها بعض الناس يعطي ويتصدق لكن يبطلها يفسدها لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى وهذا دليل على فضل هذا العمل يا اخوان والصدقة لها اثر عجيب في تكفير الذنوب بالنجاة يوم القيامة في ان يقي الله العبد مصارع السوء ويحفظ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة فظله يوم لا ظل الا ظله جل وعلا وايضا سبب للنجاة من النار قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري اتقوا النار ولو بشق تمرة ويوقع العبد بها من مصارع السوء واهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة فما اعظم هذه الخلال التي ذكرها الله عز وجل عن عباده المؤمنين على سبيل الاخبار والمراد بها الحث والحظ عليها افعلوا ذلك. اتلوا كتاب الله. اقيموا الصلاة انفقوا مما رزقناكم وتأمل لماذا تبخل انت ما تنفق الرزق ما هو منك من الله ما رزقناكم نحن الله قال نحن رزقناكم هذا الرزق رزق من عندنا نحن الذين اعطيناكم اياه فلماذا لا تخرجون منه وينبغي الانسان يجمع بين السر والعلانية والافضل السر والاكثر الاعمال لكن لا مانع العلانية مثل الصدقة مثل الزكاة الواجبة او اذا كان سببا لان يقتدي به غيره بعض الناس يغفل لكن لما يراه الرجل يتصدق على مسكين او يعطيه يتذكر يقول جزاه الله خير فيعطي مثله فله اجره واجر من عمل ومن تصدق مثل صدقته اذا كان هو الذي ذكره بذلك وعلمه ذلك قال ثم قال يرجون تجارة لن تبور. يعني مخلصون بتلاوة القرآن واقام الصلاة والانفاق في وجوه الخير ما يريدون جزاء ولا شكورا من احد وانما مخلصون لله يرجون بذلك من الله تجارة لن تبور اي لن تخسر ولن تكسد لانها تجارة مع الله وذلك هو الفوز العظيم والاخلاص عزيز يا اخوان فكم من متصدق وكم من مصلي وكم من قارئ سبحان الله جاء في الحديث الذي هو مسلم اول من سعروا بهم النار ثلاثة وذكر منهم العالم والمجاهد والمنفق كل واحد منهم يقال له كذبت انما فعلت ليقال العالم ليقال هو عالم هو قارئ والمتصدق ليقال هو جواد والمجاهد يقال هو شجاع هو شو شجاع او نحو من ذلك وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم فاضبطوا اموركم بارك الله فيكم ريال واحد تؤديه لله خير من عشرة الاف نريد بها وجوه الناس ومدح الناس ما تنفعك بل تضرك الذي ما تصدق خير منك لانك اذا رأيت هل لي شأنه خطير؟ من رأى رأى الله به ومن ثم سمع الله به ثم قال آآ ثم قال جل وعلا ليوفيهم اجورهم قيل اللام هنا لام العاقبة ليوفيهم اي فالعاقبة ان الله يوفي التالين لكتابه المقيمين للصلاة المتصدقين سرا وجهارا وعلانية يوفيهم ربهم اجورهم والاجر من جاء بالحسنة فله عشر امثالها فالاصل الحسنة بحسنة لكن ربنا كريم جواد كريم فيوفيهم اجورهم كاملة غير منقوصة بل ويزيدهم من فضله والحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اظعاف كثيرة اين تجد مثل هذا الكرم والجود الحسنة بعشر حسنات على الاقل من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون ولن قد يضاعف الى سبع مئة ضعف قال العلماء هذي بحسب ما يكون في قلب العبد من اليقين والاخلاص والخشية وصدق الانفاق او يعني صدقه في العمل وخشوعه واقباله على الله يضاعف الى سبع مئة ضعف كما قال جل وعلا الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة حبة واحدة انبت السبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة اذا هذه كم سبع مئة هذا من فضل الله وكرمه وجوده ولهذا قال ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فظله انه غفور شكور سبحانه غفور للذنوب شكور يشكر عباده على اعمالهم فيعظم لهم الاجر والثواب. يقول ابن كثير ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله اي ليوفيهم ثواب ما فعلوه ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم انه غفور اي لذنوبهم شكور للقليل من اعمالهم ايه نعم ولو ولو شيئا يسيرا اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو شيء قليل لكن اذا كان خالصا لله وكان مطعما حلالا ما يتصدق بشيء محرم يأكل الربا او يغصب اموال الناس او يأخذ ما ليس له او يفرط في العمل الذي يوكل اليه يدخل عليه الحرام لا يكون من كسب طيب فان الله يأخذ الصدقة من الكسب الطيب في يمينه ويربيها لصاحبها كما يربي احدكم فلوه بلد الفرس حتى تكون مثل جبل احد او كما جاء ثم قال جل وعلا والذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه الذي اوحينا اليك الذي اوحينا اليك من الكتاب وهو القرآن هو الحق متلبسا بالحق متصفا به والعمل به حق ويجب ان يعمل بما فيه امرا وتركع فيؤتمر باوامره ويعمل فيها وينتهى عن نواهيه وتترك قال مصدقا لما بين يديه فهذا الكتاب الذي انزل اليك يصدق الكتب السابقة مع ان بينه وبينها الاف السنين لكن لانها كلها من مشكاة واحدة لانه كلام رب العالمين وهذا دليل على انه حق يصدق الكتب الكتب السابقة مع انه ليس في زمنها وبينه وبينها زمن زمن كثير فهو مصدق لما قبله لما بين يديه من الكتب طبعا القرآن هو اخر الكتب وكل الكتب قبله توراة وانجيل والزبور وصحف ابراهيم وغيرها كلها قبله وبين يديه ثم قال ان الله بعباده لخبير بصير سبحانه وتعالى وهذا من فضله فهو خبير بعباده وبما يصلحهم وهو بصير بهم ولهذا قال ابن كثير ان الله بعباده لخبير بصير اي هو خبير بهم بصير بمن يستحق ما يفضله به على من سواه. ولهذا فضل الانبياء والرسل على جميع البشر. وفضل النبيين بعضهم على بعض. ورفع بعضهم درجات. وجعل منزلة محمد صلى الله عليه واله وسلم فوق جميعهم صلوات الله عليهم اجمعين ثم قال جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الميراث هو ان يرثوا الاصل فيها ان يرث الانسان مال غيره قبله وكل من ورث من شيء من احد شيئا فانه يقال انه وارث له وقد يأتي الميراث بمعنى العطاء اورثناهم يعني اعطيناهم انا اورثته هذا اعطيت اياه وكل ذلك حق والله اورثنا هذا الكتاب اعطانا هذا الكتاب بعد ان اعطى من قبلنا من الانبياء كتبا ومن ومن وكذلك اممهم قال ثم اورثنا الكتاب الذي هو القرآن الذين اصطفينا من عبادنا معنى اصطفينا يعني اخترناهم واصطفيناهم اي اخترناهم واجتبيناهم. يقول جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا هذه الاية كما قال بعض اهل العلم قال هي ارجى اية في كتاب الله للعصاة لماذا لان الله اخبر ان حتى العصاة من المصطفين لانه قال ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات هذه اصناف الامة والمراد المصطفين الذين اصطفاهم الله بالايمان بالتوحيد واما المشرك ليس مصطفى اعظم ذنب الشرك ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك. ولهذا عقيدة اهل السنة والجماعة ان عصاة الموحدين من اهل الجنة اما ابتداء واما انتهاء وان الله يدخل اقواما النار ثم يخرجهم منها بفظله ورحمته ثم باذنه للشافعين بالشفاعة وعايز الشفاعة كلها تدل على هذا لانهم ماتوا على التوحيد والصلاة يعبد الله وحده لا شريك له ويحافظون على المفروظات الصلوات ولكن عندهم ذنوب وعندهم معاصي ولهذا قال ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه. قال اهل العلم الظالم لنفسه هو الذي ترك بعظ الواجبات وفعل بعظ المحرمات يعني قام بواجبات كثيرة لكن ترك بعضه واجتنب كثير من المحرمات لكن بعضها ماء ارتكبه فالظالم لنفسه من فعل بعظ من ترك بعظ الواجبات وفعل بعظ المحرمات. هذا ظالم لنفسه لانه اوقع نفسه ووضع نفسه في غير موضعها. عرضها لعقوبة الله معرظة للوعيد ومنهم مقتصد قالوا المقتصد هو الذي اتى بالواجبات وترك المحرمات كما في قصة الرجل الذي جاء من قبل نجد في البخاري لما جاء للنبي صلى الله عليه وسلم واذا هو يسأل الاسلام قال اخبرني ماذا يجب علي؟ طبعا هو مسلم قال لا تصلي في اليوم خمس صلوات خمس صلوات في اليوم والليلة قال هل علي غيرة؟ قال لا الا ان تطوع قال ثم ماذا قال تؤدي زكاة ما لك قال هل علي غيره؟ قال لا الا انت. قال ثم ماذا؟ قال تصوم رمظان قال هل علي غيره؟ قال لا الا ان تطوع ثم قال الرجل لا ازيد على هذا ولا انقص ثم ذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ان صدق فمنهم من فعل الواجبات وترك المحرمات فهذا مقتصد ومنهم سابق بالخيرات وهو الذي فعل الواجبات وترك المحرمات وجاء بالمندوبات. واجتهد في الاعمال الصالحة فهذا سابق بالخيرات لكن هؤلاء الثلاثة الظالم لنفسه والمقتصد والسابق كلهم من المصطفئين هذي ارجى اية يا اخوان حتى وان كان ظالما لنفسه ما دام انه لم يشرك لم يقع في الشرك واتى بالصلاة هذه نعمة عظيمة يا اخوان من الذي يسلم من الذنوب هذي ارجى اية ولكن مع ذلك الانسان لا يعتمد يتكل على هذا يجتهد في الاعمال الصالحة والمسابقة في الخيرات قال ذلك الفضل ذلك هو الفضل الكبير ثم قال ومنهم سابق بالخيرات باذن الله اي نعم الجأ الى الله واسأله واستعين به فان كل شيء باذنه جل وعلا يوفق من يشاء ويخذل من يشاء قال ذلك الفضل ذلك راجع قيل على الكتاب على ايتاء الكتاب وقيل على الاصطفاء ولا مانع من الرجوع عليهما ذلك وهو ان الله انزل انه الله اورثهم هذا القرآن العظيم وايضا انه اصطفاهم وانهم كلهم من اهل الجنة قال ذلك هو الفظل الكبير ثم بين هذا الفضل الكبير بقوله جنات عدن ابن كثير اورد عدة من الاثار فيها اثر صحيح او حديث صحيح وبقية الاثر لا تخلو من ضعف لكن خلاصة ما اورده ان المراد ان هؤلاء كلهم في هذه الامة لان هناك من يقول هذه ليست في الامة الظالم هذا المشرك الذي ما دخل في الاسلام بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نقول لا هذه كلها في هذه الامة وفي ذلك حديث صحيح اورده آآ المؤلف وهو عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في هذه الاية ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله قال هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة وكلهم في الجنة رواه الترمذي وقال حسن غريب وقال الالباني صحيح قال ابن كثير ومعنى قوله بمنزلة واحدة في انهم من هذه الامة وانهم من اهل الجنة وان كان بينهم فرق في المنازل في الجنة ثم اورد عدة احاديث هذا مدارها وهي لا تخلو من ضعف لكن هذا هو الحق ان هذا كله في الامة المحمدية في امة النبي صلى الله عليه وسلم في الموحدين ثم قال جل وعلا جنات عدن هذا الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها والجنات معروفة جمع جنة ويلبس وما فيها ما اعده الله لهم وايضا عدن وعدل معناها الاقامة يقال عدن في المكان اذا اقام فيه والعدول في المكان لزومه قال ابن كثير يخبر تعالى ان مأوى هؤلاء المصطفين من عباده الذين اورثوا الكتاب المنزل من رب العالمين مأواهم يوم القيامة جنات عدن اي جنات الاقامة يدخلونها يوم معادهم وقدومهم على ربهم عز وجل. يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا كما ثبت في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء والحديث رواه مسلم اذا هذا هذي هذا الفضل الكبير على المصطفين على المسلمين الموحدين ان الله جل وعلا يدخلهم جنات عدن اقامة يقيمون فيها ما يخرجون منها اذا دخلوها لكن بعظ من يدخل النار يخرج منها ولله الحمد وهم الموحدون اما الجنة من دخلها ما يخرج منها ابدا جنة عدن يحلون فيها ايلبسون الحلية يحلون فيها من اساور توضع الاساور بايديهم من ذهب ولؤلؤ