بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن رحيم ياسين والقرآن الكريم. انك لمن المرسلين. على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوما ما انذر ابائهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم نقمة وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا وامامنا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ففي هذه الليلة نبتدأ تفسير سورة ياسين ونذكر بعض المقدمات بين يدي هذه السورة فاولا اسم هذه السورة اسمها ياسين اخذا من الحرفين الاولين في اولها وهذا هو الاسم المشهور الذي جاء جاءت به الاحاديث وكذلك اعتمده المفسرون والمحدثون وغيرهم فهي سورة ياسين وهذا هو الاسم المشهور لها اخذا من اولها من الحرفين الاولين فيها ذكر بعضهم انها ايضا تسمى قلب القرآن واعتمد على ذلك في حديث في حديث سيرده المؤلف لكن لا يصح اسناده فالاسم المشهور انها ياسين سورة ياسين واما نوعها فهي مكية وذكرنا مرارا ان المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها وبناء على ذلك هي قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته وحكى بعضهم قولا لكنه يعتبر قول شاد قال انها مكية الا قوله جل وعلا ونكتب ما قدموا واثارهم قال هذه مدنية واستدل على ذلك بانه جاء في بعض الاحاديث ان سبب نزول هذه الاية ونكتب ما قدموا واثارهم هو رغبة بني سلمة الانتقال من المكان الذي كانوا يقيمون فيه وقالوا نريد ان نقرب من مسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم دياركم تكتب اثاركم قالوا هذه قالوا فنزلت. بعض الروايات قال فنزلت الاية هذه الاية ولكن الصواب ان السورة كلها مكية واما ما جاء انها نزلت هذا هذا الطريق به ضعف الصحيح انه قال فتلا فتلا قوله تعالى والتلاوة لا يلزمنها نزلت حين اذ لكنه تلا عليهم الاية التي سبق وان نزلت لانها تدل على حالهم التي هم فيها واما ترتيبها في النزول وقد ذكر المفسرون انها السورة الحادية والاربعون في ترتيب النزول يعني قد نزل قبلها اربعون سورة ونزلت بعد سورة قل اوحي الي بعد سورة الجن وقبل سورة الفرقان هكذا قالوا والعلم عند الله تعالى واما عدد اياتها ثنتان وثمانون اية عند جمهور القراء وعند الكوفيين ثلاث وثمانون اية وقد اشرنا ايضا فيما مضى لانه قد يرد اشكال ان اختلاف عدد الايات لا يقتضي بوجه من الوجوه اختلاف السورة فالسورة هي هي بنفس الحروف ونفس الايات لا زيادة فيها ولا نقص لكن من القراء من يعد هذه الاية ايتين لا يصبح العد عنده ثلاثة وثمانون كما هنا ومنهم من يعدها اية واحدة فيصبح العبد عنده اثنان او اثنتان وثمانون لكن القرآن هو هو ما يمكن ان يزيد ولا ينقص حرفا واحدا وهذا بحفظ الحفيظ جل وعلا انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ثم بعد ذلك ابن ابن كثير رحمه الله اورد اغلب الاحاديث التي رويت في فضل هذه السورة وسنتكلم عليها ان شاء الله ونقرأ كلام ابن كثير لكن خلاصة ما يقال في الاحاديث الواردة في فضل سورة ياسين هو ما قاله الدار قطني وافقه عليه جم كبير من العلماء انه قال لا يصح في الباب حديث لا يصح في الباب حديث يعني لا يصح حديث في فضل سورة ياسين كل الاحاديث الواردة فيها لا يصح شيء منها. نعم هناك بعض اهل العلم صحح بعضها نتعرض له لكن هذا الذي يترجع عندنا والله اعلم انه لا يثبت فيها حديث قال ابن كثير قال ابو عيسى الترمذي حدثنا قتيبة سفيان بن وكيع وساق بسنده عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل شيء قلبا وقلب القرآن ياسين ومن قرأ ياسين كتب الله له بقرائتها قراءة القرآن عشر مرات قال ثم قال الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه الا من حديث حميد بن عبدالرحمن وهارون ابي محمد شيخي شيخ نعم وهارون ابو محمد احد الرواة لان الحديث هكذا حدثنا قتيبة وسفيان بن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن الحسن بن صالح عن هارون ابي عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن انس فاحد الرواة وهو هارون ابو محمد يقول ابن كثير وهارون ابو محمد شيخ مجهول مجهول ورواية المجهول ما تصح ولا يجوز ان تمنع ان تبني عقيدة واعتقاد على رواية رجل مجهول قال وفي الباب عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه ولا يصح لضعف اسناده يعني جاء في هذا المعنى انها قلب القرآن هذا الحديث عن انس وجاء عن ابي بكر فبين ضعف حديث انس وظعف حديث ابي بكر وحديث ابي هريرة ثم قال وعن ابي هريرة منظور فيه وعن ابي هريرة يعني حديث ابي هريرة جاء عن ابي هريرة ايضا منظور فيه يعني سننظر فيها الان وسيورد آآ ما يتعلق به فقال ثم قال اما حديث الصديق فرواه الحكيم الترمذي في كتابه نوادر الاصول واما حديث ابي هريرة فقال ابو بكر البزار حدثنا عبد الرحمن بن الفضل حدثنا زيد هو بن الحباب حدثنا حميد هو المكي مولى العلقمة عن عطاء هو مولى ابي رباح هو هو ابن ابي رباح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان لكل شيء قلبا وقلب القرآن ياسين ثم قال لا نعلم رواه الا زيد عن حميد ثم قال وقال الحافظ ابو يعلى حدثنا اسحاق بن ابي اسرائيل وساق الحديث ايضا حديث ابي هريرة قال سمعت عن الحسن قال سمعت ابا هريرة وهو الحسن البصري سمعت ابا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من قرأ ياسين في ليلة اصبح مغفورا له ومن قرأ حميم التي يذكر فيها الدخان في ليلة الجمعة اصبح مغفورا له اسناده جيد هكذا يقول ابن كثير يقول اسناده جيد مع انه سيذكر سيأتي ان في رواية الحسن عن ابي هريرة اشكال اكثر اهل العلم انه ما سمع منه فكيف يكون جيدا فيه انقطاع ما ذكر الواسطة بينه وبين الصحابي الحسن البصري رحمه الله ما ذكر من هو الوصف بينه وبين ابي هريرة ثم قال وقال ابن حبان في صحيحه حدثنا محمد ابن اسحاق ابن ابراهيم مولى ثقيف حدثنا الوليد ابن شجاع ابن الوليد السكوني حدثنا ابي حدثنا زياد بن خيثمة حدثنا محمد بن جحاده عن الحسن عن جندب ابن عبد الله طبعا هذا يعتبر شاهد اخر او هذا نعم هذا حديث اخر لكن مع ذلك نعم قال عن جندب عن ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له ثم قال وقال الامام احمد حدثنا عالم حدثنا معتمر عن ابيه عن رجل عن ابيه عن معقل ابن يسار رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل اية منها ثمانون ملكا واستخرجت الله لا اله الا هو الحي القيوم من تحت العرش ووصلت بها او فوصلت بسورة البقرة وياسين قلب القرآن لا يقرأها رجل يريد الله والدار الاخرة الا غفر له. واقرؤوها على موتاكم وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة عن محمد ابن ابن عبد الاعلى عن معتمر ابن سليمان به هذا الحديث والذي قبله اول الحديث ابي يعلى رواه جمع وهو حديث ابي هريرة رواه ابو يعلى والدارمي وابن السني والطبراني في الاوسط والصغير وابو نعيم في الحلية والبيهقي لكن كله من رواية الحسن عن ابي هريرة ورواية الحسن عن ابي هريرة مختلف فيها اكثر اهل العلم على انه لم يسمع منه واذا لم يسمع منه انتهينا ثم ايظا حتى لو قيل ان الحسن سمع من ابي هريرة الا انه عنعنعن في الرواية قال عن ابي هريرة والحسن مدلس والمدلس اذا عنعن لا تقبل روايته حتى يصرح بالتحديد ايضا جاء انه صرح بالتحديث لكن من رواية هشام ابن زياد وهو متروك فالحاصل ان ان الخلاصة لا يصح شيء من هذا لا يصح شيء من من هذه الاحاديث اورد ايضا ما رواه الامام احمد قال حدثنا عالم وساق بسنده قال حدثنا عارم عن ابن المبارك قال حدثنا سليمان التيمي عن ابي عثمان وليس بالنهدي عن ابيه هذا راو مشكل ابو عثمان ليس هو النهدي وهذا يحدث عن ابيه هو وابيه مجهولان هو ابوه مجهولان قال عن ماكر بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوها على موتاكم يعني سورة ياسين لكن فيه راوية مجهولان ولا ضعفه العلماء ظعفه من المتأخرين شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه بمجموع الفتاوى وفي ضمن فتاوى اللجنة مجموع الفتاوى الخاصة له وايضا ضعفهم مع اللجنة الدائمة وكان هو رئيسها وظعفه ايظا المحدث الالباني وضعفه جمع من اهل العلم واكثر اهل العلم اهل العلم على انه ضعيف اه وذكر يعني بعض الروايات منها رواية منها نعم رواية البزار او حديث البزار عن ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم لوددت انها في قلب كل انسان من امتي يعني ياسين لكنه كالذي قبله فالخلاصة ايها الاخوة انه لم يرد حديث صحيح في فضل سورة ياسين لا انها قلب القرآن ولا انها تقرأ على الميت عند الاحتضار وان كان بعظ اهل العلم يحسن هذا الحاكم صححه ووافقه الذهبي وحسنه بعض المعاصرين بطرقه فلا يصح حديث هذا صحيح انه لا يصح حديث ولكن اما من حيث الفضل فيكفيها فضلا وشرفا انها من كلام رب العالمين هي من كلام الله وهذا يكفي شرف لا كلام رب العالمين واما الاحاديث ما صح منها شيء ولذلك المسلم يجب عليه ان يبني دينه على ادلة صحيحة ولا يضيع نفسه لانه ما جاء في الكتاب او صح عن النبي صلى الله عليه وسلم لك حجة بين يدي الله تدلي بها فعلت كذا لقولك ربنا ولقول نبيك كيت وكيت اما الانسان يجتهد او يعجبه هذا الحديث او ينشأ ويجد الناس دائما متعودين يقولون اقرأوا ياسين على موتاكم يس قلب القرآن ما يكفي ما يكفي حجة بينك وبين الله ولهذا تجد كثير من الناس الان يخصون ياسين بكتابة خاصة ويعلقها في البيت او يفعل كذا او يفعل كذا ما ثبت فيها شيء وحتى لو ثبت لا تعلقها في البيت اقرأها نعم من ضمن القرآن ثم ايضا حتى عند التأمل في هذه السورة لا لا يظهر انها تميزت بشيء عن بقية السور بسور تميزت بالتوحيد بالعقيدة صفات الله جل وعلا فالحاصل انا ندور مع الدليل حيث دار فلا دليل صحيح والله اعلم يقول الله جل وعلا ياسين والقرآن الحكيم مر معنا الكلام على الحروف المقطعة في اول سورة البقرة ونزيد الامر بيانا ونقول ان الحروف المقطعة آآ العلما فيها على اقسام ثلاثة منهم من قال لها معنى ومنهم من قال لا معنى لها ومنهم من توقف فيها نعم منهم من قال لها معنى معلوم يسروها كما جاء عن بعضهم ان من اسماء القرآن وان او انها اسماء النبي حتى قال بعضهم هنا ياسين معناه يا محمد قال هذا اسم النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا يصلح هذا اذا العلماء من حيث الحروف المقطعة على اربعة اقسام. منهم من قال ان لها معنى معروف ففسروها قالوا هذه اسماء الله اسماء القرآن ومنهم من قال لها معنى الله اعلم فيه غير معروف لنا ومنهم من قال لا معنى لها ومنهم من توقف هل لها معنى او لا معنى له هذي خلاصة الاقوال. اربعة والذي عليه اكثر اهل العلم او الذي عليه الصحابة وغيرهم انها لها معنى الله اعلم به ولهذا يقولون نقول في في الحروف المقطعة الله اعلم بمراده منها ولكن لها حكمة والحكمة منها التحدي والاعجاز اذا عندنا امران الان في الحروف المقطعة ما معناها؟ الله اعلم بمراده ما الحكمة منها التحدي والاعجاز يقول هذا القرآن الذي تحداكم الله ان تأتوا بكتاب من مثله فلم تستطيعوا او ان تأتوا بعشر سور من مثله فلم تستطيعوا او ان تأتوا بسورة واحدة فلم تستطيعوا ولو كان بعضكم لبعض ظهيرة لو تظاهرت وتعاونت الجن والانس لن يأتوا بسورة واحدة من مثله فهذا الكلام هو بالحروف التي تعرفونها الف لام ميم ياسين طه طه ومع ذلك ما استطعتم تأتون بمثله فهو للتحدي والاعجاز لكن الله اعلم بمراده منها وهذا اختيار ابن كثير الحافظ ابن كثير رحمه الله واختيار ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية وحكاه بعضهم ان هذا هو قول الجمهور قول الخلفاء قول الخلفاء الراشدين الاربعة وقول جمع من الصحابة فالله اعلم بمراده ولكن لذلك حكمة ظاهرة وهي التحدي والاعجاز اذا ياسين هذا من الحروف المقطعة حرف الياء وحرف السين آآ مما يدل على انه يراد بها التحدي والاعجاز هذا كلام هو عين الصواب. طيب ما الدليل عليه الدليل ان الله ابتدأ تسعة وعشرين سورة من القرآن بالحروف المقطعة سور القرآن مئة واربعة عشر سورة تسع وعشرون منها ابتدأت بالحروف المقطعة كل بعد كل بداية سورة بعد الحروف المقطعة يأتي ذكر القرآن الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه اول البقرة. الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. يس والقرآن الحكيم الا سورة واحدة وهي سورة مريم مريم ما جاء فيها ذكر القرآن بعد الحروف المقطعة كما قال جل وعلا كفى يا عين صاد ذكر رحمة ربك عبده زكريا هي الصورة الوحيدة الذي ما جاء النص على اسم القرآن اسم القرآن او الكتاب لكن قالوا العلماء ان الاخبار الذي فيها دليل على القرآن بانه من علم الغيب الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن. ذكر رحمة ربك اين جاء ذكر رحمة ربنا لزكريا في القرآن هو الذي جاء بها ولهذا يقولون يقولون كل السور التي افتتحت بالحروف المقطعة جاء ذكر القرآن الا سورة واحدة وهي عند التأمل بين ان في الكلام الذي ذكر دلالة على القرآن وانه ما عرف هذا الذكر الا بهذا الكتاب هذا ما يقال في المقطعة قال ياسين والقرآن الحكيم الواو للقسم والقرآن مقسم به والله جل وعلا له ان يقسم بما شاء من مخلوقاته ولكنه جل وعلا لا يقسم الا بعظيم الا بما له شأن ومقام ولهذا اقسم بالفجر واقسم بالضحى اقسم بالقرآن اشياء كثيرة اقسم الله بها لكن عند التدبر والتأمل كلها اشياء عظيمة ذات شأن والله جل وعلا له ان يقسم بما شاء من مخلوقاته واما العباد فليس لهم ان يقسموا الا بربهم جل وعلا الا باسمائه او صفاته فليس لك ان تقول والكعبة او والنبي او بالامانة او بذمتي او بحياتي او بأمي وابي او بعيون او غير ذلك وهذا موجود عند الناس يحلفون بغير الله لا النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول من كان حالفا فليحلف بالله او ليسكت وقال ليس منا من حلف بالامانة وكان الصحابة في ركب عمر رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين معهم وكان قد تخلف النبي صلى الله عليه وسلم ورائهم ثم لحق بهم النبي صلى الله عليه وسلم واذا عمر يقسم بابيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بابائكم وقال في الحديث الاخر من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك وقال في البخاري من حلف باللات والعزى فليقل لا اله الا الله وليستغفر وكان لاول الامر كانوا الصحابة يحلفون بغير الله وايضا جعل النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا قبل النهي وانتهى الامر الى انه لا يجوز الحلف بغير الله نعم جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افلح وابيه ان صدق افلح وابيه يعني اقسم بابيه كما تقول افلح والله وتعددت اجوبة اهل العلم عن هذا واظهرها هو اختيار شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله قال ان هذا كان موجودا قبل النهي ثم نهي عنه فالان لا يجوز الحلف بغير الله والذي ينبغي ان يتفطن لمن ولاك الله عليهم او لجلسائك او لابنائك او لاخوانك يكثر الحلف بالامانة خاصة بين طلاب المدارس واذا اراد يؤكد الامر يقول امانة بالامانة ان الامر كيت وكيت هذا حلف بغير الله طيب وحكم الحلف بغير الله حرام حرام فقط لا يا اخوان الحلف بغير الله اشد من الزنا وشرب الخمر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق والدليل ان الله جل وعلا قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك ولهذا قال ابن مسعود مقولته المعروفة في البخاري وغيره قال لان احلف بالله كاذبا هذي تسمى ايش؟ اليمين الغموس قال لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا لأن الحلف بغير الله شرك والحلف بالله كذبا كبيرا ولهذا يقول الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله في حاشية كتاب التوحيد في اوله الصفحة الثالثة عشر تقريبا منه يقول باجماع اهل السنة والجماعة ان الشرك الاصغر اشد خطرا من كبائر الذنوب انا ما ما يقف عند هذا يقول بسيط اذا ما عندي الا الحلف بغير الله بسيط انا من اهل الجنة وما يدريك المقياس الذي نعرف ان هذا الامر هين او ليس بهين هو الشرع ومثله قول بعض الناس لولا الله وفلان انا بالله وبك ما عندي الا الله وانت اعوذ بالله يشرك بين الله عز وجل وبين المخلوقين ولهذا لما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما شاء الله وشئت يا محمد يعني هذا الذي شاءه الله وشئته انت قال النبي صلى الله عليه وسلم اجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده ولكن لا بأس ان يأتي الانسان بثم التي تفيد الترتيب التراخي يقول لولا الله ثم فلان لولا الله ثم فلان انا بالله ثم بك وما شابه ذلك. اذا اتى بثم ثم تفيد الترتيب والتراخي لكن الواو تقتضي التشريك ولهذا لا تستهينوا ايها الاخوة بلغوا الناس هذه امور خطيرة الحلف بغير الله الشرك عموما حتى ولو كان بالالفاظ مثل لولا الله وفلان انا بالله وبك بذمتي بالامانة هذا خطير عظيم عند الله عز وجل كما قال الشيخ ابن قاسم يقول باجماع اهل السنة والجماعة ان الشرك الاصغر وهذا من الشرك الاصغر اشد خطرا من كبائر الذنوب كبائر الذنوب معروفة الزنا سرقة وما شابه ذلك اذا الله جل وعلا اقسم بالقرآن والله لا يقسم الا بعظيم واقسامه به تأكيد على شرفه وفضله ولهذا قال والقرآن الحكيم قال ابن كثير رحمه الله والقرآن الحكيم اي المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حكيم يعني محكم هذا قرآن حكيم. قد احكمه الله فهو في غاية الاحكام وفي غاية الجودة فلا مطعن فيه وهذا الخبر الذي اقسم الله عليه يقتضي وجوب التصديق به ولكن مع ذلك كفار قريش ما ما صدقوا ما امنوا به ولكن لا يعني عدم صدقه انما يظرون انفسهم فهو والله قرآن حكيم محكم قد جمع الخير كله وهو كلام رب العالمين تكلم به جل وعلا قال انك لمن المرسلين اذا اقسم الله بالقرآن لعلو شأنه والمقسم عليه المقسم به القرآن والمقسم عليه ما هو انك لمن المرسلين سبحان الله الله ومن اصدق من الله حديثا ونصدق من احسن من الله حديثا. من اصدق من الله قيلا ومع ذلك اقسم وحلف اقسم جل وعلا على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم. وانه من المرسلين هو والله محمد ابن عبد الله والله انه رسول من عند الله ليس بكاهن ولا ساحر ولا مفتري ولا كذاب فكان الواجب الايمان وهذا كما انه نزلت لكفار قريش ومن معهم من العرب لكن الى يومنا هذا هذا البيان باقي فالمنصف هذا كلام رب العالمين يقسم ان محمدا صلى الله عليه وسلم من المرسلين. اذا فيجب الايمان به واتباعه ولكن لكنها لا تعمى الابصار لا تعمى الابصار تعمى القلوب التي في الصدور قال انك لمن المرسلين على صراط مستقيم. قال ابن كثير انك يا محمد لمن المرسلين على صراط مستقيم اي على منهج ودين قويم وشرع مستقيم وهذا الشرع تنزيل تنزيل العزيز الرحيم اي هذا الصراط والمنهج والدين الذي جئت به منزل من رب العزة الرحيم بعباده المؤمنين كما قال تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور وقوله تنزيل رب العالمين فيه قراءتان فقرأ نافع وابن كثير وابو عمرو وابو بكر تنزيل بالضم تنزيل العزيز الرحيم بالظن وقالوا في اعرابه اما انه خبر لمبتدأ خبر لمبتدأ وانه اي القرآن تنزيل واما انه مبتدع تنزيل تنزيل العزيز الحكيم. تنزيل العزيز الرحيم نعم انه تنزيل او انه هذا تنزيل على كل حال فيه قراءتان سبعيتان من العلماء من قرأه تنزيل والبقية واكثر القراء قرأوه بالفتح. طيب من قرأه بالنص تنزيلا قالوا منصوب عن المصدر نزله تنزيلا فهو منزل من الله تنزيل العزيز الرحيم اذا القرآن نزله الله والله جل وعلا تكلم به وسمعه منه جبريل ونزل به جبريل دفعة واحدة الى السماء الدنيا الى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل مفرقا على ثلاث وعشرين سنة على حسب الوقائع بعد ذلك وهذا الاثر صحيح الاسناد عن ابن عباس ويعتمده اهل السنة قالوا لان مثله لا يقال بالرأي لان الله جل وعلا يقول انا انزلناه في ليلة القدر وظاهر الامر انه انزله كله لا بعظه وان كان بعض المفسرين يقول انا انزلناه في ليلة القدر يعني ابتدأنا تنزيله في ليلة القدر تنزيل العزيز الرحيم العزيز فيه معنى العزة والقوة والرحيم فيه معنى الرحمة والله جل وعلا متصف بالعزة والرحمة فهو العزيز الذي لا يغالب هو الذي ينفذ امره وهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو الذي جعل العزة له ولرسوله وللمؤمنين وهو ايظا رحيم بالخلق ارحم بهم من امهاتهم الله ارحم بك من امك والله وان شئت الدليل فاسمع ما رواه البخاري في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم غزى واصحابه قوما فبعد ان يعني اخذوهم وتوزعوا الناس رأوا كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا مع بعض اصحابه وامرأة تسعى تجري فتأتي هؤلاء المجموعة من الناس فتقف قليلا ثم تمضي ما تطيل ثم تقف على المجموعة الثانية قال حتى اتت الى مجموعة فوقفت فناولوها صبيا ولد قال فاخذته وضمته الى صدرها والقمته ثديها ولدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتظنون هذه طارحة ولدها في النار يقول للصحابة قالوا لا والله وهي تقدر على ذلك لا فقال النبي صلى الله صلى الله عليه واله وسلم لله ارحم بعباده من هذه بولدها ولذلك والله ما يهلك على الله الا هالك ما في ما في طب كما يقولون الرحمن الرحيم شرع لك دينا رحيما شرع لك احكاما في قدرتك وطاقتك طلب منك القليل واعطاك الكثير يفرح بتوبتك اذا تبت من ذنوبك انت وهو لا تنفعه طاعتك ولا تضره معصيتك ومع ذلك يفرح اشد من فرح صاحب الراحلة الذي اظل راحلته في ارض فلاتوا عليها طعامه وشرابه ثم وجدها بعد ذلك قال جل وعلا لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون اذا نزل الله القرآن تنزيلا نزل عليك القرآن لاجلي لعلتي ما هي؟ لتنذر قوما وهم العرب وان كان نذيرا لجميع الناس لكن العرب في ذلك الزمان يصدق عليهم انه ما انذر اباؤهم لانهم كانوا في وقت في وقت الفترة ما انذر اباؤهم فهم غافلون في غفلة عن هذا الدين وعن شرع الله واختلف العلماء في ماء هنا لتنذر قوما ما انذر ما نوعها؟ فقال بعض العلماء انها موصولة كأن هذا او ذكره ابن جرير الطبري قال تقدير الكلام لتنذر قوما الذي انذر به اباؤهم لتنذر قوما بالذي انذر به اباؤهم باسم موصول واكثر المفسرين على انها هنا نافية لتنذر قوما ما جاءهم من نذر ما حصل لهم من انذار وهذا هو الصواب ويدل عليه انهم اهل الفترة ايش معنى الفترة على حين فترة من الرسل ما جاء نذير كان الناس قد انمحت معالم الرسالة فهذا هو الصواب ان الله قال انزلنا عليك القرآن او انك لمن المرسلين وانزلنا عليك القرآن لاجل ان تنذر قوما لم ينذر من قبل لم ينذر اباؤهم ولا هم ولهذا هم دائما يحتجون على النبي صلى الله عليه وسلم يقول وجدنا ابائنا على امة يعني على الجهل ظلال كفر عبادة الاصنام هذا هو الصواب في النماء هنا نافية فهم غافلون عن امر الله والانذار هو الاعلام بموضع المخافة هذا هو الاصل في الاعلام الاعلام الانذار هو الاعلان بموضع المخافة ينذروه يقول انذرك امامك شيء مخوف انتبه لما امامك والنبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الانذار والبشارة فهو نذير بين يدي عذاب اليم لمن لم يؤمن ولم يتبع الحق والهدى وهو بشير للذين قبلوا النذارة تبعوا الحق بالثواب العظيم عند الله جل وعلا لتلر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون يقول ابن كثير وقوله لتنذر قوما ما انذر ابائهم فهم غافلون يعني بهم العرب فانه فانه ما اتاهم من نذير من قبله وذكرهم وحده وذكرهم وحدهم لا ينفي من عداهم كما ان ذكر بعض الافراد لا ينفي العموم وقد تقدم ذكر الايات والاحاديث المتواترة في عموم بعثته صلى الله عليه واله وسلم عند قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا هذا كلام جميل من ابن كثير رحمه الله فيقول هنا هؤلاء القوم المراد بهم العرب لكن لا يفهم فاهم ان هذا خاص بالعرب نبي العرب لا لكن المخاطبون والذين ما اؤثر اباؤهم في ذلك الزمان هم قريش وسائر قبائل العرب ولكن هذا القرآن شامل لكل احد للعرب والعجم لجميع الناس الى قيام الساعة ولهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم انه ارسل الى الناس كافة ذرة الحديث معنا ومن هل الذي رواه البخاري قال فظلت على الانبياء بست وذكر منها وارسلت الى الناس كافة وكان من قبل يرسل الى قومه خاصة او كما قال صلى الله عليه واله وسلم قال لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون هذا من علم الغيب الذي اطلع الله عليه نبيه ومن يقرأ هذا القرآن قال لقد حق عليهم القول قال الطبري لقد وجب العقاب على اكثرهم لان الله قد حتم عليهم في ام الكتاب بانهم لا يؤمنون بالله ولا يصدقون رسوله ورواه واورده عنه ابن كبير قال قال ابن جرير لقد وجب العذاب على اكثرهم بان ختم عليهم في ام الكتاب انهم لا يؤمنون وقال نحوه القرطبي في تفسيره فقال حق القول اي وجب اي وجب العذاب على اكثرهم فهم لا يؤمنون بان ذلك وهذا فيمن سبق في علم الله انه يموت على كفره وهنا مسألة دائما نحن ندندن حولها لانها قد تشكل على البعض وقد يجد الشيطان مدخلا فيها على الانسان ويوقعه في الوسوسة وهو ان يقول اذا كنت اذا كنت قد فرغ مني فانا في الجنة او في النار هذا امر منتهى منه مفروغ الله قد كتبني عنده ولن احيد عما كتبه الله ففيما العمل شو لا اعمل هذا تجده عند بعض المثقفين وبعض يقول طيب يا اخي اليس الان ان الله قد كتبني في الجنة او في النار نقول بلى. طيب شو لا نعمل؟ امر مفروغ منه وهذا من الجهل العظيم ولهذا انا احيل على كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لاوله للعلامة ابن القيم عقد ما يقارب ثلاثين صفحة لمعالجة هذا الامر واقامة الادلة التي لا لا ترد من الكتاب والسنة وخلاصة ما انتهى اليه ان الله كتب لكل انسان مقعده من الجنة او النار وجعل لذلك اسبابا وجعل لذلك اسبابا والله لا يدخل احد الجنة او النار بعلمه السابق لا يخلقهم ويوجدهم وينزل الكتب ويرسل الرسل وتقوم الحجة عليهم ويعرضون عن الحق ويقومون بالاجرام والاعمال التي يستحقون فيها هذا المصير باختيارهم باختيارهم ولهذا الذي يقول هذا الكلام مكابر ولو تقول له يا اخي لا تأكل ولا تشرب يلا كتب انك تبي تموت لو اكلت بالليل والنهار واذا كان الله كتب لك حياة لو ما اكلت شيقول لا مو بصحيح لازم اخلص افعل السبب لو رجل يقول انا اريد اولاد صالحين ولكن ما اريد اتزوج ابدا مجنون هناك اسباب لابد من فعلها فيا اخوان اذا جاء مثل هذه الاية ان الله حكم عليهم بالعذاب او على اكثرهم ليس معنى ذلك ان الله ظالم ظالم لهم لا بل هو جل وعلا كتب ذلك وقدره باسباب وفعل هذه الاسباب باشروها بانفسهم واختيارهم ورغبتهم بل عارضوا النبي صلى الله عليه وسلم لما دعاهم الى الحق وحاولوا قتله وحاولوا اطفاء نور الله وكادوه وفعلوا وفعلوا وفعلوا. ومع ذلك يأتي من يقول هذا كاتب الله علي ومقدره عليهم معذورون هذا ظلال مبين هذا ابطال الشرائع فالحاصل انه قد حق القول وهذه حكمة الله ان اكثر الناس في النار ولهذا في الحديث الصحيح في البخاري وغيرها يقول الله جل وعلا يوم القيامة يا ادم اخرج بعث النار من ذريتك فيخرج من كل الف تسع مئة وتسعة وتسعين الى النار الواحدة الى الجنة لكن ما ظلمهم الله يا اخوان الى النار باعمالهم بما كانوا يعملون بما كانوا يكسبون ثم قضاء الله وقدره الذي كتبه نحن لا ندري به حتى نحتج على الله به ما احد منا يدري الان هل هو بالجنة او بالنار؟ والله ما ندري لكن نحن الان نسعى ان تنظر الى سعيك ولهذا لما سأل بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ارأيت فيما يعمله الناس الان على امر قد فرغ منه او على امر مستأنف قال على امر قد فرغ منه. كتب قال ففيما العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له لا يستوي من يؤمن بالله ويعمل الاعمال الصالحة ويحافظ على الصلاة وينكف عن المعاصي مع من يكفر بالله ويعمل الذنوب بالليل والنهار والله هذا ما هو عدل لو كان الامر كذلك. وتعالى الله عن ذلك. فالحاصل ان الناس يجازون باعمالهم يدخلون الجنة او النار بسبب الاعمال. القضاء الازلي لا احد يدري عنه لو كنا نعلم انها في الجنة او بالنار ولا خلاص انتهينا لكن والله ما نعلم الا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم انه من اهل الجنة كما قال اهل السنة والجماعة في عقائدهم يقولون ولا نشهد لمعين بجنة ولا نار الا ان كان قد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم او كما جاء في مقولتهم في العقيدة الطحاوية لان هذا امر محجوب عنا لكن نحن نعمل. ولهذا هؤلاء قد قضى الله وحكم قدرا ان اكثرهم لا يؤمنون ولكن ترك لهم حرية الاختيار واقام عليهم الحجة وبين لهم المحجة وازال عنهم الشبهات فابوا الا الكفر وهم مستحقون لما يقعون فيه او لما ينالهم قال لقد حق القول اي من الله جل وعلا في الكتاب المكنون في اللوح المحفوظ في علم الازل على اكثرهم اكثر العرب والعجم اكثر الناس فهم لا يؤمنون لا يخرجون عن الكتاب السابق لكنهم ما يعلمون ما ما الذي في الكتاب السابق فهم الان يباشرون الاعمال مباشرة المختار ولا يدرون ماذا في الكتاب السابق قال فهم لا يؤمنون ثم قال جل وعلا انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقمحون هذا فيه بيان كيف ان هؤلاء لا يؤمنون مع قيام الحجة وبيان المحجة ووضوح الامر يعرفون ذلك من قرارة انفسهم لكن الله جل وعلا جعل في اعناقهم اغلالا الاعناق جمع عنق معروفة الرقبة والاغلال جمع غل بالذنب جمع غل بالظم كما في الصحاح وغيرها الغل او الاغلال هي في الاصل ما تشد به الايدي الى العنق هذا هو الغل او الاغلال ما يشد به عنق الانسان الى رقبته يكون من الحديد من السلاسل من غيرها ولكن قد يطلق الغل على ما يوضع في الرقبة فقط كما هنا وان كان بعض المفسرين يقول المراد هنا انا جعلنا في اعناقهم اغلالا قال ايضا وفي ايديهم لان الغل لا يكون الا بربط اليد بالعنق قالوا وهذا اكتفى بذكر احد الامرين دون الاخر ترابيلا تقيكم الحر قالوا والبرد واورد ابن كثير نقل كلام من جرير قال هذا كما قال الشاعر فما ادري اذا يممت ارضا اريد الخير ايهما يليني اا الخير الذي انبتغيه ام الشر الذي لا يأتليني اريد الخير ايهما يليني؟ قال ايهما؟ وما ذكر لي الا الخير قال خير والشر هذا معروف لكن الاظهر والله اعلم ان نصير الى ظاهر القرآن ولا نعدل عن ظاهر القرآن الا لدليل او قرينة وهنا نقول المراد ان الله جل وعلا جعل في اعناقهم برقابهم فقط اغلالا جمع غل وهي من الحديد او غيره الى فهي الى الاذقان فهي اغلال ليست نحيفة تغطي الرقبة كلها حتى تنتهي الى الذقن نسأل الله العافية والاتقان جمع ذقن هو مجمع اللحيين اسفل العظمان يلتقيان الذي تنبت عليه اللحية يسمى الحنك هذا هو الذقن هذا ذقن الانسان فهذه الاغلال مغطية للرقبة وغليظة وعريظة حتى انها تصل الى الذقن لماذا قالوا لانه اذا كان بهذه الحال يرفع رأسه ولهذا قال فهم مقمحون يقولون المقمح الذي يرفع رأسه ويطأطأ بصره يعني الرأس يرتفع لكن ما يرفع بصره الى السماء يغض بصره الى اسفل لكن رأسه مرفوع هذا بهذه الطريقة لا ينظر الى اسفل ويعرف الصواب من الخطأ وطريق الخير من الشر وما ينفعه وما يضره ولا ينظر ايضا الى السماء بحيث ينتفع بالاعتبار والتدبر فهذه حال هؤلاء الكفار جعل الله في اعناقهم اغلالا لا يستطيعون ان يتخلصوا منها وما حالهم في ذلك الا كحال من جعل في عنقه غل عريض متين يصل الى ذقنه بحيث انه لا يستطيع ان ينظر الى اسفل فيرى ما ينفعه او يضره وايضا هو يغض بصره مع رفع رأسه حتى لا ينظر الى اعلى هذا هو المقمح هذه حالهم ولهذا يسمعون الايات والنذر والدلائل ومع ذلك ما يرجعون كما اخبر الله عز وجل عنهم في اكثري من اية وسنذكرها ان شاء الله قريبا اذا هذا هو معنى الاية انا جعلنا في اعناقهم. اذا لماذا حق عليهم القول؟ فهم لا يؤمنون لان الله جعل في اعناقهم اغلالا فهي الى الاتقان فهم مقمحون وايضا يقال ان الصحيح فهي الصحيح انه راجع على الاغلال انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي اي فالاغلال هذا هو الصحيح وهناك من قال غير ذلك فهذه الاغلال الى الى الاذقان تصل الى الذقن فهم مقمحون جمع مقمح وهو الذي رفع رأسه الى السماء وغض بصره والحاصل انه لا ينتفع ولهذا يقول ابن كثير رحمه الله يقول تعالى انا جعلنا هؤلاء المحتوم عليهم انا جعلنا هؤلاء المحتوم عليهم بالشقاء يقول ابن كثير رحمه الله عند هذه الاية انا جعلنا في اعناقهم اغلالا يقول تعالى انا جعلنا هؤلاء المحتوم عليهم انا جعلنا هؤلاء المحتومة عليهم بالشقاء نسبتهم الى الوصول الى الهدى كنسبة من جعل في عنقه غل فجمع يديه مع عنقي تحت ذقنه تحت ذقنه لان ابن كثير على ما علي بن جرير ان المراد ان بالاذقان فيه دليل على ضم الايدي اليها ولكن الاظهر انها خاصة بالاعناق لان هذا ظاهر القرآن وليس هناك شيء يدعو الى مخالفة ظاهر القرآن قال فجمع فجمع يديه مع عنقه تحت ذقنه فارتفع رأسه فصار مقمحا ولهذا قال فهم مقمحون. والمقمح هو الرافع لرأسه. هو الرافع رأسه. كما قالت ام زرع في كلامها واشرب فاتقمح اي اشرب فاروى وارفع رأسي تهنيا وترويا ام زرع هذه انا احيلكم على تقرأون قصتها عجيبة هذا في صحيح البخاري في صحيح مسلم آآ ان نسوة قبل النبوة اجتمعن احدى عشر امرأة وتعاهدنا على ان تخبر كل واحدة بحالها مع زوجها وتذكر ما في زوجها فكلهن ذكرن اللي سبت زوجها والذي مدحته الا ام زرع فاثنت عليه ثناء عظيما كيف كان يدللها ويعطيها ويمنعها؟ ومن ذلك قوله هنا فاشرب واشرب فاتقمح يعني من زيادة الترف اشرب وارفع رأسي الى السماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم كنت لك كابي زرع لام زرع الا انني لا اطلق لان ابا زرع طلقها وزوجت رجل كريم وكذا لكن تقول كل ما عنده ما يساوي شيء مما عند ابي زرع فقال النبي صلى الله عليه وسلم كنت لك كابي زرع مع ام زرع الى انني لا اطلق وهو فوق ابي زرع صلى الله عليه وسلم. وفوق البشر كلهم. الحاصل هذا هذا حديث عظيم لو ترجعون اليه تقرأون في كتاب النكاح في صحيح البخاري بباب حسن العشرة وذكره مسلم ايضا فيه فوائد وفيه يعني بيان خطورة النسا اي نعم يبدون شي ما ما تدري عنه فالحاصل اه انها هذا يعني استدل وهذا من فقه ابن كثير ومن سعة اطلاع ابن كثير يعني نزع بالحديث الذي نزع بالكلمة التي بحديث ام زرع للاستدلال على معنى الاية قال والمقمح هو الذي والمقمح هو الذي رفع رأسه كما قالت ام زرع في كلامها واشربها اتقمح اي اشربها اروى وارفع رأسي تهنيا وترويا واكتفى بذكر الغل في العنق عن ذكر اليدين وان كانت المرادتين كما قال الشاعر فما ادري اذا يممت ارضا اريد الخير ايهما يليني ايهما يليني؟ االخير الذي انا ابتغيه؟ ام الشر الذي لا يأتليني؟ فاكتفى بذكر الخير عن ذكر الشر لما لما دل عليه السياق هو الكلام. وكذا هذا لما كان الغل انما الغل انما يعرف فيما جمع اليدين من عنق اكتفى بذكر عنقه عن اليدين. هكذا قال وتبع بن جرير في هذا والاظهر خلاف ذلك وقال العوفي عن ابن عباس في قوله انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي للاتقان فهم مقمحون. قال هو كقول الله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى يعني بذلك ان ايديهم موثقة الى اعناقهم لا يستطيعون ان يبسطوها بخير. وقال مجاهد فهم مقمحون اي رافعوا رؤوسهم رافعوا رؤوسهم وايديهم وايديهم وايديهم موظوعة على افواههم آآ فهم مغلولون عن كل خير ثم قال وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون جعلنا بين ايدي هؤلاء الكفار سد والسد والحاجز الذي يحوز يحجز بين الشيء ومن خلفهم سدا آآ فاغشيناهم ايضا جعلنا على ابصارهم غشاوة اغشيناهم جعلنا على ابصارهم غشاوة تمنعهم عن رؤية الحق وادراكه كما هو فاغشيناهم فهم لا يبصرون لا يبصرون الحق فيتبعونه عندهم ابصار لكن المراد هنا يعني بصر الانتباه انهم لا يبصرون الحق فيتبعونه ويعملون ما فيه. ولهذا يقولون ان ديننا افضل من دين محمد. من دين النبي صلى الله عليه وسلم. وانا وجدنا اباءنا على امة غضت ابصارهم والا كيف يقارن الحق بالباطل؟ وهم يرون ذلك ثم قال وسواء عليهم انذرتهم ام لم تذرهم لا يؤمنون سواء يعني يستوي في حق هؤلاء الانذار وعدم الانذار. من حيث الاستجابة يستوي في حقهم الانذار وعدم الانذار لانهم باقون على ما هم عليه لكن لا شك ان انذارهم تقوم عليهم الحجة ولا يحتجون على الله عز وجل يوم القيامة. يقول ما جاءنا من نذير ولهذا معنى الاية وسواء وسواء عليه ما انذرتم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ان يستوي في حق هؤلاء الانذار وعدمه لكن انت مأمور اذا لكن هم لن ينتفعوا من انذارك شيئا فلن يؤمنوا. ولهذا يقول ابن كثير يقول اه وسواء عليهم اي قد ختم الله عليهم بالظلالة. فما فما يفيد فيهم الانذار. ولا يتأثرون به وقد وقد تقدم نظيرها في سورة في اول سورة البقرة وكما قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. وكما قال جل وعلا ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله. والله اعلم