بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم. انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا فقالوا انا اليكم مرسلون. قالوا ما ما انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء ان انتم الا تكذبون. قالوا ربنا يعلم انا اليك قم لمرسلون وما علينا الا البلاغ المبين. قالوا انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسن انكم منا عذاب اليم. قالوا طائركم معكم ائن ذكرتم بل انتم قوم مسرفون. وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قومي اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم اجرا. اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم يدون وما لي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون ااتخذ من دونه الهة ان يردني الرحمن بضر غني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون. اني اذا في ضلال مبين. اني امنت بكم فاسمعون. قيل ادخل الجنة. قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين. ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم خامدون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب. فبشره بمغفرة واجر كريم هذه الاية بعد الايات التي حكى الله فيها ظلال اكثر الناس ضلال اكثر العرب بل واكثر الناس وانهم في اعناقهم اغلال لا يستطيعون ان ينظروا وان يبصروا طريق الهدى وايضا سلك الله جعل من بين ايديهم سدا اي حاجزا مانعا يحول بينهم وبين الايمان وكذلك من خلفهم وجعل على ابصارهم غشاوة قال فاغشيناهم اي جعلنا على ابصارهم غشاوة فلا يبصرون الحق وقد قدمنا في درس البارحة ان مثل هذه الايات التي ظاهرها او التي او التي يخبر الله فيها انه حال بين المشركين وبين الايمان ان هذا ليس ظلما منه وانه لا يجوز النظر الى هذه الايات مجردة لا يجوز النظر الى هذه الايات مجردة عن النظر الى الايات الاخرى فان الله سبحانه وتعالى قد قضى وكتب كل شيء فان الله جل وعلا قد قضى وكتب كل شيء فهو عنده في امام مبين ولكنه جعل لكل شيء سببا فكتب اهل النار وكتب اهل الجنة وجعل لذلك اسبابا يفعلها صاحب النار حتى ينتهي اليها واسبابا يفعلها المؤمن حتى ينتهي الى الجنة وانهم لا يصيبهم شيء الا بكسب ايديهم لان الله جل وعلا يوجدهم ويعطيهم عقولا ويرسل اليهم رسلا وينزل عليهم كتبا ويبين لهم طريق الحق وطريق الضلال مع ما فطرهم عليه من معرفة الحق ويأمرهم باتباع الحق ويحذرهم من اتباع الباطل ويبين لهم ما اعده لهم ما اعده للعصاة من العذاب الاليم وما اعده من النعيم للمطيعين وهم يختارون بانفسهم ويعملون اعمالا باختيارهم فيختارون الكفر بالله جل وعلا هذا في حال في حق الكفار ومعنى قوله فاغشيناهم فهم لا يبصرون المراد انهم لا يبصرون الحق كما قال جل وعلا عن المنافقين في اول سورة البقرة صم بكم عمي فهم لا يرجعون اي صم عن سماع الحق بكم عن النطق به عمي عن طريق الحق واتباعه وليس المراد انهم لا يسمعون ليس لهم اذان وليس لهم سمع وليس لهم اعين وليس لهم السن يتكلمون لا ليس هذا هو المراد وانما المراد صم عن سماع الحق بكم عن النطق به عمي عن سلوك طريقه فكذلك هؤلاء جعل الله على ابصارهم غشاوة حتى لا يبصرون الحق اي لا يتبعونه والا هم يعلمون الحق جاءتهم الرسل وانذروهم وبينوا لهم واقاموا عليهم الحجة وبينوا لهم المحجة ولهذا الله جل وعلا يقول بما كنتم تعملون ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وكذلك اهل النار بسبب اعمالهم فالله جل وعلا ما ظلمهم وما ربك بظلام للعبيد ولكنهم ظلموا انفسهم وهذا كما يراه الانسان من نفسه الان انت جئت الى هذا المسجد المبارك باختيارك برغبتك بارادتك انت حضرت هذا الدرس باختيارك انت قمت وصليت ركعتين باختيارك انت تفعل فعل المختار وتقدم على الاعمال باختيارك وعلى ذلك يجازيك الله جل وعلا. لان ما في الغيب محجوب عنك ما تدري ما تدري ماذا كتب الله ما تدري ماذا سيحصل لك بعد ساعة اذا الانسان يعمل عمل المختار الذي يقدم باختياره لا مجبرا ولا مكره له وان كانت اعماله التي يختارها هذه لن تخرج عما قضاه الله وقدره ولكنه لا يدري ماذا قضى الله وماذا قدر فهو يقدم على الاعمال باختياره ولهذا يجازى على عمله قال جل وعلا وسواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون يستوي في حق هؤلاء الانذار وعدمه من جهة انهم لا يستجيبون سواء انذرتهم اي جئتهم بالنذارة واعلمتهم بموضع المخافة وحذرتهم او لم تنذرهم لن يؤمنوا ولن يتبعوا ولكن الله ارسل الرسل مبشرين ومنذرين لاقامة الحجة كما قال جل وعلا في كتابه الكريم رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل تقوم عليهم الحجة والا هؤلاء لا يؤمنون كما قال جل وعلا في سورة الانعام قال ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى نزلنا الملائكة عيانا يرونهم وكلمهم الموتى خرجوا من قبورهم وكلموهم بانك على الحق ودينك الحق واتبعوا الحق واتيناهم كل شيء قبلا لا وحشرنا عليهم كل شيء قبلا. حشرنا كل الاشياء قبلا يرونها باعيانهم وكلها تقول اتبعوا النبي امنوا به ما جاء به هو الحق ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله اذا المسألة ليست مسألة اقامة حجة وليست مسألة جهل لا والله قد قامت الحجة لكنهم كفرة مكذبون معرضون معاندون ليس عن جهل ولهذا الذين لم تقم عليهم الحجة فالله جل وعلا جعلهم من من اهل الفترة ما عذبهم ولكن اهل الفترة فترة من الرسل يعيد الله لهم الاختبار يوم القيامة فيأمرهم وينهاهم فمتى ما اجابوا دخلوا الجنة وان عصوا دخلوه النار ولهذا قال جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسوله فينبغي ان يعلم المسلم ان الله جل وعلا انما يعذب هؤلاء الكفرة بسبب اعمالهم ما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون باختيارهم طريق الضلال. ثم قال جل وعلا انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم انما تنذر يعني انما ينتفع بانذارك المؤمنون اما اولئك سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون قال ابن كثير رحمه الله انما تنذر من من اتبع الذكر اي انما ينتفع بان ذلك المؤمنون. الذين يتبعون الذكر وهو القرآن العظيم وخشي الرحمن بالغيب اي حيث لا يراه حيث لا يراه احد الا الله يعلم ان الله مطلع عليه وعالم بما يفعله فبشره بمغفرة اي بذنوبه واجر كريم اي كبير واسع حسن جميل. كما قال تعالى ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة كبير نعم انما ينتظر ويتعظ بما جاء في كتاب الله وما جاء به الرسول صلى الله عليه واله وسلم من خشي الرحمن بالغيب الذين يخافون الله لان الخشية خوف وزيادة الخشية هي الخوف المصحوب بعلم يعلمون ويعرفون ربهم وخشيتهم فخوفهم منه خشية كما قال جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء وهذا يدل على ان الخوف وخشية الله لابد ان تستقر في القلوب ولا يمكن ان يتعبد متعبد لله ابتغاء وجهه الا ان يكون يخاف من الله يخاف عذابه يخاف عقوبته فالمؤمنون يدعون ربهم رغبوا ورهبا يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار يخشون ربهم يخافون الله ولهذا اذا جاءك من يقول انا لا اعبد الله خوفا منه ولا طمعا في جنته ولا خوفا من ناره فهو على ضلال مبين لا يجب ان نعبد الله خوفا منه وخوف من عذابه وحبا له وطمعا ورجاء لما عنده لابد ولهذا قال من قال من السلف على المسلم ان يكون في سيره الى الله وفي عمله كالطائر بين جناحين يجمع بين الخوف والرجاء في جمع بين خوفه من الله خوفا يمنعه من فعل المنكرات ويحمله على فعل الطاعات ويرجو رجاء لا يحمله على الامن من مكر الله فيخاف خوفا لا يحمله على اليأس من رحمة الله ويرجو رجاء لا يحمله على الامن من مكر الله بعض الناس اذا ادى بعض العبادات ولقيته واذا هو يتكلم ككلام الظامن ان الله قد تقبل منه انما يتقبل الله من المتقين انت تجتهد ولا تزال خائفا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع انه قد وعده الله بالمقام المحمود وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكان اذا قرأ القرآن احيانا صلى الله عليه وسلم يبكي ويسمع لصدره ازيز كأزيز المرجل كالقدرة التي تغلي بالماء صلوات الله وسلامه عليه وابو بكر يقول وددت انني كنت شجرة تعضد شجرة تؤكل تأكلها البهائم لا تحاسب ولا تعاقب مع انه مبشر بالجنة وعمر لما طعنه ابو لؤلؤة المجوسي عدو الله دخل عليه الصحابة فدخل عليه شاب او رجل فاثنى عليه خيرا وقال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ومات وهو عنك راض ومات ابو بكر كنت مع ابي بكر ومات وهو عنك راض ثم توليت امر المسلمين فعدلت ماذا قال قال يا ابن اخي وددت اني خرجت منها لا لي ولا علي بس اتمنى اني اخرج من هالدنيا لا لي ولا علي بس انجو من النار هذا حال الصالحين الاتقيا الاولياء يخافون الله ويخشون عقابه ويرجون رحمته اما اذا جاءك الرجل مقيم على الذنوب وتجد انه يتمنى على الله الاماني هذه علامة خذلان او تجد بعض الناس يائس قانط من رحمة الله لا فلابد ان تكون ممن يخشى الله لان هذا هو الذي يحملك على الانتفاع بالقرآن وبما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم انما تنتظر وتقبل النذارة وتنتفع بها اذا كنت ممن يخشى الله في الغيب وخشية الله لها دلائل من مظهرها انك اذا خلوت بمعصية الله كيف حالك مع المعصية اذا خلوت بها او عرظت لك وسط الناس فعباد الله المؤمنين يكره المعصية ويبتعد منها ويحذرها ولو كان في الصحراء لا يراه الا الله سبحانه وتعالى وكذلك امام الناس هذا هو المؤمن. اما من يخشى الله امام الناس واذا خلا ارتكب المعاصي والذنوب هذا في خوفه من الله ظعف يخاف الناس ولا يخشى من الله يا اخي خذ من الله هو الذي سيجازيك اليه المرجع والمصير والامر امره وانت عبده ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء بل حتى ما توسوس به مجرد انك تفكر في امر يعلمه جل وعلا ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه وهذا ايها الاخوة هذا هو الانتظار بهذا القرآن العظيم حينما نقرأ هذا القرآن العظيم ونسمع مثل هذه الايات فنعقلها ونحرص على العمل بمقتضاها عل الله جل وعلا ان يشملنا برحمته فالحاصل ان الله جل وعلا قال انما انما تنذر من من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب وقد سبق ان قدمنا ان الغيب غيبان غيب مطلق وغيب نسبي والمراد هنا الغيب المطلق وهذه من صفات المؤمنين انهم يؤمنون بالغيب لكمال ايمانهم وقوته في قلوبهم وتسليمهم لله جل وعلا وتصديقهم واتباعهم الى رسوله صلى الله عليه وسلم يصدقون بكل ما جاء في الكتاب والسنة ما رأوا الله في الدنيا ولن يروه في الدنيا ما رأى المؤمن الملكين الذين يأتيان الميت في قبره ويقعدانه ويكلمانه وما رأى القبر روضة من رياض الجنة ولا حفرة من حفر النار لكنه مؤمن ومصدق بذلك لان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبره به هذا معنى الايمان بالغيب تؤمن بالامور الغيبية التي اخبرك الله عنها او رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة وان كنت ما رأيت ذلك لكن انت مؤمن مصدق مقر ما تقول لا انا الذي ما ما ارى بعيني ما اصدق به لا وهذا من صفات المؤمنين الايمان بالغيب الايمان بالغيب فيؤمنون بالغيب يؤمنون بالبعث والنشور والجنة والنار وما يقع مع ان هذا كله من عالم الغيب قال وخشي الرحمن بالغيب فبشره. البشارة هي الخبر الذي تتهلل له البشرة بشرة الوجه والاصل ان البشارة في الخير في الخير فاذا بشر بخبر تهلل وجهه وان كان البشارة قد تأتي بالشر وبشر المنافقين لانه تتغير بشرة وجوههم لكن بالعكس ليس تهللا وانما انكماشا فالحاصل ان الله قال فبشره ابشر يا عبد الله ان كنت من اهل هذه الصفات ابشر الله امر نبيه ان يبشرك فبشروا بمغفرة لذنوبه الله اكبر اذا سلم من تبعة الذنوب وغفرت له فقد نجى لان الاخرة انما هي اعمالكم احصيها لكم احصيها عليكم في الاخرة الحسنات والسيئات الميزان يوزن فيها الحسنات والسيئات فاذا غفرت السيئات غفرت الذنوب رجح ميزان الحسنات ونجى العبد فبشره بمغفرة واجر كريم اجر كريم عند الله جل وعلا هو دخول الجنة وما اعده الله عز وجل من النعيم المقيم بل اجر في الدنيا قبل الاخرة كريم يعيش الانسان المؤمن بهذه الحياة كريما يعبد الله وحده لا شريك له مطمئن النفس متفائل يرجو رحمة الله واهل الشر والباطل يعيشون في جحيم جحيم الدنيا قبل الاخرة ولهذا كم تسمع ممن ينتحرون ضاقت عليه الدنيا يريد الخلاص منها لا المؤمن خيركم من طال عمره وحسن عمله المؤمن له يحصل له من الوقت يصلي ركعتين هذا فوز عظيم كما في الحديث الصحيح لما مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبر دفن حديثا قال قبر من هذا؟ قالوا فلان ابن فلان يعني من المسلمين قال ركعتان عند هذا احب اليه من بقية دنياكم هذه نعمة من الله امد بعمرك تستطيع تصلي تتصدق تذكر الله تقرأ القرآن يا اخي اغتنم اغتنم هذا الخير لا صحة تدوم ولا فراغ يدوم ولا غنى ولا ولا سعة ولا ظيق الدنيا متقلبة لكن استغل عمرك فيما ينفعك ثم قال انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم وكل شيء احصيناه بامام مبين انا نحيي نحن نحيي الموتى الله جل وعلا واحد فرد صمد ولكنه عظيم والعظيم يعبر بلفظ الجمع قال انا تدل على الجمع ما قال اني وقال نحن تدل على الجمع لانه العظيم جل وعلا الكبير المتعال انا نحن نحيي الموتى لان الكلام مع قوم ينكرون البعث والنشور وقال نحن نحيي الموتى من قبورهم ونخرجهم وايضا نكتب ما قدموا واثارهم نكتب اعمالهم التي عملوها في الدنيا كلها ونكتب اثارهم اثار اقدامهم او اثار اعمالهم بعد موتهم كما سأتي ان شاء الله الكلام عليه مفصلة وهذا يحمل المؤمن العاقل على الايمان والله ستحيا بعد موتك ولن تذهب هذه الاعمال التي عملتها في الدنيا ما تضيع يا اخوان ما تضيع لو قيل لك تذكر اعمالك بالامس او قبل شهر او قبل سنة ما اذكر ولكن الله جل وعلا قد احصاها عليك ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد يا اخوان يجب ان نضبط امورنا يا اخوان نضبط انفسنا كلامك يكتب عليك عملك يكتب عليك كل شيء يكتب عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال وفي بضع احدكم صدقة حتى الرجل يأتي اهله له بذلك اجر فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ولهذا جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم سئل يعني عن الحمير هل فيها اجر فقال ما انزل علي فيها الا هذه الاية الفاذة من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فاكثر من الحسنات فان كل شيء مكتوب ومحصى. قال في امام مبين. الامام يعني في كتاب في كتاب مبين يبين هذه الامور التي كتبت فيه ما يختفي شيء ولهذا يقال اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ما يغيب شيء حتى الذي لم يكن قارئا في الدنيا يوم القيامة يقرأ ويقرأ اقواله واعماله وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وقد اورد ابن كثير رحمه الله بعض الاقوال في معنى ونكتب ما قدموا واثارهم قال ونكتب ما قدموا اي من الاعمال وفي قوله واثارهم قولان احدهما نكتب اعمالهم التي باشروها بانفسهم واثارهم التي اثروها من بعدهم التي اثروها من بعدهم فنجزيهم على ذلك ايضا ان خيرا فخير وان شرا فشر كقوله صلى الله عليه واله وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها من بعده. من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اوزارهم شيئا رواه مسلم جاء في بعض روايات الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم تلى لما قال هذا الحديث الذي سمعتم تلا قوله ونكتب ما قدموا واثارهم واستدل ايضا بالحديث الاخر الذي عند مسلم من حديث ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث من علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له او صدقة جارية من بعده اذا هذا القول الاول قالوا واثارهم المراد بالاثار ما تركوه وراءهم من الاعمال الصالحة فالعالم الذي علم العلم والف الكتب وبقيت هذه الكتب ينتفع بها من بعده هذا يجري له الاجر هذا من اثاره مع انه قد مات الرجل الذي تصدق بصدقة بنى مسجدا او اوقف ماء لابن السبيل او اوقف مزرعة عمل عملا صالحا وجعله صدقة او اشترى برادة ماء وظع للناس يشربون منها يجري له الاجر حتى بعد موته ما دامت قائمة هذي من اثارك يكتب هذا ترى ما يضيع شيء والا الاصل الانسان ينقطع عمله بخروج الروح الا هذه الاعمال قال اولد صالح يدعو له ما ينقطع عمل الاب اذا كان ولده يدعو له واسأل نفسك انت هل انت ممن يدعو لابيه العمل الان عمل ابوك انت تعرف النفس؟ قال هو متوقف ام لا الم تدعو له قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل لتكتب له المنزلة في الجنة فيقول يا ربي بما نلت هذا يعلم يوم القيامة تعرف اعمالك والمكان الذي تستحقه يعرف ان اعماله ما توصله الى هذه المكانة فيقول الله له او فيقال له هذا باستغفار ولدك من بعدك باستغفار ولدك لك من بعدك لماذا ما تستقبل لوالديك يا اخي وش ياخذ منك وقت اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا. كرر هذه العبارة مرتين ثلاثا اربعا خمسا كل ما فتح الله عليك يجري اجر والوالد تحت التراب لكن يجري له اجر الان هذه ثمرة الولد الصالح والنبي صلى الله عليه وسلم يقول بروا ابائكم تبركم ابناؤك الجزاء من جنس العمل لهذا ينبغي الانسان ان لا يغفل عن هذا الامر ادع لوالديك وباي صيغة شئت المهم ان يكون فيه استغفار ولو قلت الصيغة التي دل عليها القرآن اللهم اغفر لوالديه وارحمهما كما ربياني صغيرا. فحسن لو قلت اللهم اغفر لوالدي ووالديهم المسلمين اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم يشملهم الخير كلهم وانت تسأل الجواد الكريم سبحانه وتعالى وابشر هذا لن لن لن يحرمك شيئا منه من الاجر بل اذا دعوت لغيرك يقال ولك بمثل ابشر بالخير فلا تنسى نفسك لا تنسى اصلك والديك من الدعاء الاستغفار لا تنسى زوجك وفرعك وولدك الله جل وعلا يقول عن عباد الرحمن في اخر سورة الفرقان والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما. هل انتم من يدعو بهذا لا ربما البعض يتكبر لو يقال ادعوا للزوجة لا انظر بدأ بالدعاء للزوجة قبل الولد هب لنا من ازواجنا وذرياتنا لان صلاح الزوجة يعينك على صلاح الذرية اذا صلحت باذن الله تؤثر قد تؤثر عليهم اكثر من تأثيرك واياك اياك من الدعاء عليه بعض الناس يدعو على اولاده ربما يوقظه للصلاة مرتين ثلاثا فلا يستيقظ فيدعو عليه الله لا يوفقك فوتني تكبيرة الاحرام اتق الله ان لم تكن داعيا له بالخير فلا تدعو عليه. اسكت النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تدعوا على اموالكم ولا على اولادكم فتوافق من الله ساعة استجابة فيجيب كم من الناس شقي الان باولاده ولا يدري ربما هو السبب في كلمة قالها قبل عشرين او ثلاثين سنة غضب غضبة وما وحبس لسانه فقال الله لا يوفقك وانحرف الولد ويتجرع الان كأس المرارة. انت من الاسباب الله الله ادعوا لابائكم ادعوا لابنائكم ادعوا لانفسكم ادعوا لازواجكم واياكم واياكم الدعاء على الابناء حتى لو اخطأ قل عفا الله عنك غفر الله لك سامحك الله ما تريد تدعو له اسكت هذا الخير كل الخير هذا الذي ينبغي للمسلم ان يكون عليه كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة قال ابن كثير اه ذكر قولين اذ ان هذا القول الاول المراد بالاثار هنا ما يتركه الانسان وراءه من صدقات من اعمال من هذا يكتب اجره تجد بعض المساجد بنيت من مئات السنين ولا تزال قائمة الابار حفرت من سنين عددا ولا تزال الناس يشربون ينتفعون منها الاوقاف التي توقف في سبيل الخير هذا القول الاول والقول الثاني يقول ان المراد به اثار خطاهم الى الطاعة او المعصية تكتب اثارك وانت رايح للمسجد وانت ذاهب الى المسجد قال النبي صلى الله عليه وسلم من ذهب الى المسجد فله بكل خطوة يخطوها حسنة او ما من خطوة الا كتب له بها حسنة ورفع بها درجة وكفرت بها سيئة او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم تكتب حتى الاثار كم بينك وبين المسجد ولهذا اجعل اثارك في طاعة الله واياك اياك والمعاصي ثم استشهد على هذا او استشهد لهذا القول ببعض الادلة منها ما رواه الامام احمد ما رواه الامام احمد والامام مسلم عن جابر ابن عبد الله قال خلت البقاع حول المسجد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي نحن فيه فاراد بنو سلمة ان ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم انه بلغني انكم تريدون ان تنتقلوا قرب المسجد؟ قالوا نعم قالوا نعم يا رسول الله قد اردنا ذلك فقال يا بني سلم يا بني سلمة دياركم تكتب اثاركم دياركم تكتب اثاركم خلك في دارك وتكتب اثارك مشيك الى المسجد من البيت ولو كان بعيد الى المسجد يكتب لك في صحيفة اعمالك واستدل ايضا حديث ابي سعيد الخدري ايضا في بني سلمة قالت كانت قال كانت بنو سلمة في ناحية من المدينة وكانوا جهة جبل سلع جبل جبل سلا الجبل المعروف هذا جمال المدينة اذا خرجت من الحرم بعد مكتبة الملك عبد العزيز وانت متجه الى الشمال الغربي تأتيك يأتيك جبل كبير طويل هذا هو جبل سلع وبنو سلمة كانوا ساكن هناك منهم من قال انهم كانوا في ادناه منهم من قال كانوا في طرف منهم من قالوا من قال كانوا خلفه لكنهم كانوا في مكان يسمعون النداء فيأتون يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأوا فيه فرصة عند المسجد وخلت الاماكن قالوا ننتقل ونسكن قريب من المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم دياركم تكتب اثاركم قال فارادوا ان ينتقلوا الى قرب المسجد فنزلت انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان اثاركم تكتب فلم ينتقلوا انفرد باخراجه الترمذي عند تفسير هذه الاية عن محمد ابن الوزير به ثم قال حسن غريب من حديث الثوري الحديث الاول في صحيح مسلم والحديث الثاني عند الترمذي وهذا الحديث صحيح لكن في غرابة ما هي الغرابة ان سورة ياسين سورة مكية اليس كذلك سورة مكية وهذا يقول هذه الاية نزلت في بني سلمة في المدينة ومن هنا قال الترمذي غريب لان فيه شيء غريب السورة مكية ولهذا هذه الزيادة ضعفه بعض اهل العلم منهم الشيخ الالباني ضعف هذا الحديث من اجل هذه الزيادة لكن لا شك ان النبي قال لبني سلمة لبني سلمة دياركم تكتب اثاركم لكن هل هذه الاية نزلت بسببهم؟ ام لا اكثر المسلمين يقول لا هي نزلت في مكة. لكن النبي صلى الله عليه وسلم يستدل بالايات اذا جاء ما ما يستدعي ذلك يذكر ويستدل بالاية ولو كانت نزلت قبل ذلك اه وهذا على كل حال قولان منهم من قال المراد ونكتم نكتم ما قدموا واثارهم قال اثارهم ما يتركونه ورائهم من الاعمال يكتب ايضا والقول الثاني ان الاثار المراد بها اثار الاقدام حينما يمشي الانسان ويذهب الى عمل صالح او عمل طالح وقال ابن كثير وهذا هو الاظهر والله اعلم قال وهذا القول يعني الثاني لا وهذا القول لا تنافي بينه وبين الاول بل في هذا تنبيه ودلالة على ذلك بطريق الاولى والاحرى فانه اذا كانت هذه الاثار تكتب فلان تكتب تلك التي فيها قدوة التي فيها قدوة بهم من خير او شر بطريق الاولى والله اعلم. وصدق الاية الشاملة لهذه كلها الله يكتب اثار بني ادم سواء ما اثروه وتركوه بعدهم او مشي اقدامهم كل شيء محصى كل في امام مبين قال جل وعلا وكل شيء احصيناه في امام مبين قال ابن كثير اي جميع الكائنات مكتوب في كتاب مسطور مظبوط في لوح محفوظ والامام المبين هنا هو ام الكتاب. قال هم جاهد وقتادة وعبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم وكذا في قوله يوم ندعو كل اناس بامامهم اي بكتاب اعمالهم الشاهد عليهم بما عملوه من خير وشر كما قال تعالى ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء الى اخر كلامه رحمه الله وقال ابن جرير الطبري وكل شيء احصيناه في امام مبين قال وكل شيء كان او هو كائن احصيناه فاثبتناه في ام الكتاب وقيل مبين لانه يبين عن حقيقة جميع ما فيه ايه يا اخوان كل شيء محصى علينا ما تذهب الامور هكذا وهذا دليل على قدرة الله وعلى عظمة الله وعلى انه هو الاله الحق جل وعلا الذي يجب ان يعبد ويخص بالعبادة دون من سواه. ثم قال جل وعلا واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون اي واظرب يا نبينا يخاطب نبيه ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم قائلا له واضرب لهم اي لقريش لقومك الذين كذبوا بما جئت به ولم يؤمنوا به ولم يتبعوه اضرب لهم مثلا لعله يوقظهم من غفلتهم ولعلهم يؤمنون فقال واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون واكثر المفسرين على ان هذه القرية هي قرية انطاكية انطاكيا وانطاكية وهي معروفة ولا تزال بهذا الاسم فيقول هي قرية انطاكيا وعلى هذا اكثر المفسرين وعلى كل حال سواء كانت هي او غيرها العبرة حاصلة من هذه من قصة هذه القرية حتى لو لم نعرف اسمها فقال واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون ارسل الله اليها رسل ثم بين وفصل عدد الرسل وكيفية الارسال فقال اذ اي حين او وقت ارسلنا اليه مثنيين فكذبوهما ارسل لهم رسولين فكذبوهم ولم يتبعوهم قال فعززنا بثالث عززنا يعني قويناهم شددناهم. قال ابن كثير اي قويناهما وشددنا ازرهما برسول ثالث هذا معنى التعزيز كلمة عزة تدور تدور تدور وتدل على القوة العزيز فعززنا يعني قويناهم وشددناهم وامددناهم وهذا على قراءة الجمهور فعززنا وقرأ ابو بكر فعززنا بالتخفيف قالوا على قراءة شعبة كانت ابي بكر فعززنا قالوا معناها فغلبنا فغلبناهم بذلك لان العرب تقول يقول هذا معروف عند العرب. يقول من عز بس من عز بزة قالوا من غلب سلب هذا معناها قال فعززناهم اي غلبناهم والجمهور على المعنى والجمهور معناها شد يعني قويناهم فالحاصل ان المعنى ان الله سبحانه وتعالى ارسل اليهم رسولين ثم ايدهم برسول دالف كل ذلك لاقامة الحجة على اهل هذه القرية ولم يرد في النصوص الصحيحة لا ذكر القرية ولا ذكر النبيين الثلاثة لكن جاء في اخبار بني اسرائيل واشار اليها ابن كثير فقال قال ابن اسحاق فيما بلغه عن ابن عباس وكعب الاحبار ووهب ابن منبه انها مدينة انطاكية وكان بها ملك يقال له انطي خس ابن انطيخس ابن انطيخس وقد يكون اسمه غير هذا الله اعلم. وكان يعبد الاصنام فبعث الله اليه ثلاثة من الرسل وهم صادقون وصدوق وشروم فكذبهم وهكذا روي عن بريدة ابن الحصيب وعكرمة وقتادة والزهري انها انطاكية وقد استشكل بعض الائمة كونها كونها انطاكية بما سنذكره بعد تمام القصة ان شاء الله تعالى على كل حال آآ لا يخفى عليكم ان اخبار بني اسرائيل ثلاثة اقسام قسم يجب تصديقه وما جاء في كتابنا في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. فهذا يجب ان يصدق. وقسم يجب ان يكذب وما جاء تكذيبه في شرعنا لما قالت اليهود ان الله خلق السماوات والارض وانتهى من خلق يوم السبت فاستراح كذبهم الله قال وما مسنا من لغوب هذا يجب ان يكذب ومين اخبار بني اسرائيل؟ ما لم يرد في شرعه تكذيب له ولا تصديق. فهذا هو الذي تجوز حكايته وابن كثير يفعل هذا ولهذا مثل حكاية انها كانت انطاكية وان ملكهم اسمه فلان. وان اسماء الرسل فلان وفلان وفلان لا بأس ان يحكى لا شك كانت كانت هناك قرية كما دل عليه القرآن وكان هناك قوم كذبوا وهناك رسل ارسلوا فمثل هذا تجوز حكايته ولا ولا يعني ملامة في في ذلك قال اذا ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما اي بادروهما بالتكذيب كيف عرف ابن كثير قال اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما. كيف عرف انهم بادروا قالوا لان الفاء تفيد الترتيب والتعقيب تقول جاء محمد فزيد يعني عقبه وبسرعة لكن لو قلت جاء محمد وجاء زيد ما يلزم ان يكونوا متقاربين في الوقت يعني قوله هنا فاء التعقيب. اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما يعني مباشرة حصل التكذيب لكن لو قال ثم كذبوهما فقيل انهم تأملوا ونظروا ثم انتهوا الى التكذيب هذي من بلاغة القرآن قال فعززنا بهالث اي قويناهم وشددنا ازرهما اي قويناهما وشددنا ازرهما برسول ثالث قال ابن جريج عن وهب بن سليمان عن عيب الجبائي قال كان اسم الرسولين الاول شمعون ويوحنا واسم الثالث بولص والقرية انطاكية فقالوا اي لاهل تلك القرية. قال الانبياء فقالوا انا اليكم مرسلون قالوا لهم انا مرسلون اليكم من ربكم الذي خلقكم نأمركم بعبادته وحده لا شريك له. قاله ابو العالية هل هو دعوه قالوا انا اليكم مرسلون مرسلون بماذا بالتوحيد بافراد الله بالعبادة بان تعبدوا الله وحده لا شريك له فقالوا قالوا ما انتم الا بشر مثلنا هذه يكاد يتفق عليها الكفار انهم يطعنون في الرسل بانهم بشر قال ابن كثير قالوا ما انتم الا بشر مثلنا. اي فكيف اوحي اليكم وانتم بشر ونحن بشر فلما لا فلما لا يوحى الينا مثلكم ولو كنتم رسلا لكنتم ملائكة وهذه شبه كثير من الامم المكذبة. كما اخبر الله تعالى عنهم في قوله ذلك بانه كانت تأتيهم رسله بالبينات فقالوا ابشر يهدوننا فاستعجبوا من ذلك وانكروه. وقوله قالوا ان انتم الا بشر مثلنا تريدون ان تصدون عما كان يعبد اباؤنا؟ فائتونا بسلطان مبين وقوله حكاية عنهم في قوله ولئن اطعتم بشرا مثلكم انكم اذا لخاسرون وقال وقوله وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا ولهذا قال هؤلاء ما انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء ان انتم الا تكذبون. قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون سبحان الله نعم هذه يتفق عليها المكذبون ان يطعنون في الرسل انهم بشر وهذا لا بد منه لابد ان يكون الرسول من جنس قومه وبلسان قومه لانه لو كان من غير جنسهم لكان ادعى الى التكذيب اهل العقول يعرفون هذا الان يأتيك انسان غريب ولو كان ظاهره الصلاح كلامه عندك ما هو بمقبول ما تدري وصادق او كاذب غريب لكن الذي معك دائما تثق به فهذه كلها حجة فالحاصل انهم قالوا هذا القول قالوا ما انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء. نسأل الله العافية. وهكذا الذي يكذب الحق يكذب بالرسول ويكذب ايضا ما جاء به الرسول وهذي كلها ظلمات بعظها فوق بعظ فهم كذبوا اولا انهم رسل ثم ايضا كذبوا قالوا ما انزل الرحمن من شيء ابدا ما انزل شيء ان انتم الا تكذبون انتم كذبة والله ما قال وحدوني افردوني اتركوا عبادة الاصنام ولهذا تعرف ان ان ان الكفر نسأل الله العافية دركات والظلم ظلمات قال جل وعلا قالوا اي قالت الرسل ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وما علينا الا البلاغ المبين قال ابن كثير يقولون قال قالوا رب قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون اي اجابتهم رسلهم الثلاثة قائلين الله يعلم ان رسله اليكم وكفى بالله عليما سبحانه وتعالى ولو كنا كذبة عليه لانتقم منا اشد الانتقام ولكن سيعزنا وينصرنا عليكم وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار كقوله تعالى قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات وما في الارض والذين امنوا بالباطل وكفروا بالله اولئك هم الخاسرون ثم قالت الرسل وما علينا الا البلاغ المبين يقولون انما علينا ان نبلغكم ما ارسلنا به اليكم. فان اطعتم كانت لكم السعادة في الدنيا والاخرة وان لم تجيبوا فستعلمون غب ذلك هكذا دعوة الرسل عليهم البلاغ وهذا من رحمة الله حتى انت عليك البلاغ عليك البيان عليك الدعوة الى الحق عليك قول الحق لكن ما انت ملزم ما الله ما الزمك انك تهدي الناس حتى اولادك لكن لابد تأمرهم بالمعروف تنهاهم عن المنكر يربيهم على الحق تأمرهم به لكن قد لا يهتدون قد يهتدون وقد لا يهتدون. وهذا من رحمة الله لو الزمن الله بهداية الناس ما هدينا احد لكنه مجرد ان تدعو وتبين يكتب الله لك الاجر والثواب هذا من رحمة الله بالداعين اليه جل وعلا ثم قال جل وعلا قالوا انا تطيرنا بكم. قال اهل القرية انا تطيرنا بكم والتطير هو التشاؤم بمرئي او مسموع او معلوم هذا هو الاصل في التطير التطير هو التشاؤم بمرئي او مسموع او معلوم طيب لماذا قيل التطير قالوا لان العرب كان اكثر تشاؤمها بالطير اكثر تشاؤم العرب في الطير فسموا التشاؤم طيره والا الطيارة هي التشاؤم بمرئي شيء تراه بعض الناس اذا رأى الغراب في سفره قال سفر مشؤوم اذا رأى طائر البوم وقع على بيته قال نعت الي نفسي او احدا من اهل بيتي او مسموع يسمع نعيق الغراب او يسمع يريد يذهب للاختبار فيسمع واحد ينادي يا راسب يا راسب يقول ها انا سأرسل في الاختبار هذا الطيرة او معلوم شي يكون معلوم الانسان. مثل العرب كانت تتشائم بسفر لانه معلوم عندهم انه كان وقت قتال لان الناس في الاشهر الحرم ثلاثة متوالية فاذا خرجوا من الحرم بدأت الحرب بينهم فحصل القتل وما الى ذلك هذا كله تشاؤم. ولماذا والطيرة شرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الطيرة شرك لماذا لانهم يجعلون في هذا الشيء يجعلون له شيء من علم الغيب وما يدري هذا الغراب ان سفرك هذا مشؤوم فهي من صفات الكفار على كل حال. التطير من من صفات الكفرة قال جل وعلا عن هؤلاء الكفرة انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم ولا يمنكم منا عذاب اليم قالوا طائركم معكم. اين ذكرتم؟ بل انتم قوم مسرفون. قال ابن كثير فعند ذلك قال لهم اهل القرية انا تطيرنا بكم اي لم نر على وجوهكم خيرا من عيشنا وقال قتادة يقول ان اصابنا شر فانما هو من اجلكم وقال مجاهد يقولون لم يدخل مثلكم الى قرية الا عذب اهلها وقال الطبري من وجهة نظري انه اجمع لانه جمع الكلام جمعا جميلا. قال الطبري تطيرنا بكم تشاءمنا بكم فان اصابنا بلاء فمن اجلكم اي نعم فطيروا بهم قال ابن اه قال الله جل وعلا لنرجوا من لان لم تنتهوا يعني لئن لم تنتهوا مما تدعوننا اليه وتريدون منا ان نفعله لنرجمنكم هكذا عادت اهل الباطل ما يكتفي انه يرد الحق لا اقتلك لا اسمع ولا اطيع واقتلك وهكذا اراد اراد اراد العرب او اراد قريش ان تفعل بالنبي صلى الله عليه وسلم ما تركوه بل ارادوا قتله ولكن الله يحب الحق بكلماته وينصر جنده. قال ولا يمسنكم منا عذاب اليم الرجم قيل ان الرجم هنا بالحجارة او الرجم بالكلام يعني السب والذم ولا يبعد ان كلاهما محتمل قال ولا يمسنكم منا اه قالوا لئن لم تنتهوا لنرجو منكم قال قتادة بالحجارة وقال مجاهد بالشتم ولا يمسنكم منا عذاب اليم اي عقوبة شديدة فقالت لهم رسلهم طائركم معكم اي مردود عليكم كقوله تعالى في قوم فرعون فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه الا انما طائرهم عند الله وقال قوم صالح اذ طيرنا بك وبمن معك؟ قال طائركم عند الله وقال قتادة ووهب ابن منبة اي اعمالكم معكم اي نعم هذه سنة الكفار يتطيرون بالانبياء قال ابن جرير الطبري طائركم معكم اي اعمالكم وارزاقكم وحظكم من الخير والشر معكم معكم ذلك كله في اعناقكم. وما ذلك من شؤمنا ان اصابكم سوء فيما كتب عليكم وسبق لكم من الله طائرون تتطيرون بنا نحن؟ لا طائركم معكم. اعمالكم هي سبب سبب الشر الذي سيحل بكم لانكم كفرتم بالله فانتم تؤاخذون بجريرة اعمالكم ثم قال جل وعلا وجاء نعم قالوا طائركم معكم اي ائن ذكرتم؟ ائن ذكرتم يعني امن اجل انا ذكرناكم تطيرتم بنا طائركم معكم ولهذا يقول ابن كثير قال اان ذكرتم بل انتم قوم مسرفون اي من اجل ان ذكرناكم وامرناكم بتوحيد الله واخلاص العبادة له بهذا الكلام وتوعدتمونا وتهددتمونا بل انتم قوم مسرفون ائن ذكرتم يعني امن اجل انا ذكرناكم بوجوب الايمان تقولون عنا تتطيرون بنا او تتوعدون بالقتل ما كان ينبغي هذا. انسان يدعوك الى الحق الى الخير لماذا لا تجيب؟ وان لم تجب لماذا تعتدي عليه اين ذكرتم من اجل ان ذكرتم؟ قال جل وعلا عن الرسل انهم قالوا قالوا طائركم معكم. اين ائن ذكرتم؟ بل انتم قوم مسرفون بل هنا للاظراب والانتقال وهو انهم الذي حملهم على ذلك انهم قوم مسرفون قد تجاوزوا الحد في الكفر والظلم والبغي ثم قال جل وعلا وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قومي اتبعوا المرسلين قال ابن كثير قال ابن اسحاق فيما بلغه عن ابن عباس وكعب الاحبار ووهب ابن منبه ان اهل القرية هموا بقتل رسلهم فجاءهم رجل من اقصى المدينة يسعى اي لينصرهم من قومه. قالوا وهو حبيب وكان يعمل الجرير وهي الحبال وكان رجلا سقيما وقد اسرع فيه الجذام وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم النظرة وقال ابن اسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم او عن مجاهد عن ابن عباس كان اسم صاحب ياسين حبيب وكان الجذام قد اسرع فيه وقال الثوري عن عاصم الاحول عن ابي مجلد كان اسمه حبيب ابن مريم وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس كان اسم صاحب ياسين حبيب النجار فقتله قومه فقال السدي كان قصارا قصارا يعني كان شغلي يقصر الثياب يقصر الثياب وقال عمر ابن الحكم كان اسكافا يعني الصانع الذي يقوم بالصناعة وقال قتادة كان يتعبد في غار هنالك الحاصل ان هذه نحن انا قرأتها حتى يعني يتبين لكم المنهج الذي نقرره دائما ان اخبار بني اسرائيل اذا لم يكن فيها معارضة لا مانع من حكايتها تحكى لا بأس بهذا ولا يعد هذا خللا لان الله اخبر انه جاء رجل من اقصى المدينة يسعى وانه قال وقال وانه رجل صالح وقد ذكر القرطبي وغيرها ايضا في ترجمته انه كان به مرض فلزم الاوثان اوذان قومه سبعين سنة يدعو لكشف ضره فما شفي فمر به الرسل فدعوه فقال هل يستطيع ربكم ان يزيل ما في قالوا ان ربنا على كل شيء قدير فدعوا له فزال من من لحظته بقى سبعين سنة وانا ادعو هذه الاوثان ما فعلت لي شيء امنت معكم واتبعت فامن بهم واتبعهم وكان لما كان هم قومهم بقتلهم كان هو في اقصى المدينة يعني اقصى المدينة بالنسبة للمكان الذي هم فيه في اقساها من الجهة الاخرى فجاء يسعى مسرعا لماذا؟ لنصرة رسل الله ليدافع عنهم فقال قال وجاء رجل من وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قومي اتبعوا المرسلين هنا امرهم بان يؤمنوا كما امرتهم الرسل اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهتدون اتبعوا هؤلاء الرسل ما يسألونكم اجر ولا فلوس ولا مقابل مقابل هذه الدعوة وهم مهتدون وهم على الهدى على الهدى مهتدون ويدعونكم الى الهدى الذي هم عليه ولا يسألونكم اجرا عليه ولا ثوابا ثم قال وما لي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون. وهذا والله اعلم يشعر بان قول من قال كان رجلا سقيما يعني المراد ان كان رجلا مريظا لا بأس اما انه سقيم في عقله لا ما كان سقيم في عقله. كان بعقل صحيح لكن ربما كان مريضا قال وما لي لا اعبد الذي فطرني ومعنى فطرني يعني خلقني على التوحيد وهذا من دقة تعبير القرآن ما قال خلقني لان الله لان الله خلق الناس كلهم لكن كلمة فطرني فيها زيادة على الخلق وهي انه خلقني مفطورا على التوحيد على افراد الله عز وجل بالعبادة كما قال جل وعلا فطرة الله التي فطر الناس عليها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا ويولد على الفطرة قال الذي فطرني واليه ترجعون ااتخذ من دونه الهة دون اله اصنام اعبدها ان يردني الرحمن بظر يظر بمصيبة بمرض لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون هذا من هنا قالوا انه كان مريضا وقومه يعلمون انها لا تنفع ولا تضر ولهم ولا ينقذوني مما انا فيه اني اذا لفي ضلال مبين لو دعوت هذه الاله والاصنام من دون الله التي لا تنفع ولا تضر ولا تنقذ اني لفي ضلال بين الضلال اني امنت بربكم فاسمعون امنت بربكم فاسمعوا قيل المراد امنت بربكم الذي يدعوكم يعني خطاب مع قومه يقول لقومه امنت بربكم الذي يدعوكم الى هؤلاء الرسل فاسمعوا قولي وقيل لا بل الكلام انتقل الى الرسل. التفت الى الرسل فقال اني امنت بربكم ايها الرسل فاسمعوني واشهدوا لي بهذا بين يدي الله جل وعلا يوم القيامة قال فقتلوه مباشرة قال ابن كثير قال ابن اسحاق فيما بلغه عن ابن عباس وكعب قال فلما قال ذلك وثبوا عليه واثبت رجل واحد فقتلوه ولم يكن له احد يمنع عنه وقال قتادة جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون. فلم يزالوا به حتى اقعصوه وهو يقول كذلك فقتلوه رحمه الله قال الله عز وجل قيل ادخل الجنة. قال يا ليت يا ليت قومي يعلمون قال محمد ابن اسحاق عن بعض اصحاب ابن مسعود انهم وطئوه بارجلهم بارجلهم حتى خرج قصبه يعني امعاؤه من دبره وقال الله له ادخل الجنة. فدخل فهو يرزق منها قد اذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها قال مجاهد قيل لحبيب النجار ادخل الجنة. ادخلي الجنة. وذلك انه قتل فوجبت له. فلما رأى الثواب قال يا ليت قومي يعلمون قال قتادة لا تلقى المؤمن الا ناصحا لا تلقاه غاشا لما عاين ما لما عاين ما عاين من كرامة الله قال يا ليت قومي يألمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين تمنى على الله ان يعلم قومه ما عاين من كرامة الله وما هجم عليه وقال ابن عباس نصح قومه في حياته الى اخر كلامه والله اعلم وصلى الله وسلم