بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منه انزلين ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم خامدون يا حسرة على العباد. ما يأتيهم من رسول الا كانوا يستهزؤون الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليك لا يرجعون. وان كل واية لهم الارض الميتة احييناها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب وفجرنا فيها من عيون ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم. افلا يشكرون انا الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون. واية لهم الليل نسلخ منهن فاذا هم مظلمون ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم. لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فلا يزال في قصة حبيب النجار وقد سبق قبل هذه الايات قوله جل على وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قومي اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهتدون ومالي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون ااتخذ من دونه الهة ان يردني الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون اني اذا لفي ضلال مبين. اني امنت بربكم فاسمعون. هذه الايات تدل على انه لما سمع باجتماع القوم قوم ياسين اجتماعهم على رسلهم الثلاثة وتكذيبهم للرسل وهمهم بقتلهم سمع ذلك وهو في اقصى المدينة فجاء يسعى مسرعا فلما جاء الى قومه امرهم حق ونهاهم عن الباطل واظهر ايمانه وذلك بقوله اني امنت بربكم فاسمعوني وقد ذكرنا فيما مضى انه لما اظهر ايمانه قال فاسمعون. قيل قال ذلك لقومه اسمعوني اني قد امنت بالله. وقال بعض المفسرين بل قال ذلك للرسل الثلاثة. قال اني امنت بربكم فاسمعوني واشهدوا لي عند الله جل وعلا بذلك. ثم قال جل وعلا قيل ادخل الجنة هنا شيء حصل لم يشر اليه القرآن لكن ما فيه فائدة وثمرة ذكره الله جل وعلا فذكر انه قال امنت بربكم فاسمعون ثم ذكر ان الله قال له ادخل الجنة ذكر المفسرون انه لما قال ذلك قام اليه قومه فقتلوه. لما اظهر ذلك هم اعترضوا على الرسل وهم ثلاثة من الرسل. وهموا بقتلهم. فجاء هذا الرجل ليس برسول فاظهر هذا الامر واظهر الايمان فعند ذلك قتلوه. يقول ابن كثير قال ابن اسحاق فيما بلغه عن ابن عباس سوى كعب ووهب فلما قال ذلك وثبوا عليه واثبت رجل واحد فقتلوه. ولم يكن له احد يمنع عنه وقال قتادة جعلوا يرجمونه بالحجارة. وهو يقول اللهم اهد قومي فانهم فانهم لا يعلمون. فلم يزالوا به حتى اقعصوه. ومعنى اقعصوه يعني قتلوه مكانه قتلوه مكانه. ما ذهب. قال حتى اقعصوه وهو يقول كذلك فقتلوه رحمه الله محمد ابن نعم. قال جل وعلا قيل ادخل الجنة قال يا ليت يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين. قال ابن اسحاق عن بعض اصحابه عن ابن مسعود رضي الله عنه انه وطئوه بارجلهم حتى خرج قصبه من دبره. والقصب واحد القصبان وهي الامعاء يعني انهم وطؤوه باقدامهم حتى خرجت امعاؤه من دبره. يعني قتلوه واذوه قال وقال الله له ادخل الجنة فدخلها فهو فهو يرزق منها قد اذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها. قد اذهب الله ذلك عنه. ما بين المؤمن والجنة الا الموت. اذا خرجت روحه دخل الجنة. والكافر ما بينه وبين النار الا خروج الروح قال مجاهد قيل لحبيب النجار هذا الرجل الذي جاء يسعى من اقصى المدينة ذكرنا في الدرس ماضي اختلف العلماء في اسمه وكثير منهم يقول اسمه حبيب النجار. قال قال مجاهد قيل لحبيب ادخلي ادخلي الجنة. الله الذي قال له ادخل الجنة. جزاء ايمانه وانه قتل شهيدا في ذات الله قال وذلك انه قتل فوجبت له. فلما رأى الثواب قال يا ليت قوم يعلمون قال قتادة لا تلقى المؤمن الا ناصحا لا تلقاه غاشا لما عاين ما عاين من كرامة الله قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين تمنى على الله ان يعلم قومه ما عاين من كرامة الله وما هجم عليه. يعني هذا الرجل ناصح. مع انهم قتلوه لما ادخله الله جنة تمنى ان قومه يعلمون ما هو فيه من النعيم والكرامة فيؤمنوا حتى يحصلوا على مثل ما حصل عليه ولهذا المؤمن لا تجده الا ناصحا حتى لو اذاه من اذاه ولهذا النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول لقومه امنوا بالله انقذوا انفسكم من النار. وهم يقولون تبا لك ومع ذلك اخرجوه وقاتلوه وفعلوا به ما فعلوا بل انه نزل اليه جبريل ومعه ملك الجبال. وقال جبريل يا محمد هذا ملك الجبال قال مرني بما شئت. ان شئت ان ادكدك عليهم الاخشبين. اكبر جبلين بمكة اطبقها على اهل مكة اذوه وفعلوا به ما فعلوا. بل سبب هذا هذا الحديث اوله وهو في البخاري انه اذوه يوما وبلغ اذاهم منه ان خرج من مكة على وجهه وما افاق الا وهو في قرن الثعالب. قرن الثعالب جهة الطائف. من شدة الذي لحقه ثم جاءه جبريل وقال له ما قال وقال ملك الجبال مرني ان شئت اطبق فيهم الاخشبين اذوه وفعلوا به ما فعلوا. ماذا قال؟ قال لا استأني بهم لعل الله يخرج من اصلابهم من يعبده. من يعبد الله. هذه حال الناصحين يا اخوان. حب الخير للناس. دعوتهم للخير للهدى الصبر على اذاهم. وكذلك حبيب النجار هنا. لما ادخله الله الجنة تمنى ان قومه يعلمون ما صار اليه من النعيم لعلهم يفعلون مثله يؤمنون ويتبعون الرسل قال ابن كثير وقال ابن عباس نصح قومه في حياته بقوله يا قوم اتبعوا المرسلين وبعد ومماته في قوله يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين. رواه ابن ابي حاتم. وقال سفيان الثوري عن عاصم الاحول عن ابي مجلز بما غفر لي بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين بايماني بربي تصديق المرسلين ومقصوده انهم لو اطلعوا على ما حصل من هذا الثواب والجزاء ما حصل من هذا الثواب والجزاء والنعيم المقيم لقادهم ذلك الى اتباع الرسل. فرحمه الله ورضي عنه. فلقد كان حريصا على هداية قومه. ثم قال وقال ابن ابي حاتم وساق باسناده عن عروة ابن مسعود الثقفي بانه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ابعثني الى قومي ادعوهم الى الاسلام وذكر قصة مفادها ان النبي صلى الله عليه وسلم خشي على عروة ان يقتله قومه وقال لو وجدوني نائما ما ايقظوني. ولكن لما ذهب اليهم ودعاهم الى عبادة الله وحده لا شريك له. وترك عبادة الاصنام قتلوه. لكن الحديث في سنده ضعف. قوله وما انزلنا على قومه من بعد هذه من جند من السماء. وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين. يقول ابن كثير يخبر تعالى انه انتقم من قومه بعد قتلهم اياه. غضبا منه تعالى عليهم لانهم كذبوا رسله وقتلوا وليه. ويذكر تعالى انه ما انزل عليهم وما احتاج فيه هلاكه اياهم الى انزال جند من السماء عليهم. بل الامر كان ايسر من ذلك. قاله ابن مسعود فيما رواه ابن اسحاق عن بعض اصحابه عنه انه قال في قوله وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين اي ما كاثرناهم بالجموع الامر كان ايسر علينا من ذلك. ان كانت نصيحة واحدة فمعنى الاية وما انزلنا على قومه من بعده يعني ما انزلنا على قوم حبيب النجار وقوم هؤلاء الرسل الثلاثة ما انزلنا عليهم من جند من السماء ما جند من السماء ملائكة بالعذاب او ما انزلنا من السماء صاعقة لان هذه كلها من جنود الله. فيقول امرهما ايسر من ذلك. فما ارسلنا عليهم من السماء شيء. وانما كانت صيحة صاح بهم جبريل فتقطعت قلوبهم وهلكوا عن اخرهم. وهذا دليل على قدرة الله جل وعلا وعلى ظعفهم وعلى ظعف العباد. فلما التكبر ولما الاعتراظ على الحق ولماذا معاداة اهل الحق الناس في قبضته وما اهون الناس على الله اذا عصوه. ما اهونهم على الله اذا عصوه. ولهذا اهلكهم الله عز وجل بصيحة وما انزل جندا من السماء. لذلك لكمال قدرته ولظعفهم وهوانهم. ولهذا قال وعلا ان كانت الا صيحة واحدة. فاذا هم خامدون. ذكر المفسرون ان جبريل جاء الى قريتهم وهي عند اكثر المفسرين انطاكية. انه جاء واخذ بعظادة بابها وصاح صيحة واحدة تقطعت قلوبهم وهلكوا عن اخرهم في قريتهم. وهو معنى الصيحة. ان كانت الا صيحة واحدة فقط. فاذا هم خامدون. يعني هالكون. وقال القرطبي حامدون اي ميتون حامدون تشبيها بالرماد الخامد. تشبيها لهم بالرماد الخامد. يعني قضوا عن اخرهم. يقول ابن كثير ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم خامدون. قال فاهلك الله ذلك الملك واهلا واهلك اهل انطاكية فبادوا عن عن وجه الارض فلم يبق منهم باقيا. وهذا هو القول الاول يعني وما كنا منزلين يعني ما كنا منزلين جنود من السماء لاهلاكهم. اهلكناهم بما هو اقل من ذلك لقدرتهم ولظعفهم. وقال بعظ المفسرين وما كنا منزلين يعني وما كنا منزلين من السماء رسلا يدعونهم لانهم هم في اول الامر كما مر معنا اعترضوا ان يكون الرسل من البشر وانهم يريدون ان يكونوا من الملائكة فقال الله عز وجل وما كنا منزلين يعني ملائكة من السماء لدعوتهم مرة اخرى يكفي انه اتاهم جمع من الرسل واقاموا عليهم الحجة والله اقتضت حكمته ان يبعث الرسول من جنس قومهم من بني ادم يبعث اليهم رسلا من انفسهم. ولا يبعث ملكا رسولا الى الخلق. هذه حكمته جل وعلا وهو العليم الحكيم. ولكن استبعد بن جرير الطبري ومثله ابن كثير هذا القول قالوا السياق لا يدل على هذا لا يدل على انه وما كنا منزلين يعني رسلا اخرين يدعونهم مرة اخرى الى الله. يكون السياق لا يدل على هذا يدل على انه جل وعلا ما انزل جندا من السماء ليعذبهم على ايديهم ويهلكهم على ايديهم وما كان منزلا عليهم جندا من السماء ليهلك ليهلكهم بل امرهم اهون من ذلك فاهلكهم بصيحة واحدة قطعت قلوبهم وقضت عليهم وذكر يفسرون بعض المفسرين وهذا تقريبا عليه اكثر من مفسرين متأخرين هو ان هؤلاء الرسل قالت لهم رسلهم قالوا هم رسل لعيسى ارسلهم عيسى ابن مريم اليهم. والمفسرون المتقدمون انهم رسل من عند الله. وليسوا رسلا لعيسى ابن مريم. وهذا هو القول الحق. وايده ابن كثير بين صحته يقول وقد تقدم عن كثير من السلف ان هذه القرية هي انطاكية ان هؤلاء الثلاثة كانوا رسلا من عيسى من عند المسيح ابن من عند المسيح عليه السلام. كما نص عليه قتادة وغيره. وهو الذي لم عن واحد من متأخر المفسرين غيره. وبذلك نظر من وجوه. هذا فيه فائدة وهي مسألة ان الانسان اذا اراد تفسير اية يحرص على النظر في كتب المفسرين المتقدمين. من الصحابة والتابعين واتباعهم اما المشهورين بالتفسير ولا تغتر باجماع المتأخرين. لان ما لم يكن حقا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لن يكون حقا بعد ذلك. وهم اعلم بدلالة القرآن وافهم واوسع طولا واعظم ادراكا وفهما. ولهذا ابن كثير يقول المتأخرون كلهم يقولون انهم رسل لعيسى. قال وفي هذا نظر وسيذكر ما يدل على صحة ما ذهب اليه وعدم صحة انهم رسل من عيسى وانما هم رسل من عند الله وفي ذلك نظر من وجوه. احدها ان ظاهر القصة يدل على ان هؤلاء كانوا رسل الله عز وجل لا من جهة المسيح كما قال تعالى اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بذلك فقالوا انا اليكم مرسلون. الله يقول اذا ارسلنا المرسل هو الله جل وعلا وليس عيسى ابن مريم. وفي اخرها يقول الى ان قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وما علينا الا البلاغ المبين. هذا قول الرسول قالوا ربنا ما العيسى ربنا. ربنا يعلم ان اليكم لمرسلون. وما علينا الا البلاغ المبين. فهم رسل من عند الله وليسوا من عيسى ابن مريم ثم ذكر آآ ابن كثير ايضا ان اهل انطاكية امنوا برسل المسيح اليهم فكانوا اول مدينة امنت بالمسيح. ولهذا كان كانت عند النصارى احدى المدائن الاربع. التي فيها بكارخة. بتاركة يعني بطارقة وهن القدس لانها بلد المسيح وانطاكية لانها اول بلد امنت بالمسيح عن اخر اهلها والاسكندرية وذكر رومية ايضا وذكر كلاما عند المؤرخين ان انطاكية هي اول من استجاب للمسيح. ثم ايضا استدل ابن كثير على انه بعد ان هؤلاء الرسل ثلاثة قبل موسى. وليسوا في زمن عيسى. والدليل انه بعد ان انزلت التوراة على موسى كما يقول جمع من المفسرين ما اهلك الله امة بعذاب كامل. وانما شرع الجهاد والقتال واما اخذ الامم السابقة افناؤها عن اخرها هذا كان في الامم المتقدمة. قوم نوح آآ قوم هود قوم صالح قال لكن من بعد موسى ما اعم الله الامم ما اعم الله امة بعذاب كامل وانما شرع القتال والجهاد وتكن سجال الى ان يكون الدائرة للاسلام واهله واستدل قال الثالث ان قصة انطاكيا مع الحواريين اصحاب المسيح بعد نزول التوراة. وقد ذكر ابو سعيد الخضري وغير واحد من السلف ان الله تعالى بعد انزال التوراة لم يهلك امة من الامم عن اخرهم بعذاب يبعثه عليهم بل امر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين. ذكروه عند قوله تعالى ولقد اتينا موسى الكتاب من بعد ما اهلكنا القرون الاولى. فعلى هذا ليتعينوا ان هذه القرية المذكورة في القرآن قرية اخرى غير انطاكيا الى اخر كلامه رحمه الله. وذكر حديثا هنا نذكره من باب يعني الحذر منه يقول روى الحافظ ابو القاسم الطبراني وساق بسنده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السبق ثلاثة. فالسابق الى موسى يوشع ابن نون. وهو فتاة غلامه. والسابق الى عيسى صاحب والسابق الى محمد صلى الله عليه وسلم علي ابن ابي طالب. قال ابن كثير فانه حديث منكر لا يعرف الا من طريق حسين الاشقر وهو شيعي متروك. شيعي متروك لا يعول على هذا الاثر وليس بصحيح قال ثم قال جل وعلا يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به قال ابن عباس يا حسرة على العباد اي يا ويل العباد. يا ويل العباد وقال قتادة يا حسرة على العباد يا حسرة العباد على انفسهم على ما ضيعت من امر الله وفرطت في بالله قال وفي بعض القراءة يا حسرة العباد على انفسها. لكنها قراءة شاذة لكن من المعلوم ان القراءة الشاذة وين كانت شاذة؟ يستفادوا منها في التفسير والمعنى. فيقول القراءة يقول يا حسرة يا حسرة العباد على انفسها فهو يبين ان معنى يا حسرة على العباد يعني يا حسرة العباد على انفسها. قال ومعنى هذا يقول ابن كثير ومعنى هذا يا حسرتهم وندامتهم يوم القيامة اذا عاينوا العذاب كيف كذبوا رسل الله وخالفوا امر الله فانهم كانوا في الدار الدنيا المكذبون منهم. يعني كان في في الدار الدنيا المكذبون من هؤلاء الناس والله يقول يا حسرة على العباد وقال الامين الشنقيطي رحمه الله في الاضواء قال الحسرة اشد الندامة. الحسرة هي اشد الندامة. وحسرة هنا منصوب على انه منادى. قال على انه منادى عامل في المجرور بعده فاشبه المنادى المضاف. والمعنى يا حسرة على عبادي يا حسرة على العباد احظري فان الاستهزاء بالرسل هو اعظم الموجبات بحضرتك وهذا قاله قبله قال يا حسن العباد يعني يا يا حسرة العباد احظري ايها الحسرة احظري هؤلاء فانهم في اشد الحسرة. والمراد ان في ذلك تغليظ على الذين يستهزئون بالرسل. فيا حسرة ويا ندامة على العباد ما يأتيهم من رسول من عند الله جل وعلا الا كانوا به يستهزؤون. وهذه سنة الكفار من من اقوام الرسل واممهم انهم يستهزئون بالرسل ولو تتبعت القرآن لوجدت ان الله عز وجل قد حكاه عن امم كثيرة استهزأوا برسلهم بما في ذلك كفار قريش. استهزأوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. ووصفوه بالكذب بالسحر وبالكهانة وبالجنون وبطلب الدنيا وبطلب الملك الى غير ذلك. واستهزأوا به. واستهزأوا به. اجعل الالهة اله واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. قال ابن كثير ما يأتيه من رسول الا كانوا به يستهزؤون اي يكذبونه ويستهزئون به ويجحدون ما ارسل به من الى الحق نعم هذه حال اكابر القوم قال جل وعلا الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون. وقد ذكرنا مرارا ان الرؤيا قد تكون بصرية بصر وقد تكون علمية قلبية. يعني بالقلب بما يعلمه الانسان. فانهم لم يشهدوا هلاك القرون الماضية بابصارهم لكن علموا ذلك رأوا ذلك يعني علموه بقلوبهم من من الاخبار التي بلغتهم فالله جل وعلا يقول لهم الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون؟ اهلكنا امما كثيرة. اهلكنا قوم نوح واهلكنا عاد وقوم صالح وقوم لوط وغيرها من من الامم فالم يعتبروا بذلك فليسوا باشد منهم قوة. فعليهم ان يحذروا من ان يسلكوا وطريقة اولئك فان سلكوا طريقهم فمصيرهم مصيرهم. هذه سنة الله في اعداء الرسل. وهذا يعني حث لهم على الايمان وعلى ترك الاستهزاء وترك الكفر وحث لهم على الدخول في دين النبي صلى الله عليه واله وسلم. الم يرو كما اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون. ما يرجعون اليهم. لانهم من ورائهم ارزق الى يوم يبعثون. يرجعون يوم القيامة الجميع يحشرون للمجازاة. والمحاسبة على الاعمال لكن في الدنيا ما يرجع احد. الا من استثناه الله الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها. قال يحيي هذه الله بعد موته فاماته الله مئة عام ثم بعثه. ما جاء الدليل باستثنائه. وهو نادر قليل والا من مات لا يرجع الى الدنيا. ابدا. يقول ابن كثير ثم قال تعالى الم يروكم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون؟ اي الم يتعظوا بمن اهلك الله قبلهم من للرسل كيف لم تكن لهم الى هذه الدنيا كرة ولا رجعة؟ ولم يكن الامر كما زعم كثير من جهالة وفجرتهم من قولهم ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا. قال وهم القائلون بالدور من الدهرية وهم الذين يعتقدون جهلا منهم انهم يعودون الى الدنيا كما كانوا فيها. فرد الله تعالى عليهم فقال الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون؟ نعم لان يوجد طائفة من الكفار كانوا النوم نموت ونحيا يعني نحيا مرة ثانية. وهذا هو قول الدهرية او من يسمون بالدهرية انهم يقولون انهم يعودون الى الدنيا مرة ثانية. وهذا كذب. ما يعودون الى الدنيا ابدا. لكن يعودون الى الاخرة عند قيام الساعة حينما ينفخ في الصور نفخة البعث يبعثون من قبورهم ويقومون والحساب لا الى ما كانوا عليه في الدنيا. قال جل وعلا وان كل لما جميع لدينا محظرون. قوله لما وان كل لم فيها قراءتان. قراءة قرأ ابن امر وعاصم وحمزة والكسائي وان كل لما بالتشديد والمعنى ما كل الا جميع لدينا محضرون وقرأ الباقون لما بالتخفيف. وان كل لما جميع لدينا محضرون والمعنى لا يكاد يختلف بل نص ابنه كثير قال ومعنى القراءتين واحد لان المعنى وان كل الا جميع لدينا محضرون. يعني هؤلاء ومن سبقهم ومن يأتي بعدهم كل هم جميعهم سيحظرون بين يدي الله جل وعلا. يبعثون وينشرون ويقفون بين يدي الله حفاة عراة غرلا. الاولون والاخرون ما يتأخر شخص واحد. ومن قال انه قرأ بالتخفيف قالوا ما هنا زائدة والمعنى وان كل وما كل الا جميع لدينا محضرون ان الجميع محظرون موقوفون بين يدي الله جل وعلا. ثم قال جل وعلا واية لهم الارض احييناها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون. اية لهم يعني علامة ودلالة على البعث النشور والقيام بين يدي الله. لانهم كانوا يجحدون البعث. ويستبعدون البعث. وكم ظرب الله من الايات الدلائل البينات التي ترشد اصحاب العقول السليمة ان من فعل هذا قادر على اعادة الخلق وبعثهم مرة اخرى فظرب لهم مثالا في الارض واية لهم علامة ودليل بين على البعث لو نظروا فيه وهو ان الارض الميتة وهو الارظ الميتة او الميتة احييناها. ارض صحراء قاحلة يابسة لا نبات فيها. ينزل الله جل وعلا ينزل الله جل وعلا عليها المطر تنبت وتنبت انواع النبات. اين كانت هذه النباتات؟ قبل نزول المطر من الذي اخرجه؟ اخرج هذا النبات هو الله. فالذي احيا الارض بعد موتها واخرج فيها من اسوان من اصناف النباتات بل والدواب. والبهائم بعد موتها وعدم وجودها ان ذلك قادر على خلق الناس مرة اخرى وبعثهم مرة اخرى. وحقيقة الانسان لما وكثير منكم رأى هذا تمر بارض مجلبة يابسة فاذا جاء المطر ومررت بها بعد مدة المطر واذا هي قد زهت بالنبات خضراء يانعة وترى فيها من الدواب والمخلوق الشيء العجب لا تدري من اين اتت هذه الدواب لا تدري من اين اتت قبل مجيء المطر وقبل نبات النبات ما كان هذه الارض فيها شيء. من الذي احياها؟ من الذي خلقها؟ من الذي اوجدها؟ هو الله. ومن فعل ذلك على خلق العباد وبعثهم من قبورهم. مرة اخرى لانهم قد اوجدهم اول مرة اعادتهم مرة اخرى اهون عليه وكل ذلك هين عليه. جل وعلا. لان السورة مكية يا اخوان السور المكية تركز على الحجج العقلية وعلى اثبات البعث والنشور ان القوم كافرون يكفرون بالبعث والنشور ينكرون البعث. فيأتيهم بالحجج العقلية المقنعة الدامغة التي توقظ وتدل على الحق لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. ولكن هؤلاء الكفار وكثير منهم لا حيلة فيه. معاند ليس قصده انه جاهل ما يعرف. اقيمت عليه الحجة وازيلت عنه الشبهة ولا يزال على ما هو عليه. قال جل وعلا واية لهم الارض الميتة احييناها. واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون. قال ابن كثير يقول تعالى واية لهم اي دلالة لهم على وجود الصانع على وجود الصانع وقدرته التامة واحياءه الموتى الارض الميتة اي اذا كانت ميتة هامدة لا شيء فيها من النبات فاذا انزل الله عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج. ولهذا قال احيينا ها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون. اي جعلناه رزقا لهم ولانعامهم نعم اية عظيمة ارض لو بقيت فيها لهلكت من الجوع والعطش. فاذا انزل الله عز وجل عليها الماء وربت وانبتت من كل زوج بهيج. اخرج لك منها الحبوب والثمار تأكل تقتال انت ودوابك هذه اية وعلامة على ان الله على كل شيء قدير وانه لا يعجزه شيء وانه قادر على اعادة الخلق بعد موتهم. قال جل وعلا واخرجنا منها اي اخرجنا من الارظ وحبا فمنه يأكلون. والحب معروف الحبوب التي يأكلها الناس البر والشعير والذرة والارز ونحوها. فمنه يأكلون ويتغذون. يعني ما هو شيء خفي. شيء واضح بين حتى هم اكلوا من ثمري واكلوا من هذه الحبوب. ومع ذلك يجحدون. قال جل وعلا وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب. وفجرنا فيها من العيون. وجعلنا في هذه الارض جنات ومعنى يعني بساتين بساتين وقيل للبساتين جنات لماذا؟ لكثرة اشجارها واغصانها بحيث تجن وتستر من بداخلها. فقل لها جنات لانها تجن وتستر ما بداخلها لكثرة اشجارها واغصانها وثمارها. قال جل وعلا وجعلنا فيها جنات من نخيل هذا هذان نوعان والا الله جل وعلا جعلها في هذه الجنات انواع شتى لكن خص هذين النوعين وهي النخيل والاعناب قالوا لشرفها. وعظم نفعها فخصها بالذكر والا الله جل والا فان الله سبحانه وتعالى اخرج من الارض غير النخيل وغير الثمرات وغير الاعناب واخرج فيها من نبات شتى. قال جل وعلا وفجرنا فيها من العيون في هذه الارض من العيون وهي الانهار. انهار تجري تجد نهر يجري في الصحراء. في الارض ليس في البحر من الذي اجراه؟ هو الله وحده لا شريك له وهذه نعم عظيمة فالمنعم المتفضل بهذه النعم هو الواجب اي ان يعبد. والمستحق ان يعبد وحده لا شريك له. ولا تقابل هذه النعم بالكفر والجحود اتخاذ الانداد والشبهاء له سبحانه وتعالى عما يفعلون. قال وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره. وما عملته ايديهم افلا يشكرون. فجرنا فيها من العيون يعني جعلنا ما جعلنا فيها من الجنات وجعلنا فيها النخيل والاعناب وفجرنا فيها العيون والانهار لتسقي زروعهم لاجل ان يأكلوا من ثمره. كل ذلك من اجل بني ادم. فعلى الله ذلك جل وعلا لاجل ان يأكلوا. من اين يأكل الناس؟ من رزق الله. لو منع الله عنهم الرزق لماتوا كلهم كم اعداد الناس؟ بالمليارات؟ ما الذي يرزقهم؟ هو الله وحده لا شريك له. هذي اية يا اخوان. اية عظيمة ولله المثل الاعلى. انت اذا احسن اليك رجل دعاك الى بيته وقدم لك الطعام وانت محتاج اليه. يبقى في نفسك نوع شكر له ولا تنسى له هذا الصنيع وهذا المعروف مع انه مرة واحدة اطعمك. فكيف بربك جل وعلا الذي يغزوك بالليل والنهار ويطعمك ليلا ونهارا وصباحا ومساء وفي كل وقت فحقه ان يعبد لا شريك له وان تخلص له العبادة وان يؤمن به وان يطاع فيما امر ويجتنب ما عنه نهى وزجر. ياي تقابل هذه النعم بالاعراض والكفر والاستهزاء وعدم الشكر. قال ليأكلوا من ثمنه وما عملته وايديهم اكثر المفسرين على ان ما هنا موصولة اسم موصول وتقدير الكلام ليأكلوا من ثمر ويأكلوا من الذي عملته ايديهم. ليأكلوا من ثمره والذي عملت ايديهم قال وما عملت ايدي الناس ما يستخرجونه من هذه الثمار من الدبس مثلا ومن العصير ومن ومن هم تعملوا ايديهم يعني يقومون بعصرها باستخراج الدبس منها والا الذي انبتها هو الله جل وعلا لكن معهم ايضا يقومون ببعض العمل من نعم الله الموجودة يستخرجون منها اشياء. فقالوا معنى الاية ليأكلوا من من من ثمر هذه الجنات وهذه هذه الخيرات التي جعلها الله لهم وليأكلوا ايضا من الذي عملت فهذا من نعم الله. ايضا ان فهمهم وعلمهم ان يستخرجوا من هذه الثمرات اشياء اخرى كالدبس من التمر مثلا والعصير من الفواكه وقال بعض المفسرين جاءني ابن عباس ان ما هنا نافية وليست اسم موصول فهي نافية. والمعنى ليأكلوا من ثمره ولم تعمله ايديهم. الله هو الذي من به عليهم. وهو الذي تفضل به عليهم عملت ايديهم ما تستطيع ايديهم ان تنبت الاشجار وتنبت الثمار وتنبت الحبوب وهذا القول له وجه من النظر لكن اكثر المفسرين واختاره بن جرير وابن كثير ان ما هنا موصولة. ولا يعني ذلك ما عملت ايديهم انهم مستقلون؟ لا. او انهم لله. لا الله هو الذي انبت الجنات. وهو الذي انبت الحبوب. وهو الذي انبت الثمار. ووفقهم وعلمهم ان يستخرجوا مما خلقه الله واوجده لهم يستخرج به امور او اشياء اخرى. هذا من الله منحة من الله علمهم ما لم يعلموا علم الانسان ما لم يعلم. وهذا ايضا بحد ذاته نعمة من الله عز وجل. قال ليأكلوا من ثمره ما عملته ايديهم افلا يشكرون وهذا الاستفهام استفهام تقريع وتوبيخ لهم لعدم شكرهم النعم يعني كان الواجب عليكم ما دام ان الله فعل بكم ذلك وانعم عليكم به وعلمكم ان تشكروا واعظم الشكر الشكر هو عبادته وحده لا شريك له. افراده جل وعلا بالعبادة. وعدم جعل الشريك له فيما امر واجتناب معه ونهى وزجر. ثم قال جل وعلا سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت ومن انفسهم ومما لا يعلمون. يقول ابن كثير وقوله او قبل ذلك يقول احييناها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون اي جعلنا جعلناه رزقا لهم ولانعامهم وجعلنا فيها جنات من نخيل وفجرنا فيها من العيون اي جعلنا فيها انهارا سارحة في امكنة يحتاجون اليها ليأكلوا من ثمنه لم لم ما امتن على خلقه بايجاد الزروع لهم عطف بذكر الثمار وتنوعها واصنافها. لان الثمار هي ثمرة الزروع ثمرة النباتات. وهذه ايضا نعمة بعد نعمة. لو انه جل وعلا اخرج لهم نباتا لا ثمر فيه. ما انتفعوا لكن اخرج لهم نبات وجعل له ثمر. لو جعل هذا الثمر قاتلا او مرا او لا يؤكل لكنه جعله لذيذا طيبا نعمة بعد نعمة ونعمة فوق نعمة. ثم قال وقوله وما عملته ايدي اي وما ذاك كله الا من رحمة الله بهم. لا بسعيهم ولا كدهم ولا بحولهم ولا بقوتهم. قال ابن عباس وقتادة. ولهذا قال افلا تشكرون؟ اي فهلا يشكرونه على ما انعم به عليهم من هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى هكذا قال ابن كثير. ونحن نبهنا وننبه على ان على انه لا يقال لا تعد لكن يقال لا تحصى. لماذا؟ لان الله يقول في كتابه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فالذي نفاه الله ما هو؟ الاحصاء. واما العد اثبته. وان تعدوا نعمة الله. لكن اذا جئت اعدها ما يمكن ان تحصيها لكثرتها. تستطيع ان تقول الله اعطاني نعمة العين نعمة اللسان نعمة الانف نعمة الصحة نعمة الولد تعدد شيئا من النعم لكن ثق تماما انك لن تحصي هذه النعم لكثرتها ولهذا الاولى ان يقال النعم التي لا تحصى. اما لا تعد ولا تحصى لا هذا يعارض ظاهر القرآن. لكن غالب من يقول هذا يغيب عن يعني معنى الاية لكن لا شك ان العد قد تعد ويعد شيئا منها لا تعد جميعها لكن تعد ما تعد ولا يمكن ان تحصي جميع النعم. ثم قال واختار ابن جرير بل جزم به ولم يحكي غيره الا احتمالا ان ما في قولي وما عملته ايديهم بمعنى الذي تقديره ليأكلوا من ثمره ومما عملته ايديهم اي غرسوه ونصبوه قال وهي كذلك في قراءة ابن مسعود ليأكلوا من ثمنه ومما عملته ايديهم افلا يشكرون. ومما يرجح يعني هي المعنى الاول ان ليأكلوا من ثمنه ومن الذي عملت ايديهم اه القراءات في هذه الاية اه قرأ بعض القراء قرأ حمزة والكسائي وابو بكر وهو شعبة وما عملت ايديهم بغيرها. وقرأ الباقون ما عملته ليأكلوا من ثمره وما عملته. والقراءة الثانية ليأكلوا من ثمنه وما عملت ايديهم. بعض المفسرين قال هذا يرجح ان المراد هو الذي عملت ايديهم. وان الحقيقة الاحتمال باقي ظاهر. وعلى كل حال اه كلا القولين حق. فالله سبحانه وتعالى رزقهم من الثمرات وايضا علمهم وفهمهم والهمهم ان يستخرجوا من هذه ثمرات اشياء ينتفعون بها ويأكلون منها ويشربون منها. والا هم ما يستطيعون ان ينبت الزرع وان ينبت الثمر ما يستطيعون ذلك. ثم قال جل وعلا سبحان الذي خلق ازواج كلها. التسبيح هو التنزيه والتعظيم والتبرئة لله من كل نقص وعيب مع الذل والخضوع له. هذا معنى التسبيح. تنزه ربك وتبرئه من كل عن كل نقص وعيب مع ذل وخضوعك له سبحانه وتعالى. والله سبحانه وتعالى ينزه نفسه كثيرا. اذا جاء ما لا يليق به او ما كان يدعو الى التعجب. ولهذا قال هنا سبحان الذي خلق الازواج كلها. الازواج هي الاصناف. فالله هو الذي خلق الاصناف كلها الله خالق كل شيء. لكن هذه الاصناف هذه الاصناف وهذه الازواج خلقها الله من ثلاثة اشياء. مما تنبت الارظ. خلق الله الازواج كلها اما مما الارض خلق الاصناف اما مما تنبت الارض او من انفسهم. خلق من بني ادم ذرياتهم او مما لا يعلمون. مما اخفى الله عليهم علمه. وهذا دليل على كمال قدرته جل وعلا وانه خالق كل شيء جل وعلا فمن الازواج من خلقها من الارض ومنها مما خلقه منها ما خلقه مما تنبت الارض ومنها ما خلقه من الناس انفسهم ومنها ما خلقه مما لا يعلمون قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي ومما لا يعلمون من المخلوقات التي خلقت وغابت عن علمنا آآ والتي والتي لم تخلق بعد فسبحانه ان يكون له شريط او ظهير او عويل او وزير او صاحبة او ولد او سمي او شبيه او مثيل في صفات كماله ونعوت جلاله سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا واية لهم الليل نسلخ منه النهار ايضا اية على قدرته علامة دليل لكم دليل للعقلاء هذه الاية وهذه العلامة تدل على كماله وقدرته وان هو المستحق ان يعبد وانه قادر على اعادة الخلق. قال ابن كثير يقول تعالى ومن الدلالة لهم على قدرته تعالى العظيمة خلق الليل خلق الليل والنهار هذا ظلامه وهذا بضيائه وجعلهما يتعاقبان يجيء هذا فيذهب هذا ويذهب هذا فيجيء هذا كما قال يقش الليل النهار يطلبه حثيثا. ولهذا قال ها هنا واية لهم الليل نسلخ منه النهار اين تكرمه منه فيذهب فيقبل الليل. ولهذا قال فاذا هم مظلمون. اه ابن كثير يعني فسر سلخ نصرمه. والمفسرون ذكروا تفاسير ادق من هذا. فمن ذلك ما قاله الطبري قال نسلخ منه النهار اي ننزع عنه النهار ومعنى منه هنا نصرخ منه يقول ومعنا منه هنا في هذا الموضع عنه يعني وننزع منه وقال ابن عاشور يعني قال منه بدل ان يقول عنه قال لما في السلخ من معنى المباعدة والمجاوزة بعد الاتصال وقال السمعاني نسلخ منه النهار اي نقشط ونزيل ومعناه نذهب بالنهار ونجيء بالليل فكأنه استخرج منه. وقال القرطبي وتبعه الشوكاني السلخ الكشط والنزع. يقال سلخه الله من دينه. ثم يستعمل في الاخراج. وقال ابن ابن عاشور السلخ ازالة الجلد عن حيوانه. فالحصر ان هذا معنى السلخ. يعني هو ازالته شيء عن شيء. ونزعه منه يأتي الليل يسلخ الله منه النهار يعني ينزع الله ويزيل النهار الليل فاذا هم مظلمون. بعد ان كان نهارا والشمس طالعة ويبصرون ويرون يسلخ الله طول النهار عن الليل يعني يزيله. كما يصرخ الجلد يكشط. ويزول الليل النهار فاذا هم مظلمون. ليل مدلهم. هذا دليل على قدرة الله عز وجل. ما احد يستطيع يفعل هذا. الا هو سبحانه وتعالى وهذا ليس مرة ولا مرتين منذ ان خلق الله الدنيا الى قيام الساعة يصرخ الله النهار من الليل ويذهب بالنهار ثم يجيء بالليل ثم يذهب بالليل ويجيء بالنهار وجعل ذلك دائبا مستمرا دائما وابدا. هو دليل على كمال قدرته. وانه على كل شيء قدير. قال واية لهم يعني مما يدل على كمال قدرتنا وقدرتنا على على البعث والنشور وعلى ان المستحقون للعبادة انا نسلخ لهم الليل ان الليل نسلخ منه النهار ونزيله عنه ونكشطه عنه فاذا مظلمون قد نزل بهم الليل وضرب بظلامه ثم قال والشمس لمستقر لها. ذلك تقدير العزيز العليم. ايضا لهم اية في الشمس تجري هذه الشمس بمستقر لها تجري كل يوم. تشرق من المشرق ثم تغيب من المغرب. وفي الصباح تبدو ايضا مرة اخرى من المشرق. دواليك ما تتأخر. الشمس يقول اليوم الشمس حصل لها عارظ. تأخر الساعة وساعتين لا تأتي في وقتها. هذه اية يا اخوان يعني ولله المثل الاعلى الناس يتعجبون اذا رأوا صناعة جيدة كصناعة سيارة او غيرها لكن كم تستمر؟ سنة سنتين عشر سنين عشرين سنة خمسين سنة مئة سنة وبعدين تفسد. طيب يا اخي هذا صنع الله. منذ ان خلق الدنيا الى ان تقوم الساعة وهذا الامر دواليك لا يتغير ولا يتأخر ولا يتبدل وايظا اية اخرى ان الله جل وعلا يغشي الليل النهار. فلا تحس حينما يذهب الليل ويأتي النهار لا يحدث شيء يزعجك. ليس هناك ظرب او ارتجاج. لا ما تدري الا والنهار قد طلع عليك. والليل يدخل عليك كذلك. وانت في غاية الراحة. ما تشعر بشيء والله انها لايات ودلائل على قدرة ربنا سبحانه وتعالى. قال عليم اختلفت اقوال العلماء في معنى قوله والشمس تجري لمستقر لها. وخلاصة الاقوال قولان. القول الاول انها تجري مستقر لها مستقر مكاني. مستقر مكاني. والقول الثاني مستقر زماني. فاما المكان فقد دلت عليه السنة. فقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابي ذر قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس يعني في هذا المسجد. فقال يا ابا ذر اتدري اين تغرب الشمس؟ قال قلت الله ورسوله واعلم قال فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش. فذلك قوله والشمس تجري لمستقر لها تقدير العزيز العليم. اذا هذا مكان. هذا مكان. كل يوم الشمس تأتي الى هذا المكان وتسجد لله وتستأذن في الخروج. مرة اخرى. اين هذا المكان؟ ما تدركه عقولنا لكن والله انه لحق. كما اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى. مهما بلغ علمنا البشر محدود الشمس ما تغيب. عن الكون كله. تغيب عن هذا البلد وتطلع على بلد وراءه. وهكذا الاربعة وعشرين ساعة لا تزال طالعة على ارض غائبة عن اخرى. لكن لها مكان تسجد فيه. متى في اي مكان الله اعلم. نقف عند حدود ما جاءنا به الشارع. وهذا مقتضى الايمان. هذا مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله تصديقه فيما اخبر صلى الله عليه واله وسلم. فصدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ثم اورد ابن كثير ايضا ابن كثير رحمه الله بعض الاحاديث التي تفسر معنى قوله جل وعلا والشمس تجري لمستقر لها. فاورد حديث ابي ذر في البخاري وايضا اورد رواية اخرى عند البخاري قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله والشمس تجري لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش وايضا روى الامام احمد وهو ايضا في الصحيحين من حديث ابي ذر ايضا قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في المسجد حين وجبت الشمس فقال يا ابا ذر تدري اين تذهب الشمس؟ قال قلت الله ورسوله اعلم. قال فانها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عز وجل فتستأذن في الرجوع فيؤذن فيؤذن لها وكانها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فترجع الى اطلعيها وذلك مستقرها ثم قرأ والشمس تجري بمستقر لها. آآ ثم ايضا اورد آآ رواية اخرى وهي في البخاري وفيها زياد يعني فيها زيادة بيان من حديث ابي ذر ايضا قال كنت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي ذر حين غربت الشمس اتدري اين تذهب؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك ان تسجد فلا يقبل منها. وتستأذن فلا يؤذن لها. ويقال لها ارجعي من حيث جئت. فتطلع من مغربها وذلك قوله والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم. يعني افادنا هذا الحديث ان ان الشمس كل يوم تسجد بين يدي ربها وانها تستأذنه في الخروج وانه جل وعلا يأذن لها واذا جاء اليوم الذي تطلع فيه من المغرب وهو اليوم الذي تنتهي فيه التوبة حتى اذا جاء بعض اياته نعم يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل وهي طلوع الشمس من مغربها فتستأذن تريد تخرج تطلع من المشرق فلا يأذن الله عز وجل لها. ثم تطلع على الناس من جهة المغرب فذلك الوقت لا تقبل التوبة انتهى وقت التوبة يبقى المسلم مسلم والكافر كافر ما يستطيع ان يتوب الى الله جل وعلا. وهذا القول او هذه الاحاديث تدل على مكانها اه مكان اه نعم على مستقرها المكاني. وجاءت في بعض الاقوال ان المستقر زماني. وقال ابن كثير القول الثاني ان المراد بمستقر هو منتهى سيرها. وهو يوم القيامة يبطل سيرها وتسكن حركتها وتكور وينتهي هذا العالم الى غايته وهذا هو مستقره الزماني وقال قتادة لمستقر لها اي لوقتها ولاجل لا تعد وقيل المراد انها لا تزال تنتقل في في مطالعها الصيفية الى مدة لا تزيد عليها ثم تنتقل في مطالع الشتاء الى مدة لا تزيد وعليها يروى هذا عن عبد الله ابن عمرو يعني ايضا مستقرها لا شك