بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. والشمس تجري لقد ظلها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم قيل لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك احون. واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلق هنا لهم من مثله ما يركبون وان شأن اغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقدون الا رحمة منا ومتاعا الى حين واذا قيل لهم اتقوا ما بين ايديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون وما تأتيهم من اية من ايات ربهم الا كانوا عنها معرضين واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا قل الذين امنوا انطعم من لو يشاء الله اطعمه لو يشاء الله اطعمه ان انتم الا في ضلال مبين ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا الى اهلهم يرجعون ونفخ في الصور فاله من الاجداث الى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ان كانت الا صيحة واحدة ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محض فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا وامامنا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد وكنا قد بدأنا في الدرس الماضي بالكلام على قوله جل وعلا والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم وذكرنا ان هذه هذه الاية وما قبلها وما بعدها اية ودلالة على كمال قدرة الله جل وعلا وانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وان من يفعل ذلك هو الذي يستحق ان يعبد ولا يجوز ان يجعل معه شريكا عاجزا لا ينفع ولا يضر ولا يقدر على فعل شيء وذكرنا كلام ابن كثير رحمه الله انه قال ان قوله جل وعلا لمستقر لها فيه قولان القول الاول ان مستقر ان مستقرها مكاني يعني مكان تستقر فيه وهو تحت العرش كل يوم تأتي الى هذا المكان فتسجد تستأذن ربها في الخروج مرة اخرى فيأذن الله جل وعلا لها بذلك واوردنا على ذلك الاحاديث الصحيحة التي في البخاري ومسلم من حديث ابي ذر و من هذه الاحاديث قول ابي ذر كنت مع النبي صلى الله عليه واله وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا ابا ذر اتدري اين تغرب الشمس قلت الله ورسوله اعلم قال فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم وفي لفظ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فانها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عز وجل فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها وكانه قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فترجع الى مطلعها وذلك مستقرها واورد ابن كثير عدة احاديث والاحاديث في الصحيحين ونحن ذكرنا بالامس انه اذا جاء النص على التفسير من قبل النبي صلى الله عليه واله وسلم فلا يجوز العدول عنه لان هذا تفسير للنبي صلى الله عليه وسلم. وقال ذلك قوله تجري لمستقر لها وهذا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من اعلى واجود انواع التفسير لان تفسير القرآن اعلاه تفسير القرآن بالقرآن اذا كان واضحا اما اذا كان اجتهاد المفسر فانه ينظر فيه ثم تفسير القرآن بالسنة ثم تفسير القرآن باقوال الصحابة ثم تفسير القرآن باقوال التابعين وهذا تفسير من النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو اعلم الخلق بكلام ربه والله امتن عليه انه انزل عليه القرآن ليبين للناس ما نزل اليهم من ربهم فهذا هو صلى الله عليه وسلم يبين لنا هذه الاية فيجب المصير الى هذا البيان وذكر ابن كثير هنا كلاما اقرأه لان فيه زيادة فائدة قال في معنى قوله لمستقر لها قولان احدهما ان المراد مستقرها المكاني وهو تحت العرش مما يلي الارظ من ذلك الجانب وهي اينما كانت فهي تحت العرش هي وجميع المخلوقات لانه سقفها وليس بكرة كما يزعمه كثير من ارباب الهيئة. يعني افادنا فائدة هنا يقول ان العرش ليس بكره ليس مكور وانما هو مقبب مثل القبة قال وانما هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة وهو فوق العالم مما يلي رؤوس الناس. فالشمس اذا كانت في قبة الفلك وقت الظهيرة تكون اقرب ما تكون الى العرش. فاذا استدارت في فلكها الرابع الى مقابلة هذا المقام. وهو وقت نصف الليل صارت ابعد صارت ابعد ما تكون من العرش. فحينئذ تسجد وتستأذن في الطلوع كما جاءت بذلك الاحاديث. ثم اورد الاحاديث ثم قال القول الثاني ان المراد بمستقرها هو منتهى سيرها وهو يوم القيامة يبطل سيرها وتسكن حركتها وتكور وينتهي هذا العالم الى غايته وهذا مستقرها الزماني يعني الاقوال من حيث الجملة اما ان المستقر هذا مكاني مستقر للشمس مكاني او زماني فاورد الاول وهو الصحيح لدلالة الاحاديث الصحيحة عليه والثاني ان مستقر هنا زماني من قالوا بان مستقرها زماني اه اختلفت اقوالهم او تعددت الاقوال فمنهم من قال مستقره الزماني هو اخر الدنيا حينما تنتهي الدنيا وتقوم الساعة فان الله يكور الشمس والقمر ويجمعهما ويرمي بهما في النار كما صح بذلك الحديث في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم الشمس والقمر ثوران عقيران وجاء في عند ابن خزيمة وغيره مكوران في النار فيقول المراد بمستقرها يعني انتهاء الدنيا لما تقوم الساعة ومن العلماء من قال ان مستقرها المراد به حينما تطلع من مغربها لانه يأتي يوم على الشمس لا تطلعوا من المشرق يستأذن ربها فتسجد فلا يؤذن لها في الطلوع من المشرق فيقال لها اطلعي من حيث جئت جاءت من المشرق لا يقال لها تطلعي من المغرب فتخرج على الناس من جهة المغرب وهذه علامة جعلها الله عز وجل لسد باب التوبة فان الله يقبل التوبة ما لم تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت من مغربها انتهى الوقت حتى من اراد ان يتوب لا يمكنه ذلك ولكن هذه في اخر الزمان قرب قيام الساعة لان طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى وعلامات الساعة الكبرى كما جاء في الحديث كالعقد الذي كالعقد اذا انفرط يعني العقد المسبحة او القلادة اذا انقطع خيطها وسقطت اول خرجت منه الاخريات تبع له متقاربة العلامات الكبرى فهذا في اخر الزمان ومن العلماء من قال ان مستقرة هنا المراد به انها لا تزال تنتقل في مطالعها الصيفية الى مدة لا تزيد عليها ثم تنتقل في مطالع الشتاء الى مدة لا تزيد عليها. يروى هذا عن عبد الله ابن عمرو بن العاص فمستقر ان يقول يعني المكان الذي تبلغ اليه فهي لها منزلة الشمس فتبلغ اقصى منزلة في الصيف ثم تبدأ ترجع ثم في الشتاء كذلك وهذا امر معهود الذي له دراية ومعرفة في طلوع الشمس وغروبها ويراقب هذا هذا امر ملحوظ ان الشمس في الشتاء آآ تبلغ اخر الجنوب بالنسبة لمن هم شمال خط الاستواء فتجد يأتي البرد وشدة الشتاء ثم لا تزال تنتقل تنتقل حتى تبلغ اقصى امد لها بجهة الشمال وهنا يشتد الحرارة ثم ترجع رويدا رويدا هذا امر معروف ومعهود لكن مع ذلك الذي يظهر والله اعلم انا نصير ان الصواب هو القول الاول تجري لمستقر لها وذلك يوم ذلك انها تسجد كل يوم له مستقر تستقر فيه وتسجد وتستأذن ربها كل يوم وان كان قد يقال انه لا مانع من الاقوال الاخرى كلها حق لكن الحقيقة ما دام النبي صلى الله عليه وسلم قال فهذا مستقرها وتلا الاية انتهينا آآ قال جل وعلا والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم هذا التقدير الذي قدره الله للشمس تقدير العزيز قال ابن كثير اي الذي لا يخالف ولا يمانع جل وعلا العليم بجميع الحركات والسكنات. وقد قدر ذلك وقننه على منوال لا اختلاف فيه ولا تعاكس كما قال تعالى فارق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم وهكذا ختم اية حميم السجدة بقوله ذلك تقدير العزيز العليم ثم قال جل وعلا والقمر قدرناه منازل وكذلك القمر لكن قبل ذلك هذه الاية صريحة في الرد على بعض علماء الهيئة او الفلك الذين يقولون ان الشمس ثابتة والارض تدور حولها فهذا قول باطل لانه يعارض ظاهر النصوص. فالله يقول والشمس تجري بمستقر لها ويأتي من يقول الشمس ما تجري ثابتة هذا معارضة لظاهر القرآن فلا يعول عليه وكذلك السنة والحديث الذي في الصحيحين الذي تلوناه قبل قليل ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الشمس تجري كل يوم حتى تأتي تحت العرش فتسجد فتستأذن فيؤذن لها بالخروج مرة اخرى وهذا امر ايظا يدل عليه الواقع فالشمس ويدل عليها ايضا نص كما قال جل وعلا عن ابراهيم لما ناظر النمرود قال فان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب وهذا امر يلحظه الناس. الشمس تأتي من جهة المشرق ثم تغيب من جهة المغرب فالتي تجري هي الشمس واما مسألة هل الارض ثابتة او تدور نقول هذه المسألة مما تكلم به العلماء المعاصرون فذهب جمع منهم الى ان الارض ثابتة ومنهم شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والعلامة صالح الفوزان وغيرهم واستدلوا على الايات التي تدل على ان الله ثبت الارظ بالجبال والجبال ارساها وايضا جعلها اوتادا وثبتها ان تميد بكم قالوا فظاهر هذه النصوص ان الله ثبت الارض لان لا تتحرك ولهذا يقولون اذا اضطربت الارظ يحصل زلزال في ثواني كم يهلك من الناس ويتدمر والله جل وعلا امتن على عباده بانه جعل الارض قرارا لهم ثابتة ومن العلماء من توقف شيخنا الشيخ بن عثيمين رحمه الله توقف في هذه المسألة وقال لا يلزم من هذه النصوص الدليل على انها لا تدور كما انه لا يدل على انها تدور فاتوقف وبعض اهل العلم يرى انها تدور اه ولكن مع ذلك يقال هذه المسألة من فضول العلم يعني ما يترتب عليها شيء انت اذا امنت بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله لا تسأل عما وراء ذلك يعني يقال لك لابد تعتقد ان الارض تدور او ما تدور لو تبين النص وتجلى يجب القول به اما ما دام المسألة فيها اخذ وعطا حتى ان شيخنا الشيخ بن باز رحمه الله الف رسالة في هذا قديما اه في ان الارض ثابتة والشمس هي التي تدور ورأيت له لقاء بعد ذلك في اخر حياته وانه يعني سأله بعض الطلبة ان بعض المدرسين المتخصصين عرظة يعني الكون بطريقة معينة وانهم شاهدوا وقال بقي وانه لا مجال للشك في ان الارض تدور فسئل الشيخ يتكلم برأيه السابق ثم قال وهذا الذي يقول او الذي رأيت قد يكون في نظرك في نظر الذي قال في اعتقاده لكن ما هناك دليل صحيح صريح وظواهر النصوص على انها ثابتة. ثم قال فمن تبين له بعلم يقيني تبين له ذلك بعلم يقيني فليقل به فدل على ان المسألة الامر فيه سعة لكن ظواهر النصوص ان الارض ما تدور بقي يقال مسألة وهو ان الارض كروية هذا لا اشكال فيه عند اهل العلم بل ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى نقلا عن ابن حزم الظاهري بان هذا اجماع من العلماء ان الارض كروية ولا اشكال في هذا فيعني يفرق بين هذه المسائل هذا ما يتعلق بهذه الاية. ثم قال جل وعلا والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم قال ابن كثير او قبل ذلك يقول الطبري والقمر قدرناه منازل اي وقدرنا القمر منازل كما فعلنا ذلك بالشمس وقال ابن كثير اي جعلناه يسير سيرا اخر يستدل به على مضي الشهور كما ان الشمس بها يعرف الليل والنهار وكما قال تعالى يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وقال تعالى هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب وقال جل وعلا وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب اذا عدد السنين والحساب لا يعلم بالدقة والظبط الا بالقمر لماذا؟ لان القمر في اول الشهر يبدو ضعيفا يتراءه الناس اول ليلة هل طلع او لم يطلع ثم لا يزال يكبر حتى يصل منتصف الشهر ثم لا يزال يضعف منضبطة هذه المسألة اذا ضعف وغاب وبدأ من من المغرب هذا اول الشهر لكن الشمس كل يوم تطلع وهذا طلوعها ما يتغير ولهذا يقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه يقول لولا الحساب الهجري الهلالي يقول لاختلطت الدنيا ما احد يستطيع يضبط الحساب لكن القمر بالذات يعرف به السنين الحساب وان كان لا مانع من الحساب الشمسي لان الحساب الشمسي ثلاث مئة واربعة وستين يوم دائما وابدا واما القمري فهو احيانا تسعة وعشرون واحيانا ثلاثون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الشهر هكذا وهكذا نحن امة امية لا نقرأ ولا نكتب الشهر هكذا وهكذا يعني تسع وعشرون او ثلاثون فان زاد صار ثلاثين يوما وان نقص صار تسعا وعشرين يوما لكنه منضبط تعرف متى انتهى الشهر؟ ها اذا خرج الهلال من جهة المغرب ها هذا اول شهر جديد اما الشمس هذا طلوعها كل يوم وهذا وقتها قال ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم مأرب دخول رمظان بالشهر الهلالي القمري ولهذا قال اذا رأيتموه اي الهلال فصومه صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فاكملوا شعبان ثلاثين فالرؤية معتبرة بالهلال وكما قدمت هذا تنضبط به الدنيا وينضبط به الحساب ولا يتداخل الحساب ابدا والله عز وجل بين ذلك كما تلون الايات يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج يعرفون بها المواقيت والازمنة ودخول الشهر الفلاني ودخول رمظان والاشهر الحرم وهكذا آآ قال ابن كثير اتماما لكلامه السابق بعد ان ذكر الايات قال فجعل الشمس لها ضوء يخصها والقمر له نور يخصه وفاوت بين سير هذه وهذا فالشمس تطلع كل يوم وتغرب في اخره على ضوء واحد ولكن تنتقل في مطالعها ومغاربها صيفا وشتاء يطول بسبب ذلك النهار ويقصر الليل ثم يطول الليل ويقصر النهار وجعل سلطانها بالنهار فهي كوكب نهاري واما القمر فقد فقدره منازل يطلع في اول ليلة من الشهر ضئيلا قليل النور ثم يزداد نورا في الليلة الثانية ويرتفع منزلة ثم كلما ارتفع ازداد ضياء وان كان مقتبسا من الشمس بدليل ان العلماء عندهم علم حتى بالفلك يقول مقتبس ضوء القمر مقتبس من الشمس وهذا يعني يقرره كثير من الفلكين واهل العلم انه خسوف القمر انه بسبب ان الارض تحول بين الشمس والقمر فتحجب ضوء الشمس عنه فيكون الخسوف والله اعلم قال حتى وان كان مقتبسا من الشمس قال ثم كلما ارتفع ازداد ضياء وان كان مقتبسا من الشمس او مقتبسا من الشمس حتى يتكامل نوره في الليلة الرابعة عشرة ليلة البدر ثم يشرع في النقص الى اخر الشهر حتى يصير كالعرجون القديم ثم قال قال ابن عباس وهو اصل العذق العذق العرجون معروف عند اهل النخل لكن لا مانع من بيانه هو العذق ولهذا يأتي باللغة العذق والعذق فالعذق بالفتح هي النخلة والعذق بالكسر هو العرجون هو العرجون الذي يكون فيه التمر الان النخلة اذا اثمرت وخرج ثمرها جعله الله في عرجون يمتد ويخرج من النخلة ثم يكون فيه الرطب او التمر او البلح هذا العرجون بعد ما يؤخذ التمر ينتفع به لكن لو ترك ورمي بعد مدة ييبس وينحني الامر بالمعروف يسار قديم يكون منحني القمر قدره الله منازل حتى عاد كالعرجون القديم هذا امر معلوم للمخاطبين كالعرجون القديم وهذا امر يلحظه الناس ويرونه وقال مجاهد العرجون القديم اي العذق اليابس قال يعني يعني ابن عباس اصل العنقود من الرطب اذا عتق ويبس وانحنى وكذا قال غيرهما ثم بعد هذا يبديه الله جديدا من اول الشهر الاخر هذا بيان وشرح لهذه الاية والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم وهو واضح ثم ذكر ابن كثير بعض المصطلح في القمر وتسميته اه لا حاجة لنا الى ذلك. قال ثم قال لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر قال مجاهد لكل منهما قال لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر قال مجاهد لكل منهما حد لا يعدوه ولا يقصر دونه لكل من الشمس والقمر حد لا يعدوه لا يتجاوزه ولا يقصر دونه قال اذا جاء سلطان هذا ذهب هذا واذا ذهب السلطان هذا جاء سلطان هذا ثم ساق عن الحسن انه قال ذلك ليلة ذلك ليلة الهلال يعني كتفسير للاية ليش يعني انه عند الهلال وابتدائي الهلال لا يدرك الشمس ولا الشمس تدركه قال وقال الثوري عن ابي صالح لا يدرك هذا ضوء هذا ولا هذا ضوء هذا وقال عكرمة يعني ان لكل منهما سلطانا فلا ينبغي للشمس ان تطلع بالليل وقال ابن جرير الطبري بعد ان يعني ذكر هذه الاقوال او ذكر هذا ثم اورد الاقوال قال لا الشمس يصلح لها ادراك القمر فيذهب ضوءه بضوئها فيذهب ضوئها بضوئه فتكون الاوقات كلها نهارا لا ليل فيها ولا الليل سابق النهار يقول ولا الليل بفائت النهار حتى تذهب ظلمته بضيائه فتكون الاوقات كلها ليلة سبحان الله هذه اية من ايات الله لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر وهكذا خلقها الله وسخرها وقدرها وقدرها ولا الليل سابق النهار ايضا لا ينبغي اذا كان الليل ان يكون ليل اخر حتى حتى يكون النهار فسلطان الشمس بالنهار وسلطان القمر بالليل. وقال الظحاك وهذا ابن كثير قال الظحاك لا يذهب الليل من ها هنا حتى يجيء النهار من ها هنا واظمأ بيده الى المشرق يشير الى الحديث الذي في الصحيحين المتفق عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا جاء الليل من ها هنا واشار الى جهة المشرق وادبر النهار من ها هنا واشار الى المغرب وغربت الشمس فقد افطر الصائم يعني هذا وقت او ان فطور افطار الصائم فالحاصل ان الله بقدرته العظيمة جعل الشمس لها منازل وتسير في منازلها والقمر كذلك قدره منازل ولا يدرك هذا هذا ولا هذا هذا ولهذا قال لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر. ولا الليل يسابق النهار كل ياتي في وقته الذي جعله الله له دواليك دائما وابدا ما ما تلاحظ انه يوم من الايام يقول النار دخل على الليل فخرج لنا النهار في نصف الليل الساعة الثانية عشر ليلا ولا الشمس كذلك في منتصف الليل مثلا تخرج على الناس؟ لا كل في وقته وابانه تقدير العزيز العليم سبحانه وتعالى. ولا شك ان في ذلك اية وعلامة ودليل واظح على كمال قدرة الله جل وعلا وان الفاعل لهذه الاشياء هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له ولا يجعل له شريكا لانه ما احد يستطيع ان يفعل مثل ذلك هؤلاء الناس كلهم ما يستطيعون ان يوقفوا النهار ابدا ولهذا لما دعا يوشع بالنون دعا الله لما اراد فتح بيت المقدس وشعب منون هو فتى موسى وغلام موسى صار نبيا بعد ذلك لما اراد فتح باب المقدس كانوا لا يقاتلون في الليل كان بعد صلاة العصر الشمس قد تضيفت للغروب قال ايتها الشمس انك مأمورة واني مأمور فامسكي حتى يفتح الله علي ففتح فامسك الله الشمس والحديث في صحيح مسلم هذا الله الذي امسكه لكن لو اجتمع الناس الان على ان يمسكوا النهار ويزيدونه ساعة او ساعتين او الليل والله ما يستطيعون ولا يستطيع ذلك الا الله وحده لا شريك له المنفرد بذلك الذي يجب ان يعبد وحده لا شريك له ثم قال وكل في فلك يسبحون وكل في فلك يسبحون. قال ابن كثير يعني الليل والنهار والشمس والقمر لان السياق عنهما واية لهم الليل نسرخ منه النهار فاذا هم مظلمون هذا في الليل والنهار ثم قال والشمس تجري لمستقر لها ثم قال والقمر والقمر قدماه منازل ومن هنا احتجاج من احتج آآ على ان الارض تدور وتتحرك بهذه الاية نقول في غير محله ما سبق ذكر الارض وكل من المذكورات والله ذكر قبل ذلك الشمس الليل والنهار والشمس والقمر ولهذا قال وكل في فلك يسبحون. قال ابن كثير يعني الليل والنهار والشمس والقمر كلهم يسبحون اي يدورون في فلك السماء قاله ابن عباس وعكرمة والضحاك والحسن وقتادة وعطاء الخرساني وقبل ذلك اورد ابن كثير ولا الليل سابق النهار قال مجاهد ولا الليل يسابق النهار قال يطلبان حديثين يضطربان يعني يطلب احدهما الاخر حديثين نسلخ احدهما من الاخر وهذا يدل عليه الاية يغشى الليل النهار يطلبه حديثا قال ابن كثير والمعنى في هذا انه لا فترة بين الليل والنهار بل كل منهما يعقب الاخر بلا مهلة ولا تراخ لانهما مسخران دائبين يتطالبان طلبا حديثا ثم قال وكل في فلك يسبحون ومعنى يسبحون يعني يجرون ويترددون والفلك كما قال ابن عباس هو جمهور المفسرين المراد به فلك السماء ففي فلك السماء وجاء عن ابن عباس انه قال في فلكة كفلكة المغزل والمغزل اه قديما كان يستخدمه الناس خشبة يكون في رأسها حديدة معكوفة يعلق فيها الغزل يعلق بهذه الحديدة ثم يحركون هذه الخشبة مبرومة عصا فتنسج الصوفي وتجعله خيوطا فيقول الشمس والقمر يقول في مثلي فلكة المغزل. المراد في الفلك في الفلك هو السماء فالمراد انى لها نظام دقيق لا تخرجوا عنه وتدور فيه قال وقال مجاهد الفلك كحديدة الرحاء او كفلكة المغزل لا يضر مخزن الا بها ولا تدور الا به هل من باب التشبيه والتقريب فلا شك ان كلا من الليل والنهار والشمس والقمر كل منهم يسبح ان يدور ويتردد بفلك السماء وفق ما قدره الله وسخره له ثم قال جل وعلا واية لهم واية لهم انا حملنا ذريتهم في فلك مشحون اية لهم كما تقرر في اول السورة ان هذه السورة مكية والخطاب في اعمه واغلبه مع قوم كفرة منكرين للبعث والنشور مكذبين ولهذا جاءهم بالحجج العقلية التي لا ترد ولا يردها الا مكابر لان المعنى يقول اعبدوا الله وحده لا شريك له ومما يدل على ذلك كمال قدرته فلكم اية انا حملنا ذريتكم او ذرية ادم في الهلك المشحون الذرية كلهم حملهم الله في السفينة ما كان الناس يعرفون السفينة فاوحى الله الى نوح. هنسمع السفينة فجعل يصنعها وجعل قومه يمرون به ويستهزئون وجعلها من الواح وجسر مسامير وما كان في الارض هي التي كان فيها نوح ماء ولا بحر ففجر الله الارض عيونا وانزل من السماء ماء نبع الماء من الارض و امطرت السماء الماء وصار المكان بحرا بل اشد من البحر ولهذا قال وهي تجري بهم في موج كالجبال. وكان ابن نوح يقول انا ساوي الى جبل يعصمني البحار ما تخرج الى رؤوس الجبال لان هذه اية من ايات الله جل وعلا فخلق السفينة صنعها ثم حمل اباء حمل ابائنا فيها وما حمل معهم هذه اية علامة دالة على انه لا اله الا الله وحده لا شريك له وفي ذلك منة من الله علينا جميعا. من يأتي من بني ادم الى قيام الساعة لان الله جل وعلا جعل الذين ركبوا في السفينة هم الذين بقيت لهم الذرية والباقين اهلكوا جميعا ما بقي احد على وجه الارض ولهذا كما مر معنا يقول العلماء ان نوح هو ابو البشر الثاني فابو البشر الاول ادم وابوهم الثاني نوح قال ويدل على هذا قوله جل وعلا وجعلنا ذريته هم الباقين ذرية نوح ولكن قالوا والله لا شك انه انه كان مع نوح بعض المؤمنين لكن اختلفوا العلماء يعني كيف نوح كان معه مؤمنون والله اخبر ان الذرية فقط الباقية لنوح فذكر بعض المفسرين بعض الاثار وانه لم يركب مع نوح الا ابناؤه كان له اربعة ابناء ركب معه ثلاثة كانوا مؤمنين والرابع الذي قال ساوي الى جبل يعصمني من الماء هم وذريتهم وهذا لا ينافي قوله في الاية انت ومن معك من المؤمنين ما ينافي هم ابناءه وهم مؤمنون واكثر قومه او كفروا ولم يؤمنوا فالحاصل ان نوح هو ابو البشر الثاني وكل الناس الموجودون عربهم وعجمهم هم من نسل الموجودين ينتهون الى نوح وهذه منة من الله عز وجل ولهذا يقول الله جل وعلا واية لهم قال الطبري وعلامة على قدرتنا على ما نشاء حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وقال هنا ذريتهم قالوا مراد ذرية ادم لان هذا ما يسبق الى الذهن خلافه يعني ذرية ادم من جنس هؤلاء المخاطبين من جنسكم ذرية ابائكم وقال بعض المفسرين الذرية قد تأتي بمعنى الاباء والاجداد تأتي بمعنى الاباء والاجداد قال لانهم ذرا الله منهم الذرية وهذا القول يحتاج يعني الى التأكد من وروده في لغة العرب لكن لا مانع ان الله عز وجل يخاطب الموجودين ويقوى ذريتهم وان لم يقصد ذرية هؤلاء لكن ذرية من انتم من نسلهم ومن جنسكم يا بني ادم فحمل الله ذرية نوح معه في الفلك المشحون الفلك ايه السفينة وهي تذكر وتؤنث وتجمع. كلها تقول الفلك ان اردت الجمع وان اردت الواحدة وان اردت ومؤنثة ايضا فهذه هي الفلك ايه السفينة قال وجعلنا واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون حملنا ذريتهم في الفلك. وايضا نعمة اخرى ان الفلك كان مشحونا يعني موقرا مملوءا لان الله قال لنوح احمل فيها من كل زوجين اثنين فحمل معهم البهائم والدواب هذه نعمة عظيمة قال ابن كثير يقول تعالى ودلالة لهم ايضا على قدرته تعالى تسخيره البحر ليحمل السفن فمن ذلك بل اوله سفينة نوح عليه السلام التي انجاه الله فيها بمن معه من المؤمنين الذين لم يبقى على وجه الارض من ذرية ادم غيرهم ولهذا قال واية لهم انا حملنا ذريتهم اي اباءهم لان هذا هو المقصود بالمعنى ولهذا ابن كثير توجه للمعنى مباشرة قال اي اباءهم في الفلوك المشحون اي في السفينة المملوءة من الامتعة والحيوانات التي امره الله ان يحمل فيها من كل زوجين اثنين قال ابن عباس المشحون الموقر وقال سعيد بن جبير والشعبي وكذا قال سعيد بن جبير والشعبي وقتادة والسدي وقال الضحاك وقتادة وابن زيد يسب هي سفينة نوح وهذا عليه اكثر المفسرين ان المراد بالسفينة هنا هي سفينة نوح اول سفينة لانه اخبر انه حملهم فيها وايظا انها مشحونة واما بقية السفن قد تكون مشحونة وقد لا تكون مشحونة لكن هذه نص الله على انها مثقلة مملوءة موقرة ثم قال وقوله وخلقنا لهم من مثله ما يركبون. يعني الله جل وعلا قال واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون اختلف العلماء في قوله من مثله فمنهم من قال من مثله يعني من مثل هذا الفلك ليس فقط فلك نوح وسفينة نوح بل جعل بعد ذلك خلق لهم من مثله فما اكثر السفن قالوا قوله من مثله اي من مثل الفلك الذي حمل فيه نوح ومن معه هذا قول بعض المفسرين وهو ظاهر الدلالة لان قوله من مثله المثل يقتضي المماثلة وقال بعض المفسرين المراد به الابل. جاء عن ابن عباس قال وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال يعني بذلك الابل فانها سفن البر يحملون عليها ويركبونها وكذا قال عكرمة ومجاهد والحسن وقتادة في رواية وعبدالله بن شداد وغيرهم وقال السدي في رواية هي الانعام ولعل هذه الرواية محمولة على رواية ابن عباس لانه ما يركب من بهيمة الانعام الا الا الابل البقرة لا تركب والغنم لا تركب وعلى ان المراد بالانعام هي الانواع الثلاثة فلا يدخل فيها الخيل والحمير قال ثم اورد عن ابن عباس او اورد اثرا رواه ابن جرير عن ابن عباس قال اتدرون ما وخلقنا لكم من مثله وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قلنا لا. قال السفن جعلت من بعد سفينة نوح على مثلها. هذا قول اخر عن ابن عباس وهذا هو القول الثالث قال ابن كثير ويقوي ونعم وها وكذا قال ابو مالك والظحاك وقتادة وابو صالح والسدي ايضا وخلقنا لهم مثله ما يركبون اي السفن ويقوي هذا المذهب في المعنى قوله تعالى انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها اذن واعية يعني ابن كثير ذكر ثلاثة اقوال وهما قولانا يعني على التخصيص ان المراد من مثله وخلقنا لكم من مثله ان المراد بها الابل يعني بمثله من حيث الركوب عليها وحمل الامتعة والقول الثاني عن ابن عباس وجماعة ان المراد من مثله اي سفنا من مثل تلك السفينة التي خلق صنعها نوح فما جعلناها سفينة خاصة بنوح بل جعلنا بعد ذلك خلقنا مثلها واقدرناهم على صناعة مثلها وما اكثر السفن كما هو معلوم للجميع ثم قال جل وعلا وان نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون وهذا والله اعلم يعني يؤيد بان المراد من مثله السفن السياق فيها الان وخلقنا لهم من مثله ما يركبون. وان نشأ نغرقهم والاغراق لا يكون الا في البحر بالسفن ما يكون في الصحراء بالنسبة للابل وان شأن اغرقهم فلا سليخ لهم ولا هم ينقذون وان نشأ المشيئة في القرآن مشيئة مشيئة الله مرادفة للارادة الكونية اذا جاءت المشيئة بالقرآن فهي مرادفة للارادة الكونية لان ارادة الله نوعان ارادة كونية ازلية وارادة شرعية فالارادة الكونية يريد قد يريد الله ما ما يحب وقد يريد ما لا يحب فالله كون اراد كفر ابليس واراد كفر الكفار وهو لا يحب ذلك شرعا. واما الارادة الشرعية فلا تكون الا محبوبة لله اراد من الناس ان يؤمنوا ان يدخلوا في الاسلام ان يعملوا الصالحات فالارادة لا تكون الا شرعية لكن الارادة الكونية لابد من وقوعها واما الارادة الشرعية قد تقع وقد لا تقع فالله اراد من قريش ومن الناس كلهم ان يؤمنوا لكن ما كلهم امنوا فالحاصل ان المشيئة بمعنى الارادة. اذا جاءت المشيئة في القرآن فهي بمعنى الارادة الكونية الازلية قال جل وعلا وان نشأ اي وان نرد ذلك كونا نغرقهم نغرق الناس فلا صريخ لهم اه الصريخ هو المغيث يعني يصرخ الصارخ فلا احد يغيثهم لو اردنا ان نغرقهم فلا صريخ لهم ما احد يستطيع يغيثهم ولعلكم تذكرون العبارة التي غرقت قبل سنوات كم بقيت وهي تغوص شيئا فشيئا فشيئا فشيئا فشيئا حتى غرقت ما احد استطاع ينقذ الناس اذا اراد الله امر لا راد له جل وعلا ولهذا قال فلا صريح لهم الصديق المراد يعني المغيث الذي يستجيب للصراخ فما احد يستطيع لو اراد الله ان يغرق الناس فلا صريخ لهم. ولا هم ينقذون مما هم فيه من الهلكة لا احد يغيثهم ولا احد ينقذهم ويخرجهم من الهلكة وهذا ايضا فيه دليل على كمال الله وقدرته وان الامر امره وكل شيء بيده فيجب ان يعبد سبحانه وتعالى دون غيره ولا يجعل له شركاء من الاوثان والاصنام والانداد قال جل وعلا الا رحمة منا ومتاعا الى حين قال ابن كثير وقوله ان وان نشأ نغرقهم يعني الذين في السهر فلا صريخ لهم اي فلا مغيث لهم مما هم فيه ولا هم ينقذون اي مما اصابهم الا رحمة منا وهذا استثناء منقطع ايوة لابد يكون منقطع قال تقضي تقديره لكن برحمتنا نسيركم في البر والبحر ونسلمكم الى اجل مسمى ولهذا قال ومتاعا الى حين اي الى وقت معلوم عند الله جل وعلا. الموت غاية كل حي فحتى هؤلاء الذين انقذهم الله من الغرق انما يمتعهم الى حين الى وقت تأتيهم اجالهم لكن بعد ذلك الموت ولهذا الاستثناء منقطع عن المعنى لكن رحمة منا رحمناهم فلم نغرقهم واخرجناهم وسلمناهم ونمتعهم في هذه الدنيا الى ان يبلغوا اجالهم الى حين الى وقت مجيء الاجل ثم قال جل وعلا واذا قيل لهم اتقوا ما بين ايديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن تمادي المشركين في غيهم وضلالهم وعدم اكتراثهم بذنوبهم التي اسلفوها وما هم يستقبلون بين ايديهم يوم القيامة واذا قيل لهم اتقوا ما بين ايديكم وما خلفكم؟ قال مجاهد من الذنوب وقال غيره بالعكس لعلكم ترحمون اي لعل الله باتقائكم ذلك يرحمكم ويؤمنكم من عذابه وتقدير الكلام انهم لا يجيبون الى ذلك ويعرضون عنه واكتفى عن ذلك بقوله وما تأتيهم من اية من ايات ربهم اي على التوحيد وصدق الرسل الا كانوا عنها معرضين اي لا يتأملونها ولا ينتفعون بها هذا فيه بيان تمادي كفار قريش وعدم ايمانهم واصرارهم على الكفر فاذا قيل لهم اتقوا ما بين ايديكم تعددت اقوال المفسرين وهم عدى واحد اتقوا ما بين ايديكم ما يتعلق بالاخرة اتقوا اهوال القيامة اتقوا اجعلوا بينكم وبين عذاب الله في الاخرة وقاية بالايمان وما خلفكم قالوا هي الذنوب لانهم يخلفون ورائهم وقيل بالعكس فالحاصل انهم اذا قيل لهم اتقوا الذنوب توبوا الى الله اتركوا الكفر واحذروا ما امامكم من الاهوال والعذاب الشديد لعلكم ترحمون لانهم لو فعلوا ذلك او اتقوا الله بالايمان والعمل الصالح والتوبة من الذنوب فان ذلك سبب لرحمة الله جل وعلا لعلكم ترحمون لم يذكر جوابهم لكن لا شك انهم لم يفعلوا ومعرضون ولهذا قال وما تأتيهم من اية من اية ربهم الا كانوا عنها معرضين ما تأتي من اية من الايات العظيمة الدالة على قدرة الله وعلى انه هو الرب المعبود وحده لا شريك له مهما يتيم من اية الا تجدهم عنها معرضين ومن الايات التي مر ذكرها بشرق الليل من النهار و جريان الشمس لمستقر لها والقمر وغير ذلك مع ذلك هم معرضون بالفلك معرضون عنها اي لا يأخذون بها ولا ينتفعون بها ثم قال جل وعلا واذا قيل لهم انفقوا مما مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين امنوا انطعموا من لو يشاء الله اطعمه ان انتم الا في ضلال مبين واذا قيل لهم يقول ابن كثير اي واذا امروا بالانفاق اي واذا امروا بالانفاق مما رزقهم الله على الفقراء والمحاويج من المسلمين قال الذين كفروا للذين امنوا اي عن الذين امنوا من الفقراء اي قالوا لمن امرهم من المؤمنين بالانفاق محاجين لهم فيما امرهم به انطعم من لو يشاء الله اطعمه اي هؤلاء الذي الذين امرتمونا بالانفاق عليهم لو شاء الله لاغناهم ولا اطعمهم من رزقه. فنحن نوافق مشيئة الله فيهم هذا دليل يعني على انهم معاندون يلتمسون الحجج على باطلهم فاذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله. ايضا الرزق الذي بيدك هذا من الله تأمل يا اخي لماذا تبخل عن الانفاق انت هذا الرزق هو رزقك باعتبار ان الله اعطاه لك لكن هو رزق الله باعتبار انه هو الذي يرزقك اياه فانت اصلا اذا انفقت انفقت من رزق الله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فقف مع نفسك المال مال الله صحيح؟ لا تنفق انفاقا يجعلك فقيرا تقعد ملوما محسورا لا تبصر بكل بسط لكن لو تنفق وتعطي من مالك وتعين اخوانك تعين المحتاجين واليتامى والفقراء والمساكين فالله يقول واذا قيل لم انفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين امنوا يحتمل للذين امنوا يعني الذين امروهم بالانفاق وهذا ظاهر الاية وكأنك ابن كثير يميل الى انهم قالوا للذين امنوا اي عن الذين امنوا فيقولون انطعم هذا استفهام كاري منهم ان اطعم من لو يشاء الله اطعمه تريد ان نطعم من لو شاء الله اطعمه ولكن الله ما اطعمه خلاص ما دام الله ما اطعمه نحن ما نطعمه هذي حجج شيطانية وهي على كل حال يراد بها رد الحق ولكن فيها عبرة يا اخوان اطعم لو شاء الله لاطعام نعم اصلا لا لا يطعمهم احد الا بمشيئة الله لكن الله جعل لذلك اسباب وهذا الرزق الذي يصل اليك الله الذي اطعمك اياه لكن جعل له اسباب تكد تكدح تشتغل بالتجارة ولذلك كم غيرك ممن يجتهد ويجد ولا ولا يحصل له رزق مثل ما يحصل لك الرزق من الله لكن جعل له اسباب قال جل وعلا ان انتم الا في ضلال مبين هذا ظاهره انه من قول الكفار قال ابن كثير قال ابن جرير نعم ان انتم الا في ظالم مبين اي في امركم لنا بذلك يعني على انه من كلام الكفار كفار قريش وغيرهم وقال ابن جرير احتمل ان يكون من قول الله للكفار لانه الكلام انتهى عند قوله لو يشاء الله اطعمه اطعمه فقال الله ان انتم الا في ضلال مبين قال ابن جرير ويحتمل ان يكون من من قول الله للكفار حين ناظروا مسلمين وردوا عليهم فقال لهم ان انتم الا في ضلال مبين وفي هذا نظر اصادق صدق بهذا نظر لان الاصل عود الظمائر على شيء واحد والسياق الاصل اعتبار السياق فهذا من شدة يعني لا يكتفون بالبخل والمحاجة بل يطعنون في من يأمرهم بالانفاق ويقول انتم في ظلال مبين بين واضح ثم قال جل وعلا ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين. وهذا يؤكد ان قولهم من انتم الا في ضلال مبين انه من قول الكفار لان السياق لا يزال والحديث عنهم فقال ويقولون يعني يقولون ان انتم الا في ظلال مبين يقولون للمؤمنين ثم يقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين وعد البحث والنشور متى لانهم يستعجلون قال ابن كثير يخبر تعالى عن استبعاد الكفرة لقيام الساعة في قولهم متى هذا الوعد وقال يستعجلوا بها الذين لا يؤمنون بها وقال تعالى ما ينظرون قال تعالى ما ينظرون الا صيحة واحدة. الحاصل ان هذه سمة الكفار من شدة عنادهم يقولون للانبياء واتباع الانبياء متى هذه الساعة متى هذا الوعد؟ تقولون في ساعة في قيامة في بعث ونشور ما نصدق بهذا. ان كنتم صادقين متى اخبرونا والله جل وعلا حجب معرفة قيام الساعة عن كل احد لا يعلمها الا هو ولهذا لما سأل اعظم الرسل من الملائكة اعظم الملائكة جبريل قال يا محمد متى الساعة قال اعظم الناس واشرفهم رسولنا صلى الله عليه وسلم قال ما المسئول عنها باعلم من السائل ما يعلمها الا الله ولذلك لحكمة عظيمة ثم قال جل وعلا ما ينظرون الا صيحة واحدة هؤلاء المنكرون يستبطئونها ما ينظرون الا صيحة واحدة قال ابن كثير اي ما ينتظرون الا صحة واحدة ما ينتظرون الا ان تأتيهم صيحة واحدة. قال وهذه والله اعلم نفخة الفزع ينفخ في الصور نفخة الفزع والناس في اسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم فبينما هم كذلك اذ امر الله تعالى اسرافيل فنفخ في الصور نفخة يطولها ويمدها فلا يبقى احد على وجه الارض الا اصغاء ليتا ورفع ليتا وهي صفحة العنق صفحة العنق يعني يتأكد من الصوت كل الناس ما احد يخفى عليه هذا الصوت. يقول ابن كثير رحمه الله في شرح قوله ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون قال اي ما ينتظرون الا صيحة واحدة وهذه والله اعلم نفخة الفزع تنفخ في الصور نفخة الفزع والناس في اسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم فبينما هم كذلك اذ امر الله تعالى اسرافيل فنفخ في الصور نفخة يطولها ويمدها فلا يبقى احد على وجه الارض الا اصغى ليتا ورفع ليتا الليت هو هذا صفحة العنق هذا ليت وهذا ليت فما يبقى احد لما يسمع الصوت لان الذي يريد يتأكد من الصوت يلتفت هكذا او هكذا الدليل انها تعم الناس كلهم ما يبقى احد ممن هو على وجه الارض الا ويسمعها قال وهي صفحة العنق يتسمع الصوت من قبل السماء ثم يساق الموجودون من الناس الى محشر القيامة بالنار تحيط بهم من جوانبهم ولهذا قال فلا يستطيعون توصية اي على ما يملكونه الامر اهم من ذلك ولا الى اهلهم يرجعون اذا ما ينظرون الا صيحة الصيحة هنا صحة الفزع اسرافيل موكل بالنفخ وينفخ في القرن والقرن على هيئة البوق اعلاه واسع واسفله ضيق وقد صح الحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال ان صاحب لما قيل النبي صلى الله عليه وسلم الا تتنعم في الدنيا قال كيف انعم وصاحب القرن قد التقم قرنه وشخص ببصره للعرش ينتظر متى يؤمر قال الصحابة فماذا نقول يا رسول الله قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا فالامر قريب والنفخ ينفخ ثلاث نفخات نفخة الفزع هذه هي الاولى التي مرت في هذه الاية ونفخة الصعق ونفخة البعث وقد ذكر في هاتين الايتين النفخة الاولى والاخيرة فنفخة الفزع جميع الناس يفزعون كان حيا ثم نفخة الصعق يموت من كان حيا ثم نفخة البعث وهي التي اشار اليها جل وعلا بقوله ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون هذي نفخة البعث نفخة واحدة فيقوم الناس كلهم اولهم واخرهم من مات ميتة طبيعية من مات حرقا بالنار من مات غرقا في البحر من اكلته السباع من كرهوا الطيور كلهم يقومون ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداد والاجداد جمع جدث وهي القبور الى ربهم ينسلون يعني يمشون مسرعين قال ابن كثير هذه هي النفخة الثالثة وهي نفخة البعث والنشور للقيام من الاحداث من الاجداث والقبور. ولهذا قال فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون والنسلان هو المشي السريع. كما قال تعالى يوم يخرجون من الاجداث سراعا كانهم الى نصبي يوفظون هذا تفسير عظيم القرآن يفسر بعضه بعضا نسلان جاء في حديث فيه كلام عليكم بمشي النسلان او بسير النسلان. اختلف المتكلمون حوله. هل هو بسرعة؟ هل هو كذا لكن الاية هنا تدل على انه السير بسرعة لانه هنا قال فاذا هم من الاجداد الى ربهم يسيرون وفي الاية الاخرى قال يوم يخرجون من اجداثه سراعا قال قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا نحن ما فسرنا قوله وهم يخسمون ومعنى يخسمون اي يختصمون يقولون هذا اصلها لكن اضغمت التاء الصاد وهذه فيها قراءات ثلاث قراءات وبعضهم يجعلها خمس قراءات آآ باعتبار يعني بعض الاعتبارات عند القراء فقرأت بكسر الصاد يخس من بكسر الخاء وبفتحها وباسكانها والمعنى يختصمون قال جل وعلا قالوا يا ويلنا لما يخرجون من قبورهم يقولون يا ويله يدعون على انفسهم بالويل من بعثنا من مرقدنا وسمي القبر مرقدا لانهم يرقدون فيه والله اعلم وصلى الله وسلم