اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون. فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون الجنة اليوم في شغل فاكهون. هم وازواجهم في ضلال على الارض متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون امن قولا من رب رحيم. وامتازوا اليوم ايها المجرمون. الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان. انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد اضل منكم نجيب الله كثيرا. افلم تكونوا تعقلون. هذه جهنم التي انتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون. اليوم اختموا على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون ولو نشاء لطمسنا اعينهم فاستبقوا الصراط فاستبقوا الصراط فأنا يبصرون. ولو نشاء لمسخط على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون. قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون مرت معنا الاية الاولى في الدرس الماظي ولا مانع من اعادة معناها اجمالا ليتظح او يزداد المعنى وضوحا يقول الله جل وعلا ونفخ في الصور. وقد ذكر ابن كثير ان هذه هي النفخة ثالثة وذكرنا ان الصور على هيئة البوق او او على هيئة القرن اعلاه واسع واسفله ضيق. وان الذي ينفخ فيه هو اسرافيل عليه السلام. وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما الصور؟ قال قرن ينفخ فيه. وجاء ايضا وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له الا تنعم؟ قال كيف انعم وصاحب القرن قد التقم انه وشخص ببصره ينتظر متى يؤمر فينفخ. وقد تكلم العلماء على عدد النفخات واكثر اهل العلم على انها على انه ينفخ ثلاث مرات. فالنفخة الاولى الفزع فيفزع من كان حيا. وهذه جاءت الاشارة اليها في قول جل وعلا على ما ذهب اليه ابن كثير ما ينظرون الا صيحة واحدة في الايات السابقة قال هذه هي نفخة الفزع. هذه النفخة الاولى. ثم نفخة الصعق صعق بينفخ فيصعق من كان حيا. ويموت الجميع. ثم النفخة الثالثة هي المذكورة في هذه الاية وهي نفخة البعث والنشور. فينفخ اسرافيل في الصور فيقوم الناس من قبورهم قياما لرب العالمين. ما يتأخر منهم احد. قال جل وعلا فاذا نفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون. والاجداث جمع جدث. والمراد به القبر. فاذا هم من القبور ينسلون ومعنى ينسلون يعني يسيرون بسرعة وهذا يدل عليه قوله جل وعلا في الاية الاخرى يوم يخرجون من الاجداث سراعا. كانهم الى نصبي يوفظون. فتلك الاية انهم يخرجون من الاجداث سراعا. وهنا قال ينسلون. فالقرآن يفسر بعضه بعضا. فمعنى يعني يخرجون مسرعين. من قبورهم. قال جل وعلا قالوا يا ويلنا معنا ان هذه الكلمة كلمة تدل على التحسر والهلاك. فيدعون بهذا الدعاء الذي يدل على حسرتهم وعلى شدتهم يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا والمراد من قبورنا وقلة مرقد لان الميت يرقد في قبره ولكن اختلف العلماء هل معنى ذلك؟ انهم قد ناموا في وريم لان الكفار وكذلك العصاة منذ ان تخرج ارواحهم فهو في عذاب. الكفار في العذاب في القبور. كما جاءت بذلك الاحاديث الصحيحة القبر روظة من رياظ الجنة او حفرة من حفر النار. وقال الله جل وعلا عن ال فرعون او النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. غدوا اول النهار. وعشيا اول النصف الثاني من نهار ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. نسأل الله العافية والسلامة. وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة الايمان بعذاب القبر. وبنعيم القبر. ومن هنا اختلفت اقوال اهل العلم في معنى قولهم من بعثنا من مرقدنا قال ابن كثير في قبورهم التي كانوا يعتقدون في الدار الدنيا انهم لا يبعثون منها. فلما عاينوا ما كذبوه في محشرهم قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا؟ قال وهذا الا ينفي عذابهم في قبورهم لانه بالنسبة الى ما بعده في الشدة كالرقاد. وهذا قول جيد لان العلماء قالوا الرقاد ما لهن نوم. ونحن نعرف ان الكفار معذبون كيف ينامون فابن كثير يقول هذا القول يقول وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم هم كانوا معذبون في القبور ولكن بالنسبة لما بعده عند قيام الساعة وشدة ذلك العذاب في الاخرة كانهم كانوا راقدين. لان الله جل وعلا يقول ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. فهم سموه مرقدا لا لانهم كانوا نائمين فيه مستريحين. لا لكن لما رأوا شدة اهوال القيامة وفزعها كان ما مر بهم من عذاب القبر كانهم كانوا نائمين لشدة العذاب. وهذا والله اعلم هو الاظهر. وقال ابن عباس وقال ابن ابي ابن كعب ومجاهد والحسن وقتادة ينامون نومة قبل البعث. وقال قتادة وذلك بين نفختين قالوا لا يعني ما دام ان الله قال عنهم من بعثنا من مرقدنا هذا دليل انهم ينامون قبل البعث من القبور. وقال قتادة نومهم بين النفختين نفخة الفزع او نفخة الصعق ونفخة البعث والنشور. ولكن هذا هذه الاقوال كما تلاحظون. هذه لا يشار اليها بالرأي. هذه لابد ان تكون عن المعصوم صلى الله عليه واله وسلم الصلاة والسلام. لابد ان يدل دليل على ذلك. لكن لو صح عن ابي ابن كعب يقال له حكم الرفع. لان الصحابة اذا قال قولا لا يوصل اليه بالعقل فله حكم الرفع انه يرفعه الى النبي صلى الله عليه واله وسلم. ولكن والله اعلم ان القول كما قال ابن كثير فلا يلزم من المرقد ان يكون الانسان راقدا فيه. لكن يقال رقد في المكان يعني اذا ثوى واقام فيه فانت تكون في مرقدك في فراشك. لكن لا يلزم من ذلك ان تكون نائما. فما في داعي يعني ليس هناك امر يلجؤنا الى انهم قد ناموا. لكن الانسان اذا بقي في مكان واضطجع فيه هذا مرقد هذا مرقده. ولذلك انما قالوا من بعثنا من مرقدنا قالوا هذا لشدة عذاب الاخرة. ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. مع انهم قبل ذلك النار يعرضون فيها غدو وعشية فصار فصار عذاب الاخرة لشدته عليهم صار حال لما كانوا في البرزخ قبل بعثهم كأنهم كانوا في نوم. لان عذابه اخف من عذاب الاخرة نسأل الله العافية والسلامة. هذا هو الاظهر والله اعلم. في تفسير الاية. قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا والاولى الوقف على قوله مرقدنا. من بعثنا من مرقدنا. يقف القارئ ثم يقرأ هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون. لماذا الوقف قالوا لان قول هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ليس من قول الكفار فقالوا هذا من قول المؤمنين. لانهم لما قالوا الكفار يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا قال لهم المؤمنون المصدقون بالبعث والنشور هذا ما وعد الرحمن. هذا الذي وعده الله عز وجل على السنة رسله وفي كتبه التي انزلها. وكم من الايات في البعث والنشور؟ لا تكاد تحصى كثرة وهذا هو القول الاول. وقال بعض المفسرين الذي يقول هذا ما وعد الرحمن هذا من قول الملائكة. هذا من قول الملائكة. وهذا قول الحسن والقول ثالث اه قال ابن كثير ولا منافاة بين القولين. يعني بين قول ان الذي قال ذلك المؤمنون والملائكة يقول ما في منافاة يعني قال هذا المؤمنون لهم وقالته الملائكة ايضا لهم. وهناك قول ثالث قال به عبدالرحمن بن زيد قال الجميع من قول الكفار. يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون قال هذا من قول الكفار كله. ورجح ابن الطبري القول الاول ان هذا من قول المؤمنين. الذين قالوا هذا ما وعد الرحمن هم المؤمنون واستدل له ابن كثير ببعض الادلة وهذه اخوة هذي الحقيقة هذا منهج سليم وهو ان يفسر القرآن بالقرآن. فقد تأتي اية مجملة. لكن جاء تفصيلها وبيانها في اية اخرى قد تأتي مطلقة وتقيد في اية اخرى. ولهذا قال ابن كثير مرجحا للقول الاول ان هذا من قول المؤمن يعني الكفار قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فقال المؤمنون هذا ما وعد الرحمن يقول والدليل وعلى ذلك او قال قال نقله ابن جرير يعني القول بان هذا كله من قول الكفار قال واختار الاول وهو اصح القول الأول ان هذا من قول المؤمنين هم الذين قالوا هذا ما وعد الرحمن. قال وذلك كقوله تعالى في الصافات وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون لو كانوا هم القائلون لقالوا هذا يوم الفصل الذي كنا نكذب به. لكن الله جل وعلا قال هذا يوم الفصل الذي كنتم تكذبون. فدل على ان القائل غير الكفار. وجاء ذلك صريحا في الاية التي بعدها او في اية اخرى قال وقال ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة. كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث. فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون هذه الاية صريحة. ان الذي قال ذلك اهل العلم والايمان. قال وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم ايها الكفار في كتاب الله الذي كتبه وقدره الى يوم البعث. فهذا يوم البعث هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون. قالوا هذا فهذا يوم البعث ولكنكم صرتم لا تعلمون. اذا هذه الايات تفسر وتبين ان الذي قال هذا ما وعد الرحمن هم المؤمنون. هذا هو القول الراجح. قال هذا ما وعد الرحمن هذا الذي وعد الله عز وجل به وهو قيام الساعة وبعث الناس ونشرهم ومجازاتهم على اعمالهم وما في الاخرة من اهوال. وصدق المرسلون الذين ارسلهم الله والانبياء. وخاتمهم نبينا صلى الله عليه واله وسلم كلهم حذروا من البعث واثبتوا البعث ولهذا احد اركان الايمان الستة الايمان باليوم الاخر وصدق المرسلون. والله ما كذب. ولكن الذين كذبوا هم الكفار كذبوا ذلك. قال جل وعلا ان كانت الا صيحة واحدة. فاذا هم جميع لدينا محضرون ان كانت ان هنا نافية. بمعنى ما كانت الا صيحة واحدة قيام الساعة. قال ابن كثير وقوله ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون كقوله فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة سهر الارض صيحة واحدة زجرة واحدة. الاولون والاخرون قل لهم بصيحة واحدة ونفخة واحدة وزجرة واحدة يقومون لرب العالمين. قال ابن كثير وقال تعالى مستدلا لمعنى هذه الاية ان كانت الا سائحة واحدة قال وقال تعالى وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب. لا اله الا الله. لمح البصر يعني تغمض عينك بهذه المدة اليسيرة تقوم الساعة. يقيمها الله جل وعلا. لانه على كل شيء قدير ولهذا الساعة لا تأتي الا بغتة. وثقلت في السماوات والارض. ولا وقت مجيئها وقيامها الا رب العالمين. لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من هو دونهم ولهذا قال افضل الملائكة جبريل عليه السلام يا محمد متى الساعة؟ فقال افضل خلق صلى الله عليه واله وسلم وافضل الرسل ما المسؤول عنها باعلم من السائل؟ فلا يعلمها الا الله. جل ولكن لا شك انها قائمة. هذه عقيدة لابد ان يعتقد ذلك المسلم. قال ابن كثير قوله ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون كقوله فانما هي زجرة واحدة. فاذا هم بالساهرة وقال تعالى فما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب؟ وقال يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون ان لبثتم الا قليلا اي انما يأمرهم امرا واحدا فاذا الجميع محضرون. محضرون عند الله ما قال حاضرون لماذا؟ لانهم تحضرهم الملائكة. يبعثهم ثم تحضرهم هم الملائكة ويقفون بين يدي الله عز وجل حفاة عراة غرلا غير مختونين وهذه الايات ايها الاخوة اذا مرت بنا علينا ان نقف معها ان نقف عندها كل الناس سيحظر عند الله عز وجل. وكل الناس سيقف بين يدي ربه عاريا غير مختوم. انت واحد منهم وانا واحد منهم فماذا اعددنا لذلك اليوم؟ وليس مجرد المعرفة لا العلم والمعرفة ومعرفة التفسير والعمل بمقتضاه يا اخوان ولهذا الناصح لنفسه يبحث ويعتني بالذي ينجيه في ذلك اليوم. ومن ذلك الصدقة. قال النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة. وقال صلى الله عليه وسلم كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة. هل تصدقت يا عبد الله تصدق تبتغي وجه الله ما تريد رياء ولا مدح ولا سمعة ولا مصلحة من مصالح الدنيا اعطي ابتغاء وجه الله اجعل لك امر بينك وبين الله عز وجل. امر تخفيه عن الناس خبيئة بينك وبين الله عز وجل. لانك مؤمن بانك ستبعث. وانك ستقف هذه المواقف قدم ما ينجيك واعظم ما ينجي من اهوال ذلك اليوم الايمان. التوحيد. عدم الشرك الاخلاص لله جل وعلا والاستقامة على امره. والحذر من معاصيه. الا من اتى الله بقلب سليم بالقلب السليم هو المخلص الذي لم يشرك بالله شيئا وهذه ايها الاخوة من ثمرات هذه المجالس. لانه ليس العبرة ان نحضر لا المتحدث ولا السامع. لا يا اخوان انا نحضر ونسمع ونرجو الله الاجر في هذا المجلس وايضا يقودنا ذلك ويحملنا على العمل. حتى ارجو لانه جاء في الحديث يعني الله عز وجل اخبر ان هذا اليوم مقداره خمسين الف سنة خمسين الف سنة. والناس على اقدامهم. وانت منهم وانا منهم. لكن ما في الاحاديث الاخرى ما يدل جاء في احاديث ان الله جل وعلا يخفف ذلك على المؤمن هذا اليوم الطويل جاء في بعض الاحاديث حسنها العلامة الالباني انه كما بين الظهر والعصر. وجاء في بعض الاحاديث ان اهوال القيامة بالنسبة للمؤمن قدر ما يركع ركعتين فهذا فظل الله على المؤمنين. لكن تحتاج الى عمل وجد واجتهاد واستعانة بالله جل وعلا استعانة بالله استعن بالله. هذا في الحديث الصحيح. اللهم اعني ولا تعن علي. اكثر من هذا الدعاء يا اخي. تراك تعجز وتضعف تغلبك نفسك ويكيدك شيطانك. فاستعن بالله. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا حول ولا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة. لانك تفوظ امرك الى الله. لا حول ولا قوة لي الا بالله. فارجو ان القوة والحول على هذا هذا الامر. ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ما معناه لا حول ولا قوة الا بالله. تحمل بها الاحمال الثقال. استعن بالله اردت تقوم بعمل اللهم اعني ولا تعن علي. لا حول ولا قوة الا بالله. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر استعن بالله ولا تعجزن. قل اللهم اعني. اللهم اعني لان هذا هو حقيقة العبادة. تعلق العبد بربه سبحانه وتعالى في كل اموره. لولا اعانة الله لك جئت الى هذا المسجد المبارك. لولا اعانة الله لك ما تركت بيدك. لولا اعانة الله لك ما ذهبت الى المسجد بالله ولهذا في سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين اي لا نعبد الا اياك ولا نستعين الا بك سبحانه وتعالى. قال جل وعلا فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون. بعد ان قال ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون. قال ابن كثير اي انما يأمرهم امرا واحدا فاذا الجميع محضرون فاليوم لا تظلم نفس شيئا اي من عملها ولا تجزئون الا ما كنتم تعملون. نعم. فان الله جل وعلا لا يظلم مثقال ذرة ولا يظلم العباد ولكنهم انفسهم يظلمون. فيجازي كل انسان بعمله. ثم قال جل وعلا ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون. بعد ان ذكر اهل نار وشيئا من عذابهم وما يحصل لهم اردف ذلك ببيان حال المؤمنين. وهذا يدلك على سبب تسمية القرآن مثاني قالوا لانه يذكر الشيء ويثنى بظده. يذكر عذاب النار ثم يذكر نعيم الجنة يثنى يذكر اهل يذكر الكفار ثم يثنى بالمؤمنين وهكذا فالقرآن المثاني فهذا وجه المناسبة انه بعد ان ذكر الكفار وما يحصل لهم من العذاب زنى بذكر المؤمنين. فقال ان اصحاب الجنة يومه اليوم وفي شغل فاكهون. لاحظوا قال ان اصحاب الجنة ولم يقل اهل الجنة. لماذا؟ لان كلمة صحب دلالتها في اللغة تدل على طول الملازمة. كثرة ملازمة الشيء. ولهذا يقال للذي دائم هو ومعك يقال صاحبه يعني ملازم له. دائما. فقيل اصحاب الجنة دلالة على ملازمتهم لها. وان اهل الجنة اذا دخلوها لا يخرجون منها خالدين فيها ابدا. فهم في النعيم المقيم. كما ان الكفار اصحاب النار ملازمون لها نسأل الله العافية والسلامة. قال ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون خلاصة الاقوال قوله في معنى قوله في شغل. فقال بعض المفسرين في شغل وهو ما هم فيه من النعيم المقيم. والفوز العظيم. قال الحسن البصري واسماعيل ابن ابي خالد في شغل عما فيه اهل النار من العذاب. اذا القول الاول ان اصحاب الجنة في شغل يعني هم مشغولون بالنعيم والتنعم والخير الذي اعطاهم الله عز وجل في الجنة في شغل عما يحصل لاهل النار نسأل الله العافية والسلامة. يعني شغلهم هنا ليس عمل لا هنا شغل ثواب يعني انشغلوا او هم يتمتعون بالنعيم الذي جعله الله الله لهم. هذا القول الاول. والقول الثاني وهو مروي عن ابن مسعود وابن عباس وسعيد ابن المسيب وعكرمة والحسن وقتادة وغيرهم قالوا في شغل فاكهون قالوا شغلهم افتظاظ الابكار عاود افتراظ الابكار. لان لهم ازواج ابكار. حتى وان كن في الدنيا قد كنا عجزا كبارا عمشا رمصا يعدن يوم القيامة ابكارا اترابا قال هذا شغلهم. يعني مشغولون افتظاظ الابكار يعني اشارة الى انهم يتنعمون بوطء نسائهم. وعند التأمل وهو ما الطبري ان كلا القولين حق. فاهل الجنة في شغل وهو الثواب والجزاء العظيم الذي يتنعمون ويتلذذون به فهم مشتغلون به. ومن هذا النعيم افتظاظ الابكار فلهم في الجنة نعيم عظيم وكثير. منه افتظاظ الابكار. ولا مانع. وانا اذكر فائدة يا اخوان اغلب الاختلاف الحاصل في التفسير هو من قبيل اختلاف التنوع لا من قبيل اختلاف التضاد. بعض الناس اذا رأى القولين قال ايهما الراجح اخذ بهذا او بهذا؟ نقول الاية تدل على هذا كله. لكن كل منهم عبر نوع وظن من لا علم عنده ان هذا يضاد هذا لا اختلاف التضاد والتناقض في قليل جدا يوجد لكن على قلة كما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير. بل قرر ايضا شيخ الاسلام في موضع اخر ان تفسير الاية هو مجموع ما ورد عن السلف فيها. قد يرد قولين ثلاثة اربعة هذا هو تفسير الاية الصحيح الذي يجمع هذه الاقوال. هذه الاقوال كلها حق فهم مشغولون بالنعيم والثواب الذي اعده الله لهم وهذا القول حق ويدخل فيه ايضا ان من النعيم افتراظ الابكار قال ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون. و شغل قرأ نافع وابن كثير وابو عمرو في شغل بضم الشين واسكان الغين. شغل. وقرأ الباقون شغول بضمة تاني بضم الشين والغين. وكلاهما قراءته سبعية وهما لغتان في الكلمة. المعنى لا يختلف باختلاف. انهم مشتغلون بشيء وهو النعيم المقيم. ومعنى فاكهون قال ابن ابن عباس فرحون. فاكهون؟ قال فرحون. وقال مجاهد فاكهون اي في نعيم معجبون به. وكل ذلك حق بل ذكر بعض المفسرين ايضا ان معنى فاكرون مأخوذ من الفكاهة وهي المزاح والكلام الطيب. في شغل فاكهون يعني في كلام طيب وكلام سرور. وكل هذه الاقوال حق. فهم هون فرحون مسرورون معجبون يتكلمون كلاما طيبا هذا دليل على فضل هذا النعيم نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم منهم. قال جل وعلا هم وازواجهم هذا فيه بيان ان للمؤمنين ازواجا في الجنة فهم وازواجهم في هذا النعيم وهم ايضا في ظلال قرأ ظلال وقرأ بغير الف وكلاهما حق لا يختلف المعنى باختلافه. والمراد انهم في ظل ولا يصيبهم ضحى الشمس وحرها. وان كان الجنة لا شمس فيها ليس بها شمس. ولكنهم يبصرون ويرون وهم في ظلال على الارائك متكئون والارائك جمع اريكة وهي الاسرة وجاء بعض السلف عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة قالوا الارائك هي السرر تحت الحجاب. والحجال جمع حجلة وهي الستر يضرب للعروس. يعني قديما كانوا يضعون سترا داخل البيت داخل البيت يضعون سترا ويكون الاريكة او السرير تحته. خاص بالعين بالعروس. فكذلك اهل الجنة. فهم وازواجهم على الارائك على الاسرة. وفي ظلال وايضا متكئون وهذا غاية التنعم. متكئون لانهم اتعبوا انفسهم في الدنيا واليوم دار الثواب والجزاء. فتعبوا قليلا وسعدوا كثيرا هذا غاية الانس ان يتكئ الانسان. السليم المعافى. قال جل على هم وازواجهم في ظلال على الارائك متكئون لهم فيها. فاكهة ولهم ما يدعون لهم فيها اي في الجنة فاكهة من كل انواع الثمار. ولهذا قال جل وعلا انهم قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها. والجنة فيها الا عين رأت. ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. والله كل ما تراه من النعيم كل ما ترى من النعيم والاشياء الثمينة لا تساوي شيء مع نعيم الجنة قال جل وعلا ولهم ما يدعون يعني لهم ما يطلبون لهم ما يطلبون عند الله عز وجل. قد جاءت الاحاديث كثيرة منها ان احدهم يتمنى لحم الطير كما الترمذي. فلا يشعر الا وقد خر بين يديه مشويا. صح الحديث ان رجلا يتمنى الزرع فيجعل الله له زرعا ونبات وحصاد في لحظة. لهم ما يدعون. وهذا من كرامتهم على ربهم ومن عظم نعيمهم ولهذا لا تحزن على ما يفوتك في الدنيا. استقم على دين الله فان اهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. لا يحزنون على ما فاتهم ولم يحصلوا عليه في الدنيا. ابد ما ما يحزنون عليه ان الله عوضهم خيرا كثيرا. ولا يخافون فيما يستقبلهم. لانهم امنون في الجنة ثم قال جل وعلا سلام قولا من رب رحيم اختلف العلماء في اعراب سلام. فمنهم من قال ان سلام بدل من في قوله ولهم ما يدعون. وهذا قاله الزجاج. قال سلام بدل. ميم مما في قوله ما يدعون. وبناء على ذلك يكون المعنى اي ولهم ان يسلم الله عليهم. فلهم ما يدعون ولهم سلام من الله وهذا القول قال به جمع من المفسرين ان معنى سلام اي ان الله يسلم على اهل الجنة ويقول السلام عليكم. هذا قال به جمع من المفسرين. قال به ابن جرير الطبري. وقال به السعي قال به القاسمي قال به شيخنا الشيخ ابن باز وابن قدامة جمع من انفسهم والعلما قالوا بهذا القول. والخلاصة ان الله جل وعلا يسلم على المؤمنين بالجنة فيقول السلام عليكم. هذا دليل ان الله جل وعلا يكلم المؤمنين كلام رظا. والقول الثاني وهذا القول ذكر ابن كثير له بعض الادلة سنشير اليه قريبا. والقول الثاني ان معنى سلام يسلم لهم خالص لهم. لهم ما سلام اي خالص لهم. ما يطلبونه وما يدعونه حاصل لهم. خالص لهم. سالم لهم يعني متحقق وسالم لهم ما يمنعون منه. ولا شك ان ذلك حق لكن هذه الاية والله اعلم دليل على ان ان الله جل وعلا يسلم على المؤمنين. جل وعلا. لانه قال قولا يسلم عليهم قولا ويقول لهم ذلك. وقيل ان هنا ان اعرابها انها مبتدأ. تقرير الكلام لهم سلام وقال بعض المفسرين انها خبر ما ما يدعون خبر ما اي مسلم او ذو سلامة. وعلى كل حال اظهر الاقوال ان الله سبحانه وتعالى يسلم على المؤمنين هذا فوز عظيم ان يقول الله عز وجل السلام عليكم يا عبادي. لان الله هو السلام وهذا دليل على فضلهم وقد اورد ابن كثير حديثين في هذا الحديث الاول ما رواه ابن ابي حاتم وابن ماجة على اسامة ابن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا هل الا هل مشمر؟ الا هل من مشمر الى الجنة فان الجنة لا خطر لها. ومعنى لا خطر يعني لا عوض لها ولا مثل لها والخطر يعني الرهن وما يخاطر عليه. فالجنة لا خطر لها وهي هي ورب الكعبة نور تتلألأ. وريحانة تهتز وقصر مشيد نهر مضطرد وثمرة نظيفة وزوجة حسناء جميلة. وحلل كثيرة ومقام في ابد في دار سلامة وفاكهة خظرة وحبرة ونعمة ومحبة عالية بهية. قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها. قال قولوا ان شاء الله. قال القوم شاء الله هكذا الحديث لكن هذا الحديث في سنده ضعف كما قال الهيثمي وغيره ولكن رأيت كثيرا من اهل العلم يريدونه ويحتجون به كما ابن تيمية وابن القيم جمع وابن كثير هنا وغيرهم من اهل العلم. ولا شك ان الجنة كما في هذا الحديث ولا شك ثم اورد حديثا اخر ايضا رواه ابن ابي حاتم عند ابن من حديث جابر ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بين اهل الجنة في نعيمهم بين بينه وبين ما بمعنى واحد. تقول بينما نحن جلوس. لغة فصيحة. وتقول بين انا نحن جلوس لغة فصيحة ايضا. قال بين اهل الجنة في نعيمهم اذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فاذا الرب تعالى قد اشرف عليهم من فوقهم. فقال السلام عليكم يا اهل الجنة. فذلك قوله سلام قولا من رب رحيم. قال فينظر اليهم وينظرون اليه فلا يلتفتون الى شيء من النعيم ما داموا ينظرون اليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم. ولكن ايضا هذا تكلم عليه اهل العلم او ضعفوا اسناده. لكن معنى معناه صحيح وفيه يعني ان الله يسلم عليهم هذا مر معنا في الاية سلام قولا من رب رحيم. فالحاصل ان هذا من النعيم الذي جعله الله عز وجل لعباده المؤمنين. لكن قوله سلام قولا. على اي شيء نصبت؟ لماذا قال سلام قول قالوا لانها منصوبة بخبر سلام. سلام يقال لهم قولا سلاما نعم. يقال لهم قولا يعني سلام يقال لهم قولا اي ان الله جل وعلا يسلم يقول ذلك لهم قولا لانه مر معنا ان السلام يأتي احيانا بمعنى الامن السلام يأتي بمعنى الامن. ادخلوها بسلام يعني امنين. مطمئنين لكن هنا يؤكد على ان المراد بالسلام هنا يقال لهم قولا. سلام يقال لهم قولا السلام عليكم. يسلم الله جل وعلى عليهم في الجنة. سلام من رب رحيم سبحانه وتعالى وما بالك اذا سلم عليك الرحيم؟ الرحمن الرحيم. فانت في غاية السعادة لانه لان رحمته وسعت كل شيء. ولانه وعد المؤمنين بها. والانسان الان في رحمة الله. ان الجنة من رحمة الله لكن من رحمة الله المخلوقة. لان الله جل وعلا له رحمة مخلوقة وله رحمة هي صفته ولهذا في البخاري ان الله خلق مئة رحمة انزل منها في الارض واحدة يتراحم بها الخلق حتى ان الدابة لترفع رجلها عن ولدها من هذه الرحمة. لكن هذه رحمة مخلوقة والجنة من رحمة الله المخلوقة. والله جل وعلا له رحمة هي صفته. غير مخلوق سبحانه وتعالى حتى لا يشكل عليكم هذا الامر. فالرحمة المنسوبة الى الله قد تكون رحمة مخلوقة وقد تكون صفة الله وفرق بين الامرين فصفة الله غير مخلوقة. فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى قال من رب رحيم ثم قال وامتازوا اليوم ايها المجرمون. آآ ذكر ابن كثير هنا اثرا عن كعب لكن سنده ضعيف ولا يصح قال وتعقبه ابن كثير قال وهذا اثر غريب فلا حاجة لنا به. قال وامتازوا اليوم ايها المجرمون. يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عما يؤول اليه حال الكفار يوم القيامة من امره لهم ان يمتازوا بمعنى يتميزون عن المؤمنين في موقفهم. كقوله تعالى ويوم نحشر جميعا ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم فرقنا بينهم وقال تعالى ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون. وقال يومئذ يصدعون اي صد عيني فرقتين. وقال تعالى احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى صراطه. الجحيم يعني هذا كله يبين ان معنى امتاز يعني تميزوا فارقوا المؤمنين. ولهذا يقول ابن جرير تميزوا وقال السعدي تميزوا عن المؤمنين وكونوا على حدة ونحوه قال الشوكاني قال اي انعزلوا من مازا الشيء اذا عزله؟ ونحاه امتازوا اليوم تميزوا كونوا على حدة فارقوا المؤمنين لان المؤمنين مرحومون برحمة الله جل وعلا. وهؤلاء معذبون. وامتازوا اليوم اي يوم القيامة. ايها المجرمون وصفهم بالاجرام واعظم الاجرام الشرك الكفر بالله جل وعلا. وجعل الالهة مع الله تعالى الله عما يقولون ويعملون ثم قال جل وعلا الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان؟ وهذا استفهام توبيخ تقريعي يوبخهم الله هذا والعياذ بالله حسرة الى حسرة. فهم في ما هم فيه من الشر والعذاب. وميزوا وعلى المؤمنين وبرزوا وعرف ان هؤلاء المجرمون وايضا يوبخون الم اعاد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان؟ احد اليكم العهد والوصية المؤكدة وقد عهد الله الينا جميعا بان لا نعبد الشيطان ولا نطيع الشيطان وان الشيطان عدو لنا وانزل بذلك الكتب وارسل الرسل وقاموا بذلك خير ونصحوا وبينوا فبين الله جل وعلا ونهى عن عبادة الشيطان وعبادته يعني طاعته لان من لاطاع الشيطان فقد عبده. كما قال جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. يقول عدي والحديث صحيح لما جاء عند النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد المبارك وطرح له وسادة فلا النبي صلى الله عليه وسلم اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون قال يا رسول الله ما ما عبدناهم ما عبدوهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم الم يحرم عليهم الحلال ويحل لهم الحرام. فيطيعهم في ذلك؟ قال بلى. قال تلك عبادتهم اذا عبادة الشيطان طاعته الشيطان امر بالكفر بالشرك بمعصية الله جل وعلا فقد عبدوا ولهذا قال جل وعلا الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين بينت لكم انه عدو بين العداوة. سواء حينما ابى ان يسجد لادم واقسامه بين يدي الله ان يضل العباد اجمعين الا عباد الله المخلصين. ان يغويهم. او بغيرهم من الايات التي منها ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فالله بين وعهد واوصى واقام الحجة على العباد ومع ذلك عصوا قال جل وعلا وان اعبدوني. ايظا هذي من وصيته. وصية الله جل وعلا. حذر عباده وحذر بني ادم من عبادة الشيطان وامرهم بعبادته وحده لا شريك له جل وعلا. قال وان اعبدوني هذا صراط مستقيم اعبدوني. خصوني بالعبادة. وحدوني افردوني بالعبادة وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. ثم قال هذا اي عبادتي صراط مستقيم لا اوجاج فيه كما قال جل وعلا اهدنا اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت انت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. وهو صراط واضح ابلج. بين لا خفاء فيه فمن تركه واتبع الشيطان وعبد الشيطان فلا يلومن الا نفسه. قال جل وعلا ولقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون. اضلا وازاغ منكم جبلا والجبل هم الخلق الكثير جبلا كبيرا يعني خلقا كثيرا نعم من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين كما في حديث البخاري النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل يوم القيامة يا ادم اخرج بعث هذه من ذريتك قال فيخرج من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين الى النار. وواحد الى الجنة. نعم جبل له كثير وخلق كثير وامم كثيرة وجبلا فيها ثلاث قراءات. قرأ نافع وعاصم جبلا بكسر الجيم وتشديد اللام وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بظم الجيم والباء وتخفيف اللام جبلا. وقرأ ابو عمرو وابن عامر الظم والاسكان. جبلا. على كل حال كلها قراءات معنى واحد والحاصل ان المراد جماعات كثيرة وخلقا كثيرا. قال جل وعلا ولقد اظل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون وهذا يسمى استفهام انكاري. لم تكونوا تعقلون. والعقل هو الفهم عن الله والعمل بمقتضى ما امر به الانسان واجتناب ما نهي عنه. فاين عقولكم ثم قال جل وعلا هذه جهنم التي كنتم بها هذه جهنم التي انتم توعدون وهذا دليل على انه قد عاينوا النار. فقال هذه جهنم وجهنم يدل على بعد القعر وشدة الظلمة في جهنم بعيدة القعر حالكة الظلمة والسواد نعوذ بالله وهو اسم من اسماء النار لان النار لها اسماء عدة جهنم والنار سعير حطمه وغيرها لكن كل اسم يدل على وصف ليس بالاسم الاخر فالسعير يدل على شدة التوقد و جهنم يدل على شدة ظلمتها وبعد قعرها والحطمة يدل على تحطيمها لعظام المعذبين الى غير ذلك. قال جل وعلا يقول جل وعلا هذه جهنم التي كنتم توعدون قال ابن كثير يقال للكفرة من بني ادم يوم القيامة وقد برجت الجحيم لهم تقريعا وتوبيخا هذه جهنم التي كنتم توعدون اي هذا اي هذه التي حذرتكم الرسل فكذبتموها اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون كما قال تعالى يوم يدعون الى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون افسحر هذا ام انتم لا تبصرون نعم هذه النار التي وعد الله عز وجل ونحن نعلم هذا ونوقن به وقد وعد الله من كفر به النار وبئس المصير. في ايات كثيرة جدا ولهذا يقال لك في اصلوها ايدخل فيها بما كنتم تكفرون. البال السببية وما مصدرية او موصولة بسبب كفركم او بالذي كفرتم ما ظلمهم الله عز وجل ولكن كانوا انفسهم يظلمون باعمالهم ادخلهم النار وقال جل وعلا اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون يوم القيامة يريدون ان يجحدوا ويكدوا بالسنتهم والله ربنا ما كنا مشركين كما اخبر عنهم تريدون يجحدون لما يرون المؤمنين ينجوا ينجون بالتوحيد وعدم الشرك يكذبون يريدون ان ينجوا فيختم على الافواه وتتكلم الجوارح وهذا اعظم العدل ان تشهد عليك جوارحك قال ابن كثير وقوله اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. هذا حال الكفار والمنافقين يوم القيامة. حين ينكرون كرموه في الدنيا ويحلفون ما فعلوه. فيختم الله على افواههم ويستنطق جوارحهم بما عملت قال ابن ابي حاتم والحديث ايضا عند مسلم والنسائي قال ابن ابي حاتم حدثنا ابو شيبة وساق بسنده عن انس بن مالك قال كنا عند النبي صلى الله عليه واله وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال اتدرون مما اضحك قل الله ورسوله اعلم قال من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول يا رب الم تجرني من الظلم فيقول بلى فيقول لا اجيز علي الا شاهدا من نفسي ما اريد احد يشهد علي الا من نفسي قال فيقول الله جل وعلا كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وبالكرام الكاتبين شهودا فيختم على فيه يعني على فمه قال ويقال لاركانه اركان اعضائه انطقي قال فتنطق بعمله ثم يخلى بينه وبين الكلام قل بنا. ختم على فمه فشهدت عليه جوارحه ثم خلي بينه وبينه ليتكلم فيقول بعدا لكن وسحقا. فعنكن كنت اناضل الان يذم ويسب جوارحه بعدا لكن وسحقا كنت عنكن اناظر انا ادافع عنكن وتشهدن عليه علي ولهذا ضحك النبي صلى الله عليه وسلم نعم تشهد الجوارح تشهد ما حنا مهملين يا اخوان وانك اذا اختفيت عن اعين الناس انك تخفى على الله لا ينطق تنطق يدك بما فعلت فخذك قدمك جوارحك تشهد عليك ثم قال ابن كثير ايضا اورد حديث اخر قال وقال عبد الرزاق وهو في النسائي في كتاب التفسير وسنده صحيح كما في السلسلة الصحيحة عم بهزي بن حكيم عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم تدعون مفدمة افواهكم بالفدام ومعنى مهدمة الفدان ما يشد على فم الابريق هذا هو الاصل. ما يشد على فم الابريق والكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه يجعل على فمي الايه؟ الانسان قال انكم تدعون مفدمة افواهكم بالفدام فاول ما يسأل عن احدكم فخذه وكتفه. رواه النسائي اول ما يسأل الفخذ والكتف وقال وروى ايضا الامام مسلم وابو داوود عن ابي هريرة رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث القيامة الطويل قال فيه ثم يلقى الثالث فيقول ما انت؟ فيقول انا عبدك امنت بك وبنبيك وبكتابك وصمت وصليت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع. قال يقال له الا نبعث عليك شاهدنا؟ قال فيفكر في في نفسه. من الذي يشهد عليه قال فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بما كان يعمل وذلك المنافق وذلك ليعذر من نفسه وذلك الذي سخط الله عليه وايضا روى الامام احمد بسند حسن لغيره وله شواهد وتدل عليه الاية من حديث عقبة بن عامر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول عظم من الانسان يتكلم يوم يوم يختم على الافواه فخذه من الرجل الشمال اول ما يتكلم عنك هذي الفقد من من قدمك اليسرى تشهد عليك بما كنت تعمل فيا اخوان لا بد ان ان ننصح انفسنا لابد ان نجتهد يا اخواني ما في ما يخفى على الله من شيء وتشهد عليك هذه الجوارح فاستعملها في طاعة الله لا تمتد الايدي الى ما حرم الله ولا تمشي الاقدام الى ما حرم الله ولا تنظر العيون الى ما حرم الله عليها والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا