اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولو نشاء لطمسنا فاستبقوا الصراط فاستبقوا الصراط فانى يبصرون ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ومن نعمره ننكسه في الخلق. افلا يعقلون وما علمناه الشعر وما ينبغي له. ان هو الا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون ودللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب افلا يشكرون واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون. لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون فلا يحزنك قولهم انا نعلم ما يسر انا نعلم ما يسرون وما يعلنون. حسبك. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد مر معنا في الايتين السابقتين ما ذكره الله جل وعلا من العذاب الذي اعده للكفار فمن ذلك قوله هذه جهنم التي كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون فذكر الله جل وعلا في الاية السابقة ان الكفار يريدون ان يجحدوا في الاخرة كما اخبر عنهم في اية اخرى وهي قوله والله ربنا ما كنا مشركين لانهم يرون المؤمنين ينجون بالتوحيد وعدم الشرك فيحلفون انهم لم يكونوا من اهل الشرك فعند ذلك يختم على افواههم وتتكلم جوارحهم بما كانوا يعملون وقلنا ان معرفة مثل هذا مما يؤكد على الانسان ان يتقي الله في جميع احواله وبجميع جوارحه ولا يظن انه يخفى شيء من فعله ولو خلا من الناس فان الله جل وعلا يراه فان لم تكن تراه فانه يراك وايضا هذه الجوارح التي ما عكست ستتكلم بما كنت تعمل وهناك مجال للجحود والانكار وهذه الارض التي تمشي عليها وتعمل عليها الاعمال يومئذ تحدث اخباره ستحدث اخبارها وما عمل عليها من صغير وكبير فاياك اياك والعمل الذي يعتذر منه اعمل عملا اذا رأيته ما ما يسوؤك لانه بين يدي الله جل وعلا تبلى السرائر وتكشف وتظهر وهذا ما يتكلم عليه اهل العلم ويعبرون عنه بالمراقبة ومراقبة الله جل وعلا في جميع الاحوال مع الناس او وحدك هذه المراقبة لله جل وعلا لان هدفك وغايتك هو العمل بطاعة الله هو ما يرضي الله جل وعلا وحده لا شريك له ما تلتفت الى غيره ومن اخلص لله جل وعلا وجعل اعماله كلها لله هذا هو الناجي بين يدي الله جل وعلا ثم قال في هذه الايات ولو ولو نشاء لطمسنا على اعينهم فاستبقوا الصراط فانى يبصرون هذه الاية والتي بعدها كما قال مقاتل وغيره قتل بن سليمان في تفسيره وقاله غيره قال هي في كفار قريش المشركين في زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم والقرآن مواضعه شتى فتحدث عن اهل الجنة تحدث عن اهل النار ثم انتقل الحديث الى الكلام مع كفار قريش المنكرين رسالة النبي صلى الله عليه وسلم والمكذبين له فقال جل وعلا ولو نشاءوا لطمسنا على اعينهم لو نشاء قد ذكرنا مرارا ان المشيئة في القرآن مرادفة للارادة الكونية مشيئة الله بمعنى ارادته الكونية لان ارادة الله جل وعلا نوعان ارادة كونية ازلية وهذه لابد من وقوعها وقد تكون محبوبة محبوبة لله وقد تكون غير محبوبة لله فالله كونا وازلا اراد كفر ابليس واراد كفر الكافرين واراد ان يكون نبينا صلى الله عليه وسلم نبيا واراد ايمان المؤمنين واما الارادة الشرعية وهي لا تكون الا بما يحب الله جل وعلا ولكن قد تقع وقد لا تقع فالله احب شرعا ان يؤمن الناس كلهم ولكنهم لم يؤمنوا جميعا لم يؤمن جميع الناس فالحاصل ان المشيئة اذا جاءت للقرآن فهي مرادفة للارادة الكونية ولهذا قول هنا ولو نشاء اي ولو اردنا ولكنه ما اراد ذلك جل وعلا قال ولو نشاء لطمسنا على اعينهم. الطمس في الاصل هو العفو والدثور. يقال طمست طمست اعلام الطريق وانطمس الاثر يعني ان محى وزال ولهذا قال بعض المفسرين من اهل اللغة ان الطمس هنا المراد به لو اردنا الا نبقي شقا للعين للعينين جعلنا هذا المكان الذي فيه العينان جعلناه مطموسا مستويا لا شق فيه ولا اجفان ولا شيء لو شئنا لفعلنا ذلك وقال ائمة التفسير ومنهم ابن عباس قال لطمسنا اعينهم قال لو نشاءوا لاضللناهم عن الهدى طمسنا اعينهم يعني اظللناهم على الهدى كانا جعلنا عليه شي طمسناها فازلناها اذهبنا نظرها اذهبنا الانتفاع بها فلا يهتدون الى الحق ولا يبصرونه ولا يرونه والقول الثاني وهو قول الحسن قال المراد لو شاء الله لطمس على اعينهم فجعلهم عميا يترددون يعني جعلهم عميا لا يبصرون الطريق اذا ما الفرق بين القولين القول الاول وقول ابن عباس يقول المراد انا اضللناهم على الهدى ومسنا اعينهم يعني اغلقن اعينهم وطمسنا عليها فلا ترى الهدى ولا تتبع الحق والقول الثاني يقول لا الطمس هنا للاعين نفسها لو شاء الله لجعلهم بلا اعين ولا عيون لهم واختار هذا القول ابن جرير ووافقه ابن كثير قالوا لان الكلام مع قوم كفار هم كفار فكيف يقال لو نشأوا لطمسنا اعينهم عن الهدى هم على غير الهدى اصلا هم على غير الهدى هم قوم كفرة بالله جل وعلا فالمراد ان الله جل وعلا يبين لهم قدرته عليهم وانه لو شاء لجعل هؤلاء المخاطبين بلا اعين ليس لهم اعين يبصرون بها طمس الاعين وسدها واعماها وهم احياء وهذا دليل على كمال قدرته ودليل على تحذيرهم وتخويفهم الامر امره وانتم في قبضته لو شاء لجعلكم بلا اعين ويؤيده الاية ايضا التي بعدها ولهذا يكون المعنى لو نشأوا لطمسنا على اعينهم لاعميناهم وذهبنا بابصارهم فاستبقوا الصراط يعني فبادروا الصراط والطريق قال بعض اهل العلم الى منازلهم لو لو نشأنا ذهبنا بابصارهم فيبادرون يريدون يرجعوا الى دورهم الى بيوتهم يريدون الطريق الذي كانوا يذهبون معه فانى يبصرون كيف يبصرون كيف يبصرونه لان الله ذهب باعينهم فكيف يرون ويؤيده قوله بعد ذلك قال ولو نشأوا لمسخناهم على مكانتهم ايضا لو نشأ لاقعدناهم والمسخ هو التغيير من حال الى حال ولهذا قال ابن عباس لمسخناهم يعني اهلكناهم يعني غيرنا حالهم من القيام والصحة والذهاب والمجيء لاهلكناهم. وقال السدي لغيرنا خلقهم وقال ابو صالح لجعلناهم حجارة. وقال الحسن وقتادة لاقعدناه لاقعدهم على ارجلهم يعني بدل ما هم قيام لاقعدهم صاروا لا يستطيعون ان يتحركوا ممسوخين قد غيرت خلقتهم لا يستطيعون القيام ومكانتهم اي مكانهم المكانة والمكان بمعنى بمعنى واحد ولو نجا ولو نشأوا لمسخناهم على مكانتهم لو نشاء مسخناهم غيرنا حالهم من الصحة والعافية والقدرة على الذهاب والمجيء واجعلهم وجعلناهم مقعدين ثابتين المكان الذي هم فيه فلا يستطيعون مظي الى الامام فما استطاعوا مضيا ما يستطيعون يمشون الى الامام ولا هم يرجعون الى الوراء بل يلزمون حالا واحدة لا يتقدمون ولا يتأخرون اذا مع ان الاية تتضح مرة اخرى وهذا على القول الثاني وهو قول الحسن واختيار ابن جرير وابن كثير وهو الاظهر والله اعلم ان الله سبحانه وتعالى يتهدد هؤلاء الكفار ويبين لهم كمال قدرته وانه لو شاء لذهب باعينهم التي يبصرون بها ويذهبون ويجيئون فاذا ذهب بهذه الاعين بادروا الصراط بادروا وسارعوا يريدون الطريق الذي يوصلهم الى اهلهم او الى بيوتهم ولكنهم ما يستطيعون ان يسلكوا هذا الطريق لانهم لا يبصرون ولا يرون اذا اذكروا نعمة الله عليكم بنعمة هذا البصر الذي اعطاكم والعقل والفهم والذهاب والمجيء الذي اعطاكم ذلك يجب ان تفردوه بالعبادة والا تجعلوا معه شريكا ولا الها اخر ولو شاء جل وعلا ايضا لمسخكم وغيركم من حال القيام والصحة والقدرة الى ان اقعدكم وجعلكم في مكان واحد ما تستطيعون تتحركون قد اقعدتم مقعدين لا تستطيعون مضيا الى الامام وذهابا من المكان الذي انتم فيه ولا تستطيعون ان ترجعوا الى الوراء وهذا تخويف وتحذير والله جل وعلا على كل شيء قدير والله لو اراد ذلك بجميع الخلق لا يعجزه شيء لفعله ولكنه جل وعلا يمهل ولا يهمل فتركهم مدة الى حين ولكن مآلهم ومصيرهم الى النار الا من سبقت له الحسنى فامن وتاب ورجع وكم رجع من هؤلاء الكفار رجع منهم كثير اتى انه عام الفتح اسلم اهل مكة كلهم الا ثلاثة اشخاص فقط منهم عكرمة ابن ابي جهل رضي الله عنه لكنه اسلم بعد ذلك ورجع الى الاسلام وبقي اثنان فالله ارحم بعباده من انفسهم اذا هذا هو حاصل دلالة الاية على القول المختار ان الله سبحانه وتعالى اخبرهم عن قدرته عليهم وانهم في قبضته ولو اراد لاذهب ابصارهم وطمس اعينهم فاذا ارادوا ان يستبقوا الصراط ويبادروا الى الذهاب مع الطريق الى منازلهم ما استطاعوا ذلك لانهم لا يبصرون ولا يرون ولو شاء جل وعلا لمسخهم على مكانتهم وغير حالهم واقعدهم فصاروا لا يستطيعون حراكا لا يتقدمون عمهم فيه ولا يتأخرون. هذا خلاصة ما يقال في هذه الايات ثم قال جل وعلا ومن نعمره ننكسه في الخلق افلا يعقلون ننكسه فيها قراءتان قرأ عاصم حمزة بضم النون الاولى وتشديد الكاف ننكسه وقرأ الباقون بالتخشيف بالتخفيف ننكسه والمعنى لا يختلف باختلاف القرى القراءتين هما لغتان في الكلمة نكسه ونكسه بمعنى واحد يقول جل وعلا ومن نعمره ننكسه في الخلق؟ ابلا يعقلون قال ابن جرير الطبري في تفسيره ومن نعمره اي نمد له في العمر ننكسه نرده الى قبل حاله بالصبى من الهرم والكبر وذلك هو النكس نعمره ننكس والنكس نكسه ارجعه ونكس ونكس بمعنى يقول من نزيد في عمره حتى يطول عمره نرده الى ما كان عليه يذهب عقله يصيبه الهرم يصبح كالصبي لا يعقل ولا يدري شيء وهذا فيه عبرة وفيه اية من يفعل ذلك قادر على البعث والنشور سبحانه وتعالى اوجد ابن ادم ضعيف لا يعقل لا يفهم لا يدري ثم كبر وشب وصار كهلا ثم بدأ خلقه بالظعف والنقص حتى لا يعلم من بعد علمي شيئا وهذا امر معروف بعض الناس اذا طال عمره صار كالمجنون كالصبي بل ربما يبول على ثيابه وربما يكشف عورته امام الناس وربما يقول كلاما هذا فيه عبر هذا فيه عبرة لكل صاحب عقد اولا قدرة الله جل وعلا فكيف اوجده من عدم ثم من ضعف ثم جعل قوة ثم جعل من بعد قوة ظعفا وشيبة ورده الى ارذل العمر وفيه ايضا ان لا يغتر الانسان ولا يسخر بغيره والناس مجرد ان يرى انسان عنده بعض التصرفات ينتقده هذا مخرف هذا مجنون ذهب عقله الطريق واحد انتبه ان مد الله في عمرك ستكون هكذا ولهذا اصح القولين في قوله جل وعلا ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين الا الذين امنوا ان الاستثناء هنا منقطع كل انسان اذا طال عمره رده الله الى اسفل سافلين لكن الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون غير ممنون غير مقطوع الله جل وعلا واما الذي لم يؤمنوا ولم يعملوا الصالحات لا يرده الله الى ما كان يعمل ولهذا من الدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه يستعيذ بالله من الهرم ومن الكبر سوء الكبر وهذا مما ينبغي للمسلم ان يلزم الدعاء به استعيذ بالله من الهرم من ان يرد الى ارذل العمر لانه في هذه الحال لا يستفيد عملا صالحا النبي صلى الله عليه وسلم يقول خيركم من طال عمره حسن عمله لكن اذا ذهب عقله ما يبقى له عمل ما يدرك غير مكلف ولكن يكون عالة على من حولهم فانتبه يا عبد الله وجد واجتهد والله جل وعلا يمتع عباده الصالحين الذين يحفظون جوارحهم تجدهم تبقى معهم قوتهم العقلية اكثر من غيرهم كما روي ان بعض السلف كان مع تلامذته في قارب قارب سفينة صغيرة فاضطروا الى النزول منها فقفزوا منها فقفز معهم من مكان مرتفع ونزل في الارض ولم يصبه شيء قالوا ما هذا ايها الشيخ يعني قفزت ولم تتأثر ولم يصيبك شيء قال تلك جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك والجزاء من جنس العمل قال جل وعلا افلا يأكلون؟ آآ قبل ذلك يقول ابن كثير يخبر تعالى عن ابن ادم يشرح قوله جل وعلا ومن نعمره ننكسه في الخلق. افلا يعقلون؟ يقول ابن كثير يخبر تعالى عن ابن ادم انه كلما طال عمره رد الى الظعف رد الى الظعف بعد القوة والعجز بعد النشاط كما قال تعالى الله الذي خلقكم من ظعف ثم جعل من بعد ظعف قوة ثم جعل من بعد قوة ظعفا وشيبة يخرق ما يشاء وهو العليم القدير وقال ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا والمراد من هذا والله اعلم الاخبار عن هذه الدار بانها دار زوال وانتقال لا داروا لا دار دوام واستقرار ولهذا قال افلا يعقلون اي يتفكرون بعقولهم ابتداء خلقهم ثم صيرورتهم الى الى شبيبة ثم سيرورتهم الى الشبيبة ثم الى الشيخوخة ليعلموا انهم خلقوا لدار اخرى لا زوال لها ولا انتقال منها ولا محيد عنها وهي الدار الاخرة بهذا قال افلا يعقلون؟ هذا استفهام انكاري الا تعقل وكبر السن يا اخوان الذي ما جربه نخبره بما جربه الكبار كبر السن لا يمكن اخفاؤه هذا النشاط الذي انت فيه تقوم بعنفوان الشباب تجلس اذا تقدم بك السن ما تقوم الا باللتياء والتي مهما تغالب مهما تحاول العمر زهرة الشباب زهرة العمر ولهذا ذكره الله عز ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث مرتين لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمري فيما ابناه في عن عمره فيما افناه وفي وعن شبابه فيما ابلاه مرتين يسأل العمر كله وعن الشباب خاصة لانه افضل العمر واحسن العمر ولهذا ايها الشاب لا تظيع شبابك بغير طاعة الله وابشر فان الشاب الذي نشأ في طاعة الله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله سبحانه وتعالى وقال احد الامامين نسيت الان هل هو الامام البخاري؟ او الامام احمد كما ذكره الذهبي في سير اعلام النبلاء يقول ما شبهت الشباب الا شيء كان في كمي فسقط مني الشباب الذي معك هذا الان كأنه شيء معك في الكون لكن سيسقط منك وانت ما ما شعرت به الا اذا بدأت تعجز تثقل عليك الامور استغل يا اخي استغل شبابك لكن بعض كبار السن وفقهم الله فصار عندهم من العزيمة والارادة ما تغلب شباب بعظ الشباب والله المستعان على كل حال. قال ثم قال ابن كثير وقوله وما علمناه الشعر يعني النبي صلى الله عليه واله وسلم وما علمناه الشعر وما ينبغي له لانهم متهموه بانه شاعر من التهم قالوا انه شاعر وغيرها مجنون ساحر كذاب اساطير الاولين الى غير ذلك لكن من التهم قالوا انه شاعر فكذبهم الله ورد عليهم قال وما علمناه الشعر وما ينبغي له ايضا قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم انه ما علمه الشعر وما ينبغي له اي وما هو في طبعه فلا يحسنه ولا يحبه ولا تقتضيه جبلته ولهذا ورد انه عليه الصلاة والسلام كان لا يحفظ بيتا على وزن منتظم بل ان اشده زحفه او لم يتمه وقال الطبري وما ينبغي له يعني ما ينبغي له ان يكون شاعرا ومقولة ابن كثير هنا ولهذا ورد انه عليه الصلاة والسلام كان لا يحفظ بيتا على وزن منتظم بل ينشده زحفه او لم يتمه ما معنى زحفوا يعني يزحف بعض الكلمات بدل بعض الكلمات فينكسر البيت لكن هذا الكلام فيه نظر وغير صحيح سنريد ان شاء الله الان من الادلة انه ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم ردد بعض الابيات في الصحيحين وفي غيرها ولكن القصد ان مقام النبي صلى الله عليه وسلم اعلى من مقام الشعر لان الله اتاه جوامع الكلم ولان كلامه صلى الله عليه وسلم وحي كما اخبر الله عز وجل ما جاء شرعه صلى الله عليه وسلم فوحي وحي من الله قال وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوح واتاه الله جوامع الكلم فمقامه اعظم وارفع من مقام الشعر ثم قال ابن كثير وقال ابو زرعة الرازي حدثت عن اسماعيل ابن مجالد عن ابيه عن الشعبي انه قال ما ولد عبد المطلب ذكرا ولا انثى الا يقول الشعر يعني جده عبدالمطلب نسله ولو عشرة اولاد منهم عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم واناث ما ولد احد من ذكر او انثى الا يقول الشعر. قال الا رسول الله صلى الله عليه وسلم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عساكر في ترجمة عتبة ابن ابي لهب الذي اكله السبع بالزرقاء انه كان شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ابي لهب ابوه انزل الله فيه سورة كاملة كان عدوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وابنه مثله فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليه كلبا من كلابك هذا في السيرة فخرج مع قومه الى الشام في تجارة فكان اذا جا ينام يأتي في وسطهم ويتخوف ان ينام بجانب يعني الى جانب البر يكون في وسط القوم فقيل له مالك قال ان محمدا دعا علي ان يأكلني كلب من كلب ووالله لا يكذب محمد ومع ذلك لم يؤمن قال والله ما يكذب وذكروا في السير انهم لما كانوا في الزرقاء في الاردن يعني للشام وناموا ذات ليلة جاء سبع ذئب فتخطاهم جميعا حتى اتى اليه فاكله من بينهم. قال وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي وساقه بسنده عن الحسن البصري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت كفى بالاسلام والشيب للمرء ناهيا فقال ابو بكر يا رسول الله كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا قال ابو بكر او عمر اشهد انك رسول الله يقول الله وما علمناه الشعر وما ينبغي له يعني النبي صلى الله عليه وسلم اخطأ في البيت مثلا يقول كفى كفى الشيب والاسلام او كما الشيب والاسلام للمرء نهيا قال كفى بالاسلام والشيب للمرء ناهيا لكن هذا ضعيف ولا يصح وانا الحقيقة ساورد ما اورده ابن كثير هنا لان قد لا نتعرض لموضوع الشعر الا في هذا المكان لان هذا من رواية الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم والحسن ليس صحابي هذا مرسله اهل العلم قال وهكذا روى البيهقي في الدلائل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس ابن مرداس السلمي انت القائل اتجعل نهبي ونهب عبيد بين الاقرع وعيينة وقال انما هو بين انما هو بين عينة والاقرع فقال الكل سواء يعني في المعنى صلوات الله وسلامه عليه لكن ايظا هذا ظعيف لارساله قال لي اخواني مثل هذا الكلام اذا قيل حقيقة يعني يشم منه الاجراء بالنبي صلى الله عليه وسلم وتنقيص النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم افصح الخلق افصح الخلق والشعر من سائر الكلام ثم ما ثبت الاسناد ولكن الله لم يجعله شاعرا بل جعله جعله نبيا رسولا وما ينبغي له هذا لان الذي يشتغل بالشعر لا يكون مثل الاولياء الاتقياء الذين يشتغلون بالقرآن والسنة ونسيت ان شاء الله الكلام انه لا ينبغي الاكثار من الشعر ولا يغلب على الانسان قال ثم اورد ايضا قال وقال الامام احمد حدثنا هشيم وساق بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استراب الخبر تمثل فيه ببيت طرفة ويأتيك بالاخبار من لم تزودي وهذا اسناد صحيح وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة من طريق ابراهيم بن وهاجر عن الشعب عنها ورواه الترمذي والنسائي ايضا عنها ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وصححه الالباني في صحيح الادب المفرد يعني انشد البيت على وجهه ويأتيك بالاخبار من لم تزودي وقال الحافظ ابو بكر البزار وهو ايضا عند الطبراني في الكبير بسند صححه الالباني عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يتمثل الاشعار اذا يتمثل يقول بيتا من الشعر احيانا لكن قول وما علمناه الشعر وما ينبغي له يعني ما علمناه الشعر حتى يكون شاعرا ولا ينبغي له ان ينظم الشعر ويقوله من نفسه ويكون من اهله يتمثل الانسان ببيت غيره لا بأس لا لا مانع من هذا ولهذا هذا يعتبر من السنة انت تتمثل احيانا تستدل ببيت من الشعر فيه حكمة النبي صلى الله عليه وسلم كان يستدل بذلك. احيانا لكن ليس هو ديدنه غالبا وابدا وليس هو من نظمه وانشائه صلى الله عليه واله وسلم عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل الاشعار ويأتيك بالاخبار من لم تزودي قال وهذا وهذا ابن كثير ذكر هذا ثم قال وهذا في شعر طرفة ابن العبد في معلقته المشهورة وهذا المذكور منها اوله يعني هي اول المعلقة ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا ويأتيك بالاخبار من لم تزودي ويأتيك بالاخبار من لم تبع له ما لم ويأتيك بالاخبار من لم تبع له بتاتا ولا ولم تضرب له وقت موعد. صحيح الاخبار تأتيك ما يحتاج يستأجر ناس روحوا جيبوا لي الاخبار تأتيك الاخبار تأتيك من انسان انت ما طلبت منه الاخبار اصلا قال ثم قال وقال الحافظ ابو بكر البيهقي اخبرنا ابو عبد الله الحافظ وساق بسنده عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت شعر قط الا بيتا واحدا تفائل بما تهوى يكون فلقلما يقال لشيء كان الا تحقق قال ابن كثير سألت شيخنا الحافظ ابا الحجاج المجزي عن هذا الحديث فقال هو منكر ولم ير الشيخ الحاكم ولا الضرير وقال عنه الالباني كذلك منكر جدا ثم ذكر بعظ الاخبار يعني تدور حول هذا النبي كان ما يحفظ القليل ويخطي اذا اوردها لكن اثبت بعد ذلك ما يزور به كل هذا الذي ذكر قال وثبت في الصحيحين انه عليه الصلاة والسلام تمسل يوم حفر الخندق بابيات عبد الله بن رواحة ولكن تبعا لقول اصحابه فانهم كانوا يرتجزون وهم يحفرون وهم يحفرون فيقولون كان يحفرون الخندق لهم لولا انت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فانزلا سكينة علينا وثبت الاقدام ان لاقينا ان الولاة قد بغوا علينا اذا ارادوا فتنة ابينا ويرفع صوته بقوله ابينا ويمدها اي ان ارادوا فتنة بالمسلمين ابينا عليهم ذلك ما نطيعهم اذا انشد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ابيات لكن ليس من انشائي هو رددها مع اصحابه يرتجزون قال وقد روي هذا بزحاف في الصحيح ايضا اللي يحتاج مراجعة في الصحيح في البخاري وغيره لكن قوله بزحاف يعني كانه زحف حرفا مكان حرف او كلمة مكان كلمة قال وكذلك ثبت انه قال يوم حنين وهو راكب البغلة تقضي يقدم بها في نحور العدو انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب لكن قالوا هذا وقع اتفاقا من غير قصد لوزن شعر. بل جرى على اللسان من غير قصد اليه وكذا ما ثبت في الصحيحين عن جندب ابن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في غار فنكبت اصبعه اصاب اصبعه نكبه ضربت بحجر او نحوه فقال هل انت الا اصبع دميتي وفي سبيل الله ما لقيت وسيأتي عند قوله الا اللمم وسيأتي عند قوله اللمم انشادوا انشادوا انشادوا البيت يعني ان تغفر اللهم تغفر جما واي عبد لك ما الم ثم قال ابن كثير وكل هذا لا ينافي كونه صلى الله عليه واله وسلم ما علم شعرا ولا ينبغي له. فان الله تعالى ان ما علمه القرآن العظيم انما علمه القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطن من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وليس هو بشعر كما زعمهم طائفة من جهلة كفار قريش ولا كهانة ولا مفتعل ولا سحر يؤثر كما تنوعت فيه اقوال الظلال اراء الجهال وقد كانت سجيته صلى الله عليه واله وسلم تأبى صناعة الشعر طبعا وشرعان كما رواه ابو داوود عن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ابالي ما اتيت ان انا شربت ترياقا او تعلقت تميمة او قلت الشعر من قبل نفسي. تفرد به ابو داوود لكن هذا لا يصح سنده ايضا. وروى البخاري نعم وقال الامام احمد وساق بسنده عن ابي نوفل قال سألت عائشة اكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر فقالت كان ابغض الحديث اليه وقال عن عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء ويدع ما بين ذلك وروى البخاري ومسلم وهو عند ابي داود عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لان يمتلي جوف احدكم قيحا خير له من ان يمتلي شعرا وفي البخاري ومسلم كذلك لان يمتلي جوف احدكم قيحا حتى يريه خير له من ان يمتلي شعرا هذا فيه ذم الشعر فقال ان يمتلي جوف الانسان قيح والقيح معروف هو الصديد الذي يخرج من الجرح والدمل خير له من ان ان يمتلئ بالشعر لكن المراد هنا الابتلاء تصير كول يصير شاعر وهمه الشعر كل محفوظات الشعر ولا يتكلم الا بالشعر لو يمتلئ صدر هذا من القيح والمرض خير له من ان يمتلي من الشعر وهذا وهناك بوب البخاري قال باب ما يكره ان يكون الغالب على الانسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن فهم البخاري ما فهم منه التحريم تحريم للكثرة اما ينشد بيت او بيتين او احيانا بعض المرات يسمع ابياتا ابياتا في الحكمة او في الموعظة ولكن ليست هي همه وديدنه وغالب عمره هذا لا بأس به وقال الامام احمد ثم قال وقال الامام احمد حدثنا يزيد حدثنا قزعة وساق بسنده عن شداد ابن اوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرض بيت شعر بعد العشاء الاخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة لكن هذا الحديث قال عنه ابن كثير وهو حديث غريب من هذا الوجه ولم يخرجه احد من اصحاب الكتب الستة وظعفه الالباني والمراد بذلك نظمه لا انشاده والله اعلم يعني لو صح الحديث المراد من يجلس بعد العشاء ينشأ الشعر وينظمه ويبتدئه لا من يقوله قال والمراد بذلك نظمه لا انشاده والله اعلم على ان الشعر فيه ما هو مشروع وهو هجاء المشركين الذي كان يتعاطاه شعراء الاسلام كحسان ابن ثابت وكعب ابن مالك وعبدالله بن رواحة وامثالهم وابرى بهم. رضي الله عنهم اجمعين ومنه ما فيه حكم ومواعظ واداب كما يوجد في في شعر جماعة من الجاهلية ومنه امية بن ابي السلط الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم امن شعره وكفر قلبه وقد انشد بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم مئة بيت يقول عقب كل بيت هيه يعني يستطعمه فيزيده من ذلك يعني ومعنى يستطعمه يعني يطلب منه ان يزيده وهذا الحديث يشير الى الحديث الذي رواه مسلم عن عمرو بن الشريد عن ابيه قال ردفت النبي صلى الله عليه وسلم يوما يعني كنت رديفا ركبت رديفا للنبي صلى الله عليه وسلم في احد الايام فقال هل معك من شعر امية ابن ابي الصلت هل معك من شعر امية ابن ابي السلط شيء؟ قلت نعم قال هي وهي هذه كلمة تدل على طلب ان يتكلم فقال هيه قال فانشدته بيتا ثم قال هيه ثم اشدته بيتا فقال هيه حتى انشدت مئة بيت هذا مرة واحدة النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ما هو طيلة وقت الانسان شعر من ايظا الشيء اللي اذا كان فيه حكمة يحرك القلوب والشعر ديوان العرب قال وقد روى ابو داوود من حديث ابي ابن كعب وبريدة ابن حصيب وعبدالله بن عباس ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحرا وان من الشعر حكما وهذا ايضا جاء في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من الشعر لحكمة وجاء ايضا عند ابي يعلى والدارقطني بسند حسنه الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الشعر فقال هو كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح الشعر كلام حسن وحسن وقبيحه قبيح لكن لا ينبغي ان يكون هو الغالب على حياة الانسان حياته كلها شعر قائما وقاعدا وذاهبا ومضطجعا لا قال الذي يغلب عليك ذكر الله عز وجل تلاوة القرآن والذكر من التسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار ومدارسة العلم لانه اذا كثر عليك لابد يتغير الانسان يا اخوان كل اناء بما فيه ينبح فالذي يغلب عليه الشعر لا تجده كالذي يغلب عليه القرآن او يغلب عليه الذكر لكن لا بأس ان يروح عن نفسه الانسان احيانا خاصة اذا كانوا في سفر او معه مثلا الاطفال يسمعهم بعض الحكم بعض الاشعار نونية ابن القيم امنية القحطاني الاشياء اللي حتى التي فيها شيء من الدعابة التي ما تصل الى الطعن واللمز لا بأس بهذا يروح عنهم بهذا ولكن لا يكون هو همه لان بعض الناس سنة ركوب السيارة عنده الغنى منذ ان يركب ربما لو كان ذاهبا للمسجد النبوي يغني لا لا والله لو كان خيرا لعلمه الله نبيه صلى الله عليه وسلم لكن لا مانع ان احيانا يسمع كذلك ما فيها حكم مواعظ مثل نونية ابن القيم نونية عظيمة قرابة ستة الاف بيت كلها في عقيدة اهل السنة والجماعة حقيقة الفرقة الناجية الشافية الكافية في عقيدة الفرقة الناجية فيها دفاع وبيان للتوحيد دفاع عن العقيدة اه ثم قال ابن كثير ولهذا قال تعالى وما علمناه الشعر يعني محمدا صلى الله عليه واله وسلم ما علمه الله شعرا. وما ينبغي له اي وما يصلح له ان هو الا ذكر وقرآن مبين. اي ما هذا الذي علمناه الا ذكر وقرآن مبين لان هذا كان في معرض الرد على الكفار الذين قالوا ان القرآن الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم انه شعر دافع الله عن نبيه قال وما علمناه الشيء؟ وما ينبغي لهم. ان هو يعني الذي علمناه والذي جاء به ان هو الا ذكر لله جل وعلا وقرآن مبين قرآن بين انه من عند الله وهو ذكر لله جل وعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب قال الا ذكر وقرآن مبين اي ما هذا الذي علمناه الا ذكره وقرآن مبين اي اي بين واضح جلي لمن تأمله وتدبره ولهذا قال لينذر من كان ياء اي لينذر هذا القرآن اي لينذر هذا القرآن البين كل حي على وجه الارض كقوله لانذركم به ومن بلغ وقال ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده ثم قال وانما ينتفع بنذارته من هو حي القلب مستنير البصيرة كما قال قتادة حي القلب حي البصر وقال الضحاك يعني عاقلا ابن كثير رحمه الله هنا يعني ذكر الاقوال التي جاءت عن السلف بمعنى من كان حيا والمراد به من كان حيا القلب حريص على الهداية يقبل الحق وذكر ايضا قولا ظمنه في كلامه ان هذا القرآن انما هو للاحياء وليس للاموات هذا ينذر به او ينتذر به من بلغه القرآن الميت لم يبلغه القرآن لهذا نعلم ايها الاخوة ان القرآن للاحياء ولهذا لا يجوز قراءته في القبور وعلى القبور لان هذا بدعة لم يفعلها اتقى الخلق صلى الله عليه واله وسلم ولم يرشد اليها بقوله ولم يفعله اصحابه والتابعون لهم باحسان لكن هو للحي لينتفع ويتعظ ويعتبر به وهو اعظم عظة واعظم تذكرة ثم قال هنا لينذر به لينذر هذا القرآن كل حي في قوله لينذر قولان قراءتان فقرأه نافع وابن عامر لتنذر من كان حيا وقرأه الباقون لينذر نعم لتنذر وقرأ الاخرون لينذر ومن هنا قال بعض المفسرين لتنذر انت يا محمد بهذا القرآن وقال بعضهم لينذر اي القرآن وعند التأمل لا يختلف المعنى كثيرا فالله امر النبي صلى الله عليه وسلم ان ينذر بالقرآن لكن انما ينتذر ويتعظ من كان حي القلب من كان حيا موجودا على وجه الارض ورزقه الله حياة القلب هذا هو الذي يتعظ بمواعظ القرآن ويعمل بما فيه ويتبعه بل ويا ويحق الحق على على الكافرين اذا هذه هي العلة من انزال القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم ليتعظ به من كتب الله له السعادة ويتذكر به اصحاب القلوب الحية المقبلون عليه وعظة ويحق القول بهذا القرآن او بهذا الانذار من النبي صلى الله عليه وسلم على الكافرين يحق القول يقول ابن جرير ويحق العذاب على اهل الكفر بالله المولين عن اتباعه المعرضين عما اتاهم به من عند الله وقال القرطبي في تفسيره ويحق ويحق القول قال اي وتجب الحجة بالقرآن على الكفرة ويقول ابن كثير اي هو رحمة للمؤمن وحجة على الكافر نعم هذا القرآن ينتظر به من كان حي القلب ويحق القول فيه على من كفر ويستحق العذاب لاعراضه عما فيه وكفره به وعدم الايمان به. ثم قال جل وعلا الم ترى او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون هذا الاستفهام استفهام انكاري وبعض المفسرين يقول تعجيبي وينبغي ان يفرق بين الاستنكار التعجيبي والتعجبي لان التعجب يعجب من هذا الفعل والتعجيب يعجب كيف يفعلون هذا ولهذا اكثرهم يعبر عنه بانه انكاره يعني ينكر عليهم او لم يروا مخاطب فيه كفار قريش ويدخل فيه من كان مثلهم اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون الا يعتبر هؤلاء وينظرون الى ما خلقنا لهم مما عملته ايدينا نحن الذي اوجدناه وخلقناه وهذا يدل على قدرتنا فنحن خلقنا لهم انعاما من المواشي والدواب والغنم والابل والبقر. خلقنا لهم انعاما وهم لها مالكون وملكناهم امرها وجعلناها مذللة يملكون شأنها ويتصرفون فيها قال ابن كثير يذكر تعالى ما انعم به على خلقه من هذه الانعام التي سخرها لهم فهم لها مالكون قال قتادة مطيقون يعني يطيقون هذه الانعام يتصرفون فيها قال اي جعلهم يقهرونها وهي ذليلة لهم لا تمتنعوا منهم باللوشاء بل لو جاء صغير الى بعير لاناخه ولو شاء لاقامه وساقه وذاك دليل منقاد له وكذا لو كان القطار او القطار مائة بعير او اكثر لصار الجميع بسير بسير صغير القطار يعني الابل التي قديما يجعلونها يقوطرونها اثر بعضها يربطونها بحبال فيعتنون بالبعير الاول والمئة بعير التي بعده مثلهما ما ما تكلفهم شيئا بل قد يقود البعير الاول صغير طفل وتنساق بقية الابل يعني ذللها الله عز وجل ولهذا قال وذللناها لهم فمنها ركبه منها يأكله سخر الله يا اخوان لنا هذه الانعام هذا البعير لولا ان الله سخره لبني ادم او كذلك البقر او الجواميس او بل حتى الضأن وحتى المعز لولا ان الله سخرها لك هي اقوى منك ما تستطيع ان تجبرها على ما تريد الا ان الله ذللها وسخرها هذي اية بحد ذاتها اية نعمة عظيمة من الله فوهنا يذكرهم بانه عمل لهم جل وعلا مما خلق من الخلق انعاما الذي اوجد هذه الانعام من العدم اليس بقادر على ان يحيي الموتى سبحانه وبلى الايظ جعل هذه الانعام ملككم امرها ظلم تملكونه وتتصرفون فيها ايضا ذللها وسخرها لكم ايضا فمنها ركوبهم ومنها يأكلون تركبون عليها وتسافرون عليها تركبون على الابل وعلى الخيل نعمة من الله عز وجل وايضا تأكلون لحومها من الذي اوجد هذا هو الله فمن فعل بكم ذلك وجب عليكم ان تخصوه بالعبادة وان تفردوه وان تؤمنوا بما جاء في كتابه وعلى لسان رسوله انكم تبعثون وتحشرون وتجزون باعمالكم ثم قال جل وعلا ولهم فيها منافع ومشارب افلا يشكرون لهم فيها منافع يقول ابن كثير اي من اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين ايضا من جلودها قال وما شارب اي من البانها وابوالها لمن يتداوى ونحو ذلك افلا يشكرون؟ اي افلا يوحدون خالق ذلك ومسخره ولا يشركون به غيره هذا كلام دقيق من ابن كثير. افلا يشكرون شكر الله على هذه النعم هو افراده هو توحيده افراده بالعبادة واخلاص العبادة له وهنا قال يشربون من البانها وابوالها اه يجوز شرب ابوالابل وقد جاء بذلك حديث في الصحيحين في البخاري ومسلم لما جاء قوم من عكل وعرينة الى المدينة لاستوخموها يعني ما طاب لهم جو المدينة اشتكوا الى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال الحقوا بابل الصدقة واشربوا من البانها وابوالها فلحقوا بابل الصدقة فشربوا من البانها وابوالها فصحوا صحت ابدانهم ثم قتلوا الرائي واستاقوا الابل ليفروا بها فارسل النبي صلى الله عليه وسلم في في طلبهم فجيء بهم والحديث في الصحيحين فقتلوا حاصل ان ابوال الابل يجوز شربها وانها دواء ويتكلم كثير مين المختصين؟ من الاطباء وغيرهم انها شفاء ابوالابل للسرطانات ولامراظ الكبد وعلى كل حال الشرع لا يمنع من هذا ما دام احل الله جل وعلا شربها فلا مانع من ذلك. اذا ابوال الابل طاهرة بقال الفقهاء ان ابوال ما يؤكل لحمه طاهر فلو اصاب ثيابك بول الابل او بول الغنم او البقر فانها طاهرة ويجوز الصلاة فيها لكن ازالتها وتطهير الثوب وتنظيف افضل واحسن لكنها طاهرة ولهذا النهي عن الصلاة في مبارك الابل لا ليس لاجل نجاسة ابوالابل لا لكن لانها مظنة وجود الشياطين تخبط الانسان وهو يصلي او تعرض له بسوء هذا هو هذا هو معنى النهي عن عن الصلاة في مبارك الابل قال جل وعلا واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون. يخبر جل وعلا عن المشركين وعن الكفار انهم اتخذوا من دون الله. يعني من سوى الله من غير الله غير الله جل وعلا. الهة جعلوها الهة وصرفوا لها ما هو حق الله جل وعلا فدعوها وخافوها ونذروا لها وتقربوا اليها ودعوا وطلبوا منها تفريج الكربات لماذا؟ لعلهم ينصرون لعلهم ينصرون من قبلها لعلها تنصرهم وتدافع عنهم قال جل وعلا لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون لا يستطيعون هذه الاله التي اتخذوها من دون الله لا يستطيعون نصرهم. لا لا تنصروا من اتخذها الهة. ولا من دعاها وهم لهم جند محضرون وهم يوم القيامة لهم جند محظرون تحظر هذه الاصنام على القول الراجح ان هذه الاصنام تحظر يوم القيامة امام عابديها بالا ينكروا ثم هم وما عبدوا من دون الله حصبوا جهنم الا اذا كان من عبدوه من الملائكة والصالحين فانهم يتبرأون منهم ولا يكونون في جهنم وانما المراد الاوثان والاصنام والاشجار والاحجار او الكفار او من رضي بذلك ولو زعم انه مسلم رضي انه يعبد من دون الله ويسجد له ويفعل ويفعل فهم محضرون يوم القيامة وقال بعضهم وهم لهم جند محضرون هذا في الدنيا عبدة الاصنام جند لها يحضرون عندها ويدافعون عنها وعلى كل حال ثبت الايات دلت الايات الاخرى على انهم انه يؤتى بما عبدوه يوم القيامة ويكون اشد نكاية بهم ويتبرأون منهم ويلقيهم الله في نار جهنم جميعا ثم قال جل وعلا فلا يحزنك قولهم لا جنك يا نبينا قول بالتكذيب لك في تكذيبه لك وكفرهم بالله انا نعلم ما يسرون وما يعلنون اي نحن نعلم جميع ما هم عليه وسنجزيهم وسنجزيهم وصفهم ونعاملهم على ذلك يوم لا يفقدون من اعمالهم جليلا ولا حقيرا ولا صغيرا ولا كبيرا بل يعرض عليهم جميع ما كانوا يعملون قديما وحديثا ثم قال جل وعلا او لم يرى الانسان انا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين هذا استفهام انكاري خلقناه من نطفة مما ثم انشأناه وقويناه حتى اذا صار رجلا قويا صار خصيم خصم لنا يخاصمنا مبين يخاصم في افراد الله جل وعلا بالعبادة ويتخذ الهة واصناما معه وهذا شيء يعجب منه الله الذي خلقك واوجدك فكان الواجب ان تعبده وحده لا شريك له ولا تجعل له الهة واصنام واوثى ان تتخذها الها ما او تغضب لها وتغضب لمن اراد منك ان تفرد الله بالعبادة ثم قال جل وعلا وظرب لنا مثلا ونسي خلقه. قال من يحيي العظام وهي رميم وهذا جاء انها نزلت في ابي بن خلف جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم يعني قديم متهالك وهو يفتته ويذريه ويذريه في الهواء وهو يقول يا محمد اتزعم ان الله يبعث هذا فقال نعم يميتك الله تعالى ثم يبعثك ثم يحشرك الى النار ونزلت هذه الايات من اخر ياسين اولم يرى الانسان وانا خلقناه من نطفة الى اخره ورونا بحاتم ان الذي فعل ذلك عن ابن عباس ان الذي فعل ذلك العاص ابن وائل اخذ عظما من البطحاء ففته بيده ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ايحيي الله هذا بعد ما بعدما ارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك ثم يدخلك جهنم قال ونزلت الايات من اخر ياسين ولا مانع ان تكون نزلت في هذا وفي هذا قال جل وعلا قل يحيها الذي انشأها او اول مرة من الذي خلق هذه العظام؟ الذي الان صارت رميم؟ ما الذي خلقها اول مرة؟ الله. فالذي خلقها اول مرة يحييها مرة اخرى وهو عليه وهو اهون عليه وكل ذلك هين عليه جل وعلا قل يحيى الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم ليس فقط اعادتها بكل خلق عليم يعلمه ويعلم كل ما يتعلق به ثم قال الذي جعل لكم من الشجر الاخظر دينارا فاذا انتم منه توقدون الشجر الاخضر الذي ينطف بالماء يلبسوا ثم يوقد في النار وتخرج منه نار. مع انه مليء بالماء وقيل ان المراد بالشجر الاخضر هنا هو شجر شجر يقال له المرخ وهو نوع من من اشجار الحجاز يقولون انه اذا كان الانسان ما عنده الزناد قديما الزناد الذي يقدح به ويخرج الشراب يضربون هذا ببعضه فتخرج النار والله اعلم