بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وقالوا نحن اموالا واولادا وما نحن بمعذبين. قل ان يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن اكثر الناس لا يعلمون وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم كن عندنا زلفات الا من امن الا من امن وعمل صالحا ان فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنوا والذين يسعون في اياتنا معاجزين اولئك ففي العذاب محضرون. قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له. وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة هؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذابا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذابا النار التي كنتم بها تكذبون واذا تتلى عليهم اياتنا بينات يقالوا ما هذا الا رجل يريد ان يصدكم عن ما الا رجل يريد ان يصدكم عما كان يعبد ابائكم وقالوا ما هذا الا وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم ان هذا لا سحر مبين وما اتيناهم من كتب يدرسونها وما ارسلنا اليهم قبلك من ندين وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما اتيناهم فكذبوا رسلي فكذبوا رسلي فكيف كان نكير قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكرون ما بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد قل ما سألتكم من اجر فهو لكم ان اجري الا على الله وهو على كل شيء شهيد قل ان ربي يقذف بالحق علام الغيوب قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد قل ان ضللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه سميع قريب ولو ترى اذ فزعوا فلا ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا امنا به وانا لهم التناوش من مكان بعيد وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد وحيل بينهم وحين بينهم وبين ما يشتهون كما فعل باشياعهم من قبل انهم كانوا في شك بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد كنا قد انتهينا الى قوله جل وعلا من سورة سبأ الى قوله جل وعلا وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين وقبل هذه الاية يقول جل وعلا وما ارسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها انا بما ارسلتم به كافرون في بين الله جل وعلا ان هذه سنته وانه اذا بعث الرسل وانزل معهم الكتب ان اكابر قومهم ان اكابر القرية والناس الذين بعثت اليهم الرسل وساداتهم واهل الترف منهم انهم يأبون الحق ويعرظون عنه ويمكرون بصاحبه ويضطهدون الضعفاء هذه سنة الله مع انهم فعلوا ذلك باختيارهم وكان كل طائفة منهم يقولون انا وجدنا اباءنا على امة وهذا اتانا بما لا نعرف ويريد ان يذهب بمجدنا وبما كنا عليه نحن واباؤنا وكان الواجب عليهم وعلى غيرهم انه متى جاء داعي الحق ان يستسلموا له وان يؤمنوا به وان يتبعوه ولله بذلك حكم عظيمة فمن حكمه جل وعلا ان يتبين للناس قوة الحق فانه اذا جاءت الرسل بالحق يعارضه اكبر اكابر الناس وساداتهم والمترفون واهل الشأن واهل الحل والعقد ثم يغلبهم وتكون الدائرة للحق واهله فدل على قوة الحق والحق احق ان يتبع ثم ذكر جل وعلا عن هؤلاء الذين قالوا وهم المترفون اصحاب الترف والمال والجاه والرئاسة انا بما ارسلتم به ايها الرسل كافرون لا نؤمن به ولا نتبعه ثم اخبر عنهم ايضا انهم يقولون وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين نحن اكثر اموالا واولادا من الذين اتبعوكم من الضعفاء والمساكين لان الضعفاء هم اتباع الانبياء هم الذين يتبعون الانبياء وقد ذكرنا في الدرس الماظي حديث هرقل البخاري وغيره انه لما ذهب ابو سفيان ومن معه من قريش وكان وقتها على دين قريش انه لما سأله ابو سفيان سأله هرقل عظيم الروم من الذي يتبعه؟ سادة الناس او ضعفاؤهم قال ضعفاء الناس يتبعونه قال وكذلك الانبياء الذين يتبعوهم الضعفاء لان من من اتبع الحق تقوى به ولو كان ضعيفا فانه يصير قويا ومن خالف الحق ولو كان قويا يضعف ويصبح ضعيفا مهينا قال جل وعلا قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. وهذه وهاتان الايتان قد فسرناهما فيما مضى قال قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن اكثر الناس لا يعلمون يقول جل وعلا قل لهم يا نبينا هؤلاء الذين اغتروا بكثرة الاموال والاولاد والارزاق وهم مترفون قل لهم ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء لحكمة يقتضيها جل وعلا لحكمة اقتضت ذلك لكن لا يلزم من من بسط الرزق ان الله قد رضي عن من بسط عليه الرزق بل الاعم الاغلب ان هذا ابتلاء واختبار. يبتلى الانسان بماله يختبر كما قال جل وعلا قال ليبلوكم ايكم احسن عملا وقال جل وعلا كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى هذا الغالب اذا كثرت امواله طغى وتجبر الا ما رحم ربك فقال جل وعلا ان ربك ان قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. ومعنى يقدر يعني يقتر ويضيق عليه. يقلل اهو قال ابن جرير ويقدر اي ويقتر على من يشاء منهم في رزقه وعيشه فيظيقه عليه لانه لا يصلح له الا الاقتار اي من الناس من لا يصلح له الا قلة المال لانه لو كثر ماله لطغى وترك الاستقامة وفعل ما فعل وقال في عند هذه الاية فيظيق على من يشاء لا لمحبة في من يبسط له ذلك ولا خير فيه ولا زلفة له استحقها استحق بها منه يعني الله يبسط الرزق ليس بسطه للرزق من اجل انه ان في من بسط عليه الرزق فيه خير ولا هي علامة يعني سعادة ولا قربى ولا استحقاق قال ولا بغض منه لمن قدر عليه لمن قدر عليه ذلك ايضا كونه يضيق على عبد من عباده او يكون ماله قليل كفافا هذا ليس علامة على ان الله يبغضه ولا ولا مقت له ولهذا افضل الخلق واكرمهم واشرفهم واكرمهم على الله رسولنا صلى الله عليه واله وسلم مات ودرعه مرهون عند يهودي في خمسة اصع اخذها لاهله وكان يربط الحجر على بطنه صلى الله عليه واله وسلم وخيره الله بين ان يكون عبدا نبيا وبين ان يكون ملكا نبيا فاختار ان يكون عبدا نبيا يجوع يوما ويشبع يوما وهو خير الخلق وافضلهم صلى الله عليه واله وسلم. فكثرة الدنيا ليس مقياسا فالله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب واما الايمان فلا يعطيه الا من يحب الايمان والاستقامة والتقوى لا يعطيها الا لمن يحب قال جل وعلا قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن اكثر الناس لا يعلمون قال الطبري اكثر الناس لا يعلمون ان الله يفعل ذلك اختبارا لعباده ولكنهم يظنون ان ذلك منه محبة لمن بسط له ومقت لمن قدر عليه نعم وهذا تقريبا هو عرف الناس الان اذا رأوا الغني صاحب المال كلهم يغبطونه. ويرون انه بخير هكذا اكثر الناس لا يعلمون وقال ابن كثير رحمه الله قال وقد اخبر الله نعم قال وقوله تعالى اخبارا عن المترفين المكذبين وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين اي افتخروا بكثرة في الاموال والاولاد واعتقدوا ان ذلك دليل على محبة الله لهم واعتنائه بهم وانه ما كان ليعطيهم هذه هذا في الدنيا ثم يعذبهم في الاخرة وهيهات لهم ذلك. قال الله تعالى ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين؟ نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون وقال فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون وقال تعالى ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع ان ازيد كلا انه كان لاياتنا عنيدا سارهقه صعودا هذي ايات واظحة الدلالة ان كثرة المال ليس دليلا دليلا على رضا الله جل وعلا ثم قال وقد اخبر الله عن صاحب فينك الجنتين وهما وهو ما ذكره جل وعلا في سورة الكهف واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من اعنابي وحففناهما بنخل الايات وقد حكى الله عز وجل وبين مصير كل واحد صاحب الجنتين والرجل الذي لم يؤتيه الله عز وجل مثل ذلك وكيف سلب الله صاحب الجنتين ملكه وما عنده وبين ظلاله وما هو عليه وكيف بينا نجاة من اعطاه شيئا قليلا فالمسألة ليست بالمال المسألة بالعمل الصالح. كثرة المال ليست دليلا بل ان كثرة المال يحاسب عليها العبد حسابا كبيرة حتى جاء في الحديث ان فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل الاغنياء بخمس مئة عام الاغنياء يسألون قال النبي صلى الله عليه وسلم لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع. ومنها عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه تسأل عنه من اين جئت بهذا المال؟ من طريق حلاله وحرام ولا تنتهي المسألة عند هذا الحد لا وفيما انفقته في حلال او حرام ثم اورد ثم قال وما اولادكم وما اموالكم ثم قال قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان يعطي المال من يحب ومن لا يحب فيفطر من يشاء ويغني من يشاء وله الحكمة التامة البالغة والحجة الدامغة القاطعة ولكن اكثر الناس لا يعلمون ثم قال وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى. هذا خبر من الله ليست اموالكم ولا اولادكم هي التي تقربكم عندنا زلفى ومعنى الزلفة يعني قربى الذي يقربكم عندنا ليست هي الاموال ولا الاولاد ولكنه الايمان والعمل الصالح الا من امن وعمل صالحا وهذا فصل الخطاب من الله جل وعلا ما بعد هذا البيان من بيان وما اموالكم لا تغتر يا صاحب الاموال ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى وزلفى يقولون مصدر من من الفعل الذي عمل فيه وهي قوله تقربكم زلفى وتقدير الكلام تقربكم تقريبا او تقربكم قربة الينا فالاموال والاولاد ما تقرب الى الله جل وعلا ولا يكون صاحبها قريبا من الله بسبب المال والولد ثم قال الا من امن وعمل صالحا والاستثناء هنا منقطع لان تقدير الكلام لكن من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا. وهم في الغرفات امنون والايمان يقتضي التصديق بالقلب. من امن يعني صدق مع اقرار تصدق بقلبه مع الاقرار لابد من هذين الامرين يصدق ويقر ويعتقد ويضيء الى ذلك العمل الصالح وهذا هو مذهب اهل السنة والجماعة في الايمان قالوا الامام قول واعتقاد وعمل فكلمة امن تدل على الاعتقاد والاقرار وعمل صالحا يدل على القول والعمل لان الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان وهي الجوارح هذا هو المؤمن حقيقة يصدق في قلبه يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يقر بما امر الله به يعتقد ان الله هو ربه وان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول وان القرآن حق يقر من الداخل يصدق مع الاقرار بهذا وعدم الجحود او الشك او الريب او التردد ويضيف الى هذا الاعتقاد القلبي انه يعمل الاعمال الصالحة فتجده يقوم بما امره الله به من الواجبات ويجتنب المحرمات في بعض الناس يقول انا مؤمن واذا نهيته عن بعض المعاصي وامرته ببعض الامور قال الايمان ها هنا صحيح الايمان ها هنا في القلب لكن يدل عليهما ها هنا دلوا عليه الجوارح ليس كما قال الحسن قال ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني ليس الايمان بالتمني ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الجوارح ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وذكر اعمالا ذكر اعمالا يقومون بها تدل على تصديقهم فذكر منهم الرجل الذي ذكر الله خاليا لكن معتقد يعتقد يعرف ربه ويؤمن به ويعتقد انه يراه وانه يسمعه ذكر الله ما عنده احد فبكى فاظت عينه ورجل تصدق فاخفى صدقته حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه رجل من قلبه معلق بالمساجد صلاة دايم في المسجد رجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا وغير ذلك يا اخوان المسألة ما هي مسألة دعوة ولا ولا تخدعن نفسك هذا الدين جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبينه اكمل بيان فإياك ان تتعبد لله من غير ان تصدر عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الامة انتبه ترى تخدع نفسك اما العهد الذي بينك وبين الله ان تعبده بشرعه الذي شرعه فانزل به كتابه وارسل به رسوله صلى الله عليه وسلم ودان به اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين لهم باحسان الى يوم الدين لا تغر نفسك انت تقع في الاماني وتظن انك على هدى وان اعمالك هذه موصلة والله لم يقل هذا ولا رسوله ايه ما ينفع الكلام انتبه لنفسك اعمل عملا ترجو بعد رحمة الله ان تنجوا به من عذاب الله وان تدخل به الجنة وهذا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم قال الله جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال فليحذر الذين يخالفون عن امره اي عن امر النبي صلى الله عليه وسلم ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم فاحرصوا تعلموا يا عباد الله دينا تعلموا الدين بالطريق الصحيح واعبدوا الله على بصيرة وعلى بينة حتى تنفعكم اعمالكم لكن كثير من الناس يعبدون الله على ظلال وعلى خطأ وعلى جهل واعتقادات باطلة قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ولهذا جاء عن عمر بعض السلف انهم فسروا قوله جل وعلا وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة انها انها وجوه عملت وتعبت في الدنيا وسعت كثيرا عاملة خاشعة ناصبة تعبت لكن وش النتيجة تصل نارا حامية وكانت على الطريق الصحيح فينبغي الانسان ان ينصح لنفسه قبل كل شيء من يتعلم امر دينه وان يعبد الله على هدي وطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وائمة الدين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين قال الا من امن وعمل صالحا قال بعض اهل العلم العمل الصالح ما اجتمع فيه امران ما هما الاخلاص فيه لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يسمى العمل صالح الا اذا اديته مخلصا به لوجه الله وايضا تتبع تتبع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا العمل ما ما تأتي بعمل من عندك. قال جل وعلا فاولئك وهذا اسم اشارة لان الحديث عن من؟ عمن امن وعمل صالحا. وقد ذكرهم قريبا الان. لكن ما قال فهؤلاء طالما لكن من امن وعمل صالحا فاولئك ما قال فهؤلاء مع ان الحديث عنهم قريب قالوا هذه فائدة عظيمة في كتاب الله عز وجل. يأتي باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان علو مكانتهم في الشرف والخير والتقوى ولهذا قال فاولئك وهم الذين جمعوا بين الايمان والعمل الصالح. فاولئك لهم جزاء الضعف ومعنى الضئ يعني المضاعفة لهم جزاء مضاعف كيف مضاعف قال جل وعلا من جاء بالحسنة فله اجر امثالها وقال جل وعلا مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم هذا كم مرة ظوعفت سبع مئة مرة حبة انبتت سبع سنابل وكل سنبلة فيها مئة حبة سبعة بمئة هذي سبع مئة وجاء في الحديث الذي هو مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الا الصيام فانه لي وانا اجزي به وايضا في الحديث المتفق عليه من حديث ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الحسنات والسيئات. فذكر الحديث وفيه من جاء بالحسنة فله عشر امثالها الى سبع مئة ضعف ويضاعف الله لمن يشاء فذهب بعض اهل العلم واحد القولين الى ان بعض الناس قد يظاعف له اكثر من سبع مئة وذلك بحسب ما يقوم به حينما بحسب ما يقوم بقلبه حينما يؤدي العبادة. الناس يختلفوا في اداء العبادة حيث الاخلاص والخشوع والذل غير ذلك من الامور التي لا بد منها في العبادة قال ابن كثير رحمه الله عند هذه الاية قال فاولئك لهم جزاء الضعف اي تضاعف لهم الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف قال وهم في الغرفات امنون اي في منازل الجنة العالية امنون من كل بأس وخوف واذى ومن كل شر يحذر منه هذا اخبار انهم يضاعف له تضاعف لهم الحسنات اضعافا كثيرة ومع ذلك يدخلون الجنة وهم في غرف الجنة فقط في الغرف لا هم في الغرف وامنون غاية الامان لا يخافون عذابا ولا هما ولا غما ولا قلة مأكل ولا مشرب ولا غير ذلك امرون من كل نقص ومن كل خوف لمثل هذا فليعمل العاملون ثم قال جل وعلا والذين يسعون في اياتنا معاجزين اولئك في العذاب محضرون وهم كفار قريش ومن شابههم الذين يسعون في اياتنا معاجزين يعني يسعون في رد الايات وفي الصد عن دين الله عز وجل ويريدون اعجاز ومنع الانبياء والاولياء بذلك قال ابن كثير ان يسعون في الصد عن سبيل الله واتباع الرسل والتصديق باياته وقال بلسان العرب عن ائمة اللغة قالوا يسعون في اياتنا ان يعاجزون الانبياء واولياء الله واورد القرطبي عدة اقوال في معنى يسعون في اياتنا معاجزين قال مشاقين مشاقين لاولياء الله معارظين لدينه وقيل مسابقين وقيل معاندين يحسبون انهم يفوتوننا بانفسهم قاله الامام القرطبي اذا هؤلاء يا اخوان لان الكفار ليسوا على حد سواء. فمنهم من هو كافر لكنه مثلا لا يعارض الدين لا يؤذي اهل الدين هو على شر لكن هو اخف عذابا ممن يعارض الدين وممن يسعى ويعاجز يحاول ان يعجز اهله وان يصد عن الدين وان يمنع منه نعوذ بالله. هذا اشد جرما واعظم اثما من غيره قال جل وعلا والذين يسعون في اياتنا معاجزين اولئك في العذاب محضرون تحضرهم الملائكة والزبانية للعذاب ويحضرونه ثم يوقع بهم ويحل بهم وهذا تهديد عظيم تقطعوا منه القلوب محظرون ما يغيب احد حتى لو انه مات حرقا بالنار او غرق في البحر او اكلته السباع والطير لا يحظر يجاء به ويحظر وتحل به عقوبة الله جل وعلا قال قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ثم بين جل وعلا ان بسط الرزق اليه والتقدير التقتير او الشدة على العبد في رزقه ايضا اليه وذلك لحكم عظيمة علمها من علمها وجهلها من من جهلها وليس كثرة الرزق وقلته بيد الانسان ولا يملك ذلك احد مرده الى الله جل وعلا قال ابن كثير رحمه الله قل انا قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له اي بحسب ما له في ذلك من الحكمة يبسط على هذا من المال كثيرا ويضيق على هذا ويقتر عليه رزقه جدا وله في ذلك من الحكمة ما لا يدركها كما قال تعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا اي كما هم متفاوتون في الدنيا هذا فقير مدقع وهذا غني موسع عليه فكذلك هم في الاخرة هذا الغرفات في اعلى الدرجات وهذا في الغمرات في اسفل الدرجات نعوذ بالله غمرات النار فهذا بالغمرات في اسفل الدركات واطيب الناس في الدنيا كما قال النبي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افلح من اسلم ورزق كفاف وقنعه الله بما تاه. رواه مسلم النبي صلى الله عليه وسلم يقول قد افلح يعني ثناء على انه افلح هذا الرجل من المفلحين من هو قال من اسلم؟ اهم شيء الايمان ورزق كفافا تفاهم يكفي حاجته ما يسأل الناس لكن رزقك كفافا لكن لازم يكون المال كثيرا قال وقنعه الله بما اتاه القناعة كنز لا يفنى لان كثير من الناس او اغلب الناس لا يقنع بالرزق الذي هو الذي عنده ابدا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر لو كان لابن ادم واديان من ذهب لتمنى لهم ثالثا لكن القناعة شأنها عظيم فاقنع يا اخي اقنع برزق الله الست اكلا شاربا لابسا راكبا ساكنا هذه من نعم الله العظيمة ولهذا جاء في الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم من اصبح امنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا كأن الدنيا كلها بحذفية جمعت له فقط يصبح امن مهو بخايف لانه اذا خاف الانسان ماذا ينفعه؟ لا مال ولا ولا شيء وايضا معافى مهوب مريض وايضا عنده قوت اليوم عنده ما يأكل هذا اليوم وجبة او وجبتين هذا من هذه حاله الدنيا قد حيزت له كلها كم في بيوتنا نحن من الطعام عند احدنا ما يكفيه شهرا ومع ذلك يقول احوالنا مستورة اي والله مستورة سترك الله واغناك فلابد الانسان يشكر الله عز وجل. ولهذا جاء في الاثر ان الانسان ينبغي له في هذا الباب في باب الدنيا ان ينظر الى من هو اسفل منه حتى يحمد الله عز وجل والحمد لله والله انا بخير ماني مثل فلان وفي باب الدين ينظر الى من هو فوقه حتى يجتهد مثله ويعمل مثله قال قال الله جل وعلا وما انفقتم من شيء فهو يخلفوه قال ابن كثير او قبل ذلك قال الطبري ابن جرير يقول وما انفقتم ايها الناس من نفقة في طاعة الله فان الله يخلفها عليكم وقال ابن كثير اي مهما انفقتم من شيء فيما امركم به واباحه لكم فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل وفي الاخرة بالجزاء والثواب كما ثبت في الحديث والحديث في الصحيحين في البخاري ومسلم يقول الله انفق انفق عليك يقول الله عز وجل في الحديث القدسي انفق يا ابن ادم الجواب ما هو؟ والجزاء انفق عليك قال وفي الحديث وهو ايضا في البخاري ومسلم ان ملكين يصيحان بعض الالفاظ يناديان كل يوم يقول احدهما اللهم اعطي ممسكا تلفا ويقول الاخر اللهم اعطي منفقا خلفا وايضا في الحديث الذي رواه ابو يعلى والطبراني الكبير وصححه الالباني وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم انفق بلال ولا تخشى من ذي العرش اقلالا ويقول ايضا في الحديث الاخر ما نقصت صدقة من مال يا اخوان ما بعد هذه النصوص من بيان انفق يا عبد الله انفق لكن في طاعة الله حتى قال بعض السلف قال ليس بالانفاق في طاعة الله اسراف ابدا لكن فيما حرم الله لو كان نصف ريال هذا اسراف ما يجوز فانفق واعطي وقد وعدت بالخلف وعدك الله وما انفقتم من شيء لكن في طاعة الله فهو يخلفه عليك هذا قول ربك الا تصدق انت والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث ايضا في البخاري ومسلم انفق انفق عليك الحديث الاخر لا توكي فيوكي الله عليك تصدق يا عبد الله لكن في وجوه الخير واسمع الى قوله جل وعلا وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا لماذا قال ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا اياك والتبذير والاسراف وكل ما ينفق في المعصية فهو تبذير واسراف ثم قال جل وعلا بعد ذلك قال ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورة هذا ميزان لا تجي يدك مغلولة الى عنقك مربوطة ما تخرج شيء ابدا ولا ترصدها كل البسط وهذا طبعا فيه تفصيل من كان ايمانه مثل ابي بكر رضي الله عنه ده ابو بكر لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة قال عمر كان عنده مال قال لاسبقن ابا بكر اليوم منافسة في الخير منافسة عظيمة شريفة فجاء بنصف ما له فقال له يا عمر ما تركت لاهلك؟ قال كتاب تركت لهم نصف مالي واذا بابي بكر الصديق قد جاء ومعه مال قال ماذا تركت لاهلك قال تركت لهم الله ورسوله انفق المال كله ما انكر النبي صلى الله عليه وسلم على ابي بكر لان في عنده من قوة الايمان والثقة بالله ما لا يقع عنده بعد ذلك تلوم او حسرة لكن بعض الناس قد يعني ينفق ثم بعد ذلك يلوم نفسه ليتني ما لو امسكت شيء من المال يتحسر لا والناس ليسوا على حد سواء قال جل وعلا وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين جل وعلا. والله انه خير الرازقين وهو ترى متكفل لنا بالرزق لا تخافون من الرزق قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدوا ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. لماذا؟ لان المعهود عند اهل الدنيا ان من يتخذ عبيدا كثيرا يستعين بهم في رزقه فقال الله ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون بل ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وقد جاء في الحديث ذكرناه فيما مضى انه لن تموت نفس حتى حتى تستكمل رزقها وجاء في حديث ما في معناه صححه الالباني وغيره ان رزق ابن ادم اشد طلبا له من طلب اجله الاجل لابد يأتي ان اجل الله لات رزقك يطلبك مثلما يطلبك الاجل او اشد لن تترك حبة ارز واحدة اذا كانت رزقا لك ولن تأخذ ما ليس لك ومن عجائب ما يذكر ويعني معناه مندرج تحت النصوص اه ان رجلا جاء عند قوم وهم يسقون دوابهم وابلهم على بئر فجلس على شفا البئر فاتكأ على حجر فسقط في البئر على رأسه فاخرجوه واذا هو سليم معافى لم يصبه شيء فلما خرج كانوا قد حلبوا ناقة وضعوه في اناء فقال الحمد لله على سلامتك ائتوا باللبن اشرب هذا اللبن هذا ان شاء الله يعني فرحا بسلامته فشرب اللبن ثم جاء وجلس في نفس المكان فقالوا كيف سقطت انت يا فلان قال انا اتكأت على حجر مثل هذا قلت هكذا. فسقط فاندقت عنقه واخرجوه ميتا في المرة الاولى كان بقي له لبن لابد ان يشربه المرة الثانية انتهى الرزق فلا تخف الرزق الذي كتبه الله لك والله لن تترك منه شيئا وما لم يكتبه الله لك لن تستطيع الحصول عليه ومن هنا يقال كيف يلجأ الانسان الى الحرام الى اكل المال بالغش بالربا بالغصب بالطرق الملتوية مع ان الله قدر له هذا الرزق وسيصل اليه. فلماذا يجعله يأتي عن طريق حرام ثم قال جل وعلا ويوم يحشرهم جميعا ومين راجع على الكفار الذين سبقوا الكلام عنهم وهو شامل للجميع الكفار والمؤمنين ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون لانهم عبدوا الملائكة من دون الله فيقول الله عز وجل للملائكة اهؤلاء وهذا الاستفهام قالوا هو استفهام وانكار وتوبيخ لكن ليس للملائكة وانما هو للكفار ولهذا يقول ابن عاشور يقول وتوجيه الخطاب الى الملائكة بهذا الاستفهام مستعمل في التعريض بالمشركين على طريقة المثل اياكي اعني واسمعي يا جارة قال السعدي هذا هذا الانكار على على سبيل التوبيخ لمن عبدهم علي من عبد الملائكة وليس للملائكة. لان الملائكة يتبرأون منهم ولا يرظون ان يعبدوا من دون الله فالحاصل انهم ان الله جل وعلا يخبر عن امر من امور الغيب ويسمعه كفار قريش ومع ذلك لا يؤمنون والا الله يخبرهم انهم سيحشرون ويجمعون وان الله سيقول للملائكة هؤلاء اياكم كانوا يعبدون ومع ذلك يبقون على ما هم عليه من الشر والضلال وعدم الايمان ثم قال جل وعلا قالوا سبحانك. الملائكة يقولون سبحانك اي ننزهك ونقدسك عن ان نجعل لك شريكا لان التسبيح هو التنزيه والتبرئة عن كل نقص وعيب على سبيل التعظيم ولهذا يقول الطبري اه يقول ابن كثير سبحانك اي تعاليت وتقدست عن ان يكون معك اله وقال الطبري سبحانك ربنا تنزيها وتبرئة مما اضاف اليك هؤلاء من الشركاء والانداد اي نعم الملائكة وغيرهم ينزهون الله ان يكون له شريك. لا اله الا هو وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فلا اله الا الله ولا معبود بحق سواه جل وعلا قالوا سبحانك انت ولينا نبرأ الى الله اننا امرناهم ان يعبدونا انت ولينا قال الطبري اي لا نتخذ وليا دونك وقال القرطبي انت ربنا الذي نتولاه ونطيعه ونعبده ونخلص في العبادة له تبرأوا يقول ابن كثير اي نحن عبيدك ونبرأ اليك من هؤلاء الذين عبدوهم يتبرأون منه لانهم لا يرظون ان يعبدوا من دون الله قال قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون بل هنا للاظراب بل هنا للابطال والانتقال فهي لابطال انهم امروهم بالعبادة لا ما امرناهم ونبرأ الى الله من ذلك وايضا انتقلت الى بيان حقيقة من يعبدون الذين عبدوا الملائكة او عبدوا عيسى او عبدوا الاصنام او عبدوا الاشجار او عبدوا الاوثان في الحقيقة هم يعبدون الجن لماذا لان الشيطان هو الذي امرهم بعبادة هذه ومن اطاع احدا في معصية الله فقد اتخذه ربا ولهذا صح الحديث عن عدي بن حاتم لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد المبارك وقال له النبي صلى الله عليه وسلم عن اليهود والنصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله قال عدي يا رسول الله ما عبدناهم او ما عبدوهم لانه كان نصرانيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم الم يحلوا لهم الحرام ويحرم عليهم الحلال فيطيعوهم في ذلك؟ قال بلى. قال فتلك عبادتهم فهؤلاء يعبدون الشيطان لان من الذي امرهم بعبادة الاوثان والاصنام والملائكة الشيطان وهذا قد جاء مبينا في ايات اخرى. قال الله جل وعلا الما اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان بني ادم يعبدون الاشجار والاحجار والاصنام لكن هذه عبادة للشيطان لانه الذي امرهم بذلك وقال جل وعلا عن ابراهيم انه قال يا ابتي لا تعبدي الشيطان وابراهيم كان وابو ابراهيم كان يعبد الكواكب والاصنام وقال جل وعلا ان يدعون من دونه الا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا. وقال جل وعلا وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون. اذا قوله بل كانوا يعبدون الجن المراد انهم اطاعوا الجن حينما امرهم الشياطين حينما امروهم بعبادة الملائكة والاوثان والاصنام فمن اطاع احدا في معصية الله فقد عبده في الحقيقة. شاء ام ابى بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون اكثر بني ادم مصدقون بالجن وانهم يستحقون العبادة ويصدقونهم فيما يأمرون فيعبدون الاوثان ويتركون عبادة الرحمن قال ابن كثير بل كانوا يعبدون الجن يعنون الشياطين لانهم هم الذين يزينون لهم عبادة الاوثان ويظلونهم اكثرهم بهم مؤمنون كما قال تعالى ان يدعون من دونه الا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا قال الله تعالى فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا برا يعني بعدين اخبر انهم يعبدون الجن وانهم مصدقون مستجيبون مطيعون لهم بين حالهم يوم القيامة ما نفعتهم هذه العبادة ما نفعهم الشيطان بل يقوم خطيبا ويتبرأ منهم. يقول ما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فبذلك اليوم الذي لا يستطيعون الرجوع الى الدنيا ولا الايمان ولا العمل الصالح فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ها اين الهتكم التي عبدتموها من دون الله؟ سواء كانت الجن والشياطين او الاوثان او غيرهم اين هم؟ لا يملكون لكم نفعا فينفعونكم ويخلصونكم مما انتم فيه ولا ظر ايضا لا يحملونكم ما ليس من عملكم الحاصل انهم مسلوبون النفع والضر لا يملكون شيئا من ذلك. فكيف يعبد من لا يملك نفعا ولا ضراء الواجب ان يعبد من بيده النفع والضر. وهو الله وحده لا شريك له قال ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون يعني وفي ذلك اليوم نقول للذين ظلموا والمراد للذين كفروا لان الكفر والشرك ظلم بل هو اعظم الظلم. ان الشرك لظلم عظيم ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار نسأل الله العافية يمسهم العذاب يذوقونه يدخلون النار يسلونها بماذا بما نعم ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون لان الكافر مكذب يقول ما في بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار ما ينفعه انه ينكر هذا الامر امر الله والذي سينفذ هو ما قضاه الله وقدره ولهذا لا ينفعهم هذا التكذيب بل يصلون النار ويذوقون عذابها ويوبخون ويبكتون بان يقال لهم ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون ما نفعكم هذا التكذيب ثم قال جل وعلا واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قالوا ما هذا الا رجل يريد ان يصدكم عما كان يعبد اباؤكم اذا تتلى عليهم اياتنا اذا يتلو عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ايات القرآن وهي ايات بينات واضحة الدلالة الكفار يعرفون هذا ولهذا اجتمعوا وقالوا هذا ليس بسحر ولا بشعر ولا بكذا ولا بكذا نعرف هذا كله قالوا طيب ماذا نقول؟ قال اقرب ما يكون نقول سحر. لاني افرق بين المرأة والزوجة فالمؤمن اذا امن ترك زوجته الكافرة وهذا ظلم فهم يعرفون انه ايات بينات واضحات تبين الحق وتدل عليه ومع ذلك اذا يتلى عليهم ماذا يقولون قال واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قالوا ما هذا؟ اي محمد صلى الله عليه وسلم. النبي الذي يتلو عليهم الايات. ما هذا الا رجل يريد ان يصدكم عن ما كان يعبد اباؤكم ما هذا الرجل الذي يتلو هذه الايات والقرآن الا رجل يريد ان يصدكم ويمنعكم عن عادات الاباء والاجداد ترى تعظيم عادات الاباء والاجداد ثقيل على النفوس ما يكاد ينجو من هذا احد كثير من الناس يصعب عليه يخالف العادة التي عليها الاباء والاجداد ويرونه عيبا لا اذا كانوا على ظلال الا اتركهم وبادر الى ذلك وان كانوا على حق فالزمه ولهذا يقولون ما هذا الا رجل يريد ان يصدكم عن ما كان يعبد اباؤكم وقالوا ما هذا الا افك مفترى ما هذا الذي جاء به؟ وهي الايات البينات وهو القرآن الا افك كذب مفترى افتراه من قبل نفسه قالوا اساطير الاولين ثم قال جل وعلا وقال الذين كفروا بالحق لما جاءهم ان هذا الا سحر مبين وقال الذين كفروا هم كفار قريش هذا ايضا مقولتهم ان هذا ان هنا نافية بمعنى ماء وتقدير كلام ما هذا الا سحر مبين. سحر بين واضح يريدون يغشون ويخدعون من يمشي ورائهم وهذا سحر وانهم يعلمون انه قرآن وانه كلام الله جل وعلا ثم قال جل وعلا بعد ان اخبر عن مقولة الكفار وانه يقولون ما هذا الا سحر بين واضح قال وما اتيناهم من كتب يدرسونها وما ارسلنا اليهم قبلك من نذير قال ابن كثير يقول اي ما انزل الله على العرب من كتاب قبل القرآن وما ارسل اليهم نبيا قبل محمد صلى الله عليه وسلم وقد كانوا يودون ذلك. ويقولون لو جاءنا نذير او انزل علينا كتاب لكنا اهدى من غيرنا فلما من الله عليهم بذلك كذبوه وعاندوه وجحدوا نعم وهذه حالهم الله يقول يقول الله جل وما اتيناهم من كتب يدرسون ما اتيناهم من قبلهم من كتاب فكان الواجب عليهم ان يفرحوا انهم صاروا امة لها كتاب من عند الله عز وجل فما انزلنا عليهم قبلها كتب يدرسونها ويقرؤونها ويصدرون عنها كما انزلنا على اليهود والنصارى بل وما ارسلنا اليهم قبلك من نذير فشرف لهم ان الله انزل عليهم القرآن وشرف لهم ان الله ارسل اليهم رسولا من انفسهم فكان الواجب ان يبادروا الى الاتباع والايمان ثم قال جل وعلا وكذب الذين من قبلهم يسلي نبيه صلى الله عليه وسلم فقومك الذين كذبوك كذبت قبلهم الامم الاخرى الكافرة وكذب الذين من من قبلهم وما بلغوا مئشار ما اتيناهم. يعني وما بلغت قريش وما بلغ قومك معشار اي عشر ما اعطينا الامم السابقة يقول الطبري ولم يبلغ قومك يا محمد عشرا ما اعطينا الذين من قبلهم من الامم من القوة والايدي والبطش وغير ذلك من النعام يعني اعطى الام التي قبلهم قوة اقوى من قريش واعطاهم اموال واعطاهم واعطاهم لكن كل هذا لم يغني عنهم. اعتبروا يا قريش اعتبروا ايها الكفار لا يحل لكم لا يحل بكم ما حل بالامم التي هي اقوى منكم ولهذا قال وكذب الذين من قبلهم ومن بلغوا معشار ما اتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير كذبوا رسله ولم يؤمنوا بهم. فاحذروا انتم ان تكذبوا رسولي محمدا صلى الله عليه واله وسلم فكيف كان نكير؟ كيف كان نكيري عليهم وانكاري عليهم؟ اهلكهم عن اخرهم ودمرهم اسمع استمع لقصة نوح وقصة لوط وقصة ابراهيم وقصة هود وقصة صالح ماذا فعل الله بالامم المكذبة؟ اهلكهم عن اخرهم فخذوا من ذلك عبرة قال ومعنى من نكير يقول ابن جرير ابن كثير اي كيف نكالي وعقابي وانتصاري؟ لرسلي. وقال الطبري كيف كان غيري بهم وعقوبتي وقال السمعاني كيف كان انكاري وتغييري؟ او كان انكارا قويا قسم الله بهم الارض منهم من اغرقهم منهم من رماهم بالحجارة الى غير ذلك. ثم قال جل وعلا قل انما اعظكم بواحدة اي قل لهم يا نبينا انما اعظكم بواحدة بخصلة واحدة امركم بها ما هي ان تقوموا لله مثنى وفرادى وهذا هو الراجع ان بواحدة يعني بخصلة واحدة وقال بعضهم انما امركم بطاعة الله والمعنى متقارب لكن الذي يظهر انه امرهم بخصلة ثم بين هذه الخصلة ما هي ان تقوموا لله مثنى وفرادى تقوم القيام متدبر متأمل مثنى او غرادي يعني جماعات او افرادا وتتفكر تفكروا في امر صاحبكم تفكروا في امر محمد صلى الله عليه وسلم والله ما هو مجنون لو كان مجنون ما جاء بمثل هذا المجنون يخطئ ويصيب وخطأه اكثر تأملوا قوموا لله تفكروا تدبروا والله ان المنصف ليعلم انه رسول الله حقا ولهذا كم جاءه من من العرب غير المتعصبين ولما سألوه الى ماذا تدعو؟ ماذا تفعل؟ امنوا به مباشرة لانه واضح انه رسول الله فتأملوا تفكروا في ذلك تدبروا ثم قال قل انما اعظكم بواحد ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكر ثم نفى عن نبيه الجنون قال ما بصاحبكم من جنة ما بصاحبكم ما ليس بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم جنون. لانهم هم قالوا هذا عنه قالوا عنه انه مجنون والله جل وعلا نفى ذلك عنه. قال وما صاحبكم بمجنون ما به من جنة ما بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ليس به جنون وليس مجنونا بل هو نذير لكم بين يدي عذاب شديد والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك