بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قل ان انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكرون ما بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد. قل ما سألتكم من اجر فهو لكم ان اجري الا على الله وهو على كل شيء شهيد. قل ان ان ربي يقذف بالحق علام الغيوب قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد. قل ان ضللتم قلت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه سميع قريب ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب قالوا امنا بها وقالوا امنا به وانا لهم التناوش من من بعيد وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ايد وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل باشياعهم قبل انهم كانوا في شك مريب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد مر معنا في الدرس الماضي تفسير قوله تفسير قوله جل وعلا قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة ونعيد شيئا من ذلك فنقول يأمر الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه واله وسلم ان يقول للمكذبين به من كفار قريش ومن شايعهم قل انما اعظكم بواحدة اي بخصلة واحدة او بامر واحد وهو ان تقوموا لله مثنى وفرادى ان تقوموا سواء كان كل اثنين اثنين سواء كذلك يقوم الواحد نفسه ويتفكر ويتدبر في شأن لانهم قالوا عن النبي صلى الله عليه واله وسلم يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون وقالوا عنه ساحر وقالوا كذاب وقالوا وقالوا فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يحكموا عقولهم وان يتأملوا فيه صلى الله عليه وسلم وفي دعوته وفيما يقول تفكروا تأملوا ولهذا نفى الله عن نبيه ما يتهمونه به فقال ما بصاحبكم من جنة ما به جنون. صاحبكم هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي تقول انه مجنون ما به من جنون بل هو نذير لكم ان هو وان هنا نهبية بمعنى ما هو الا نذير لكم ينذركم ويخوفكم ما امامكم لتنتظروا لتدخلوا بالايمان لتنجوا من عذاب الله لتنجو من عذاب النار هذه هي مهمته صلى الله عليه واله وسلم وقد قام بذلك حق القيام ان هو الا نذير لكم بين يدي عذابي شديد لان العذاب الشديد لما يأتي بعد لكن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بين يدي الساعة ولهذا قال بعثت انا والساعة كهاتين ما في فرق بينهما كبير بين السبابة والوسطى جاء في بعض الاحاديث بعثت في نسم الساعة وهو نبي الساعة صلى الله عليه واله وسلم فهو ينذركم ايها الناس من عذاب شديد ينتظر من كفر بالله جل وعلا ولابد له منه يقول ابن كثير رحمه الله يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء الكافرين الزاعمين انك مجنون انما اعظكم بواحدة اي انما امركم بواحدة وهي ان تقوموا فان هنا تفسيرية تفسر هذه الواحدة التي امرهم النبي صلى الله عليه وسلم بها ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكر ما بصاحبكم من جنة من جنة ان تتفكروا ما بصاحبكم من جنة لانهم كما قدمنا يقولون انه مجنون. قال ان تقوموا يعني معنى ذلك ان تقوموا قياما خالصا لله من غير هوى ولا عصبية فيسأل بعضكم بعضا هل بمحمد من جنون فينصح بعضكم بعضا ثم تتفكر اي ينظر الرجل لنفسه في امر محمد صلى الله عليه وسلم. ويسأل غيره من الناس عن شأنه ان اشكل عليه. ويتفكر في ذلك ولهذا قال ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة. قال هذا معنى ما ذكره مجاهد ومحمد بن كعب والسدي وقتادة وغيرهم. وهذا هو المراد من الاية. هذا هو معنى الاية يعني قوموا تفكروا تدبروا تأملوا في شأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي وصفتموه بالجنون فان كنتم منصفين وستعلمون انه ليس بمجنون لان كلامه ليس كلام مجنون ولا تصرفه تصرفه مجنون ولا ما يدعو اليه نسجن من الخيال صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال وقوله ان ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال البخاري عندها يعني روى البخاري في الصحيح عند هذه الاية حدثنا علي ابن عبد الله وساق بسنده عن ابن عباس قال صعد النبي صلى الله عليه واله وسلم الصفا ذات يوم فقال يا صباحاه هذه كلمة اذا نادى بها الرجل فهي نذير خطر دليل هناك امر مهم جدا واصبحه قال يا صباحاه قال فاجتمعت اليه قريش فقالوا مالك فقال ارأيتم ان لو اخبرتكم ان العدو يصبحكم او يمسيكم لو اخبرتكم بان العدو سيأتيكم صباحا او مساء اكنتم مصدقي؟ اما كنتم مصدقين او اما كنتم تصدقوني؟ قالوا بلى قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد هذا معنى الاية انا نذير لكم بين يدي عذاب شديد سيقع بكم ان لم تؤمنوا بي ان لم تؤمنوا بالله وتتبعوا رسوله فقال ابو لهب تبا لك الهذا جمعتنا وانا تبا يعني الخسارة لك والهلاك لك فانزل الله تبت يدا ابي لهب وتب قال وقد تقدم عند قوله وانزل العشيرة كالاقربين. وقال الامام احمد وهو حديث حسن الاسناد وقال الامام احمد حدثنا ابو نعيم وساق بسنده الى بريدة رضي الله عنه قال خرج الينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوما فنادى ثلاث مرات فقال ايها الناس تدرون ما مثلي ومثلكم قالوا الله ورسوله اعلم قال انما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم فبعث رجلا يتراءى لهم قوم خافوا من عدو يعرفون ان العدو قريب فبعثوا رجلا يتراءى يعني ينظر حتى اذا جاء العدو يقول جاءكم قال فبعثوا رجلا يتراءى لهم فبين فبين ما هو كذلك ابصر العدو فاقبل لينذرهم وخشي ان يدركه العدو قبل ان ينذر قومه يعني حريص على قومه يريد جعل يجري يسعى حتى يصل الى قومه ويقول احذروا العدو قريب لكن خشي ان يسبقه العدو خشى ان يدركه العدو قبل ان ينذر قومه فاهوى بثوبه ايها الناس اوتيتم ايها الناس اوتيتم ثلاث مرات او اوتيتم من العجلة ما انتظر حتى يصل اليهم. اخذ ثوبه وجعل يؤشر به اوتيتم اتاكم العدو هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم والله كان حريصا على هداية امته رؤوفا بهم رحيما بهم ما ترك خيرا الا بينه له وما ترك شرا الا حذرهم منه وبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وتركها على بيظاء ليلها ونهارها سواء فما معي هلك الا هالك قال لقد بين للنبي صلى الله عليه وسلم كل شيء قال قال وبهذا الاسناد قال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت انا والساعة جميعا ان كادت لتسبقني لأن النبي صلى الله عليه وسلم نبي الساعة في نسب الساعة والامر عند الله ليس كما هو عندنا نحن قد نعد من الف واربع مئة سنة نعده وقت كثير والامر عند الله جل وعلا على على خلاف ما عند الناس وقد جاء في حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم نظر يوما والشمس قد في رؤوس الجبال تضيفت للغروب يعني ما بقي الا قليل تغيب الشمس اذا وصلت رؤوس الجبال ما بقي الا قليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي من الدنيا الا كما بقي من يومكم هذا هذا اخر الدنيا نحن في اخر الدنيا لكن امر الله غير امرنا والامر امره جل وعلا فلا شك ان قرب الساعة وان في اخر الزمان وان النبي صلى الله عليه وسلم هو نبي الساعة قال جل وعلا قل ما سألتكم من اجر فهو لكم قل يا نبينا لكفار قريش ولمن كفر ما سألتكم من اجر على دعوتي لكم انا لما ادعوكم واقول امنوا ما اريد منكم اجرا ولا ثوابا ولا مالا ولا نقودا وهذا يدل يدل على صدقه لانه اذا كان يدعو من اجل دنيا فهو يدعو من اجل يحصل على المال لا يقول ما ما اريد منكم اجرا ولا اريد منكم ثوابا ولكن ان اجري الا على الله ما اجري الا على الله. انا ارجو ثواب عملي من الله لاني رسول الله وهذا ايضا يدل على صدقه هذا يدل على صدقه ما هو صاحب دنيا ولا صاحب مال ولا صاحب طمع فيتكلم بهذا الكلام لاجل ان يحصل على شيء من المال. وهذا ظنهم الذي ارداهم ولهذا اجتمعوا يوما وقالوا يا محمد نعطيك ما شئت من الدنيا وعليكم السلام وان شئت نزوجك احسن امرأة ونفعل ونفعل على ان تترك هذا الامر؟ قال لا قولوا لا اله الا الله تفلحوا لانه داعية حق صلى الله عليه واله وسلم وهو رسول رب العالمين. ولهذا قال قل ما سألتكم من اجري فهو لكم ان سألتم اجر فهو لكم لا تعطوني اياه فدليل على انه لم ولن يسألهم ان اجري الا على الله وهو على كل شيء شهيد جل وعلا اجري على الله والله سبحانه وتعالى لا يمكن العمل معه كما يقال مجانا ابدا ابدا العمل مع الله من جاء بالحسنة فله عشر امثالها. ومن جاء بالسيئة فلا يجزاء الا مثلها وهم لا يظلمون لانه اكرم الاكرمين واجود الاجودين جل وعلا قال والله شاهد على كل شيء علي وعليكم ولهذا يقول ابن كثير عند هذه الاية يقول لا اريد منكم جعلا ولا عطاء على على اداء رسالة الله اليكم ونصحي اياكم وامركم بعبادة الله وامركم بعبادة الله. ان اجري الا على الله اي انما اطلب ثواب ذلك عند الله. وهو على كل بشيء شهيد اي عالم بجميع الامور بما انا عليه من اخباري عنه بارساله اياي اليكم وما انتم عليه ثم قال قل ان ربي يقذف بالحق علام الغيوب وقل لهم ايضا ان ربي ومولاي وهو الله سبحانه وتعالى يقذف بالحق ان يلقي الحق على رسله ليبلغوه قال الطبري يقضي بالحق وهو الوحي يقول ينزله من السماء فيقذفه الى نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم ويقول ابن كثير قل ان ربي يقذف بالحق كقوله تعالى يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده ان يرسلوا الملك الى من يشاء من عباده من اهل الارض وهو علام الغيوب فلا تخفى عليه خافية في السماوات ولا في الارض. سبحانه وتعالى اذا انا رسول رب العالمين وهو الذي ارسلني وهو الذي يقذف بالحق ويرسل بالحق بالقرآن وبغيره من الحق من يشاء من عباده وهو علام الغيوب لا يخفى عليه شيء من امر الغيب في علم حالي وحالكم ويعلم من يستحق ان يكون رسولا. ليس كل الناس يستحق ان يكون رسولا الله اعلم حيث يجعل رسالته والرسالة اصطفاء من الله يصطفي من يشاء من عباده وهو ايظا عليم بحال الناس ثم قال قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد هذا الذي تخافون منه وابيتم ان تتبعوني ووصفتموني بما وصفتموني به جاء الحق وهو دين الله الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هذه بشارة وقل جاء الحق وحينما يأتي لا يبدأ الباطل ولا يعيد لا يفعل شيء يزهق لا وجود له قال ابن كثير قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد اي جاء الحق من الله والشرع العظيم. وذهب الباطل وزهق واضمحل كقوله بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه سبحان الله يقذف الله بالحق على الباطل يرمي به عليه في المكان الذي هو فيه يأتي الحق ويغشى الناس بامر الله بدعاة بدعوة الرسل واتباعهم وهكذا اتباعهم يحل صاحب السنة صاحب العلم والبصيرة في مكان قد يكون كله كفر او اكثره كفار او اهل بدع وظلال فلا يزال يدعو الى الله حتى يعلو الحق ويصبح البلد كله على السنة والله الذي يفعل هذا جل وعلا يسخر من يشاء من عباده ولهذا قال بل نقذف بالحق على الباطل فقط نقف عليه ونتركه ما يتصارعان لا بل نقده بالحق على الباطل فيدمغه يضربه على دماغه فقط يمكن يضربه على دماغه ولا يموت لا فاذا هو زاهق انتهى ما له وجود هذا علامات على ان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق ان دين الاسلام هو الدين الحق شاء من شاء وابى من ابى ولهذا لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم الى بعثه الله كان جزيرة العرب كلها تدين بالشرك يعبدون الاوثان والاصنام لكن خلال ثلاثة وعشرين سنة ثلاثة وعشرين سنة فقط دخلت جزيرة العرب كلها بالاسلام ووصل الى اطراف الشام الاسلامي زهق الباطل وذهب فضل الله وهكذا الدعاة المخلصون من استن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم واتبع هديه في الدعوة الى الله لابد ان ينصره الله. ان تنصروا الله ينصركم ولهذا لما صدع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالدعوة الى التوحيد كان الناس يعبدون الاصنام والقبور يطوفون بها يذبحون لها ينذرون لها يدعونها بالليل والنهار وخلال تسعة وثلاثين سنة رجعت جزيرة العرب كلها على التوحيد والسنة النصرة من الله يا اخوان ان تقوم ببذل الجهد الذي تستطيع وهو الدعوة الى الله الى افراد الله جل وعلا بالعبادة الى التوحيد والتحذير من الشرك الدعوة الى الصلاة الى اركان الاسلام الى التزام الناس بالدين ونصرة هذا هذا الدين ليست اليك انما عليك البلاغ والنصرة الى الله هذا مما يقوي عزائم اهل الحق بالدعوة الى الله دعوة الناس الى دين الله لان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله رحمة للعالمين بهذه الدعوة وانتم اتباعه كونوا مثله كونوا رحمة للناس تدعونهم الى اتباع هذا الدين العظيم واتباع النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ابن كثير ولهذا لما دخل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المسجد الحرام يوم الفتح وجد ووجد تلك الاصنام منصوبة حول الكعبة جعل يطعن الصنم بقوسه ويقرأ وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطلة كان زهوقا قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد. رواه البخاري ومسلم الترمذي والنسائي والنسائي وحده عند هذه الاية اي لم يبق للباطل مقالة ولا رئاسة ولا كلمة نعم النبي صلى الله عليه وسلم فسر هذه الاية والاية الاخرى لما دخل مكة عام الفتح ماذا صنع اول ما بدأ به يعني حتى لم يصلي ركعتين اول ما بدأ به كسر الاصنام كان حول الكعبة ثلاث مئة وستون صنما فكسرها صنما صنما صلوات الله وسلامه وبركاته عليه لانه جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا قال وما يبدئ الباطل وما يعيد اي لم يبق للباطل مقالة ولا رياسة ولا كلمة. اذا هذا معنى الاية جاء الحق وهو دين الله وزهق الباطل الذي هو الكفر والشرك ولهذا لا يبدأ الباطل ولا يعيد ذهب الباطل اظمحل لا وجود له لان الشيء اذا كان موجودا يقول هذا ما زال يبدي ويعيد يعني موجود لا لا يبدي ولا يعيد لانه زهق وذهب واضمحلا ما بقي له وجود وهذا هو التفسير الصحيح لهذه الاية. وجاء عن قتادة انه قال وزعم قتادة السدي ان المراد بالباطل ها هنا ابليس اي انه لا يخلق احدا ولا يعيده ولا يقدر على ذلك وهذا وان كان حقا ولكن ليس هو المراد ها هنا والله اعلم مع المراد بالباطل هنا والشرك واهله ولا شك انه بيضمحلال الشرك وذهابه ان الشيطان يندحر ولهذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم ان الشيطان يأس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن بالتحريش بينهم هذا التفسير من قتادة والسدي غير صحيح لان الشيطان ما زهق ما خرجت روحه بالباقي الى قيام الساعة ولهذا يعود الشرك الى هذه الجزيرة كما في البخاري ومسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى مرة اخرى وجاء في الحديث الاخر لن تقوم الساعة حتى تظطرب الايات نساء دوس على ذي الخلصة هو صنم معروف جنوب الطائف حديث رواه مسلم ثم قال جل وعلا قل ان ضللت فانما اضل على نفسي هذا غاية الانصاف قل ايها الناس ايها المكذبون ان ضللت فانما اظل على نفسي ما تسألون عن ضلالي كل نفس بما كسبت رهينة وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه سميع قريب وانا مهتدي لانني ادعو الى من تقرون بانه الرب وانه الخالق المالك المدبر المحيي المميت الرازق ولئن سألتم من خلقهم ليقولن الله هم مقرون بهذا لكن هم يريدون يتخذون وسائط معه فان ضللت فظلالي علي ما عليكم من ضلال شيء وان اهتديت فليس مني بل بالذي يوحيه الي ربي وهو يحيي وهو القرآن وهو الوحي والسنة هذا تقييد ما بعده تقرير لصحة ما جاء به صلى الله عليه واله وسلم قال ويني ابتديت بما يوحي الي ربي انه سميع قريب سميع يسمع اقوالي لو كنت كاذبا لاخذني لاخذ مني باليمين ولقطع مني الوتين وهو ايضا قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه فالله جل وعلا قريب من عباده يسمعهم يبصرهم يراهم يجيب دعوة يجيب دعوتهم امن يجيب المضطر اذا دعاه؟ قال ابن كثير انه سميع قريب اي سميع لاقوال عباده قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه وقد روى النسائي ها هنا حديث ابي موسى الذي في الصحيحين انكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا مجيبا سبحانه وتعالى قال وقالوا امنا به هؤلاء الذين كفروا وابوا اليوم الايمان واتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون وقالوا ما جاء به اساطير الاولين وما جاء به باطل يوم القيامة يقولون امنا به الان وقالوا امنا به هذا يوم القيامة لان يوم القيامة خلاص تنتهي الامور وهي تذهب تذهب عنهم هذه الغشاوة وهذه الاماني وهذه الضلالات وهذا الغرور يذهب عنهم ويلقون المصير الحقيقي ما يغني عنهم جمعهم ولا كثرتهم ولا اموالهم فان ذلك يقولون امنا به امنا بالنبي امنا بالقرآن امنا بالحق الذي جاء به النبي ولكن هذا ما ينفع في ذلك الوقت لانه قد انتهى وقت التكليف صاروا الى دار الجزاء قال وقالوا امنا به وانى لهم التناوش وانى بمعنى كيف كيف لهم التناوش؟ والتناوش هو التناول من بعد يقول تناوشت كذا يعني تناولته عن بعد فيقول الله عز وجل انى لهم التناوش؟ كيف لهم تناول ذلك الامر والرجوع الى الدنيا فاتت الدنيا قامت الساعة الان وانى لهم التناوش من مكان بعيد لانه بعيد الاخرة من الدنيا لما قامت انتهت الحياة يقول ابن كثير وقالوا امنا به قبلها يقول ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب ولو ترى يا نبينا اذ فزعوا حين فزعوا واصابهم الفزع وهذا عند قيام الساعة لو ترى حالهم حينما يحل بهم الفزع والخوف لشدة اهوال القيامة فلا فوت ما يفوتوننا وحتى لو فروا وارادوا يهربون ما يمكن ان يفوتون بل اخذوا من مكان قريب قال الحسن البصري او قال ابن كثير قبل ذلك يقول تعالى ولو ترى يا محمد اذ فزع هؤلاء المكذبون يوم القيامة فلا فوت اي فلا مفر لهم ولا وزر ولا ملجأ واخذوا من مكان قريب اي لم يمكنوا ان ان يمعنوا في الهرب. بل اخذوا من اول وهلة فلا فوت ما يمكن يفوتون كما جاءت النصوص انه اقامة الساعة ان الملائكة تتنزل من السماوات فينزلوا ملائكة السماء الدنيا فيحيطون بالخلق ثم يتم من ورائهم ملائكة السماء الثانية والثالثة والى السابعة وجاء ربك والملك صفا صفا ما فيه مفر ولا مهرب انتهت الامور العرب الان في الدنيا ولهذا قال فلا فوت ما يفوتون ابدا ولا يمكن ينجون من العذاب واخذوا من مكان قريب قال الحسن البصري حين خرجوا من قبورهم مكان قريب مجرد ما بعثوا اخذوا مكان قريب ما تركوا يهربون مسافة ثم اوتي بهم عاجلهم العذاب قال وقال مجاهد وعطية العوفي وقتادة من تحت اقدامهم اخذ الى العذاب وسحبوا الى العذاب وقال وعن ابن عباس والضحاك يعني عذابهم في الدنيا. وقال عبد الرحمن ابن زيد يعني قتلهم يوم بدر. والصحيح ان قال ابن كثير والصحيح ان المراد بذلك يوم القيامة وهي الطامة العظمى وان كان ما ذكر متصلا بذلك وهذا هو الصواب اذا الفزع يا اخوان هذا يوم القيامة فلا فوت ولا مهرب وهذا انذار لهم لان هذا الكلام قيل لهم وهم احياء والقيامة ما قامت الى الان وقيامتهم هم الصغرى وهي الموت ما قامت كانوا احياء يسمعون. ومع ذلك لم يتعظوا ولم يعتبروا قال وقالوا ام النبي. عند ذلك لما اخذوا اصابهم الفزع وقامت الساعة قالوا امنا امنا بالنبي بما جاء به الان ما ينفع الايمان. قال ابن كثير اي يوم القيامة يقولون امنا بالله وبكتبه ورسله كما قال تعالى ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون. ولهذا قال وانا لهم التناوش من مكان بعيد. اي وكيف لهم تعاطي الايمان وقد بعدوا عن محل قبوله منهم وصاروا الى الدار الاخرة وهي دار الجزاء لا دار الابتلاء فلو كانوا امنوا في الدنيا لكان ذلك نافعهم ولكن بعد مصيرهم الى الدار الاخرة لا سبيل لهم الى قبول الايمان كما لا سبيل الى حصول الشيء لمن يتناوله من عيد انى لهم التناوش ما يمكن قال وقال مجاهد وانا لهم التناوش؟ التناول لذلك كما قدمنا ان التناوش تناوش الشي تناوله فكيف لهم يتناولون الايمان بعد عنهم وقال الزهري التناوش تناولهم الايمان وهم في الاخرة وقد انقطعت عنهم الدنيا. وقال الحسن البصري اما انهم طلبوا طلبوا الامر ومن حيث لا ينال تعاطوا الايمان من مكان بعيد وقال ابن عباس طلب الرجعة الى الدنيا والتوبة مما هم فيه وليس بحين رجعة ولا توبة وكذا قال محمد بن كعب القرظي رحمه الله فاقوال السلف متقاربة يعني ان المراد انهم طلب الايمان بعد ان فات اوانه وانى لهم ذلك؟ كيف له ذلك؟ لا يمكن الرجوع الى الدنيا فاتى الوقت هذه الحقيقة عبرة لكل احد وللاحياء الان من الكفار وغيرهم من اراد الايمان والنجاة من اليوم قبل ان تخرج روحه وهو على الكفر لان اليوم يمكن الانسان من تاب وامن بهذه الحياة يقبل الله منه لكن اذا انتهت الحياة او بلغت الروح الحلقوم لا لا تنفع التوبة ثم قال وقد كفروا به من قبل قد كفروا بهذا القرآن وبهذا الحق بهذا النبي من قبل يعني في الدنيا قال وقد كفروا به من قبل ويقضي هنا بالغيب من مكان بعيد قال ابن كثير اي كيف يحصل لهم الايمان في الاخرة وقد كفروا بالحق في الدنيا وكذبوا الرسل ويكرهون بالغيب من مكان بعيد قال مالك عن زيد ابن اسلم ويقذفون بالغيب قال بالظن قلت كما قال تعالى رجما بالغيب فتارة يقولون شاعر يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يقولون كاهن وتارة يقولون ساحر وتارة يقولون مجنون الى غير ذلك من الاقوال الباطلة ويكذبون بالغيب والنشور والمعاد. ويقولون ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين قال قتادة يرجمون بالظن لا بعث ولا جنة ولا نار هم يقولون كذا ما في شيء اسمه بعث ولا نشور ائنا لمردودون في الحافرة ينكرون هذا وهذا رجل بالغيب وقوله وحيل بينهم وبينما يشتهون قال الحسن البصري والضحاك وغيرهما يعني الايمان وقال السدي وهي التوبة وهذا اختيار ابن جرير رحمه الله وقال مجاهد وحيل بينه وبين ما يشتهون من هذه الدنيا من مال وزهرة واهل وروي عن ابن عباس وابن عمر والربيع ابن انس وهو قول البخاري وجماعة والصحيحة والصحيح انه لا منافاة بين القولين فانه قد حيل بينه وبين شهواتهم في الدنيا وبينما طلبوه في في الاخرة منه يعني تفسير قوله جل وعلا وحيل بينه وبين ما يشتهون بعض المفسرين فسره بان المراد بما يشتهون الايمان لانهم قالوا امنا به وانى لهم التناوش وهذا القول يرشحه السياق وقال بعض المفسرين لا الذي كانوا يشتهونه في الدنيا من الاموال والازواج والاولاد فحيل بينه وبينهم وابن جرير ابن كثير يرجح ان الاية تشمل الامرين حيل بينه وبين الايمان وبين ملذاتهم التي كانوا يتلذذون بها في الدنيا لانهم افضوا الى جزاء الاعمال وهم وهم كفرة بالله فصاروا الى النار وبئس المصير قال وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل باشياعهم من قبل بامثالهم شايعهم وافقهم في نفس العمل وهم وهم الامم السابقة الذين كفروا بانبيائهم ولم يؤمنوا بهم فانهم اتاهم الموت ولم يستطيعوا ان يؤمنوا وحيلة بينه وبين مشتهياتهم كما فعل باشياء باشيائهم من قبل انهم كانوا في شك مريب انهم اي كفار قريش بل كل كافر كل الاقوام الذين كذبوا الرسل كانوا في شك من امر الاخرة وكانوا في ريب وبهذا ما يؤمنون بالبعث ولهذا تعلمون ايها الاخوة حكمة ذكر الله جل وعلا للايمان باليوم الاخر مع الايمان به. كثيرا ما يقرن الله بين الايمان به واليوم الاخر واليوم الاخر هو يوم القيامة لان الايمان باليوم الاخر يحمل على اصلاح العمل فانت الان قد تصبر على رجل يهينك او يتكلم عليك ليس خوفا منه لكن انت تعتقدي فيه بعث ونشور وفيه جزاء هناك نريد ثواب تتصدق تعطي مالك الذي كسبته تعطيه محتاجا مع انك ظاهر الامر انفقت هذا المال اخرجته من من ملكك لكن لانك مؤمن ان هناك بعث ونشور وجزاء وان هناك كل امرئ في ظل صدقته الايمان باليوم الاخر يا اخوان يحمل على اصلاح العمل على ان يتقي الانسان هذا اليوم ولهذا الكفار كانوا في شك مريب. ولهذا احد اركان الايمان الايمان باليوم الاخر فمن لم يؤمن بالقيامة ولا بالبعث ولا بالنشور فهو كافر لو عمل ما عمل بانه احد اركان الايمان الستة نعم الحقيقة هنا في اثر ذكره ابن كثير قرابة الصفحتين لكنه ضعيف الاسناد كما احببنا ان ان نذكره لانه لا يصح سنده وان كان في بعضه يعني بعض العبر نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ان الله على كل شيء قدير ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من وبعده وهو العزيز الحكيم يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فانا تؤفكون وان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك والى الله ترجع الامور يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم قل حياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير ثم نبدأ بالكلام على تفسير سورة فاطر وسورة فاطر لها اسمان تعرف بسورة فاطر وهذا اخذ اخذا من اول اية فيها الحمدلله فاطر السماوات والارض وتسمى بسورة الملائكة ايضا كما في البخاري وغيره وسميت بسورة الملائكة اخذا من وصف الله للملائكة في اول اية ايضا بانهم رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع ولم يذكر الا في هذه الاية هذا الوصف لم يذكر الا في هذه السورة وفي هذه الاية خاصة فيقال لها سورة فاطر ويقال لها سورة الملائكة هذه السورة نوعها مكية مكية لان القرآن يا اخوان اما مكي واما مدني وقد ذكرنا مرارا ان المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو كان بمكة يعني الاعتبار بالزمان حكم على ان السورة مكية ومدنية ينظر الى الزمان فان كانت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فهي مكية وان كانت بعد هجرته فهي مدنية ولو كان المكان في مكة اما حجة الوداع وعام الفتح مثلا فالحاصل ان هذه السورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل هجرته وهذا محل اتفاق بين المفسرين وحكي قولا شاذا انها مكية الا ايتين لكن لا يصح ذلك وتركيبها في النزول فيما ذكر المفسرون هي السورة الثالثة والاربعون في النزول يعني نزل قبلها اثنتان واربعون سورة نزلت هذه السورة بعد سورة الفرقان وقبل سورة مريم هذا ترتيبها في النزول وعدد اياتها في العد المدني والشامي ست واربعون اية وفي العد المكي والكوفي خمس واربعون اية وقد ذكرنا ايضا فيما مضى ان هذا الاختلاف في عدد الايات لا يعني الاختلاف في القرآن وان هذه السورة فيها نقص عند اولئك القوم فيها زيادة عند اخرين. لا هي نفس السورة لا زيادة ولا نقصان ولا حرف واحد لكن بعظهم يعد مثلا هذه الاية الحمد لله فاطر السماوات والارض يا الى الملائكة رسل اولي اجنحة مثنى وثلاثة ورباع يجعلها اية واحدة يعدها اية واحدة لكن بعضهم يقول مثلا الحمد لله فاطر السماوات والارض هذه اية جاء الملائكة رسل هذه اية ثانية فهذا الاختلاف في العدد لا يعني الاختلاف في القرآن محفوظ بحفظ الله لا زيادة ولا نقصا فيه قال جل وعلا الحمد لله فاطر السماوات والارض الحمد كما عرفه ابن تيمية وغيره من اهل العلم وهو اظهر ما قيل في تأليفه ان الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم حينما تقول الحمد لله فانت تصف المعبود جل وعلا بالكمال بالكمال في اقواله في افعاله في اقداره في صفاته في كل شيء فهو الكامل من كل وجه فانت حينما تقول الحمد لله فانت تحمده وتثني عليه بوصفه بالكمال المطلق فقط لا مع الحب والتعظيم له لانه لو كان مجرد وصف من غير حب ولا تعظيم هذا يسمى مدح لانه قد يمدح الشاعر والليل مثل اعلى قد يمدح انسان يبغضه لكن يريد يعطيه نقودا فمدحه لا الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع الحب له والتعظيم انتبه فلما تقول الحمد لله انت تصف ربك بصفات الكمال تثني عليه بذلك وانت ايضا محب له معظم له ولهذا دائما الانسان يقول بعد ما تنزل به النعمة يقول الحمد لله لانه يحب الله ويعظمه الحمد لله والالف واللام هنا يقول للاستغراق لاستغراق جميع انواع المحامد فاذا قلت هذه الكلمة الحمد لله فقد اثنيت على الله بكل حمد جل وعلا وهو المحمود على كل حال جل وعلا قال الحمد لله فاطر السماوات والارض فاطر السماوات اي خالقهما ومنشؤهما ومبدئهما على غير مثال سابق لكن انظروا اعجاز القرآن الله جل وعلا ذكر خلق السماوات والارض في ايات اخرى. ذكر لفظة الخلق. وهنا ذكر لفظة الفطر فاطر السماوات والارض كل لفظة في القرآن تفيد معنى تنفرد به عن غيرها. وان كانت تشترك في انها كلها تدل على الخلق لكن الفطر فيه زيادة معنى ما هو ابتداء الخلق على غير مثال سابق يقول يقول ابن كثير قال سفيان الثوري عن ابراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت لا ادري ما فاطر السماوات والارض يعني المعنى قال حتى اتاني اعرابيان يختصمان في بئر جاءوا اعربيان اهل اللغة الفصحى يختصمان في بئر فقال احدهما انا فطرتها انا بدأتها فقال ابن عباس رضي الله عنهما ايضا فاطر السماوات والارض بديع السماوات والارض خاطرهما يعني هو اول من فطرهما وهو ابدعهما على غير مثال سابق ولهذا قال ابراهيم الا الذي فطرني ولم يقل الا الذي خلقني لماذا اللي يشير الى ان الله فطره على التوحيد وجبله على التوحيد والله جل وعلا يقول الحمد لله فاطر السماوات والارض جاء للملائكة رسلا جعل الرسل من الملائكة ترسلهم بامره فيرسل جبريل بالوحي ويرسل غيرهم من الملائكة بما وكله اليهم ولهذا يعرجون في السماء ينزلون ويعرجون بامر الله جل وعلا ويحملون امر الله جل وعلا قال جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة اولي اجنحة يعني ذوي اجنحة واصحاب اجنحة فجعل الملائكة لهم اجنحة ثم قال مثنى وثلاثى ورباع يعني بعض الملائكة لهم ثلاثة اجنحة وبعضهم له اثنان وبعضهم لهم اربعة وبعضهم اكثر من ذلك ولهذا قال يزيد في الخلق ما يشاء ولهذا ثبت الحديث الصحيح ان جبريل عليه السلام له ست مئة جناح كما رواه الامام احمد وحسنه الالباني في الاسراء والمعراج ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل ليلة الاسراء وله ست مئة جناح وهذا القدر ثابت في الصحيحين او ست مئة جناح ثابت في الصحيحين لكن هنا زيادة قال بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب يدل على عظم خلقه عليه السلام ولهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقية مرتين رأى جبريل في هيئته الحقيقية مرتين. المرة الاولى اول ما نزل عليه بالوحي بسورة اقرأ باسم ربك الذي خلق لما خرج من الغار نظر واذا بالملك الذي جاءه في الغار قد سد افق السما ما يرى من السماء شيء لعظم خلقه عليه السلام ورآه مرة اخرى عند سدرة المنتهى كما قال جل وعلا ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى ومع ذلك جبريل له ست مئة جناح اذا تكلم الرب جل وعلا غشي عليه هو بقية الملائكة لعظمة الله جل وعلا وكبريائه وعظم شأنه يحق لك يا عبد الله ان ان تخشى الله وان تخافه وان تتقيه فهذا جبريل وهو اقوى الملائكة واكبر الملائكة له ست مئة جناح ومع ذلك هذه حاله اذا تكلم الله بالوحي قال جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء قال بعض المفسرين او قبل ذلك يقول ابن كثير قال الضحاك كل شيء في القرآن فاطر السماوات والارض فهو خالق السماوات والارض. فالفطر بمعنى الخلق لكن فيه معنى زائد وقال جاء للملائكة رسل اي بينه وبين انبيائه. جاعلهم رسلا بينه وبين انبيائه. اولي اجنحة اي يطيرون بها ليبلغوا ما امروا به سريعا هكذا قال ابن كثير يطيرون بها وهذه العبارة انا ما رأيتها في في الاحاديث فالله اعلم ما نستطيع ان نقول انهم يطيرون بالاجنحة يعني متى نزلونا بامر الله كيف شاء الله جل وعلا فالله اعلم هل هو على سبيل الطيران او غيره الله اعلم نقف حيث وقف النص لكن لا شك ان لهم اجنحة والله اعلم نقف عندما دلنا عليه النص ولا نتجاوز قال يطيرون بها ليبلغوا ما امروا به سريعة مثنى وثلاثة ورباع. منهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة ومنهم من له اربعة ومنهم من له اكثر من ذلك كما جاء في الحديث وذكر الحديث الذي اشرنا اليه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل ليلة الاسراء وله ست مئة جناح بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب. ولهذا قال يزيد في الخلق ما يشاء ان الله على كل شيء قدير قال السدي يزيد في الاجنحة وخلقهم ما يشاء وقال الزهري وابن جريج يزيد في الخلق يعني حسن الصوت رواه عن الزهري البخاري في الادب وابن ابي حاتم في تفسيره وقرأ في الشاد يزيد في الحلق بالحاء المهملة والله اعلم. يعني هذا وجه من قالوا ان يعني هنا ذكروا قولين يزيد في خلقه في اجنحة الملائكة يعني في عددها وفي خلق الملائكة والقول الثاني يزيد في حسن الصوت يعني يزيد في الملائكة ايضا يخلق لهم صوتا حسنا. ويستدلون بقراءة شاذة يزيد في الحلق حلق يعني الصوت لكن الصحيح وما عليه اكثر المفسرين ان الله جل وعلا يزيد في الخلق كله ملائكة في اجنحة الملائكة في بقية الخلق يزيد في الخلق وينقص كيف شاء جل وعلا قال ابن نعم قال ابن ابن جرير يعني ما حاصله انه يزيد في الخلق كله يقول يعني حاصل كلامه وكذلك كلام الشيخ السعدي ان الله يزيده في الخلق يقول هذا لا يختص بالملائكة الملائكة يدخلون بهذا وزيادة عدد الاجنحة للملائكة داخل في هذا وايضا كل الخلق الله هو الخلاق وحده لا شريك له يزيد في خلقه في خلقه ما يشاء وينقص من خلقه ما يشاء. وهذا هو الاولى حمل الاية على العموم. ويدخل ما ذكرت في سياقه دخولا اوليا ولكن لا يقصر عليه الا بدليل قال ان الله على كل شيء قدير لانه لا يعجزه شيء جل وعلا ثم قال جل وعلا ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. يقول الله جل وعلا ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم اذا فتح الله رحمة للناس والله ما يمسكها احد ولا يمنعها احد وما منعه وامسكه لا يمكن ان يأتي به احد وهنا يا اخوان ينفع الاعتقاد مهم جدا هذه العقيدة العظيمة اذا اعتقدت ذلك وطبقته عملا هانت عليك كثير من الامور كثير من الناس الان اذا فاته امر سعى له ولم يحصل حزن حزنا شديدا وربما يمكث اياما وهو مريظ ما اراده الله يا اخي امسكه الله عنك اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت انت تبذل الاسباب ولا تتعدى ذلك لان الامر امره ولهذا يقول ابن جرير الطبري قال يقول تعالى مفاتيح الخير ومغاليقه كلها بيده فما يفتح الله للناس من خير فلا مغلق له ولا ممسك عنهم لان فلا مغلقة له ولا ممسك عنهم لان ذلك امره. لا يستطيع امره احد وكذلك ما يغلق من خير عنهم فلا يبسطه عليهم ولا يفتحه لهم فلا فاتح له سواه لان الامور كلها اليه وله جل وعلا. ويقول ابن كثير يخبر تعالى انه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وانه لا لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ثم ساق حديثا رواه البخاري ومسلم من حديث آآ وراد مولى المغيرة بن شعبة قال كتب معاوية رضي الله عنه الى المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه قال اكتب الي بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فدعاني المغيرة فكتبت اليه اني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا انصرف من الصلاة قال لا لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع الجد منك الجد وسمعته ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال وعن وأد البنات وعقوق الأمهات ومنع وهات نعم يا اخوان ومحل الشاهد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت سبحان الله نحن نقول هذا بعد كل صلاة بعد كل صلاة كنا نتكلم به ونقوله لكن اذا سعينا في امر ما حصل حزنا حزن شديد طيب نحن نقول اللهم لا معطيها الامانات ولا مانع لما اعطيت بس هذا يجب اذا عقل شيئا من نصوص السنة يعمل بها يتذكرها تهون عليه وتجعله يعيش حياة طيبة بدل الهم والحزن. قال وثبت في صحيح مسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا رفع رأسه من الركوع يقول سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء ارض وملئ ما شئت من شيء بعد اللهم اهل الثناء والمجد حق ما قال العبد وكل لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد قال وهذه الاية كقوله تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله. ولهذا نظائر كثيرة قال الامام ما لك كان ابو هريرة ابو هريرة رضي الله عنه اذا مطروا يقول مطرنا بنوء الفتح ثم يقرأ هذه الاية ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ابو هريرة هذا ما ما يقول مطرنا بنوء كذا بنوء الثريا بنون يقول مطرنا بنوء الفتح. فتح الله هو الذي امطرنا هو الذي امطرنا المطر وهذا يعني تفسير دقيق من ابي هريرة لمعنى الاية ثم قال يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله قال الطبري اذكروا نعمة الله التي انعمها عليكم بفتحه لكم من خيراته ما فتح وبسطه لكم من العيش ما بسط. وفكروا فانظروا هل من خالق سوى فاطر السماوات والارض الذي بيده مفاتيح ارزاقكم ومغاليقها وهذا كثيرا ما يقرر الله عز وجل توحيد الالوهية بذكر توحيد الربوبية لانه حتى الكفار يقرون بتوحيد الربوبية سألتهم من رزقهم؟ يقول الله هو الذي رزقنا قال يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق وايضا يقولون ان الله هو الخالق وحده؟ هل من خالق غير الله الجواب لا فقال الله يرزقكم من السماء والارض فهو الخالق وهو الرازق لا اله الا هو هنا التوحيد لا معبود بحق الا هو. فانى تؤفكون. كيف تصرفون عن الحق مع وضوحه وهو الذي خلق هو الذي انعم وهو الذي خلق وهو الذي رزق وهو المستحق للعبادة لا اله الا هو فمن تفظل بالنعم وخلق ورزقه يجب ان يفرد بالعبادة. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على