ونبدأ ان شاء الله بسورة الصافات بسم الله والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرى ان الهكم لواحد رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا كل شيطان مارد لا يتسمعون الى الملأ الاعلى ويقدر من كل جانب دحورا ولهم عذاب ويصب الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب. فاستفتهم اهم اشد خلقا ام من خلقنا انا خلقناهم من طين لازب بل عجبت ويسخرون واذا ذكروا لا يذكرون واذا رأوا ايتين يستسخرون وقالوا ان هذا الا سحر مبين. فاذا مت وكنا ترابا وعظاما ائنا لمبعوثون او اباءنا الاولون قل نعم وانتم ذاخرون فانما هي زجرة واحدة فاذا هم ينظرون هذه السورة المباركة هي سورة الصافات وهذا اسمها الذي عرفت به وهذا الذي كتب امامها ذكرت في في المصاحف وفي كتب التفاسير وفي كتب السنة وغيرها الصافات او سورة الصافات اخذا من اول كلمة فيها والصافات صفاء وذكر السيوطي في الاتقان انه او نقل عن الجعبري انه قد تسمى سورة الذبيح والذبيح اخذ من قصة ذبح إبراهيم لولده وسئت بهذه السورة قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك ولكن رد السيوطي هذا وقال انه لم يثبت في هذا نقل حتى يساروا اليه يعني لم يعرف هذا الكلام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه ولا التابعين الحاصل ان اسمها سورة الصافات اخذ من اول اية فيها ونوعها مكية بالاتفاق مكية و لا شك انكم تذكرون ما معنى مكية؟ يعني نزلت قبل الهجرة وترتيبها في النزول يقول بعض المفسرين هي السادسة والخمسون السادسة والخمسون في تعداد نزول السور نزلت بعد سورة الانعام وقبل سورة لقمان وعدد اياتها مئة مئة واثنتان وثمانون اية في عد الجمهور واعدها البصريون مئة و واحدى وثمانين اية وقد بينا مرارا معنى هذا الاختلاف في العدد انه لا يعني ذلك اختلافا في كتاب الله وانما يعني ان هناك اية يعدها بعض المفسرين مثلا او بعض العادين يعدها ايتين ويعدها غيره اية واحدة ومننا يأتي اختلاف العدد والا السورة هي هي بحروفها وكمالها وتمامها ثم اورد ابن كثير حديثا يدل على فضل هذه السورة وهو ما رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان في صحيحه واذا الظياء المقدسي في المختارة والطبراني في الكبير والبيهقي وصححه الالباني وغيره عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف يعني بالصلاة كان يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات قال فيه بيان ما هو المراد بالتخفيف في الصلاة ما هو ان الصلاة تنقر نقرا كما يظنه البعض وانما التخفيف نسبي ولهذا لو نظرنا الى حال النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا انه احيانا يطيل القراءة واغلب احيانه قراءته وسط كان يقرأ في سورة في صلاة الفجر بقدر ما بين المئة ما بين الستين الى مئة اية الصافات لما اعددت صفحاتها في المصحف وجدتها سبع صفحات لو يصلي بنا امام اليوم بالصافات كنا قلنا يا اخي هذا تنفيذ تطويل والصحابي ماذا يقول؟ عبد الله ابن عمر قال كان يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات ما فيهم تعارض بين التخفيف وقراءة سورة الصافات فثبت انه قرأ في سورة في صلاة المغرب بسورة الاعراف كاملة لكن هذا ليس دائما ثبت انه في صلاة الظهر كان يخرج يقول الصحابي احدنا يعني اذا اقيمت الصلاة يخرج من بيته ويذهب الى البقيع او الى مكان قضاء الحاجة ويقضي حاجته ويرجع ويتوظأ ويدرك الركعة الاولى لكن هذا ليس دائما ولهذا ينبغي للانسان ان يلاحظ هذا. هذا اذا كان اماما اما اذا صلى لنفسه فليطول ما شاء ولهذا لما صلى انس رضي الله عنه خلف عمر ابن عبد العزيز قال ما رأيت احدا اشبه لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة هذا الفتى قال فعددنا له ووجدناه يقول في الركوع سبحان ربي العظيم قدر ما تقولها عشر مرات وفي السجود كذلك سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم قدر ما تقولها عشر مرات طبعا لا يلزم ان تقولها عشر مرات لكن ان تقولها ثلاثا ثم تأتي تدعو بدعوات اخرى مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا هذا هو معنى التخفيف ما هو النقر بعض الناس ينقر صلاته نقرا احيانا بعض الناس تجي تجده تأتي وهو يؤم الناس قبلك فصم اذا كان يلحق فتضطري لانك تفارقه ما تستطيع انك تقرأ شيء لا الفاتحة ولا قد لا تقول سبحان ربي العظيم الا وقد رفعه لا الطمأنينة ركن من اركان الصلاة والركن يلزم من عدمه العدم بطلان الصلاة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المسيء في صلاته ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تطمئن رافعا او قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا فالطمأنينة في جميع الاركان ركن من اركان الصلاة فالحاصل ان الانسان صلي صلاة معتدلة واذا ام الناس يلاحظ يراعي احوالهم لانه ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الى الصلاة فيسمع بكاء صبي فيخفف الصلاة من اجل شفقة امه عليه صلى الله عليه واله وسلم لكن يكون الانسان دائما هكذا لما تلحظه ينقر صلاته نقرا هذه عبادة عظيمة عليك بالتؤدة فيها لا بد من الطمأنينة فيها اه نعم يقول الله جل وعلا والصافات صفا جمهور المفسرين على ان الصافات هي الملائكة وهذا صح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال والصافات هي الملائكة وقال والزاجرات هي الملائكة فالتاليات ذكرا هي الملائكة وسنده صحيح الى ابن مسعود كما قال الذهبي والحاكم وغيرهم ومثل هذا القول بانهم ملائكة قال ابن عباس ومسروق وسعيد ابن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي وقتادة والربيع بن انس قال قتادة اولئك صفوف في السماء اذا والصافات صفا يقسم الله جل وعلا بالملائكة وعندنا حرف قسم وهو الواو وعندنا مقسم وهو الله جل وعلا وعندنا مقسم به وهي الصافات والزاجرات والتاليات وعندنا جواب القسم يعني الله اقسم بهذه الامور على امر واحد وهو ان الى كل واحد ان الهكم لواحد وهذا يدل على اهمية التوحيد وعلى اهمية افراد الله بالعبادة فقد اقسم ربنا وقوله صدق وحق ولو لم يقسم لكنه اقسم تأكيدا بعد تأكيد لتقوم الحجة على العباد وليعلم الناس اهمية افراد الله جل وعلا بالعبادة فهو كما لو قال احدنا ولله المثل الان لو قال احدنا والله وربي والرحمن ان الهنا لواحد كل هذا تأكيد قال والصافات صفا وهذا هو يعني احسن الاقوال ولا نحتاج الى الاقوال الاخرى والا كتب التفسير غالبا اذا نظرت فيها تجد كثرة الاقوال لكن هذا هو الذي عليه جمهور السلف وعليه الصحابة وثبت عن ابن مسعود وغيره من الصحابة رضي الله عنهم واورد ابن كثير ما يدل على صحة هذا القول. قبله اورد الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان قال وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون. قال هذا يدل على ان الصافات هنا الملائكة. لانه اخبر عنهم في اية اخرى انهم قالوا نحن نحن الصافون ثم اورد من السنة ما يدل على ذلك فاورد ما رواه مسلم عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلنا على الناس بثلاث جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الارض كلها مسجدا وجعلت لنا تربتها طهورا او طهورا الا ان لم نجد الماء. او اذا لم نجد الماء وقد روى مسلم ايضا وابو داوود والنسائي وابن ماجه عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تصف الا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم قال يتمون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف قال الامير الشنقيطي في اضواء البيان ومعنى كونهم صافين ان يكونوا اي ان يكونوا صفوفا متراصين بعضهم جنب بعض في طاعة الله تعالى من صلاة وغيرها وهذا فيه يعني مناسبة بعد ان ازال الله الجائحة ونسأل الله عز وجل ان يزيلها بالكلية هذا الوباء فرحنا واستبشرنا واستبشر كل مسلم برجوع الصلاة في المساجد في الحرمين وفي غيرهما من المساجد الى عدم التباعد والتراص هذه والله نعمة عظيمة سنتان ونحن نعاني من هذا الامر ورفع الله عنا هذا البأس يجب ان نشكر الله على ذلك نحمده ونشكره الان يصلي المسلمون قد تراصوا لان هذه السنة بل هذا واجب لان الامر يقتضي الوجوب النبي صلى الله عليه وسلم يقول تراصوا وقال حاذوا بين المناكب والاقدام قال لا تدعوا فرجاة للشيطان فيحرص المسلمون على التراص وسد الخلل سد الفرج. لانه قد يكون بعض الناس قد تعود على المباعدة سنتان مرت به لكن الحمد لله رفع الله عنا هذا البأس فعلينا ان نرجع الى التراص والمصافاة والمحاذاة ولا نترك فرجا ولا خللا فيما بيننا في صلاتنا والحاصل ان ابن كثير استدل بالحديثين على ان معنى الصافات هنا الملائكة لان النبي قال الا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها اذا والصافات الملائكة تصف عند ربها وبين يديه قال والزاجرات فالزاجرات زجرا قال السدي وغيره انها تزجر السحاب وقال الربيع ابن انس والزاجرات الزجرة ما زجر الله عنه في القرآن وكذا روى مالك عن زيد ابن اسلم يعني الزاجرات هي الملائكة تزجر السحاب وهذا ملك صح في حديث ان ان ملكا يزجر السحاب ويزعه وان هذا الصوت هو صوت الصواعق او صوت الرعد انه صوت الملك وهو يزجر السحاب ويسوقه حيث امره الله وقال الزاجرات الملائكة تزجر السحاب وقال بعض المفسرين الزاجرات المراد والايات الزاجرات او المواعظ الزاجرات التي تزجر التي جاءت في القرآن وتسجر الناس عن معصية الله هذا فيه نظر لان الصافات هم الملائكة والمعطوف عليها مثلها هذا هو الذي يظهر وقال بعض المفسرين المراد الزاجرات الملائكة تزجر الخلائق عن معاصي الله بالذكر الذي تتلوه وتلقيها وتلقيه الى الانبياء المهم ان الزاجرات هي الملائكة ثم قال والتاليات فالتاليات ذكرا قال السدي الملائكة التاليات الملائكة يجيئون بالكتاب والقرآن من عند من عند الله الى الناس تتلو جبريل عليه السلام يتلو القرآن وعلى النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ابن كثير وهذه الاية كقوله فالملقيات ذكرا عذرا او نذرا هم الملائكة ثم جاء جواب القسم وقال قتادة نعم الزاجرات نعم التالي يأتي ذكرى قال هي ما يتلى عليكم في القرآن من اخبار الناس والامم قبلكم وهذا كالذي قبله فيه نظر لان الظاهر ان هذه الايات كلها في الملائكة الصافات والزاجرات والتاليات قال ابن كثير وقوله ان الهكم لواحد هذا هو المقسم عليه هذا هو الشيء الذي اقسم الله عليه اقسم الله على ماذا اقسم ان الهنا واحد فرد صمد وليس معه اله اخر وهذا يدل على بطلان عبادة الاوثان والاصنام والاولياء والاشجار والاحجار وعلى ان يتخذ مع الله الها اخر انما الهكم اله واحد. قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قال هذا هو المقسم عليه انه تعالى لا اله الا هو رب السماوات والارض وما بينهما اي من المخلوقات ورب المشارق اي هو المتصرف في الخلق بتسخيره بما فيه من الكواكب ثوابت وسيارات تبدو من المشرق وتغرب من المغرب واكتفى بذكر المشارق عن المغارب لدلالتها عليها وقد صرح بذلك في قوله فلا اقسم برب المشارق والمغارب انا لقادرون وقال في الاية الاخرى رب المشرقين ورب المغربين كان في الشتاء والصيف للشمس والقمر. اذا الهكم ايها الناس اله واحد وهو جل وعلا رب السماوات والارض وربما بينهما ورب المشارق وكذلك رب المغارب فاكتفى بذكر المشارق لان ذكر المشارق مستلزم للمغارب فكل ما يشرق يغرب لكن لو تأملنا لوجدنا ان الله عز وجل ذكر المشارق في القرآن بثلاثة الفاظ فذكر المشرق بلفظ واحد وذكر المشرقين والمغربين وذكر المشارق والمغارب وهذا قد يتوهم منه بعض الناس ان في القرآن تعارظ ولا تعارض في القرآن ولهذا العلماء يسمون مثل هذا موهم التعارض ولكن علماء التفسير قد بينوا هذا وجمعوا بين الايات وهناك من افرد مثل هذا بالجمع ويسمونه احيانا مشكل القرآن وقد الف الامير الشنقيطي رحمه الله صاحب اضواء البيان الف رسالة لطيفة اسمها دفع ايهام الاضطراب عن اي الكتاب دفع ايهام الاضطراب عن ال الكتاب وتتبع سور القرآن سورة سورة ومن ذلك انه ذكر هنا قال في الجمع عن الايات التي افردت المشارق كقوله جل وعلا ولله المشرق والمغرب قال وثناهما ثنى من المشرق المشرق والمغرب قال وثناهما في سورة الرحمن رب المشرقين ورب المغربين وجمعهما في سورة سأل سائل في قوله فلا اقسم برب المشارق والمغارب وكما ها هنا يعني في سورة الصافات قال فالجواب ان قوله ولله المشرق والمغرب المراد به جنس المشرق والمغرب هنا اراد به جنس المشرق والمغرب فكل ما يشرك يشرق من جهة واحدة الشمس القمر الكواكب النجوم مشرقها واحد من جهة الشرق ومغربها من جهة الغرب فقال ذكر المشرق اراد به ذكر الجنس جنس المشرق وزاده ايضا تفصيلا فقال المراد به جنس المشرق والمغرب فهو صادق بكل مشرق من مشارق الشمس التي هي ثلاث مئة وستون وكل مغرب من مغاربها التي هي كذلك كما روي عن ابن عباس يقول الشمس ثلاث مئة وستين يوم في السنة كل يوم لها مشرق غدا تجد انها تحركت عن هذا المشرق. لكن نحن ما نميزه لكن من حيث الجملة نميزه مشرق الشتاء غير مشرق الصيف وفرق كبير جدا بينهما الذي يعتني بهذا يقول كل يوم الشمس لها موقع تشرق منه فقوله المشرق باعتبار الجنس او باعتباره شروق كل يوم من مشارق الشمس ورب المشرقين والمغربين قال ورب المشرقين والمغربين ورب المغربين يعني مشرق الشتاء ومشرق الصيف ومغربهما كما عليه الجمهور. وقيل مشرق الشمس والقمر ومغربهما. يعني يحتمل المشرقين الشمس لها مشرق في الصيف ومشرق في الشتاء ولها مغرب في في الصيف ومغرب في الشتاء فثنى بهذين الاعتبارين او انه باعتبار الشمس والقمر مشرقين مشرق الشمس ومشرق القمر ومغربين مغرب الشمس ومغرب القمر. قال وجمع آآ قال والجمع اي مشارق الشمس ومغاربها كما تقدم لان الشمس لها ثلاث مئة وستين مشرق ولها ثلاث مئة وستين مغرب او باعتبار الشمس والقمر والنجوم اي مشارق على كل حال القرآن لا يتعارض يا اخوان متى ما ظهر لك او توهمت تعارضا فاتهم نفسك فكتاب الله لا يمكن ان يتعارض ابدا وقد سخر الله له اهل العلم الذين بذلوا جهدهم ازالوا ما يوهم التعارض وبينوا ان القرآن لا تعارض بين نصوصه ثم قال جل وعلا انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب هكذا قرأ حمزة وحفص بزينة منون والكواكب جر يعني مجرورة بزينة الكواكب فالكواكب اما انها عطف بيان بزينة فقال الكواكب كما يقال ابو حفص عمر فهو عطف بيان الكواكب بيان لهذه الزينة التي في السماء وقال بعضهم انها بدن كواكب بدل من زينة وقرأ ابو بكر عن عاصم معه بزينة بالتنوين والكواكب نصبا بزينته الكواكب وقالوا ان المعنى انا زينا الكواكب فيها يعني زين الكواكب في السماء. فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى بين انه زين السماء بالكواكب كما قال في اية اخرى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوبا للشياطين وقال ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين والاكيد الذي يخرج الى الصحراء بدون الكهرباء يتبين له هذا الجمال وزينة السماء ولهذا كان صلى الله عليه واله وسلم بحال صغره لما كان في بني سعد كان كثير النظر الى السماء التأمل فيها في غاية الجمال ووالله انها تدل على قدرة الله وان من فعل ذلك انه على كل شيء قدير بل لا تستطيع ان تحصي لازم يمكن ان تحصيها عددا ابدا سماء مرصعة بالنجوم في غاية الجمل فهي زينة كما اخبر الله جل وعلا قال انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ولهذا جاء عن قتادة انه قال خلقت هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن زعم فيها غير ذلك فقد اخطأ واضاع نصيبه او كما قال رحمه الله وهذا الاثر اورده البخاري في صحيحه والمراد ان من يزعم ان هذه الكواكب هذه النجوم انها تفعل او تتصرف او تطلع لموتي عظيم او ولادتي عظيم هذا كله ظلال مبين جعلها الله زينة وجعلها علامات يهتدى بها وجعلها رجما للشياطين فقط فلا يجوز ان تدعى ولا تعبد ولا يطلب منها قضاء الحاجات ولا يعتقد انها تفعل شيئا ابدا قال وحفظا من كل شيطان رجيم يعني وجعلها حفظا. قال ابن كثير وحفظناها حفظا تقديره وحفظناها حفظا من كل شيطان رجيم. حفظنا؟ اي حفظنا السماء زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وايضا حفظناها من كل شيطان مريد من كل شيطان مارد اذا نص الله عز وجل على فائدتين من فوائد النجوم التي خلقها الله له وهي زينة السماء وحفظ السماء ذلك برجم الشياطين الذين يسترقون السمع قال وحفظا من كل شيطان مارد الشيطان هو الذي بلغ الغاية في الشيطنة. والمارد قالوا من التمرد وهو المارد اي العاتي الذي بلغ الغاية في الشر والفساد. لان حتى حتى الجن يختلفون فيهم عتات فيهم شياطين فيهم مردة وفيهم جن عاديون وهؤلاء الشياطين المردة الذين بنوا غاية في الشر والفساد هم الذين يسترقون السمع يحاولون استراق السمع و ذكر ابن كثير كلاما نريده وان كان قد اختصر قال من كل وحفظناها حفظا من كل شيطان مارد يعني المتمرد العاتي اذا اراد ان يسترق السمع اتاه شهاب ثاقب فاحرقه. ولهذا قال لا يستمعون الى الملأ الاعلى اي لان لا يصلوا الى الملأ الاعلى وهي السماوات ومن فيها من الملائكة اذا تكلموا بما يحييه الله مما يقوله من شرعه وقدره كما تقدم بيان ذلك اه في الاحاديث التي اوردناها عند قوله حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير وقد جاء في السير ان ابليس ان كان هناك اعداد من الشياطين لهم منازل في السماء ويصعدون اليها ويسترقون من من السمع ليس المراد السمع في السماء السابعة لا الاستراق من الملائكة الذين ينزلون في السماء الدنيا بامر من امر الله فيتكلم بعضهم مع بعض فيكونون قد وصلوا الى هذه الامكنة قريبا من الارض ليست بعيدة جدا فيها الجن فيسترقون هذه الكلمة مثلا امطر او فلينزل المطر على ارض فلان فليصب فلان خير فليقع بالناس كذا فيسترقون الكلمة وهم كما قال سفيان بحديث عائشة في البخاري قال والشياطين بعظهم على بعظ هكذا فحرف يدا كفه وبدد فرق بين الاصابع. يعني راكب بعضهم فوق بعض فيسمع الاعلى الكلمة فيلقيها لمن تحته بسرعة ومن تحته بسرعة لانه يخطفها خطفا كما سيأتي فيرجمون بالشهاب بالشهب فاحيانا يكون قد وصلت الى الاسفل ويبقى منهم الواحد او الاثنين حكمة بالغة من الله فيلقي هذا الشيطان هذه الكلمة الى اذن الكاهن كلمة واحدة حق في كذب معها تسعة مئة كذبة يخلط معه مئة كذبة فيصدقه الناس بمئة كذبة من اجل كلمة حق واحد هذا دليل على استعداد النفوس لقبول الباطل والا الذي يكذب مئة مرة ويصدق مرة واحدة؟ كذاب ما يجوز يصدق واحيانا ربما يأتي الشهاب ويهلكهم جميعا ما يبقى منهم احد فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم حرست السماء فكان الشياطين الذين يسترقون السمع اذا اذا استرقوا رجموا وحيل بينهم وبين السماء فاشتكى اشتكت الشياطين الى ابيهم ابليس وقد جاء ذلك في يعني في الاثار ان الشياطين اشتكت كانوا يعيشون في والسماء يسترقون السمع فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم حفظ السماء فمن استمع يجد له شهابا رصدا فاشتكوا الى ابليس وقالوا انه احيل بيننا وبين السماء. فقال لهم انه قد حدث شيء. قد حدث امر فبث جنوده في الارض يبحثون ما هذا الشيء الذي حدث فمر قوم من الجن بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في وادي نخلة بين مكة والطائف يصلي صلاة الفجر فاستمعوا للقرآن وامنوا واخبروا انهم وجدوا عن نبي الذي يدعو الى الحق هنا قال ابليس نعم من اجل هذا منعتم من السماء لكن الذي يظهر والله اعلم انه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رجع الامر وانهم يسترقون لان هذا ظاهر حديث عائشة ان مشترق السمع بعضهم فوق بعض وذكر الحديث في البخاري ومسلم وقد مر معنا والذي يخرج الى الصحراء بدون انوار الكهرباء يرى الشهب يرمى بها يرهى كثيرة يرمى بها كل ليلة ذكروا ان من علامات ليلة القدر انه لا يرمى فيها بالشهب لماذا لان الملائكة قد ملأت السماوات والارض ولا مجال للشياطين. فرت اذا رأت الملائكة قال وحفظا من كل شيطان مارد لا يستمعون الى الملأ الاعلى لا يتسمعون فيها قراءتان آآ قرأ حمزة والكسائي بالتشديد لا يتسمعون وقرأ الباقون بالتخفيف لا يسمعون والمعنى لا يكاد يختلف اختلافا كثيرا لكن قالوا ان معنى لا يستمعون الى الملأ الاعلى قالوا يعني ان حفيظنا السماء من كل شيطان مارد لان لا يستمعوا الى الملأ الاعلى وهو ملأ الملائكة في السماء ويقذفون من كل جانب اذا ارادوا الاستراق يقذفون بالشهب من كل حدب وصوب ولا يستطيعون ان يتجاوزوا هذا المكان قال دحورا ولهم عذاب واصل قال ابن كثير ويقذفون ان يرمون من كل جانب اي من كل جهة يقصدون السماء منها دحورا اي رجما يدحرون به ويرجمون ويمنعون من الوصول الى ذلك. ولهم عذاب واصب اي في الدار الاخرة لهم عذاب دائم مستمر موجع مستمر. كما قال واعتدنا لهم عذاب السعير اذا دحورا يدحرهم لان الاصل في في الدحر هو الدفع والابعاد قال ابن جرير اي مطرودين وهي بمعنى اذا يقذفون من كل حدب وصوبة من كل جانب ارادوا ان يخرجوا او جهة من السماء ارادوا ان يخرجوا معها ويرتقوا حتى يسمعوا حتى يصلوا الى الملأ الاعلى يقذفون ويدحرون من الدحر والدفع ولهم عذاب واصب ومعنى واصب مستمر دائم. لا ينقطع وهذا في الاخرة لان هؤلاء كفار الذين يفعلون ذلك ثم قال الا من خطب الخطبة فاتبعه شهاب ثاقب الا اكثر المفسرين على انها الاستثناء هنا منقطع بمعنى لكن من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب وهذا يفسره حديث عائشة انهم يسترقون السمع فربما يخطفون يسمعون الكلمة فيخطفها ويلقيها لمن تحته ويبقى منهم الواحد والاثنان فيوحيها الى وليه من الانس الى الكاهن وربما يخطفون الكلمة فيربون بالشهب ولا يبلغون الشيء ولا يستطيعون ان يبلغوا شيئا مما سمعوه. يقضى عليهم جميعا وهذا كالتفسير لهذه الاية الا من خطف والخطف هو الاخذ بسرعة. بدل انهم يخطفونها يعني يعلمون انهم سيرجمون فاذا خطفه يأخذها بسرعة ويلقيها لما تحته بسرعة لكن امر الله نافذ فاحيانا يهلكهم الشهاب جميعا ويقضي عليهم ولو كانوا الوف مؤلفة واحيانا يبقى منهم الواحد والاثنان قد وصلت اليه بهذه الكلمة فيلقيها الى الساحر فيسمع فيصدقه الناس او الى الكاهن فيصدقونه بما كذب معها من مئة كذبة كما مر في ليه وقوله لشهاب ثاقب قالوا اي شديد الاضاءة الثقب اي شديد الاضاءة قالوا وهذا فيه دليل على انه يحرقهم وهذا امر يلاحظ الذي تلاحظه اذا كنت في البر تلاحظ بعظ الكواكب بعظ يعني الرجوم الذي ترجم به الشهب تكون مثل نار مثل نور اللحام تماما واحيانا اقل فهو شهاب ثاقب مضيء وهو ايضا محرق يحرقهم بسبب اه استراقهم اه للسمع ثم قال نعم ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد