بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاستفتهم اهم اشد خلقا ام من خلقنا خلقنا بل عجبت ويسخرون واذا ذكروا لا يذكرون واذا رأوا ايتين يسخرون وقالوا ان هذا الا سحر مبين ادا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمبعوثون اباؤنا الاولون قل نعم وانتم داخرون فانما هي زجرة واحدة فاذا هم يوم ينظرون وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنت به تكذبون احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله اهدوهم الى صراط الجحيم وقفوهم ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون واقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا انكم كنتمنا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا انا لذا اقول فاغويناكم انا كنا غاوين فانهم يومئذ في العذاب مشتركون انا كذلك نفعل بالمجرمين انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركون الهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين انكم لدائق العذاب الاليم وما تجزون الا ما كنتم تعملون بلون الا عباد الله المخلصين. اولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معي بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات ترفعين كانهن بيض مكنون فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون حسبك. بسم الله الرحمن الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الصافات فاستفتهم اهم اشد خلقا امن خلقنا انا خلقناهم من طين لازب هذه الاية جاءت بعد عدة ايات من اول السورة تدل على عظمة الله جل وعلا وعلى قدرته وانه لا يعجزه شيء ثم قال في هذه الايات فاستفتهم ومعنى ذلك اي فاسألهم يا نبينا اسأل هؤلاء المكذبين بالبعث والنشور المكذبين باعادة الانسان وبعثه مرة اخرى فاستفتيهم اهم اشد خلقا امن خلقناه لانهم ينكرون ان يعيد الله جل وعلا الانسان مرة ثانية ويستبعدون ذلك وقد مر معنا في اخر سورة ياسين ان منهم من بلغ به العناد انه جاء بعظم رميم بالي ففتهوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال من يحيي العظام وهي رميم وهذا في غاية التكذيب والاستبعاد لهذا الامر فيقول الله جل وعلا لنبيه فاستفتهم اي اسألهم اسأل هؤلاء ايهم اهم اشد خلقا امن خلقنا؟ يقول ابن جرير امن خلقنا يقول اخلقهم اشد ام خلق من عددنا خلقه من الملائكة والشياطين والسماوات والارض وذكر ان ذلك وذكر ان ذلك في قراءة ابن مسعود اهم اشد خلقا ام من عددنا يعني من سبق ذكرهم هؤلاء اشد خلقا ام من عددنا او من خلقنا وذكر الله خلق السماوات وخلق الارظ وخلق الجن والانس وجمع من المخلوقات ايها اشد خلقكم انتم كشخص ام خلق السماوات والارض والجواب معروف وظاهر ولهذا لم يأتي الجواب عليه لانه لا يختلف فيه اثنان ان خلق السماوات والارض اعظم من خلق الانسان كيف والانسان يعاد خلقه قد خلق اول مرة ثم يعاد بعد ذلك فخلقه اهون من خلق السماوات والارض وكل ذلك على الله هين جل وعلا. لانه لا يعجزه شيء ثم قال جل وعلا انا خلقناهم من طين لازب هؤلاء المنكرون للبعث خلقناهم من طين لازب والطين اللازم هو التراب اذا وضع عليه الماء وخلط به فاذا امسكته بيدك لصق بها هذا هو الطين اللازب وهذا يشير الى خلق ادم فان الله جل وعلا خلقه من تراب ومر خلقه بتراب في مراحل منها انه كان طينا لازما طينا لازما ترابا خلط بالماء ثم صار لازما يلصق باليد اذا امسكته واللازم واللازم كما قلنا هو التراب الذي خلط بالماء والعرب تبدل احيانا بين الباء الميم فيقولون لازم بدل لازم من طين اللازم واحيانا ايضا يقولون من طين اللاتب يعني عندهم ثلاث كلمات بمعنى لازم ولازم ولا تب ولهذا يقولون ظربة لازب وقد ذكر ابن جرير وغيره ابياتا في هذا او ذكره الامين الشنقيطي الامام بن جرير ذكر بيتا واحدا وابن كثير وابن والامير الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان ذكر لكل واحد من هذه الكلمات اللازم واللازم واللاتب ذكر على كل واحدة شاهدا من الشعر والحاصل انها بمعنى قال جل وعلا انا خلقناهم من طين لازب. وهذا تذكير لهم باصل خلقتهم فالله خلقهم من هذا التراب والله جل وعلا خلق الارض كلها والاراضين كلها وهم خلقوا من جزء من هذه الارض وخلق السماوات وما بينهما وما فيهما فهو على اعادة خلق هؤلاء قدير وكل هذا من تقرير البعث والنشور لان الايمان بالبعث احد اركان الايمان الستة لانه من اسباب صلاح العمل فاذا امن الانسان ان وراءه وانه سيبعث بعد موته ويحيى مرة اخرى ويجازى على الاعمال التي كان يعملها اليوم سعى في اصلاح عمله وما ينجيه في ذلك اليوم ولهذا كثيرا ما يقرن الله جل وعلا في كتابه بين الايمان به واليوم الاخر لان الايمان بالله يدعو الى الاخلاص والتعبد لله جل وعلا والايمان باليوم الاخر يقتضي اعداد العدة والاستعداد لذلك اليوم قال جل وعلا بل عجبت ويسخرون بل عجبت فيها قراءتان سبعيتان القراءة الاولى وهي قراءة حمزة والكساء بل عجبت بالظم فيكون الذي عجب من ذلك هو الله سبحانه وتعالى وفيه اثبات صفة العجب لله والله جل وعلا يعجب ويوصف بالعجب ولهذا جاء في جمع من من نصوص السنة اخبار النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عجب من كذا وكذا عجب ربك من رجلين يقتل احدهما الاخر ثم يدخلان الجنة وقد ورد اكثر من حديث في اثبات صفة العجب لله جل وعلا فالله يعجب ولكن عجبه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لان الله جل وعلا متصف بصفات الكمال ولا يلزم من اثبات الصفة لله جل وعلا ان تكون مشابهة مماثلة لما يعقله الناس من صفاتهم فان الله جل وعلا قال ليس كمثله شيء فقطع المماثلة فاياك ان تحددك نفسك لتمثيل صفة الله او انها كذا وكذا ثم قال وهو السميع البصير فنفى المماثلة واثبت السمع والبصر فهو سميع وبصير لكن ليس كمثله شيء ليس مثله شيء مما تعرفونه وتدركونه بعقولكم القاصرة فكذلك ربنا يعجب وليس كمثله شيء وهو السميع البصير والواجب على المسلم ان يثبت لله جل وعلا ما اثبته لنفسه من الصفات والاسماء في كتابه او اثبته له رسوله صلى الله عليه واله وسلم في السنة الصحيحة وان يحذر من التأويل والله اعلم بنفس والنبي صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق بربه لان مقتضى تأويل هذه الصفات يلزم عليه لوازم فاسدة فمنها ان الله جل وعلا خاطبنا بالقرآن في كلام لكن لا يريده وهذا ينافي كونه بيانا للناس وكونه قرآنا عربيا غير ذي عوج وكونه كتاب مبين وكونه يهدي الى الحق فليس من المعقول ان يقول الله ان يخبر الله جل وعلا انه استوى على العرش سبع مرات في كتابه فيأتي من يقول لا ما استوى الله سبع مرات يقول الرحمان على العرش استوى فتأتي انت وتقول لا استولى ليس استوى من انبأك هذا كتاب الله بيان هو البيان هو الحق هو افصح الكلام والا كان هذا الغاز. يا عبادي ساقول لكم اني استويت على العرش لكن انتبهوا وانا ما اريد هذا. اريد شيئا اخر يحيلنا على من؟ على عقل من على عقول المتكلمين لا بل الرحمن على العرش استوى استواء يليق بجلاله جل وعلا وكماله فهو حق نؤمن به ونعتقده ونرى انه لا يجوز اي اي يعتقد الانسان خلاف ذلك وهذا الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعون لهم باحسان قبل ان يأتي علم الكلام وعلم التأويل لانه لما عظم العقل تعظيما فوق قدره وقدم على النصوص وجعل العقل حاكما على النصوص هنا جاءت البلية. لما دخل علم الكلام ومنطق اليونان لما دخل عظموا العقل فوق حقه. فقالوا العقل هو الميزان فما اقره العقل نقره وما لم يقره لا نقره طيب جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قالوا وان ننظر هل العقل يقبل هذا هل يتصوره ام لا ولهذا اضطربوا بهذا اضطرابا كثيرا. فمنهم من انكر الاسمى والصفات كلها ومنهم من انكر الصفات واثبت الاسمى. ومنهم من اثبت بعضا سبعا من الصفات ونفى الباقي وهذا كله من تقديم العقل على النقل. لا كما قال ابن تيمية وغيره قال العقل خادم النقل العقل مع النقل مع مع الكتاب والسنة خادم يخدمهما وينطلق منهما لا انه يحكم عليهما هذا هو النجاة يا عباد الله فنثبت العجب لله جل وعلا على ما يليق كماله وجلاله جل وعلا. اذا الاولى بل عجبت بل عجبت وهذه قراءة حمزة والكسائي. وقرأ الباقون بل عجبت بل عجبت انت يا نبينا بل عجبت انت وهذا فيه اثبات العجب للنبي صلى الله عليه واله وسلم وهذا ليس محل خلاف بين اهل الاسلام يقول الله جل وعلا بل عجبت ويسخرون يقول ابن كثير في تفسيره يقول تعالى فسل هؤلاء المنكرين للبعث ايما اشد خلقا هم ام السماوات والارض وما بينهما من الملائكة والشياطين والمخلوقات العظيمة. وقرأ ابن مسعود امن عددنا والقراءة التي تأتي عن ابن مسعود او عن ابي او عن غيره من الصحابة وهي ليست متواترة هذه تسمى قراءة شاذة قراءة شاذة يعني لا يقرأ بها لكن يستفاد منها في معرفة التفسير فاقل احوالها انها تفسير من هذا الصحابي الجليل قراءة ابن مسعود امن عددنا تفسر لنا امن خلقنا اي امن خلقناه وعددناه فيما مضى وذكرناه لكم قال فانهم يقرون ان هذه المخلوقات اشد خلقا منهم. واذا كان الامر كذلك فلما ينكرون البعث؟ وهم يشاهدون ما هو واعظم مما انكروا كما قال تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون ثم بين انهم خلقوا من شيء ظعيف فقال انا خلقناهم من طين لازب قال مجاهد وسعيد ابن جبير والضحاك هو الجيد الذي يلتزق بعضه ببعض وقال ابن عباس واكرمه هو اللزج وقال قتادة هو الذي يلزق باليد وهذا تفسير لللازم يعني الوصف اللازم والمراد انه الطين الذي خلط بالماء ثم قال بل عجبت ويسخرون بل عجبت يا محمد من تكذيب هؤلاء المنكرين للبعث وانت موقن مصدق بما اخبر الله به من الامر العجيب وهو اعادة الاجسام بعد ثنائها وهم بخلاف امرك من شدة تكذيبهم يسخرون مما تقول لهم من ذلك قال قتادة عجب محمد صلى الله عليه واله وسلم وسخر ظلال بني ادم نعم وهذا لا شك انه امر يدعو الى العجب ايهم اشد خلقا خلق الناس ام خلق السماوات والارظ وما فيهن وما بينهن ومع ذلك يثبتون ولئن سألتهم من خلقهم لا يقول الله من خلق السماوات والارض لا يقولون الله لكن يبعثون مرة اخرى يقولون لا. هذا شيء عجيب عجيب في العقول السليمة ولهذا عجب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا القول المعارض المعارض للامر المعقول الذي يرونه بام اعينهم فلماذا ينكرون اعادة بعثهم؟ وهم يرون ان الله جل وعلا قد خلق السماوات والارض والجبال والبحار وهذه والكواكب والشمس والقمر وهذه المخلوقات العظيمة خلقها جل وعلا فهو على خلقها قدير فكيف ينكرون ان يعيد بعث مخلوق قد خلقه قبل ذلك شيء عجيب غاية في الظلال في ظلال العقول ولهذا قال جل وعلا لنبيه بل عجبت بل عجبت ويسخرون. يعني هم يستهزئون لمن يقول انهم سيبعثون ويكون هذا كلام غير معقول وقد حكى الله عز وجل عنهم ذلك في غير ما اية. قال وقالوا ان هذا الا سحر مبين اي ان ان هذا الذي جئت به الا سحر مبين وهذا من سخريتهم وان هنا قال بل عجبت ويسخرون واذا ذكروا لا يذكرون يعني يسخرون ممن قال ان انكم ستبعثون وتعادون وتنشرون يسخرون من هذا القول ويستهزئون به تكذيبا امعانا في التكذيب وايظا واذا ذكروا لا يذكرون اذا ذكروا بالله ذكروا بالبعث ذكروا بالايمان باليوم الاخر لا يتذكرون ولا يذكرون ولا يذكرون ولا يتعظون ولا يعتبرون قال واذا رأوا ايتي يستسخرون اذا رأوا اية وعلامة ودلالة واضحة على قدرة الله على الخلق وعلى صدق نبيه اذا هم يستسخرون يعني يستهزئون لان السخرية هي الاستهزاء يسخرون بذلك وهذا لشدة تكذيبهم قال جل وعلا وقالوا ان هذا الا سحر مبين اذا رأوا دلالة واظحة وهو القرآن العظيم وغيرها من الايات يقولون عنه هذا سحر سحر بين واضح انه سحر وهم يعلمون انه ليس بسحر كما قال مقدمهم لما الوليد لما اجتمعوا حوله قال تقولون شعر عن القرآن ليس بشعر تقولون سحر كيانة ليس بكهانة تقولون تقولون ثم قال لكن اقربها ان يقال انه سحر لانه يفرق بين المرء وزوجه. هو يعلم انه ليس بسحر وهم يعلمون انه كلام الله ولهذا تحداهم الله ان يأتوا بكتاب مثله فما استطاعوا وتحداهم ان يأتوا بعشر سور من مثله مفتريات ولم يستطيعوا واتحداهم ان يأتوا بسورة واحدة ثلاث ايات سورة الكوثر وما استطاعوا واخبر انهم لن يستطيعوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرة. لو اجتمعت الجن والانس بكل قواهم وما عندهم لن يأتوا بمثل هذا القرآن ابدا ومع ذلك لا يؤمنون لكن لابد ان يقولوا فيه قولا يضلوا اتباعهم لانهم لو قالوا صحيح هذا حق لكن لما لا لم لا تتبعونه فوصفوه بانه سحر وصفه بانه اساطير الاولين ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بانه ساحر وانه شاعر وانه كاهن وانه مفتري فعليهم من الله ما يستحقون. قال جل وعلا وقالوا ان هذا وان هنا نافية بمعنى ما ما هذا الا سحر مبين ائذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمبعوثون ويقولون هذا على سبيل الانكار والاستبعاد فيقولون ائذا متنا وكنا ترابا وفنيت اجسامنا وبليت في الارظ وهو اللحم وبقيت العظام صارت عظام ايضا بالية لمبعوثون بعد ذلك يعني لا لا يكون هذا ولهذا هذا يسمى استفهام انكاري ينكرون ذلك تمام الانكار اوى اباؤنا الاولون قال الطبري او اباؤنا الاولون الذين مضوا من قبلنا فبادوا وهلكوا يعني نحن نبعث بعد موتنا كذلك اباؤنا الذين سبقونا وتطاول العهد عليهم قبلنا ايبعثون؟ يقولون هذا على سبيل الانكار يعني لا لا يبعثون ولا يرجعون قال جل وعلا قل نعم نعم تبعثون ويبعث اباؤكم ويبعث الاولون والاخرون وانتم داخرون اي صاغرون ذليلون نعم لانهم يبعثون وهم اذلة خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وفي غاية الذل والخزي والهوان يوم القيامة لان ما كانوا يقولونه تبين انهم كذبة فما نفعهم قولهم انا لا نبعث بعثهم الله واخرجهم واوقفهم بين يديه وجازى كل عامل بعمله ومن والمكذب بالبعث كافر ولهذا قال قل نعم وانتم داخرون اي ذليلون حقيرون قد اخزاهم الله لانهم كانوا كفارا بالله جل وعلا يوم القيامة يوم تبلى السرائر والناس بحسب اعمالهم قال جل وعلا فانما هي زجرة واحدة فانما هي زجرة واحدة قال الطبري فانما هي صيحة واحدة وذلك هو النفخ في الصور وقال الحسن البصري وهي النفخة الثانية سميت صيحة او سميت الصيحة زجرة لان المقصود بها زجر الناس واخراجهم من قبورهم. وقد مر معنا ان النفخ في الصور يكون ثلاث مرات نفخة الفزع ونفخة الموت ونفخة البعث فينفخ اسرافيل فيفزع من كان حيا حتى انهم يتركون الاموال والى العشار عطلت يتركون اموالهم يخرج الرجل من بيته ولا يرجع الى بيته يترك ما له يترك كل شيء ثم ينفخ فيه اخرى فيموت من كان حيا ثم ينفخ فيه النفخة الثالثة فيقومون من قبورهم قياما لرب العالمين والنفخة هنا هي النفخة التي يقومون فيها من قبورهم. وسميت زجرة لانها نفخة وصيحة فيها زجر للاموات ليقوموا فاذا هم قيام قال جل وعلا فانما هي زجرة واحدة فاذا هم ينظرون قال الطبري فاذا هم ينظرون فاذا هم شاخصة ابصارهم ينظرون الى ما كانوا يوعدونه من قيام الساعة يعاينونه وهذا كما قال تعالى فاذا هي شاخصة ابصار الذين كفروا شخصت وابصرت ورأت وتحققت فما نفعهم خدعهم لانفسهم بانهم لن يبعثوا بلى وربي ليبعثن وليقومن بين يدي الله واه لا يجازي كل عامل بما عمل بما عمل قال ابن كثير وقال قال وانتم داخرون اي حقيرون تحت القدرة العظيمة كما قال تعالى وكل اتوه داخلين وقال ان الذين يستكبرون عن عبادتي يدخلون جهنم داخلين ثم قال فانما هي زجرة واحدة فاذا هم ينظرون اي انما هو امر واحد من الله عز وجل يدعوهم دعوة واحدة ان يخرجوا من الارض فاذا هم بين يديه ينظرون الى اهوال يوم القيامة. ثم قال جل وعلا وقالوا يا ويلنا هذا يوم والدين وقد قدمنا مرارا النويلة ان يا ويلنا ان المعنى يا خسارتنا يا هلاكنا وهذا لا ينفعهم الا انهم يتبين انهم كانوا في اشد الحسرة واشد الندم ولهذا قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا يا ويلنا هذا يوم الدين ومعنى الدين الجزاء والحساب لان الناس يدانون فيه باعمالهم هذا يوم الدين يعني هذا يوم الجزاء والحساب الذي يدان فيه كل عامل بعمله واقروا بذلك واعترفوا لكن متى بعد ان سبق الاوان ما ينفعهم الاعتراف في ذلك الوقت لان الان لانه في ذلك الوقت دار جزاء وعمل دار جزاء لا عمل دار جزاء وحساب. العمل اليوم اليوم قبل خروج الروح هذا هو وقت العمل الذي ينتفع الانسان بعمله اذا اداه على الوجه الصحيح واما يوم القيامة لا ينفعه ذلك لانه انتهى العمل وبقي الجزاء قال جل وعلا هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون هذا يوم الفصل اي الذي يفصل الله فيه بين خلقه بالعدل كما قال الطبري والقائلون لهذا كما قال ابن كثير ان انهم الملائكة قال فتقول لهم الملائكة والمؤمنون هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون وهذا يقال لهم على وجه التقريع والتوبيخ ويأمر الله الملائكة ان تميز الكفار من المؤمنين في الموقف في محشرهم ومن شرهم. ولهذا قال تعالى احشروا الذين ظلموا يعني هم يقولون يا ويلنا يا خسارتنا يا هلاكنا يا ندامتنا هذا يوم الدين والجزاء والحساب فيقول لهم الملائكة المؤمنون هذا يوم الفصل فصل القضاء الذي كنتم به تكذبون في الدنيا ائنا لمبعوثون كما مر معنا كنتم تكذبون لا يقع هذا ولا نعم هذا يوم الدين وهذا الذي كنتم به تكذبون فتكذيبكم لا يغير من امر الله شيئا وامر الله نافذ قال جل وعلا احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون الحشر الجمع الحشر هو الجمع قال الطبري اجمعوا الذين كفروا بالله في الدنيا وعصوه وقال في موطن اخر احشروا هؤلاء المشركين والهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله فوجهوهم الى طريق الجحيم انشروا الذين ظلموا ومعنى ظلموا يعني اشركوا كما قال جل وعلا ان الشرك لظلم عظيم احشروا الذين ظلموا وازواجهم ازواجهم تدور اقوال السلف وهو قول الجمهور على ان المراد بازواجهم يعني بشبهائهم ونظرائهم وامثالهم قال النعمان بن بشير رضي الله عنه يعني بازواجهم اشباههم وامثالهم وكذا قال ابن عباس وسعيد ابن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي وابو صالح وابو العالية وزيد ابن اسلم وقال سفيان عن سماك عن نعمان البشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشر الذين ظلموا وازواجهم قال اخوانهم وهذا لا يعارض القول السابق يعني شبعهم وامثالهم من كان على شاكلتهم وجاء عن عمر ايضا انه قال احشروا الذين ظلموا وازواجهم قال اشباههم قال يجيء صاحب الربا مع اصحاب الربا وصاحب الزنا مع اصحاب الزنا وصاحب الخمر مع اصحاب الخمر وجاء عن ابن عباس انه قال ازواجهم نسائهم ازواجهم نسائهم قال وهذا غريب والمعروف عنه الاول نعم وهذا القول ضعيف لا يصح لان ما كل ازواج الكفار بقينا على ديني ازواجهم ولهذا هناك من اسلم من نساء الكفار كفار قريش لما كانوا على الكفر ودخلوا في الاسلام فالمراد بالازواج هنا الامثال والشبهاء والنظراء. وهذا تدل عليه اكثر من اية في كتاب الله. كما بين ذلك العلامة الامين في اضواء البيان بتفسير القرآن بالقرآن فالحاصل ان المراد بالازواج هنا الشبهة والامثال شبهاؤهم وامثالهم بشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون ايضا واحشروا معهم الهتهم التي يعبدونها مع الله ويستثنى من هذا كما دلت النصوص الاخرى انه يستثنى من ذلك من عبد من دون الله من الصالحين ومن الانبياء وهو ولم يرضى بذلك فاولئك عن النار مبعدون لا يسمعون حسيسها واما ما سوى ذلك من المعبودات فهي تحشر في النار مع من عبدوها يلقون في النار العابد والمعبود العابدون للاصنام والاصنام وكل ما يدعى من دون الله اذا لم يكن ممن استثناه الله فتلقى الاصنام والاشجار والاحجار وكل ما عبد من دون الله يلقى بالنار فيلقى الكفار مع معبوداتهم قال ابن كثير وما كانوا يعبدون من دون الله اي من الاصنام والانداد وتحشر معهم في اماكنهم كما قال تعالى انكم نعم واقول ويدل على هذا قوله جل وعلا انكم وما تعبدون من دون الله حصبوا جهنم انتم لها واردون. لو كان هؤلاء اي الهة ما وردوها وكل فيها خالدون الا من استثناهم الله جل وعلا الذين سبقت لهم الحسنى من الله جل وعلا اذا يجب ان يعتقد المسلم ان الكفار يحشرون وشبههم ونظرائهم ومعبوداتهم التي عبدوها من دون الله كلهم يجمعون ويطرحون في نار جهنم قال جل وعلا فاهدوهم الى صراط الجحيم فاهدوهم هذا مأخوذ من الهدي العام وهي هداية الدلالة والارشاد يعني دلوهم وارشدوهم الى طريق النار ليسلكوه او ليسروكوها لان الهداية في القرآن اكثر من نوع فمنها هداية الارشاد والدلالة ومنها هداية التوفيق. هذه لا تكون الا للمؤمنين وهي خاصة بالله جل وعلا انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء قال ابن كثير فاهدوهم الى صراط الجحيم ايرشدوهم الى طريق جهنم. وهذا كقوله تعالى ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميوا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا اعوذ بالله قال فاهدوهم الى صراط الجحيم اي الى طريق النار شديدة التوقد وقفوهم انهم مسؤولون اي قال ابن كثير اوقفوهم حتى يسألوا عن اعمالهم واقوالهم التي صدرت عنهم في الدار الدنيا وكذا قال الظحاك عن ابن عباس احبسوهم انهم محاسبون نعم كما قال تعالى فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون نعم لابد من الايمان باليوم الاخر والبعث والنشور والسؤال بين يدي الله جل وعلا ولذلك المؤمنون يزعجهم ذلك اليوم ويخافون منه يوما يجعل الولدان شيبا الولد الصغير ينقلب رأسه ابيظ قد شاب من لحظة قيام الساعة لذلك يقول جل وعلا وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد يوم ترونها تظع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد اهوال القيامة يا اخوان شديدة عظيمة مخيفة مرعبة فاعدوا العدة لذلك اليوم لانا سنقف سنقف ذلك اليوم وسيمر بنا هذا اليوم. لن يجتاز هذا لن يخطئ هذا اليوم احد ولهذا الانسان المؤمن يستعد لذلك اليوم ولهذا من اعظم ما يحيي القلوب كتاب الله جل وعلا كم من الايات ذكر الله فيها البعث والنشور ويوم القيامة واهواء يوم القيامة كما بذلك موعظة للقلوب الحية التي تعقل ما تقرأ ولهذا الصحابة رضي الله عنهم عقلوا ذلك عبد الله بن رواحة لما قرأ قوله جل وعلا وان منكم الا واردها؟ بكى بكاء طويلا فقال له زوجه لما تبكي؟ وانت صاحب رسول الله وهو عنك راض قال ان الله ضمن لي الدخول ولم يضمن لي الخروج وان منكم الا واردها ضمن الورود كل سيرد النار حتى المؤمنون لكن قال ثم ننجي الذين الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جذية ولهذا بعض المؤمنين يمر كلمح البرق بعضهم كلمح البصر بعضهم كالريح بعضهم كاجاويد الخيل يمرون على الصراط والصراط على متن جهنم فيجتازونه الى الجنة نحن نقرأ هذه الاية دائما وابدا ربما يقرأه الانسان وهو غافل عنها لابد يا اخوان من التعقل والتدبر وفهم معاني القرآن حتى تنتفع بذلك انتفاعا عظيما ويحيى قلبك قال جل وعلا وقفوهم انهم مسؤولون ما لكم لا تناصرون يقال لهما هذا على سبيل التوبيخ واللوم ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا ايها الكفرة انتم واصنامكم قال ابن كثير كما زعمتم انكم جميع منتصر كنتم تزعمون انكم سينتصر بعضكم لبعض ما لكم لا تناصرون في هذا اليوم ما يستطيعون في غاية الذل والهوان قال جل وعلا بل هم اليوم مستسلمون منقادون لامر الله لا يخالفونه ولا يحيدون عنه في الدنيا ترك لهم حرية الاختيار وحذروا النار وامروا بالايمان والطاعة واما يوم القيامة هو الجزاء فلا ينصر بعضهم بعضا ويستسلمون وينقادون لامر الله ولا يتأخرون قيد انملة قال جل وعلا واقبل بعضهم على بعض يتساءلون يقول ابن كثير يذكر تعالى ان الكفار يتلاومون في عرصات القيامة كما يتخاصمون في دركات النار فيقول ثم اورد الاية فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد وقال تعالى ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا انحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءكم؟ بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا واسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون وهكذا قالوا لهم ها هنا انكم كنتم تأتوننا عن اليمين اقبل بعض الكفار يسأل بعضهم ويتلاومون وكل منهم يلقي باللائم على الاخر فمن ذلك قول الضعفاء والاتباع للرؤساء والمتبوعين انكم كنتم تأتوننا عن اليمين تعددت اقوال السلف المراد باليمين وحاصلوا شيء واحد قال ابن عباس انكم كنتم تأتوننا عن اليمين يقول كنتم تقهروننا بالقدرة منكم علينا لانا كنا اذلاء انتم اعزاء وعبر عنه الشيخ السعدي في تفسيره فقال كنتم تأذون عن اليمين اي بالقوة والغلبة فتضلونا قال الطبري واليمين يعني في الاية كنتم تأتوننا عن اليمين؟ قال اليمين القوة والقدرة في كلام العرب تأتي اليمين احيانا يراد بها القوة والقدرة في كلام العرب ومنه قول الشاعر اذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين قال اي بالقوة والقدرة والسياق هو الذي يدل على المعنى فهنا السياق يدل على ان المراد باليمين القدرة والقوة قال مجاهد يعني عن الحق وقال عن الحق الكفار تقوله للشياطين يعني يقول ان الذي يقول هذا هم الكفار تقوله للشياطين وهذا قول واكثر المفسرين ان عامة الكفار يقولونه لرؤسائهم الذين اضلوهم قال وقال قتادة قالت الانس للجن انكم كنتم تأتوننا على اليمين قال من قبل الخير فتنهونا عنه وتبطئون عنه. وقال السدي تأتوننا من قبل الحق تزينون لنا الباطل وتصدون عن الحق وقال الحسن انكم كنتم تأتوننا عن اليمين اي والله يأتيه عند كل خير يريده فيصده فيصده عنه وقال ابن زيد معناه تحولون بيننا وبين الخير ورددتمونا عن الاسلام والايمان والعمل بالخير الذي امرنا به فقال يزيد الرشك من قبل لا اله الا الله وقال خسيف يعنون من قبل ميامنهم وقال عكرمة من حيث نأمنكم تعددت الاقوال لكن مؤداها واحد انتم كنتم تأتوننا عن اليمين يعني عن طريق القوة والعزة لان الامر لكم والشأن لكم ونحن اتباع فكنتم تأثرون من هذا الباب بسبب رئاستكم وقيادتكم لنا فكنت تصدون عن الخير تصدونها عن الايمان تحذرنا منه وهذا مبين في اية اخرى لتلونا شيئا منها قال جل وعلا قالوا بل لم تكونوا مؤمنين. قال ابن كثير يقول القادة من الجن والانس للاتباع ما الامر كما تزعمون بل كانت قلوبكم منكرة للايمان قابلة للكفر والعصيان يتلاومون ولكن ما ينفع فيرد عليهم القادة والرؤساء من الجن والانس فيقولون لهم بل لم تكونوا مؤمنين انتم ما كنتم مؤمنين وكنت مستعدون للكفر قابلون له قال جل وعلا قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين قال ابن كثير وما كان لنا عليكم قال بل لم تكونوا مؤمنين تقول القادة من الجن والانس لاتباع من امرك ما تزعمون بل كانت قلوبكم منكرة للايمان قابلة للكفر والعصيان وما كان لنا عليكم من سلطان اي من حجة على صحة ما دعوناكم اليه بل كنتم قوما طاغين اي بل كان فيكم طغيان ومجاوزة للحق فلهذا استجبتم لنا وتركتم الحق الذي جاءتكم به الانبياء واقاموا الحجج على صحة ما جاءوكم به فخالفتموهم يتبرأون منهم ويقولون بل انتم لم تكونوا مؤمنين. ونحن ما كان لنا عليكم من سلطان من حجة والمراد ان ما قلناه لكم من الكفر بالانبياء وعدم الايمان ما كان عندنا عليه حجة واضحة انما هو انا وجدنا ابائنا على امة هؤلاء اتونا بما لا يعرفه اباؤنا هؤلاء يريدون ان يذهبوا بمجدنا كذا وكذا اقوال الكفار التي تصد عن الحق والله ما عليها دليل ما عليها حجة كيف يكون عليها حجة وهي تدعو الى الكفر ولهذا هذا يدل على اهمية الحجة والدليل لا تعتقد شيء الا بدليل من كتاب الله او من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة او اجماع العلماء اهل السنة والجماعة ما ينفع انا وجدنا اباءنا على امة اي نحن متعبدون بالدليل يا اخوان ولهذا ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال صلوا كما رأيتموني اصلي خذوا عني مناسككم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ومات وقبل ذلك يقول الله عز وجل وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة اصيبهم عذاب اليم وان تطيعوه تهتدوا كم من النصوص تدل على وجوب اخذ الدين بالدليل لكن لا شك اذا كان الانسان بين يتلقى على اهل العلم الموثوقين بهم الناصحين لكتاب الله وسنة رسوله والناصحين للمسلمين انه يعتمد اقواله اذا لم يكن عنده معرفة وقدرة على معرفة الدليل وهذا ما يسمى التقليد يقلد اعلم واخشى واورع من يراه من العلماء الموثوق بهم. ليس كل من تكلم وقال انه عالم ولهذا انظروا يا اخوان في يوم القيامة رؤساء الكفار ورؤساء الجن يحتجون على اتباعهم بانه ما كان ما كان عندنا من سلطان ولا حجة على ما دعوناكم اليه لماذا تتبعون فاعتنوا يا اخوان ولا تتعبد لله الا ان تعرف ان على ذلك دليل صحيح. ومن هنا احذر نفسي واخواني من كثرة الرسائل التي تأتيك تأتي باحاديث لا خطام لها ولا زمام وربما يلبس بعضهم يقول رواه فلان وفلان وصححه فلان وفلان. وعند الرجوع ما ما تجد هذا الحديث هذا والله من الغش للمسلمين الذي نشر هذا الحديث يا اخي تكفي النصوص الصحيحة تكفي الاحاديث الصحيحة التي جمعها العلماء واثبتوها تجد احاديث في الصحيحين متفق عليها ما احد يرسلها لك ترسل احاديث ضعيفة انا هؤلاء لا شك انهم اعوان للشيطان. يريدون يضلون المسلمين وغالب المسلم اذا جاءه جاءته ينسب الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم وفي وعد او وعيد يبني على ذلك ربما تجده يعمل بعض الاعمال لا يا اخي تأكد انه صحيح ولا موب صحيح. ما تعرف اسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون لا تضيع عمرك هكذا وهذه الرسائل الاصل فيها الجهالة جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ما تدري من الذي ارسلها وان علمت الذي ارسله عليك القريب لا تدري من الذي انشأها وقد لوحظ ان هناك احاديث يرسلها الرافضة تدل على معتقدات الرافضة وبعض اقوالهم او بعض غلاة الصوفية والقبوريين انتبهوا يا عباد الله انتبهوا الحمد لله الان وان كان الشر قد كثر لكن قد تيسر يا اخوان الوصول الى الحق تعرف موقع الشيخ فلان الشيخ فلان من يثق بهم تسأل هذا هو الاصل انك تسأل لكن لو لم يتيسر لك السؤال تتأكد من موقع العالم الفلاني الموثوق فانظر تجد الفتب بصوته تسمعها باذنك ما لك حجة انتبه لا تعبد الله بلا دليل قال جل وعلا بل كنتم قوما طاغين. اصل انتم كنتم فيكم طغيان. وتجاوزوا الحد الشرعي وتجاوزتم الحد فكفرتم وانكرتم الحق. قال جل وعلا فحق علينا قول ربنا انا لدائقون قال ابن كثير يقول الكبراء للمستضعفين حقت علينا كلمة كلمة الله ان من الاشقياء الذائقين العذاب يوم القيامة فاغويناكم اي دعوناكم الى الضلال انا كنا غاوين اي دعوناكم الى ما نحن فيه فاستجبتم لنا قال الله تعالى فانكم يوم فانهم يومئذ في العذاب مشتركون. اي الجميع في النار كل بحسبه انا كذلك نفعل بالمجرمين انهم اي في الدار الدنيا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون اي يستكبرون ان يقولوها كما يقولها المؤمنون اوجز ابن كثير آآ تفسير هذه الايات وهي واضحة فالله جل وعلا اخبر ان الرؤساء ردوا على الاتباع ثم قالوا حق علينا العذاب وحقت علينا كلمة ربنا ان العذاب على من كفر وتولى وكلنا كذلك الرؤساء واتباعهم انا لذائقون لدائقون العذاب الاليم نسأل الله العافية والسلامة الذي لا يقادر قدره ولا احد يعرف قدره الا الله رب العالمين ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم ان اهون الناس عذابا رجل في اخمص قدميه جمرتان من نار يغري منهما دماغه ويرى انه اشد اهل النار عذابا وهو اخف اهل النار عذابا او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عذاب اليم ما يطاق يا اخوان ان ارى الدنيا دي والله ما نطيقها فكيف بنار هذه النار نار الدنيا خففت منها فضلت عليها بتسع وستين مرة يعني نار جهنم اشد من نار الدنيا نسأل الله العافية والسلامة. قال فاغويناكم انا كنا غاوين هكذا يا اخوان الغاوي يغوي غيره ولهذا احرص على ان تجالس المهتدي لان المرأة على دين خليله والصاحب ساحب ومثل الجليس الصالح والجل السوق كحامل المسك ونافخ الكيل فمن يتبع الغوي يغوى مثله ومن يتبع المهتدي يهتدي قال جل وعلا فانهم يومئذ في العذاب مشتركون هذا حكم الله كلهم مشتركون الاتباع والمتبوعين الرؤساء والضعفاء يشتركون في العذاب كلهم في النار وان كانوا يتفاوتون بحسب الاعمال فلا شك ان الرؤساء اشد عذابا ولكن اولئك ايضا معذبون خالدون في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة قال جل وعلا انا كذلك نفعل بالمجرمين يعني هذا العذاب جزاء وفاقا لاجرامهم اعمالهم التي اجرموا فيها وارتكبوا فيها الفواحش واعظمها الكفر بالله جل وعلا. فما ظلمهم الله وما ربك بظلام للعبيد انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون كان هؤلاء المشركون الاتباع والرؤساء اذا قيل لهم قولوا لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله. افردوا الله بالعبادة يستكبرون عن هذا ويترفعون ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغين ولهذا لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قولوا لا اله الا الله تفلحوا. قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب قال جل وعلا ويقولون ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون هذا يقول على سبيل الاستهزاء والانكار والمكابرة تارك الهتنا وما نعبده من الالهة والاصنام. لشاعر مجنون اخزاهم الله يصف النبي صلى الله عليه وسلم بانه شاعر ومجنون مع انه ما يجتمع شاعر ومجنون لكن من شدة العداوة والبغضاء له والله اليس ليس بشاعر وما علمناه الشعر وما ينبغي له وليس بمجنون بل هو اعقل واكمل الخلق عقلا صلى الله عليه واله وسلم ولهذا يا اخوان الانسان احيانا اذا دعا الى الحق او يجد من يؤذيه لكان مستقيما على دين الله ويدعو الى الله يجد من يؤذيه ويطعن فيه مجنون مهبول عقله اسوتك رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله اكمل الخلق كانوا يقولون الصادق الامين لما دعا قال قولوا لا اله الا الله تفلحوا تنجوا من النار؟ قالوا ساحر كذاب شاعر مجنون لابد من الايذاء لابد ان تؤذى في طريق الحق يا عبد الله فاصبر على دينك ولا يظعفنك ما تسمع من الاقوال اصبر على دينك ولو خالفك من خالفك ما دمت على الحق. قال جل وعلا بل جاء بالحق وصدق المرسلين. دفاع من الله عن نبيه. صلى الله عليه وسلم. قال بل جاء بالحق وصدق المرسلين الذين سبقوه فهو واياهم مرسلون من رب العالمين وما جاءوا به من الوحي من مشكاة واحدة والدليل على صدقه فهو جاء بالحق وايضا صدق من مضوا قبله سنين طويلة جدا ووافقهم على ما جاءوا به لانهم كلهم مرسلون من الله جل وعلا هذه تزكية من الله جل وعلا لنبيه. ثم قال سبحانه وتعالى انكم لذائقوا العذاب الاليم انكم ايها الكفار لدائق العذاب اي عذابا اليما مؤلما موجعا وهذا اخبار بشدة العذاب وفيه تخويف وتحذير وفيه ايضا نسأل الله العافية تبكيت وحسرات على من وقع في هذا العذاب. فهو عذاب اليم ثم قال وما تجزون الا ما كنتم تعملون ما اتوا جونا الا ما كنتم تعملون. انتم في العذاب الاليم الكفار لكن ثقوا ان هذا بسبب عملكم. فالباء للسببية الا نعم الا ما كنتم تعملون ماء هنا يجوز ان تكون مصدرية او موصولة وما تنسون الا الذي كنتم تعملون او الا عملكم لان الله جل وعلا لا يظلم احدا ولهذا قال جل وعلا من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثله فهذه هي اعمالهم استحقوا بها ما ظلمهم الله وما عذبهم بشيء لم يعملوه وانما باعمالهم التي اقترفوها في الدنيا ثم قال جل وعلا الا عباد الله المخلصين هؤلاء مستثنون باستدراء متصل يعني الا عباد الله المخلصين الذين اخلصهم الله من عذابه من العذاب الاليم وكانوا هم مخلصين في الدنيا فهؤلاء لا يذوقون العذاب الاليم بل اولئك لهم رزق معلوم. اتى باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان علو مكانة عباد الله المخلصين وهم المؤمنون الخلص اولئك لهم رزق معلوم في الجنة ثم فسر هذا الرزق بينه بعد ذلك فانظر لهم رزق يرزقون اياه معلوم مقدر عند الله جل وعلا وفق اعمالهم اه انبه على انه الاسبوع القادم اه لن يكون هناك درس لن نحضر يوم الثلاثاء ويوم الاربعاء لكن ان شاء الله الاسبوع الذي يليه يكون الدرس باذن الله جل وعلا يقول الله جل وعلا الا عباد الله المخلصين اولئك لهم رزق معلوم ثم بين هذا الرزق وفسره فقال فواكه وهم مكرمون لهم في الجنة فواكه من انواع شتى كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها وهم مكرمون لهم فيها فواكه وتأتيهم وهم مكرمون. في غاية الاكرام والتبجيل والاحترام ما يعطون الفاكهة ويمن عليهم او يؤذون او يحصل لهم عند حصولها شيء من التعب لا في غاية الاكرام. يقول ابن كثير اولئك لهم رزق معلوم يعني الجنة ثم فسره بقوله تعالى فواكهة اي متنوعة وهم مكرمون اي يخدمون ويرفهون وينعم قال في جنات النعيم على سرر متقابلين وهم في جنات النعيم والنعيم يدل على انهم منعمون بهذه الجنة لان الجنات جمع جنة والمراد بها البساتين فلكل مؤمن بساتين وجنان في الجنة داخل الجنة ذات اغصان كثيرة وثمار ولكن في الدنيا قد لا يتنعم صاحب الجنة فيها يحصل له شقاء تعب يكون الجو حارا مثلا لا لا جنات الاخرة جنات النعيم مو في غاية النعيم متنعمون في هذه الجنان ثم قال على سرر متقابلين والسرور معروفة جمع سرير قال بعض المفسرين لم يقل على كراسي قال لان الجلوس على السرير اكثر راحة للانسان من جلوسه على الكرسي لانه يتمتع يجلس كذا او كذا او يتكئ او على الجنب الاخر في سعة من امره وايضا متقابلين وجه احدهم الى الاخر ينظر اليه وهم في غاية الجمال التقابل اتم للانس قال جل وعلا يطاف عليهم بكأس من معين يطاف عليهم يعني يدار عليهم تدور عليهم الولدان وهم في مجالسهم على الاسرة يطاف عليهم بكأس من معين والكأس المراد بها كأس الخمر لكنها خمر الاخرة ليس خمر الدنيا بكأس من معين يعني من نهر جاري ما هي خون قليلة كما ذكر ذلك في اية اخرى قال جل وعلا وانهار من خمر لذة للشاربين قال يطاف عليهم بكأس من معين يقول ابن كثير يطاف عليهم بكأس ميم معين بيظاء لذة للشاربين لا فيها غون ولا هم عنها ينزفون كما قال في الاية الاخرى يطوف عليهم ولدان مخلدون باكواب واباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون فنزه الله خمر الاخرة عن الافات التي في خمر الدنيا من صداع الرأس ووجع البطن وهو الغول وذهابه وذهابها بالعقل جملة فقال ها هنا يطاف عليهم بكأس من معين اي بخمر من انهار جارية لا يخافون انقطاعها ولا فراغها فيطاف عليهم ويدار عليهم ولدان مخلدون يخدمونهم بكأس والكأس يقول اذا كانت ممتلئة تسمى كأس واذا كانت فارغة تسمى كوبا فاذا جاء ذكر الكأس فهو يدل على انها مليئة وهنا يطاف عليهم بكأس من خمر يعني مليئة وهذا هذا الخمر معين نهر مطرد جاري ما تنضب ولا تنتهي قال بيضاء لذة للشاربين هذه الخمر بيضاء ليست مثل خمر الدنيا وايضا لذة في غاية اللذة. لمن شربها والله اعلم وصلى الله وسلم