بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كانهن بيض مكنون فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم اني كان لي قريب يقول ائنك لمن المصدقين اإذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمدينون قال هل انتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال تالله ان ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين افما نحن بميتين الا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون اذلك خير نزلا ام شجرة انا جعلناها فتنة للظالمين انها شجرة تخرج في اصل الجحيم طلعها كانه رؤوس الشياطين منها البطون ثم ان لهم عليها لشوبا من حميد. ثم ثم ان مرجعهم لالى الجحيم انهم الفوا اباء فهم على اثارهم راعوا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد وكنا في الدرس الماضي قد تكلمنا على قوله جل وعلا الا عباد الله المخلصين اولئك لهم رزق معلوم. فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم وذكرنا ان الله سبحانه وتعالى بعد ان ذكر العذاب الذي اعده لاعدائه استثنى منهم عباد الله المؤمنين فقال جل وعلا الا عباد الله المخلصين الذين اخلصهم الله جل وعلا بالايمان واخلصوا له العبادة وحده لا شريك له فهؤلاء لهم رزق معلوم عند الله جل وعلا في الجنة ثم بدأ يبين هذا الرزق ويذكر شيئا منه فقال جل وعلا فواكه وهم مكرمون لهم فيها شتى انواع الفواكه وما يتفكهون به وايضا هم مع ذلك مكرمون لا يحصل لهم في حال مجيء هذه الفواكه وهذه النعم لا يحصل لهم نوع اهانة او تعب او مشقة بل تأتيهم وهم في غاية الاكرام قال ابن كثير في ذلك قال وهم مكرمون اي يخدمون ويرفهون وينعمون في جنات النعيم وهذا الرزق في جنات النعيم وسماها جنات باعتبار ما لكل واحد منهم فيها والا فان الجنة تطلق ويراد بها اسم جنس وهي الدار التي اعدها الله لمن اطاعه في هذه الحياة الدنيا ولكن يرد ايضا ذكر الجنات فهذا باعتبار ما لكل واحد داخل الجنة فاذا ادخله الله الجنة اعطاه فيها من الجنات الشيء الكثير وهذا فضل الله وهذا كما يقال صبر ساعة يحصل للمؤمن فيه من الخير ما لا يعلمه الا الله كل هذا يحث المؤمن على الصبر على عبادة الله في هذه الحياة والصبر على مخالفة النفس وعلى المشقة وعلى مجاهدة النفس فهي ايام قليلة عمرك قليل بالنسبة لما بعده فامضي هذا العمر في طاعة الله حتى تنجو فان المؤمن حينما يسمع ما اعده الله جل وعلا من العذاب للكفار يتبين له فضل الله جل وعلا عليه يتبين له فضل الله عليه ان هداه ويقوي عزيمته وصبره لان هذه الحياة كلها كبد ومشقة لقد خلقنا الانسان في كبد هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا فانت فانت في دار ابتلاء مشقة ولهذا لا تظعف نفسك وتلتفت للدنيا او لترك الاستقامة او لاتباع الشهوات والله ان غمسة واحدة في نار جهنم يذهب بها كل نعيم مر على المنعمين بل انعم الناس كما جاء في الحديث الذي في البخاري وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بانعم اهل الدنيا على الاطلاق فيصبغ في النار صبغة يعني يغمس غمسة فيقال له هل مر بك نعيم قط غمسة واحدة فيقول ما مر بي نعيم قط ويؤتى بابئس اهل الدنيا ابأسهم واكثرهم بؤسا في هذه الحياة لكنه مؤمن فيصبغ في الجنة صبغة اي يغمس فيها غمسة فيقال له هل مر بك بؤس قط؟ فيقول ما مر بي بؤس قط ولهذا يا اخوان لا يغرنكم تقلب الذين كفروا في البلاد لا يغرنكم احوال الكفار وما اعطوا من نعيم الدنيا فوالله فوالله ان من لم يتب منهم قبل موته والله ليلقين عذابا شديدا عند الله عذابا لا لا يقادر قدره يا اخوان لو اوقفت في درجة الشمس في الشمس درجة خمسين او ستين كيف تمر بك ساعة او نصف ساعة فكيف بعذاب سرمدي ابدي نسأل الله العافية والسلامة فاتعظوا بمواعظ القرآن واحيوا قلوبكم بقراءة القرآن اقرأ التفسيره والتأمل فيما امامكم لان هذا هو العاقل الذي ينظر الى المآل والحياة الابدية ولا ينخدع بهذه الحياة الفانية مع ان كل واحد منا يعلم انه سيموت فانتهي هذه الحياة المسلم يؤمن بالقضاء والقدر ويؤمن ايضا بالبعث وان الناس اما الى جنة واما الى نار فيقول جل وعلا اولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم ثم قال وايضا قال جنات النعيم ولم يقل في جنات فقط لا في جنات يتنعمون في هذه الجنات ولا يلحقهم شيء من الاذى ثم قال على سرر متقابلين ومع الارائك ينظرون ومتقابلين هذا فيه زيادة الانس تقابل لما يكون كل واحد منهم على اريكة وعلى سرير ويقابل اخاه هذا اتم في الانس ولهذا لو اعطاك الرجل ظهره وهو امامك لا تأنس بهذا ولهذا اهل الجنة ينظر بعضهم الى بعض قال جل وعلا يطاف عليهم بكأس من معين يطاف يعني يدار عليهم يدور عليهم غلمان مخلدون يخدمونهم ويطوفون عليهم بكأس الخمر وهي ليست كهمر الدنيا لكنها خمر في غاية اللذة وفي غاية حلو المذاق وفي غاية النعيم والسرور عند شربها قال جل وعلا يطاف عليهم بكأس من معين يعني يطاف عليهم وهم على الاسرة متقابلين هذا غاية غاية الانس يا اخوان متقابلون والغلمان يخدمونهم وهم في حديثهم وانسهم يخدمون ويطاف عليهم بالخمر وهذه الخمر ليس كحمل الدنيا ولهذا قال بكأس من معين والكأس تطلق على الاناء او على الاكواب اذا كانت مليئة لكان مليئا يقال كأس واذا كان فارغا يقال كوب مراد بكأس يعني كأس مملوءة بالخمر ثم قال من معين يعني من انهار تجري كثيرة ما تنتهي قال جل وعلا بيضاء لذة للشاربين هذه الخمر بيضاء لست خمر الدنيا التي فيها الافات يقول ابن كثير رحمه الله يطاف عليهم بكأس من معين بيظاء لذة للشاربين قال كما قال في الاية الاخرى يطوف عليهم ولدان مخلدون باكواب واباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون فنزه الله خمر الاخرة عن الافات التي بخمر الدنيا من صداع الرأس ووجع البطن وهو الغول وذهابها بالعقل جملة فقال ها هنا يطاف عليهم بكأس من معين اي بخمر من انهار جارية لا يخافون انقطاعها ولا فراغها قال مالك عن زيد ابن اسلم خمر جارية بيضاء يعني خمر تجري وهي بيضاء لونها ابيض اي لو قال ابن كثير اي لونها مشرق حسن بهي لا كخمر الدنيا في منظرها البشع الرديء من حمرة او سواد او اصفرار او كدورة الى غير ذلك مما ينفر الطبع السليم او مما ينفر الطبع السليم يعني مما ينفر منه الطبع السليم قال جل وعلا لذة للشاربين اي طعمها طيب كلونها وطيب الطعم دليل على طيب الريح بخلاف خمر الدنيا في جميع ذلك ثم قال لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون والغول قيل قال مجاهد هو وجع البطن فان قبر الدنيا يأتي معها وجع البطن والغثيان الى غير ذلك هذه الخمر الذي في الاخرة ليس فيها الم ولا وجع بطن ولا غثيان وقال قال مجاهد لا تؤثر فيهم قولا وهو وجع البطن كما تفعله خمر الدنيا وقيل المراد بالغول ها هنا صداع الرأس وروي هكذا عن ابن عباس وقال قتادة هو صداع الرأس ووجع البطن وعنه وعن السد لا تغتال عقولهم وقال سعيد بن جبير لا مكروه فيها ولا اذى وهذه الاقوال كلها متقاربة وكلها في بيان فضل هذه الخمر وانها ليست كخمر الدنيا التي اذا شربها اهلها يصابون بانواع من النقص والالم والتقيؤ وذهاب العقول وكراهية الرائحة لا خمر الاخرة ليس كذلك والصواب ان قوله ان الغول هنا انه يشمل وجع البطن وصداع الرأس لا يصيبهم شيء من هذا قال ولا هم عنها ينزفون اول ينزفون فيها قراءتان فقرأ حمزة والكسائي ينزهون بكسر الزاي من انزف اذا سكر فيكون المعنى لا يسكرون وقيل ينزفون يعني لا ينفذ شرابهم لا ينزف يعني لا ينتهي والاظهر الاول لانه بين قبل ذلك انها كأس من معين يعني تجري وانها كثيرة والقراءة الثانية وقرأ الباقون بفتح الزاي ينزفون اي اي تذهب عقولهم عاصم قرأ هنا بفتح الزاي وقرأ في سورة الواقعة بكسرها لا يصدعون عنها ولا ينزفون اذا هذه الخمر لا فيها غول والصداع ووجع البطن ولا هم عنها ينزفون ايضا ولا تذهب عقولهم بسبب شربها كما تذهب عقول اهل الدنيا اذا سكر غاب عقله ولا يدري ما يقول ويهدي ويتصرف كالمجنون لان عقله قد ذهب قال قال جل وعلا وعندهم قاصرات الطرفين هذا من الرزق الذي اعده الله جل وعلا لهم ان عندهم قاصرات الطرف والطرف هو هي العين طرف الانسان عينه اي لهم ازواج قاصرات ابصارهن على ازواجهن وهذا غاية ما يكون من وفاء المرأة وحبها لزوجها تقصر عينها عليه لا تنظر الى غيره ولا تلتفت لا هنا ولا هنا بتمام رضاها وسعادتها وحبها له ولهذا قال وعندهم قاصرات الطرف عين ومعنى عين جمع عيناه وهي المرأة واسعة العين ونجلاؤها عين يعني عيونهن واسعة وايضا شديدة البياض والسواد هذا غاية جمال العين ان يكون السواد فيها شديدا والبياظ الذي فيها شديدا مع سعتها هذا غاية ما يكون في جمال العين فهكذا الحور العين قال ابن كثير رحمه الله وعندهم قاصرات الطرفين عفيفات لا ينظرن الى غير ازواجهن كذا قال ابن عباس ومجاهد وزيد ابن اسلم وقد هده السدي وغيرهم وقوله عين اي حسان الاعين وقيل ظخام الاعين وهو يرجع الى الاول وهي النجلاء العيناء فوصف عيونهن بالحسن والعفة عيون حسنة جميلة وايضا بالعفة ما تنظر يمينا وشمالا نظرها مقتصر على زوجها فقط قال كأنهن بيض مكنون هؤلاء الحور العين كأنهن في جمالهن وبياضهن كأنهن بيض مكرون والمكنون هو الذي يكن ولا يخرج للهواء ولا للشمس فيبقى في غاية البياض وغاية الجمال جاء عن السلف عدة اقوال في معنى ذلك فقال ابن عباس في رواية علي ابن ابي طلحة قال كانهن بيض مكنون يقول اللؤلؤ المكنون وينشد ها هنا بيت ابي دهب الشاعر في قصيدة له وهي زهراء مثل لؤلؤة وهي زهراء مثل لؤلؤة الغواص ميزت من جوهر مكنون وقال الحسن مكنون اي محصون لم تمسه الايدي يعني محصن ما تمسه الايدي لان الشيء الجميل اذا مسته الايدي لابد تؤثر فيه قال وقال السدي كانه نبيظ مكنون قال البيض في عشه مكنون بيض الطائر لما يكون في عشه مكنون في غاية البياض والجمال لا يتعرض لهواء ولا لشمس وقال سعيد بن جبير بيض مكنون يعني بطن البيض من الداخل بيده اشد لانه من الخارج قد يتعرض له شيء يعكر بياضه وقال اعطاه الخرساني هو الصحاء الذي يكون بين قشرة قشرته العليا ولباب ولباب البيضة بيضة اذا فتحتها هناك قشرة تعلوها بين القشرة الخارجية وبين لب البيضة وقال السدي كانه نبيض مكنون يقول بياض البيض حين ينزع قشره واختاره ابن جرير لقوله مكنون قال والقشرة العليا يمسحها جناح الطير والعش وتنالها الايدي بخلاف داخلها والله اعلم على كل حال خلاصة هذه الاقوال تدل على جمال وبياض هؤلاء الحور وهو انهن في غاية الجمال وفي غاية البياض الذي تشتاق له الاعين قال جل وعلا كانهن بيض مكنون ثم قال جل وعلا فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون الله اكبر هم في انس على الاسرة متقابلين على الارائك ينظر بعضهم الى بعض ويطاف عليهم بالخمر ونسائهم عندهم قاصرات ابصارهن على ازواجهن في غاية الجمال وايضا يتجاذبون اطراف الحديث وهم في الجنة ولهذا قال ابن كثير يخبر تعالى عن اهل الجنة انه اقبل بعضهم على بعض يتسائلون اي عن احوالهم وكيف كانوا في الدنيا؟ وماذا كانوا يعانون فيها وذلك من حديثهم على شرابهم واجتماعهم في تنادمهم وعشرتهم في مجالسهم هم جلوس على السرر والخدم بين ايديهم يسعون ويجيئون بكل خير عظيم من مآكل ومشارب ملابس وغير ذلك مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فقال قائل منهم قال قائل منهم اني كان لي قرين يعني هذا من حديثهم. اقبل بعضهم على بعض يتساءلون اما كانوا عليه في الدنيا وجاء في بعض الايات انهم كانوا مشفقين في الدنيا كانوا يخافون هذا هو الواجب على المؤمن يكن يخاف بهذه الدنيا يخاف من الله يخاف من عقابه يخاف من زيغ القلب مع الرجاء والحب والتعظيم لله جل وعلا فالحاصل انه من كمال انسهم يتنادمون في الحديث ويتكلم بعضهم من بعض مع بعض ويتساءلون يسأل بعضهم بعضا وهذا على سبيل على سبيل التنعم هل السؤال على سبيل التنعم لان الحديث كما يقال ذو سجون اذا تحدثت مع من تحب في امور تحبونها وبعض الاشياء تجد لذة لهذا الحديث فكان بعضهم كانوا يتساءلون فيما بينهم. فقال واحد منهم اني كان لي قرين يعني كان لي مقارن في الدنيا واختلف العلماء في هذا القرين على قولين فجاءني ابن عباس انه قال ان القرين هو الرجل المشرك يكون له صاحب من اهل الايمان يعني ان القرين من الانس يعني هذا المؤمن الذي دخل الجنة وهو يتحدث ويتساءل مع اخوانه في الجنة قال كان لي صاحب في الدنيا. كان واحد يقارنني ما يلزم ان يكون صاحبا. وهذا يحصل احيانا يبتلى الانسان في عمله مثلا او في المكان الذي هو فيه يبتلى بقرين يقارنه يعمل معه يعني يبتلى به وهو كافر فقال كان لي قريب من الانس يعني من الانس هذا القرين لكنه كان منكر للبعث منكر للقيامة وجاء المجاهد انه قال هذا القرين الشيطان كان لقرين من الشياطين ومال ابن كثير رحمه الله الى ان القولين بمعنى والذي يظهر والله اعلم ان القرين هنا من الانس هذا رجل مؤمن من اهل الجنة قال كان لي قرين يقارنني ويكون معي في الدنيا من بني ادم من الانس لكنه كان كافرا باليوم الاخر اريد انظر حاله ما هي لانه لو قيل بان المراد به الشيطان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما منكم احد الا معه القرين فلا يختص به واحد من اهل الجنة كل اهل الجنة كان لهم قرناء في الدنيا من الشياطين فلا وجه القول بانه المراد به الشيطان وان كان هذا القرين من الانس ما قال ما قال الا بسبب امر الشيطان له بذلك وتزيينه له ذلك الامر بعض المفسرين قال المراد به ما جاء في سورة الكهف في قوله جل وعلا واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من انابل ان قال قال له صاحبه وقال له صاحبه وهو يحاوره فقال لصاحبه وهو يحاورها انا اكثر منك مالا واعز نفرا ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا وما اظن الساعة قائمة ولئن رددت الى ربي لاجدن خيرا منها منقلبا يعني ينكر البعث لكن الذي يظهر ايظا ان الراجح هو الاول. لان هذا هذين رجلين استقل في هذه القصة في الدنيا وحصل ما حصل ولم يذكر انه اراد ان يطلع المؤمن على حاله في الاخرة لكن هذه الاية التي معنا هي في في في الجنة بعد ان يدخل مؤمن يريد ان ينظر الى ذلك القرين الذي كان يريد ان يحمله على الكفر وعدم الايمان بالبعث والنشور فالاظهر والله اعلم ان المراد بالقرين هنا هو انسان رجل من بني ادم كان كافرا ينكر البعث فقال هذا المؤمن وهو في الجنة في حديثه مع اخوانه قال لهم انه كان لي قريب رجل كان معي ثم ذكر شيئا من قصته فقال قال قائل منهم اني كان لي قرين يقول ائنك لمن المصدقين وهذا استفهام انكاري ينكر هذا الكافر على المؤمن انت مصدق انا نبعث وننشر بعد الموت يقول هذا على سبيل الانكار اانك لمن المصدقين ثم بين هذا يعني وجه الانكار وما هو الموضوع الذي انكره عليه؟ قال ائذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمدينون وديرو يعني مجزيون ومحاسبون انت تصدق هذا ان بعد الموت بعدما نصبح تراب وعظام رفات ان نبعث ونجازى وندان باعماله التي كانت في الدنيا فيقول هذا على سبيل الانكار والتوبيخ للمؤمن وفي غاية التكذيب لهذا الامر قال هل انتم مطلعون اكثر المفسرين ومنهم من جرير الطبري وابن كثير ان القائل هو المؤمن الذي كان يتحدث مع اخوانه فقال هل انتم مطلعون ومعنى هل انتم مطلعون هذا الاسلوب يسمى اسلوب الحظ والحث لكن بادب ما يأمرهم امر لان الجنة ما فيها اوامر ما فيها تكاليف ولهذا يقول هل انتم مطلعون هذا يسمى اسلوب الحظ يحظهم والمراد في انه يأمرهم يعني معنى الكلام يعني اطلعوا يقول لجلسائه هل انتم مطلعون فاطلع فرآه بسواء الجحيم فاطلع فرأى ذاك المكذب الذي كان يكذب بالبعث رآه في وسط جهنم نعوذ بالله قال ابن كثير قال ابن كثير قالوا مجاهد السدي لما ديننا لمحاسبون وقال ابن عباس ومحمد ابن كعب القرظي لمجزيون باعمالنا وكلاهما صحيح قال هل انتم مطلعون؟ اي مسرفون من اشرف على الشيء فنظر اليه اطلع عليه يعني نظر اليه يقول المؤمن لاصحابه وجلسائه من اهل الجنة فاطلع فرآه في سواء الجحيم. قال ابن عباس وسعيد وخليد العصري وقتادة والسدي وعطاء الخرساني يعني في وسط الجحيم قال الحسن البصري في وسط الجحيم كانه شهاب شهاب يتقد يعني كأنه شهاب يضيء ليعرفه من بين الناس وقال قتادة ذكر لنا انه طلع فرأى جماجم القوم تغلي وذكر وذكر لنا وذكر لنا ان كعب الاحبار قال في الجنة كوى هو يعني نوافل صغيرة قوة قال في الجنة كون اذا اراد احد من اهلها ان ينظر الى عدوه في النار اطلع فيها فازداد شكرا اذا اطلع اطلعه الله عليه ورأى حاله وانه في وسط النار نسأل الله العافية يعذب فقال عند ذلك قال له تالله هذا قسم تالله والله والله بالله هذا احد حروف القسم بالتاء فاقسم بل تالله ان كدت لترضين ارضيني اي تهلكني من الردى كدت واوشكت وقاربت ان توجعني في الردى والهلاك لان من انكر البعث والنشور قد هلك لانه كفر بالله جل وعلا لان الايمان بالبعث احد اركان الايمان الستة التي لا يقوم ايمان مؤمن الا بها قال ابن كثير يقول المؤمن مخاطبا للكافر والله ان كدت لتهلكني لو اطعتوك اه اذا يا اخواني يحذر الانسان من حاول فيك والح عليك وابدأ واعاد واراد منك ان تترك الحق وتقول بغيره احذر منه اشد الحذر ولهذا لا تصاحب الا مؤمن لا تصاحب الا صالح المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فقال لي الصالح يذكرك ان نسيت ويعلمك ان جهلت ويفيدك ويحثك على الاخرة وجلست يسحبك الى الشر كما قيل الصاحب ساحب كل صاحب يسحب صاحبه الى ما هو عليه هنا يجب الحذر من اتخاذ المشركين قرناء واخل لانهم ودوا لو تكفرون كما كفروا ابدا لا يمكن ان يريد لك الخير يريد ان تكون على ما هو عليه لانه لو كان موقنا بان ما انت عليه الخير والحق لدخل في ذلك ثم قال جل وعلا قال ولولا نعمة ربي لكنت من المحظرين قال ابن كثير اي ولولا فضل الله علي لكنت مثلك في سواء الجحيم ولولا فضل الله علي لكنت مثلك في سواء الجحيم حيث انت محضر معك في العذاب ولكنه تفضل علي ورحمني فهداني للايمان وارشدني الى توحيده وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لذلك يا اخوان الانسان لابد يتأمل ويتدبر يعني الله سبحانه وتعالى ضرب لنا مثلين عن رجلين انظروا احدهم في الجنة والاخر في النار انظروا حال صاحب النار وحال صاحب الجنة وهذا كما قدمنا في اول الدرس حمل الانسان ما امامه فقط هذا انكر البعث وان كان هذا امر عظيم انكر البعث فصار في وسط جهنم تغلي به النار والاخر امن بالبعث باليوم الاخر وصار من المكرمين من اهل الجنة قال جل وعلا افما نحن ميتين هذا من كلام المؤمن يقول ابن كثير هذا من كلام المؤمن مغبطا نفسه بما اعطاه الله من الخلد في الجنة والاقامة في دار الكرامة لا موت فيها ولا عذاب ولهذا قال انها ان هذا لهو الفوز العظيم يقولها وهنا كما كان ينكر الكافر عليه ائنك لمن المصدقين في الدنيا هو الان ينكر عليه ويوبخه ويقول له افما نحن بميتين الا موتتنا الاولى يعني موتة الغنا معناته انا ما نبعث هذا وراء هذا هي عقيدة الكفار يؤمنوا بالموت لانهم يرون الناس يموتون لكن يقول ما بعده بعث ولا نشور هي موتة واحدة الايمان يقولون هما موتتان وحياتان متن اثنتين واحييتنا اثنتين وفي ايضا قال جل وعلا في سورة البقرة هو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون نعم يا اخوان ان هذه كنا امواتا في اصلاب ابائنا ثم احيانا الله الان في الدنيا ثم يميتنا بعد هذه الدنيا ثم يحيينا للاخرة لابد من هذا الاعتقاد افما نحن ميتين الا موتتنا الاولى ينكر عليه وبخه وهذا يزيد في حسرته بما هو فيه نعوذ بالله مع ما هو فيه وما نحن بمعذبين نعم لان من كفر عذب فهذا الان هذا الكافر لقي حتفه فهو في وسط الجحيم يعذب ثم قال ان هذا لهو الفوز العظيم اكثر المفسرين على ان هذا من قول المؤمن ايضا لان السياق الذي قبله يدل عليه كله من كلام المؤمن فيقول المؤمن ان هذا لهو الفوز العظيم وهو هل نجاة من النار يا اخوان النجاة من النار و الانس الذي في الجنة على ضوءي ما مر معنا في الايات السابقات والنجاة من عذاب النار وان يكون في وسطها ان هذا لهو الفوز العظيم واي فوز نعم انه لفوز عظيم ان ينجيك الله من النار وان يدخلك الجنة قال جل وعلا لمثل هذا فليعمل العاملون قال ابن جرير الطبري هذا من كلام الله وقال قتادة وغيره هذا من كلام اهل الجنة كلام المؤمن ومن معه من المؤمنين لمثل هذا فليعمل العاملون لمثل هذا يعني لمثل هذا اليوم فليعمل العاملون لينجوا من عذاب النار ويدخلوا الجنة قال ابن كثير وقال ابن جرير هو من كلام الله تعالى ومعناه لمثل هذا النعيم وهذا الفوز فليعمل العاملون في الدنيا ليصيروا اليه في الاخرة ويرشح انه من قول الله عز وجل انه جاء في الايات التي بعدها والكلام متصل ومعطوف بعضه على بعض انه قال انا جعلنا انا جعلناها فتنة للظالمين والجاعل له هو الله ولا شك وعلى كل حال هو حق والله جل وعلا امر عباده ان يعملوا ويستعدوا للاخرة والمؤمنون كذلك يحث بعضهم بعضا وقد ذكر ابن كثير قصتين ها هنا يعني فيهما نوع يوضح للاية ونقتصر على ذكر القصة الاولى وابن كثير نقل عن ابن جرير يقول قال قال ابن كثير وقد ذكروا قصة رجلين كانا شريكين في بني اسرائيل تدخل في ضمن عموم هذه الاية الكريمة فاذا كانت القصة داخلة في عموم دلالة الاية لا لا حرج على ايرادها لا حرج من ايرادها لان العين من حيث الجملة تدل على ذلك ولهذا اوردها ابن جرير واوردها ابن كثير وهما امامان في التفسير يقول ابن كثير قال ابو جعفر ابن جرير حدثني اسحاق ابن ابراهيم ابن حبيب ابن الشهيد حدثنا عتاب ابن بشهير او ابن بشير عن خسيف عن فرات ابن ثعلبة البحراني في قوله اني كان لي قرين قال ان رجلين كانا شريكين فاجتمع لهما ثمانية الاف دين دينار وكان احدهما له حرفة والاخر ليس له حرفة فقال الذي له حرفة للاخر ليس عندك حرفة وما اراني الا افارقك ومقاسمك فقاسمه وفارقه. يعني احدهم كان يشتغل هم شريكان. كان يعمل يأتي بالمال والاخر لا يعمل. فقط دفع المال فقال الذي يعمل خلاص انا ما دام ان ما عندك حروة ولا عندك عمل انا اعطيك نصيبك وانا استقل بنصيبي فقال قال فقاسمه وفارقه ثمان الرجل اشترى دارا بالف دينار صاحب الحرفة اشترى دارا بالف دينار كانت لملك مات يعني قصر ملك لكنه قد مات فدعى صاحبه فأراه قال كيف ترى هذه الدار ابتأتها بالف دينار قال ما احسنها فلما خرج قال اللهم ان صاحبي ان صاحبي ابتاع هذه الدار بالف دينار واني اسألك دارا من دور الجنة فتصدق بالف دينار دعاه صاحب الحرفة تعال شف اشتريت بيت جميل ما رأيك فيه؟ قال بجميع قال بكم اشتريته؟ قال بالف دينار هذا الرجل مؤمن يريد الاخرة فلما خرج قالها اللهم اني اشتري منك دارا في الجنة فدفع الف دينار تصدق بها على المحتاجين يريد دار في الجنة قال قال ان صاحبي ابتاع هذه الدار بالف دينار واني اسألك دارا من دور الجنة فتصدق بالف دينار. ثم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم انه تزوج امرأة بالف دينار. الاول صاحب الحرفة تزوج امرأة بالف دينار لانه غني قال فدعاه وصنع له طعاما فلما اتاه قال اني تزوجت امرأة بالف دينار. قال ما احسن هذا؟ فلما انصرف قال يا ربي ان صاحب يبي يتزوج امرأة بالف دينار واني اسألك امرأة من الحور العين فتصدق بالف دينار قال ثم انه مكث ما شاء الله ان يمكث ثم اشترى بستانين بالفي دينار ثم دعاه فاراه فقال اني ابتأت هذين البستانين فقال ما احسن هذا فلما خرج قال يا ربي ان صاحبي قد اشترى بستانين بالفي دينار واني اسألك بستانين في الجنة فتصدق بالفي دينار ثمان الملك اتاهما فتوفاهما. ثم انطلق بهذا المتصدق فادخله دارا تعجبه واذا امرأة تطلع يضيء ما تحتها من حسن ثم ادخله بستانين وشيئا الله به عليم فقال عند ذلك ما اشبه هذا برجل كان من امره كذا وكذا قال فانه ذاك ولك هذا المنزل والبستان والمرأة قال فانه كان لي صاحب يقول ائنك لمن المصدقين قيل له فانه في الجحيم قال هل انتم مطلعون؟ فاطلع فرآه في سواء الجحيم. فقال عند ذلك تالله ان كدت لتردين. ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين الايات قال ابن جرير وهذا يقوي قراءة من قرأ انك لمن لمن المتصدقين هذه قراءة لكنها ليست من القراءات المتواترة انك لمن المصدقين قراءة المتواترة اي انك لمن المصدقين يعني تصدق بانا نبعث ويدل عليه الاية التي بعدها ايا متنا وكنا ترابا وعظاما ولكن يعني يستفاد من ذكر هذا القصر ثم ذكر قصصا اخر وفيما ذكر كفاية او ذكر قصة اخرى اطول منها ثم قال جل وعلا اذلك خير نزلا ام شجرة الزقوم قال الطبري يقول الله يقول تعالى ذكره اهذا الذي اعطيت هؤلاء المؤمنين الذين وصفت وصفهم من كرامتي بالجنة ورزقهم فيها من النعيم خير او ما اعددت لاهل النار من الزقوم ونحوه قول ابن كثير قال يقول تعالى اهذا الذي ذكره من نعيم الجنة وما فيها من مآكل ومشارب ومناكه وغير ذلك من الملاذ خير ضيافة وعطاء ام شجرة الزقوم التي في جهنم فما فيه مجال مقارنة بينهما والنزل كذلك خير نزلا النزل يطلق في القرآن لعدة معاني فيطلق على الطعام الذي يعد للظيف اول ما ينزل ولهذا نزل اهل الجنة اول ما يدخل الجنة زيادة كبدي حوت فيطلق النزل على اول ما يقدم للظيف حين ينزل ويطرق النزول على المنزل على المكان وقد حقق ذلك العلامة الشنقيطي في اضواء البيان وذكر معنى ثالثا وهنا الحقيقة انه محتمل وان كان ظاهره انه انه طعام لان الزقوم شجر يأكل منه اهل النار فقال بعد ان ذكر نعيم اهل الجنة وما اعد لهم فذلك وهذا هذا النعيم الذي ذكرته لاهل الجنة خير ام شجرة الزقوم التي سيأتي وصفها من من شدة على اهلها والعذاب الذي فيها الجواب لا ما اعده الله لاهل الجنة خير من ذلك ام شجرة الزقوم وشجرة الزقوم فيها قولان لاهل التفسير لاهل التفسير القول الاول انها شجرة واحدة معينة شجرة واحدة في النار والقول الثاني ان الزقوم اسم جنس هنا اسم لشجر نعم القول الاول انها شجرة في النار انها شجرة واحدة وقيل ان اقصانا تمتد في جميع النار نعوذ بالله. قال ابن كثير يحتمل وقد يحتمل ان يكون المراد بذلك شجرة واحدة معينة كما قال بعضهم من انها شجرة تمتد فروعها الى جميع محال جهنم كما ان شجر الطوبى من دار الجنة كما ان شجر الطوبى ما من دار في الجنة الا وفيها منها غصن وهذا على كل حال يحتاج الى دليل على ذلك نعم طوبى وجاء الحديث فيها طوبى شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها الراكب الجواد المظمر في ظلها مئة سنة ما يقطعها كالقول انه في كل جزء من الجنة كما يقال ايضا في الزقوم مثل هذا يحتاج الى نقل لان مثل هذا من امور الغيب التي يحتاج فيها الى نقل صحيح صريح ثم قال وقد يحتمل ان يكون المراد بذلك جنس شجر يقال له الزقوم كقوله تعالى وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدون وصبغ للاكلين يعني الزيتونة ويؤيد ذلك قوله تعالى تعالى ثم انكم ايها الضالون المكذبون لاكلون من شجر من زقوم قال شجر ما هي بشجرة واحدة ولكن القول الاول ايظا ينثون ان يؤيده قوله جل وعلا في سورة الدخان ان شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم وعلى كل حال هي شجرة في النار لاهل النار يأكلون منها ويملأون بطونهم منها ولهم فوق ذلك شوبا من حمي يخلط لهم مع ذلك ماء حميم حار شديد الحرارة يقطع الامعاء اذا دخلها كما قال جل وعلا وسقوماء حميما فقطع امعائهم وقال تعالى ثم انكم ايها الضالون المكذبون لاكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون. فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم وهي الابل شديدة الظمأ دليل في العطش هذا نزلهم يوم الدين هذا يؤيد ان ان هذا نزلهم يعني ما يعد للضيف اول ما ينزل وفرق بين نزل المؤمن ونزل الكافر وروى الترمذي وقال حسن قريب صحيح رواه البيهقي ايضا وحسنه الالباني في صحيح الترغيب عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الحميم حتى يخلص الى جوفه يعني الى جوف الكافر بطني وداخله فينفذ الحميم حتى يخلص الى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصغر ثم يعود كما كان نعوذ بالله وايضا هذا الماء يشو الوجوه حميم وقد اورد ابن كثير حديثا رواه الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقرب يعني الى اهل النار ماء فيتكرهه احدهم يعني يكره ما يريد هذا الماء فاذا اذني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فيه فاذا شربه قطع امعاءه حتى تخرج من دبره قد تكلم اهل العلم في في اسناده ظعفه كثير من اهل العلم ولكن بعض ما جاء فيه تدل عليه نصوص القرآن تقطيع الامعاء وشوي الوجوه بهذا الماء والله المستعان وقد اورد ايضا ابن كثير ما رواه ابن ابي حاتم ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه بسند صححه الامام احمد كما قال السيوطي في الدر صححه الحاكم والذهبي واحمد شاكر والالباني في مشكاة المصابيح ثم ضعفه في الظعيفة من حديث ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الاية وهي قوله جل وعلا ثمان لهم عليها لشوبا من حميم تلا هذه الاية وقال اتقوا الله حق تقاته فلو ان قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا لافسدت على اهل الارض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه يعني تلا قوله جل وعلا اذلك خير نزل ام شجرة الزقوم هذا دليل على شدة العذاب الذي يحن بهم نسأل الله العافية والسلامة وهذا كما قدمنا في اول الدرس تأمل يا عبد الله في هذا هذا العذاب الشديد الذي لا ينقضي ولا ينقطع بل لا يزالون يزدادون عذابا ابد الاباد خالدين فيها ابدا لا يقال مليون او تريليون سنة كما يقولون خالدين فيها ابد كيف تؤذن وتفعل ما يصير بك الى هذه الحال صبر ساعة الدنيا ما تسوى شي اصبر عليها واستعن بالله حتى تسعد ذلك اليوم ثم قال جل وعلا اذلك خير نزل ام شجرة الزقوم انا جعلناها فتنة للظالمين جعل الله شجرة الزقوم فتنة للظالمين ذكر المفسرون انه جعلها فتنة لهم لانهم يكذبون بها فقال المشركون انظروا ما يقول محمد يخبر ان شجرة في النار ويقال ان الذي قال ذلك ابو جهل يخبر ان شجرة تكون في النار والنار تأكل الاشجار فكيف يكون هذا يعني يعني يكذبون النبي صلى الله عليه وسلم فتنة ازدادوا شرا الى شرهم فلما سمعوا هذا يعني كأنهم تأكدوا او قالوا انظروا محمد غير صادق يقول ان شجرة داخل النار الست النار تأكل الاشجار كيف تكون اذا هذه فتنة لهم لانهم زادتهم شرا الى شرهم وتكذيبا الى تكذيبهم ويقال ان كونها فتنة هو ما حصل لابي جهل لما سمع هذا قال اتصدقون شجرة تكون في النار انما الزقوم هذا انما هو التمر بالزبد التمر بالزبد وامر غلاما له ان يأتيه بتمر وزبد وجعل يأكل ويقول انا اتزقم فهذا فتنة له ولامثاله هكذا قالوا والذي يظهر ايضا انه لا يمنع ان تكون فتنة لهم ايضا في النار يعذبون بها ففتنة لهم في الدنيا تكذيبا وعدم ايمان وفي الاخرة عذابا شديدا بأن يعذبون باكلها قال انا جعلناها فتنة للظالمين انها قال ابن جرير وغيره لما قالوا يقول ان شجرة من داخل النار كيف والنار تأكل الاشجار فقال جل وعلا انها شجرة تخرج في اصل الجحيم نعم شجرة والله على كل شيء قدير فهي شجرة حقيقة وهي تخرج داخل النار نار جهنم طلعها كانه رؤوس الشياطين. ايظا لها طلع لكن في غاية البشاعة وسوء المنظر وسوء المذاق والشياطين هنا فيها ثلاث اقوال المفسرين المراد بالشياطين هنا الشياطين الذين هم الجن الذين بلغوا الغاية والشر في الفساد وهنا يعني قد يورد على هذا الكلام كيف يقال للمخاطبين مثل رؤوس الشياطين والانس ما يرون الشياطين في الدنيا انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم فاجاب عن هذا ابن جرير قال ان هذا امر مستقر في فطر الناس كلهم ولهذا اذا قيل الشياطين كلهم يعرفون ان هذا في غاية القبح والسوء فشيء معلوم عندهم ولهذا العرب تقول تشيطن فلان قالوا اذا فعل فعل الشياطين فهم وان لم يروه موقنون به ويعرفونه انه في غاية الشر والبشاعة وقيل ان الشياطين هنا هي نوع من الحيات تسمى شيطانا واورد ابن جرير على ذلك بيتا من الشعر وقيل ان الشياطين شجرة معروفة تسمى بهذا الاسم قبيحة المنظر فالحاصل ان فيها اقوال ثلاثة وماله ابن جرير الى القول الاول انها الشياطين المعروفة بعد ان حكى الاقوال قال قال ابن كثير يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله جل وعلا طلعها كانه رؤوس الشياطين يقول قلت ومعنى الاية انما اخبرناك يا محمد بشجرة الزقوم اختبارا نختبر به الناس من يصدق منهم ممن يكذب كقوله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا وقوله انها شجرة تخرج في اصل الجحيم اي اصل منبتها في قرار النار طلعها كانهم رؤوس الشياطين تبشيع وتكريه لذكرها قال وابن منبه شعور الشياطين قائمة الى السماء وانما شبهها برؤوس الشياطين وان لم تكن معروفة عند المخاطبين لانه قد استقر في النفوس ان الشياطين قبيحة المنظر وقيل المراد بذلك ظرب من الحيات. رؤوسها بشعة المنظر وقيل جيس من النبات طلعوا في غاية الفحاشة وفي هذه الاحتمالين نظر وقد ذكره ابن جرير والاول اقوى واولى والله اعلم اي النوم الشياطين المعروفين الشياطين من الجن وهو المردة العتات في الشر والفساد وعد وان لم يكن قد رأهم الناس لكن هذا مستقر في فطر الناس واذهانهم الشياطين انهم في غاية القبح فهذا شيء معلوم للمخاطبين في اذهانهم مستقرا عندهم وفي فطرهم قال فانهم لاكلون منها فمالئون منها البطون ذكر تعالى انهم يأكلون من هذه الشجرة التي لا ابشع منها ولا اقبح من منظرها مع ما هي عليه من سوء الطعم والريح والطبع فانهم ليضطرون الى الاكل منها لانهم لا يجدون الا اياها وما في معناها. كما قال تعالى ليس لهم طعام الا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع آآ ثم اورد الحديث الذي اشرنا اليه انه لو قطرت قطرة من الزقوم في بحار الدنيا لافسدت على على اهل الارض نعيمهم. قطرة واحدة من هذه الزقوم نسأل الله العافية والسلامة ثم قال ثمان لهم عليها لشوبا من حميم الشوب كما قال الطبري قال هو الخلط من قول العرب شاب فلان طعامه فهو يشوبه شوبا وشيابا يعني الشوب هو الخلط شابه بكذا يعني خرطه. شاب اللبن بالماء يعني خلط الماء مع اللبن فيكون معنى الاية وانا لهم عليها لشوبا يعني لخلطا يعني مع هذه الشجرة التي يأكلون منها ويملؤون بطونهم لهم مآى يخلط لهم معها ماء الحميم الذي يقطع الامعاء الذي هو في غاية الحرارة قال ابن جرير والحميم الذي اسخن فانتهى حره قال وان ثمان لهم عليها لشوب من حميم. قال ابن عباس شرب الحميم على الزقوم وقال في رواية عنه شوب من حميم مزجا من حميم وقال غيره يعني يمزج لهم الحميم بصديد وغساق مما يسير من فروجهم وعيونهم. نسأل الله العافية والسلامة هذا والله غاية العذاب يأكلون من هذه الشجرة التي في وسط النار ومع ذلك يشاب يخلط ويمزج لهم مع هذا الاكل بشرب من حميم الان قد بلغ الغاية في شدة الحرارة قال جل وعلا ثمان مرجعهم لالى الجحيم قال الطبري فان مآبه ومصيرهم لالى الجحيم. قال ابن وقال ابن كثير اي ثم ان مردهم بعد هذا الفصل لالى نار تتأجج. وجحيم تتوقد وسعير تتوهج. فتارة في هذا وتارة في هذا يعني يميل ابن كثير الى ان عذابهم يتنوع مرة مثل هذا العذاب اكل شجرة الزقوم وملئ البطون ويخلط لهم ويمزج بماء حميم وتارة يردون الى عذاب اخر من عذاب النار نسأل الله العافية والسلامة ثم قال كما قال تعالى يطوفون بينها وبين حميم الان هكذا تلى قتادة هذه الاية عند هذه الاية هو تفسير حسن. يعني قتادة رحمه الله لما تلى ثمان مرجعهم الى الجحيم تلى قوله يطوفون بينه وبين حميم الان كأنها تفسرها وتبينها. يعني ان عذابهم تارة هذا العذاب الذي ذكر هنا وتارة يردون الى الجحيم عذاب اخر غير هذا العذاب. فهم دائرون بين عذابين. والله اعلم وصلى الله وسلم