بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من شيعته لابراهيم اذ جاء ربه بقلب سليم اذ قال لابيه وقومه ماذا تعبدون؟ ائثكم الهة دون الله تريدون فما اظنكم برب العالمين. فنظر نظرة في النجوم فقال فاني سقيم فتولوا عنه مدبرين. فراغ اله الى اله فقال الا تأكلون ما لكم لا تنطقون. فراغ عليهم ربا باليمين فاقبلوا اليه يزفون. قال اتعبدون ما تنحتون. والله خلقكم وما تعملون. قالوا بنوا له بني يا من فالقوه في الجحيم. فارادوا به كيدا فجعلناهم اسفلين. وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين ربي هب لي من الصالحين. فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ ومعه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك انظر ماذا ترى. قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين. فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين. ان هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في قرين سلام على ابراهيم. كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا المؤمنين. وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين. وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريته اما محسن وظالم لنفسه مبين. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب بالعالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد كنا قد انتهينا في الدرس الماضي الى قوله جل وعلا فاقبلوا اليه يزفون ولكن نلخص دلالات دلالة الايات السابقة لربط المعنى فيقول الله جل وعلا وان من شيعته لابراهيم يعني ان من اهل دين نوح عليه السلام واهل ملته ومن هو على شاكلته ابراهيم الخليل. عليهم الصلاة والسلام. اذ جاء ربه بقلب سليم وقلنا اي سليم من الشرك. وسليم مما يخالف امر الله جل وعلا. لانه امام الحنفاء وابو الانبياء قال اذ قال لابيه وقومه ماذا تعبدون؟ اي اذ هنا ظرفية بمعنى حين قال ابراهيم لابيه ازر ولقومه لان اباه كان على دين قومه. فقال لهم ماذا تعبدون؟ وهذا اسم انكار اي شيء تعبدون انتم؟ اإفكا الهة دون الله تريدون؟ ومعنى افكا اي اكذبا تعبدون من دون الله؟ يعني تعبدون الهة تعبدون الكواكب من دون الله وهذا هو غاية الافك والكذب والافتراء على الله جل وعلا. لانه لا معبود بحق ان الا هو ولا يجوز ان تصرف العبادة لاحد سواه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. قال جل وعلا فما ظنكم برب العالمين؟ اذا لقيتموه وقد اشركتم معه الهة اخرى. لانكم تلقونه وقد وقعتم في اظلم الظلم واذيتموه وجعلتم الاوثان والاصنام ندا له. وشبيهة به. تعالى الله عن افكهم ثم قال جل وعلا فنظر نظرة في النجوم لان القوم كانوا اهل نظر الى النجوم وكانوا يدعونها ويطلبون منها قضاء حوائجهم ويصدرون عنها فنظر لكنه ليس كنظر القوم. وانما نظر متفكر معتبر وايضا في المعارض مندوحة عن الكذب. فقد فعل ذلك ليظنوا انه مريظ لانه نظر الى الهتهم التي يعبدونها من دون الله. ولم ولا وليس في النظر الى النجوم بأس. بل ذكر علماء السيرة ان النبي صلى الله عليه واله وسلم حينما كان عند بني عند بني ساعدة عند بني سعد في صباه كان كثير النظر الى السماء صلوات الله وسلامه عليه والنظر الى السماء من باب التدبر والنظر في هذه الكواكب التي خلقها الله واوجدها امر مطلوب لان في ذلك عبرة واعتبار انظر اذا كنت في مكان مظلم بعيدا عن الاضاءة والانوار اذا نظرت الى السماء يهولك ما تراه من كثرة الكواكب. سبحان من خلقها. واوجدها قال فنظر نظرة في النجوم وهم يظنون انه نظر كانه يسأل الهتهم او يطلب منها شيئا ثم قال اني سقيم اني مريظ ومر معنا الكلام في هذا وكان ابن كثير رحمه الله يرجح انه ان هذه ليست بكذبة وانما هذا في المعاريظ مندوحة عن الكذب. ورجح ان سقيم يعني سقيم من فعلكم هذا. الذي فعلتموه وذكرنا انه والله اعلم انها كذبت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يكذب ابراهيم الا ثلاث كذبات اثنتان منهما في ذات الله منها اني سقيم فسماها النبي صلى الله عليه وسلم كذبات لكن الكذب اذا كان لمصلحة الراجحة يجوز. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل الكذب الا في ثلاث في الحرب وفي الاصلاح بين الناس وفي كذب المرأة على زوجها والرجل على زوجته لكن هذا في سبب معين ليس دائما يكذب على امرأته لكن ربما يأتي احيانا متعبا فتكون المرأة قد تحدثت بامر فاول ما يأتي تقول اريد ان تشتري لي كذا وكذا. ان شاء الله يصير خير. لا اريد وعد الان. ما تدخل بيت ما تجلس حتى تقول نعم فيقول ان شاء الله افعل ان شاء الله. افعل لك هذا. وهو في قلبه لن يفعل. ولهذا ترى بعض العلماء انه قال وكذب الرجل على امرأته اذا كانت غظبا ليرظيها. هذا هو المراد وليس المراد ان الانسان لا يتعامل مع زوجه الا بالكذب. لا هذا كبيرة من كبائر الذنوب الكذب. كبيرة من كبائر الذنوب فالحاصل ان ابراهيم كان ذلك لمصلحة. وقد يقال ايضا ان هذا كان في شرع ابراهيم جائزا الحاصل انه قال اني سقيم فتولوا عنه مدبرين. ويقال ذكر الحسن وغيره ما مر معنا انه قال انه مريض بالطاعون فلما رأوا ذلك تولوا وفروا وهربوا مدبرين عنه لانهم كان كان ذلك اليوم يوم عيد لهم يوم عيد يخرجون فيه خارج بلدهم ويجتمعون فيه فاعتذر منهم بهذا العذر ليتمكن من اصنامهم فيكسرها عليه السلام قال فتولوا عنه مدبرين فراغ الى الهتهم فقال الا تأكلون وكما ذكرنا ان بعض اهل العلم يقول ان ابراهيم عليه السلام له روغتان روعة كرم وجود فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين وروغة شجاعة حينما راغى على اصنام قومه فجعلها جذامة عليه الصلاة والسلام وقوله هنا فقال الا تأكلون هذا انما قاله على سبيل السخرية والاستهزاء بهذه الالهة وذكرنا توجيه ذلك في الدرس الماضي وذكرنا انهم انهم او لم نذكر المهم ان المفسرين ذكروا انهم قبل ان يخرجوا الى عيدهم جاءوا بطعام لهم وجعلوه عند الالهة. وطلبوا من الالهة يعني يريدون ان تبرك لهم وتبارك لهم هذا الطعام حتى اذا رجعوا من عيدهم يأتون الى الطعام الذي قد بركت فيه الهتهم زعموا حسب زعمهم فقال الا تأكلون؟ هذا من باب الاستهزاء والسخرية وهذا يحصل لو ان رجلا جاء فوجد شجرة تعبد من دون الله فقطعها وقالها اتستطيعين ان تمنعيني من هذا يحدث نفسه وهذا من باب الاستهزاء بها وقلة الاهتمام بها قال الا تأكلون؟ ما لكم لا تنطقون؟ هذا ايضا على سبيل الاستهزاء الهة ما تنطق وهذا يبين ضلال قومه وظلال من عبد مع الله غيره يعبد من لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضر. لا احد اظل ممن فعل ذلك ابدا قال فراغ عليهم ضربا باليمين بيده اليمنى قالوا لان اليد اليمين تكون اقوى من اليد الشمال وقالوا انه اخذ فأسا من حديد فراغ عليهم فجعلهم جذاذا حطاما قطعا الا كبيرهم لاجل ايضا ان يحاج قومه بهذا الكبير فعلق الفأس في عنقه فلما قال فاقبلوا اليه يزفون يعني جاءوا اليه مسرعين وقد ذكر ابن كثير ان الكلام هنا مختصر وقد بسطه الله جل وعلا في سورة الانبياء قال ابن كثير رحمه الله فاقبلوا اليه يزفون قال مجاهد وغير واحد اي يسرعون. وهذه القصة ها هنا مختصرة. وفي سورة الانبياء مبسوطة فانهم لما رجعوا ما عرفوا من من اول وهلة من فعل ذلك حتى كشفوا واستعلموا يعني سألوا وذكرنا القصة في موطنها سابقا قال فعرفوا ان ابراهيم عليه السلام هو الذي فعل ذلك فلما جاءوا ليعاتبوه اخذ في تأنيبهم وعيبهم القوة في الحق لان من كان على الحق فهو القوي لان الله ناصره والله جل وعلا اخبر انه ينصر رسله ولم يكن في موقف الظعف عليه السلام ولهذا عاتبهم وقال لهم اتعبدون ما تنحيتون اتعبدون ما تنحتون هذا استفهام توبيخ لهم تعبدون الذي تنحتونه وتصنعونه بايديكم اين عقولكم وكل عاقل يعلم انه ان الانسان اقدر من من الاحجار والاصنام والاشجار وما شابه ذلك سبحان الله تعمى العقول انها لا تعمل الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ولهذا احمدوا الله على نعمة الهداية. احمدوا الله على ان الله جعلكم تعبدونه وحده لا شريك له فان هؤلاء الذين يعبدون غير الله معه عندهم عقول ولهم اعين ويسمعون ويعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ولكنهم زلوا في هذا الباب. فهذه الهداية من الله محض فضل منه جل وعلا من بصرك ونورك وهداك هداية التوفيق لافراد الله جل وعلا بالعبادة هذي اعظم النعم لان من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة. وان زنا وان سرق. كما جاء في الحديث الذي في الصحيحين نعمة عظيمة يجب على الانسان ان يشكر الله عليها وان يسعى فيما يثبتها ويجتهد فيه. ومن اعظم ذلك قراءة القرآن وفهم تفسيره. وقراءة كتب العقائد والتوحيد التي تبين افراد الله جل وعلا بالعبادة. قال اتعبدون ما تنحتون؟ والله خلقكم وما تعملون والله خلقكم وما تعملون قال ابن كثير تبعا لابن جرير وغيره ماء هنا يحتمل ان تكون مصدرية والله خلقكم وما تعملون. قال ما هنا يحتمل ان تكون مصدرية. يعني والله خلقكم وعملكم ويحتمل ان تكون موصولة ويكون تقدير الكلام والله خلقكم والذي تعملونه فيكون راجع عن الاصنام فقط والاوذان والاول اظهر وان كان المعنيان متلازمان كما قال ابن كثير لماذا؟ لانه جاء عند البخاري في الادب المفرد بسند صحيح كما في السلسلة الصحيحة عن حذيفة مرفوعا يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يصنع كل صانع وصنعته ان الله يصنع كل صانع وصنعته فالله خلق الناس وخلق هذه السيارات التي يصنعونها مثلا وهذه الاثاث من اين اتوا بها؟ من الذي جاء بمادتها واوجدها هو الله وحده لا شريك له وهذه الاية من ادلة اهل السنة والجماعة على المعتزلة واضرابهم على القدرية الذين يقولون ان العباد يخلقون افعال انفسهم والله لا يعلم بافعالهم حتى يفعلوها لماذا؟ فرارا منهم يخشون لو اثبتوا ان الله يخلق الكفر وهذه الاعمال يقولون الله جل وعلا خلقها واجبرهم عليها فيكون هذا ظلما. وهذا من الجهل العظيم. وهذه مشكلة من ينظر الى بعض النصوص دون بعض ولهذا النظر الصحيح هو الجمع بين نصوص الكتاب والسنة. فانها لا يمكن ان تتعارض فالله جل وعلا خلق الخلق وخلق افعالهم واعمالهم ولكن جعل لهم ارادة فانت جئت الى هذا الدرس باختيارك فلما حصل منك علمت ان الله قد كتب هذا عليك في اللوح المحفوظ انك في اليوم الفلاني تحضر في المسجد النبوي في المكان الفلاني لكن انت لا تدري عما قضاه الله وقدره قبل وقوعه فانت حينما تقدم على الفعل تقدم اقدام مختار بنفسه لا مكره له فالله جل وعلا خالق الخلق واعمالهم وافعالهم. سمى عند بعضهم مسألة الكسب فالله خالق العبد وكسبه عمله واعماله التي يعملها ولهذا قال في هذه الاية والله خلقكم وما تأملون والله خلقكم وما تعملون ثم قال جل وعلا قالوا ابنوا له بنيانا فالقوه في الجحيم اه مما مرة في سورة الانبياء ونذكر به قال الله جل وعلا عنهم قالوا من فعل هذا بالهتنا انه لمن الظالمين. قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم يقال انه تخلف بعضهم او بعض من كان مريضا ورأى ابراهيم عند الاصنام فهو الذي اخبر عن ابراهيم قالوا قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يشهدون. يريدون ينتصروا لالهتهم وبئس الاله الذي لا يقدر بنفسه لا ينتصر له الا عباده ولهذا ربنا جل وعلا ومعبودنا هو الغني عن كل احد وكل احد سواه فقير اليه يفعل ما يشاء ويحكوا ما يريد لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين. هذا هو الاله الذي يجب ان يعبد. سبحانه وتعالى. اما عاجز ما استطاع ان يدفع عن نفسه يكسر ويقطع ولا ينتصر له الا عباده هذا لا يستحق ان يكون اله. لان لا بد ان يكون قديرا غنيا قويا. قال جل وعلا قالوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا. لانه علق الفأس او الاداة التي كسر بها الاصنام في عنق كبيرهم فقال فعله كبيرهم هذا وهذا من اقوى الحجج العقلية قالوا قال نعم بل فعله كبير ماذا؟ فاسألوهم ان كانوا ينطقون. الايات واعترفوا ان هذه الالهة ما تصنع شيء. ونكسوا على رؤوسهم انظر هذي من قوة الحجة التي الهمها الله ابراهيم على قومه ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لا يأتي مبطل بحجة الا جعلتها حجة علي. او كما قال رحمه الله. وهكذا العلماء الذين يرون بنور الله يفتح الله عليه ما من مبطل يأتي بحجة يحتج بها الا وتبطل هذه الحجة ويبين عورها قال جل وعلا قال ابن له بنيانا قال الطبري او قبله قال ابن عباس بنوا حائطا من حجارة بنوا حائطا من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعا وملأوه نارا وطرحوه فيها وقال ابن جرير الطبري ذكر انهم بنوا له بنيانا يشبه التنور التنور الموقد الذي يوضع فيه الحطب قديما يشبه التنور ثم نقلوا اليه الحطب واوقدوا عليه فالقوه في الجحيم يريدون القضاء عليه لكن الله جل وعلا قال يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم الله اكبر هذه نصرة الله لاولياءه. وهذه نصرة الله لمن يقوم بدعوة الناس الى التوحيد وتحذيرهم من الشرك دعوتهم الى افراد الله جل وعلا بالعبادة ولهذا تكفل الله بنصرتهم في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وتأملوا قال كوني بردا وسلاما. قال بعظ المفسرين لو قال كوني بردا وسكت لتحطمت عظامهم من شدة عظامهم من شدة البرد لا قال كوني بردا مصحوبة بالسلامة قال جل وعلا هنا فارادوا به كيدا والقوا فالقوا في الجحيم الجحيم هي النار شديدة الحرارة ذات الجمر الكثير فارادوا به كيدا يعني ارادوا بفعلهم هذا الكيد والمكر احتالوا لاهلاكي ارادوا ان يكيدوه لانه فعل بالهتهم ما فعل فارادوا به كيدا لكن فجعلناهم الاسفلين فجعلهم جل وعلا الاسفلين الاذلين المهلكين ثم قال جل وعلا وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين معنى ذاهب الى ربي يعني مهاجر في سبيل الله لان من خرج هاجر يريد وجه الله فهو مهاجر الى الله. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها هجرته الى ما هاجر اليه يقول ابن جرير الطبري في شرح هذه الاية قال يقول ابراهيم اني مهاجر من بلدة قومي الى الله اي الارض المقدسة وهي ارض الشام انه اكثر المسلم يقول انه كان في العراق. ابراهيم. وانا في بابل هذا الذي حصل له في العراق فلما رأى ان قومه ما يريدون يدخلون في الدين بل ارادوا القضاء عليه بامر الله هاجر الى بلاد الشام قال يقول ابراهيم اني مهاجر من بلدة قومي الى الله اي الى الارض المقدسة ومفارقهم ومعتزلهم لعبادة الله قال قتادة ذهب بعمله وقلبه ونيته ذهب بقلبه الى الله وبنيته يريد وجه الله وايضا بنيته وعمله القصد انه مهاجر الى الله. قال وقال نعم وقال اخرون انما قال ابراهيم اني ذاهب الى ربي حين ارادوا ان يلقوه في النار وهذا كقوله في سورة العنكبوت نعم اني ذاهب يعني اني ذاهب الى النار يعني ظن انهم لما رموه في النار انه سيموت ويذهب الى الله. لكن هذا القول فيه نظر لانه كان واثق من وعد ربه له بالنصرة والتمكين وقال ابن كثير نحو من هذا فقال رحمه الله يقول تعالى مخبرا عن خليله ابراهيم انه بعدما نصره الله على قومه وايس من ايمانهم بعد ما شاهدوا من الايات العظيمة هاجر من بين اظهرهم. وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين. ربي هب لي من الصالحين. يعني اولادا مطيعين عوظا من قومه وعشيرته الذين فارقهم قال تعالى فبسماه بغلام حليم اذا ابراهيم عليه السلام لما لم يستجب قومه هاجر الى بلاد الشام هذا دليل على مشروعية الهجرة لكن اهل العلم قالوا ان من كان في بلاد الكفر ويحصل بوجوده في بلاد الكفر نفع للاسلام والمسلمين يدعو الى الاسلام يذب عن المسلمين يقضي حوائجهم يقوي شوكتهم فان الافضل ان يبقى واما ان كان ليس كذلك ليس في بقائه في بلاد الكفر مصلحة للاسلام والمسلمين يفرق بين من يستطيع ان يقيم شعائر دينه فهذا يجوز له ان يبقى وهجرته الى المسلمين خير وافضل واما من كان لا يستطيع شعائر اقامة شعائر دينه فانه يجب عليه ان يهاجر ذكر ذلك ابن قدامة في المغني ان الناس ثلاثة احوال ولكن لا شك ان هجرة المسلم الى اخوانه المسلمين وعيشه معهم وبينهم خير له ولذريته فكم يعاني الذين يعيشون في بلاد الكفر من فساد اولادهم وبناتهم يتفلتون عليهم ويضعف الانسان ينبغي ان يلحظ هذا الانسان والله جل وعلا فتح ابواب الهجرة ووعد من خرج في سبيل الله انه يجد مراغما كثيرا وسعة يجد بلاد واسعة ويجد سعدا سعة في الرزق ايضا لان اهم الامور هو الدين اهم شيء هو دينك وان تثبت عليه لكن والله اذا كنت في مكان تخشى على دينك كل يوم ترى شبهة وكل يوم ترى منكر الانسان يضعف يا اخوان مع كثرة رؤية المنكرات كما قال بعضهم قال اذا كثر الامساس قل الاحساس اذا كثر امساسك للشيء ورؤيتك له يقل احساسك به فاول ما ترى المنكر تتمعر وتتغير ولكن اذا تعود الانسان صار يرى هذا المنكر ولا يتغير الحاصل ان ابراهيم هاجر الى ربه قال رب هب لي من الصالحين رب هب لي لان الاولاد يا اخوان هبة من الله لا بقوتك ولا بقوة زوجك ولا بكثرة مالك ولا هبة من الله. ولهذا يجعل من يشاء عقيما وبعض الناس يرزقه اولادا وبنات او يزوجهم ذكرانا واناثا. ما هي بالقوة. هذا هبة من الله يهب لك ولهذا اسأل من يملك الامر جل وعلا هذا في غاية الادب رب هب لي من الصالحين يعني بعض الناس تجده يسأل الله ذرية لا اسأل ذرية صالحة يا اخي. اذا قال ربي هب لي من الصالحين. ما قال ذرية فقط لان الذرية اذا لم تكن صالحة تكون شقاء عليك ينبغي للانسان ان يدعوا بهذا الدعاء وايضا يدعو بالدعاء الاخر ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما لان قرة العين تدل على الصلاح لسلاحهم قرت عينك بهم قال رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم الفاء هنا للتعقيب للترتيب والتعقيب. لان الله على كل شيء قدير فسأل فاعطاه الله مباشرة اعطاه اسماعيل فبشرناه بغلام حليم غلام يعني ذكر وليس جارية وايضا حليم صاحب حلم يحلم ويصبر ولهذا لما طلب منه ابوه ان يذبحه صبر لامر الله هذا هو الحليم يحلم ويصبر قال فبشرناه بغلام حليم ومعلوم ان البشارة هي الخبر الذي تتهلل له بشرة الوجه فرحا اذا كان في الخير قال فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك هنا مسألة مشهورة بين المفسرين من هو الذبيح لانه قال اني ارى في المنام اني اذبحك. من هو الذبيح؟ لان ابراهيم له ولدان اسماعيل واسحاق وهذا فيه خلاف بين اهل العلم وايضا اختلف حتى في النسبة منهم من يقول الجمهور على انه اسحاق ورجح ابن كثير وغيره بان الجمهور على انه اسماعيل وان الذين قالوا انه اسحاق تلقوا ذلك عن كعب الاحبار لانه ليس ثمة دليل لا من كتاب ولا سنة لكن انه اسماعيل هناك ادلة سيذكرها ابن كثير ونشير اليها ولا شك ان هذا ثناء على ابن ابراهيم هذا لكن الانسان ما يأخذ هذا من باب التفاخر انه ابو العرب او ابو اليهود لا تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولهذا يقول ابن كثير اثر كلامه لانه في غاية التحقيق قال فبشرناه بغلام حليم وهذا الغلام هو اسماعيل عليه السلام فانه اول ولد بشر به ابراهيم عليه السلام وهو اكبر من اسحاق باتفاق المسلمين واهل الكتاب بل في نص كتابهم ان اسماعيل ولد ولابراهيم عليه السلام ست وثمانون سنة وولد اسحاق وعمر ابراهيم تسع وتسعون سنة وعندهم ان الله تعالى امر ابراهيم ان يذبح ابنه وحيده وفي نسخة بكره يعني هذي لاحظوا هذه الالفاظ كلها تدل على انه اسماعيل لانه هو الاكبر وهو البكر وهو الوحيد وحيد ابراهيم في اول الامر ما عنده غيره هذا كله يدل على انه اسماعيل يعني حتى في التوراة مذكور هذا لكن ادخلوا اشياء فيها تحريف قال وفي نسخة بكره فاقحموا ها هنا كذبا وبهتانا اسحاق يعني في التوراة زادوا عند قوله ان امر الله ابراهيم ان يذبح ابنه وحيده بكره اسحاق زادوا اسحاق وهم حرفوا ما هو اعظم من هذا قال لانه ولا يجوز هذا. انظروا جزم ابن كثير. ولا يجوز هذا لانه مخالف لنص كتابهم. وانما ابو اسحاق لانه ابوهم واسماعيل ابو العرب فحسدوهم فزادوا ذلك وحرفوا وحرفوا وحيدك بمعنى الذي ليس عندك غيره فان اسماعيل كان ذهب به وبامه الى جنب مكة وهذا تأويل وتحريف باطل. فانه لا يقال وحيد الا لمن ليس له غيره هم كيف لان كتابهم يقول وحيدك اذبح وحيدك قالوا اسحاق. طيب ابراهيم اسماعيل قالوا لا اسماعيل وهذا امر معلوم جاءت به السنة في الاحاديث الصحيحة ابراهيم اسماعيل ذهب به ابراهيم هو وامه هاجر الى مكة ولهذا جاء في بعض الروايات الى جبال فاران طيران يراد بها جبال مكة في التوراة. هكذا يذكرونه فقالوا قال له وحيده لانه ما هو بعنده هذا في مكة وهو في الشام فقال لاسحاق وحيدك يريدون يأولون يتخلصون من انه اسماعيل. هذا تأويل باطل قال وايضا فان اول ولد له معزة ما ليس لمن بعده من الاولاد فالامر بذبحه ابلغ في الابتلاء والاختبار. يعني هذي كلها ادلة يعني يذكرها ابن كثير رحمه الله لترجيح انه اسماعيل وسيذكر ايضا من نصوص القرآن طيب قال ان اول ابن يأتي الانسان له معزة في نفسه اكثر من غيره وهذا حق يعرفه كل من رزقه الله ذرية خاصة اول ما يولد له فكان الابتلاء في اول ولد اقوى واعظم لان اسحاق سيخبره الله انه لن يموت وبشرناه باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب والله بشره وانه سيولد له ولد هو يعلم انه لن يموت حتى ينجب فهذه الايات هي في ابراهيم هيا بي اسماعيل ابن ابراهيم ومما يدل عليه ايضا يعني هذه تقريبا هي الاية مئة واثنين او قبل ذلك فبشرناه بغلام مئة وواحد وسيذكر اية مية واثنى عشر قال وبشرناه باسحاق نبي من الصالحين هذا نص القرآن والله ذكر انه بشره بغلام حليم وهو اسماعيل ثم ذكر ايضا انه بشره بغلام عليم وهو اسحاق نص عليه. قال وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين. لكن هنا ما ذكر اسمه قال الامير الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان ما حاصله قال ان قاعدة قاعدة اللغة العربية حمل الكلام على التأسيس اولى من حمله على التأكيد هذا الاصل تحمل الكلام على التأسيس يعني تحمله على تأسيس معنى جديد هذا هو الاصل ما تقول هذا الكلام مؤكد للكلام السابق وخاصة في كلام الله فقولهم بانه اسحاق اسحاق هو الذبيح وايضا قال وبشرناه باسحاق لو حملناه على هذا جعلناها من باب التأكيد بس شقق. اخبر انه بشره بغلام حليم ثم اكد ذلك بقوله وبشرناه باسحاق وحمل الكلام على التأسيس هو الاصل ولا يحمل على التأكيد الا بقرينة او بدليل ثم قال ايضا ما حاصله ان بلاغة القرآن واسلوب القرآن تترفع عن مثل هذا يذكره ثم يذكره مرة اخرى يقول بشرناه مع انه قال بشرناه اول مرة وذكر كلاما قيما لكن فيما ذكر ان شاء الله كفاية. قال ابن كثير وقد ذهب نعم وقد ذهب جماعة من اهل العلم الى ان الذبيحة هو اسحاق وحكي ذلك عن طائفة من السلف. حتى نقل عن بعض الصحابة ايضا. وليس ذلك في ولا سنة وما اظن ذلك تلقي الا عن احبار اهل الكتاب واخذ ذلك مسلما من غير حجة. وهذا كتاب الله شاهد ومرشد الى انه اسماعيل وكل الذين ذكروا يقولون ان هذا كعب الاحبار هو الذي كان يقوله وتلقاه عنه ثم قال وهذا كتاب الله شاهد ومرشد الى انه اسماعيل فانه ذكر البشارة بالغلام الحليم وذكر انه الذبيح ثم قال بعد ذلك وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين ولما بشرت الملائكة ابراهيم باسحاق قالوا انا نبشرك بغلام عليم وقال تعالى فبشرناه باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب ان يولد له في حياتهما ولد يسمى يعقوب فيكون من ذريته عقب ونسل عقب ونسل وقد قدمنا هناك انه لا يجوز بعد هذا ان يؤمر بذبحه وهو صغير لان الله قد وعدهما بانه ساء يعقب او يعقب ويكون له نسل فكيف يمكن هذا ان يؤمر بذبحه صغيرا واسماعيل وصف ها هنا بالحليم لانه مناسب لهذا المقام. يعني ذكر عدة ادلة في هذا المقام يقول الله عز وجل بشر ابراهيم باسحاق وبشره ايضا انه يولد له من وراء اسحاق يعقوب ولو قلنا انه هو الذي امره ان يذبحه هذا ما فيه ما في يعني في اشكال حقيقة كيف الله يقول له ابشر لن يموت وسيولد له ويقول له اذبحه بل ان ابراهيم وكل مسلم اذا اخبره الله بخبر صدق به ويجب ان يصدق به. فالله اخبره انه رزقه باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب فيجب ان يصدق بهذا ولهذا لو كان الذبيح هو اسحاق لخف هذا الامر على ابراهيم لانه يعرف انه لن يموت في النهاية ولكن لما كان اسماعيل ولم يخبره ربه انه يولد له شق عليه الامر وقد ذكر ابن القيم قبله ابن تيمية ان ابراهيم هو خليل الرحمن والخليل هو الذي تخللت مودة الله قلبه حتى لم يبقى في قلبه مكان لاحد قالوا فلما ولد له اسماعيل اول مولود تعلق به ابراهيم فاراد الله ان يبتليه حتى يخرج محبة اسماعيل وغيره لا يقدم على محبة الله محبة احد سواه. اختبار وابتلاء من من الله جل وعلا لابراهيم فوفى بذلك وقام به خير قيام عليه السلام ثم ذكر ابن كثير رحمه الله من حجج الجمهور قال واسماعيل وصف ها هنا بالحليم لانه مناسب للمقام لهذا المقام نعم حلم عظيم يا اخوان يقول له ابوه اني ارى في المنام اني اذبحك فيحلم ويصبر قل افعل ما ترى والله ما وراء هذا الحلم حلم طبيعة الانسان يفر من الموت ذلك ما كنت منه تحيد جبلة خلق الله كل انسان يفر ويهرب من الموت ويحيد ويبتعد لكن لكمال حلمه وصبره صبر ولهذا قال الله عز وجل عنه في اية اخرى واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسول النبي وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا وقال ايضا في اية اخرى قال واذكر اسماعيل واليسأ وذا الكفر كل من الصابرين فالمناسب للحليم انه اسماعيل مع ان الله قال عن اسحاق عليم غلام عليم وهذا قال انه حليم فالحاصل اه ان هذا هو الذي يترجح ان الذبيحة هو اسماعيل ورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال انا ابن الذبيحين لكن لا يصح سنده ولا يصلح الاحتياج ما دام ضعيف ما نحتاج الاحتياج به لكن ظاهر القرآن يكفينا وايضا ورد وسيذكر ابن كثير وهذا من يعني ادلة ترجيح انه اسماعيل ثبت عن ابن عباس انه قال رأيت قرني كبش الكبش كبش الفداء الذي قال وفديناه بذبح عظيم قال رأيتهما في الكعبة وقد جف او نشف ابن عباس يقول وذكر ابن تيمية وابن القيم وغيرهم ان الذبح هذا كله كان هذا الذبح كان كله بمكة ولهذا الهدي الان اين يكون في الدنيا بمكة ليس بالشام الذي فيه اسحاق قال وما جاء ان اسحاق جاء الى مكة. الذي جاء الى مكة هو اسماعيل. جاء ابراهيم بهاجر وابنها اسماعيل وتركهم تحت شجرة قرب محل البيت والحديث في الصحيحين قال ابن كثير قال فلما بلغ معه السعي بلغ اسماعيل مع ابيه السعي. قال اي كبر وترعرع وصار يذهب مع ابيه ويمشي معه وقد كان إبراهيم عليه السلام يذهب في كل وقت يتفقد ولده وام ولده ببلاد زاران الى دفيران مكة مكة هكذا يعني يطلق عليها في التوراة والانجيل قال وينظر في امرهما وهذا جاء في صحيح البخاري ان ابراهيم جاء يعني لما ترك هاجر وابنها اسماعيل وهو صبي صغير تركها في ارض بواد غير ذي زرع ما عندهم احد ثم توجه للشام فتبعته وقالت يا ابراهيم لمن تتركنا فلم يجبها ثم نادت يا ابراهيم لمن تتركنا فلم يجبها قالت يا ابراهيم االله امرك بهذا؟ قال نعم قالت لن يضيعنا والحديث في الصحيحين يا اخوان وعجب فبقيت فانتهى الماء الذي عندها وانتهى اللبن من ثديها فاشتد العطش والجوع على ابنها اسماعيل فجعل يتلمظ من شدة العطش فلما رأت حاله هكذا ذهبت الى اقرب جبل عندها وكان جبل الصفا فسعت صعدت عليه جعلت تنظر لعلها تجد احد ينقذها فلم ترى احد فنزلت الى الجبل الاخر وهو المروة فلما جاءت بطن الوادي سعت سعيا حثيثا. شف شفقة الوالدة ومن هنا شرع السعي يا اخوان بين الصفا والمروة الان هذا والله رفعة عظيمة لهاجر عليه السلام حتى صعدت على الصفا على المروة وفعلت ذلك سبع مرات ثم سمعت صوتا فقالت ان كان عندك خير فاغث واذا جبريل فظرب ماء زمزم بقدمه فخرج الماء وذكروا انها من شدة حرصها على الماء جعلت تحويه بالتراب يعني تظع حتى لا يذهب يمين جاء في بعظ الاثار انه لو تركته لكانت عينا معينا لو ترك الزمزم ماء حجرتها لصارت عينا جارية تمشي على وجه الارض. وهي كذلك الان ماء زمزم يا اخوان بئر واحدة كم يشرب منها من المسلمين الان في اليوم الواحد كم يباع منها شيء عجب لو كان بحرا لنفد ومع ذلك لا تنفذ اية من ايات الله مع ما جعل الله فيها من الشفاء قال النبي صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له وقال ماء زمزم طعامه طعم وشفاء سقم او سقم فالحاصل ان الذي كان في مكة هو اسماعيل وسيأتي بالاثار ان ذبح الكبش كان في منى او جهة المزدلفة عند جبل ثبير جبل ثبير معروف اطول جبال المزدلفة واذا كانت قريش تقول اشرق ثبير كيما نغيث يوم العيد يوم النحر يقولون اشرق ذبيل يريدون ان تشرق الشمس على رأسه فاذا اشرقت على رأسه نفروا الى منى وسيأتي كل ذلك ان شاء الله قريبا. قال وعن ابن عباس نعم قال وقد ذكر انه كان يركب على البراق سريعا الى هناك فالله اعلم الله اعلم كيف كان ابراهيم يذهب لكنه كان يذهب وجاء في الصحيحين انه ذهب يعني جاء ثلاث مرات انه ذهب المرة الاولى ولم يجد ابنه لانه كان راميا وكان يذهب للصيد فسأل زوجته عنها فقالت ذهب ينتظر فقال كيف عيشكم قالت نحن في شدة وكذا وذكرت فقال اذا جاء اسماعيل فسلمي عليه وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء اخبرته قالت جاء انا شيخ كبير وقال كذا وكذا. قال هذا ابي ابراهيم. وعتبة الباب انت اذهبي الحقي باهلك ثم جاء المرة الثانية ووجد خلاف ذلك ذكرت خيرا فقال قل له ثبت عتبة بابك او كما جاء. ثم جاء المرة الثالثة لبناء المسجد بناء الكعبة هو وابنه اسماعيل كما ذكره الله جل وعلا في سورة البقرة الحاصل انا اقصد من هذا يا اخوان لانه هناك كثر الكلام وبعضهم يقول لا هو اسحاق وايضا رجحوا يعني بعض الصحابة رجحوا بن جرير الطبري امام المفسرين رجح انه اسحاق لكن العبرة بما يدل عليه الدليل ويظهر عليه الدليل. اه قال ابن كثير وعن ابن عباس ومجاهد عكرمة وسعيد ابن جبير وعطاء الخرساني وزيد ابن اسلم وغيرهم. فلما بلغ معه السعي بمعنى شب وارتجل واطاق ما يفعله ابوه من السعي والعمل يعني ما معنى قوله فلما بلغ معه السعي الغلام الحليم هذا بلغ مع ابيه السعي. يعني بلغ انه يسعى ويذهب ويجيء. يقوم باعمال الرجال ليس صغيرا فلما قال فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال عبيد بن عمير رؤيا الانبياء وحي ثم تلا هذه الاية تأملوا في جمل الاذان سبحان الله كلها جمل عظيمة ومن بين هذه الجمل حي على الفلاح الصلاة فلاح يا اخوان ولهذا من الخذلان ان يسمع الانسان الاذان اذان المسجد ولا يصلي مع الجماعة ما استجاب لحي على الفلاح من الذي لا يريد الفلاح وانظروا ايضا ماذا امر النبي صلى الله عليه وسلم يقول المسلم بالحيعلتين نقول لا حول ولا قوة الا بالله ما استطيع انا شيء ولا حول لي ولا قوة الا بالله. فاسأله الاعانة ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله يقول لا حول ولا قوة الا بالله تحمل بها الاحمال الثقيلة او كما قال رحمه الله اكثر من لا حول ولا قوة الا بالله لانها كنز من كنوز الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن كثير رحمه الله يعني بين الاثر ان رؤيا الانبياء وحي وهذا لم يثبت مرفوعا لكن صح عن ابن عباس ومثله لا يقال بالرأي وهذا امر مستقر عند اهل العلم ان رؤيا الانبياء وحي من الله جل وعلا ويدل عليه هذه القصة ان ابراهيم لما رأى هذه الرؤيا في قتل ولده اخذ بموجبها ولم يقل لعلها اضغت احلام فرؤيا الانبياء حق قال وانما اعلم ابنه بذلك ليكون اهون عليه يعني يقصد قوله قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال انما اعلم ابنه بذلك ليكون اهون عليه وليختبر صبره وجلده وعزمه من صبره على طاعة الله وطاعة ابيه قال يا ابتي افعل ما تؤمر اي امضي لما امرك الله من ذبحه ستجدني ان شاء الله من الصابرين. اي ساصبر واحتسب ذلك عند الله عز وجل وصدق صلوات الله وسلامه عليه فيما وعد. ولهذا قال الله تعالى واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا قال الله تعالى فلما اسلما وتله للجبين يعني قال لابيه افعل ما تؤمر من ذبح ستجدني ان شاء الله من الصابرين على ذلك فلما اسلما وتله للجبين. قال ابن كثير اي فلما تشهد وذكر الله تعالى ابراهيم على الذبح والولد على شهادة الموت هذا معنى اسلم يعني شهادة ان لا اله الا الله هذا الاسلام هذا قول قال وقيل اسلم اي استسلما وانقادا ابراهيم امتثل امر الله واسماعيل طاعة الله وابيه. قاله مجاهد عكرمة والسدي وقتادة وابن اسحاق وغيرهم وهذا اظهر والله اعلم انه مستسلم لامر الله وانقاد ابراهيم يذبح ابنه واسماعيل لا يرفض ولا يمانع يستجيب لله وليه ولابيه يعني تمام الاقدام على هذا الامر ما في تردد قال تله للجبين فلما اسلم وتله للجبين قال اي صرعه على وجهه ليذبحه من قفاه ولا يشاهد وجهه عند ذبحه ليكون اهون عليه التل يعني هو الجذب بقوة واسقطه على الارض على وجهه على جبينه لماذا حتى لا يرى وجه ولده حينما يذبحه واقدم على امر الله قال قال ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير والضحاك وقتادة وتله للجبين اي اكبه على وجهه ثم اورد حديثا في ذلك الوقت فيه ظيق لكن الحاصل انه يعني باشر الامر حتى ذكر السدي وغيره يقول انه امر السكين على رقبته فلم تقطع شيئا بل حال بينها وبينه صفيحة من نحاس ونودي ابراهيم قد صدقت الرؤيا وناديناه اي يا ابراهيم والله اعلم