هل من الواجب ان تمتر المرأة المحجبة وجهها ام لا؟ وما هو الحجاب الشرعي لعل سين نور يسأل عن تستر المرأة وجهها لعله يقصد تستر وجهه. لعله كذلك. نعم لا شك يا اخ سي النور ان الشريعة الاسلامية التي جاءت بدرء المفاسد وجلب المصالح وسد الذرائع المؤدية للفساد انما كان القصد من التشريع في هذه الشريعة اصلاح اصلاح مجتمعات وكف الباطل و تقليل الشر وتوفير العفة ومن المعلوم ان اعظم ما في المرأة من مواطن الفتنة الوجه فان وجه المرأة هو الذي فيه السحر والجمال ونحن نرى شعراء العرب والعجم في الشرق والغرب يملؤون اشعارهم بالتغزل في ثغر المرأة وشفتيها وانفها وخدها وسوالفها وخسرات شعرها المتدلية على جبينها ودعج العينين وكحلها واتساعها و جمال عرقها فاذا قرأت اوصاف المرأة عند شعراء الغزل من عرب وعجم وجدت تغزل في العينين وما فيهما من سحر وجمال وجاذبية وكل على حسب مزاجه وميوله اهل الكحل ودعج يتغزلون بسواد العينين وبياضها بياض البياض. نعم. الذي هو الدرج والتكحل والكحل وغير ذلك والاخرون يتغزلون بزرقة العينين. مم وما لها من زرقة السماء كما هو الحال في اشعار الغربيين ويصفون العينين بانها سهام نافذة حتى يقول قائلهم رمتني بسهم لو ركمي رمت به. هم لبل نجيعا نحره وبناءقه فهذا كله انما يتعلق بالوجه واذا عرفنا ان الوجه محل البسمات وملتقى النظرات وفيه التعبير في القسمات علمنا ان الحكمة الشرعية تهدف حتما الى حجم هذه المناظر الخلابة والاماكن الجذابة عن النظرات العارمة والتطلعات الشرسة ولذلك لما نزلت اية الحجاب تقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما ثبت في صحيح مسلم ما رأيت خيرا من نساء الانصار لما نزلت اية الحجاب عمدنا الى مروط لهن سود. مم فشققنها وتلفعن بها وشهدنا الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم وان رؤوسهن كالاغرباء ولا شك ان السائل وهو في الجزائر يعرف الغراب ولا يكون رأس المرأة كالغراب اذا كان وجهها باديا. صحيح بل يكون كادارة القمر في ليل مظلم اذا بدأ وانما يكون كالغراب اذا لم تكن فيه لمع بيظا بادية. نعم وكان العرب في الجاهلية يغلب عليهم التبرج وان كانوا يألفون البراقع والحجاب والقناع ولذلك كان مألوفا عندهم التبرقع وهو ستر الوجه الا ان كشف الوجه لان وضعهم ليس دينا تحريما وانما هي اداب وشيم فلا يستنكر على من ترك شيئا من هذه الاداب لكن لما جاء الاسلام بجوابره وزواجره وموانعه واوامره وتشريعه الكامل الذي منه سد الذرائع ودرء المفاسد وجلب المصالح ونزل الامر بغض البصر والامر بان لا تضرب المرأة برجلها حتى يعلم ما عليها من حلي داخلي كيف ينهى الله المرأة عن ضرب الخلخال حتى لا يعلم ويأذن لها بان تبدي الوجه ولذلك فان المحققين من المفسرين قالوا في ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها قالوا ما ظهر هي ما كان على الثياب من الرياش والجمال وردوا على من زعم ان ذلك الوجه وقالوا ان الوجه ليس من الزينة. مم فان الزينة ما يتزين به المرء وليس الزينة ما كان في خلقة الانسان ان المرأة يجب عليها ان تستر وجهها وشعرها ونحرها حتى لا تكون محلا للنظرات العارمة الذي يقول قائلها ولنظر لولا التحرج عارم والمقصود بذلك النظر الملتهب والمرأة تعلم نظرات الرجال اليها وتعرف مستواها وتفرق بين نظرة عميقة تلتهب حرارة ونظرة تمر خاطفة بدون ارادة فهن اذكى الخلق. نعم في معرفة هذه النظرات لانهن اعظم مقاصد هذه النظرات فليتقين الله جل وعلا وليتق الله اولياؤهن وليتعاونوا على البر والتقوى فاصلح امورهم وتستقم احوالهم والله جواد كريم