عمري الان سبعة وعشرون عاما وقد بلغت سن التكليف في الخامسة عشرة ولم اصلي ولم اصم شهر رمضان الا منذ عامين. بعد ان من الله علي بالتوبة لوجهه الكريم اي عشر سنوات لم اكن اصلي ولم اصم. ماذا علي ان افعل لاكفر عن ذنوبي العظيمة اريد ان ابرئ ذمتي امام الله في الدنيا قبل الاخرة هل ابدأ بقضاء الصوم؟ علما بان افطاري كان تهاونا وكسلا وعمدا. انني اتألم اشد الالم. وهل علي كفارة وما هي ان وجدت جزاكم الله خيرا يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ويقول سبحانه واني لغفار لمن تاب وثبت في الصحيح من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله جل وعلا يبسط يده بالليل. يا الله. ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها وجاء في الحديث الثابت ان الله جل وعلا في الصحيح ان الله جل وعلا ينزل في كل ليلة في اخر كل ليلة الى سماء الدنيا فيقول هل من سائل فاعطيه سؤله هل من تائب فاتوب عليه؟ هل من مستغفر فاغفر له ان ربنا ايها السائلة ايتها السائلة وايها المستمع الكريم في كل مكان جواد كريم غفور رحيم يحب ان يرحم عباده ولذلك ثبت في الصحيح انه اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب اليه من المتعرض للهلاك وذلك انه جل وعلا عفو جواد كريم اما ما ذكرته ايها السائلة ايتها السائلة من التفريط والاظاعة والغفلة فاحمد الله ان تداراك في قبل الارتحال عن الدنيا فايقظ منك الظمير بعد غفوته ونبه نفسك قبل بعد طول سباتها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وقد جاء في القرآن الكريم ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فهنيئا للتائبين في كل وقت هنيئا لهم سعة رحمة الله هنيئا لهم اللطف المتواصل من الله جل وعلا اما قضاء هذه المدد من صوم وصلاة فمحل خلاف بين اهل العلم جمهور اهل العلم يرون ان على من ترك الصلاة الصلوات او الصوم ان يقضيها ولكن التحقيق من كلام المحققين والذي هو الحق ان من تعمد ترك الصلاة حبط عمله ومن حبط عمله كيف يطلب منه ان يقضي ذلك الشيء الذي حبت وحبوط العمل انما يكون بالكفر وترك الصلاة محبط للعمل فاذا لم يكن قد عمل شيئا اصلا فانه يبقى قد ترك الفطرة التي فطر الله الناس عليها لكن كما ذكرت لا اراه يجب على احد القضاء من الصلوات او الصيام وانما الاكثار من الطاعة والفرح بهداية الله. يا الله والسرور بالتوفيق للتوبة فان كثيرا من الناس يتقلبون في ظلمات الجهل ويسبحون في غمرات الظلال فلا تزيدهم الاعمار الا عمى ولا تزيدهم كثرة المصائب الا بعدا عن الله جل وعلا وعن طاعته فمن وفق للتوبة فليحمد الله فانما ذلك من توفيق الله جل وعلا ولطفه وهو اللطيف الخبير ارالك ايتها السائلة ان تكثري من الطاعة ومن النوافل دون ان تشقي على نفسك فان النبي عليه الصلاة والسلام المبعوث رحمة للعالمين قال اكلفوا من العمل ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا لا تشقوا على انفسكم وتحملوها على الملل من طاعة الله وانما ادوا من الاعمال ما تنشطون له حتى تبقى نفوسكم مقبلة على طاعة الله وحتى تبقى محبة الطاعة مستقرة في نفوسكم فكلما اكثر الانسان الندم على الماضي والعزم على الا يعود للمعاصي ولزم الجادة وعظ على الدين بالنواجذ فهذا حري عن يثبته الله جل وعلا. وان يحفظه وان يصونه. يا الله فلا ارى عليك ايتها السائلة قضاء شيء مما ذكرته من تلك السنوات من صوم او صلاة والله اعلم جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم. اذا ملخص ما تفضلتم به شيخ صالح هو انه لا يجب على السائلة قضاء الصلوات التي تركتها هذه الاعوام العشرة طيب ولا قضاء الصوم الذي تركته وانما اذا ذكرت توبتها فرحت بذلك وحمدت الله واذا ذكرت تفريطها اسفة واستبشرت بان الله لم يتركها لنفسها حتى تضل وتضيع مع الرائعين بل ايقظ ضميرها وردها الى صراطه المستقيم. جزاكم الله خيرا. والله اعلم. جزاكم الله خيرا