حسبي الله ولا اله الا هو رب العرش العظيم طيب. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. احمده سبحانه وتعالى حمدا الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين. نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتنا الى مجلس جديد في واحة محمد صلى الله عليه وسلم نروي بها قلوبنا ونتعلم منها دروسا جديدة في الحياة. لان مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم مدرسة كل شيء. تعلمنا العقيدة تعلمنا الفقه تعلمنا الاخلاق. تعلمنا السلوك تعلمنا منهج الحياة الذي اختاره الله سبحانه وتعالى للبشرية جمعاء ومحروم كل الحرمان من حرم نفسه من الجلوس على هذه المائدة العظيمة ليتعلم منها هل ممن بعيها العذب؟ اخواني احاديث محمد صلى الله عليه وسلم دائما اقول ليست اراء وليست خواطر وليست مجرد افكار. احاديث محمد صلى الله عليه وسلم هي وحي السماء. هي وحي السماء من الله سبحانه وتعالى. لتكون تعاليم للبشرية. يقبلون عليها ان يتعلموا وليس ليناقشوا او يعترضوا ان ننكب على احاديث محمد صلى الله عليه وسلم لنتدبر ولنتفهم ولنأخذ ولنعمل بها. فهذا سر احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعا في مجالسنا وصلنا الى الحديث الحادي والثلاثين في مجالسنا في شرح الاربعين النووية وصلنا احبائي الى الحديث الحالي والثلاثين واليوم سنشرح هذا الحديث والحديث الذي يليه ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يعجل بكشف الكربات ورفع النكبات وحل الازمات وان يرفع عن امتنا الوباء فان السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم كانوا اذا وقع او حل بلاء بالمسلمين فانهم بعضهم يسارع الى قراءة الكتاب العظيم والبعض ايضا كان يعقد مجالس في قراءة صحيح البخاري وغيرها من الاحاديث النبوية الشريفة لان فعل الصالحات والاعمال المباركات سبب في رفع النكبات والبلوات. فلذلك نحن نستعين بالله سبحانه وتعالى ونرجو من الله ان يكون اجتماع ان يكون اجتماعنا في طلب العلم. وفي سماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاعمال المباركة التي يرفع الله عز وجل بها عنا الوباء وهذه النكبة وهذه الازمة. الاعمال الصالحات الاكثار منها سبب اخواني في التعجيل بانفراج الازمة وامن كباب الناس على اللهو والعبث ووسائل التواصل الاجتماعي والضحك الى غير ذلك مما يفعله كثير من الناس في هذه الازمان فهذا فليس طريقا لتعديل انكشاف الازمات والله. علينا ان ننظر في سيرة السلف الصالح وفي احوالهم حينما كانت تحل النكبات بالامة ماذا كانوا يفعلون؟ هل كانوا مقبلون على اللهو واللعب والعبث والتمازح والكلام الذي لا قيمة له ام كانت تنقلب قلوبهم وافئدتهم الى ذكر الله عز وجل والى مجالس العلم والى قراءة اه احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والى قيام الليل والى ذكر الله عز وجل. النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا رأى اية من ايات الله سبحانه وتعالى يفزع الى ذكر الله ودعائه واستغفاره ويخشى القلب وتبكي العين. لان الانسان يخشى والله يا اخواني من عقاب الله عز وجل. يخشى الانسان ان تكون هذه الايات. انذار ترهيب من الله عز وجل لنا على ابتعادنا على ما معاصينا اه على تنحينا عن منهج محمد صلى الله عليه وسلم. ففي مثل هذه الايات كيف يكون حال المؤمن؟ يكون حال المؤمن الانشغال بما يرضي الله سبحانه وتعالى. كلما انشغل الانسان وانشغل المجتمع بما يرضي الله فهذا باذن الله سبب في انكشاف وكلما كان المجتمع لاهيا عابثا غافلا منكبا على دنياه فان هذا لن يساعد ولن يعجل من انكشاف عقوبات الله ان يشاء الله سبحانه وتعالى. فلذلك نستحضر جميعا ونحن نجلس على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان يكون هذا المجلس المبارك باذن الله الذي نعقده ونتذاكر فيه اسم النبي عليه الصلاة والسلام الكريم فيه من البركات والخيرات ما يرفع الله عز وجل به عنا ما نحن فيه حديثنا اليوم ابتداء وحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه اتمنى الجميع موجود اخواني الصوت واضح انا قبل ان ابدأ بالحديث ارجو ان يكون الصوت واضحا للاحباء. حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس فقال صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحبك الله. وازهد فيما عند الناس يحبك الناس هذا الحديث كما يقول النووي رحمة الله عليه حديث حسن روي باسانيد حسنة عند ابن ماجة وغيره اولا اخواني ساعلق تعليقا سريعا على اسناد هذا الحديث. فاقول هذا الحديث من الاحاديث التي اختلف فيه اهل العلم فما بين محسن له بطرقه وما بين كمضعف له؟ آآ النووي رحمة الله عليه هو جنح الى ان هذا الحديث يصل الى رتبة الحديث الحسن باعتبار طرقه. يعني كل اسناد على حدة فيه ضعف لكن تعددت الاسانيد لهذا الحديث والحديث اذا تعددت اسانيده ولم تكن هذه الاسانيد شديدة الضعف فانها يقوي بعضها بعضا حتى يرتقي هذا الحديث ليصبح في مرتبة الحسن لغيره اذا هذا رأي الامام النووي رحمة الله عليه وطائفة من اهل العلم. هناك طائفة اخرى ذهبت الى ان هذا الحديث حديث ضعيف ولا يتقوى بكثرة اسانيده لشدة الضعف فيها على وجهة نظر بعضهم. ولكن مع ذلك هل يجوز العمل بالحديث الضعيف او رواية الحديث الضعيف او التفهم والتبصر بالحديث الضعيف اه ام لا يجوز ابدا واطلاقا العمل بالاحاديث الضعيفة. في الحقيقة هناك تفصيل لاهل العلم في قضية الحديث الضعيف. متى يجوز العمل به والنظر اليه ومتى لا نبني عليه احكاما ولا نلتفت اليه. فاهل العلم يقولون اخواني هناك شروط وضوابط محددة للعمل بالحديث الضعيف. يعني الاصل في الحديث الضعيف انه لا يعمل به. لكن هناك شروط وضوابط متى وجدت يجوز العمل بالحديث الضعيف؟ ان قلنا ان قلنا ان هذا الحديث الضعيف ولا يرتقي بطرقه ليصبح حسنا لغيره. لانكم لربما تسمعون او تقرأون في وسائل التواصل او على النت او على الشبكة ان هذا الحديث ضعيف فتظنون ان الامام النووي رحمة الله عليه اورده وهو غافل عن ضعفه. فنحن بينا ان الامام النووي رحمة الله عليه وهو من ائمة الحديث يرى ان الحديث يقوى بطرق واسانيده لكن حتى عند من حكم ان هذا الحديث ضعيف فان اهل العلم يقولون الحديث الضعيف اذا لم يشتد ضعفه هذا الشرط الاول اذا لم اشتد ضعفه وكان في فضائل الاعمال وليس في الحلال والحرام والحدود والامور الشديدة لا كان في فضائل الاعمال والخيرات وكان له ما يشهد له من اصول الشريعة. وكان له ما يشهد له من اصول الشريعة مثل هذا الحديث الذي معنا يتكلم عن قضية الزهد والزهد والتزيد في الحياة الدنيا والبحث عن محبة الله سبحانه وتعالى هذه الاصول العظيمة لها الشريعة الغراء فليس هذا الحديث بدعا. ولا يوجد من اصول الشريعة ومن الايات ومن احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح ما يشهد له هناك العديد من الايات المستفيضة والعديد من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يشهد معناها لهذا الحديث. بالتالي هذا الحديث له ما يشهد له من اصول الشريعة. اذا قلنا الحديث الضعيف اذا لم يشتد ضعفه اذا لم يشتد ضعفه وكان له وكان في فضائل الاعمال وكان له ما يشهد له من اصول الشريعة الغراء عمل به الانسان وهو يعلم ان فيه شيئا من الضعف او رواه الانسان وهو يعلم ان فيه شيء من الضعف بهذه الشروط الاربع لا حرج على الانسان ان يعمل به وان يأخذ به بل ان يستدل به في المواطن العامة. بشرط كما قلنا ان يبين ضعفه. فاذا البعض ذهب الى ان هذا الحديث حسن بطرقه البعض قال هذا الحديث فيه شيء من الضعف لكن من قال ان فيه ضعفا فانه يستجيز روايته والعمل به بسبب وجود الضوابط الاربعة انه ليس بذاك الضعف الشديد جدا جدا. ثانيا انه في فضائل الاعمال والخيرات وليس في المسائل الدقيقة الحلال حرموا الحدود ان هذا الحديث له ما يشهد له من اصول الشريعة الغراء وحينما رواه من اعتقد ضعفه فانه رواه وهو يعتقد انه ضعيف فاجتمعت هذه الشروط فجاز العمل والرواية والتدبر لهذا الحديث المبارك. اذا هذا تعليق سريع على الناحية الاسنادية طيب نذهب الان للكلام عن المعنى والتدبر والتفكر في هذا الكلام العظيم. اخواني هذا الحديث ايضا يثبت لنا مدى تألق والجمال الذي وصل اليه ذاك الجيل الفريد. جيل محمد صلى الله عليه وسلم. ذاك الجيل الذي انقلبت عنده المفاهيم تماما ثلاث مئة ستين درجة بعد ان كان همهم الدنيا بملذاتها وشهواتها بعد ان كان همهم الثأر وآآ والعشق بالنساء بعد ان كان دأبهم الراعي والبحث عن مواطن القطر. اصبح ذاك الجيل همه اعظم بكثير بكثير. ارتقى ذاك بمفاهيمه حتى اصبحت المفاهيم التي يبحث عنها هو كيف نحيا في هذه الحياة الدنيا وفق ما يرضي هذا الاله. اصبحت الاسئلة التي تدور في الاعرابي والحضري في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يحبون الله؟ وكيف نحب الله سبحانه وتعالى؟ كيف نشهد في هذه الحياة الدنيا؟ كيف ما هي الاعمال التي يجب علينا ان نعملها يا رسول الله حتى نرتقي حتى نصل. وكل ما مررت على حديث من الاحاديث الاربعين وغيرها من الاحاديث. وارى صحابيا اتى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء تظن انه يريد ان يسأل عن شيء من امور الدنيا كلا والله. ذاك الجيل كما قلنا تألق بهمومه وافكاره وخطراته كما عادت الدنيا لمتاعها وبملذاتها هي التي يبحثون عنها او يسألون عنها بل اصبحت امور الاخرة وامور الدين وامور العقائد وامور التقرب الى الله والبحث عن رضا الله هو الذي يشغل خواطرهم وافكارهم ويبحثون عنها في هذه الحياة الدنيا فحينما يأتي هذا الرجل الله اعلم من هو؟ قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله انظر عن ماذا يبحث يا رسول الله انظروا هذا الشاب الطموح صاحب الهمة العالية ما الذي يشغل فكره وخاطره؟ كيف كان هم هذا الشاب بالله عليكم قبل ان ياتي هو هذا الاسلام العظيم. وكيف اصبح هم هذا الرجل وهذا الشاب بعد ان جاءه الاسلام العظيم؟ انظروا كيف يستطيع الاسلام ان القلوب والافكار والخواطر والهموم. بعد ان يكون الانسان منكبا على الدنيا على نفسه ولذاته وشهواته واهوائه. يرتقي الاسلام يرتقي بهمومك بافكارك بخواطرك لتصبح في اعلى الدرجات من الجمال والفهم والعقلانية وسعي الانسان الى ما يصلح علاقته مع ربه سبحانه وتعالى والى ما يعينه على قطع رحلة الحياة وان يحيا هذه الرحلة وفق منهج الله. المهم اذا هذا رجل الطموح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن امرين يسأله عن امرين عظيمين اولهما اعظم من ثانيهما. قال يا رسول الله اريد منك ان تدلني على عمل اذا عملته احبني الله هذا المطلب الاول. واذا عملته احبني الناس ايضا وهذا هو المطلب الثاني. اخواني المطلب الاول الذي سأله هذا الرجل وهو محبة الله سبحانه وتعالى مطلب شريف عظيم. دعوني اتكلم عن المطلب الاول والهم الاول الذي سأله هذا الرجل. المطلب الاول مطلب شريف جليل عظيم جدا والله وهو المطلب الاسمى والغاية العظمى التي يبحث عنها الانسان في هذه الحياة الدنيا. وهو ان يحبك الله سبحانه وتعالى ان يحبك الله سبحانه وتعالى وهذا مقام جليل رفيع من مقامات العبادة ان يحبك الله ليس انت ان تحب الله لا ان يحبك الله عز وجل. اخواني هل حاولنا ان نفكر ما معنى ان يحبنا الله عز وجل؟ هل تعرفون ما معنى ان يحبنا ذو الجلال والاكرام؟ هل استشعرنا يوم او حاولنا ان نستشعر عظم هذه العلاقة العظيمة التي تنشأ بين ذاك العبد المحب الذي احبه رب سبحانه وتعالى علاقة الحب بين العبد وربه وبين الرب وعبده علاقة يحبهم ويحبونه. حاولوا معي الان ان تستحضروا هذه العلاقة الجميلة. التي تنشأ بين ذاك العبد الذليل وبين ذاك الرب العظيم. علاقة المحبة. العبد يحب ربه والرب يحب عبده. يحبهم ويحبونه. مقام رفيع جميل والله احبتي بالمحبة وللمحبة قامت السماوات والارض. ومن اجلها دارت الافلاك وتحركت الكائنات من من اجلها جاءت الشرائع وقام سوق الدنيا والاخرة واذا كان القضاء الالهي احبتي ان المرء يكون مع من احب في الدنيا وفي الاخرة فقد ارباب المحبة الالهية بخير الدنيا والاخرة. فهم مع محبوبهم سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا يتلذذون بوصاله حينما يقرأون كتابه وحينما يذكرون اسمه ويلهجون بذكره. قلوبهم دائما مشتاقة اليه. ترفرف القلوب عنده في الملأ الاعلى الا وان كانت الاجساد في الارض وفي الاخرة ايضا هم بقرب من احبهم واحبوه. سبحانه وتعالى في جنات النعيم. والله اخواني اليس الشأن كل الشأن ان تحبوا الله عز وجل. وانما الشأن العظيم والمقام الجليل ان يحبكم الله الله سبحانه وتعالى. والله اخواني كما يقول ابن القيم ليس العجب في قوله سبحانه وتعالى يحبونه. بل العجب في قوله سبحانه وتعالى يحبهم يحبهم ليس العجب اخواني في عبد فقير مسكين يحب من احسن اليه ومنحه واعطاه النعم. وانما العجب من مستغن مستغن عن الخلق يحب ذاك العبيد المسكين. ليس العجب من فقير كامثالنا يتذلل تضرع لهذا الاله وانما العجب من اله عظيم من ملك الملوك الذي يتودد ويتحبب الى ذاك العبيد المسكين اي والله ان مقام المحبة الالهية مقام شريف جدا جدا والله احبتي. لذلك كان دأب الصحابة ودأب تابعين ودأب اولياء الله سبحانه وتعالى ان يبحثوا عن ذاك المقام ان يبحثوا عن ذاك المقام الجليل يريدون الوصول اليه. ان يحبوا الله سبحانه وتعالى هذه قضية الاصل كل انسان يبحث عنها ان احب الله لانك عبد فقير مسكين تحتاج الى هذا الاله فلابد وان تحبه ولابد وان تخضع له وهو الذي يمنحك كل هذه النعم العظيمة لكن الشأن العظيم والمقام الجليل الذي والله تطرق من اجله ابواب السماء وتبكي وتذرف من اجله الاعين هو ان يحبنا الله سبحانه وتعالى. اخواني هل تعلمون ما معنى او ماذا ينبني على ان يحبك الله؟ اذا احبك الله اخي الكريم فانه ينادي جبريل سبحانه وتعالى ويقول يا جبريل اني احب فلانا فاحبه. يا الله! اذا الله عز وجل تخيل وتوهم لعل وعسى ان نكون انا وانتم اخواني ممن ذكرهم الله لجبريل. الله جل في علاه فوق السماء السابعة استوى على عرشه بجلاله وكبريائه. ينادي جبريل ويقول يا جبريل اني احب فلانا يذكرك باسمك يذكرك باسمك فلان ابن فلان او فلانة بنت فلان. اني احب فلانا يا جبريل فاحبه. فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في اهل السماء يا اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبك اهل السماوات العلى ثم يكتب لك القبول في الارض. هل هناك ابهج واجمل واروع واروق من هذا المقام الرفيع ان الله سبحانه وتعالى وحينما تسمع كلمة الله اذا احبك الله بكل ما تتضمنه هذه الكلمة من عز وجبروت وكبرياء وبكل ما تدل عليه من لطف وتودد وجود. اذا احبك هذا الاله اخي الكريم فوالله والله قد حيزت لك السعادة بحذافيرها. ايش بقي؟ اذا احبك الله عز وجل هل تبحث عن محبة فلان او فلان وفلان سخط عليه وما شابه ذلك نعم سنتكلم ان الانسان يريد ان يحبه الناس لكن في النهاية في النهاية اذا احبك الله سبحانه وتعالى ماذا بقي اخواني؟ والله لم يبقى شيء. هذه هي السعادة والله لو ذهبت الدنيا وهدمت حجرا حجرا ولم تحصل منها على شيء وكنت معدما فقيرا لا تملك من حطامها ولكن احبك الله فقد وجدت كل شيء. فقد وجدت كل شيء. الله ينادي ويذكرني باسمي لجبريل عليه وجبريل ينادي باهل السماوات العلى ان الله يحب فلانا فاحبوه. هل تعرف ما معنى؟ ان يحبك الله الله سبحانه وتعالى هل تعرف من هو الله؟ هل تعرف من هو الله ابتداء ثم تعرف بعد ذلك ما معنى ان يحبك هذا الاله؟ الانسان فينا اخواني اذا احبه لو احبه صاحب مقام من مقامات الحياة الدنيا تجده يطير فرحا ان فلان المسؤول او المشهور او كذا احبني واتصل معي وتكلم وما ذلك وهذه محبة دنيا تتقلب. انا اتكلم عن ذي الجلال والاكرام عن ذي الطول والانعام. عن صاحب العز وملك الملوك. عن الله وتعالى الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. اتكلم عن الخالق البارئ المصور اتكلم عن الغفار التواب الرحيم عن ملك الملوك عن الجبار عن الذي للاسف لا نقدره حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. هذا هو الاله العظيم الذي نبحث ان يلتفت الينا وان ينظر الينا وان يحبنا. اذا احبك الله اخي الكريم هل تعرف ايضا ما هي الاثار التي ستنبني على ذلك؟ جاء في الحديث القدسي وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته ماذا تنتظر؟ فاذا احببته كنت معه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يمشي بها ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. يا الله هذا كله من اثار حب الله لك. الولاية الكاملة والحفظ التام من هذا الاله العظيم. الولاية اية الكاملة والحفظ التام ان تكون في رعاية الله. الله يقول كنت سمعه وبصره ويده التي يفتش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه. خلاص اذا اصبحت حبيب الاله سبحانه هل تظن ان الحبيب يخذل حبيبه حاشاه عز وجل ولان سألني لاعطينه. ولئن استعاذني اذا استجبت بالله في اوقات النكبات والازمات وكنت طيب الله سبحانه ولئن استعاذني اي استجار بي ولجأ الى ركني لاعيذنه فسبحانك يا الله. هذه مقامات رفيعة اذا التي يبحث عنها اصحاب النفوس العالية والهمم الشريفة. مقام المحبة الالهية الذي من اجله سعى الساعون من اجل قام قوام الليل من اجله اظمأ السلف نهارهم واسهروا ليلهم من اجله تعبوا وسعوا وجاهدوا وبذلوا المهج والارواح من اجل الى مقام المحبة الالهية يحبهم ويحبونه. نذهب اخواني للمطلب الثاني الذي سأل عنه هذا الرجل قبل ان نبحث ان نعود الى العمل. الان الرجل هذا العظيم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن امرين. سأله ابتداء عن عن عمل يحبب الله عز وجل اليه او يجعله محبوبا لله سبحانه وتعالى. وعن عمل يستجلب له محبة الناس ايضا. فهو ابتداء سأله عن عمل يستجيب له محبة الاله ثم عن عمل يستجلب له محبة الناس. فرغنا من الكلام عن محبة الله سبحانه وتعالى وسنعود الى ذكر العمل. الذي يستجلب محبة الله لكن دعوني اتكلم عن المطلب الثاني وهي محبة الناس. الان محبة الناس اخواني ساقف معها وقفة مختصرة. هل محبة الناس امر يطلب هل محبة الناس امر يطلب؟ بعض الناس اخواني ممن يسلكوا درب الهداية ويتلمسوا طريقها يظن ان البحث عن محبة الناس هذا امر لا تطلبه الشريعة الغراء ولا يلتفت اليه بحال. يظن ان المحبة التي يجب ان يبحث عنها هي محبة الله فقط. واذا سعى في استجلاب محبة الناس فهذا خدش في مقام تدينه وفي مقام التزامه وهذا الكلام مغلوط ليس بصحيح ولا يوافق منهج الاسلام العظيم. فالانسان نعم مطلبه الاول ونظرته الاولى محبة الله سبحانه وتعالى. ومن اجلها يسعى في هذه الحياة الدنيا. لكنه ايضا ينظر ويحاول ان يستجلب محبة الناس بشرط ان لا يكون الوصول الوصول الى محبة الناس مستجلبا لسخط الله سبحانه وتعالى. نعم اذا شعرت ان محبة الناس عندك ستتعارض مع محبة الله فمحبة الله هي المقدمة قولا واحدا فصلا. اننا اذا تعارضت عندنا هادي هاتان المحبتان محبة الله ومحبة الناس ومحبة الله هي المقدمة قولا واحدا بلا شك. لكن على الانسان المسلم ان يرتقي ليصل الى درجة من التوازن انسجام التي يحقق فيها محبة الله سبحانه وتعالى. وفي نفس الوقت يحقق محبة الناس. الاصل في الانسان ان يرتقي الى هذه العليا ان يبذل الاسباب التي تستجلب له محبة الله عز وجل وهذا مقام وان يبذل الاسباب الشرعية التي تستجلب له محبة الناس وودهم. وهذا مقام اخر. الاصل الا نصل الى التعارض بين هذين المقامين. لكن اذا كان عمل من الاعمال يجلب لي محبة الناس ويسخط الله علي نعم هنا نقدم محبة الله قولا واحدا. لكن هل دائما يكون هناك تعارض بين المحبتين حيث اذا طلبت محبة الناس وسعيت في استجلابها تكون مسخطا لله؟ كلا والله. وهذا الصحابي الجليل حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يحبب الناس اليه او تجلب محبة الناس له. النبي عليه الصلاة والسلام لم يعاتبه ولم يقل واخطأت وكيف تبحث عن محبة الناس وعليك ان تبحث عن محبة الله فقد كلا. بل النبي صلى الله عليه وسلم دله على عمل اذا عمله احربه الناس وهذا يدل على ان محبة الناس ايضا تطلبها اصحاب النفوس الشريفة والهمم العالية. يطلبونها ايضا فالانسان المسلم عليه اخواني ان يجعل الناس يأنسون بمجلسه ويأنسون بمظهره ويأنسون بكلامه وحديثه ان يتحبب اليه وان يتودد اليهم فهذا مقصد ايضا من مقاصد من مقاصد الشريعة الغراء. لكن هنا نقول اخواني انا كتعليق ابتداء ان عليك ان تعرف انك لن تستطيع ان تخلص من كل اعدائك وخصومك وان يحبك الناس جميعا. وكما قال ابن حزم الظاهري رحمة الله عليه من ظن انه سيسلم من عيب الناس له فهذا مجنون. يعني اذا ظننت انك ستأتي بحب الناس كلهم لك وان الناس كلهم سيسمعون حديثك ويسرون برؤيتك ويلتفتون حولك فانت مجنون. لابد وان يكون للانسان في هذه الحياة الدنيا من يحبه. وله ايضا من يعاديه ويبغضه اذا كان محمد صلى الله عليه وسلم الذي اعطي جوامع الاخلاق ومكارم الصفات بابي هو وامي صلوات ربي وسلامه عليه كان له يحاربونه وينازعونه ويقاتلونه ويشتمونه. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قلنا الذي اعطي مكارم الاخلاق الناس تعاملا واستلطافا وتوددا وتحببا. فكيف بي وبك اخي الكريم؟ اذا ان يحبك الناس جميعا جميعا بحيث تخرج من الدنيا من دون ان يكون لك خصوم هذا امر خارج عن المعتاد وكما يقول ابن الوردي ليس يخلو المرء من ضد وان حاول العزلة في رأس الجبل ليس يخلو المرء من ضد وان حاول العزلة في رأس الجبل يعني حتى لو حاولت ان تنعزل بنفسك على رؤوس الجبال حتى لا يكون لك خصوم لا يمكن ذلك سيأتي من يجادلك ويخاصمك وينازعك. فانت عليك ان تبذل الاسباب. وان تحبب اكبر قدر ممكن من الناس بك. لكن في النهاية هل حب جميع البشر على هذه الكرة الارضية هذا لا يمكن. ثانيا عليك ان تحذر اخي الكريم من ان يكون سبيلك في استجلاب حب الناس اسخاط الرب سبحانه وتعالى. بعض الناس اخواني يظن انه اه اذا الف العوام على معاصيهم وذنوبهم. واذا خضع لرغباتهم واذا شاركهم في باطلهم وترك نهيهم عن المنكر وترك امرهم بالمعروف فانه بهذه الطريقة يستجلب حبهم. لكن المسكين يستجلب حب الناس بهذه السبل مع استجلابه لسخط الله عليه. يشارك الناس في باطلهم. يترك نهيهم عن المنكر وامرهم بالمعروف. يشاركهم هم في لغوهم وعبثهم ولهوهم ويستحي ان ينكر عليهم. والله يا شيخ اخشاه اذا انكرت عليهم ان تنقلب قلوبهم علي. لا اخي الكريم اذا وصلت لهذه الدرجة فنقول انت اخطأت في فهم محبة الناس التي ينبغي ان تستجلب. محبة الناس لا تستجلب بسخط الله محبة الناس اياك ان تستجلبها بسخط الله سبحانه وتعالى. وان تشارك الناس في باطلهم ولهوهم وعبثهم. وتشاركهم في المعاصي وتقول والله انا افعل ذلك حتى احبب الناس في. هذا مفهوم مغلوط معكوس تماما. كما قلنا محبة الله هي الاصل وهي الغاية العظمى. ثم انظر انت الاسباب الشرعية التي تستجلب محبة الناس. وما بعد ذلك هل الناس تأتي اليك تنصرف عنك؟ هذا امره عند الله سبحانه وتعالى مقلد القلوب. بعض الناس اخواني يظن انه هو بذكائه وعقله يستطيع ان يستجلب الناس اليه. ولا يعلم ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. الله عز وجل هو الذي يصرف قلوب العباد اليك او يصرف قلوب العباد عنك. فاذا اردت ان تستجلب محبة فاياك ان تستجلبها من بوابة سخط الله. والله اخواني من شارك الناس في باطلهم ولهوهم وعبثهم. فرضي الناس عنه في لحظة من اللحظات وفي فترة من الفترات في فترة اخرى سينقلبون عليك هؤلاء الناس الذين كنت تتودد اليه بمشاركتهم في الذنوب والمعاصي في لحظة من اللحظات يخذلونك يلقونك تهون عليهم وتصبح لا عبرة بك. فاياك اخي الكريم ان تظن انك بالذكاء والعقل والفطنة محبة الناس. انت تبذل الاسباب. ثم القلوب بين يدي الوهاب سبحانه وتعالى. هو الذي يصرف القلوب او يصرفها عنك. ولذلك هنا احذر ان كثير من طلبة العلم او من المتصدرين للدعوة في ميادينها ان يكون شأنهم تمييع القضايا الشرعية وتمييع الفتاوى والاحكام من اجل ان يستجلبوا حب الناس لهم. بعضا يتصدى للفتية او للعلم او للدعوة يقول يجب علي ان اميع القضايا الشرعية وان اهونها آآ وان ابدل الاحكام حتى الناس ينبسطون ان الشيخ الفلاني ما شاء الله فتاويه رقيقة خفيفة سهلة آآ ما عنده ايضا ضوابط المسائل الحمد لله العقدية عنده مائعة هذا هو الشيخ الذي نحبه. هو المسكين يظن انه بهذه الطريقة سيستجلب الجمهور الكبير والتعليقات الرفيعة ومن يصفق له. ايها الداعية احذر والله من سخط الله احذر احذر من سخط الله عليك. اذا كنت تبحث عن الجمهور عن الشعبية عن محبة الناس لك. من بوابة اسخط الله. من خلال تمييع الفتاوى وتمييع الثوابت العقدية واظهار الدين هشا واظهار الدين بصورة غير لائقة امام الناس فاعلم ان الله عز وجل وتعالى سيخذلك ويستدرجك في لحظة غفلة. اي والله. كثير من هؤلاء اخواني عندما نشاهد الواقع تجده نعم جلب شيئا من الصيت والشهرة وجلب قلوب كثير من العوام اليه باستخفافه. لكنه في النهاية انقلب السحر على الساحر كما يقولون لم يفلح لم يبارك الله عز وجل له في دعوته ولا في عمله وانقلب مادحه في يوم من الايام ذاما له. فباختصار محبة الناس هل تطلب؟ نعم على الانسان ان يطلبها. بحيث يكون الناس متوددين بمجلسه يكون الناس متوددين بحديثه منظره بهيئته يحبون الكلام معه يحبون الجلوس معه. هذه امور تطلبها النفوس الشريفة. لكن بوابتها التي تطرق هي شرع الله سبحانه وتعالى ان يبذل الانسان الاسباب التي ترضي الله عز وجل والتي من خلالها يستجلب محبة الناس. واما ان يطرق المسكين الابواب كي تستجلب غضب الله من اجل ان يجلب حب الناس فهذا اسخط الله عليه واسخط عليه الناس في مآلة حاله. نسأل الله السلامة والعافية طيب اذا اخواني اه دعونا ننتقل نتحدث عن ما هي ما هو العمل الذي دل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل عليه؟ اذا هذا الرجل جاء يطلب اولا محبة الله فطلب العمل الذي يوصله الى محبة الله. ثم جاء يطلب العمل الذي يستجلب محبة الناس له. فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل الذي يستجلب محبة الناس له. فدعونا ننظر ما هو العمل ابتداء الذي يستجلب محبة الله عز وجل لعبده. في هذا الحديث طبعا لان الاعمال التي تستجلب محبة الله عز وجل للعبد اخواني كثيرة ومن تأمل نصوص الشريعة الغراء سيجد كثير من الاعمال دلنا الله عز وجل عليها تستجلب محبته. منها قوله سبحانه وتعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فمن اراد ان يحبه الله فعليه بالطاعة والانقياد عموما لله. ثانيا الاكثار من النوافل وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الى اخر الحديث. فالاكثار من النوافل تستجلب محبة الله كذلك ايضا اتباع الاعمال التي ذكر الله عز وجل انه يحب فاعلها. فالله يحب المحسنين ويحب الصابرين ويحب المجاهدين ويحب الصادقين الى غير ذلك من الاعمال. فكل عمل ذكر الله عز وجل انه يحب اصحابه فعليك ان تاتسي به وان تكون من اصحابه واربابه حتى تستجلب محبة الله لك. النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ذكر عملا من الاعمال التي تحبب الله عز وجل لك. آآ او تستجلب حب الله لك وهو الزهد في الدنيا. الزهد في الحياة الدنيا. والزهد في الحياة الدنيا اخواني النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل ازهد في الدنيا يحبك الله. ازهد في الدنيا يحبك الله. الزهد في الحياة الدنيا اخواني هذه عبادة عظيمة وعمل قلبي عظيم وعمل قلبي عظيم. جاءت النصوص الشبعية تحث عليه. ولو تأملنا كتاب ربنا سبحانه وتعالى سنجد الله عز وجل ينبهنا على هذا الاصل من خلال تزهيدنا بهذه الحياة الدنيا. الله سبحانه وتعالى نبهنا هذا الاصل في مقامات عديدة في كتابه مقام الزهد في الحياة الدنيا. اساليب وطرق متنوعة. من اشهرها انه يصف الحياة الدنيا بانها متاع ويصفها في مقامات اخرى بانها عرض ويوصفها في مقامات اخرى بانها زخرف. فيقول سبحانه وتعالى تريدون عرض الدنيا تسمية الدنيا بانها عرض ووصف بانها عرض هذا تزهيد بها وتقليل من شأنها في قلوب الناس. تريدون عرض الدنيا الله يريد الاخرة. ويقول سبحانه وتعالى وفرحوا بالحياة الدنيا. وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع. سماها متاعا متاع بلغة قليلة تستخدمها ثم بعد ذلك تنتهي. وقال سبحانه وتعالى قل متاع الدنيا قليل فسماها ايضا متاعا. وعلى لسان مؤمن فرعون يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متاع انما هذه الحياة الدنيا متاع. وان الاخرة هي دار القرار. فاذا التزهيد في الحياة الدنيا هذا اصل عظيم دلت عليه النصوص الشرعية. والله سبحانه وتعالى وصف الدنيا بانها متاع وبانها عرض وانها زخارف وانها زائلة. ووصفها بانها دنيا ووصفها بانها دنيا وهذا يكفي في التهوين من شأنها انها دنيا. فاذا الزود في الدنيا مطلب عظيم دلت عليه النصوص الشرعية في الكتاب وفي السنة. لكن السؤال الان يا شيخ ما هو الزهد في الدنيا؟ عرفنا كيف يكون الزهد في الحياة الدنيا هل الزهد في الحياة الدنيا يا شيخ ان يكون احدنا معدما لا يملك ثوبا صالحا ولا يملك اه نعلين الا نعلين مرقعين هل الزهد في الحياة الدنيا ان يخرج الانسان من كل الاملاك وان يكون آآ كما قلنا لا يلتفت اليه ولا يعبأ به ويكون رث الهيئة هل الزهد في الدنيا ان يكون الرجل اشعث اغبر لا ينظم منظره ولا ينظم هندامه ولا يمشط شعره هل هذا هو الزود في الحياة الدنيا هل الزهد في الحياة الدنيا ان نحرم على انفسنا كل الملذات والامتعة التي اباحها الله عز وجل؟ هل هذا هو الزهد الذي يريده الله سبحانه ثم تعالى منا في الحقيقة يا اخواني ليس هذا هو باب الزهد اساسا. ليس هذا هو باب الزهد اساسا الزهد في الدنيا ذكرت فيه تعاريف لكن اجود ما نختاره لتبيين وتجلية مفهوم الزهد وما عرفه به السلف الصالح رضوان الله تعالى الا عليهم. الامام احمد بن حنبل في كتابه الزهد ينقل بسنده عن ابي مسلم الخولاني تعريفا للزهد وتجلية لمعناه. وايضا اذكر تعريف يونس ابن ميسرة له لان تعريف يونس ابن ميسرة هو قريب جدا من تعريف ابي مسلم الخولاني رحمة الله عز وجل على الجميع. يقول ابو مسلم الخولاني وانظروا فهم السلف الصالح لقضايا زهد حتى لا يغتر احدنا بالخطرات والكلمات التي يقولها كثير من متأخري اه غلاة التصوف الذي يصورون الزهد بانه آآ العري في الثياب والتقشف الزائد والا يأكل الانسان طعاما وان يحرم على نفسه المباحات. لا لا السلف الصالح فهموا وده كما يريده الله تعالى وليس بناء على ما تبنيه الخطرات والاراء والافكار. يقول ابو مسلم الخولاني كما ذكر ذلك عنه احمد بن حنبل في في كتاب الزهد. يقول ابو مسلم الخولاني ليست ليست الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال. ولا اضاعة المال وانما الزهادة في الدنيا ان تكون بما في يد الله اوثق مما في يديك ان تكون هذا اولا بما في يد الله اوثق مما في يديك. ثانيا واذا اصبت بمصيبة كنت اشد رجاء لاجلها من اياها لو بقيت لك. ذكر عملين قلبيين يدلان على الزهد. ويونس بن ميسرة كلامه قريب من كلام بمسلم الخولاني لكنه اضاف عملا ثالثا وساعود الى شرح هذه الاعمال احبتي. يونس بن ميسرة يقول ليس الزهالة في الدنيا بتحريم الحلال ولا باضاعة المال. ولكن الزهالة في الدنيا ان تكون بما في يد الله اوثق منك بما في يدك هذا اولا وهذا ذكره الخولاني وان يكون حالك في المصيبة وحالك اذا لم تصب بها سواء وهذا ذكره الخولاني الخصلة الثالثة زاد يونس ابن ميسرة وان يكون مادحك وذامك في الحق سواء. وان يكون مادحك وذامك في الحق سواء طيب اذا هناك ثلاثة اعمال باختصار جمعت لنا معنى الزهد. لكن اريد ان انبه اولا على كلام ابي مسلم الخولاني ويونس ابن اتفق هذان العالمان الجليلان على ان الزهد في الحياة الدنيا كما قالوا ليس بتحريم حلال. وليس باضاعة المال يعني ليس تهدف الحياة الدنيا ان تحرم على نفسك المباحات من المآكل والمشارب والمناكح وما شابه ذلك من ملذات الحياة الدنيا مباحة. هل الزهد ان تحرم على نفسك المباحات؟ قالوا ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال. ولا باضاعة المال ان تبذل المال يمين وشمالا ثم تجلس معدما من دون اي درهم ولا دينار. قالوا ليس هذا هو الزهد الذي طلبه الله عز وجل منا. لكن طيب ما هو الزهد؟ نعم عرفوا لك الزهد الشرعي الذي دلت عليه النصوص واخبر عنه النبي عليه الصلاة والسلام. يمكن ان يكون الرجل غنيا ثريا وهو زاهد نعم. عثمان بن عفان كان من اغنى اغنياء الصحابة وهو زاهد في الحياة الدنيا. عبدالرحمن بن عوف كان من اغنى الاغنياء وهو زاهد في الحياة الدنيا. اذا اخواني كتعريف عام الزهد ليس معناه التقشف في المظهر الخارجي. ليس معناه ان تحرم على نفسك ما احله الله ليس معناه ان تكون معدما فقيرا لا تملك شيئا من حطام الحياة الدنيا. بل الزهد اعمال قلبية اعمال قلبية تستقر في قلب العبد المؤمن. ومبناها ان تكون الدنيا باختصار في يدك وليست في قلبك هذا مبناها. اذا الزهد عمل قلبي اساسا. ولانها عمل قلبي ولاحظوا يعني ابو مسلم الخولاني لما يقول الزهد ان تكون في بما في يد الله اوثق مما في يديك هذا عمل قلبي الثقة بالله. واذا اصبت بمصيبة ان ترجو ثوابها عند الله سبحانه وتعالى. هذا ايضا عمل قلبي وكذلك ان يكون مادحك وذامك في الحق سواء هذا ايضا عمل قلبي. اذا لاحظوا السلف الصالح كانوا يعرفون الزهد بانها اعمال القلوب ولذلك ابو سليمان الداراني رحمة الله عليه يقول مقولة رفيعة في هذا الباب. يقول لا تشهد لاحد بالزهد ان الزهد في القلب كلمة رائعة حقيقة من ابي سليمان الداراني. يقول لا تشهد لاحد بالزهد. قال فان الزهد في القلب. اخواني بعض الناس قد قشة في مظهره الخارجي وهو من اطلب الناس للدنيا. يظهر التقشف من اجل ان يستجلب مدح الناس له. ونظرة الناس اليه وان يقال مع انه ما شاء الله فلان الزاهد ما شاء الله فلان الدنيا خارجة من قلبه. والدنيا تكون كلها في قلبه لكنه يظهر بمظهر المتقشف من اجل ان يستجلب مدح الناس له فالدوراني يقولها لكم بشكل واضح يقولون لا تشهد لاحد بالزهد. الزهد لا تشهد به لاحد. قد تظهر اماراته نعم لكن لا تجزم بان اقصى زاهد. لماذا؟ قال لان الزهد هذا الشيء في قلبه. او انت لا تعرف ما في قلب هذا الانسان. هل هو فعلا في قلبه زاهد قد اخرج الدنيا؟ نعم قد تكون هناك مؤشرات امارات ممكن. لكن الشهادة والجزم بان فلان زاهد هذا شيء لا تطيقه. لان الزهد في القلب لان الزهداء في القلب. تمام. دعونا اخواني ننظر في هذه الاعمال الثلاث التي ذكرها الخولاني ويونس ابن ميسرة. والتي تترجم حقيقة الزهد في الحياة الدنيا. اول عمل ذكره الخولاني ويونس بن ميسرة يعني اشتركا في ذكره. قالوا ان يكون العبد بما في يد الله اوثق منه بما في يده. ان تكون ثقتك بما عند الرزاق سبحانه وتعالى. ان تكون ثقتك بما اعده الله عز وجل لك من طعام وشراب وكسوة. ان تكون ثقتك بهذا الاله العظيم بما ادخره لك اعظم من ثقتك بما في يديك وهذه منزلة رفيعة في الحقيقة. ومبناها على اليقين بالله. ومبناها على اليقين بالله وعلى معرفة الله عز وجل. لان الانسان لن يصل الى هذه الدرجة ان تكون ثقته بما عند الله. وتيقنه ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ويقوله وفي السماء رزقكم وما توعدون. وتيقنه وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ان يكون الانسان يقينه بما عند الله سبحانه وانه هو الرزاق وانه هو الذي يعطي وهو الذي يمنع وهو الذي يفتح وهو الذي يمسك. ان يصل الانسان الى هذه الدرجة هذا يحتاج الى يقين بالله سبحانه وتعالى فاذا وصلت الى هذه المرتبة الى مرتبة والى درجة انك تثق بما عند الله من الرزق اكثر من وثوقك دينار والدرهم الذي بيدك فاعلم انك وصلت الى مقام عظيم. ووصلت الى حقيقة الزهد في الحياة الدنيا. ما عدت التفت الى الاسباب الارضية بقلبك. وانما تلتفت بقلبك الى ما في يد الله سبحانه وتعالى هذا هو المقام الرفيع. نعم انت تبذل الاسباب اسباب الرزق المشروع. لكن في النهاية التعلق القلبي اين هو؟ هل هو بالسبب الدنيوي ام التعلق القلبي بان الله سبحانه وتعالى هو المعطي وهو المانع هو القابض وهو الباسط. اذا وصلت الى درجة في ايمانك انك تثق بما عند الله سبحانه وتعالى لك من الرزق. اكثر من وثوقك بما تملكه الان وتراه بين يديك فاعلم انك بين الزاهدين في الحياة الدنيا. قال الحسن البصري رحمة الله تعالى عليه ان من ضعف يقينك ان تكون بما في يدك او اوثق منك بما في يد الله عز وجل. العكس بالعكس من ضعف اليقين بالله ان يكون حرص الانسان وخوف الانسان وشغف الانسان على ما في يديه اعظم من حرصه وثقته على ما عند الله سبحانه وتعالى وما كتبه الله له. اذا كنت تثق فقط بما في يديك وما تراه محسوسا امامك ولا يستطيع قلبك ان يقتنع ان ما عند الله سبحانه وتعالى هو الاوثق فاعلم ان عندك ضعف في يقينك بالله من اجمل مقامات العبودية ان يكون الانسان عنده من الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى ان ما دخره الله لي وما يكتبه الله عز وجل من الرزق هذا اوثق عندي مما اراه الان في يدي. هذا الذي في يدي في لحظة واحدة يتبخر اخواني. كم من اناس جمعوا الملايين في لحظة واحدة سقطت العملة فاصبحت هذه الملايين هباء منثورا. لا تسوى اي شيء في معايير موازين الحياة الدنيا. او سرقت منهم او نهبت او جاء ظالم فتسلط عليها. هذه الاشياء المحسوسة تقبل الذهاب. لكن الشيء الذي تثق به هو ما عنده الله سبحانه. اذا كتب الله لك لقمة. والله لو اجتمع كل جبابرة الارض على ان يأخذوها من فيك لن يأخذوها. واذا الله سبحانه وتعالى لم يكتب لك هذه اللقمة والله لو كل جبابرة الارض قدموها لك لن تستطيع ان تأكلها. هذه الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى هذه اول درجة من درجات لذلك يقول ابن رجب الحنبلي فمن حقق اليقين بالله ووثق بالله في فمن حقق اليقين بالله وثق بالله في اموره كلها الذي عنده يقين بالله سبحانه وتعالى ومعرفة بالله فانه سيثق بالله في اموره كلها ورضي بتدبيره له ويرضى بتدبير الله له. وانقطع عن التعلق بالمخلوقين. رجاء وخوفا. بدل ما انك تتملق لرئيس العمل وللموظف الفلاني بدل ان تتملق لفلان وفلان تستجلب رضاهم وتطلب منهم الاموال عليك ان تتذلل وان تخضع وان تثق ان كل شيء بيد ملك الملوك سبحانه. هؤلاء اسباب والامر في النهاية عند ملك الملوك عز وجل. اذا كان عندك يقين بالله فانك ستثق بالله سبحانه وتعالى وسترضى وتقنع بتدبير الله لك. وانقطع قلبك عن التعلق بالمخلوقين. رجاء منهم او خوفا انهم يقطعون عليك رزقك او لذتك في الحياة الدنيا. قال ومنعه ذلك من طلب الدنيا بالاسباب المكروه اذا وثقت اذا تيقنت بالله اذا وثقت بالله. ورضيت بتدبير الله وانقطع قلبك عن التعلق بالمخلوقين. وتركت الاقبال على المكروهة لجلب الرزق. بعض الناس اخواني يأتيني يقول لي يا شيخ انا اضع ما لي في بنوك ربوية لانه آآ اخشى من ضياعه او ما شابه ذلك او انه ما لا اجد الا هذا العمل المحرم في بنك ربوي او في وظيفة محرمة حتى اطعم عيالي. يبذل الاسباب المحرمة التي لا ترضي الله وتعالى ليستجلب به الرزق ولو كان هذا الرجل عنده ثقة ويقين بالله هل بالله عليكم سيسلك هذه الابواب المحرمة ويطرق من خلالها الرزق اذا كان هذا الرجل واثق ان الدينار الذي سيأخذه في الحياة الدنيا عند ملك الملوك. بالله عليكم هل سيسلك هذه الطرق المحرمة وهذه الوظائف المكروهة؟ هل سيبذل الاسباب التي لا ترضي الله سبحانه وتعالى؟ من اجل استجلاب الرزق من الله يعني الحقيقة معادلة صعبة. يعني انت تبذل الاسباب التي لا ترضي الله من اجل ان تستجلب الرزق الذي كتبه الله لك. معادلة صعبة وغريبة هذا الانسان والله. انت تعلم ان الرزاق هو الله. اليس كذلك؟ طب كيف تطلب الرزق بطريقة تغضب الله؟ هذه هي الفكرة. اذا كنت تثق ان الله هو الرزاق وانه هو الذي يكتب لك الدينار والدرهم. فكيف تستجلب الرزق من باب يغضبه ولا يرضاه؟ هل هذه ثقة بالله؟ من يسلك اسباب المكروهة والطرق المحرمة في استجلاب الرزق هذا لا يمكن اخواني ان يكون متيقنا ان الله هو الرزاق. ولو قال ذلك بلسانه لكن هذه الحقيقة لم تستقر في قلبه ابدا. لذلك قال ومنعه ذلك من طلب الدنيا بالاسباب المكروهة. ومن كان كذلك كان زاهيا اذا في الدنيا حقيقة وكان من اغنى الناس وان لم يكن له شيء من الدنيا. يعني حتى لو كنت فقيرا معدما وكان عندك قناعة ان ما عند الله سبحانه وتعالى هو الذي سيأتيني وان ثقتي بما ادخره الله عز وجل لي فانت والله اغنى الناس. لان الغنى حقيقي هو القناعة هو الرضا بتدبير الله سبحانه وتعالى للعبد. فانا ابذل الاسباب المشروعة التي ترضي الله في طلب الرزق ولا اجلس في بيتي طبعا لكن في النهاية بعد ان بذلت السبب انتظر النتائج من عند ملك الملوك. وثقتي بما في يد ملك الملوك. ورضيت بتدبير ملك كالملوك. فحتى ولو لم احصل على دينار واحد انا قنيع. انا قنوع ان الله سبحانه وتعالى هذا الذي رضيه لي فانا ارضى ما رضيه الله الله سبحانه وتعالى لي واشعر بالسعادة والهدوء انني لم اطرق الابواب المحرمة من اجل استجلاب رزق الله. بل طرقت الابواب التي الله عز وجل لي ان اطرقها وانتظرت تدبير الله عز وجل لي وكل ما سيأتيني من الله هو الخير قطعا. هو الخير قطعا. اذا هذا هو المقام الاول من مقامات الزهد. ان يكون العبد بما في يد الله اوثق منه بما في يد نفسه. ثانيا العمل الثاني القلبي الذي يدل على انك من الزاهدين او يحقق مقام الزهد قال بسم الله الحمد لله ان يكون العبد اذا اصيب بمصيبة في دنياه من ذهاب مال او ولد او غير ذلك ارغب في ثواب ذلك مما ذهب منه من الدنيا ان يبقى له. وهذا ايضا من منشأي كمال اليقين بالله كما يقول ابن رجب. ما هو العمل الثاني؟ اذا اصبت بمصيبة في هذه الحياة الدنيا خسرت بها مالا بها اه متاعا خسرت بها احد احبائك فانك ترغب في ثواب هذه المصيبة التي حلت بك اكثر من رغبتك في بقائها لك من دون ان تصاب بها. طبعا هذا مقام رفيع جدا يتكلمون عنه. ان يكون اذا طبعا ثلاثة المصائب والبلايا لكن يقول اذا اصبت بمصيبة ففقدت مالا او اهلا او ما شابه ذلك يكون رجاؤك وتعلقك ورغبتك في ثواب هذه المصيبة اشد رغبة من بقاء هذا الامر او هذا المتاع من متاع الحياة الدنيا عندك. وهذا ايضا من كمال اليقين بالله ان الله عز وجل يعوضك ويخلفك خيرا في هذه المصيبة. وانه ما اصابك بها الا انه يريد ان يستجلب لك الخيرات والبركات. هذه تحتاج الى ثقة ايضا بالله مطلقة. انه هذه المصيبة التي اصبت بها هذا المال الذي فقدته. هذا الولد الذي سبقني الى الله سبحانه وتعالى. ان ما اصابني الله عز وجل به ليرفع درجتي ليكفر خطيئتي ليعوضني عنه الاجر العظيم والثواب الكريم. فتكون رغبتك في هذا الثواب في هذا العوض الالهي اكثر من رغبتك في بقاء هذا المال عندك. او في بقاء هذا الطفل لديك. وهذا انما منشأه من مشاهدة كمال الله سبحانه وتعالى في افعاله وفي تصرفاته وان افعاله لا تكون الا بالحكمة. وان لها غايات ومقاصد. قد اخبرنا الله عز وجل عنها فاذا نظرت الى مقاصد البلاء وعرفت ان الله انما يبتلي احباءه من اجل ان يعوضهم وان يكفر خطاياهم وان يرفعهم حينئذ يكون رغبتك في ثواب هذه المصيبة اكبر من رغبتك في بقاء هذه الدنيا التي ذهبت من بين يديك. فاذا كنت راغبا في ثواب بالله وفي العوض وزاهدا فيما ذهب منك في هذه الحياة الدنيا فهذا يدل على انك من الزاهدين حقا. لانك وصلت الى درجة الى مرتبة انك تريد ما عند الله حتى ولو كان ذلك بذهاب ما في يديك من متاع الحياة الدنيا. اذا كنت فعلا بهذا المقام الرفيد لن تزاهد. اما الانسان اذا كان تحسفه وتلهفه على متاع الحياة الدنيا واذا فاته شيء منها اصيب بالهلع والفزع والخوف والتحسر والتقطع ولا ينظر ابدا ولا يلتفت الى العوض الذي سيأتيه من عند الله عز وجل فهذا لا يمكن ان يكون من الزاهدين. هذا لا يمكن ان يكون من الزاهدين حياكم الله اخواني بعض الاخوان يتابعوننا من دولة بوركينا طيب اذا اه اخواني هذا مقام اخر ومنزل اخر من منازل الزهد في الحياة الدنيا. ما هو هذا المقام؟ هذا المقام هو مقام استحضار ثواب الله سبحانه وتعالى في المصائب. اذا استحضرت ثواب الله عز وجل عند حلول المصائب والنكبات. ورغبت فيه علق قلبك به وخلص نسيت ذهبت الحياة الدنيا. هذا امر انا لم اتمنى زواله لم اتمنى الخسارة. لم اتمنى ان افقد ابنائي. هذا لا يقول لكن لما قدر الله عز وجل لي ان اخسر او قدر الله عز وجل لي ان افقد حبيبا في هذه الحالة اين يكون قلبي؟ اذا كان قلبي متعلقا بالثواب والعوض الالهي. اذا انا الحمد لله فعلا من الزاهدين. لكن اذا تحسرت قطعت وتأسفت وما شابه ذلك مما يفعله كثير من الجهال عند حلول المصائب. فهذا معناه ان الدنيا في قلبي. والا لو كانت الدنيا ليست في قلبك هل ستتحسف وتتقطع وتتعسر وتخدش المرأة نفسها وتلطم وتصي وتولول؟ لا يمكن ان يكون هذا لشخص عرف ان هذه الحياة الدنيا رحلة عابرة رحلة قصيرة لا تستحق منا ان نبكي عليها وان نتقطع عليها ما ذهب ذهب ونرجو الخلف من الله عز وجل. فهذه مهمة جدا ومن ومقام مهم من مقام الزاهدين اذا حلت بك المصيبة فيكون رجاؤك بما عند الله اعظم من رغبتك ورجائك بما ذهب منك في هذه الحياة الدنيا. يقول علي رضي الله تعالى عنه كلام علي بن ابي طالب انتبهوا عليه. من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات اي والله. من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات. لان كل مصيبة ستقع بك انت ترجو الخلف والعوض من الله في جنات النعيم. بالتالي ايش سيحدث في هذه الحياة الدنيا؟ ساموت يعني بعض الناس في هذه الازمة هو يخشى من الموت. اقول اخي الكريم اذا احسنت العمل هل تخشى من الموت؟ والله لا تخشى اذا احسنت العمل لا تخشى من الموت. هي الدنيا ستذهب وتذهب الى الله سبحانه وتعالى وهل هناك اجمل وابهج من القرب من المولى عز وجل؟ ان كنت محبا له لكن من الذي يخشى ويهلع ويشعر بالفزع والخوف؟ الذي يشعر بالفزع والهلع والخوف. اخواني ويخشى من فوات الحياة الدنيا وتجد عنده ارتباك وقلق وحيرة وذاك الانسان الذي الدنيا في قلبه ولم يخرجها بعد. اخرج الدنيا من قلوبكم اخواني. اخرج الدنيا من قلوبكم والله ان هذه الحياة الدنيا لرحلة عابرة. كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. دعك من هذا التعلق من هذا التشبه من هذا الانكباب من هذا الحرص من هذا الهلع. كن زاهدا في الحياة الدنيا. والله اخواني ان القرب من الله وان رفقة الله سبحانه وتعالى في جنات النعيم. خير من الدنيا وما فيها. على ماذا نحزن في هذه الحياة الدنيا؟ وهي دار النصب وصبي والهموم والاحزان. لماذا نحزن؟ على ما الشيء الذي نخشى من فواته؟ نعم الانسان يحب ابناءه واهله ويحب ان يبقى مع مجتمعه. لكن في في النهاية انا اقول لهؤلاء الذين يفزعون ويخافون ويرتبكون وبلغت القلوب الحناجر ويظنون بالله الظنونا اقصى شيء يمكن ان يحدث ان ترتحل الى الله سبحانه وتعالى اذا كنت محسنا فيما مضى من عمرك فاعلم ان رفقة الله سبحانه وتعالى في جنات النعيم هو من اجمل المقامات واحلاها. انتهى كل شيء. انتهى النصب. والوصب. انتهت الهموم. انتهت الاحزان. وانت في قرب مولاك. لكن اذا كنت لا تحب الله عز وجل ولا تشعر بلذة العلاقة بينك وبينه. اذا كانت الدنيا في قلبك فانه يصعب عليك ان تفهم هذه المعاني. يصعب عليك ان تستشعر عظمها. النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه جبريل في لحظات الموت ويخيره بين مفاتيح الارض وبين الرفيق الاعلى. النبي صلى الله عليه وسلم يحب زوجاته. عليه الصلاة والسلام. يحب اصحابه لكن لما اتى التخيير يا محمد صلى الله عليه وسلم هل تريد الخلود في الدنيا؟ يعني الخلود ليس خلود الابدي وانما ان تعطى مفاتيح الارض وان ملكا ثم ترتحل الى الله وتكون قريب منه ام تريد العجل الان وتريد ان تنتقل الى الرفيق الاعلى من الان. ماذا كان اختياره عليه الصلاة والسلام؟ هل عليه الصلاة والسلام اختار الزوجات واختار الاصحاب واختار البنات. ام قال بل الرفيق الاعلى. بل الرفيق الاعلى. اختار بابي هو وامي ربي وسلامه عليه الرفيق الاعلى لانه يعلم ان هذه الحياة الدنيا هي رحلة عابرة لا تستحق كل هذا التقطع والتحسف والتحزن عليها آآ اذا من زهد في الدنيا كما يقول علي بن ابي طالب هانت عليه المصيبات. كثير من الناس اخواني اذا وقع في مصيبة من طائف الحياة الدنيا يتقطع يتأسف خسر مالا تجده كانه في جنازة. اذا فقد احد الاحبة خلاص انتهت الحياة واسودت في وجهه اذا فشل في وظيفة او في مقام معين ظن ان الحياة انتهت واغلقت. لا اخي الكريم هذه كلها مصيبات الحياة الدنيا. ازهد في الدنيا. اخرج الدنيا من من قلبك والله تهون عليك المصيبات بسم الله الحمد لله نذهب الى العمل الثالث اخواني. العمل الثالث لم يرد في كلام ابي مسلم الخولاني وانما ورد في كلام يونس ابن ميسرة. العمل الثالث الذي يدل على انك من الزاهدين في حياة الدنيا اه يقول ان يكون مادحك وذامك في الحق سواء. يعني اذا فعلت شيئا حقا يرضي الله سبحانه وتعالى فلا تهتم بمن مدحك او ذمك. لا تلتفت ابدا الى من مدحك ولا تلتفت ابدا الى من ذمك. لانني فعلت هذا الفعل الحق لانه هو الحق الذي يرضي الله سبحانه وتعالى. وكثير من الناس يسقط في هذا المقام ويظهر حرصهم على الدنيا في هذا المقام يعني بعض الناس ربما يتجاوز العقبة الاولى والعقبة الثانية لكنه يسقط في العقبة الثالثة. يقول ابن رجب رحمة الله تعالى عليه قال والثالث ان يستوي عند العبد حامده وذامه في الحق. قال وهذا من علامات الزهد في الدنيا واحتقار وقلة الرغبة فيها. فان من عظمت الدنيا عنده احب المدح وكره الذم فربما حمله ذلك يعني حمله حب المدح على ترك كثير من الحق خشية الذم. وعلى فعل كثير من باطل رجاء المدح. فمن استوى عنده حامده وذامه في الحق. وكلمة في الحق هذا قيد. دل ذلك على سقوط منزلة مخلوقين من قلبه وامتلائه من محبة الحق سبحانه وتعالى وما فيه رضا مولاه. كما قال ابن مسعود اليقين لا ترضي الناس بسخط الله. كثير من الناس اخواني كما قلنا يظهر تعلقهم في الحياة الدنيا في هذه القضية. فتجده كما يقول ابن رجب يترك وكثير من الحق وما يرضي الله من اجل اه او خشية من ان يذم. ويفعل كثير من الباطل رجاء ان يمدح وهذا دليل على ان الدنيا في قلبك والله. لو كنت زاهدا في الحياة الدنيا لما اهتممت برأي الناس في اعمالك وانما يهمك ابتداء رضا الله ومحبة الله لها. ان كنت محقا تسير على منهاج مستبين وعلى النور اليقين الذي اتى به النبي صلى الله عليه وسلم فانك لا تلتفت الى من يمدحك ولا الى من يدمك. لانك تسير الى رضا الله سبحانه وتعالى واما الناس الذين يتركون كثيرا من الطاعات يعني بعض الناس اخواني آآ حينما اسأله لماذا انت لا تطلق اللحية يحلقها تماما. يقول يعني يا شيخ الناس يعني تذمني عليها او تراني في منظر غير جميل. فيترك هذا الحق الذي امر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال وفروا اللحى واطلقوا اللحى واعفوا اللحى خشية من الناس ان تستهزء به او ان تذمه او ان تنظر اليه بنظرة انك غير جميل بهذه اللحية. وايش فلان ما شاء الله صرت شيخ وما شابه ذلك. فيترك هذا الحق. رضا بغض النظر الان قضية واجبة ولا مندوبة لا هو امر رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا واحدا امر باطلاق اللحى وتوفيرها. لماذا لا تطلقها؟ لماذا ماذا توفرها؟ يقول لك يا شيخ انا استحي من الناس. او منظري غير جميل. او زوجتي تقول لي انه منظرك غير جميل باللحية او اصدقائي او او رئيس الشركة او ما شابه ذلك وانا لا احب ان اغضب الناس. تستجلب محبة الناس بالله سبحانه وتعالى هذا شيء عجيب والله. هذا يدل على ان الدنيا في قلبك. لا تقل لي انت زاهد في الحياة الدنيا وانت طاعة من الطاعات لا تستطيع ان تواظب عليها خشية من ذم الناس او من مدحهم لك. اياك انك تقنعني. كذلك تلك الفتاة التي آآ لا تلتزم باللباس الشرعي. وتقول والله الناس بتعلق علي اذا لبست الباب او تنظر اليه بنظرة او تقول شوفوا فلانة صارت تعمل لنا نفسها ملتزمة يعني كثير من الاخوات تقول انه هذه اشكاليتها في اللباس الذي رضيه الله سبحانه وتعالى انها تخشى من تعليقات الناس. اذا كنت تخشين من تعليقات الناس اختي الكريمة فهذا يدل على ان الدنيا في قلبك والله. لو كانت الدنيا ليست في قلبك وكنت زائدة فيها حقا لما التفت الى هذه الامور. لكن لانك ما زلت ترغبين في هذه الحياة الدنيا. ملتفتين تلتفتين اليها ولها نصيب عظيم في هذا القلب. لذلك اهتممت بمدح الناس او بذمهم لك. فالانسان اخواني في الحق وفيما يرضي الله ما عنده مجاملة لا يبحث عن مدح ولا يبحث عن ذم وانما يبحث عن رضا الله. اذا كان هذا حالك فابشر انك من الزاهدين في هذه الحياة الدنيا تمام. اذا هذه ثلاث مقامات من مقام الزهد او من مقامات الزاهدين في الحياة الدنيا. المقام الاول ثقتهم بما عند الله سبحانه وتعالى اكبر من ثقتهم بما في ايديهم. اه ثانيا اه رجاؤهم بثواب المصائب حينما تحل. اعظم من رجائهم اه ببقاء هذه الاموال او هذه الامتعة بين ايديهم لو بقيت ثالثا انهم لا يلتفتون الى مدح الناس والى ذم الناس في الحق. ولماذا قلت في الحق؟ لانه يا اخواني الناس قد يمدحونك اه او يذمونك في غير الحق. ايش يعني في غير الحق؟ قد تكون انت فعلت شيء فعلا هو غير حق هو ليس من مما يدخل تحت رضا الله سبحانه وتعالى اوليس مما تدعو اليه الشريعة. وانت تصر على انك تمضي فيه والناس تذمك وتقول لك يا فلان هذا عيب هذا امر مشين. فتظن ان الرجولة وان الثبات هو ان لا تسمع لكلام الناس. وان لا تصغي الى توجيهاتهم. مع انه فعلا دم ناس في موطنه انه انت الان تتصرف تصرفا خاطئا مغلوطا. هذا التصرف الذي تصرفته ليس من الحق. فثم الناس لك الان هو حق. اه في هذا الحالة يجب ان تلتفت الى ذم الناس وان تنتبه الى الخطأ الذي ارتكبته من اجل ان تعدله. لذلك ابن رجب الحنبلي دايما دقيق في كلامه يقول الا ان تلتفت الى مدح الناس او ذمهم في الحق. اما اذا كنت تفعل باطلا او ما يخالف الشرع فذمك الناس على ذلك؟ اي نعم عليك ان تعدل هذا وعليك ان تلتفت الى ذم الناس وتعرف انهم ذموك في شيء حق وهو انك اخطأت الطريق والمسلك. فهذا انتبه اليه لكن كيف السبيل؟ يقول احد الاخوة كيف السبيل الى تحصيل اعمال القلوب مثل الزهد اذا كانت غير موجودة اصلا بماذا يبدأ الشخص وكيف؟ يبدأ الشخص اخي الكريم بالتعرف على الله. هذه اول خطوة. من عرف الله اصبحت عنده ثقة بالله مطلقة. اذا اصبحت عندك ثقة بالله مطلقة حينئذ اخي الكريم ستحصل كل اعمال القلوب. لان كل اعمال القلوب مبدأها ابتداء ان تتعرف على الله. طب كيف اتعرف على الله؟ تعرف على الله من كتابه. القرآن الكريم من اوله الى تامه في كل صفحة منه وجوه عديدة من اوجه التعرف على الله. نحن الان نظرنا هناك ثلاثة اعمال ذكرها آآ الامام دعوني اقف قليلا لاني اعاني من شيء من الاتعاب في الرقبة. اه هناك كثير من الاعمال اظن الصورة واضحة للجميع قبل ان اكمل يا رب الصورة واضحة عند الجميع اخواني. هم اعذروني انني احتاج كل فترة الى ان اقف قليلا بشيء من البلاء الذي ابتلانا الله عز وجل به ونرجو ان يخلفنا الله عز وجل عنه خيرا ارجو ان تكون الصورة واضحة عند الجميع قبل ان اكمل يا رب كما قلت اخواني صفات الزاهد في الحياة الدنيا ذكرناها ثلاثة مبناها على اليقين بالله واليقين بالله سبحانه وتعالى ها اليقين بالله سبحانه وتعالى مبناه على معرفة الله. لذلك كان اول واجب اول عمل قلبي عليك ان تبدأ به هو ان تتعرف على الله سبحانه. طب يا شيخ كيف اتعرف على الله؟ كيف اتعرف على الله؟ نقول تريد ان تتعرف على الله؟ اقرأ كتاب الله ونحن نقول لاحبتنا كثير من الناس يا شيخ انا اعمال القلوب لا اتقنها. ما بعرف اكون زايد ما بعرف اتوكل على الله سبحانه وتعالى. اشعر اني ضعيف. واخي الكريم عليك ان تبدأ انت ببذل السبب بذل السبب هو ان تجلس مع القرآن الكريم جلسة تدبر وتأمل. والله كل صفحة تقرأها في كتاب الله تعرفك على الله تزيدك ايمانا ثقة يقينا ثم تبدأ بعد ذلك اعمال القلوب تنمو. اما تريد اعمال القلوب تأتي على قلبك من دون ان تدفع الثمن لا يمكن. لابد وان تجلس مع كتاب الله فتقرأ الله سبحانه وتعالى وهو يتعرف اليك باسمائه بصفاته العلى تقرأ الله وهو يتعرف اليك بافعاله باقداره تنظر الله ويتعرف اليك بما خلق في السماوات وفي الارض. لما اسمع اخي الكريم آآ الله لا اله الا هو الحي القيوم. لا تأخذه سنة ولا نوم. له ما في السماوات وما في الارض. من ذا الذي يشفع الا باذنه. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العليم العظيم. لما تسمع هذه الاية هذه الاية ماذا تحدث في قلبك؟ هي تعرفك بالمولى العظيم، لذلك كانت هذه اعظم اية في كتاب الله لا تستطيع ان تقاومها. الشياطين تفشل وتنهار امام اية الكرسي. لماذا؟ لانها تتحدث عن الله العظيم. لما تقرأ قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. ماذا تحدثك هذه السورة في سطرين؟ تحدثك عن الله سبحانه وتعالى بعظمته. لما تقرأ هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله ما يشركون. لما تقرأ هو الله الخالق البارئ. المصور له الاسماء الحسنى. لما تقرأ قوله تعالى اه امن خلق السماوات الارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها االه مع الله؟ بل هم قوم يعدلون. ثم ينتقل قلبك النص امن جعل الارض قرارا ودان خلالها انهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا االه مع الله بل اكثرهم لا يعلمون امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون؟ الى اخر الايات حينما تقرأ في مشهد اخر ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم. ومن اياته منامكم بالليل والنهار وابتغاءكم من فضله. ومن اياته خوفا وطمعا. ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره. لما تقرأ ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار. الايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلقت هذا باطلا. لما تقرأ الله عز وجل وهو يذكر لك بطشه وعذابه الذي الحقه باعدائه ومنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا. لما تقرأ هو الله الذي خلق السماوات والارض. ووالله هو الله هو الله وذلكم الله ذلكم الله. ذلكم الله. ايات القرآن الكريم. لو جلست معها لوجدتها في كل كل سطر وفي كل صفحة تعرفك على هذا الاله. لكن يجب ان تجلس مع هذا الكتاب وتتدبر تفتح الصفحة. تنظر هذه الصفحة ماذا اخبرتني عن الله؟ كيف عرفتني على ربي؟ هذا الكتاب كتاب تعريف بالله سبحانه وتعالى. هذا مقصده الاساس. لا اذا جلس الانسان المؤمن في كل يوم نصف ساعة يتعرف على ربه فقط يريد ان يفتح هذا الكتاب ليتعرف على الله. هذا الكتاب من الله انزله الينا تكلم به لجبريل وجبريل نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم ومحمد صلى الله عليه وسلم اعطانا اياه لنقرأه نتعرف على الله من خلاله كل صفحة اتعرف بها على الله. حتى السور القصار. اخواني لما تقرأ قل اعوذ برب الفلق. من شر ما خلق قل اعوذ برب الناس. اقرأوا سور القصار والسور الطوال. وفي كل صفحة اجعلوا همكم ودأبكم ان تبحثوا عن معرفة الله. من عرف الله سبحانه وتعالى وشهد هذا المشهد في قلبه هذا مع الوقت يورثك يقينا بعظمة هذا الاله. اذا صار عندك يقين ان هذا الاله عظيم مهول فخم في كل افعاله وتصرفاته وجلاله. هذا اليقين هو الذي سينبع او سينتج في قلبك كل اعمال القلوب الزهد في الحياة الدنيا التوكل على الله الرضا حب الله عز وجل لكن لابد وان تبذل السبب. الصحابة ما اتت اعمال القلوب عندهم دفعة واحدة بل خضعوا لتربية قرآنية ايمانية على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. وكل انسان اريد ان يحقق اعمال القلوب. لابد وان يخضع لهذه التربية. لابد وان يواصل علاقته مع كتاب الله سبحانه. اما احدنا جالس في بيته لا يريد ان يبذل السبب يريد ان يبقى على وسائل التواصل الاجتماعي لا يريد ان يقوم الليل ثم بعد ذلك يقول لك يا شيخ انا اشعر بضعف في اعمال القلوب ما هو كيف ستكون اعمال القلوب ضعيفة بل معدمة في انسان لا يتقن التعامل مع الله سبحانه وتعالى لا يقوم بالوظائف المطلوبة منه. الله عز وجل يقول لك اقرأ القرآن افلا يتدبرون القرآن. الله عز وجل يأمرك بقيام الليل كانوا قليلا من الليل ما يهجعون. الله سبحانه وتعالى يأمرك بالاكثار من ذكره واستغفاره ونحن لا نفعل كل هذه الامور ثم بعد ذلك نريد ان نحصل الزهد في الدنيا ونريد ان نحصل اعمال القلوب ونريد وان نكون من العابدين الاولياء الصالحين. وهذا يا اخواني يعني تحصيل هذه الامور من دون بذل سببها امر غير معقول. تحصيل كل هذه الاعمال القلبية من دون بذل سببها امر غير معقول. هل يمكن برأيكم يعني هذا سؤال اوجهه اليكم؟ هل يمكن للانسان ان يحقق اعمال القلوب وان يكون على الله واثقا بالله محتسبا الثواب عند الله وهو لا يعرف الله لا تقل يا شيخ انا اعرف الله انت تعرف الله يعني معرفة عامة فطرية نشأت عليها لكن المعرفة التفصيلية التي اخبرنا الله عز وجل بها في كتابه هل انت تستحضرها في مشاهد حياتك وانت تذهب وتأتي وتغادر وتعود؟ هل الله سبحانه وتعالى كمشهد؟ مشهد حاضر في الحياة الدنيا اخواني اذا اردتم ان تعرفوا هذا بس يعني معيار بسيط جدا سهل جدا. اذا اردتم ان تعرفوا مدى حضور الله عز وجل في قلوبكم. انظروا ذكركم لله عز وجل في اليوم فقط كمؤشر انظر مقدار ذكرك لله سبحانه وتعالى ستعرف كم الله سبحانه وتعالى في قلبك؟ كم مقدار معرفتك بالله؟ الانسان الذي يلهج دائما بذكر الله ودائما الله سبحانه وتعالى في خاطره في كل بخطوات الحياة هذا انسان عاقل عرف ربه سبحانه وتعالى. اما الانسان الذي لا يذكر الله الا عند النكبات او ذكرا عارضا هذا لا يمكن ان تكون حقيقة ذي الجلال والاكرام قد استقرت في قلبه غاية الاستقرار. اذا كان محمد صلى الله عليه وسلم يستغفر ربه في اليوم الواحد اكثر اكثر من مائة مرة وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فماذا نقول نحن اخواني تمام اه دعونا اخواني طبعا هذه يعني كان عارضا لاجابة الاخ. اه وهناك سؤال ساطرحه بعد ان عرفنا الزهد في الدنيا بناء تعريف ابي مسلم الخولاني ويونس بن الميسرة وهو ان تثق بما عند الله اكثر من ثقتك بما في يدك هذا واحد. اثنين ان يكون رجاؤك بثواب المصيبة اكثر من رجاء ببقاء ما ذهب من الحياة الدنيا. ثالثا ان يكون مادحك وذامك في الحق سواء. بعد ان عرفت هذه المقامات الثلاث من مقامات الزهد هناك سؤال اطرحه حينما نذم الحياة الدنيا ونقول علينا ان نزهد في الحياة الدنيا. ذم الحياة الدنيا في النصوص الشرعية. ما الذي ذموا فيها برأيكم. هذا سؤال اسأله لكم يعني حتى يتفاعل الناس معنا. ما الذي يذم في الحياة الدنيا؟ نقول الدنيا نذمها لا تعبأ بها عندما تذمل حياة الدنيا ما الذي يذم فيها بالضبط؟ هل الحياة الدنيا مذمومة في كل زواياها وجوانبها؟ هذا سؤال اطرحه انتظر منكم الاجابة اعيد السؤال ما الذي نذمه في الحياة الدنيا وحينما تذم هذه الحياة في الكتاب والسنة ويقال الدنيا ملعونة ودعكم من الحياة الدنيا ونذمها ما الذي نذمه فيها؟ اساسا ننتظر الاجابة اخواني يا رب الا من مجيب احسنت اجابة ابتداء موفقة ذم كل ما يبعد عن الله سبحانه وتعالى الركون اليها الى لذاتها وشهواتها جميل اخد اجابة ثالثة واكمل بعد ذلك ما المذام فيها لا اذا قلنا ما لا يرتبط بالاخرة هذا مجرد انه كل ما لا يرتبط بالاخرة مذموم هذا ليس على اطلاقه طيب اذا لأ ما كل ما سوى ذكر الله انه مضموم ايضا هذه العبارة ايضا جملية. نقول يعني ساسألكم اسئلة هل المذموم في الدنيا او الذم يرجع الى الزمن والوقت يعني هل المذموم هو الليل والنهار وآآ تعاقبهما وما في هذه الدنيا من اجرام سماوية ومن ارض وبحار وانهار. هل المذموم هي هذه الاحداث الكونية بالتأكيد ليست هذه هي المذمومة في الحياة الدنيا. طيب هل الذم آآ راجع آآ الى ما اودعه الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا من جبال وبحار وانهار ومعادن وما شابه ذلك ايضا ليس هذا هو المذموم فيها. طب هل تثمن حياة اذا الحياة الدنيا ليست مذمومة كوقت وليل ونهار. ليست مذمومة بما فيها من اجرام وكواكب ومشاهد حياتية من جمال من جبال وبحار وانهار. اه الاعمال الصالحة الاعمال الخير هل هي مذمومة؟ ليست مذمومة فيها. الاعمال المباحة التي اذن الله عز وجل فيها باعتدال طبعا هل هي مذمومة؟ ليست مذمومة اين الذنب في الحياة الدنيا؟ انه بعض الناس اخواني يظن ان الحياة الدنيا مذمومة بكل جوانبها. وهذا ليس بصحيح. فالحياة الدنيا اصلا هي الجسر الذي تعبر من خلال الى جنات النعيم. هذه الحياة الدنيا هي الجسر اذا احسنت استعماله وتوظيفه يوصلك الى جنات النعيم. فاذا هي ليست مذمومة في كل جوانبها بل نحن مطلوب من منا ان نعمرها وان نسعى في مناكبها وان نسير وان نسخر ما فيها من جبال وبحار وانهار ومعادن اذا لو كانت مذمومة بكل نواحيها لما امرنا الله عز وجل بان نعمرها. فبالتالي هناك زوايا في الحياة الدنيا ليست مذمومة قطعا وانما المذموم فيها كما ذكر كثير منكم هي الاعمال القبيحة التي تبعد عن الله سبحانه وتعالى. والركون الى هذه الاعمال القبيحة والرضا بها والاستئناس بها. ايضا هذا هو المذموم فيها والمستقبح. فلو سئلت ما الذي يذم في الحياة الدنيا اجابة باختصار المذموم هي الاعمال القبيحة التي لا ترضي الاله سبحانه وتعالى. هذا الذي ذمه الله عز وجل في حياة الدنيا والركون الى هذه الاعمال القبيحة واستمرائها تبعا لذلك سيكون مذموما. واما ان نقول جملة الحياة الدنيا كلها مذمومة فهذا الفهم ليس بصحيح بل الحياة الدنيا فيها ذكر الله فيها الصلاة فيها الصيام فيها الحج فيها الاعمال التي تقرب عبد من مولاه فيها الجهاد في سبيل الله وهذه كلها جوانب مرغوبة محبوبة. الاعمال الخيرة وانما اذا ذممنا الحياة الدنيا فانما نذم فيها هذاك الجانب الذي يبعد العبد عن مولاه سبحانه وتعالى. طيب في قضية الزهد في الحياة الدنيا بقيت قضية اخيرة او انه يا شيخ اه ما هي المشاهد التي يمكن اه ان تساعدنا؟ ان هناك مشاهد لو شاهدناها او نظرنا فيها او تأملنا فيها يمكن ان تساعدنا في الزهد في الحياة الدنيا. هناك مشاهد وخواطر اذا استحضرها الانسان هذه الخواطر قد اساعده قد تساعده على الزهد في الحياة الدنيا وقلة الرغبة فيها والرغبة بما عند الله سبحانه وتعالى مجموعة من المشاهد والخطرات دعنا نتدبر فيها نتأمل فيها لعلها تساعدنا وتشحننا حتى نصل الى هذا المقام مقام الزهد في الدنيا وقلة الرغبة فيها. طبعا احنا فهمنا اخواني لما اقول الزهد في الدنيا هي ان تخرج الدنيا من قلبك. وان تثق بما عند الله وبما سيخلفه الله لك وان تسعى في ميدان رضا الله سبحانه وتعالى. هذا هو الزهد في الدنيا. لا يطلب منك ان تكون معدما فقيرا. ان لا تتلذذ بمباحاتها بالوجه الذي يرضي الله وان تحرم المباحات على نفسك لا لا انا لا ارى ان هذا هو الزهد المطلوب. بعض الناس يسوس نفسه بهذا الزهد لما تقرأه في كتب الائمة سابقين. تجد ان فلان كان فقيرا وفلان كان يخرج بثياب مرقعة او ما شابه ذلك. هذا الساسة نفسه بهذه الطريقة. لكن لا يحصل لي الزهد في مفهومه هذه الطريقة من سياسة النفس وهي ان تجعلها تتقشى في مباحات الحياة الدنيا حتى يخرج حب الدنيا من القلب. هذه الطريقة في الزهد لكن ليس كل الائمة كانوا على هذا المنوال ما لك بن انس رحمة الله عليه كان يقولون في كل يوم لا تخلو مائدته من لحم وهو امام دار الهجرة وامام الزاهدين والعابدين. لكن في النهاية في النهاية عفوا لو جاء يوم وفقد فيه اللحم هل سيبكي ما لك بن انس؟ هل يتحسف ويتأثر على ذهاب اللحم لا. لانه زاهد في الحياة الدنيا. فاذا باختصار الزهد في الحياة الدنيا هي اعمال القلوب الرفيعة التي تجعل ثقتك بالله قناعتك بما عند الله سبحانه وتعالى. املك ورجاءك وتطلعك الى الله عز وجل هو الذي يحكم حياتك. اذا كنت بهذا المنظر وبهذا المشهد وبهذه الهيئة انت زاهد في الحياة الدنيا حتى ولو كنت تتلذذ في نعيمها باموالها ودوابها وما شابه ذلك من شهواتها المباحة. طبعا الانسان كما قلنا كلما آآ يعني قلل من الاسراف المباحات هذا عامل مساعدة. انا انبه على هذه القضية لانه بعض الناس يقولون طب يا شيخ نحن نقرأ في قصص الائمة انهم كانوا يتقللون في ملابسهم وهيئاتهم ومظاهرهم نقول التقلل في الملابس في الهيئات في الطرف هذا عامل مساعد نعم وهو امر صحيح. لكن لا نجعل الزهد محصور فيه او تجعله هو حقيقة الزهد. لا نجعل الزهد محصور فيه او نجعله هو حقيقة الزهد. هذا عامل مساعد ان تتقلل من الترف ان تتقلل من المطاعم من المشارب ليس كلما اشتهيت اكلت وكلما اه احببت اشتريت لأ خلص تأتيك احيانا امور تشتهيها تمنع النفس منها حتى تربيها على التطلع الى ما عند الله. تأتيك رغباتي مطاعم في مشارب تقول لأ خلص ما بدي اكل في هذا المطعم او اشرب هذا المشرب مع اني احبه حتى ساعود واروظ هذه النفس على ان تتشوف وتتطلع الى ما عند الله. هذا عامل مساعد صحيح. لكن ليس هو لب الحقيقة وانما لب الحقيقة ما وقر في القلب كما قال الداراني رحمة الله عليه. المهم الان ساعطيكم اخواني مشاهد تساعدنا هذه المشاهد وهذه الخطرات على فعلا ان نقلل رغبتنا في الحياة الدنيا. يقول ابن رجب الحنبلي رحمة الله عليه والزاهدون في الدنيا بقلوبهم لهم ملاحظ ومشاهد يشهدونها. هذه مشاهد تساعدهم على التقلل والتزهد من الحياة الدنيا. يقول منهم من يشهد كثرة التعب بالسعي في تحصيلها. فيزهد قصد لراحة نفسه. هذا مشهد. انا لو نظرنا اخوانا الى كثرة التعب في تحصيل الدنيا انسان يتعب ويشقى من الصباح الى المساء في تحصيل الاموال وملئ الارصدة البنكية وما شابه ذلك. هذا التعب وهذا الكد عند بعض النفوس يجعله يعني حينما يتأمل الانسان في هذا المشهد يقول لك انا لماذا ابقى اتعب وحريص على هذه الحياة الدنيا واكيد من الصباح الى المساء بعد ذلك هذه الدنيا في لحظة واحدة زائلة. اذا اخذ الاسباب بشكل معتدل هادئ ثم بعد ذلك اجعل تعلقي وارتباطي بما الله سبحانه وتعالى. فمشاهدة باختصار مقدار الكد والتعب والارهاق الذي يبذله ارباب الدنيا من اجل الوصول اليها يجعل بعض الناس يزهد في الحياة الدنيا. يقول لك انا اتعب كل هذا التعب. من اجل تحصيل لعاعة في لحظة واحدة تزول؟ لا والله ما اريد كل هذه اللعاعة بعد كل هذا التعب والكد. خليني مرتاح ابذل اسباب هادئة وحصل رزق يقنعني ويرضيني ثم اعيش في الحياة الدنيا وانا مسرور. مساكين اخواني ارباب الاموال والارصدة البنكية العالية. بعض الناس يظن ان صاحب الرصيد البنكي العالي جدا اللي بيتكلموا بالملايين انه مرتاح. والله انه تفكيره في الحياة الدنيا وخوفه وهلعه اكثر من خوفك وتفكيرك. لانه هذا الرجل عنده حسابات معقدة ويخشى من كذا ومن كذا ويحسب ويعد. صاحب المركبة يقولون وفي امثالهم الشعبية تعبان صاحب المال تعبان كد وتعب والمال اين ذهب وتحصيله واين يضعه واين يذهب به واين يحشره واين يجمعه واين فيبقى المسكين في كد وتعب ولهذ وخوف على هذه الدنيا. لكن الانسان اللي عنده كم هالقرش كما يقولون وعنده شيء بسيط من متاع الحياة الدنيا يقنع به. الحمد لله مبسوط سعيد. عنده لقمة عيشه وامن في سربه ومعافى في بدنه. والله هذا الانسان فعلا زاهد في الحياة الدنيا وقنوع وراضي بما كتبه الله. اذا هذا المشهد الاول ان نشاهد مقدار الكد والتعب الذي يصيب ارباب الدنيا وهم يلهثون خلف الدنيا. هذا بعض النفوس يساعدهم على التقلل من الدنيا لانهم لا يريدون ان يحيوا في هذه الحياة بهذا الارهاق وبهذا الكد. مشهد اخر ممكن نقول لواحد شيخ لا والله هذا المشهد انا ما بساعدني على الزهد. اعطيني مشهد اخر يساعدني على الزهد. اقول له خذ مشهد اخر قال منهم من يخاف ان ينقص حظه من الاخرة باخذ فضول الدنيا بعض الزاهدين استحضر هذا المشهد انه يخشى انه اذا تكثر من المباحات من المطاعم والمشارب والمناكع والسيارات وكذا يخشى ان من فضول الحياة الدنيا يكون سبب في تقليل حظوظه من الاخرة. فلما يحسبها صح ويكون عنده يقين بالاخرة وبما اعده الله في جنات نعيم بقول لك انا لماذا اتكفر من مباحات الدنيا وفي مقابل ذلك اخسر كثير من مباحات مما اعده الله عز وجل لي في الاخرة؟ لا انا مستعد استغني واتقلل عن هذه المباحات واقلل منها واعمر عمري بذكر الله وبالطاعة وبالعمل للاخرة حتى احصل كل هذه الامور التي ارغب بها في الدنيا لا احصلها عند الله عز وجل في الدار الاخرة على الصورة الاكمل وعلى آآ حالة التمام التي لا تنقطع. لان كل فضول الدنيا الذي تحصله هو في النهاية سينقطع وسيذهب ويفنى. مهما حصلت لكن ما عند الله عز وجل باق ولا يفنى. فحينما قام هؤلاء هذه الموازنة السريعة رغبوا بما عند الله سبحانه وتعالى وزهدوا بهذا الفضول الذي سيفنى ولا بد. من المشاهد التي قد تساعدك على الزهد ايضا قال منهم من يخاف من طول الحساب عليها. بعض الناس بيوجد في الحياة الدنيا بحسبها بهاي الطريقة. بقول انا اذا بقيت حريص على الحياة الدنيا ماشي جمعت الاموال تذكر الحساب والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى يقول طب ما هو كل قرش جمعته لي موقف عند الله عز وجل سيسألني عنه من اين اتيت به وكيف انفقته؟ فبعض السلف وبعض الزاهرين يقول لك لا يا عمي انا ما بدي هذا الموقف الصعب الشديد العسير انه اسأل عن الملايين التي في الارصدة البنكية ويا اصحاب الملايين تذكروا موقفكم بين يدي الله. من كان منكم على خير ومن كان منكم على شر. تذكروا الموقف الصعب بين يدي الله سبحانه وتعالى. كل قرش كل دينار كل درهم ستسأل عنه امام الله سبحانه وتعالى. اذا تذكر الانسان واستحضر هذا المشهد لربما هذا يعينه على التقلل من الحياة الدنيا. وعلى الزهد في هذا لماذا اسعى لكل هذه الاموال والارصدة البنكية؟ ثم بعد ذلك اذا انا بموقف صعب عسر بين يدي الله سبحانه وتعالى. هذا مشهد يساعد الانسان على التقلل ايضا. قال ومنهم من يشهد كثرة عيوب الدنيا وسرعة تقلبها وفنائها ومزاحمة الاراضي الفي طلبها. بعض الناس اللي بزادوا في الحياة الدنيا انه يرى ان هذه الحياة الدنيا متقلبة يوم فرح يوم حزن يوم هموم واحزان يوم سعادة وافراح. وهذه تتقلب وتتقلب ما في استقرار في الحياة الدنيا يزاحمك في هذه الدنيا الاراذل تجد انسانا جاهلا احمق ولا يملك اي شيء من الحكمة واصبح في مقام المسؤول الحاكم الامر لك. بينما تكون انسان فاضل وعاقل وصاحب علم ومعرفة وتجد الناس لا تعبأ بهم. الارذال والحمقى يزاحمون في هذه الحياة الدنيا وينافسونك عليها. حين بعض الناس لما تشهد هذا المشهد في الحياة الدنيا يكون هذا سببا في تركهم لها. يقول اشهد هذه الحياة دنيا لماذا اتعلق بها؟ لماذا ارتبط بها؟ لماذا اتشبث في دنيا؟ تتقلب على صاحبها؟ لا يوجد فيه استقرار ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء. اذا ما كنت ذا قلب قنوع فانت ومالك الدنيا سواء. النظر في تقلبات الحياة الدنيا اخواني وعدم الاستقرار فيها ابدا وانه لا سعادة دائمة والله ولا راحة تدوم فيها. النظر في هذه المشاهد والاحوال والنظر في مزاحمة النوكة والحمقى هذا سبب من اسباب التي تعينك على الزهد فيها والرغبة بما عند الله سبحانه وتعالى في جنات النعيم وهذا كان كثيرا عند السلف وعند الاوائل رحمة الله عليهم كان الانسان اذا رأى هذه الدنيا بتقلباتها واذا تذكرون لميت ابن الوردي وما شرحنا به اخوانا الذين كانوا معنا في غراس كيف ان ابن الورد رحمة الله عليه ما زهده في الحياة الدنيا بعد ان وصل الى مرتبة عالية في القضاء في القرن السابع الهجري ما زاده في حياة الدنيا انه رأى ان الاسافل والاراذل يعلون عليه ويستسفهونه ويجلبون الويلات وهو لا يستطيع ان يصنع شيئا امامه في يدهم زمام الامور. فهذا من الامور التي دفع هذا الرجل الى ان يترك منصب القضاء اصالة ويزهد في هذه الدنيا وينظر الى ما عند الله سبحانه وتعالى ويقبل على ربه. كذلك مثلا من المقامات التي تساعدك على الزهد في الدنيا قال ومنهم من كان ينظر الى حقارة الدنيا عند الله استحضروها. لما تسمع النصوص التي قرأت لك قرأتها عليك قبل قليل. الله عز وجل وهو يقول قل متاع الدنيا قليل. قل متاع الدنيا قليل لما تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو كانت هذه الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ابدا. لما تسمع اه الله عز وجل يصف هذه الدنيا بانها عرضوا بانها زخرف. كل هذه النصوص اخوانا احبائنا تجعل اصحاب النفوس الشريفة يزهدون في هذه الحياة الدنيا. دار لم يرتضها الله لاولياءه. دار الله يزهدنا فيها. ويبعدنا عنها ويخبرنا انها بريئة. في مقابل الدار العظيمة التي لاوليائه. لما تقرأ مثل هذه النصوص الا يساعدك ذلك ويحفزك على ان تتقلل من الحياة الدنيا في قلبك وان تخرجها وان تجعلها في يدك فقط الله يخبرك ان الدنيا عرب. الله يخبرك ان الدنيا متاع. فلماذا تقاتل على هذه الدنيا؟ لماذا النفس تتايع وتتدافع تزاحم على دار ربنا الذي خلقها اخبرنا انها وضيعة. في مقارنة داره الرفيعة التي اعدها في جنات النعيم. فهذا ايضا يساعد الانسان على الزهد بعض الزاهدين قال منهم من كان يخاف ان تشغله هذه الدنيا عن الاستعداد للاخرة والتزود لها. وهذا من اعظم المشاهد التي يمكن ان تعينك على آآ الزهد في الحياة الدنيا. ان تستحضر ان هذه الحياة الدنيا اذا انكببت عليها وجعلتها في قلبك والله ستشغلك عن التزود الاخرة ستشغلك عن التزود للدار الاخرة. اذا نظرت هذا المشهد وعرفت ان الدنيا هي معبر هي جسر هي رحلة عابرة فانك لن تحرص عليها لانك في النهاية تعرف انه انا في دار الزرع. وهناك دار فيها حصاد علي ان استعجل في البذر وفي الزرع حتى احصد الحصاد الطيب عند الله سبحانه وتعالى. فما في عندي وقت لاتعلق بهذه الدنيا واتشبث بها واتبايع تدافع على ملاذها وشهواتها واهوائها. ما في عندي مجال ما في عندي وقت. الوقت ينفذ الموت سيأتيني على حين غرة. فبالتالي خليني اشتغل الشيء النافع خليني اشتغل بالعمل للدار الاخرة اصلح اوراقي اسطر اشياء جميلة افتخر بها لما القى الله عز وجل في الدار الاخرة. واما هذه الحياة الدنيا هي انتم ترون اخواني الازمات كيف تحل بالامم؟ فجأة كنا في خير وعافية وسعة وصحة فجأة اذا الدنيا تنقلب وها نحن الان في ازمة وفي شدة وفي كرب وهناك وباء عالمي والناس تموت في مشارق الارض وفي مغاربها والارواح تزهق. ما هذه الدنيا التي تنقلب وتتقلب وفي لحظات والله. مساكين اهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا اطيب ما فيها. اطيب ما فيها اخواني هو العمل لله. هو ذكر الله عز وجل الاقبال على الله. هذه هي طيب الحياة الدنيا والا كدنيا بما فيها الدنيا تتقلب اخواني لا يوجد شيء مستقر. لا يوجد شيء مستقر ما بين طرفة الى غرفة يخلق الله عز وجل خلقا اخر. الحال تختلف في لحظات في ايام اشياء اخوان مهولة الله من نظر في هذا الكرب وفي هذه الازمة التي يمر بها العالم كائن صغير ليرى بالعين المجردة قلب امور الدنيا قلب العالم باسره. الناس كانت مشغولة في شيء وكل هذه الدول تناطح هذه الدول وهذا يأخذ هذا وهذا يريد ان يسيطر على هذا. اذا بالدنيا في لحظات اذا الناس كلهم الان مهمومون كيف نقضي على هذا الوباء وكيف نتخلص من هذا الداء وكيف وكيف الناس في قلق في خوف في رعب؟ الدنيا تتقلب. لذلك الانسان العاقل لما ينظر والله هذه الوباء الذي نحن فيه والله درس عظيم. لكل من كان متعلقا متشبثا بهذه الحياة الدنيا. ازهد في الحياة الدنيا والله اخي الكريم ايش تريد بالحياة في لحظة واحدة تنسحب منك؟ يخرج البساط من تحت اقدامك ثم بعد ذلك تسقط في حفرة تحت الثرى ثم تعض الندم اين كنت في هذه الحياة الدنيا؟ لماذا ما قدمت لله سبحانه وتعالى؟ لماذا لم استعد حق الاستعداد للقاء ربي عز وجل؟ اذا كانت هذه الدنيا تزول في لحظة فيروس يمكن يحل بالانسان ويموت هذا الانسان ويغادر الحياة الدنيا. هل هذه الدنيا اذا تستحق كل هذا الجبروت وكل هذا الحب وكل هذا التعلق وكل هذا التشبث والله لا تستحق اخواني لكننا نغفل عن الله سبحانه وتعالى. لم نتعود على معرفة الله لم نتعود على الجلوس مع كتاب الله لنتعرف على الله ولنتعرف ايضا القرآن بعرفك على حقيقة الحياة الدنيا. والله اخواني ان ديننا عظيم ديننا اخواني عظيم جدا اعطانا كل حقائق الحياة. عرفنا على ربنا سبحانه وتعالى. عرفنا على طبيعة الحياة الدنيا التي نحن فيها عرفنا على المنهج الذي يجب علينا ان نسلكه في الحياة الدنيا لنصل الى الله. الامور واضحة. لكن نحن لا نريد ان نتعرف وباختصار لا نريد ان نبذل الجهد لا نريد ان نحقق الاسباب بل نريد ان نبقى في غشاوة في عماية في سكرت الحياة الدنيا نتمتع ونلهو ونعبث ونفرح المال الملذات ثم بعد ذلك وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد شيء مهول وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد تهرب في هاي الحياة الدنيا يمينا وشمالا تبحث عن الصحة عن العافية عن المال عن الملذات عن المباحات فجأة جاءت سكرة الموت. وانت الان تنازع وفي اللحظات اخيرا. حينئذ والله ستعض اصابع الندم. اين كنت؟ اين كان عقلي؟ الله تعرف علي في كتابه. الله اعطاني حقيقة الحياة الدنيا. الله منحني كل شيء وانا مع ذلك بقيت في سكرة وفي غشاوة لا اريد ان اتعرف على الله لا اريد ان اعرف حقيقة الحياة الدنيا اريد ان ابقى في عبثي ولهوي مسكين والله ايها الانسان. مسكين ايها الانسان التي تقاتل على هذه الحياة الدنيا. والله لماذا نقاتل؟ احيانا اخواني تأتي على ذهن الانسان يستغرب يستغرب من نفسه ومن من حوله كيف نقاتل ونتدافع على لحظات لحظات ستنقضي وستكون حلما سريعا نستيقظ. نحن الان سامحوني نحن الان في الخيال. سنستيقظ ونحن في القبر. وعند الله سبحانه وتعالى. هذه الدنيا حلم طرفة عين تنقضي في لحظات وسنستيقظ في اللحظة الحق في لحظة الحق لحظة عين اليقين نستيقظ اف نتذكر كنا في حياة اخرى ونحن الان في الدار الاخرة شيء مهول خلونا نستحضر اخواني الان لما نخرج من قبورنا للدار الاخرة. ونحن الان في الدار الاخرة. الدنيا ستصبح كانها لمحة عين والله عز وجل ذكر لنا آآ اهل الكفر. في يوم المحشر وهم يتجادلون. كم لبثنا في الدنيا؟ يوما او بعض يوم يوما او بعض يوم حلم سريع كانت حلم. مررنا به سريعا وانتهى فجأة. واذا نحن الان نشاهد الحقيقة العظمى اننا امام الله سبحانه وتعالى شيء مهول اخواني والله تفزع منه القلوب. حينما نتذكر ونستحضر ونستوعب اننا في احلام وفي طيف سريع الزوال وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد. وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد. لقد كنت في غفلة من هذا. فكشفنا عنك غطاءك. انتهى الحلم انتهى الحلم فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد. فبصرك اليوم حديد. ازهد في الدنيا عبد الله حتى تستجلب محبة الله. من الان اخواني دعونا نتعاهد على ان نخرج الدنيا من قلوبنا. دعونا نتعاهد على ان الحياة الدنيا هي رحلة نخطوها الى الله سبحانه وتعالى. نستجلب بذلك اولا محبة الله لنا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل ونقلل من شغفنا وتعلقنا بهذه الحياة ونتزود في رحلتنا الى الدار الاخرة. نتزود الى الله عز وجل حتى خفف من الاعباء حتى لا نكون في هذه الازمة بارهاق نفسي وازمة نفسية وحيرة وقلق وظنون وخوف. لا لا يا اخوان الامر اسهل من ذلك. دعونا جهز نستعد نتقلل من الدنيا نقبل على الله عز وجل بشوق وحب. نريد الله عز وجل. نبحث عن الله سبحانه وتعالى حتى نصل اليه في امان وسعادة واطمئنان. لا اريد ان اطيل اكثر من ذلك في هذه الجزئية اذهب الى آآ العمل الاخر الذي دل عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل. هذا الرجل كان يبحث عن عمل يقربه من الله. فالنبي صلى الله عليه وسلم آآ اعطاه العمل الذي يستجلب حب الله له وهو الزهد في الدنيا. الزاهدون في الدنيا يحبهم الله. لان الله عز وجل على قلوبهم فرآها خالية من الدنيا عامرة به سبحانه وتعالى فاجتباهم لحبه. هذا باختصار. فاشتباهم لحبه ورضيهم عبيدا له اللهم انا نسألك ان ترضى عنا وان تجتبينا وان تجعلنا لائقين بمقام حبك لنا انك ولي ذلك هو القادر عليه. اما العمل الذي يستجلب اخواني اه محبة الناس. فالنبي صلى الله عليه وسلم اخبر هذا الرجل. اذا اردت ان تستجلب حب الناس لك فعليك ان تزهد بما في ايدي الناس ما معنى هذا الكلام؟ اخواني الناس جبلوا في هذه الحياة الدنيا على انهم يبغضون ويكرهون من يشاححهم ويخاصمهم ينازعهم ويدافعهم عليها. الناس عوام الناس جبروا على انهم لا يحبون لا يرغبون. الشخص الذي يزاحمهم ويخاصمهم وينازعهم على متاع الحياة الدنيا. اذا وجدك الناس تنافسهم على الملذات على الشهوات على الاموال الناس لا تحبك. اذا رآك الناس القيت لهم هذه الدنيا وطرحتها بين ايديهم وزهدت فيها واثرتهم الناس حينئذ تحبك. هي قاعدة حياتية. اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم عن طبائع النفوس. طبائع النفوس انها لا تحب من يزاحمها ويخاصمها وينافسها فاذا انت زهدت بما تحبه هذه النفوس والقيت به اليهم حينئذ هذه النفوس تحبك والله عليه. فيا من يبحث عن محبة الناس افعل هذه الوصية النبوية. ازهد بدنيا الناس. اذا تنازعت مع اهلك على شيء متاع الحياة الدنيا اثر به اخاك. سيحبك. اذا اختصمت مع ذوي ارحامك على شيء من متاع الحياة الدنيا اثرهم به اه بشكل عام كان السلف الصالح يوصون الدعاة خصوصا وطلبة العلم والعلماء ان يكونوا مستغنيين عن الناس وهذه نصيحة لطلبة العلم وللدعاة وللمتصدرين. اياكم ان تحتاجوا او ان تستذلوا للناس. بل عليكم ان تحصلوا من الرزق ومن كفاف الوجه ما يغنيكم عن الناس. لماذا؟ لانكم متى نزلتم لمنافسة الناس على الدنيا ومخاصمتهم الناس لن تقبل منكم. الناس لن تسمع دعوتكم. لن تأنس بحديثكم. لانهم يرونكم وانتم تنافسونهم في الحياة الدنيا في ارزاقها وملذاتها انتم مثلهم. لكن متى رآك الناس وعوام الناس بعيدا عنهم؟ مستغنيا عنهم. اثرتهم بالدنيا حينئذ سيحبونك سيقبلون عليك حينئذ سيكون لحديثك وقع في قلوبهم وفي نفوسهم. فلذلك كان السلف اذا كما قلنا يحثون الدعاة والمصلحين وطلبة العلم على ان يستغنوا عن الناس وان يؤثروا اه ان يؤثروا هذه الحياة الدنيا او من يؤثروا الناس بهذه الحياة الدنيا ويعطوهم اياها ويكون عندهم قناعة وكفاف. يكون عندك قناعة وكفاف وتأخذ من الحياة الدنيا ما يقيم صلبك. وتعمل في الدعوة الى الله عز وجل. واما هؤلاء كثير من الدعاة الجدد الذين اصبح همهم في الدعوة الى الله اكتناز الاموال والظهور بالبهرجة والظهور في السيارات الفخمة وبناء القصور ومنافسة الناس عليها لا اخواني هنا في الحقيقة اظن ان القضية ستختلف. كثير من الناس اليوم يقول والله يا شيخ شايف الداعية الفلاني والله انه ما دخل قلبي. ليش يا فلان؟ انظر يا شيخ فيظهر تلذذه وبهجته واستمتاعه في الحياة الدنيا باقصى درجات الاستمتاع. في الحقيقة اقول نعم مقام الدعاء مقام المصلحين مقام طلبة العلم يختلف عن مقام عامة الناس. هذه حقيقة يجب على الدعاء وعلى المصلحين وعلى طلبة العلم ان يعلموا بها. حتى لو رزقك الله مالا يعني مش او ليس المطلوب من العالم ابو طالب العلم ان يكون فقيرا بل حصل من المال ما تستطيع كما قلنا ان تكف به نفسك عن الناس. لكن مظهرك امام الناس لا ينبغي ان يكون في مظهر الانسان الحريص على الدنيا الجشع عليها. متى رآك الناس ايها الداعي جشع على الحياة الدنيا؟ حريص على ان تظهر بزينتك وان تتفاخر بها ثم بعد ذلك تعطيهم محاضرة محاضرة عن الزهد في الدنيا والتوكل على الله والقناعة بما كتبه الله لك وهم يرون جشعك وحرصك على الدنيا وبهرجتك بها صدقني الكلام صعب يدخل القلوب. هكذا جبل الناس يعني عليك ان ترحم قلوب العوام. هكذا جيبوا الى العوام او ينظرون الى العالم الى الداعية الى طالب العلم بنظرة مختلفة عن نظرتهم الى بعضهم البعض. اذا وجدوا رجل مستثمر صاحب تجارة عنده وملذات لن يعاتبه الناس على ذلك. وتاجر واستثمار لم يترسب للدعوة الى الله. لكن اذا رأوا الداعية الى الله سبحانه وتعالى غارق في الترف رأوه مظهرا لزينته متجبثا بها شغفا بها ثم يأتي هذا العالم في زينته ومتاعه ينصحهم في الزهد او او يعظهم او ما شابه ذلك القلوب صعدت الصعب تتقبل. خلونا نكون واقعيين القلوب. صعب تتقبل لذلك كما قلنا على العالم الا يزاحم الناس على الدنيا. على العالم ان يكون زاهدا في الحياة الدنيا حقا. اقل شي امام الناس ان لا تظهر هذا الشغف الحرص والمزاحمة والمدافعة حتى يكون لكلامك وقعا واثرا في نفوسهم. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء هذا الرجل قال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملت واحبني الله واحبني الناس النبي صلى الله عليه وسلم اعطايا بشكل واضح تريد ان يحبك الناس؟ خذ هذه القاعدة. ازهد في الدنيا. او عفوا. ازهد بما في ايدي الناس لا تنظر الى ما في ايدي الناس. لا تتطلع الى ما في ايديهم من لعاعة الحياة الدنيا. اعطهم الدنيا باسرها. انت اعمل تكسب حصل العيش واستغني عن الناس. حينئذ والله الناس ستأتي اليك. ولا اخواني هذه المنازعات والمرافعات والخصومات عند المحاكم وما شابه ذلك. ايش سببها الا التدافع على الحياة الدنيا فمن كان يبحث عن هذا المقصد الشريف كهذه كحال هذا الرجل فخذ هذه الوصية النبوية تصل باذن الله الى الخير العظيم فيحبك الله ويحبك الناس. اذا في الحقيقة الحديث عظيم. الحديث مليء بالافكار ولو الانسان جلس يفكر في معنى في الدنيا والزهد بما في ايدي الناس وينظر في الخير الذي ينتظره وراء ذلك سيجد والله امر عظيم جدا وقاعدة مريحة في الحياة الدنيا تزهد في الدنيا وتتقلل منها وتزهد بما في ايدي الناس تحيا مرتاح ايش تريد افضل من ذلك. تحيا مرتاحا سعيدا قنوعا تتقلل من خصومات الناس تتقلل من المنازعات والمطارحات والمرافعات وتحيا في هذه الحياة الدنيا مع مولاك مع حبيبك سبحانه وتعالى طيب سامحوني لابد اخذ الحديث الثاني الحديث الثاني والثلاثون لكنه حديث يعني قصير كما يقولون. لكن اخذ بعض الاسئلة ان كان هناك اسئلة واستفسارات بسم الله. يا شيخ هل الزهد واجب على المسلمين؟ نحن قلنا الزهد معناها ان تخرج الدنيا من قلبك. الان اذا كان بقاء الدنيا في قلبك او في قلبك سببا في تقصيرك في اوامر الله نعم انت اثم. ويكون الزهد واجبا. لكن اذا كان عندك تعلق في الدنيا لكن هذا التعلق لم يجعلك تقصر في حق الله سبحانه وتعالى في جانب من الابواب فهنا يكون الزهد مندوبا. فعلينا ان نفرق الزهد اولا كما قلنا عمل قلبي. فالاخ يسأل هل هو واجب؟ نقول اذا كان زهدك عفوا اذا كان تعلقك بالحياة الدنيا وعدم زهدك بها يوجب التقصير في حق الله فنقول اكيد الزهد واجب. حتى تفي الله عز وجل حقوقه. واما اذا كان زهدك اه او عفوا تعلقك بالحياة الدنيا لا يجعلك من المقصرين في الواجبات او في ترك المحرمات فحينئذ يكون الزهد مندوبا ومقاما رفيعا هل هناك اسئلة ايها الاحبة يا رب الاخ يقول قبل قليل انطلقت صفارات الانذار عندنا في الاردن معلنة يعني ابتداء فرض حظر التجوال. وكما قلنا الانسان اخواني لا يهاب من هذه المشاهد. هذه دنيا. هذه دنيا تتقلب بالانسان ايام نقول فيها في رخاء ايام نكون فيها في شدة. المهم الرضا الرضا عن الله. سعادة القلب. هدوء القلب. طمأنينة القلب. ثقة القلب بالله سبحانه وتعالى والا الدنيا لحظات اخواني تزول. الدنيا لحظات زائلة هل اظهار نعم الله على العبد من حسن ملبس وركوب يتعارض مع زوت؟ كلا. وانا اصلا من بداية هذا المجلس وانا اقول الزهد ليس ان تكون ذليلا في ملابسك وفي هيئة لكن اه اخر شيء في الكلام الذي ذكرته تكلمت في حق الدعاة والمصلحين الا يظهروا جشعا وتكالبا على دنيا واظهار مئة سيارة على باب البيت والفلل الفخمة واظهار انفسهم في البوفيهات المفتوحة والاكل الجشع ويقول بعد ذلك او يقوم هذا الرجل باعطاء محاضرة عن الزهد. هذا الذي انا اذمه. لكن هل الزهد هو ان لا تظهر بالملبس الحسن؟ بالعكس انا من بداية المجلس وانا اقول هدوء عمل قلبي فقد يكون الانسان ملبسه حسن ونعله حسن ويأكل الطعام الطيب الجيد واللحم وما شابه ذلك ويخرج في ملابسهم سيارة وهذا لا يمنعه ان يكون زاهدا. وهذا لا يمنعه ان يكون زاهدا. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يحب اذا انعم على عبده نعمة ان يرى اثر نعمته عليه وذم ذاك الرجل الذي عنده المال فاتوه بثياب مرقعة فقال له هل عندك من المال؟ قال عندي من المال الكثير وعندي من العبيد وعندي قال اذا انعم الله عليك فليرى اثر نعمته عليك. بالعكس ان يكون الانسان مقطع الثياب مقطع النعال اشعث اغبر مع ان الله رزقه اهلا يعينه على حسن المظهر وجماله فهذا من عدم شكر نعمة الله عز وجل. وهذا مذموم قطعا. وهذا مذموم قطعا. اذا رزقك الله مالا فلير اثر نعمته عليك. هذا توجيه النبي عليه الصلاة والسلام. لكن ظهور اثر النعمة عليك لا يعني هذا ان تكون متعلقا بالحياة الدنيا. فهذا شيء وهذا شيء اخر اذا تنازل الانسان الا يعتبر هذا من الضعف والمؤمن القوي احب الى الله. ما معنى اذا تنازل الانسان؟ ما هو المقصود بالتنازل هنا التنازل عن ماذا؟ واكيد التنازل عن مبادئ الدين. هذا ضعف في الدين اصالة. لكن ان كان مراد التقلل من الدنيا والتنازل عن متاع فهذا ليس ضعفا لكن اذا الا اذا كانت ربما تقصد الاخت. التنازل عن حقوقها. لا اذا كان حق لك. اه هنا الموازنة يعني ابن حزم الظاهري عقد مقارنة لطيفة في كتابه مداواة النفوس وتهذيب الاخلاق. اذا كان حق لك وهذا الحق ان وتستطيع ان تأخذه بالقوة لكنك تركته لله سبحانه وتعالى هذا يكون زهده. اما اذا كان حق لك الناس عليه. وانت تركته لانك لا تستطيع ان تأخذه اصالة. وانك اضعف من ان تأخذه. فهذا ليس زهدا. فهذه معادلة علينا ان تنازل الانسان عن حقوقه مع قدرته على ان يأخذها وان يزاحم عليها ومعرفة الناس ان هذا الرجل قادر ان يأخذ حقه لكنه فيه وتنازل عنه زهدا في الدنيا هذا ليس ضعفا. لكن تنازلك عن حقوقك لانك عاجز او ضعيف. اه نعم هذا الذي نقول لا ينبغي ان ان يكون الاصل انسان يكون عنده قوة في مطالبته بحقوقه. فاذا وصل الى التمكن من المطالبة بحقوقه ثم زهد فيها بعد ذلك فهذا شيء جميل وخلق رفيع وهذه مؤثرة يحمدك الناس عليها. اما اذا كنت اصلا لا تستطيع ان تأخذ حقك من الناس. وانت اضعف من ذلك فلا تقل لي انا والله زاهد في الحياة الدنيا لا انت لست زاهدا هو انت ضعيف في الواقع ولم تستطع ان تأخذ حقك فصورت ذلك زهدا تمام هادي اخر سؤال اظن وصلوا هنا. طيب. بسم الله الحديث الثاني والثلاثون حديث سهل ان شاء الله مختصر الكلام فيه يعني لن يطول. حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم وقال آآ لا ضرر ولا ضرار. طبعا هذا الحديث حديث حسن رواه ابن ماجة والدارقطني وغيرهما مسندا. رواه الامام مالك في مرسلا عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ذكر الصحابي وله طرق يقوي بعضها بعضا وهذا الكلام صحيح. وهو ان هذا الحديث طرقه يقوي بعضها بعضا فهو حديث حسن بطرقه. هذا حديث اخواني يشكل احدى قواعد الفقه الكلية الفقه الاسلامي والاحكام الشرعية يقول علماء الفقه تقوم على خمس قواعد كلية كبرى. القاعدة الاولى قاعدة الامور بمقاصدها القاعدة الثانية قاعدة اليقين لا يزول بالشك. القاعدة الثالثة قاعدة المشقة تجلي بالتيسير. القاعدة الرابعة قاعدة العادة محكمة. يعني العرف له حكم وفي الشرع القاعدة الخامسة قاعدة لا ضرر ولا ضرار. فالفقه الاسلامي يقوم على هذه القواعد الخمس. يعني اغلب او نود ان نقول تسعين بالمئة من المسائل والاحكام الفقهية تتفرع من هذه القواعد الخمس. وتبنى على هذه القواعد الخمس لكن هذا يدركه طبعا من درس الفقه تعلمه واتقنه يدرك كيف ان المسائل الفقهية تندرج تحت هذه القواعد الخمس الكلية آآ الكبرى. ما معنى قول النبي؟ دعونا ان نأخذ هذه القاعدة الخامسة التي دل عليها هذا الحديث. يعني لا ضرر ولا ضرار هي قاعدة فقهية كبرى اخذها العلماء من هذا النص النبوي الشريف. لا ضرر ضرر ولا ضرار. النص لاحظوا مختصر جدا ولكن معناه وتطبيقاته الفقهية كثيرة جدا. احبائي لا ضرر ولا ضرار. السؤال الاول ما هو الفرق بين الضرر والضرار؟ نقول بعض شراح الاحاديث قالوا لا فرق بين الضرر والضرار وانما كرر النبي صلى الله عليه وسلم قوله لا ضرر ولا ضرار ليؤكد ان الضرر بغير حق ممنوع شرعا فهذا من قبيل التوكيد لا ضرر ولا ضرار على رأي بعض الشراح انه من قبيل التوكيد فقط. ومراد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك بيان ان الضرر بغير حق ممنوع شرعا. لكن من اكثر اخواني على التفريق بينهما الاكثر يفرقون هنا بين الضرر والضرار. لكن اختلفوا فيما هو الفرق. يعني الاكثر يفرقون بين الضرر والضرار. لكن اختلفوا في بيان ما هو الفرق بينهما. فالبعض قال الفرق بينهما ان الضرر هو ان يضر الانسان غيره لمنفعة يستجلبها لنفسه ان يضر الانسان غيره لمنفعة يستجلبها لنفسه. واما الضرار فهو ان يضر الانسان غيره مع انه لا يستجلب بهذا الضرر نفعا لنفسه. فيكون الضرار اوقح من الضرر. الضرر ان تضر الاخرين حتى ترفع نفسك طيب الضرار ان تضر الاخرين مع انه هذا الاضرار لا يجلب لك اي نفع. فهذه وقاحة اشد. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الضرر ونهاه عن الضرار عن كلا الصورتين. هذا احد الاقوال وهذا يعني سيعتمده ابن رجب في كلامه اه هناك قول اخر في التفريق بين الضرر والضرار اخواني. البعض يقول الضرر هو ما توقعه ابتداء بالاخرين. من دون ان يبدر منهم سوء تجاهك الضرر هو ان توقع سوءا بالاخرين من دون ان يبدر منهم اي اساءة تجاهك. هذا يسمى ضررا. واما الضرار فهو ان يسيء لك شخص فانت تقابل اساءته باساءة. لكنك حينما قابلت اساءته باساءة تجاوزت الحد المشروع. الان وجزاء سيئة سيئة مثلها. هذا ما في مشكلة. شخص اساء لك ترد له طبعا بما لا ان يصل الى الحرام ما في مشكلة. لكن اذا تجاوزت الحد في الرد قال هنا دخلت في الضرار. تجاوزت الحد المشروع في ردك فهذا سيكون منهيا عنه شرعا. فاذا القول الثاني يقول الضرر هو ان تبادر بالاساءة انت للاخرين من دون ان يسيئوا اليك. والضرار لا ان يسيء شخص اليك فانت تقوم برد الاساءة اليه لكن لما رديت الاساءة اليه تجاوزت الحد المشروع فوقعت انت في الخطأ وصرت انت ملوما على ذلك. فهذا قول وهذا قول وهناك القول الاول انه اصلا لا فرق بين الضرر والضرار فهو خلاف اذا في دلالة هذه الكلمة. لكن بشكل عام ما يدل عليه هذا الحديث عموما هو ان الضرر بغير حق ممنوع شرعا. ان الضرر بغير حق ممنوع شرعا واركز على كلمة الضرر بغير حق. لماذا؟ لانه احيانا قد يوقع الانسان او السلطان او ما شابه ذلك ضررا ببعض الناس لكن هذا الضرر يكون مشروعا. مثلا الحدود الشرعية كالرجم والجلد والقطع هذه ضرر. نوقعه ببعض الناس لكن هذا الضرر مشروع لان فيه منفعة ومصلحة اكبر من نفس الضرر. لاننا لا نوقعه هكذا اعتباطا بل نوقعه بمن ارتكب جرائم كبرى تستحق ان نلحق به هذا الضرر ومعاقبته عليها. فهنا هذا النوع من انواع الضرر مسموح به شرعا لان المنفعة المرجوة منه عظيمة عند الشارع سبحانه وتعالى. لذلك امرنا بها. فالضرر متى كان مشروعا يحقق مصالح والشارع ضبطه طبعا بضوابطه هذا الضرر ليس ممنوعا. ولا يدخل تحت هذا الحديث. وانما الضرر الداخل تحت هذا الحديث هو الضرر بغير الحق الضرر غير المشروع الذي نهى الله سبحانه وتعالى عباده عنه وسنعتمد الفرق الاول بين الضرر والضرار ونبني عليه تفصيلنا في هذا الحديث وهو ان الضرر على نوعين. قد يضر الانسان غيره مع انه لا يجلب له بذلك نفعا. هنا يعني هناك بعض الامثلة عند ابن رجب الحنبلي اريد ان اتي بها نقول هناك شكلان هناك ضرر تستجلب به نفعا لنفسك. وهناك ضرر لا تستجلب به نفعا لنفسك. دعونا نتكلم في هذه الصورة الثانية ان يضر الانسان غيره مع انه هذا الاضرار لا يستجلب له نفعا ومصلحة وخيرا. خلونا ناخد امثلة على ذلك. مثال ذلك يقولون الضرر في الوصية. بعض الاباء سامحهم الله حينما يكبر في السن ويشعر ان الموت قد قاربه وهو في لحظات الموت الاخيرة يوصي بوصية جائرة يضر بها طرفا من الورثة. الان هذا الاضرار الذي اوقعه هذا الموصي هل سيجلب له خيرا؟ هو الان على شفا قبره سيدخل بعد قليل تحت الثرى. المسكين يعني كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ان الرجل او المرأة ليعمل في طاعة الله ستين او سبعين عاما ثم يجور في الوصية فيستحق النار. شوف الانسان المسكين هذا بقي في طاعة اللي بيصلي وبصوم وبعمل لكنه في لحظات الموت جار في وصيته اوقع ضررا باحد الورثة. اوصى بماله كله لفلان وحرم غيره من ابنائه او من ورثته. فهذا ضرر يوقعه الانسان بغيره مع انه لا يجلب له اي نفع. فاي نفع ترجوه وانت اصبحت كما قلنا على حافة قبرك. هذا ضرر لا يستجلب نفعا للانسان وهو منهي عنه شرعا. كذلك من الاضرار التي لا يستجلي بها الانسان نفعا لنفسه اه اضرار بعض الازواج اه بمطلقاتهم. زوج يطلق زوجته. فهي الان زوجة رجعية. ثم قبل انتهاء عدتها بيوم يقوم بارجاعها مقاهرة لها. هو لا يريدها. هو يقوم بارجاعها حتى يطلق مرة اخرى وتمكث المرأة في العدة مرة اخرى. يريد ان يضرها بهذا الامر. طب ماذا تستجلب؟ بالله عليك ما هو النفع الذي تستجلبه لنفسك يا ايها الزوج الجائر بهذا التصرف. هذا اضرار بهذه الزوجة المسكينة من دون اي نفع تستجلبه لنفسك. لماذا تعذبها في قضية الرجعة تريدها تحبها تريد ان تصلح امسكها ما عندي مشكلة وهذا الذي نريده بقاء الاسرة لكن ان يكون هدفك من ارجاعها في اخر ايام العدة ان توقع عليها طلاقا اخر لتمكث في العدة مرة اخرى تريد ان تطيل عليها المدة وان تعذبها بهذا بهذا الشارع الحكيم نهى عن هذا. قال امساك بمعروف او تسريح باحسان. اما ان تجعل المرأة غرضا تتلاعب به فهذا لا يحق لك شرعا. كذلك مثلا الاضرار في الرضاعة. هذا من الضرر الذي ذكره الشارع. اه بعض الزوجات خاصة لما تصبح حالات طلاق او شقاء نزاع. اه بعض الزوجات اه او المطلقات يأتيها ولد. فتمتنع من ارضاء ولدها. مع انه هذا الولد لا يقبل غير ثدي امه تحدث هذه القصص لا يقبل الا ثدي امه. فهذه الام تمتنع من ارضاع الولد حتى يدفع الزوج لها المبالغ الطائلة. مقابل ان ترضعه هذا الولد وهذا ايضا ظلم واضرار لا تستجلبين به في الحقيقة خيرا ونفعا. ان تضري هذا الطفل الصغير وتمتنعي من ارضاعه كما قلنا هذا عادة ما يحدث في حالات الطلاق عندنا في المحاكم. انه يكون لك طفل صغير بين الزوج والزوجة ويحدث طلاق بينهما والطفل هذا لا يقبل الا امه للرضاء فهذه الام تقول انا لا ارضعه حتى يعطيني كذا وكذا من المبالغ. وهذا الزوج اضطر ان يدفع هذه المبالغ لمصلحة هذا الطفل الذي ربما تتضرر صحته ومعيشته بسبب عدم الرضاعة. فالمهم هذه الصور صور من الاضرار بالاخرين. الاضرار بالناس من دون ان يحقق كانوا في ذلك نفعا مرجوا من دون ان يحقق الانسان في ذلك نفعا مرجوة وقد سماه الله عز وجل اضرارا. فقال سبحانه وتعالى لا تضار والدة بولدها ولا ولا هو بولده وقال سبحانه وتعالى في الوصية وان كان وان كان رجل يوتق الة او امرأة هنا او اخت فلكيلو واحد منهما السدس وان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاؤه في الثلث من بعد وصية يوصى بها او دين مضار اي من دون ان توقع الاضرار في الوصية. فالله عز وجل بذاته سمى هذه العمليات التي يقوم بها بعض الناس اضرارا وايقاع للشر بالاخرين من دون اي مبرر واي نفع تستجلبونه بهذه التصرفات. طيب اذا هذا الشكل الاول من اشكال الضرر ان يضر الانسان غيره من دون ان يستجلب بذلك نفعا. النوع الثاني النوع الثاني من الضرر ان يضر الانسان غيره. لكن هذا الضرر يستجلب له غرضا صحيحا يعني فيه نفع صحيح لهذا الانسان. ان تضر غيرك لكن ما الذي دفعك الى ان تضر الغير وجود غرض ومنفعة تريد انت ان تحصلها لنفسك. هناك منفعة تحصلها هذه المنفعة لا تحصلها الا من خلال الاضرار الاخرين. فهل يجوز لي ان اوقع ضررا بالاخرين من اجل ان استجلب لنفعي مصلحة او ان استجلب لنفسي مصلحة او نفعا او الشريعة ايضا تنهى وتحرم ذلك. فتقول لا يجوز لك من اجل ان تجري فيها نفعا وخيرا لذاتك او مصلحة دنيوية ان توقع دولار والجور بالاخرين ويقول ابن رجب الحنبلي في هذه الصورة اه قال مثل ان يتصرف في ملكه بما فيه مصلحة له فيتعدى ذلك الى ضرر غيره. هذه الصورة الاولى او يمنع غيره من الانتفاع بملكه توفيرا له فيتضرر الممنوع بذلك. رجب الحنبلي قال هذه الحالة ان تضر الاخرين من اجل ان تستجلب نفعا لك هذه الحالة لها صورتان. الصورة الاولى ان تفعل شيئا في ملكك او ان تقوم بتصرف في ملكك. هذا التصرف الذي فعلته في ملكك تريد ان تجلب به نفعا يوقع الضرر بالناس الاخرين في المجتمع. هاي صورة. او الصورة الثانية انه انت ما فعلت شيء في ملكك لكنك منعت الاخرين من ان يرتفعوا وان يستفيدوا من بعض حوائجك شحا بها وبخلا بها وخشية زائدة عليها فيكون ذلك سببا في اضرار الاخرين. اعيد هناك صورتان. الصورة الاولى انت تتصرف في ملكك بتصرف يوقع اضرار بالمجتمع. هذه صورة والصورة الثانية ان يأتي الاخرون يطلبون منك امرا يرتفقون به ويرفع عنهم الضرر شيء انت تستطيع ان تبذل من ملكك وتستطيع ان تساعد الاخرين به. فيأتون يطلبون منك يا فلان والله نريد منك شيء معين. فانت تمتنع من بذله لهم شحا به وبخلا به فيتسبب ذلك بان تلحق الضرر بهم. لانه اذا ما رديت عليهم واعطيتهم هذا الشيء يتضررون فهاتان الصورتان لهذه او لهذا النوع الثاني وهو اضرار الاخرين للنفع الشخصي. طيب دعونا ناخذ امثلة على الصورة الاولى. صورة شخص آآ تصرف تصرفا في ملكه فاوقع ضررا بالاخرين. يقول ابن رجل من امثلة ذلك شخص مثلا عنده مزرعة والعشب اخضر وكان اليوم شديد آآ العواصف يقولون. فهذا الرجل ما شاء الله في هذا اليوم خطر في ذهنه ان يشعل النار في هذا بالاخضر حتى يذهب لانه يضر التربة. واليوم كان عاصف واحتمالية انه النار تنتقل من ارضه الى ارض غيره كبيرة لكن هذا الرجل ما سأل بالناس. مسك هذا الكاز والقاه على العشب واشعل النار في العشب الاخضر. فاذا النار بسبب العواصف تنتقل الى المزارع المجاورة له وتحرقها الان هذا الرجل اثم شرعا في تصرفه. لانه احرق عشبه في يوم عاصف والمعتاد ان العواصف تنقل النار لكنه ولم يهتم بما سينجم من اثار عمله فهو اثم وسيضمن ما اتلفه من محاصيل الاخرين. لانه اراد ان ينتفع هو لكن تصرفوا الذي فينتفع به اوقع ضررا بالاخرين وهذا لا يحق لك. نأخذ مثال اخر. شخص مثلا يريد ان يصلح شيئا او ان يسمع اي في بيته فيقوم بدق مسامير. ها. مسامير ووضع خشب في طرقات الناس العامة. هو يريد ان ينتفع يريد ان يصنع والله مثلا مظلة امام البيت او يصنع قرميد او ما شابه ذلك. لكن لما اراد ان يصنع هذا الشيء تصرفه هذا سبب ضررا في طرق العامة للناس التي يسيرون بها. فهل له الحقية في ذلك؟ نقول ليس لك الاحقية في ذلك. ليس لك ان تصنع مظلة في طرق الناس العامة ليس لك ان تصنع شيئا يضيق الطريق على المجتمع. نعم تريد ان تنتفع نفسك لك احقية لكن بشرط ان لا توقع الضرر بالاخرين اما ما يفعله بعض الناس للاسف خاصة من اصحاب يعني اصحاب النفوس الخبيثة. ما عنده اي اهتمام بالمجتمع. ماذا سيحدث له؟ الطريق ضاقت طريق وسع. حدث الزام ما حدث زلزال اذيت الناس ما اذيت الناس لا يلتفت مهم انه جشعه يلبى. المهم ان يحصل منفعته الشخصية وان اثر هو بملذاته وشهواته. فاذا فعل رجل افعال مثل هذه الافعال كما قالوا وضع روشنا او مظلة وضيقت طريق على الناس او كان تسبب في اثناء بناءه باذية الناس في الطرقات وما شابه ذلك فنقول له حينئذ هذا فعل ممنوع شرعا ولا نعم تستجلب النفع لنفسك لكنك تضر الاخرين. ناخد مثال على الصورة الاخرى صورة انسان عنده اشياء يحتاج الناس اليها واذا لم يعطهم اياها وقع الناس في ضرر. هذي الصورة الثانية. عندك اشياء او امور عموما الناس تحتاج اليها فاذا لم تنبه لهم ولم تمنحها اياهم يوقعهم ذلك في ضرر. الان الفقهاء يقولون اذا الناس احتاجوا الى امر عندك وكان بذلك لهذا الامر لهم. يجب لك انت برا لا تعطهم. خلص الشرع لا يجبرك على ذلك. اذا الناس طلبوا منك شيئا تعينه به من ملكك وبذلك هذا الشيء لهم سيجلب لك خسارة او ضرر الشرع لا يأمرك ان تعطيهم هذا الشيء. لانه يعني لا نطلب منك ان ترفع الضرر عن الناس بايقاع الضرر على نفسك. لا لا نطالبك بهذا شرعا. لكن اذا كان هذا الشيء الذي طلبه الناس منك لو بذلته لهم فانه لا يوقع اي ضرر عليك لو بذلته لهم لا يوقع اي ضرر عليك. في هذه الحالة اخواني لا يجوز لنا ان نمنع الناس عن الوصول الى هذا الخير. لا يجوز ان نمنع الناس من الوصول الى هذا الخير على القول الراجح عند اهل العلم. مثال ذلك الحديث المشهور قال صلى الله عليه وسلم لا عجار جاره ان يغرز غشبة في جداره. ثم يقول ابو هريرة ما لي اراكم عنها معرضين؟ والله لارمين بها بين اكتافكم ما معنى هذا الحديث اخواني؟ الان بعض الناس يكون جارك يريد ان يبني طابق ثاني. فيحتاج ان يسند شيئا من الخشب اثناء البناء على جدار بيتك انت. في طرق الباب عليك السلام عليكم ابو فلان ما اخبارك؟ والله يا جارنا والله احتاج ان ارفع طابقا اخر احتاج ان اضع او اسند الخشب على شيء من جدارك. الان اذا كان جدارك ضعيف ما بتحمل الخشب يوضع عليه فقلت له والله يا جار انا جداري ضعيف لا يتحملني الخشب وسيسقط هذا حقك لا احد يجبرك على ان تقبل وضع الخشب عليه. لكن ما شاء الله معروف انه جدارك ما شاء الله قوي ومتين ولا يتأثر ابدا بوضع شيء من الخشب عليه. فحينئذ عند الحنابلة والمالكية وطائفة من جماهير اهل العلم يحرم عليك ان تمنع الجار من ان يستفيد من ملكه يحرم عليك لماذا؟ لانك اذا منعته من ان يضع الخشب على جدارك اوقات الضرر به لا يستطيع ان يرفع الطابق الثاني وانت لا عليك لا في رفع الطابق الثاني ولا ضرر عليك في ان يسند الخشبة اه الى جدارك. فلماذا تمنع الناس؟ اه هنا الشريعة تأمرك ان تبذل ما عندك الناس حتى لا توقع الضرر بالناس. رفعا للضرر عن الناس. فلا ضرر ولا ضرار. ولاحظوا الشريعة الغراء كيف تحرص على كافل المجتمعي انه ما حد ممكن يقول طب يا شيخ هذا ملكي هذا جداري. اخي الكريم الملك في النهاية في النهاية لله سبحانه وتعالى. وانت كما قلنا قبل قليل الزهد في لا تتعلق بها. يعني لا يكون الانسان لهذه الدرجة عنده جشع. الدين الاسلامي يعلمنا كيف نتكامل اجتماعيا كيف نتعاون في الامور التي لا تضرنا ولا تجلب لنا شرا. يعني لو وضع خشبه على جدارك. والجدار لا يتأثر وبناء الطابق الثاني لا يعيبك. ما المشكلة في ذلك؟ لا هنا الشرع يتدخل ويقول لك لا يجوز لك ان تمنعه. لا يجوز لك ان تمنعه. بعض الناس مثلا اه يكون بيته اه لا يمكن ان يسير عليه الا اذا مر على سطح بيتك. هذه قضية فقهية يذكرها الفقهاء. ان يكون مزرعة الانسان او بيت الانسان لا يمكن ان يصلوا اليه الا اذا اه مر على سطح بيتك ومروره عن سطح بيتك لا يضرك ابدا سطح بيتك ما شاء الله بعيد ومنعزل وما في اي ضرر ان يمر هذا الشخص من خلال سطح بيتك ليمر او ليصل الى مزرعته او بيته او ما شابه ذلك. الان هل تلزم شرعا في ان تفتح سقف عفوا مش سقف سطح البيت يقول العلماء نعم اذا كان سطح البيت المرور عليه لا يؤذيك ابدا وما في اي شكل من اشكال الضرر وهذا الشخص اذا ما مر على سطح البيت سيتضرر ويحتاج الى نصف او ساعة حتى يصل الى بيته هنا الشريعة تأمرك وتلزمك بان تفتح له سطح بيتك. اذا كان لك ضرر عليك تخشى ان يبتلع هذا الرجل على عوراتك. تخشى ان لك ضرر او هذا الرجل غير مأمون الجارب هذا حقه امنعه. قل له اذهب من الطريق الاخرى. لكن اذا كان مروره على سطح بيتك ليصل الى بغيته لا يسبب لك اي اشكال اي ضرر وانما انت تستنفع به فقط منفعته اني انا خلص ما بدي احد يمر على سطح بيتي. هذه منفعتي الشخصية. ايش هي حقوقك؟ لا في هذه الحالة الشريعة تأمرك ان تبذل سطح ما دمت لا تتضرر. طبعا يعني قيسوا على هذا امور كثيرة. واريد ان اخذ منكم امثلة يعني الان اطلب منكم ان تعطوني امثلة اه واقعية حتى نتأمل معا ونتبصر كيف اننا للاسف بعض الناس يوقع ضرر بالاخرين اه ويمنع الاخرين من ان يرتفقوا بملكه مع انه لا يقع عليه اي ضرر في نريد من باب التفاعل نأخذ منكم بعض الامثلة الاذى والضرر اخي نفس الشيء الاذى هو الضرر شيخ هشام. لا فرق بينهما الاذى هو الضرر بسم الله نريد منكم امثلة اخواني على هذه القضية يعني ممكن الاذى يعني انت تقصد فيما تكلمت به ولا عموما؟ انا افهم من كلام غير خشام. اها آآ قضية الاذى والضرب والاخ هشام يقول انه النبي صلى الله عليه وسلم يقول يؤذيني ابن ادم عن الحديث القدسي يؤذيني ابن ادم بسبب الدهر. الاذى في المقام الذي اتكلم فيه الان هو الضرر اللي كنت تسأل عن هذا لكن في اللغة هل يمكن آآ ان يكون هناك شيء من علاقة العموم والخصوص بين الاذى والضرر اذا يعني فهمت سؤالك؟ اقول لك في اللغات قد يكون هناك شيء من العموم والخصوص فيكون الاذى اعم من الضرر. اعم من الضرر ان يكون الضرر آآ ان يكون فعلك فيه انتقاص او شيء آآ يسوء الاخرين. لكن الاذى قد يكون اعما من داره قد لا يكون فيه سلب خير من الاخرين او اذى او ما نسميه نحن يعني كيف نقول لك يعني انت قد تؤذي الشخص في مشاعره وقد تؤذي الشخص في احاسيسه لكن في النهاية لا يوقع ذلك شيء محسوس به لا يوقع ذلك نقصا محوسا به فقد كون الضرر يتعلق بالشيء المحسوس والاذى اعم من ذلك. يكون الاذى بالمحسوس وبغير المحسوس. قد يكون هذا فرق من الفروق والله تعالى اعلم اصطفاف السيارة امام المنزل مع عدم تضرر صاحب المنزل. احسنت. خاصة في الطرقات العامة. الان لو كراج شخصي له داخلي في داخل بيته حقه لكن في طرق العامة خاصة في شوارعنا اليوم لو انك اوقفتها امام بيته ولا يتضرر ابدا بذلك. فليس له ان يمنعك من هذه خاصة كما قلنا في الطرقات والشوارع العامة مثل شخص يتمنع عن الزكاة لا ماشي ممكن نقول الزكاة وان كانت يعني لسا الزكاة هي اصلا فرض مقدر شرعا من الله سبحانه وتعالى هي من الفروض ابتداء يعني الفقهاء لا يدخلونها ابتداء تحت هذه المسائل لكن آآ يمكن ان ندخلها بالمفهوم العام انك رجل ثري وعندك مال ولا تتضرر باخراج هذا المال للفقراء ومع ذلك تمتنع من اخراجه فهذا فيه اضرار بهم مقبول منع الاستغفار من بيته. كل الناس شكلها عنده مشكلة في الاصطفاف امام البيوت. لانه الاخوة يكثرون من هذا المثال. احتكار ورفع اه السعر في حالات الكوارث. نعم مئة بالمئة احسنت. احسنت. في حالات الازمات اليوم تجدون بعض الناس يستغلون هذه الازمات في ايقاع الاضرار بالاخرين جلب للنفع لانفسهم. ما عندهم اهتمام. المواطن يدفع ما يدفع يستطيع ما يستطيع. عنده قدرة ما عنده قدرة المهمة الجشع وان يحصل المال. منع الماعون نعم منع الماعون ان يمنع الانسان اه قدره واه يعني النبي مسعود يقول الماعون هو الدلو والقدر ما شابه ذلك من امتعة البيت البسيطة السهلة. يعني الجارة طلبت من جارتها والله قدر او سدر او طنجرة او ملعقة او ما شابه ذلك او عندك شوية ملح وعندك شوي فتمنع جارتها هذا لا يحسن بالانسان طبعا خاصة اذا كان ايقاع ضرر بالاخرين هنا المشكلة يعني انتبهوا دائما الامثلة التي تأتون بها يجب ان يكون فيها ايقاع ضرر بالاخرين. لانه ممكن الجارة لو ما اعطيتهاش الطنجرة وما تتضررش بس هي خلاص مثلا حابة تتوسع. انت عارفة انها بتتوسع ومطلب جاي كثير لكن احيانا فعلا يكون شخص مضطر لشي معين وانت بتمنعه من هذا الشيء ولا توصله اليه. ولا توصلوا اليه. هذا اه اشكالية من باب الاضرار بالاخرين. تعقيد الموات في الجامعات على الطلاب. هذا يعني احسنت هذا صورة منصور اه الضرر. اه يعني المشكلة اخي الكريم اذا كان المحاضر متعبا فانه لابد وان يعقد الامور لكن اذا كان المحاضر عاقلا فانه يعرف من اين تؤكل الكتف. سؤال هل اذا حرم على شخص منع النفع اصبح حقا للاخر يستطيع ان يطالب به. في الانظمة والمجتمعات التي تطبق مثل هذه المسائل الشرعية نعم يكون حقا يستطيع ان يطالب به. يكون حقا يستطيع ان يطالب به. لكن هي الاشكالية انه اه في هناك خلاف الفقهي في بعض فروع هذه المسائل. مثل مسألة لا يمنع جار جاره ان يغرس خشبة في جداره. الحنابل والمالكية هم الذين ذهبوا الى ايجابي تلبية الطلب في عدم وجود الضرر. لكن بعض المذاهب تحمل هذه المسألة على الندبية وعلى كراهة عدم الاجابة ولا توصلها الى التحريم. فوجود الخلاف الفقهي هو الذي يستجلب الخلاف القضائي هل سيطالب ام لا يطالب؟ فاذا قلنا بما يذهب اليه الحنابل والمالكية انه يجب ان يسمح له بالانتفاع حينئذ يجوز له ان لنطالب بذلك قضاء في حال منعه منع فتح عمل منافس لعملك الحالي. ايضا مثال صحيح شيخ حسين. منع فتح عمل منافس لعملك الحالي. كلام صحيح بعض الناس عنده جشع ما بحب اي احد يفتح مصلحة كمصلحته. يريد فقط ان تبقى كل الامور في يده. وهذا شكل من اشكال الاحتكار هذا شكل من اشكال الاحتكار. في الحقيقة مشاهد كثيرة في واقعنا العملي. بعض الناس فعلا فقط همه نفسه ان ينتفع هو ولو ضر ذلك كل المجتمع ما عنده مشكلة وهذا كما قلنا هو من الحرص على الدنيا. يعني سبحان الله هذا الحديث اتى مع الحديث السابق لو كان الانسان زاهدا في الدنيا اخواني لن تحصل والله في مجتمعاتنا كل صور الجشع والطمع التي نشاهدها واستئثار الناس وعدم حبهم لبد الخيل للاخرين. الانسان الزاهد في الحياة الدنيا هو الانسان اللي ما عنده مشكلة في بذل الماعون هو الانسان اللي ما عنده مشكلة في ان يرتفق الناس بملكه هو الانسان اللي بسمح للناس تمر عن طريق سطحه. اما اذا انسان مريض القلب متشبث بالحياة الدنيا هذا الانسان سبحان الله صعب التعامل معه. اي شيء تطلبه منا يعطيك اياه. لان هو متشبث متعلق حريص على هذه الدنيا بملذاتها. منع ايش الهايجين والكمامات ورفع اسعارهم. احسنت يعني هو رفع الاسعار ومنع ومنع الهاجين والكمامات لماذا يمنعونه؟ يمنعونه لرفع الاسعار والاحتكار الذي ذكره الاخ قبل قليل يعني الظاهر الامثلة التي يأتي بها الاخوة من واقع الحياة. اه الان اخواني ساذكر قاعدة اخيرة ايضا او مثالا اخيرا على خارج عن كل الامثلة السابقة لكن يهمني ان اذكره لانه يتعلق بواقعنا او ازمتنا التي نحن فيها. من الامور التي يطبق فيها احاديث لا ضرر ولا ضرار هو ان الشريعة الغراء لا توقع الضرر ولا تستجلب الضرر على العباد في اي نسك من المناسك وفي اي شريعة من الشرائع. انتبهوا على هذه القاعدة. من وهذه ذكرها ابن رجب الحنبلي وساذكر كلامه لانه يهمنا وله تطبيق مهم في واقعتنا التي نحن فيها. يقول مما يدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر هذا كلام ابن رجب اسمعوا القاعدة الشرعية لتعرفوا كلام العلماء الكبار ان الله لم يكلف عباده فعل ما يضرهم البتة لا يوجد عندنا في التشريع الاسلامي تشريع يضرنا ابدا. واذا جاءت حالة فيها ضرر بسبب عبادة من العبادات. طبعا هذا سيكون طبعا حالة استثنائية اذن هذه العبادة بهذا النسك تتوقف تتوقف فيقول ان الله لم يكلف عباده فعل ما يضرهم البتة. فان ما يأمرهم به سبحانه هو عين صلاح دينهم ودنياهم وما نهاهم عنه هو عين فساد دينهم ودنياهم. لكنه لم يأمر عباده بشيء هو ضار لهم في ابدانهم ايضا. انتبهوا هذه القاعدة. اذا كل ما امرنا الله به عموما الصلاة الزكاة الصيام هو اكيد عين ديننا ودنيانا وما نهانا عنه من الرذائل هو عين فساد ديننا ودنيانا لكن متى اصبحت في بعض الاحوال الاستثنائية بعض المأمورات الشرعية يستجلب الضرر على ابداننا فان هذه العبادة في هذه الحالة الاستثنائية تكون غير مأمونة بها وهذا كلام العلماء الكبار. يقول لكنه لم يأمر عباده بشيء هو ضار لهم في ابدانهم ولهذا بدأ يذكر لك امثلة اسقط الطهارة خلص اسقطنا الطهارة عن المريض لانه اذا كان مريض ووجود المياه على بدنه يزيد المرض او يؤخر البرء حينئذ لا تتطهر بالماء. انتهت العبادة هذه واذهب الى التيمم. كذلك اسقط الصيام عن المريض وعن المسافر لمشقته عليه اذا كان الصيام يشق عليك ايها المسافر او ايها المريض الصيام خالص تقضيه في ايام اخر. واسقط اجتناب محظورات الاحرام كالحلق ونحوه يا عمن كان مريضا. انسان اضطر في الحج وهو في مناسك الحج ان يحلق شعره لوجود عفوا شيء من القمل او شيء من الارهاق في جلدة رأسها. الطرقان يحلق الرأس. الشريعة تحثك على حلق الرأس وتكفر خلاص. هناك حلول شرعية. فباختصار احكام الله سبحانه وتعالى لم تأتي لتلحق الضرر بالعباد. واعلموا هذه القاعدة الاصل في الاحكام الشرعية التي شرعها الله انها من الاحوال الاعتيادية التي ما فيها ضرر. لكن قد قد على الانسان احوال استثنائية يصبح فيها تطبيق الحكم الشرعي يستجلب ضررا في الابدان وفي الامور الدنيوية. هنا نفسها تقول لك اذا كان تطبيق الحكم في هاي الحالة الاستثنائية سيجب ضررا على الابدان غالبا انت مسامح ومع عنك هذا الحكم الشرعي. هذه قاعدة الشرع التي ذكرها ابن رجب. لكنه لم يأمر عباده بشيء هو ضار لهم في ابدانهم. هذا ابن رجب الحنبلي. بالتالي اخواني ما وقع في هذه الازمة من اه حث الناس على الصلاة في بيوتهم الجمعة والجماعات يتوافق مع قاعدة الشرع الكلية في منع الضرر على ابدان الناس وعلى دنياهم. نعم الكل يتقطع ويتفطر قلبه حينما يرى المساجد مغلقة ونحن نحب ان نعمر هذه المساجد بطاعة الله سبحانه. لكن هذه الشعيرة صلاة الجماعة في هاي الحالة الاستثنائية اصبح هناك ضرر غالب متوقع منها والعلم الحديث الحمد لله الذي وصلنا اليه اصبح لديه قدرة واكبر عما كان عليه الاوائل في معرفة العلم الحديث يثبت قدرة انتقال الفيروسات والبكتيريا بين الناس في مجالسهم العامة اذا اجتمعوا وان الزحام هو في انتشار الاوبئة اكثر واكثر. فعلينا ان نستفيد مما سخره الله عز وجل لنا من معارف. فبما انه ثبت علميا عند الاكابر والثقات ان الاجتماعات العامة تسبب ضررا على الناس. فهنا اصبح الاجتماع لهذه الشعائر في حالة استثنائية فيه ضرر على الابدان. فالشريعة الغراء بمقاصدها الكلية لا تقول للناس اذهبوا الى صلاة الجماعة حتى ولو افناكم ذلك عن بكرة ابيكم هذا الكلام غير صحيح ولا يتفق مع مقاصد الشريعة. وما يقوله بعض الشباب الذين عندهم اندفاع انه هذه القضية لا تجوز ولم تغلق صلوات الجماعة سابقا اخواني اولا. علينا ان نعرف انه في الزمن الاول في العصور السابقة في القرن الثامن والسابع الهجري وما قبل ذلك. ما كان الطب بالحديث وصل الى ما وصل يعني لم يكن علوم المسائل الطبية والمسائل العلمية وصلت الى ما وصلت اليه في يومنا ما كانوا يعرفون ان الاختلاط والاجتماع هو سبب في نقد الفيروسات والاوبئة. بل حينما اقرأ في كتب التاريخ كانوا يظنون ان الاوبئة هو هو تغير في الامور الهوائية وهذا التغير في الهوائية هو الذي يستجلب الطاعون والاوبئة. ما كان عندهم تصور اصلا عن طبيعة الوباء. فبشيء طبيعي ان يكونوا يذهبون لصلوات الجماعة والا تمنع الجمع والجماعات في ازمانهم لعدم ادراكهم هذه المعلومة الطبية. فبالتالي لم تكن عندهم فتوى في اغلاق آآ المساجد لم تكن عندهم فتوى في منع الجمع والجماعات في حال الاوبئة لان الطب عندهم لم يكن لهذه الدرجة التي يعلمون بها سرعة انتقال الاوبئة من خلال التنفس لكن الله عز وجل بكرمه افسح لنا مجال في هذه العلوم اصبحنا ندرك ان هذه الفيروسات تنتقل بين الناس في هذه المجالس فبالتالي حينما تأتي فتوى معاصرة بجواز ترك الجمع والجماعات ومنع الناس من شيء من حضورها الى ان تنجلي الازمة لا يخرج انسان يقول والله الشريعة لا تأمر بهذا والشريعة تنهى عن ايقاف الجمعة والجماعات. هذا كلام انسان لا يعرف مقاصد الشريعة الكلية ولا يعرف كيف تكون الفتوى في دين الله سبحانه وتعالى. وما يراعيه الفقهاء وانظارهم. اذا كان الحنابل رحمة الله عليهم يقولون الانسان لا اذهبوا الى المسجد اذا خشي على نفسه المرض وهذا مذكور في كتب الحنابلة الاوائل. ان من اعذار ترك الجمع والجماعات وهذا باب اسمه باب الاعذار في تارك الجمعة والجماعات ويذكرون فيه الفقهاء جميعا في كل المذاهب الاربعة. يذكرون في احوال طارئة يكون فيه حضور الجمعة الجماعات فيه اضرار على الانسان ليس فقط احيانا في بدنه بل قد يكون فيه اضرارا في معيشته بشكل شاق. فهناك الحمد لله سعى في هذا الدين وهناك وعي وهذا الدين لا يمكن ان يخالف العلم اخواني. انا هذا الذي يحزنني ان بعض الناس يجعل هناك مناطحة بين الدين والعلم اخواني الدين لا ينازع العلم والعلم لا ينازع الدين. العلم من الدين وهناك انسجام وتكامل بينهما وقواعد الشريعة الكلية تستوعب كل المسائل العلمية الصحيحة. القواعد الشرعية الكلية تستوعب كل المسائل العلمية الصحيحة. وعلماؤنا الاوائل الذين دونوا في فقهيات كتبوا في هذه المسائل واستوعبوا لكن مشكلتنا ان بعض من يتصدر اليوم للفتية ليس قارئا. لم يقرأ في في المقاصد الشرعية لم يقرأ في كلام الاوائل وفي الفتاوى وفي طريقة المنهج العلمي للافتاء فاصبح يعسر ويشق على الناس ويلقي فتاوى فيها الشيء من الاستعجال قبل ان يسبرها بسبر الشارع الحكيم. وبالمقاصد الكلية الكبرى. فابن رجب يقول لكنه سبحانه لم يأمر عباده بشيء هو ضار لهم في ابدانهم. وبالتالي ذكر لك امثلة ابن رجب الحنبلي على عبادات سقطت عن المكلف في حال وقوع الضرر عليه كسقوط الطهارة بالماء في حالة وجود المرض. وسقوط الصيام عن المسافر والمريض وسقوط اجتناب المحظورات الاحرام عمن به وهذه كلها ترسم لنا معالم التشريع في مثل هذه المسائل. وهو ان الشارع الحكيم الاصل في مأموراته انها تأتي عن الاحوال الطبيعية التي لا ضرر فيها على الناس. لكن في بعض الاحايين كاحوال استثنائية قد يكون تطبيق بعض الاحكام فيه في شيء من الضرر فهنا الشارع هو الذي نبهنا وارشدنا واخبرنا على جواز ايقاف هذه الاحكام الشرعية متى كان ذلك يستجب لكم ضررا على ابدانكم. فالشارع الحكيم لا يريد منا ان نتضرر بابداننا. لا يريد منا ان تحل بنا الاوبئة والامراض من اجل ان نقوم بشعيرة من الشعائر. سبحانه ارحم بنا والله من انفسنا. سبحانه اتى باحكامه على ميزان عقلي حكيم متزن هادئ واقصد بالميزان العقلي انه يتوافق مع العقول البشرية السليمة وما ترتضيه اصحاب النفوس الشريفة في مثل هذه الوقائع وبمثل هذه النوازل فلا ضرر ولا ضرار نستطيع ان نطبقها على نازلتنا التي نحن فيها ونعلم ان العلم وان الفقه وان المسائل التي دونها الاوائل فيها ساعة لمثل هذه الاحكام. وتدل على مثل هذه الشعائر وتدل على مثل هذه القرارات التي تصدر في هذه الاحوال الاستثنائية نعم ربما يكون النظر انه لماذا ابتداء تمنع بعض الاماكن وتفتح بعض الاماكن؟ هذه قضية اخرى نعم لها ميزانها. لكن انا اتكلم عن اصل المسألة. اصل المسألة انه هل يجوز منع الناس من الاجتماع؟ لان الاجتماع يسبب عليهم ضررا في ابدانهم. قواعد الشريعة تدل على جواز ذلك وفتاوى الفقهاء الاوائل يعني لم يفتوا في نازلة كنازلتنا كهذه. لانه كما قلنا ما كان عندهم دراية بحجم انتقال الاوبئة بسبب الاجتماع والالتقاء لكنهم افتوا بمسائل شبيهة ونحن علينا ان نأخذ هذه المسألة المعاصرة ونلحقها بنظائرها ان المسائل القديمة بل من عجيب ما يذكر في كتب آآ التاريخ ان الناس في القرن الثامن او السابع الهجري في احدى الاوبئة التي حلت بهم قال خرجوا جميعا في الصعودات. خرجوا جميعا مشتركين في الصعدات آآ يدعون الله سبحانه وتعالى. فلم يكن ذلك سببا في انكشاف الكرب عنهم بل يقول آآ اظن ابن كثير او ابن كثير رحمة الله عليه اظنه في البداية والنهاية او الذهبي نسيت من قال قال بل ازداد الوباء وعليهم. طب لما اقرأ هذه القصة في الحقيقة لما انظر الناس خرجوا جميعا في الصعودات اجتمعوا في مكان واحد وبدأوا بالدعاء بصوت واحد طبعا اكثر فقهاء الاسلام على منح هذه الحالة ان يخرج الناس جميعا في حالة مجتمعة ويدعون بصوت واحد. هذه حالة ولربما اذكرها في قضية مواقف في محاضرة في اه صفحة مكان ان شاء الله بعدها او يوم الخميس. مواقف مع النكبات. او في ايام الوباء. ان الناس لما كانوا يخرجون اخواني بهذه الصورة المجتمعة ويصرخون بصوت واحد ويدعون بصوت واحد في الصعودات. اجتماعهم هذا كان يزيد الوباء في كثير من الاحوال. لانهم فتتناقل الفيروسات بينهم فيتكاثر ويزداد الطاعون بالناس. والناس طبعا لم تكن على دراية. هم معذورون في ذلك. من جهة انهم ما بيعرفوا طريقة انتقال الفيروسات في زمنهم لكن نفسهم علماء التاريخ يقولون وخرج الناس الى الصعودات مجتمعين يظنون انهم يريدون ان يدعوا الله بصوت واحد فاذا فيروس ينتشر بينهم الوباء ينتشر اكثر واكثر. وهذا شيء طبيعي اننا لم نأخذ بالاسباب. اننا لم نأخذ بالاسباب التي يرضيها الله سبحانه. حتى اذا اردت ان تدعو الله عز وجل ان يرفع الازمات والنكبات هذا لا يعني ان نخالف الاسباب التي وضعها الله سبحانه وتعالى واننا لابد وان نجتمع في مكان واحد وتلتقي الانفاس من اجل وندعوا الله سبحانه وتعالى معا بصوت واحد لا اخواني. الشرع لا يتعارض مع العلم. الشرع لا يتعارض مع العقل السليم. يجب ان نكون متزنين ان نكون هادئين ان نفهم مقاصد هذا الدين والاحكام الشرعية بالمنظور الشرعي الصحيح وليس باذواقنا واهوائنا. وليس ان نضحك الم من تصرفاتنا ويقول انظروا الى هؤلاء انظروا تدينهم كيف يجلب لهم آآ زيادة الاوبئة والفيروسات. لا تضحك العالم منك. وارهم ان هذه الشريعة الغراء شريعة واسعة الحمد لله شريعة الرحمة شريعة السعة شريعة فيها رخص شريعة فيها مجال فيها مرونة تتفق مع المقاصد الكلية وتهتم بارواح الناس ولا تكون سببا في زيادة الضرر بابدانهم وعقولهم واجسامهم علينا ان نكون عقلاء وان نستفيد من التجارب العلمية الصحيحة بما يتوافق مع المنظور الشرعي وهذا يحتاج الى فقيه متمرس ولا يحتاج الى انسان مندفع او شاب متحمس او تا ولا تخرج ولا تسبر بمسمار الشراب. انا اطلت عليكم كثيرا اليوم سامحوني. يعني نستفيد من اوقاتنا فنحن جالسون في بيوتنا. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما سمعنا وان يكون ذلك في ميزان حسناتنا. اذا كان هناك اي اخ عنده سؤال انا انتظر وآآ هناك مجال للاخوة ان يغادروا من يريد ان يغادر سهل الله امره ودربه. وانا ابقى مع بعض الاخوة اذا كان هناك اخ يبحث اه عن اه سؤال يبحث عن اجابته. اذا كان اخ عنده سؤال يبحث عن اجابته اخواني لا عدوى هذا الحديث حديث لا عدوى اه اذا اردنا ان نجمع بينه وبين حديث لا يرد مراد على مصح. نقول النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان انفيا اه عن الصحابة والتابعين اه ما كان يقر في قلوبهم في ايام الجاهلية. الناس كانت اخواني تظن ان المرض هو بذاته يعدي ما معنى ذلك؟ اريد ان اوضح اكثر واكثر. يريد النبي صلى الله عليه وسلم باختصار ان يغرس في قلوب اصحابه عقيدة ان هذه الحياة الدنيا عبارة عن اسباب وان السبب قد ينتج المسبب وقد لا ينتج المسبب. باختصار ان السبب انت تبذله قد ينتج المسبب وقد لا ينتج المسبب فمكوث المريض بجانب المصح. هل هو بحد ذاته بحد ذاته كما كان يعتقد الجاهليون هو بحد ذاته سبب الامراض ام هو سبب من الاسباب قد ينتج انتقال المرض وقد لا ينتج انتقال المرض. هي هذه الفكرة. الجاهليون كانوا يعتقدون آآ ان الامراض اشياء تنتقل بذاتها ولا تدخل للاله سبحانه وتعالى فيها. فالنبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يطهر قدهم في هذه الجزئية ويبين لهم ان وجود المريض بجانب المصح قد هو سبب. قد ينتج مسببه فتنتقل العدوى وقد لا ينتج مسببه فقد لا تنتقل العدوى. فالنبي صلى الله عليه وسلم يغرس في اصحابه فكرة ان لا تعتقدوا ان الامراض اثر بذاتها وانها تعدي بذاتها. بل هي اسباب. متى شاء الله ان تولد مسبباتها قد تولد. ومتى شاء الله ان لا اتولد مسبباتها قد لا تولد فهو تعديل لمعتقد خاطئ كان عند الجاهليين وليس نفيا ها وليس نفيا لان يكون المرض سببا في العدوى. ليس نفيا لان يكون المرض سبب في العدوى. المرض خاصة الامراض المعدية. طبعا نقول هي سبب. لكن الجاهلية كانوا لا يعتقدونها سببا بل كانوا يعتقدونها مؤثرة بذاتها. مؤثرة بطبيعتها. وان الله عز وجل باختصار ليس له اي عمل فيها خلص مريض جنبه صح سيمرض سيمرض. فالنبي صلى الله عليه وسلم طهر قلوبهم من هذا المعتقد الخاطئ. فقال لهم ما عدوى! يعني لا تعتقدوا ان هذه الامراض هي بذاتها قادرة بذاتها من دون تدخل الاله ان وان تهلككم. بل هي في النهاية اسباب قد تولد مسبباتها وقد لا تولد مسبباتها. لكن هل معنى هذا ان العاقل لا يأخذ بالاسباب. لا انت خذ بالسبب. انت خذ بالسبب. لكن في النهاية لا تجعل اعتقادك ان السبب يؤثر بذاته ان الطبيعة هي بذاتها تعمل بل عليك دائما ان تتذكر انها في النهاية اسباب. والقلب يتعلق بالرب الوهاب. هذا المسبب قد ينتج وقد لا ينتج. فهذه فكرة لا عدوى اخي الكريم وليس المراد منها نفي سببية الامراض في الانتقال. السببية موجودة والا ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد ممرض على مصح ولا ما قال فر من المجدوم فرارك من الاسد ما هو احنا لازم نجمع الاحاديث مع بعضها حتى على المشهد الكامل. النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الاحاديث امرنا باجتناب المجذوم وامرنا بالابتعاد عن المرضى. طيب في حديث اخر نجده يقول لا عدوى. كيف نجمع؟ اذا اردت ان تجمع لابد تفهم قضية لا عدوى وارتباطها بمعتقدات الجاهليين. وهناك حديث اخر يمكن يساعدك على فهم القضية. الجاهليون كانوا اذا مطروا من السماء يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا. فالنبي صلى الله عليه وسلم اصبح على اثر ليلة مطيرة فقال يقول الله عز وجل اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكواكب واصبح من عبادي كافر بي اه كافر بي ومؤمن بالكواكب. الناس على طرفين. ناس مؤمنة بالله كافرة بالكواكب. وناس كافرة بالله مؤمنة بالكواكب. فقالوا من هم يا رسول الله؟ قال من قال بنوء كذا وكذا انه هذا هذا النجم هذا الكوكب هو الذي امطرنا ونسي الله وتدخل الاله وجعلها سبب هو بنفسه مؤثرا فهذا كافر بالله مؤمن بالكوكب. واما من قال مطرنا بفضل الله فهذا ورحمته فهذا مؤمن بي كافر بالكوكب. طب اللي قال مطرنا بفضل الله ورحمته. طب مش فضل الله ورحمته كان الها اسباب من تدخل الانواء والسحاب وما شابه ذلك طيب كيف اذا الانسان يؤمن بالله عز وجل ويكفر بالكوكب؟ المراد اخي الكريم ان نفهم السياقات ان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع مجتمع مجتمع جاهلي. مجتمع كان يعتقد ان هناك امور ومظاهر طبيعية تؤثر بذاتها في حياة الانسان وتتسلط عليه. فكانوا بدون ان الامراض تتسلط بذاتها على الانسان. وان الله ليس له علاقة بالموضوع. يعتقدون ان الانواع تمطر بذاتها. وان الله ليس له علاقة بالموضوع النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يصحح هذه المعتقدات الجاهلية ويبين لهم ان الانواء والسحاب وان الامراض هي فقط مجرد اسباب ليست في امور تؤثر بذاتها هي مجرد اسباب. هذا السبب قد يولد المسبب وقد لا يولده. انت المطلوب منك ان تاخذ بالسبب لكن لو فرضنا فرضنا ان انسان ما اخذ بالسبب. وجلس بجانب شخص مريض. هل مئة بالمئة سيمرض؟ لا هاي صاحبنا الذي في الاردن. الذي عاد من ايطاليا قرون كان مع قرينه طوال الرحلة ذهابا وعودة وملازما له ويأكل ماءه ويشرب معه وحينما عاد الى الاردن فحصوا صديقه الملازم له ما كان معه كورونا فهذا يدل على ان الامراض في النهاية اسباب. والانسان يأخذ بالاسباب والشريعة تدعونا لان نعمل بها. لكن في النهاية نعتقد انها اسباب. ونعتقد ان الامر بيد الله عز وجل ان اراد ان سبب يولد المسبب قد يولد. وان اراد ان السبب لا يولد ويقف قد لا يولد. فهذه فكرة لا عدوى ولا داعي لتوظيفها التوظيف الخاطئ. وان يظن الانسان ان الفيروسات لا تنتقل وانه لا يمكن لانسان ان يعدي انسان. اخواني كما قلت دايما الشريعة الغراء وهذا الدين العظيم لا يخالف ما ثبت في العلم. وايضا النبي صلى الله عليه وسلم يعني هو ليس مجرد مسائل علمية معاصرة النبي صلى الله عليه وسلم هو نفسه امرنا بان نبتعد عن المرضى وان نذهب عنهم. لكنه امرنا في النهاية ان نثق بالله. يعني انت تبتعد تأخذ بالسبب لكن طب ممكن يا شيخ ابتعد عن المريض واصاب؟ ممكن. فهي العقيدة التي تربى في قلوب الناس ان الامور في النهاية بيد الله. وانتم فقط تأخذون بالاسباب والنتائج عند الله سبحانه وتعالى تصابون لا تصابون. هذا عند الله لكن الانسان ياخذ بالسبب. يعني اظن انني حاولت ان اجيبك اخي الكريم عن هذه القضية. فالاستدلال بهذا الحديث في بطلان منع الصلاة في المساجد ليس في محله ابدا ولا اظن ذلك يصدر من عالم. لا اظن ذلك يصدر من عالم بسم الله الصدقة نعم تدفع البلاء وكل اعمال الخير اخي الكريم. اخي طارق يقول آآ يعني الصدقة هل تدفع البلاء؟ الصدقة تدفع البلاء وتقي من مصارع كثير من الاعمال الخيرة التي يستطيع الانسان ان يفعلها في هذا الزمن باذن الله تكون سببا في رفع البلاء عنا في رفع البلاء عنا. لذلك قلت احرصوا على الاعمال الصالحة. وتزودوا منها حضور مجالس العلم الاستماع للكلام الخير. آآ الصدقة قراءة القرآن وان الاكثار من الذكر هذا خير من الجلوس امام وسائل التواصل الاجتماعي خير من اللهو من العبث من القيل والقال من الامور غير النافعة التي للاسف يشتغل بها الناس. الناس اليوم اخواني جالسون على شاشة التلفاز ينتظرون ماذا يقول فلان وماذا يقول علان. اخي الكريم اشتغل واعمر وقتك بطاعة ربك سبحانه وتعالى فسيأتيك ما قدر لك. نظرت او لم تنظر تصفعت وسأل ولم تتصفح. النتيجة ستحصلها في النهاية. لذلك الكيس من استغل هذه الفترة في الاعمال الخيرة. الكيس الانسان الذكي الفطن. هذا اوقات فراغ استغلها في طلب العلم. في تحصيل المعارف والشرعية في سماع المحاضرات النافعة اه في الاعمال الخيرة انجاز مشاريع اه تحقيق امور عن طريق الاونلاين كل الامور النافعة هذا وقتها استغلوا اعماركم واياكم ان تضيع من بين ايديكم السلام عليكم ورحمة الله هل متوفة بل كورونا انا في الحقيقة ما فهمت سؤال يحيى مصطفى. يا رب اغفر لي ولوالدي امين. اسأل الله ان يغفر للجميع هل هناك اسئلة اخواني قبل ان نغادر يا رب بسم الله تمام. اذا سامحوني ساغادر الان اخواني عندنا بث مباشر على الساعة الواحدة على صفحة غراس العلم. لذلك استأذن منكم باخذ قسط من الراحة قبل الساعة الواحدة جزاكم الله عنا كل خير. ونلتقي ان شاء الله في مجالس اخرى من مدارس الاربعين النووية سلام عليكم