بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد. احمده تعالى واشكره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته وصحابته. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة المباركون فكان حديثنا في المجلس المنصرم ونحن نتحدث عن مراحل مسيرة علم الاصول في الامة ابتداء من عن تكون هذا العلم في ملكة الصحابة رضوان الله عليهم وتعهد النبي صلى الله عليه واله وسلم لهذا العلم الذي استقر في ملكاتهم وتعاهده عليه الصلاة والسلام له بالنماء والتنقيح والتنمية والتربية في مواقف وشواهد وتعدادها. ثم ان الامر الى تكون هذا الجيل من الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على قدر كبير من المكنة والدراية والالمام. بهذا العلم الجليل الذي كان يقودهم الى فقه الاستنباط والتعامل مع الادلة استخراج الاحكام الملائمة للنوازل التي كانت تبر بالامة انذاك. فكان من اعظم توفيق الله جل جلاله لاولئك الفئة المؤمنة من الصحابة رضوان الله عليهم ان هيأهم الله عز وجل للاخذ بركاب الامة وسفينة المجتمع نحو صراط الله المستقيم واستمر الامر كذلك فيما بعد جيل الصحابة رضي الله عنهم حين استقرت بهم المقامات في مدن الاسلام بمكة والمدينة في الحجاز او في الكوفة والبصرة بالعراق او بالشام او بعدد من اقطار الاسلام في مصر واليمن ونحوها استقر المقام بعدد من الصحابة الفقهاء رضي الله عنهم في تلك المدن والاقاليم والاقطار فاخذ عنهم تلاميذهم وطلابهم وابناؤهم وتناقل هذا العلم الذي استقر في صدورهم رواية ومجالسة وصحبة وطول ملازمة انتقل هذا العلم الشريف الجليل مع سائر العلوم الشرعية التي كانت تنقل انذاك. كما هو الشأن في رواية الحديث وقراءة القرآن وسائر العلوم الشرعية. ثم استقر بنا الحديث في الماضي الاخير عند رسالة الامام الشافعي رحمه الله تعالى رحمة واسعة باعتباره اللبنة الاولى في بناء التأليف في علم اصول الفقه وكان منعطفا تاريخيا في مسيرة علم اصول الفقه في تاريخ امة الاسلام. ان انتقل هذا العلم لكونه ملكة ومن كون به اسلوبا يمارس ومنهج يتبناه الفقيه عقلا وفكرا وتأملا واستنباطا. ان يتحول من هذا المسار الى مسار فيه في تصنيف في كتب واخراج لتلك القواعد والمناهج على صيغة عبارات وقواعد تقرأ. وتدرس وتدون وتصنف فكان صنيع الامام الشافعي رحمه الله تعالى صنيعا لاخذ بعلم الاصول نحو مسار التأليف. ومن هنا بدأت مسائل علم الاصول تأخذ طريقها في التصنيف المعتبر وتدوين الكتب كما هو في علوم الاسلام الاخرى. ومن بعد الشافعي لك ان تقول ان علم الاصول قد اخذ من جديدا يسير فيه باتجاه نمو التأليف في كل العلوم كما حصل ايضا في علم اصول الفقه. فبعد الشافعي رحمه الله نحن امام مرحلة اخرى لعلم الاصول اخذتني باتجاه تاليف الكتب والرسائل واتجاهات الاصوليين والفقهاء وتحديد مناهجهم ومذاهبهم في هذا السبيل. لقاء الليلة يتكلم عما بعد الرسالة للشافعي كيف اضحى علم الاصول؟ علما ذا مصنفات ومؤلفات مستقلة تأخذ مسارها الزمني والمنهجي والعلمي وكثير من الابعاد الاخر تأخذ مسارها في هذا الطريق حتى اصبحنا اليوم امام ثروة علمية كبيرة ومكتبة اصولية ضخمة متنوعة المراجع والمصادر مختلفة المذاهب هذه الثروة الكبيرة جاءت نتائج تسلسل زمني تاريخي مع ارث علمي يتناقله علماء الامة والمتخصصون في هذا الباب اصولا وفقها جيلا بعد جيل. الحديث عما بعد رسالة الشافعي يوقفنا امام النقاط الثلاثة او اربعة ارجو ان يتسع لها مجلس الليلة ان شاء الله تعالى. واول ذلك هو الحديث عن المرحلة التي تلت تأليف الامام الشافعي رحمه الله والله تعالى لكتابه العظيم الرسالة. وقد كان الحديث فيه شيء من الاستفاضة في المجلس المنصرم عن الشافعي رحمه الله تعالى في شخصه عقليته ونمائه وتكوينه وعن رسالته التي ضمنها جملا واصولا كبارا من علم الاصول واستعرضن شيئا من اسلوبه وكلامه رحمه الله. الشافعي رحمه الله في ذلك الزمن انت تتحدث عن القرن الثاني الهجري الشافعي رحمه الله على رأس المئة الثالثة في مئتين واربعة يقودك للحديث عن هذا العلم في القرن الثالث كيف هو؟ والمتأمل في المصنفات والرسائل الاصولية يجدها في ذلك الزمن في القرن الثالث لا تعدو ان تكون رسائل موجزة مختصرة. وعادة ما تحمل عنوانا واحدا او بابا واحدا او مسألة من مسائل الاصول. يمكن القول كالتالي ان القرن الثالث الذي بدأ ابراز مسائل الاصول فيه على شكل كتابة في رسالة الشافعي حملت اهل العلم على التتابع في التأليف والتدوين والكتابة في قضايا الاصول لكنها لم تكن على هيئة كتاب تجمع فيه مسائل علم الاصول بقدر ما كانت تأليفا في مسائل جزئية فتجد رسالة مثلا في حجية الواحد واخرى في الاجماع وثالثة القياس ورابعة وخامسة وسادسة. فما كانت المدونات والمصنفات وانابيبها تحمل الشمول الاصولي في التأليف. ولا تحمل الابواب المتنوعة. كانت اشبه برسائل. وهذا النوع من الصنيع العلمي ملائم تماما التي يمر بها التأليف انت في بداية التدوين والتصنيف. ولهذا قلنا ان من اجل مزايا رسالة الشافي ان مع اعتباره اللبنة والبادرة التي صنف فيها العلم الا انه اخذ منحى الشمول والتوسع على غير العادة في تدوين العلوم. فكانت هذه احد جوانب التميز والابداع في رسالة الشافعي رحمه الله الفت هذه الرسائل على شكل مختصرات ومسائل جزئية في الغالب ارتبط التجميل في هذه الجزئية والقضايا الاصولية الفرعية ارتبط ارتبط بتبني منهج او الرد على منهج مخالف يعني من يتأمل في عناوين الرسائل في القرن الثالث الهجري التي تتناول القضايا الاصولية مثل الاحتجاج بخبر واحد او حجية الاجماع او الاحتجاج بالقياس كانت كانت تنطلق من تأسيس منهج او الرد على منهج. كانت تلك المرحلة مرحلة اه معروفة بظهور الفرق المنتسبة للاسلام. ونمائها وكتابة علمائها التصنيف فيه. بالانتصار لمذهب كالاشاعر والمعتزلة مثلا الماتورودية والجهمية وكثير من الفرق التي تنتسب للاسلام. فكان التصنيف في هذه الرسائل والقضايا الجزئية نوعا من الانتصار لمنهج او الرد على منهج. فمن الف من ال اهل السنة من الف من اهل السنة في رسائل بعنوان خبر واحد كان المقصود فيه بالدرجة الاولى الرد على المعتزلة القائلين بعدم الاحتجاج به. لانه ظني ولا يصلح الاحتجاج بالمصادر والادلة والنية في قضايا تحتاج الى قطع ويقين. من الف في القياس اما ان يكون من اصحاب المذهب الظاهري الذين لا يرون فيفرض رسالة في عدم الاحتجاج بالقياس واعتباره دليلا باطلا واتباعا للهوى. وافتئا على الشريعة وتمردا عليها وفرضا للدين بالاهواء او ان يكون المصنف من الجمهور من المذاهب الاربعة وغيرهم ويقصد به الرد على مذهب الظاهرية في عدم الاحتجاج بالقياس. المقصود ان الرسائل في هذا القرن كانت محدودة وجزئية واخذت هذه السمات في الغالب. استمر الوضع كذلك حتى حل القرن الرابع الهجري القرن الرابع لبعد الثلاثمائة. وهنا بدأت تأخذ هذه المصنفات التأليف المتكامل وظهرت اولى المحاولات او او بعض المحاولات التي صنف فيها علم الاصول على شكل كتاب متكامل يجمع ابواب الاصول المتتابعة فظهر كتاب الفصول للامام ابي بكر الجصاص الرازي الحنفي المتوفى سنة ثلاثمائة وسبعين للهجرة. وكانت قبله وبعده محاولات متعددة بهذا الاتجاه تأليف متكامل. اذا انت في القرن الرابع تجاوزت القرن الثالث لتقف امام مصنفات اصولية متكاملة الى حد كبير تجمع ابواب الاصول. هذا الصمت اضحى سنة لمدونات في علم الاصول في القرن الرابع الهجري. هذا العنصر هو الذي يمكن ان تكون يعني ان يكون عنوانه هو نشأة علم الاصول او بدايات التأليف فيه ما بين القرن الثالث والرابع الهجري على اما النقطة التالية فهو الحديث عن ما بعد هذه المرحلة وهما القرنان الخامس والسادس الهجريان. والحديث فيهما حديث عن الطور الذهبي او المرحلة الذهبية للتدوين في علم الاصول التي صنفت فيها امهات كتب علم الاصول ومراجعه الكبار واصوله المعتمدة في هذا الفن عند ارباب الفقه والاصول. القرن الخامس والسادس الهجريان انضاج مسائل علم الاصول. والتدوين المتكامل فيه. الذي يشمل ابواب الاصول بابا في اليابان وترتيبا منطقيا منهجيا واخراج كتب تتناول علم الاصول من اوله الى اخره. فشملت محاولات متعددة وحسبك ان الكتب الاربعة التي تعد اركان علم اصول الفقه عند المتخصصين هي من نتاج هذه المرحلة من تاريخ الامة وتحديدا القرن الخامس منها على وجه التعيين. الاربعة الكتب هي الكتاب الاول كتاب العمد للقاضي عبدالجبار الهمداني المعتزل. والكتاب الثاني لتلميذه القاضي ابي البصري المعتزلي المعتمد. والكتاب الثالث هو كتاب البرهان لامام الحرمين ابي المعالي الجويني رحمه الله تعالى والكتاب الرابع هو المستصفى بحجة الاسلام ابي حامد الغزال رحم الله الجميع. فالكتب الاربعة كتب الاربعة العمد والبرهان والمستصحى. هي من نتاج هذا القرن. القرن الخامس واذا استثنيت الغزالي المتوفى في خمسمائة وخمسة. فهو في رأس المئة في السادسة الكتب الاربعة هذه كانت من نتاج هذه المرحلة. ولما يقول المؤرخون للعلوم ان هذه الكتب الاربعة هي هي اركان وعلم الاصول فتنظر فيها فاذا هي من نتاج هذا القرن اذا انت امام قرن الذي القى باركان هذا العلم وبعيدا عن الحديث عن سبب اختيار هذه الكتب الاربعة لتكون اركان العلم. فان الناظر فيها يجدها في تلك المرحلة حيث لم يسبقها تصنيف بهذا الشكل فهي اذا النتائج معتبر وهي هي ايضا محاولة علمية قيمة لهؤلاء الائمة الكبار. الفوا الكتب هذه على نحو يشهد الاصول يجمع الاقوال يورد الادلة يجمع الخلاف يناقش يرجح يخرج برأي معتمد فانت امام كتاب الخشوع يتناول المسائل الاصولية بشمول اولا يتناول المذاهب المختلفة حول المسألة الواحدة ثانيا يورد الادلة لكل مذهب مع مناقشته ثالثا يرجح مذهبه فيما يراه راجحا ولو خرج خارج حدود مذهبه الفقهي الذي ينتمي اليه. امام الحرمين من شافعي الاربعة شافعية القاضي عبدالجبار وابو الحسين وامام الحرمين والغزالي الاربعة شافعية لكنهم في كتبهم يرجحون مسائل مخالفون بها المذهب الشافعي. اذا هي محاولة ناضجة تماما. يتكلمون في تقعيد مسائل وفي تأسيس اصول وايراد اقوال والاحتجاج لها والانتصار لرأي الراجح هذا الذي جعل الكتب الاربعة منارات في التأليف الاصولي في تلك المرحلة. ولما نقول ذلك الكلام انك تجد التأليف الاصولي فيما بعد هذه المرحلة كان متأثرا الى حد كبير بهذه الكتب فاما ان يحذو حذوها واما ان يشرحها اما ان يجعلها اصلا يعتمد عليه واما ان يتبع طريقته في الترتيب. مع ان الاربعة لا تشبه بعضها. فكتاب العمد القاضي عبدالجبار هي المحاولة الاولى وبالمناسبة العمد يعني ليس بين ايدينا اليوم هو جزء يسير متواجد والباقي مفقود. وتلميذه القاضي ابو الحسين شرح جزءا منه موجود بين ايدينا واسمه شرح الف ابو الحسين المعتمد فكان تأليفا جديدا بين ايدي الناس يخالف طريقة الشافعي في الرسالة له منهجه المعتمد يسير عليه طريقته الخاصة به في ترتيب المسائل في عرض الخلاف في ايراد الادلة في الانتصار للرأي الراجح. جاء امام الحرمين في البرهان فخالف ذلك تماما وعرض الكتاب بطريقة مختلفة. وعرض المسائل الاصولية بشمول واستيعاب على طريقة مختلفة تماما. امام ومن صاحب لغة ادبية راقية. شاعر اديب فصيح بليغ. فكتاب في الاصول كانك تقرأ في قطعة من المقامات الادبية وهي في مسائل علم الاصول يعرض المسألة ويناقش ويرجح الا ان بعض الفاظه تبلغ من فصاحتها ان تستعصي على طلاب العلم الا بالرجوع الى المعاجم من بالغ فصاحتها وروعة سموها الادبي الذي يسوق بها العبارة على لغة غير معهودة عند الاصول فاصبح الكتاب ايضا معلما مستقلا بمعالمه المتباينة تماما عن الكتب المؤلفة في هذا الباب. جاء الغزالي رحمه الله وهو تميم في الجويني. فلاحظ ابو الحسين تلميذ القاضي والغزالي تلميذ لامام الحرمين. ولم ولم تلحق تأثر التلميذ بشيخه في التصنيف ولا في التاريخ. فصار مستشفى الغزالي ايضا معلما مستقل في التأليف الاصولي خالف شيخا في الترتيب والتبويب خالفه في الترجيح في المسائل صار مسارا مخالفا ولذلك اقول اصبحت الكتب الاربعة من الكتب المعتمدة ويهم طالب العلم الذي يتخصص في الاصول او يدرسه ان يكون على دراية بمكانة هذه الكتب الاربعة ان تكون مراجع يحسن به الرجوع اليها لانها تمثل جذور التأليف الاصولي المتكامل. انت لما تقرأ كتابا متأخرا في القرن الثامن التاسع العاشر الهجري اي كتاب في الاصول على اي مذهب من المذاهب؟ من خطأ المنهج الا يكون لك ارتباط بالرجوع الى هذه الكتب التي هي تلك المسائل والخلافات فان ترجع اليها لتقف على بدايات الاقوال ونشأتها وايراد الاقوال فيها. فتجد عند المتأخرين اما مزيد عرض في الادلة او مناقشة للتعريفات او خلافة في الترجيح. لكن اصول المسائل جذورها في الخلافات التي تبقى بين الاصوليين في الغالب هي دائرة بين هذه الكتب الاربعة لا تخرج عنها. الحديث عن هذه الكتب الاربعة كما قلت في اركان علم الاصول كانت من نتاج هذين القرنين على وجه التحديد ثم السادس يأتي تباعا باعتباره مرحلة متصلة. كان هذان القرنان مرحلة الانفجار في التأليف الاصولي النضج المتكامل واخراج الثروة التصنيفية الكبيرة في علم الاصول خلال هذين القرنين من الزمان. هل يمكن ان تقول انه لم يبقى لمن يأتي بعد هذين القرنين مزيد في ان يبذله في التصنيف في الاصول او يضيفه؟ الجواب الى حد كبير كان نعم. لان المحاولات التي اتت بعد لم تخرج عن هذه المسارات وعلى هذه الاطر. اذا هذا هو الحديث عن القرنين الخامس والسادس الهجريين. وما كان فيه ما من نتاج اصولي كبير معتبر تكاملت فيه المصنفات ظهرت فيه اصول هذه العلوم. كوني لم اسمي كتبا اخرى كانت من نتائج هذه لا يعني عدم اهميتها لكنني اقول ما اعتبره المتخصصون في الفن عمدا واركانا واصولا. والا فانه لا يجوز لمن تحدثوا عن تاريخ علم الاصول ونشأته ان يغفل تسمية كتاب التقريب والارشاد. للقاضي ابي بكر الباقلاني. وهو من ارباب القرن الخامس ايضا لا يمكن تجاوزه لان التقريب والارشاد لابي بكر الباقلان فوق كونه سابقا على هذه الكتب ومتقدما عليه وهو القاضي عبد الجبار احنا رتبناهم قاضي عبدالجبار القاضي ابو الحسين امام الحرمين الامام الغزالي. هؤلاء الاربعة على الترتيب هكذا في تاريخ وفياتهم يقول القاضي ابو بكراني برتبة القاضي عبدالجبار وهو قرينه ومعاصره وكان في زمن واحد غير ان هذا معتزلي وهذا اشعري والامام ابو بكر من افاضل اهل اهل السنة الذين انتصبوا للرد على المعتزلة وكتابه الانتصار للقرآن احتج فيه احتجاجا عظيما بالغة احد الائمة الاسلام حقيقة علما وفقها وتأصيلا كبيرا. امام الباقلاني كان يجله شيخ الاسلام اي ما اجلال. واذا جاء الى ذكره وعرض له فانه يقف امامه باحترام كبير وتقدير رغم سلوكه طريقته بالحسن الاشعري رحمه الله في تقرير مذاهب الاعتقاد الا ان نتاجه علمي يجبر كل ائمة الاسلام عن اختلاف مشاربهم اجلال علم الرجل وتقدير مكانته الله عليه. قاضي ابو بكر الباقلاني كان من اوائل من ارسى علم الاصول في كتابه التكريم والارشاد. ثم صنف التقريب الارشاد على درجات ثلاثة التقريب للإرشاد الصغير التقريب والإرشاد الأوسط التقريب والإرشاد الكبير. فالثلاث الكتب بالثلاثة المراحل طبعا هو اختصارا وتوسطا وتوسعا. تقريب الارشاد الكبير الحاوي للخلاف والادلة والترجيحات. ابان فيه الامام الباقلاني عن سعة عن عظيم اطلاع عن قوة حجة عن العلم الغزير ومكنة ليست باليسيرة في علم اصول الفقه. لكن الذي يجعل المتخصصين تجاوزونا الحديث عن التقريب والارشاد الباقلاني رحمه الله انه مفقود بين ايدينا اليوم وليس منه شيء. لا الصغير ولا الاوسط ولا الكبير الموجود منه شيئان او محاولتان حافظت على شيء من بقايا التقريب والارشاد في باقي اللان. اول هذين هو جزء يسير من التقريب والارشاد الصغير موجود. ليس الاوسط ولا الكبير. بعض ابواب كتاب صغير لا يعدو ثلث الكتاب. مطبوع في ثلاثة اجزاء. هذا الصغير وثلثه مطبوع في ثلاث اجزاء ثمن الصغير كم يكون؟ الاوسط كيف يكون والكبير كيف يكون؟ هذا الموجود فقط. الذي طبع في ثلاثة اجزاء. الجهد الثاني الذي حافظ على شيء من نتاج الامام الباقلاني في التقريب والارشاد هو كتاب التلخيص لامام الحرمين صاحب البرهان. اي ملخص التقريب والارشاد في كتاب اسماه التلخيص وعمد فيه الى اختيار اصول المسائل وشيء من الادلة وشيء من الترجيح اراد ان يلخص التقريب والارشاد ولعله اختصر او الكتاب الصغير التلخيص مطبوع في جزئين فهذا هو الباقي من التقريب والارشاد من باقي الليالي ورغم قلة هذا الباقي من ما بين ايدينا من التقريب والارشاد الا انهم يبهرك بسعة علمه وامامته رحمه الله. خلاصة القول الحديث عن القرن الخامس وهو السادس الهجري في الاصول والحديث عن القرن الذهبي عن طور النضج والتكامل الاصولي في التصنيف والتبويب والمسائل وايراد الادلة والترجيح وحكاية الخلاف الى اخره. هذا القرن الخامس والسادس الهجري استقر عليه التصنيف الاصولي على هذا المنحى تكاملت فيه المسائل اجتمعت فيه الاقوال. دونت فيه الادلة نجح المصنفون حسب مذاهبهم واتجاهاتهم. النقطة التالية او الثالثة هي الحديث عن القرن السابع فما بعد والحديث عن القرن السابع وما بعد باعتباره ايضا جاء عقب هذه المرحلة التي استقرت فيها كتب الاصول وارسلت فيه الاعمدة التي صنفت في هذه الكتب التي سبقت الاشارة الي. الحديث عن القرن السابع يجعلنا نتكلم عن كتابين اثنين لا ثالث لهما. هما المحصول للامام الرازي محمد ابن عمر فخر الدين وكتاب الاحكام في اصول الاحكام للامام ابي الحسن الامري رحمهما الله تعالى المحصول للرازي والاحكام للآمري. هي مرحلة اخرى من مراحل التصنيف في علم الاصول. وانما اكتسب هذان الكتاب مكانة معتبرة اكتسب هذان الكتابان مكانة معتبرة عند الاصوليين باعتبار ان كل ما جاء من جهد لي بعد هذين الكتابين هو دائر حولهما في الجملة. او سالك طريق احدهما في الجملة. بل يمكن ان تقول بلا مبالغة ان المؤلفين في الاصول بعد هذين الكتابين بعد القرن السابع سلكوا احد المسارين اما مسار المحصول للرازي او مسار وباحكام الآمرين ماذا اقصد بالمسار؟ اتخاذ الكتاب اصلا يسير المصنف على ضوءه. فاما يختصر واما يشرح واما يلخص واما يعني يخصص كتابا على طريقته. احد الكتابين المحصول او الاحكام فالذي حصل ان محصول جمع الما سبق من الكتب التي صنفت. بل يقول بعض من يترجم له ان الرازي رحمه الله لما جاء يؤلف المحسوب كان يحفظ الكتب الاربعة عن ظهر كان يحفظ العمد والمعتمد والبرهان والمستصفى يحفظه كما يحفظ القرآن. فلما كان يكتب كان يستحضر ما فيها من اقوال وادلة ومذاهب وكان قد جمع طرق الاربعة وجمع منها خليطا. ووصده في قالب كتابه المحصول. فالواقف على المحسوب كانه يقف على عصارة تلك الكتب الاربعة وما فيها ليس بالضرورة ان يكون مقيدا بالكتب الاربعة لكن المقصود ان الرجل احاط بها. وكان امامه القويم مؤهلا له لان يكتب يكون جامعا مستوعبا ما سبق فيه بسمته الخاصة به وفيه نفسه الذي يميزه رحمه الله عن غيره من الاصول من مين؟ فضح كتاب المحصول للرازي يعني ان صح التعبير فتنة للاصوليين ممن جاء بعده. فصاروا اما يختصرون المحصول او يكتبون حوله الامان العلمية المتتابعة والمحصول كثيرة جدا. ظهرت من عصره يعني هناك من شرح المحصول في عصره. وهناك من لخصه الملخصات كثيرة يروح المحصول كثيرا الذي يهمنا ان مختصرات المحصول في اكثر من كتاب اختصره القرافي في تنقيح الفصول اختصره الدين الارموي في الحاصل اختصره سراج الدين الارموي في في التحصيل. اذا حاصل وتحصيل وتنقيح الفصول. كل الثلاثة وغيرها من الكتب تختصروا محصول الرازي ثم ماذا؟ ثم جاء المختصر الذي اصبح مرجعا لطلاب العلم يحفظونه كونوا في المدارس الاسلامية انذاك وفي المعاهد يقرر لهم ويشرح مختصر منهاج البيضاوي رحمه الله. والمسمى من هذه الوصول في علم الاصول. ماذا صنع البيضاوي؟ اختصر مختصرات المحصول. الحاصل والتحصيل. فجمع منهما كتابا مختصرا على طريق المتون العبارات الموجزة والانجاز في عرض الخلاف والادلة ويترك التفاصيل للشراح. اصبح الطلاب العلم انذاك يحفظون من هذا البيضاوي ويدرسونه ويكون هو الكتاب المعتمد المقرر في مدارس والمعاهد الاسلامية شرقا وغربا وصار من يدرس علم الاصول لابد ان يحفظ منهاج البيضاوي وعليه ان يستوعب شروحه كثرت شروح منهاج البيضاوي كثرة بالغة. صار القرن الثامن والتاسع والعاشر وما بعد يصنف الاصوليين شروحا على مختصر منهاج البيضاوي. ولهذا قلت ان المحصول للرازي اصبح احد المسارين الذين يصدق عليهما المصنفون في الاصول. اذا هذا محصول الرازق لما مر بمختصرات انتهى الى عصارة في مختصر منهاج البيضاوي واصبح المنهاج كتابا يحفظ ويدرس كثرت الشروح. اذا شراح المنهج من بيضاوي هم في الحقيقة هم في الحقيقة يدورون حول اي محور حول المحصول للرازي لانه اصله وخلاصة ما الرازي والمحصول من المسائل هي في المنهاج البيضاوي وادلته والخلافات والمذاهب المذكورة وترتيبه تدريبه الموجود في منهاج البيضاوي. الكتاب الاخر هو الاحكام الانبي وهو الاخر ايضا حظي حظي بانتشار كبير بسبب مختصره. الذي اختصره الامام ابن الحاجب ابو عمرو عثمان ابن ابي بكر اختصر اختصر احكام الامري في مختصئه المشهور منتهى السول والامل في علمي الاصول والجدل. اختصر احكام الامر على طريقة البيضاوي الذي اختصر مختصرات المحصول. هذا جاء واختصر احكام على طريقة المتون ايضا عبارات موجزة تقليل في الادلة ويترك التوسع للشراح. فصنف فصنف ابن الحاجب رحمه الله مختصره وسماه منتهى السول والامل. في علمي الاصول والجدل. اختصر فيه ماذا حتى صار فيه احكام الامر. والامر كما قلت لك يعني هو ومحصول الرازي في القرن السابع منارتان كبيرتان في التدين الاصولي لما اختصر الان ابن الحاجب الاحكام في منتهى السوء والامل في علمي الاصول والجدل عاد فاختصر المختصر اذا مختصر الان ما اسمه؟ منتهى السوء والامل في علمي الاصول والجدل. ابن الحاجب نفسه عاد فاختصر المختصر وسماه مختصر المنتهى. الكتاب اسمه منتهى السور والامل. اختصره فسماه مختصر وهو الموجود بين عند طلبة العلم لما يقولون مختصر بن حاجب او قال ابن الحاجب في مختصره يقصدون المختصر الكبير او الصغير الصغير هو السائل وهو المنتشر وهو الشائع بين ايدي طلبة العلم. والذي ايضا مرت فترة من الفترات يحفظه طلبة العلم المتخصصون بالاصول كثرة ايضا جدا شروح ابن الحاجب شروح مختصر ابن الحاجب. حتى ان اكثر عددا من شروح مختصر منهاج البيضاوي فلما تكسروا شروح المتن تدل على ماذا؟ على اقبال طلبة العلم عليه وعلى الاقبال في المدارس والمعاهد عليه وعلى اشتغال الاصول حقيقة مختصرة الحاجب من بعد القرن الثامن التاسع العاشر وما بعد هو الكتاب المنتشر من يدرس من اصول اه كتابا في الاصول يدرس مختصر ابن حاجب مع احد شروحه. كثرت شروحه جدا. ومخطوطاته الموجودة في مكتبات الاسلام شرقا وغربا متناثرة. في نوع المؤلفين والمصنفين يشرحوا الكتاب مالكي وشافعي وحنبلي على اختلاف المظاهر. لو اصبح كتابا معتبرا هذا الذي جعل المحكمة الامن بالمكانة المعتبرة. اذا انت امام مختصرين كبيرين كثرا اشتغال طلاب العلم بهما. اولهما مختصر منهاج البيضاوي اختصر فيه المحصول مختصراته للرازي والمختصر الثاني هو مختصر المنتهى لابن الحاجب اختصر فيه لا اختصر فيه مختصره. الذي اختصره من الاحكام وهكذا. ولهذا سماه مختصر المنتهى. واذا جاء الاصول يعزون الى ابن الحاجب فاذا قالوا قال في المختصر الكبير يقصدون الاول الذي اختصره بداية من الاحكام. واذا قالوا المختصر واطلقوا في الصغير وهو مختصر المنتهى. على كل نحن امام مختصرين كبيرين كما قلت لك صار طلاب العلم في الوصول يحفظونهما. ويدرسون الشروح والحواشي كثرت شروح الكتابين وكثرت الحواشي وكثر اشتغال طلاب العلم بهما. هذا الذي جعلني اقول ان من جاء بعد المحصول للرازي والاحكام للامري اصبح يسير في احد هذين المحورين. لان شغلهم في النهاية اما على منهاج البيضاء واما معنى مختصر ابن الحاجب واحدهما يرجع للمحصول الثاني يرجع الى الاحكام فلهذا يكاد ينحصر جهد الاصوليين فيما بعد حول هذين اسري وما حولهما من شروح. لاحظ معي اني اتكلم عن القرن السابع فما بعد. وهو معنو له في تاريخ علوم الاسلام بقرون الركود والانحطاط والجمود الذي صارت فيه العلوم كلها الحديث والفقه والتفسير نحو الاختصارات الحواشي وعدم التجديد فيه وعدم التصنيف المستقل الذي يبدي مسارا مستقلا مغايرا لما قبل. ولهذا صار اهل العلم انذاك على النظم وعلى الشروح وعلى الحواشي وعلى الاختصارات والتعليقات والاختصار على هذه الجهود العلمية ليس استقلالا لكنه الحديث عن التصنيف والتدوين العلمي في سائر علوم الاسلام في تلك المراحل. ظل الامر كذلك حتى جاء السبكي في القرن الثامن. وكان ممن ساهم في شرح هذين المختصرين من السبكي له شرح على مختصر منهاج البيضاوي اكمل فيه صنيع والده رحمه الله في الابهاج تقي الدين السبكي. فجاء فاكمل التاج صنيع والده واكتمل الكتاب الابهاج في شرح منهاج اي منهاج منهاج البيضاوي. ثم ابن السبكي نفسه شرح ايضا مختصر ابن الحاجب وسماه رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب. اذا شرح المختصرين فوجد نفسه قد استوعب الكتابين بين يدور عليهما شغل الدارسين للاصول في تلك المرحلة. شرح هذا الكتاب وشرح هذا الكتاب والم بهما جيدا فشجعه هذا على ان ينشئ مختصرا جديدا في الاصول اسماه جمع الجوامع. الامام ابن السبكي رحمه الله اقول هذا نتائج متسلسل حتى تعرف كيف صارت المسألة. جمع الجوامع للسبكي وقد شرح مختصر ابن الحاجب وشرح مختصر المنهاج البيضاوي. اقول اهله ذلك ان يكتب استقلالا ويصنف مختصره اللطيف البديع في عبارات محدودة وفي جمل معدودة صنف جمع جمع الجوامع للسبك المتوفى سبع مئة وواحد وسبعين للهجرة. انت في اخريات القرن الثامن الان. ابن السبكي لما الف جمع الجوامع يمكن ان تقول انه الكتاب الذي غطى على منهاج البيضاوي وعلى مختصر ابن الحاجب الى حد ما. يعني لم يقصي مختصر الحادث لا يزال شغل طلبة العلم عليه. ولم يغطي اذن تماما منهاج البيضاء فلا يزال شغل الناس عليه. لكنه اصبح اضافة جديدة واصبح شغل طلبة العلم الدارسين الاصول حول هذه الكتب الثلاثة. فتجد طلاب العلم اما يدرسون مختصر المنهاج او مختصر ابن الحاجب او جمع الجوامع للسكري. الى وقت قريب كانت مدارس الاسلام الكبرى ومعاهده العظمى مثل الازهر في مصر. يدرسون جمع لطلاب متخصصين في المراحل العليا بل ويحفظونه حفظا عن ظهر قلب. ومشايخ الازهر القدماء يحفظونه كالفاتحة. وصار عندهم هذا من الدراسة في المراحل العليا في الازهر ان يحفظ الطالب كتاب جمع الجوامع لابن السبكي. ويتقنه فيأخذ شرحه على ايدي الشيوخ والعلماء انذاك فيكون متقنا لمسائل علم الاصول. هذا بايجاز شديد الحديث عن مسيرة علم الاصول وكتبه ومناهجه ومراجعه الكبار خلال هذه المرحلة سريعا على انطلاق فيما بعد رسالة الشافعي. لما تقف امام هذا النتاج العلمي الكبير فانت تتحدث عن مسار نشأ بعد الامام الشافعي رحمه الله. كل ما تم ذكره الان في الدقائق السابقة هو الحديث عن تطوير ونشأة علم الاصول عبر القرون. الحديث بتوقف وتفصيل يقتضي يقتضي مضدا زمنية غير متاحة. يعني لا نريد ان نتحدث عن القرن الثالث والرابع باسهاب ثم الخامس والسادس باسهاب ثم السابع او نتحدث عن كل كتاب من هذه الكتب بشيء من التفصيل والحديث عن مزاياه ومحتواه وكيف كان منحنى جديدا في مسيرة في علم الاصول؟ الذي يهمني الان ان تقف على اشبه بخارطة موجزة صغيرة جدا تحكي لك اه مسيرة التأليف في علم الاصول. وكيف ان الشافعي رحمه الله لما افتتح الباب توالى الناس من بعده على شكل صنفات في رسائل موجزة ان شيئا فشيء بدأ يتكامل هذا التأليف في القرن الرابع ثم تكامل تماما ونضج في القرن الخامس والسادس ثم الة الى مراجع معتمدة يرجع اليها الناس وصار المحصول للرازي فالاحكام للآمر ثم عادت في عصور الركود والجمود الى البحث عن فاختصرت هذه الكتب الكبار وصارت هي مرجع الناس الحفظ المختصر ودراسته والاعتماد على شروحه وكثرت هذه الشروح بالتالي الموجود اليوم في مدارس المسلمين ومعاهدهم وجامعاتهم وكلياتهم شيء لا يخرج عما ذكر واما ان تدرس بعض تلك المختصرات كجمع الجوامع او مختصر ابن الحاجب. يدرس دراسة واعية مفصلة. يحفظه الطالب او لا يحفظه او مثلا متعلقا به ويدرس عليه بعض الشروح. او ربما كان التوجه نحو اختيار كتاب معتمد يخدم المذهب الذي يدرس فاذا كان البلد مثلا حنفيا تدرس بعض متون الكتب الحنفي في الاصول وتعتمد اما يدرسون اصول الصراخ في مثلا او بعض المختصرات بمختصر المنار للنسف وشروحه المعتبرة عندهم. واذا كان المذهب مالكيا اعتمدوا على مختصر ابن الحاجب او على تنقيح الفصول للقرار وشرحه ومن تلاه. واذا كان المذهب حنبليا عمدوا الى بعض كتب الحنابلة كروضة النار وابن قدامة او مختصر ابن اللحام وغيرهم من الكتب التي تخدم المذهب واذا كان المذهب شافعيا درسوا اما جمع الجوامع او منهاج البيضاوي او غيرهم من الكتب التي تخدم المذهب. خلاصة القول ما هذه المسيرة في علم الاصول؟ والتوالي في التصنيف فيه على هذا النحو جعل مسيرة العلم والتطوير والتطوير فيه تخرج بمكتبة حافلة بمصنفات الاصولية. شيء منها بالتصنيف المستقل ابتداء وشيء منها بما يخدم هذه الكتب. وشيء منها بالاختصار وفي منها بشروح تلك المختصرات فتنوعت اساليب المصنفين في علم الاصول حتى اصبحت امام ابواب كبيرة متعددة من علم الاصول فيأتي السؤال المهم طالب العلم لما يريد ان يدرس علما كاصول الفقه من اين يبدأ؟ وكيف يسير؟ وكيف ويترقب ويواصل والى اين ينتهي؟ والجواب ان من تصور نشأة هذا العلم بهذا الانجاز المختصر الذي اوردته قبل قليل يجعله يبتدأ من حيث من حيث حاول العلماء ان يضعوا المسارات التي تعين المبتدئ وهو العناية بالمختصرات المعدودة التي تصور لك مسائل العلم ووصول ابوابه الكبار فكيف تبتدأ منها لتكون الخطوات المتتالية عينة لك على السرخت لا ينصح المبتدئ بان يقذف مباشرة الى تلك الكتب الكبار يعني مبتدئ لا يصلح له ان يدخل مباشرة على الراجل يدوسه وما برهان الجويني ولا مستشفى الغزالي ولا احكام الامدي لانه سيتعب وربما مضج القدرة الكافية على الفهم والاستيعاب اب سيكل وينقطع وربما تركت دراسته وعاد بن غيب فائدة كبيرة. لكن الخطوة الاولى هي التي تعينه في فهم التصور الكامل لمسائل هذا العلم يأخذ من كل باب قدرا يعني اذا جاء للادلة يدرسها بايجاز الكتاب السنة الاجماع القياس ولا يدخل في تفصيلات المسائل الاصولية الدقيقة في كل باب. اذا جاء للدلالات يدرس مسائل يسيرة في العام والخاص الامر والنهي المطلق المقيد الناسخ المنسوخ. يأخذ التعريفات يتصور هذه المصطلحات ما مرادها؟ يقف على اصول المسائل الكبار في كل مصطلح صيغ العموم انواع التخصيص ابرز امثلته يدخل الامر والنهي بعض امهات مسائل دلالات الامر والنهي دلالة الامر المطلق دلالته على الزمن دلالته على العدد. تناوله لبعض الدلائل التي تؤثر فيه كما اذا كان بعد حظر او بعد سؤال او بعد استئذان الى اخره. فشيء من المسائل مع ضرب الامثلة يعينه على تصور محتوى مسائل هذا العلم. وما تضمنه ابوابه وفصوله. فاذا اتم الدراسة على بعض المختصرات على هذا النحو. بعض الكتب الموجزة التي تصور له العلم اجمالا وتقرب له المصطلح فيصبح ويمسي يعرف ما معنى المجمل ومبين عند الاصول؟ ما هو النسخ وما هي مسالك معتبرة؟ ما طرق دفع تعارض عندهم بين الادلة الشرعية. ما معنى قولهم فجهد قول الصحابي؟ وما ابرز المذاهب فيه؟ ما هو المذهب المعتمد في المصالح المرسلة ما مذهبية من الاستحسان وما القول الصحيح فيه؟ هكذا يقف على اصول المصطلحات يعرف اولا ايش دلالة هذا المصطلح؟ وفي الجملة المذاهب فيها ما هي؟ وفي الجملة ايضا ابرز الاقوال الراجحة في القضية او الادلة المعتمدة فيه. اذا اتم كتابا بهذا النحو مختصر معدوبا يمر به على جملة ابواب الاصول يقف فيها على تعريف المصطلحات على امثلة واضحات لها خرج بقدر نعتبره بالخطوة الاساس. في هذه المرحلة لا يحصل به ان يتوسع في بعض الكتب. التي تسحب اما في التعريفات. او في ذكر الادلة والخلافات او في ذكر الاقوال والمذاهب التي تخرج به عن تصور المسألة فيتيه. وفي هذه المرحلة يحتاج الى ذبح ضبط اولي فاذا اتمت دراسة كتاب على هذا النحو فان المرحلة التالية تساعده على ان يرتقي الى درجة اوسع. الدرجة الاوسع الان امامه عدة خيارات اما ان يعمد الى شيء من المختصرات التي مر فكرها. منهاج البيضاوي جمع الجوامع. مختصر ابن الحاجب مع شيء من الشروح التي تبتسم بسهولة العبارة ولا تقلق آآ قارئها ولا تغلق عليه ايضا منافذها. فاذا اتم هذا ايضا فهو الان بسعة تامة اما على ان يكون قادرا على قراءة الكتب الموسعة. لا بأس في اثناء المرحلة الثانية وهو يدرس بعض المختصرات. التي هو الان لا يوجد فيها اخذ التصورات والان يريد تأسيس التوسع والادراك للمذاهب في المسائل والادلة والترجيح وبهذا الصدد الان ان يمسك كتابا يدرس على نوعه او على منهاجه. في هذه المرحلة لا بأس ان يعود بشيء من البحث والمراجعة لبعض الكتب. على سبيل المثال كان يدرس مسألة الزيادة على النص هل هي نسخ الاولاد؟ ومرت به الاقوال في القضية وفق كتابه يدرسه كان يدرس في جمع جوامع او كان يدرس بمختصر ابن الحاجب مرت به مسألة لا بأس في هذه المرحلة ان يعود الى المستصفى مثلا يقف على ما قرره الغزالي في مسألة الزيادة عن النص او يعود مثلا الى المعتمدة بالحسين فيرى ما قرره الى المحصول للرازي فيقف على سرد الادلة والاقوال والخلافات لا بأس لا بأس لنكتب بحثا في صور مطلق مع المقيد واجتماعها. واما الاربعة التي تذكر اختصارا الصور الاربعة الاجتماعي المطلق مع المقيد. اتحاد السبب والحكم او اختلافهما او اتحادهما في احد واختلافهما في الاخر ان الصور الاربعة هي على الاجمال وانها تفصيلا تصل الى سبعة في بعض الكتب الموسعة بالامثلة فيحررها ولا بأس ان يبحثها بالرجوع للكتب الموسعة. بهذا يكون قد حقق امرين مهمين. الاول الدراسة الموسعة مؤسسة لمسائل هذا العلم للوقوف على خلافاته على ادلته على الترجيح الذي يكون عنده الملكة الكافية لقوة النظر في الادلة وفي الاصول وفي القواعد وفي الدلالات. واما المسألة الثانية التي يكتسبها فهي رجوعه الى تلك الكتب الكبار التعامل معها واكتسابه ايضا طريقة مصنفها ومنهجه في تقرير المسألة وتصويرها وادارة الخلاف فيها وترجيحها يخرج بتصور عام يقول مثلا يغلب على في كتاب الاحكام التوقف عندما يناقش الادلة والاقوال. وهذا صحيح. يغلب العناية بالحدود والتعريفات ويطيل النفس فيها ويفرض صفحات متعددة فقط لتحرير العبارة في التعريف المختار ثم يعرف العام الامر النسخ القياس الاجماع وهذا صحيح. يقول يغلب على الرازي في المحصول عنايته باستيعاب كل ما لا يمكن ان يكون دليلا على القول ولو لم يكن من ادلة اصحاب المذهب. يعني يعرض مذهب الحنفية مثلا يريد ادلتهم مما وقف عليها من كتبهم. ثم في ان يورد دليلا يصلح ان يكون دليلا لهم ولو لم يقودوه. فعنايته بهذا عنايته بايراد الاعتراضات على الادلة. ومحاولة العبارة والتوسع في ايراد المآخذ التي تكون مؤثرة في وجه الاستدلال بدليل ما سمى بارزة عند الرازي في المحصول. اقول هذه الرجوع تلك الكتب والوقوف عندها تكسب الباحث والناظر والمتعلم في تلك المرحلة الامام الجيد بتلك الكتب. يقف عند البرهان الجيني فيراه يحلق في مسار اخر مختلف تماما. واذا هو يعتني باصل المسألة وجوهرها. ويقفز كثيرا على الخلافات ولا يتقيد بحدود المذهب ولهذا يقولون ان الشافعية زهدوا في البرهان للجويني ولم يقبلوا عليه ولم يشتغلوا به لا شرحا ولا خدمة لكونه تجاوزوا حدود في كثير من المسائل وعادة فقهاء المذاهب انهم يعتبرون الكتاب الذي يتجاوزوا حدود المذهب وقواعده ومسائله يعتبرونه لا يمثل المذهب. اذا كان لا يمثل المذهب فانهم ينشغلون بكتب التي تخدم المذهب وتقرر قواعده. هذا الذي على الشافعية يزهدون في برهاننا امام الحرمين. والا هو فكما قال ابن السبكي فانه لغز الامة وفخرها. في مسائل علم الاصول وطريقته العجيبة الرائعة في سياقة المسائل وتقريرها. والاربعة شروح الموجودة للبرهان فيما حفظته مكتبات الاسلام في الروح الاربعة مالكية ما فيهم واحد والمالكي الأربعة الموجود منها اثنان وثمان مفقودان. واحد طبع في جزء منه الآخر طبع كامله. فالمقصود ان ادمان النظر بالرجوع الكتب ومحاولة التوسع فيها تكسب الباحث الوقوف على اساليب هؤلاء الكبار ائمة المصنفين في علم الاصول وتكسبه ايضا التربة الكافية. فاذا ما جاء للمرحلة الثالثة نقول في المرحلة الاولى هو التصور العام للمسائل ومحاولة اخذ مختصر يكتفي فيه تاخذ المصطلحات وتعريفها وتصور المسألة في الجملة والادلة على وجه الاجمال والخلاف بانجاز. اذا اخذ التصور الكامل لمسائل المرحلة الثانية وهي ان يعمد الى كتاب متكامل. اوسع من المختصرات او مختصرا باحد شروحه. بحيث يتوسع في ذكر الاقوال ويريد الادلة ويخرج بترجيح. والمرحلة الثانية كما قلت مصحوبة بشيء من الرجوع. هي تلك الكتب والوقوف عليها والنظر فيها والاخذ منها. المرحلة الثانية مرحلة التوسع. مرحلة المتخصص الذي يريد ان يكون يوما ما مرجعا في هذا العلم متخصصا ركنا شديدا تأوي اليه الامة في هذا العلم في زمن ما وان يكون راية ترفع في سبيل طلاب العلم هذا الطريق وان يعرف بينهم بالتخصص والقدرة والمكنة وحل مشكلات هذه المسائل ينظف مسائل هذا العلم تطبيقا عمليا على النوازل المعاصرة التي تمر بحياة الامة. في هذه المرحلة يحتاج يحتاج كما قلت الى التوسع الى التخصص وهذا يأخذ اكثر من سورة. منها البحوث المتخصصة العميقة في ان ينتصب لبحث مسألة ما فينبش فيها كتب الاصول ويقلب فيها الاوراق ويدمن فيها بين صفحات الكتب حتى يحرر مسألة ما. وهذا في الغالب صنيع طلاب المراحل العليا من الدراسات الذين يختارون مسائل ويعتدون بدراستها صورتان لسور التوسع في هذه المرحلة هي دراسة واستعراض الكتب الكبيرة. يعني يكون من مشاريعه قراءة كتاب كاملا للشافعي. قراءة المحصول كاملا قراءة الاحكام كاملا. قراءة المستصفى كاملا قراءة البرهان كاملا. هذه القراءة الواسعة لكل الكتب الكبيرة الاصول ايضا تفسده الامام الكافي. نحن نتكلم الان عن متخصص متقدم في هذا العلم. فلا يحسن به الا يكون له المحصولية من خلال بحث مسألة مسألة الرجع اليها. والا يكون قرأ الرسالة للشافعي ولا مرة في حياته. والا يكون له دراية ايضا يعني بقدر كان حول محتويات مسائل البرهان وترجيحات الجويني رحمه الله التي يخالف فيها مذهب الشافعي مع انها موجودة في فهرس في اخر الكتاب. وعلى كل هذه والسعاة التي يحتاجها المتخصص في مرحلة راقية. بقي ان نقول ان هذا العلم اعني علم الاصول. هو في النهاية علم ادم. وكان قبل قليل هو جواب عن سؤال كيف يتهيأ لطالب العلم المبتدئ الدراسة الجيدة النافعة لعلم الاصول. فكان جواب المراحل الثلاثة التي اشرت اليها لكنه يجب ان نقول ان علم الاصول باعتباره علم الة فانه يجب ان يكون واضحا منذ الخطوة الاولى الى التي يضع فيها طالب العلم قدمه في هذا الطريق انه امام هدف كبير محدد واضح امام عينيه. ما هو وان يكون قادرا يوما ما. مع استمراره في دراسة هذا العلم وتعلمه ان يكون قادرا على ان يقف امام اية الكريمة او الحديث الشريف فيصبح عنده من الملكة على الاستنباط والقدرة على النظر ما يؤهله بان يكون الاية دلت على كذا. دون ان يفتح كتابا. ويقول مدلول الحديث استنباطه كذا. العلة فيه كذا الحديث اشتمل على تعميم صيغته كذا وخصص بكذا وفيه اشارة الى العلة لكنها لا تقوى على المعارضة بنص اخر لان الايماء الموجود او التنبيه والاشارة في العلة الواردة في النص معارضة بما هو اصلح منها في نص اخر. ونحو ذلك مما ظل يدرسه نظريا في الكتب يجب ان ينعكس هذا على ادائه تطبيقيا في الميدان. مايدان علم الاصول يا اهل العلم هو نصوص الشريعة هو كتاب الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام. وقلت لكم منذ اول لقاء ان مما يشرف به طالب علم الاصول في حياته انه يسلك طريقا يرجو به ان يكون يوما ما رجلا وامرأ فاهما وعالما بمراد الله ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام الا يكون عاميا صرفا يقف فلا يفقه من دين الله الا ما يقول له اهل العلم هذا حلال وهذا حرام ويمشي حياته هكذا. يعني يجب ان يكون له زمنا يستقل فيه يستقل فيه بنظره وفهمه. ولا اريد بالاستقلال ها هنا والتمرد على اهل العلم برتبهم ومنافستهم ومزاحماتهم. حاشا لكني اقول لا بد ان يستقل ولابد ان يكون له توظيف العلم والا فلماذا يدرسه؟ ولماذا يجتهد؟ في دراسة كتب وحفظ متون وقراءة شروح ثم هو في النهاية اذا عرضت له المسألة بحثت عن من يستفتيه اين علم الالة؟ والخلل المنهجي الاخر الذي يقع فيه طلبة العلم فيما يختص بعلم الاصول على وجه التحديد انهم منهم يكون ويستهلكون الجهد والوقت والزمان والكلام والعلم والحلقات والدروس والشهادات كله في شيء هو خلاف ما وضع له هذا العلم. ينشغلون بتصور المسائل وحفظ التعريفات واوراد الادلة والاقوال في المذاهب والترجيح دون ان كيف يكون هذا يوما ما ملكة عنده يمارسها؟ وان يكون عنده صلعة يطبقها. وما زلت يا مشايخ ساضرب مثلا استحسنه كلما عرضت هذه المسألة وهو الحديث عن عن عن حقائق الصنعات والحرف الصنعة والحرفة التي تكون عند انسان ابدا لا تكون شيئا نظريا يتعلم ولا يدرس ولا يقرأ في كتاب. صنعة ممارسة تؤتى بالتربة والتمكن والاتيان مرة بعد مرة. علم الاصول علم الة. علم النحو علم الة. مصطلح الحديث علم الة. اصول التفسير علم الة الالة هذه انما اصبحت عائقا امام طلاب العلم لانهم اخطأوا منهجية التعامل معها. في النحو يدرس ثم يتوسع فيدرس بعض الكتب الاكبر ينتقل الى الفية ابن مالك ويحفظها. ويدرس شروحها. وفي النهاية لا يقوى ان ينطق بجملتين فصيحتين من غير خلل ولا لحن ولا خطأ. واذا اعطي ورقة يقرأها اللحم الوارد فيها كثير ولا يستطيع ان يلقي خطبة يتجهها او يقرأها مكتوبة. اين ذهب العلم الذي درس؟ واين النحو الذي افنى فيه سنوات من عمره وحفظ فيه متونا ودرس فيه شروحا لكن تعال واسأله ما حالات تقدم الخبر على المبتدأ وجوبا سيسردها. فاذا جاء ما احسنها ما شروط عمل ليس سيعدد لك شروط واحد اثنين ثلاثة اربعة لكن مجال التخطيط تطبيق ما يحسنها اين يقول لك يا اخي درست الكتب وحفظت المتون ودرست الشروح. الخلل ان يتعامل مع علم الالة بمنهجية غير صحيحة. اقتصر على الحفظ والاستظهار علم الالة ممارسة. كان ينبغي ان تكون دراسته لعلم الآلة تطبيقا مستمرا متتابعا. كذلك الشأن في الحديث يدرس بالقومية ثم يرتقي فيدرس نخبة الفكر او نزهة النظر ثم الى ان يصل الى الفية العراقي. وبعدين ما يقوى على ان يقول لك هذا حديث صحيح او ضعيف. ولا يقوى على تخريج الحديث ولا دراسة اسناده. عفوا كل هذا العلم الذي حفظت فيه الالفية درس فيه الكتب كان خادما لهذه المرحلة بان تكون يوما ما بعد دراستك المتتابعة لهذا الطلوع فكن قادرا على ان تدرس حديثا تخرجه انظر في اسناده تطبق ما يقوله اهل العلم مما درسته وحشوت به رأسك نظريا فطبقه عمليا. وتقول على ضوء ما درست المسألة كذا الحكم كذا هو اجتهاد تتعلمه ما نريد في هذه المرحلة ان يصدر شغل الطلب هذا للامة وقال خذوا هذا نتاج طلاب العلم ما هو مرحلة يتعلق فيها لكن ما الخطأ ان يظل يتعلم ويتعلم ويتعلم دون ان يطبق ولا مرة في حياته. التطبيق في مجالات الدراسة في اثناء الدراسة مطلب لعلوم الالة جملة. علم اصول الفقه واحد من هذه العلوم. التي ظل الطلاب يحفظون فيها تعريف العام وتعريف الخاص وانواع امر ودلالة الامر والمذاهب الواردة في الامر الوارد بعد الحظر والاقوال فيه والراجح وان يدرس ايضا تعريفات وتقسيمات والقياس الحجج الواردة عليه الى اخره. وبقى هذا الكلام كله في نظري. لكن اذا قلت له قال النبي صلى الله عليه وسلم من باع نخلا بعد ان وللبائع الا نشكرك المفتاح. هذا نص قل له طبق اخرج بعض القواعد الاصولية مما درس. افتح فمه وكانه اول مرة يقال له السؤال هو خلل في منهجية التعامل قل له في الحديث صيغة عموم اخرجها التخصيص اين هو؟ اي نوع من انواع التخصيص؟ في الحديث اشارة الى العلة ما هي وما نوعها؟ هذا كله ممارسات تجعل طالب العلم مع الايام يمتلك هذه الملكة الملكة حزب صنعاء نهار يحتسبها للممارسة ما عدا ذلك سيبقى عقيما لا نتاج له. كم تخرج كليات الشريعة؟ كل سنة من طلاب العلم في بلاد الاسلام كافة. وهم يدرسون الفقه كم منهم يتقي للدراسات العليا ماجستير ودكتوراه ويتخصصون في صلب هذا العلم؟ كم كم من هؤلاء يصلح ان يكون فقيها في الامة والبقية اين ذهبوا؟ الانوف المؤلفة التي تتتابع على التخرج من هذه الكليات. وقد درست الكتب وحفظت المسائل واجتازت الاختبارات ونجحت اين هي كلها كانت تتعامل بمنهجية الحفظ والاستظهار تعريفات تقسيمات انواع دون ان يكون للتطبيق رصيف في منهجية التعامل. هذا الخطأ المتتابع افرز مثل هذه السلبية في التعامل مع علومه الاعلى. المثل الذي اضربه دائما لما يكون لما يكون احد الاولاد لابي ما ما صلح للدراسة ولا افلح فيها فاراد ابوه ان يعلمه صنعة. فذهب به الى ورشة لاصلاح السيارات قال له دونك هذا الولد يتعلم معك الصنع. ويكتسب خبرة بحيث اذا فهم وحذق واتقن سافتح له ورشة مستقلة. تركه عنده شهر شهرين ثلاثة ستة اشهر سنة اذا جاء الاب بعد سنة ليختبر مدى حذف الولد فاستمع في اصلاح السيارات في الميكانيكا. الولد في اليوم لتقضيها مع المعلم في الورشة شوف هذا طالب ومعلم. اول الايام ان يعلمه اسماء الالات. هذا اسمه مفك هذا اسمه سلك هذا اسمه كذا اسمه كذا ويسميه ايضا اسماء اجزاء السيارة. هذا مبرد هذا محرك هذا ديناموا يعلمه الاشياء. لكن ما يظل طول عمره على هذا الصنيع المرحلة الثانية يبدأ أستاذه يعلمه كيف يفك هذه القطعة وكيف يركبها إذا هو ما وصل الى مرحلة ان يقرر اين الخطأ وان يصبح بنفسه ثم يتعلم يصرف القطعة امامه يقول شوف المرة الثانية اذا اذا وجدت مثل هذا هذا يفتح هكذا ويركب هكذا ويحتاج من الالة كذا وكذا وكذا تستخدمها حتى تستطيع تغيير كذا. شيئا فشيئا. لن يكون الولد موصوفا بالنجاح والحفظ والمهارة الا اذا الى مرحلة اذا اقبل صاحب السيارة الى الورشة يشتكي من علة ان يقول له معلمه هي دورك الان اختبار. اسمع منه ماذا يقول ومما يشتكي وحاول ان تشخصه اكتشف الخطأ اين هو؟ اين الخلل في السيارة؟ اصيب الولد مرة ويخطئ مرة اصيب مرتين ويخطئ ثلاث مرات في النهاية سيتعلم. سيتعلم لانه بعده ما كثفه ولم يكن دوره فقط ان يعلمه اسماء الالة وانواعها واشكالها دون ان يجعله يمارس التطبيق. اذا مارس التطبيق مرة بعد مرة مرات يوبخ معلمه يوجهه ينصحه في النهاية سيصيب حتى يكتسب هذه الصنعة. علم الاصول علم الة هنا الخطأ ان اتي بعد فترة لاذرع لارى ما درس الطالب خلال سنة او سنتين ثم اختبره في اسماء مصطلحات وانواع وتقسيمات. لو جاء الاب الى في الورشة امام استاذه الذي علمه ليختبر ندم ما اكتسب خلال السنة. الا ترون انه من السذاجة؟ والحماقة اذا اراد ان يختبر حفظه ان يجعل على طاولة امامه مجموعة من الالات والعدوى ويقول له تعالى السؤال الاول اخرج من بين هذه القطع مفك مقاس عشرة تضحكون كلكم لانه هذه سطحية سذاجة في ان تختبر علم الة في الاختصار فقط على انواع وتقسيمات واشكال. اختبار يقول له هذا عطر اكتشفه اين هو واصبحه؟ اليس اختبار الحقيقي لطالب درس الفقه والاصول؟ يقول هذه مسألة نازلة في الامة في معاملة اقتصادية معاصرة في معاملات في عمليات طبية وجراحية في معاملات زراعية في اي باب من الابواب. تقول له هي اختبر فهمك اعطه اية اعطه حديث قل له حاول تستنبط منه. اعطه اية وحديث بينهما شيء من التعب وتقول له كيف تجيب عن هذا الاشكال؟ ويطبق ما درس ودعو تعلم دعه يخطئ هو لم يفتي الامة هو لم يخرج فتوى يعمل بها الناس. هو يتعلم في قاعات الدرس. يخطئ مرة ويصيب مرة يخطئ الف مرة ويصيب مرة سيتعلم يوما ما اما ان يظل مغلقا على الاختصار على تعليم اسماء وانواع وتعريفات هو كالولد الذي يختبره ابوه في اسماء الالة وانواعها واشكالها دون ان يكون يوما ما قادرا على اصلاح خلل ولو يسير او يقدم شيئا نافعا. نحن امام منهجية تحتاج ان تكون طالب العلم الخطوة الاولى التي يضع فيها قدمه في هذا الطريق. هذا علم الة وعلوم لها منهجيته التي يسير عليها الطالب في الطلب. عليه ان يعمل فكره وعليه ان عليه ان يفهم كتب الاصول تساعد لكنها ليست كل شيء. يبقى التطبيق والممارسة وادمان طالب العلم النظر فتلك الكتب ومحاولة الرجوع الى تفسير ايات الاحكام وشروح احاديث الاحكام وهو تطبق تلك القواعد على النصوص الشرعية في ميدانها الصحيح واجعل قراءته له قراءة اكتساب نظر ومحاولة استلهام تلك المناهج والقواعد. الاستمرار على هذا ارجو ان يكتسب ملكة قادرة على التطبيق فيما بعد اذا وفق الله عز وجل وفتح له من ابواب فضله ما شاء. هنا سنقف في درس الليلة ان شاء الله تعالى على هذا القدر يكون حديثنا ان شاء الله الاسبوع المقبل ان احيانا الله واياكم على طاعته وفضله. والحديث عن قضية مهمة من قضايا علم الاصول وهي الحديث عن المناهج الاصولية الموجودة منهج الحنفية ومنهج الجمهور. ما اساس هذا التقسيم؟ ما اثاره؟ على اي اعتبار قام؟ ما الكتب التي كل مسار من هذه المسارات ما معنى اجتماع هذه المذاهب الثلاثة مذاهب الجمهور في قالب واحد مع اختلافها الفقهي في الفروع وما تفسير ذلك علميا كل ذلك سيكون محل دراستنا الاسبوع المقبل ان شاء الله تعالى. اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والهدى والصواب وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. يسلك بنا وبكم سبيل اهل العلم الراسخين. الذين ينفع الله تعالى بهم وبعلمهم وبما تعلموه. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه