اذا جلسنا واخذنا نتكلم في المعلمات ونظهر عيوبهن ونأخذ نشتم فيهن. فهل هذا من النميمة؟ وهل هذا من الغيبة؟ وماذا يجب وعلينا اذا كان كذلك لانني سمعت حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول النمام لا ادخلوا الجنة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد الاحد والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وعلى اله ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين وبعد فان الله جل وعلا اودع كتابه الكريم اصول قواعد الاخلاق وارسى فيه اسس المعاملة بين المسلمين وحرم في القرآن الكريم الغيبة والنميمة وما ذكرته السائلة من للتحدث بين الطالبات والوقيعة في المعلمة المعلمات وذكر عيوبهن وذمهم هو في الحقيقة من الغيبة وليس هو بالنميمة. مم فان النميمة النقل ان ينقل الانسان كلام شخص لاخر بقصد الافساد فيما بينهم او ان ينقله وهو يسوء ولو لم يقصد الافساد واما ما يتعلق اوصافي التي يكرهها الانسان فيتحدث الاخر بها. مم فهذه هي الغيبة وقد بينها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن الغيبة قال ذكرك اخاك بما يكره فقيل له ارأيت ان كان في اخي ما يكره قال ان كان فيه ما يكره فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما يكره فقد بهته اي فالامر اعظم والله جل وعلا جعل امر الغيبة كاكل لحوم البشر نهى عن الغيبة ثم قال ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه الاغتياب اكل لحوم الخلق ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم امر الغيبة وتشدد تكلم رجلان من اصحابه بشخص اقيم عليه الحد فلما صار صلى الله عليه وسلم مر بجيفة فقال لهما انزلا فكلا من هذه الجيفة اشمئزت نفوسهم واستعظم الامر قال له اطب مما وقعتم وقعتم به في ارض اخيكم او كلمة نحوها فالحديث عن عيوب الناس لا يحل الا حالة واحدة كبيان حال الشخص ليحذره الناس او بيان حاله وهو من ذا اذا استشارك شخص لمعاملة اخر او للخطبة منه او منه او لتزويجه واحرجك في الاستشارة والسؤال عنه جاز لك ان تبين من صفاته ما يدعو لي للتقرب منه او الابتعاد عنه لان المستشار مؤتمن ولا يحل لمن استشير الا ان يبين ما يعلم في الشخص او يقول سل غيري لا استطيع. مم ايستثنى ذلك من الغيبة وان كان في الشخص المغتاب ما يكره لان ذلك على سبيل النصح لا على سبيل التجريح والله اعلم