حديثنا موصول حول صاحب السيرة العطرة صلوات ربي وسلامه عليه. وما اجمل ان يطيب ان يطيب مجالسنا بذكره الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فانه ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم الا قاموا على مثل جيفة حمار الا قاموا على مثل جيفة الحمار ثم كان عليهم يوم القيامة حسرة ثم ان شاء الله عذبهم وان شاء الله غفر لهم ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم الا قاموا على مثل جيفة نار ثم كان عليهم يوم القيامة حسرة ثم ان شاء الله عذبهم وان شاء الله غفر لهم لقد تحدثنا في المحاضرات السابقة حول بدء الدعوة وكيف انها بدأت سرية فردية يعني تجنبا لما يحدثه الجهر بها في بواكيرها الاولى من صدامات مع مواريث جاهلية في التصورات وفي القيم وفي الاوضاع فاختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ان تكون له هذه البداية التي التي استمرت في عمر الدعوة ثلاث سنوات وكان مقرها دار الارقم ابن ابي الارقم فتذكر كتب السيرة ان اتخاذ دار الارقم مقرا لقيادة الدعوة وآآ لالتقاء النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه في بواكير الدعوة الاولى كان هذا بعد مواجهة الاولى غير مقصودة وغير مرتب لها برز فيها سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه وارضاه. ابن الحق يقول في السيرة اه كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلوا ذهبوا في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم عندما تجرم الصلاة عندما يجرم الايمان كانوا يستخفون بصلاتهم من قومهم فبينما سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه في نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب مكة اذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون فناكروهم انكروا عليهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم. فضرب سعد بن ابي وقاص يومئذ رجلا من المشركين بلحى بعير لحى من الرجل هذه المنطقة اللي عليها شعر اللحية ومن البعير اللي عليها الفخذ. العضم بتاع الفخذ يعني فشجة يعني اسال دمه فكان اول دم اريق في الاسلام اصبحت دار الارقم مقر القيادة الدعوية في المرحلة المكية وفي مرحلة الاصرار بالدعوة. كان يتجمعون فيها ويتلقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل جديد من الوحي يستمعون اليه وهو يذكرهم بالله ويتلو عليهم كتابه ويربيهم على عينه كما تربى هو على عين الله عز وجل واصبح هذا الجمع وهذا المقر وما فيه من عصبة مؤمنة اصبح قرة عين النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وطبعا المادة الاساسية التي تدرس في دار الارقم القرآن الكريم وبيان النبي صلى الله عليه واله وسلم له لكن لو سأل سائل ما هي الاسباب التي ادت الى اختيار دار الارقم بعينها لكي تكون مقر القيادة الدعوية في الفترة المكية لعدة اسباب يعني اولها ان الارقم لم يكن معروفا باسلامه فلا يخطر ببال احد ان النبي صلى الله عليه وسلم يلتقي باصحابه في هذا المكان وايضا فيه بعد قبلي هذا من قبيلة بني مخزوم وقبيلة بني مخزوم تحمل لواء الحرب ضد بني هاشم. وفي قبيلتين كبار بني مخزوق وبني هاشم وما يخطر في بال احد ان يكون اللقاء في دار احد من بني مخزوم. لان القبيلة التانية التي تمثل الجهة المعادية قريش او لبني هاشم تحديدا اين البعد ثابت؟ اني ارقى عند اسلامي كان فتى صغيرا سنه ستاشر سنة ده بردو مش يخطر ببال حد لو عايزين يعملوا اجتماع يختاروا عيل صغير تبعو فبيتو حد ضغط كبير اختفى ابو بكر الصديق اختار حد يعني كبير عشان يقوى على الحماية ويقوى على المجالدة ويقوى على كزا فايضا لم لا يخطر ببال احدهم ولا تفكر قريش. ان ارادت ان تبحث اين يجتمعون واين يلتقون؟ لن يخطر ببالهم ان تبحث في بيوت الشبان الصغار وانما يتجه نزرها الى الكبار كبار اصحابه او الى بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم نفسه. فطبعا يتوقف ان يكون اللقاء في احد دور بني هاشم او في بيت ابي بكر بصفة خاصة اذا الصديق الملاصق جدا للنبي عليه الصلاة والسلام والسلام فاختيار هذا المكان يعني تتجلى فيه الحكمة النبوية والتوفيق الرباني له في اعلى صور وفي اسمى مجاريها الصحبة الجميلة الاولى دي يلخص صفاتها اية من كتاب الله عز وجل سورة الكهف واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا واصبر نفسك الدعاة من يخلفون رسول الله في دعوته على امته صلوات ربي وسلامه عليه مطلوب ان يصبروا انفسهم على المدعوين كما صبر النبي نفسه على من دعاهم من اصحابه وكما امره ربه جل وعلا بذلك. واصبر نفسك على تقصير بعضهم على اخطاء بعضهم على كثرة على كثرة تساؤلهم ان ينفث في قلوبهم الصبر على فتنة اعداء الدعوة ان يبين لهم طبيعة الطريق وانها شاقة لكي لا يغرر بهم احد لكي لا يفتنهم احد واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والحشي يريدون وجهه الصبر يعني كلمة وردت كثيرا جدا في كتاب الله عز وجل ويكفي انها ان تعلم ان التواصي بالصبر نعلم من معالم اربعة ينجو بها الانسان من الخسر والعصر ان الانسان لفي خسر الا الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر الايمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. فالصبر والتواصي به معلم اساس في النجاة من الخس فهو ربع هذه المواصفات التي بينتها هذه الاية التي قال عنها الشافعي رحمه الله لو لم ينزل لا هو على عباده الا هذه السورة لكفته يدعون ربهم بالغداة والعشي. مهم جدا الالحاح في الدعاء خاصة في زمن الاستضعاف وغربة الدين وقلة الناصر وكثرة الواتر يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الدعاء باب عظيم اذا فتح على عبد من عباد الله تتابعت عليه الخيرات وصبت عليه البركات. فينبغي ان يربى الدعاة. وان يربى من يحبونهم من تلاميذهم من حولهم على الانتباه الى هذا المعلم المهم وانه من من من اقوى اسباب النصر ومن اعظم الخطة في الحرب الاخلاص يريدون وجهه مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه تصفية الفعل عن ملاحزة المخلوقين بحيث يكون لله خالصا قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين ثم بعد هذا يأتي قوله تعالى ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا. دي مسألة مهمة ولها بعض تجليات في حياة الدعاة في واقعنا المعاصي. ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا الله جل وعلا يأمر نبيه الا تطرف عينه زينة الحياة الدنيا. الا تصرفه عن قضيته وعن رسالته يمنة ويسرة. ولا عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا من استخلفه الله جل وعلا على على مدعوين على صحبة طيبة يقوم على تربيتها ودعوتها ينبغي ان يضع نصب عينيه هذه الاية الكريمة ولا تعد عيناك عنهم هؤلاء هم استثمارك مشروعك الاستثمار في حياتك من يعيش بين شباب مدعوين بين رفقة يدعوها الى الله عز وجل ويقوم على تربيتها حط يافطة كبيرة كده مكتوب عليها ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة كالحياة الدنيا لان ابواب المشاغل والصوارف كثيرة اذا فتحت على الدعاة مش هيلاقي وقت يفضى عشان خاطر يركز في المهمة الاساسية والقضية التي قام عليها وينبغي ان يجمع عليها همته وان يجمع عليها قلبه. فما الطف وما ارق وما اجمل هذه اللفتة القرآنية لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا طيب احبائي في الله الدعوة المكية لا ينبغي ان نمر بها مرورا سريعا من غير ان نجيل يعني ان نسيم فيها الطرف وان نجيل فيها العقل والفكر لكي نستنطقها بعض ما تحمله من دروس ومن مقومات نسترشد بها في واقعنا الدعوي المعاصر. لاننا في الجملة تكاد نعيش واقعا اشبه ما يكون بواقع الاستضعاف الاول ليس معنى هذا ان نرجع بالتشريع الى المرحلة المكية ما فيش صلاة ما فيش زكاة ما فيش تحريم خمر لأ ليس هذا هو المقصود قطعا نحن يتعبدون باخر ما انتهى اليه امر الاسلام. لكن عندما تضع خطة عامة او برامج تسترشد في وضعها وتستهدي في رسمها بما كانت عليه الدعوة في مرحلة استضعافها. ومن اجل هذا شيخ الاسلام رحمه الله عندما تناول اه بالحديث الجمع بين ايات الصبر وايات السيف جمهور المفسرين يقولون ان ايات السيف نسخت ايات الصبر في القرآن ايات تتحدث عن الصبر واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي فذكر انما انت مذكر لست عليه بمسيطر كفوا ايديكم واقيموا الصلاة هذه قل للذين امنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله الايات التي توه بالصفح والصبر والمغفرة. كانت خطابا في المرحلة المكية قبل ان ينتقل المسلمون الى المدينة ويؤذن لهم الجهاد في سبيل الله. ثم تنزل بعد هذا ايات الجهاد اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا. وان الله على نصرهم لقدير اذ ثم جاء امر بقتال من قاتل نعم اقاتل في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين فتدرجت الايات القرآنية. فبعض اهل التفسير يقولون ان ايات السيف نسخت ايات الصبر. لكن اذا امكن الجمع فلماذا يسار الى النسخ وهذا اختيار شيخ الاسلام رحمه الله يعني يقول من كان في ارض هو فيها مستضعف فليعمل بايات الصفح والصبر والمغفرة للذين لا يرجون ايام الله ومن كان بارض هو فيها مستخلف ومتمكن فليعمل بالطائفة الاخرى من النصوص فتجتمع النصوص كلها وتأتلف ولا نضرب بعضها الاخر ومهما امكن الجمع فانه لا يسار الى النسخ فنحن نحاول نقرأ الدعوة في المرحلة المكية قراءة متأنية لعلنا نستفيد منها ونسترشد ببعض معالمها في واقعنا المعاصر اول حاجة نقف عندها النبي عليه الصلاة والسلام يعني كان واضحا امامه انه يريد ان يعيد بناء الانسان لان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا يغيروا ما بانفسهم وعندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم دي كانت المسافة بينما جاء به من عند الله. وبين الواقع الذي يعيشه العالم تعيشه الجزيرة العربية تعيشه الكرة الارضية الدنيا باسرها. مسافة شاسعة جدا جدا والنقلة التي يريد ان ينقلهم اليها كانت بعيدة جدا جدا هذا الواقع الكئيب الموجود كانت يعني تدعمه وتسانده احقاب من التاريخ دارهم بجزوره في اعماق تاريخ طويل. اشتات من المصالح الوان من القوى وقفت كل هزا سدا بل سدودا في وجه هذا الدين الجديد الذي لا يكتفي بتغيير العقائد والمشاعر والتصورات بل ايضا يريد ان يغير النزم والشرائع القانونية وانتزاع القيادة من المبطلين والطواغيت والمشركين لكي يردها الى الله عز وجل ولكي يردها الى الحق لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا اذا فيه بأس شديد. فالدين ينصر بالكتاب الهادي وبالحديد الناصر اية سورة الحديد وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره رسله بالغيب واللي حدس مرة في تاريخ البشرية ممكن يحدس مرة تانية وتالتة ورابعة لانها سنة من سنن الله الثابتة لمن يعني قام بحقها واخذ لها العدة لانها تمت وفق سنن جارية وليس وفق سنن خارقة اللهم اهدنا يا رب سواء السبيل. التغيير الذي الذي بدأه النبي صلى الله عليه وسلم بدأ اولا باصلاح جانب الايمان جانب في العقائد بدأ بتصحيح تصور الموجود في ضمائر الناس. والمستكن والمستتر في عقولهم عن الله عز وجل عن النبيين عن الملائكة عن الكتب عن الرسل عن اليوم الاخر يعني تصوراتهم عن الكون والانسان والحياة وعن العقيدة في الله عز وجل لقد اخذوا يعلمهم الاقرار لله بالوحدانية وان الله منزه عن النقاص موصوف بالكمالات التي لا تنتهي وهو واحد احد فرد صمد. لم يتخذ صاحبة ولا ولدا. ولم يكن له كفوا احد. ليس كمثله شيء وهو السميع البصيرة. الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. اللهم مصدر كل نعمة وما بكم من نعمة فمن ان الله الله قد احاط بكل شيء علما. الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن ان لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم يا بني انها ان تكن مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله. ان الله لطيف خبير ايضا يعلمهم ان الله جل وعلا يكتب ويحصي على الانسان اقواله وافعاله. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ويوم القيامة يعطى كتاب وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا ايضا يعلمه ان الله جل وعلا يبتلي عباده بما شاء الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم. فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن كاذبين فايضا جهزهم يعني واعدهم لاستقبال ما قد يعرض لهم في طريق الدعوة من ابتلاءات وازمات ومواقف صعبة سأل رجل الشافعية رحمه الله فقال يا ابا عبدالله ايهما افضل؟ للرجل ان يمكن او يبتلى ايهما افضل للرجل ان يمكن او يبتلى فقال الشافعي لا يمكن حتى يبتلى السؤال مش وارد لا يمكن حتى يبتلى فان الله ابتلى نوحا وابراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلى الله عليه صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. فلما صبروا مكنهم فلا يظنن احد ان يخلص من الاجر البتة ودي رجعنا مرة تانية الى الضراعة لله عز عز وجل والاستكانة بين يدي ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون نعم واذا الشدائد اقبلت بجنودها والدهر من بعد المسرة اوجعك لا ترجوا شيئا من اخ او صاحب ارأيت ظلك في الظلام مشى معك وارفع يديك الى السماء ففوقها رب اذا ناديته ما ضيعك سبحانه وتعالى سبحانه ثم سبحانه يليق به وقبلنا سبح الجودي والجمد ان الله جل وعلا يؤيد بنصره من يشاء ان الله جل وعلا ينجي المؤمنين يهدي المؤمنين يوفق المؤمنين يمكن لهم في الارض وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون والنبي عليه الصلاة والسلام كما صحح مفاهيم الناس عن يعني عن الله سبحانه وتعالى صححها في بقية اركان الايمان ان تؤمن بالله وملائكته. المشركون جعلوا يعني جعلوا الملائكة اناثا وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون قالوا زعموا ان الله تزوج من سروات الجن فانجبت له الملائكة. فالملائكة اناث والملائكة بنات الله فقال تعالى وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا اشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون الملائكة بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. جبروا على الطاعة وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون ان البشر يسبحون لكن تسبيح الملائكة شيء اخر يسبحون الليل والنهار لا يفترون يسبحون الليل والنهار لا يفترون. فصح ان يقولوا وانا لنحن الصافون. وان قال نحن المسبحون لان تسبيح البشر لا يقابل ابدا بتسبيح الملائكة بحال من الاحوال صحح ايضا المفاهيم السائدة والفاسدة عن الانبياء والرسل الانبياء والرسل صفوة الله من خلقه. خيرته من عباده. الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس الله اعلم حيث يجعل رسالته الانبياء والمرسلون موصوفون بكل الكمالات البشرية. ومنزهون عن كل النقائص البشرية والله جل وعلا يعصمهم فلا يرتكبون كبيرة ولا صغيرة تخل بالمروءة او بالشرف في صغائر تخل يعني بالمروءة. زي اللي يسرق لسه خمسة سنتي مسلا اللي يسرق ست هو حاجة صغيرة جدا طبعا لكنها تخل بالمروءة. صح؟ تخل بالشرف. اللي يعمل كده لا يكون شريفا ولا يكون صاحب مروءة. فايضا الانبياء منزهون عن الصغائر التي تخل بالمروءة والشراب. اما الصالحة اللي هي اللي هي في الاجتهاد او خطأ فيه هذه تجوز عليهم والله جل وعلا ذكر لنا من هذا طائفة في كتابه الكريم وبين انهم يوفقون الى التوبة بعدها مباشرة. وترتفع منازلهم بعد التوبة. فيكون حالهم بعدها افضل من حالهم ان قبلها حتى قالوا لقد لقد اصبحت منزلة داوود بعد الفتنة والاستغفار اعلى وارفع مقاما من منزلته قبل الفتنة وظن داوود انما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا واناب غفرنا له ذلك وان له عندنا لزلفى وحسن مئام ثم اخذ به هذا يقدم لهم القرآن الكريم الكتاب الخاتم الذي تكفل الله بحفظه بعد ان بدلت ونسخت وغيرت وحرفت وزيد فيها ونقص الكتب السماوية السابقة استحفز الله عليها الاحبار والرهبان فخانوا وبدلوا وحرفوا وغيروا. فتولى الله بنفسه حفظ كتابه الخاتم انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا منه كتاب الله. سين والتاء في اللغة للطلب. الله جل وعلا استحفظهم على الكتاب على التوراة وكانوا عليه شهداء لكنهم خانوا وبدلوا افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون وان منهم لفريقا يلون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله. ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم. ثم يقولون هذا من عند الله. ليشتروا به ثمنا قيل فويل لهم مما كتبت ايديهم ويل لهم مما يكسبون تولى الله بنفسه حفز كتابه الخاتم الاخير فاخذ يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه يكتبونه في صحفهم يحفظونه في صدورهم فاجتمعا لتوثيقه وحفظه وعصمته الكتابة في السطور والحفز في الصدور واختار الله لبلاغه نبيا اميا لا يكتب ولا يحسب وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك. اذا لارتاب المبطلون. بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون. كتاب تقرأه نائما ويقزان لا يغسله الماء الماء قد يمحو المكتوب في الصحف. لكن لا يمحو المنقوش في صدور الحفزة وما من اية من كتاب الله عز وجل الا واجتمع لتوثيقها النقش في السطور والنقش في الصدور والله جل وعلا قد جمعه لنبيه في صدره كان يعجل عندما يسمع التلاوة من جبريل يخاف ان يتفلت منها شيء فطمأنه ربه عز وجل لا تحرك به لسانك. لتعجل به. ان علينا جمعه وقرآنه. فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه. يفصم عنه الوحي وقد نقش في صدره سم الهمه الله جل وعلا معناه وعرفه بمقاصده ومراميه ومن ثم تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن وحي من جنس القرآن الكريم من حيث العصمة والتوثيق. اما تفسير من جاء من المفسرين بعد هذا فهو محاولة بشرية في فهم كتاب الله في فهم مراد الله من كتابه في حدود الوسع والطاقة البشرية محاولات المفسرين في فهم مراد الله من كلامه في حدود الوسع والطاقة البشرية تفسير الذي جاء نصا عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا معصوم اما التفسير الذي يجتهد فيه اهل التفسير ويعملون فيه عقلهم واجتهادهم وجمعهم بين النصوص والاثار ونحوها هو اجتهاد بشري في فهم مراد الله من كلامه في حدود الوسع والطاقة البشرية فالنبي صلى الله عليه واله وسلم كان يعلم اصحابه كتاب الله عز وجل ويشرح لهم مقاصده ويشرح لهم مراميه وكان يزكي بالايمان نفوسه ويحيي به موت قلوبهم فيستشعرون عظمة الله جل جلاله وعظمة هذا الكتاب الكريم الذي لا يغسله الماء الذي لو انزله الله على جبل يعني لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله هذا الكلام اذا لم نشعر به يبقى فينا عيب فينا مرض نجتهد في معالجته ونلتمس اسباب التداوي والعلاج. ان هذا هو القرآن الذي انزله يقول لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ثم يبين لنا اثره على نفوس اصحاب نبيه الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها المثاني. تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله اذا لم تستشعر هذا فيه مشكلة في مشكلة نبحث عن حل لها قلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ان جلاءها ذكر الله عز وجل قلوب تمرض كما تمرض الابدان وان شفائها التوبة القلوب تجوع كما تجوع الابدان وان قوتها وان طعامها وشرابها معرفتها بالله عز وجل وانسها به وحسن توكلها عليه وحسن رجائها فيه جل جلاله القلوب تعرى كما يعرى البدن وزينتها ولباسها التقوى ولباس التقوى ذلك خير فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله. اولئك في ضلال مبين فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ان استمعت الى القرآن فلم يقشع الرجل دوك ولم يلن جلدك وقلبك ولم تندى عيناك بالدموع في مشكلة واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين هذا هو اثر القرآن الكريم في نفوس اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم ان افتقدنا هذه الاثار وتلك البصمات الايمانية والربانية فينبغي ان نرجع على انفسنا بالملامة وان نحاسب انفسنا قبل ان نحاسب وان نجد اعمالنا قبل ان توزن علينا وان نبحث في انفسنا عن اسباب علتنا لان ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ومن الرزق ان تستشعر حلاوة القرآن ومن الرزق ان تقبل عليه بتدبر فاذا سلبت هذا المعنى فهو ذنب اصابك لم ينزل بلاء الا بذنب ولم يكشف الا بتوبة ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه اسأل الله جل وعلا ان يأخذ بنواصينا لما يحب ويرضى. ويحمينا واياكم في احمد الامور عنده واجملها عاقبة وان يردنا واياكم اليه ردا جميلا يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. امين. اللهم علمنا ما جهلنا. امين يا رب وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واختم لنا بالباقيات الصالحات اعمالنا. اجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير عمرنا اخره اللهم امين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. وجزاكم الله خيرا. السلام عليكم ورحمة الله