المبارك باذنك ان تجعل اجتماعنا فيه اجتماعا مرحوما. ان تجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوم. تفرقا معصوما الا تجعل فينا ولا بيننا شقيا ولا محروما. انك ولي ذلك والقادر عليه اللهم امين ثم اما بعد فلا يزال الحديث موصولا حول السيرة العطرة لصاحب الشفاعة العظمى. صاحب الحوض المورود واللواء المعقود بابي هو وامي صلوات ربي وسلامه عليه اذ توقف بنا الحديث في المحاضرات الماضية عند المحاور التي ركزت عليها الدعوة في مكة خاصة في بواكيرها الاولى ذكرنا ان المرحلة المكية في الجملة كانت تعنى ببناء الايمان في النفوس لكي تتهيأ هذه النفوس عندما تنتقل الى المدينة الى المرحلة التشريعية التالية ان تستقبل الاوامر والنواهي والحلال والحرام الفترة الاولى كانت فترة تزكية وتنقية وتصفية لكي تتأهل وتتهيأ هذه النفوس لما يأتيها من قبل الله عز وجل من شرائع وتكاليف او اوامر ونواهي فمن بين المحاور التي ركزت عليها الدعوة المكية الايمان بالقدر الايمان بالقدر ركن من اركان الايمان كما تعلمون. اركان الايمان ستة. تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره من الله تعالى فالايمان بالقدر احد اركان الايمان الستة المعروفة كما تعلمون لقد اهتم القرآن المكي بهذه القضية وحرص على ان يغرسها وعلى ان يعمقها في نفوس المؤمنين المسلمين الجدد ان كل شيء خلقناه بقدر في بداية سورة الفرقان وخلق كل شيء فقدره تقديرا وخلق كل شيء فقدره تقديرا القرآن الكريم حرص على ان يغرس يعني حقيقة الايمان بالقدر في نفوس اصحاب النبي صلى الله عليه تسلم بكل مراتبه وللايمان بالقدر اربع مراتب كما سنبينه باذن الله تعالى. لكن لو سألني سائل ما هو القدر هذا الاصل الكبير من اصول الايمان. ما هو؟ ماذا يقصد به ان القدر انما هو انما هو علم الله الازلي. ما سبق به العلم وجرى به القلم مما هو كائن الى الابد. كل ما وقع وما سيقع في هذا الوجود لقد سبق علم الله تعالى به لقد سبقت كتابة الله تعالى له عندما خلق القلم وامره ان يكتب فكتب بالقلم في اللوح مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فما يجري من موجودات في الواقع انما يجري على وفاق العلم السابق على وفاق التقدير السابق فالقلم آآ فالقدر ما سبق به العلم وجرى به القلم مما هو كائن الى الابد وان الله عز وجل قدر مقادير الخلائق وما يكون من الاشياء قبل ان تكون في الازل وعلم سبحانه انها ستقع في اوقات معلومة عنده عز وجل وعلى صفات مخصوصة فهي لا تخرج عما قدره لها جل جلاله كل شيء مخطط سبقا كل شيء مخطط سلفا كل شيء معلوم سلفا يعني فالذين يقولون لا قدر وانما الامر انف مستألف. هؤلاء ضالون خارجون عن القصد زائغون عن المنهج وعن الصراط المستقيم لقد سبق علم الله تعالى بكل شيء لقد سبقت كتابة الله بالقلم في اللوح مقادير كل شيء ان الله جل وعلا هو الخالق لكل شيء. ان الله هو الذي نفذت مشيئته في كل شيء. هذه مراتب الايمان بالقدر وسوف يأتي حديث تفصيلي عنها. طب ايه الفرق بين القضاء والقدر دايما نحن نحن نقول قضاء وقدر. ايه الفرق بينهم القدر هو العلم السابق والقضاء هو وقوع المخلوقات في الواقع على وفاق العلم السابق. فقضاهن سبع سماوات في يومين يعني فالقضاء ان يقع ما قدره الله في الازل ما علمه وما كتبه على وفاق علمه وكتابته جل جلاله هذا هو الفرق بين القضاء والقدر في اظهر الاقوال وارجحها. القدر هو العلم السابق والقضاء هو الوقوع اللاحق الوجود اللاحق لهذه الموجودات على وفاق ما جرى به العلم السابق وما جرت به الكتابة السابقة الامام الشافعي شعره عذب لطيف اه سئل عن القدر فاجاب شعرا فقال فما شئت كان وان لم اشأ فما شئت كان وان لم اشأ. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن نعم هو ان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن نعم خلقت العبادة على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن نعم على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذاه وهذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد منهم قبيح ومنهم حسن اللهم اهدنا صراطك المستقيم يا رب. لا اله الا الله اركان الايمان بالقدر اربعة العلم علم الله الشامل المحيط بكل شيء. فان الله جل وعلا علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ما كان علمه الله عز وجل. وما لم يكن مما سيكون في المستقبل علمه الله جل جلاله ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون يعني كما قال تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون. مسألة الرجعة الى الدنيا لن تحدس ابدا وحرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون كفار يتمنون الرجعة لكي يتداركوا ما فاته. ولكن هيهات هيهات وعندما يقفوا عندما يوقفون على الله جل وعلا يوم القيامة نعم يتمنون ان يردهم الله الى الحياة الدنيا ويديهم فرصة تانية وياخدوا ملحق لكن لقد جرى القلم بما هو كائن لقد مضت هذه الفرصة التي يأخذها العبد في حياته مرة واحدة فاذا مضت فلن ترجع ابدا ومع هذا فان الله جل وعلا يقول ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. احد المشايخ يعني يقول والله لولا ان الله او الذي قال هذا ما ما كنت اصدقه تخيل ان واحد يبعث يوم القيامة ويعاين الجنة والنار. ويعاين الاهوال العظام والفزع الاكبر يوم القيامة ويعطى فرصة ويرجع الى الدنيا ممكن يكفر هيبقى ممكن يكفر لان الله جل وعلا قال ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون فان ربي جل وعلا يقول نعم ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا يشاء الله يعلاك ان تتخيل ان واحد انزل انزل الله اليه ملائكة تكلمه وبعث له الموتى من ابائه يكلمونه يا بني نحن متنا ورأينا باعيننا هذا الذي يقوله لك النبي حق ما جاءك من عند الله حق ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان شاء الله علم الله المحيط هذا اول واعظم اركان الايمان بالقدر لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما عالم الغيب عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين. المعهد عندما يستقر عندك ينشئ في قلبك الحياء. نعم لان الله يراك الخشية الخوف الوجل ان الله جل وعلا يراك مطلع عليك جل جلاله ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين هو اعلم بكم اذ انشأكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم علم الله بما كان وبما سيكون مما سيقع في المستقبل لان الله جل وعلا عالم الغيب والشهادة. ما كان وما سيكون يعني ثم قلنا وما لم يكن لو كان لو وقع ولو حدس كيف سيكون يعني كما قال ربي جل وعلا في الكفار الذين لا يطيقون سماع الهدى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب العالمين طب النبي عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن اولاد المشركين فقال الله اعلم بما كانوا عاملين هذا ايضا من علم ما لم يكن لو كان كيف يكون الاولاد ماتوا يا رسول الله ما خبر هؤلاء؟ الله اعلم بما كانوا عاملين. لو عاش هؤلاء ماذا كانوا سيعملون؟ الله جل وعلا اعلم بهذا ان يعلم من يؤمن منهم ومن يكفر لو بلغوا وتعلمون انه جاء في حديث باسناد مقارب عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم القيامة فان الله تحنهم ويبعث اليهم رسولا في عرصات القيامة. فمن اجابه دخل الجنة ومن عصاه ادخله النار اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب العالمين الايمان بالكتابة ان الله جل وعلا قد كتب بالقلم في اللوح مقادير كل شيء قبل ان يطرق السماوات والارض بخمسين الف سنة. حديث مسلم في الصحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وعرشه على الماء وفي سنن وفي سنن الترمذي من حديث عبادة ابن الصامت قول النبي صلى الله عليه وسلم اول ما خلق الله القلم ان اول ما خلق الله القلم فقال اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب القدر ما كان وما هو كائن الى الابد اكتب القدر ما كان وما هو كائن الى الابد لقد لقد كتب بالقلم في اللوح. اللوح المحفوظ وردت الاشارة اليه في كتاب الله عز وجل فسمي بالكتاب وبالكتاب المبين وبالامام المبين وبام الكتاب وبالكتاب المستور. كل هذه اسماء للوح المحفوظ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير لا وكل شيء احصيناه في امام مبين او الطور وكتاب مستور في رق منشور وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم هذا هو ركن الكتابة الركن الثالث المشيئة ان الله جل وعلا قد نفذت مشيئته في كل شيء ما شاء الله كان وما لم يشأ الم يكن وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما ولو شاء ربك ما فعلوه. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم الله جل وعلا يقول ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين الم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ان يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره الريح التي يسير الله بها الفلك ان يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ولن يذوق عبد طعم الايمان حتى يعلم ويوقن ويعتقد ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ان الله كان عليما حكيما الخلق الركن الرابع الايمان بعموم الخلق ان الله جل وعلا خالق كل شيء الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون. الله خالق كل شيء وهو وعلى كل شيء وكيل. كي يستقر الايمان بالقدر في نفوسنا كي نحقق هذا المعلم من معالم الايمان. هذا الركن من اركان الايمان ننتبه الى هذه المراتب الاربع الايمان بان الله قد سبق علمه بكل شيء. وان الله قد كتب بالقلم في اللوح كل شيء. وان الله جل وعلا هو الخالق لكل شيء وان الله هو الذي نفذت مشيئته في كل شيء احفظها العلم والكتابة والمشيئة والخلق العلم الكتابة المشيئة الخلق لقد سبق علمه بكل شيء لقد كتب بالقلم في اللوح كل شيء لقد نفذت مشيئته في كل شيء الله جل وعلا هو الخالق لكل شيء طيب تبقى بعد هذا اسئلة جميلة ومهم ان احنا يعني نتكلم فيها ما علاقة القدر بالدعاء لا يرد القضاء الا الدعاء لا يرد القدر الا الدعاء في حديث حسن يعني رواه الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قول النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وان البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان الى يوم القيامة وان البلاء لينزل. فيتلقاه الدعاء فيعتلجان الى يوم القيامة لا يرد القضاء الا الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر الدعاء من جملة الاسباب التي رتب الله على فعلها مسببات. فهو سبب لجلب النفع ودفع الضر لكن الدعاء من جملة القدر ايضا يعني لو ان الله كان قد كتب على فلان ان يكون مريضا فدعا ربه عز وجل فشفاه ودفع عنه قدر المرض الله جل وعلا قدر المرض وقدر الشفاء وقدر الدعاء فكل ذلك بقدر فهو فيما فيما يراه الناس ان القدر قد يعني الدعاء قد رد قدر المرض. لكن اذا الدعاء هذا من جملة القدر والله جل وعلا كما ترد قدر الجوع بان تتناول الطعام وقدر الزمأ ان تتناول الماء والماء والطعام من جملة القدر فالذي قدر الجوع يعني آآ انما قدر الطعام وجعل تناول الطعام سببا يعني هو قدرا ندفع به قدر الجوع وجعل تناول الماء قدرا ندفع به قدر الظمأ وجعل التداوي قدرا ندفع به قدر المرض. فكل هذه سلسلة من المقادير. بس عندنا اقدار محققة واقدار معلقة اقدار المعلقة ان يربط الله بين امرين برابطة السببية مسلا الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتطيلان في الاعمار ان اخذ الحديس على ظاهره زيادة كمية يعني كان عمره ستين بقى تمانين بسبب البر وصلة الرحم فكل ذلك مقدور كل ذلك مقدر الله جل وعلا قدر العمرة الاول وقدر البر والصلة كسبب لزيادة العمر وقدر هذه الزيادة فكل ذلك في كتاب وكل شيء احصيناه في امام مبين لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين اللهم اهدنا صراطك المستقيم يا رب العالمين طيب سؤال يسأله او يتداوله الناس هل الانسان مسير ام مخير؟ ربما تجد هذا على السنتك كثير من الناس الانسان مسير ومخير اجتمع فيه المعنيان من حيث جريان اقدار الله عليه عز وجل وخضوعه لذلك كونا وقدرا. وانه لا يمكنه ان يخرج عن قدر الله ابدا. ولا نخرج عن قضاء الله ابدا فهو مسير من هذه الناحية وقد قال تعالى هو الذي يسيركم في البر والبحر انسان لا يملك ان يدفع نفسه عن نفسه القدر الذي حم والقضاء الذي ابرم ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين نعم فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين فمن حيث جريان اقدار الله جل وعلا عليه مسير وله اسلم انقاد وخضع وذل من في السماوات والارض طوعا وكرها لكن يعني من جانب اخر من حيث افعاله وحركاته وسكناته وتصرفاته فهو مخير يأتي هذه الافعال مختارا ونحن نفرق بين حركة المحموم الذي يرتعش بسبب الحمى حركة لا ارادية قهرية وبين حركة الانسان عندما يعني عندما يتحرك ويتقلب في الارض ليكسب ما شاء من حسنات او من سيئات ان الله جل وعلا اعطاه هذه القدرة يسر له هذه المكنة وزوده بادوات التكليف السمع والبصر والفؤاد ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. ومن اجل هذه القدرة وهذا التخيير الله جل وعلا يحاسب. والله جل وعلا يثيب ويعاقب. لا يثيب ولا يعاقب على اعمال اكره الشخص عليها. او هي غير مقدورة له نعم لانه اذا اكره على شيء لا يحاسب عليه اذا كان ذاهلا او مخطئا او ناسيا فقد رفع عنه التكليف في هذه الحالة رفع عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. والقاعدة اذا سلب ما وهب اسقط ما اوجب اذا اذا سلب السمع البصر الفؤاد اذا سلم ما وهب من ادوات التكليف فانه يسقط ما اوجبه من قيود ومن تكاليف فقد رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ وعن المجنون حتى يفيق اللهم اهدنا صراطك المستقيم يا رب العالمين اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك الرضا بالقدر وقفة كده بين يدي هذه الكلمة هل يلزم الرضا بالقدر؟ احنا عندنا الايمان بالقدر. ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره من الله تعالى هل يلزم الرضا بالقدر؟ ان ارجو ان تفرق بين امرين. القدر باعتباره فعلا من جهة الرب جل جلاله هذا يجب ان يرضى به كل مؤمن القدر من حيث من حيث كونه مفعولا لله سبحانه وتعالى منه ما نحبه ومنه ما نسخطه منه ما نرضى به ومنهم ومنه ما نمقته. الله خلق الشيطان مسلا من حيث خلق الله للشيطان فعل الرب جل جلاله هذا مرضى به قطعا لان الله ما خلقه الا لحكمة. ففعل الرب جل وعلا نرضى به ونؤمن به. لانه من تمام الرضا بالله ربا. الله جل وعلا خلق فرعون او وخلق ابليس وخلق عاد وخلق كل المستكبرين. كما خلق الملائكة والنبيين والمرسلين والصالحين والشهداء ففعل الرب جل جلاله نرضى به. لان هذا من تمام الرضا بربوبية الله سبحانه وتعالى. اما مفعولات الرب ابليس نرجمه نلعنه نتخذه عدوا وقارون وفرعون وهامان ابو جهل ابو لهب وكل هذه مفعولات للرب هذه من جملة مخلوقاته لكننا نسخطها في الله ونبغضها في الله ونكرهها في الله ونحاربها في الله عز وجل ففرق بين فعل الرب ومفعولاته. خلق الرب للشيء. يعني تلك قضية ومخلوقاته ومقضياته ومفعولاته قضية اخرى عندما تنتبه الى هذا التفريغ سوف يزول اشكال ويرتفع الالتباس في هذه القضية طيب يعني ذكرنا ان فعل الرب جل جلاله هذا نرضى به في كل الاحوال خيره وشره حلو وعمره. اما مفعولات الرب سبحانه وتعالى فهذه منها ما نرضاه ومنها ما لا ما لا ما لا نرتضيه لان الله جل جلاله لا يرتضينا ولا يرضى لعباده الكفر صح ولا لا اذ يبيتون ما لا يرضى من القول. فان ترضوا عنه فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين. نحن لا نرضى عنها. لان الله لو على لا يرضى بها وان كانت من جملة مخلوقاته ومن جملة مفعولاته الله جل وعلا ان الله جل وعلا خلق الخير وخلق الشر وخلق الزلمات والنور وكل شيء خلقه ربي جل وعلا فقدره تقديرا ايه الفرق بين في الصبر والرضا الصبر الصبر يتجرع المر لكن يحبس لسانه عن التسخط صح ان الله لا يعذب بحزن القلب ولا بدمع العين يعذب بهزا الصابر بيكابد بيعاني تجرعوا الغصص والمرارات ومع هذا لا نقول الا ما يرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وان لفراقك يا ابراهيم لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون فالصبر عندما تصبر على مكروه على مصيبة على كارثة انت انت تتألم شعور بشري يجيب لي طبيعي لكن التكليف يتعلق باللسان لا نقول الا ما يرضي ربنا لا يتعلق لا بحزن القلب ولا بدمع العين لكن الراضي مرتبة اعلى. الرضا مرتبة اعلى لانه مطمئن ان هذه النازلة التي نزلت به ما انزلها الله به الا لخير اراده له. ينظر الى ما وراء هذه الاحداث وتلك النوازل. الله جل وعلا ما منعك الا ليعطيك وما ابكاك الا الا ليضحكك وما ابتلاك الا ليطهرك وليمحصك ليرفع درجاتك ويكفر من سيئاتك. من نظر الى هذا المعنى هانت عليه هذه المصيبة او تلك النازلة لان نزره الى ما وراءها من الثواب الى ما ورائها من الاجر الى ما وراءها من التكفير والتطهير والمنزلة التي اختارها لها الله عز وجل يعني يبقى نقول الرضا بالقدر واجب لان القدر فعل الرب جل جلاله فهذا من تمام الرضا بربوبية الله سبحانه. اما المقدر او المقضي ففيه التفصيل طب ما هو التفصيل في مفعولات الرب ومقضياته؟ قال فيها ما يجب الرضا به وما يحرم الرضا به وما يستحب الرضا به مثلا المعاصي يحرم الرضا بالمعصية. صح يحرم الرضا بالفسوق والكفر والزندقة. هي مخلوقات لله سبحانه وتعالى كما ان من مخلوقاته يعني يعني ابليس والشياطين لكننا لا نرضى بها نمقتها ونسخطها وان كانت قد وقعت بقدر الله جل وعلا وبخلقه جل جلاله وفيه قسم يستحب الرضا به وهو ما نزل من احداس مؤلمة ومصائب موجعة. الواجب هو الصبر والمستحب هو الرضا. ما حدش يقدر مش كل الناس تقدر توصل لمرتبة الرضا. تنزل المصيبة فمباشرة ينظر الى ما وراءها من الخير الذي اراده الله به فتسكو نفسه وترضى الرضا مستحب لكن المرتبة اللي قبل كده الصبر هذا هو الواجب ومن اجل هذا جاء الامر بالصبر لكن فيما يتعلق جاء مدح للذين يعني رضي الله عنهم ورضوا عنه. فما يقع من المصائب يستحب الرضا به ولا يجب وكما قلنا ان الفرق بين الصبر والرضا ان الصبر يكون فيه الانسان كارها للواقع الذي يصبر عليه لكنه يحبس لسانه فليتسخط ولا يجزع ولا يأتي بما يخالف الشرع المطهر. الرضا لا يكون كارها لهذا الذي وقع به انه ينظر الى ما وراءه من الاجر والثواب والتطهير والتكفير والمنزلة العلية التي ادخرها الله له. طب بعد هذا التطواف مع مسائل القدر ما ثمرات الايمان بالقدر ما ثمرات الايمان بالقدر؟ اولا تحقيق التوحيد الخالص لله جل جلاله القدر نظام التوحيد نعم لان من الايمان بالقدر ان تؤمن ان الله خالق كل شيء. الخير والشر لكن المنازعين في هذا الباب من غير المسلمين يقولون ان للكون خالقين النور والزلمة. النور خلق الاشياء الجميلة والزلمة خلقت الاشياء القبيحة. هؤلاء هم الثانوية وعندنا المنتسبون الى الدين من المنحرفة في باب العقائد ايضا انما يثبتون فاعلين. الله خالق الخير والعبد خالق لافعاله. فهو الذي يخلق افعاله لا يخلقها الله عز وجل فاثبتوا خالقا اخر بجوار الله سبحانه وتعالى. والله جل وعلا يقول والله خلقكم وما تعملون فالخالق لافعال العباد من؟ الله جل جلاله. لان اعمال العباد شيء من جملة الاشياء والله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل زيادة الاهتداء السكينة التي تنزل على القلب عندما يبتلى العبد بنازلة في علم انها من عند الله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه تنزه المصيبة في علم انها من عند الله فتسكو نفسه ويطمئن قلبه ويحسن الزن بربه ويثق في حسن تدبيره له. ويوقن ان اختيار الله له اولى من كاره لنفسه وان الله لو اطلعه على الغيب وعلى مآلات الامور في المستقبل ما اختار الا ما كتبه الله له وما قدره الله جل وعلا عليه الايمان بالقدر يورس في النفس يعني قوة الرجاء في الله سبحانه وقوة الخوف منها انه يورث قوة الرجاء في الله سبحانه نعم ليقينه بان الله تعالى لا يقضي قضاء الا وفيه تمام العدل وتمام الرحمة وتمام الحكمة فلا يتهم ربه فيما يجريه عليه من اقدار ومن اقضية فتستوي الحالات عنده فيحرص على التسليم وعلى الرضا وعلى الوقوف حيث اوقفه الله عز وجل دائما يتطلع الى الخير يعني من ورائي كل قدر ينزل به لانه يعلم ان الله جل وعلا لا يقدر لعباده في الجملة الا ما الا ما هو انفع لهم وان اختيار الله لعباده اولى من اختيار العباد لانفسهم بالايمان بالقدر نتعلم كيف نرضى عن الله عز وجل. رضي الله عنه ورضوا عنه كيف ترضى عن الله عز وجل ان ترضى عن شرعه وان ترضى عن قدره كما ترضى بحلاله وحرامه انما ترضى بقضائه وقدره هذا من عند الله وهذا من عند الله. كما تقبل الحلال والحرام من عند الله عز وجل. وانك تقبل القضاء والقدر الاحداث والاقدار التي تنزل بك من قبل الله عز وجل تسكن لتدبيره الكوني كما تسكن لتدبيره الشرعي كما ترضى بالحلال والحرام والشرائع والتكاليف ترضى ترضى بالاقدار وبما قدره الله جل وعلا وقضاه عليك لانك تحسن التوكل عليه وتعظموا الرجاء فيه جل جلاله. لا يسوق الخير الا الله ولا يدفع السوء الا الله وما كان من نعمة فمن الله. من بين ايضا فوائد الايمان بالقدر السلامة من الحسد الحاسد اللي بيحقد ويحسد هو بيعترض على مين بالضبط بيعترض على الذي منح انا استاهل اكتر منه كانه بلسان الحال يقول انت ما عدلتش تديت اللي ما يستاهلش وانت منعت اللي يستاهل فدي قلة ادب مع مين ؟ مع الله. مع الله سبحانه وتعالى نحن قسمنا هكذا قال الله عز وجل. نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا. فعندما تنظر الى من اعطاه الله اكثر منك. ثم بعد هذا يمتلئ قلبك غلا وحقدا وحسدا اعتراضك على الخالق اعترضت على الذي قسم لان الذي يعطي على الحقيقة انما هو الله جل جلاله اهم يقسمون رحمة ربك؟ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون. الا قل لمن بات لي حاسدا اتدري على من اسأت الادب اسأت على الله في حكمه لانك لم ترض لي ما قد وهب لم ترض لي ما وهبه الله لي وبعدين بعد هذا الحسود اصبر على كيد الحسود فان صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله اصل حاسس انه هيعمل ايه لن يغير من قدر الله شيئا. ان الله يجري اقداره. ان الله يمضي يمضي قضاءه. فمن رضي فله الرضا ومن قطف عليه السخط اصبر على كيد الحسود فان صبرك قاتله. فالنار تأكل بعضها اذ لم تجد ما تأكل. هذا قبس من ثمار الايمان بالقدر. اسأل الله جل وعلا ان يعمر قلوبنا ايمانا بقضائه وقدره. وان يرزقنا الصبر على البلاء والشكر على النعماء. وحسن الرجاء فيه. وحسن التوكل عليه. وحسن الخوف منه وحسن الانابة اليه وان يجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير اعمالنا اواخرها اه وان يحملنا في احمد الامور عنده واجملها عاقبة. وان يأخذ بنواصينا اليه اخذ الكرام عليه انه ولي ذلك والقادر عليه. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم