بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم انا نسألك في مفتتح مجلسنا هذا ان تجعل اجتماعنا فيه اجتماعا مرحوما. امين. ان تجعل تفرقنا من بعده وقد معصوما الا تجعل فينا ولا بيننا شقيا ولا محروما. اللهم انا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى. اللهم انا نسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا قطع اللهم انا نسألك الرضاء بعد القضاء. اللهم انا نسألك برد الحياة بعد الممات. اللهم انا نسألك لذة الشوق الى لقائك ونعمة النظر الى وجهك الكريم. في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. اللهم امين ثم اما بعد احبتي في الله فهذا مشهد من مشاهد السيرة النبوية لقد تعودنا ان نسوق مشهدا ثم ان يعقب عليه بما يفتح الله عز وجل لقد جيء الى النبي صلى الله عليه وسلم بسبي من سبي هوازن وبين يدي السبي امرأة تسعى وقد زاغ بصرها تحلب ثدياها تبتغي رضيعها الذي فقدته في السبي كان منظر ذهولها ولهفتها وفزعها لافتا اليها الابصار واذا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ينظرون اليه فبينما هي كذلك اذ وجدت رضيعها فاخذته فالصقته ببطنها ثم القمته ثديها ترضعه لبنها وترضعه حنانها وهي في حالة من التأثر العاطفي الشديد وقد وجدته بعد ان اخذها الهلع خوفا عليه وذهبت بها ظنون هلكته كل مذهب لا شك انه كان منزرا في غاية التأثر والتأثير واذ بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يفوت هذه الفرصة في توجيه خطاب بليغ لاصحابه موعظة بليغة لاصحابه وهو يستهلها بهذا السؤال اترون هذه طارحة ولدها في النار شفت منظر الله في هذا هل يمكن هل تتصورون ان هذه يمكن ان تمسك بهذا الطفل الرضيع وتلقي به في النار وكان سؤالا يحمل استفهاما عجيبا عاجبا مثيرا نعم فان ما رأوه من حال هذه المرة يدل على انها كادت ان تفقد عقلها لما فقدت رضيعها فكيف تلقيه في النار يعني كان جواب الصحابة يا رسول الله لا والله لا تفعل وهي تقدر على الا تطرحه ما دام الامر اليها ما دام القرار قرارها ما دامت المسألة بيدها لا تفعل ذلك ابدا فعندها ساق النبي صلى الله عليه وسلم هذه الموعظة البليغة ثم قال والله لله لله لله ارحم بعباده من هذه بولدها شفتم هزا المشهد زاغ بصرها عندما افتقدت رضيعها. تحلب ثدياها. استولى عليها الهلع والفزع. وكادت ان تفقد عقلها بفقد رضيعها فعندما وجدتهم يعني التقطته الصقته ببطنها القمته ثديها مشهد يجسد كل معاني العاطفة النبيلة ثم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم اترون هذه طارحة ولدها في النار قالوا لا يا رسول الله وهي تقدر على الا تطرحها. فقال والله لله لله ارحم بعباده من هذه بولدها الطريقة التربوية التي التي نتعلم منها نبي عليه الصلاة والسلام لم يفوت هذا المشهد الذي استلفت انظار اصحابه جميعا منظر في غاية التأثير العاطفي وجداني ذروة تجسيد العاطفة البشرية في صورة مجسدة محسوسة استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم. استخدم هذا المشهد ثم اثار وجدان الناس من حوله من حوله. نعم اثار عاطفتهم وانتباههم بطرح هذا السؤال اترون هذه طارحة ولدها في النار طبعا جواب كل الناس مستحيل. ما دام الامر اليها ما دام القرار قرارها. ما دام التقدر على الا تطرحها. فقال فوالله وصدر حديثه بالقسم وهو الصادق المصدوق الذي لا يحتاج الى قسم والله لا الله ارحموا بعباده من هذه بولدها النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن ليفوت هذا المشهد من غير ان يسوق هذه الموعظة البليغة التي تعمق في النفوس الشعور برحمة الله عز عز وجل وتعلمنا اقتناص فرص التأثير وبث المعاني التربوية والمعاني الايمانية من خلاله احنا بنلاحز ان هذا الدرس هذه الزخة الايمانية والعاطفية لم تكن على منبر لم تكن في ندوة او في مجلس علم كمثل هذا المجلس يعني بل كانوا واصحابه يستقبلون مقدم هذا السب. يبقى ده العام مفتوح في الشارع فجعل النبي صلى الله عليه وسلم منه مقاما للتعليم. نعم ذلكم ان تعليم النبي صلى الله عليه وسلم نعم والذي نتعلم نحن منه لم يكن مختزلا في خطبة يخطبها فوق المنبر او في موعظة يلقيها في مجلس موعظة او تعليم لكنه كان علما مكثوثا في تضاعيف الحياة كلها كان جلوسه على مائدة الطعام فرصة التعليمية يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك عندما طاشت يد الغلام في الصفحة في الصحفة كان دخوله للسوق فرصة تعليمية عندما دخل وجد بائعا امامه صبرا من طعام فادخل يده فيها فاصاب يده بلل. فقال ما هذا يا صاحب الطعام؟ فقال اصابته السماء يا رسول الله. المطر. قال هلا فوضعته فوق الطعام حتى يراه الناس. ليه مخبيه من جوة من الداخل هلا وضعته فوق الطعام حتى يراه الناس من غش فليس منا اذ كان مشيه في طريقه ايضا فرصة للتعليم صلوات ربي وسلامه عليه ان كان مجلسه مع اصحابه يتخذ من كل مشاهد الحياة يعني فرصا يقتنصها للتعليم ولبث المعاني الايمانية الجميلة. واحيانا بوصفات وومضات دعوية مختصرة بليغة وهي مقرونة بمجريات الحياة فارتوت منها نفوس الصحابة ثم تضلعت من ده العلم النبوي اللي كان النبي عليه الصلاة والسلام يضخه ويبثه في كل مشاهد الحياة صلوات ربي وسلامه عليه المعنى الجميل هذا الذي اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يبثه في نفوس اصحابه ان يعظم في نفوسهم الاحساس برحمة الله. الشعور برحمة الله عز وجل. ان يوقظ في القلوب الرجاء. وان يبعث فيها الامل لا يعرف العالم ولا تعرف الدنيا باكملها رحمة اشد من رحمة الام بولدها واشد ما تكون رحمة الام بولدها وهو في حالة ضعف طفل رضيع وشدة حاجته اليها وهي الرضاعة والطفولة المبكرة. ثم تتضاعف هذه الرحمة عندما يكون هذا الولد عرضة لخطر تخشى عليه من عن جد تتضاعف عواطف الامومة اضعافا مضاعفة كان هذا هو حال المرأة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم فبين لهم ان رحمة الله بعباده اعظم من رحم الامومة في في هذه الحال معنى يملأ القلوب بالرضا وبالطمأنينة اجعل الشخص اذا عمل صالحا يرجو رحمة الله في ان يتقبل عمله الصالح. ازا اقترف خطيئة وتاب الى الله يرجو رحمة الله التواب الرحيم ان يتقبل توبته وان يقيل عثرته وان يغسل حوبته ان نزلت به شدة تذكر عزيم رحمة الله عز وجل فيدعو الله وهو موقن بالاجابة. موقن ان الله لن ضيع ان نزل به الموت تذكر ان منقلبه الى رب رحيم هو ارحم من امه التي ولدته بلحزة الموت عندما يتذكر ان منقلبه الى ربه هو ارحم به من امه التي ولدته فيحسن ظنه بالله ويشتاق الى لقائه فيحسن ظنه بالله ويشتاق الى لقائه. الحديث عن رحمة الله عز وجل وعن سعتها حديث ذو شجون تهله بهذا الحديث المتفق عليه لما قضى الله الخلق كتب كتابا فهو عنده فوق عرشه ان رحمتي تسبق غضبي. او ان رحمتي سبقت غضبي في حديث البخاري عن ابي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جعل الله الرحمة مائة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين جزءا وانزل في الارض جزءا واحدا. فمن ذلك الجزء فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه ولماذا خص الفرس بالزكر انه اكثر او اشد الحيوانات المألوفة التي يعاين المخاطبون حركته مع ولده. ولما في الفرس من السرعة والخفة في تنقل ومع ذلك تتجنب ان يصل الضرر منها الى ولدها في رواية اخرى ان لله مائة رحمة واحدة بين الجن والانس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون. وبها تتعاطف حوشوا على اولادها واخر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة ان لله مائة رحمة واحدة من الجن والانس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها يتعاطف الوحوش على اولادها واخرت تسعا وتسعين رحمة يرحم بها اعباده يوم القيامة في رواية اخرى عند مسلم ان الله خلق يوم خلق السماوات والارض مائة رحمة بكل رحمة انطباق ما بين السماء والارض. كل رحم كل جزء لها طباق ما بين السماء والارض فجعل منها اه في الارض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض. فاذا كان يوم القيامة اكملها بهذه الرحمة اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب العالمين في رواية عجيبة للحديث عند مسلم ان لله مائة رحمة انزل منها رحمة واحدة بين الجن والانس والبهايم والهوان. فبها يتعاطفون وبها يتراحمون. حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه فاذا كان يوم القيامة اكملها الله بهذه الرحمة فان الشيطان لا يتطاول. يزن ان رحمة الله ستسعه في ذلك اليوم حتى ان الشيطان لا يتطاول يظن ان رحمة الله ستسعه في ذلك اليوم اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب العالمين في حديث ابي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان رجلين كانا في بني اسرائيل متحابين احدهما مجتهد في العبادة والاخر مذنب فكان المجتهد في العبادة يقول اقصر اقصر عما انت فيه يعني فيجيبه ويقول خلني وربي. سبني مع ربنا ما لكش دعوة بي. خلني وربي. حتى وجده يوما على ذنب الظمأ فقال اقصر. فقال خلني وربي ابعثت علي رقيبا؟ فقال والله لا يغفر الله لك ابدا ولا يدخلك الله ولا يدخلك الله الجنة ابدا فبعث الله اليهما ملكا فقبض ارواحهما فاجتمعا عنده فقال للمذنب ادخلوا الجنة برحمتي وقال الاخر اتستطيع ان تحظر على عبدي رحمتي فقال لا يا رب فقال اذهبوا به الى النار ثم يقول ابو هريرة والذي نفسي بيده لقد تكلم بكلمة اوبقت دنياه واخرته رواية للحديث عند مسلم عن جنده ان النبي صلى الله عليه وسلم حدث ان رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان وان الله تعالى قال من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان؟ فاني قد غفرت له واحبطت ملك قد غفرت له واحبطت عمله في حديث عبدالرحمن بن جبير قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ كبير هرم سقط حاجباه على عينيه وهو متكئ على عصا حتى قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ارأيت رجلا عمل الذنوب كلها لم يترك داجة ولا حاجة الا اتاه. يعني لم يترك شاردة ولا واردة من الذنوب والمعاصي الا ارتكبها. لو قسمت خطيئات على اهل الارض لاوبقتهم اله من توبة قال صلى الله عليه وسلم هل اسلمت؟ فقال اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله نعم. فقال تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك كلهن خيرات اذا احسنت في اسلامك فكلوا معاصيك الماضية الله جل وعلا يبدلها حسنات فقال الرجل يا رسول الله وغدراتي وفجراتي؟ فقال نعم وغدراتك وفجراتك. فقال الله اكبر الله اكبر ثم اتكأ على عصاه وانصرف فلم يزل يردد الله اكبر الله اكبر حتى توارى عن الانظار الحديث عن رحمة الله سبحانه وتعالى حديث ذو شجون لكن ينبغي ان نحسن فهمه والا نضع الكلام في غير موضعه نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون فساكتبها للذين يتقون. ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون نعم واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح لانه غفور رحيم اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب العالمين في قول الله جل جلاله في سورة فاطر ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسي له من بعده وهو العزيز الحكيم يعلق على هذه الاية احد المفسرين المعاصرين رحمه الله فيقول ان رحمة الله لا يحصيها العد ويعجز الانسان عن مجرد ملاحقتها وتسجيلها في ذات نفسه وفيما سخر له من حوله وفيما فوقه وفيما تحته ان رحمة الله عز وجل لو فتحها سبحانه على احد من خلقه فسوف يجدها في كل شيء وفي كل موضع وفي كل حال وفي كل مكان وفي كل زمان فانه لا ممسك لها. ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها نعم يجدها في نفسه وفي مشاعره ويدها فيما حوله وحيثما كان وكيفما كان نعم. ثم قال وما من نعمة من نعم الله يمسك الله معها رحمته حتى تنقلب هي بذاتها نقمة وما من محنة تحفها رحمة الله حتى تكون هي بذاتها نعمة ينام الانسان على الشوق مع رحمة الله فاذا هو مهاد. لين وطين. نعم وينام على الحرير وقد امسكت عنه رحمة الله فاذا هو شوك القتاد. ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ان الانسان يواجه اصعب الامور برحمة الله فاذا هي هوادة ويسر نعم ويواجه ايسر الامور وقد تخلت رحمة الله عنه. فاذا هي مشقة وعسر يخوض المخاوف والاخطار برحمة الله فاذا هي امن وسلام. يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم ويعبرها بدون رحمة الله فاذا هي مهلكة وبوار انه لا ضيق مع رحمة الله. انما الضيق في امساكها دون سواه لا ضيق مع رحمة الله ولو كان صاحبها في غياهب السجون او في جحيم العذاب او في شعاب الهلاك ولا سعة مع امساك رحمة الله ولو تقلب الانسان في اعطاف النعيم وفي مراتع الرخاء ان هذا الباب لو فتح لك يا عبد الله وهو باب الرحمة فلا عليك ولو اغلقت دونك جميع الابواب. واقفلت جميع النوافل وسدت جميع المسالك. انه الفرج والفسحة واليسر والرخاء نعم ولو اغلق عنك هذا الباب يا عبد الله باب الرحمة ولو فتحت لك جميع الابواب والنوافل والمسالك فما هو بنافع بل هو الضيق والكرب والشدة والقلق والعناء هذا الفيض من رحمة الله يفتح عليك ثم يضيق الرزق ويضيق السكن ويضيق العيش وتخشوشن الحياة فلا عليك الرخاء والراحة والطمأنينة والسعادة. هذا الفيض يمسك عنك ثم يفيض الرزق ويقبل كل شيء فلا جدوى انما هو الضنك والحرج والشقاوة والبلاء ان المال والولد والصحة والقوة والجاه والسلطان لتصبح مصادر قلق وتعب ونكد اذا امسكت عنها رحمة الله فاذا فتح الله ابواب رحمته كان فيها السكن والراحة والسعادة والاطمئنان يبسط الله الرزق مع رحمته فاذا بالرزق متاع طيب ورخاء. واذا هو رغد في الدنيا وزاد يوم القيامة ويمسك رحمته عن هذا الرزق فاذا هو مسار قلق وخوف. واذا هو مثار حسد وبغض. وقد يكون معه الحرمان ببخل او مرض وقد يكون معه التلف بافراط او استهتار ويمنح الله الولد ويكون معه الرحمة فاذا هو زينة الحياة الدنيا. ومصدر فرح واستمتاع ومضاعفة للاجر في الاخرة بالخلف الصالح الذي يذكر الله ويمسك الله رحمته مع هذا الولد فاذا الذرية بلاء. ونكد وتعب وعنت وشقاء وسهر بالليل وتعب بالنهار هو نفس الولد. هو هو عندما ارسل الله رحمته اصبح الولد زينة الحياة الدنيا واصبح مصدر بهجة وفرح وقرة عين. ازا امسك الله رحمته نفس الولد فيصبح هذا الولد مصدر شقاء ونكد وتعب وسهر بالليل وتعب بالنهار. لانه ببساطة ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا له من بعده وهو العزيز الحكيم. ان الله يهب الصحة والقوة مع فاذا هي نعمة وحياة طيبة والتذاذ بالحياة وتسخير لهذا الجسم في طاعة الله يعني ثم يهب الصحة ويمسك معها رحمة الله فاذا الصحة والقوة بلاء يسلطه الله على الصحيح القوي وفقوا الصحة والقوة فيما يحطم الجسد. فيما يفسد الروح ثم يدخر السوء ليوم الحساب يعطي الله السلطان والجاه والملك مع رحمته فاذا هو اداة اصلاح ومصدر امن هو وسيلة لادخار الطيب الصالح من العمل والاثر ويمسك جل جلاله رحمته عن هذا السلطان والملك. فاذا هو مصدر قوة فاذا هو مصدر قلق على فواتها ومصدر طغيان وبغي عند بقائها هو مسار حقد على صاحبها لا يقر له معها قرار لا يستمتع بجاه ولا بسلطان. ويدخر بسببه للاخرة رصيدا ضخما من النار والعياذ بالله العلم الغزير العمر الطويل المقام الطيب كلها تتغير وتتبدل من حال الى حال مع امساك رحمة الله او مع ارسالها ان القليل من العمر يثمن وينفع ان القليل من العمر يبارك الله فيه ان الزهيد من المتاع يجعل الله السعادة فيه الشيعة يقولون رحب فلاة مع الاعداء ضيقة. وشبر ارض مع الاحباب ميدان وفي المقابل قد تكون بسطة في العلم وطول في العمر مع نزع البركة والرحمة فاذا هو شقاء على الانسان ونكد في الدنيا قبل الاخرة في ملمح جميل هنا يقول ان من رحمة الله ان تحس بانك في رحمة الله. معنى جميل جدا ودقيق جدا. نعم. انت ربما تتقلب في نعم كسيرة لكن مش شاعر انك في رحمة الله يعني ان يعني ان يحجب عنك الشعور بانك في رحمة الله هذا باب من ابواب الشقاء والعذاب والنكد. ان من رحمة الله ان تحس برحمة الله وانها تضمك وتغمرك وتفيض عليك ان شعورك بوجودها هو الرحمة ان رجاءك فيها وتطلعك اليها هو الرحمة. ان ثقتك بها وتوقعها في كل امر هو الرحمة ان العذاب ان العذاب كل العذاب في احتجابك عنها او يأسك منها او شكك فيها نعم وهو عذاب لا يصبه الله على مؤمن ابدا نعم لانه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. لا يقنطوا من رحمة الله الا الضالون وبعد ان رحمة الله لا تعز على طالب في اي مكان وفي اي حال لقد وجدها ابراهيم في النار يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. لقد ولدها يوسف في الجب عندما القى به اخوته وفي غيابة الجب لقد وجدها في السجن عندما لبث في السجن بضع سنين. لقد وجدها يونس في بطن الحوت في ظلمات ثلاث لقد وجدها موسى عليه السلام في اليم وهو طفل رضيع مجرد من كل قوة ومن كل حراسة لقدها اصحاب الكهف في الكهف عندما افتقدوها في الدور وفي القصور فقال بعضهم لبعض فاموا الى الكهف ينشر لكم رب من رحمته احبتي في الله ان الشعور برحمة الله انما هو رحمة الله عز وجل انه فيض من فيضات الرحمة وباب من ابوابها ان تستشعر انك في رحمة الله سبحانه وتعالى لقد ويدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار والقوم يتعقبونهم ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا لقد وجدها احمد بن حنبل وهو يضرب ضربا عجيبا حتى قال بعض جلاديه لقد ضرب ضربا لو ضرب بمثله جمل لهلك. يا الله لكنها رحمة الله عز وجل كان يتلقى الضرب مع رحمة الله فبقي ايمانه بقي ايمانه قويا كالطود الاشم وهو يدافع عن منهج اهل السنة والجماعة لقد وجدها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عندما ادخل الى السجن فالتفت الى السجناء وهم يغلقون الباب فقال فضرب بينهم بسور له باب. باطنه فيه الرحمة وظاهره وظاهره من قبله العذاب سوف يجد رحمة الله كل من اخلص لله واوى اليه يأسا من كل ما سواه منقطعا عن كل شبهة في قوة وعن كل مزنة في رحمة قاصدا باب الله وحده دون الابواب كلها ثم انه متى متى فتح الله ابواب رحمته فلا ممسك لها. ومتى امسكها فلا مرصي لها. اذا كان ذلك كذلك فلا خوف من احد ولا رجاء في احد ولا مخافة من شيء ولا رجاء في شيء انما هي مشيئة الله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ما بين الناس ورحمة الله الا ان يطلبوها مباشرة منه بلا واسطة وبلا وسيلة الا التوجه اليه جل جلاله. في طاعة واخلاص لا رجاء في احد من خلقه. ولا خوف من احد من خلقه. فما احد بمرسل من رحمة الله ما امسكه الله يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم. لو استقرت هذه الحقيقة في قلب المسلم استقرارا صحيحا لصمد كالطود الاشم امام الاحداث وامام الاشخاص وامام القوى والقيم والاعتبارات ولو تواطأ وتكاتف عليه الانس والجن انهم لا يفتحون رحمة الله حين يمسكها ولا يمسكون رحمة الله عندما يرسلها انهم وان منعوك من شيء وان حاولوا ان يحولوا بينك وبين الناس. وان تعرضوا لمصدر رزقك ما دامت رحمة الله تحفك فهم الذين يكونون في شقاء وغم وسفول وانت يا عبد الله تكفيك رحمة الله فانعم بها واكرم من عطاء وهم يكفيهم في الدنيا بعد عن رحمة الله. نعم ولعذاب الاخرة اشد وابقى اللهم انا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ان تغمرنا بفيوضات رحمتك في هذه الدنيا ويوم يقوم الناس لرب انا مين ؟ اللهم اشرح صدورنا. اللهم نور قلوبنا. امين. اللهم اغفر ذنوبنا. امين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمته اصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. امين. اصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا. امين. اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير اجعل موت راحة لنا من كل شر. توفنا وانت راض عنا برحمتك يا ارحم الراحمين. امين امين. والله يقول الحق اهد السبيل واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك