الله اكبر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الرابعة من تفسير سورة الانعام مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولو ترى اذ وقفوا على ربهم قال اليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ان الله جل جلاله يقول يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم لو ترى يا محمد هؤلاء الذين يقولون ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين لو ترى حال هؤلاء عندما يردون الى ربهم عندما يوقفون بين يديه عندما يحبسون لفصل القضاء يوم القيامة ثم يقال لهم اليس هذا بالحق هل هذا الذي كنتم به تكذبون ويستنبئونك احق هو قل اي وربي انه لحق زعم الذين كفروا الا يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير واقسم بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت. بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي يختلفون فيه. وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين ولو ترى اذ وقفوا على ربهم قال اليس هذا بالحق؟ افسحر هذا؟ ام انتم لا تبصرون؟ اصلوها فاصبروا او لا ادبروا سواء عليكم انما تجزون ما كنتم تعملون انا الينا ايابهم ثم انا علينا حسابهم ان الى ربك الرجعى ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم ينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم ثم ينظر بين يديه فلا يرى الا النار من تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو ترى اذ وقفوا على ربهم هؤلاء الذين كانوا يقولون عاشوا يقولون وماتوا وهم وهم يقولون نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون هؤلاء الذين كانوا يقولون حياة ثم موت ثم بعث حديث خرافة يا ام عمرو هؤلاء وقفوا على ربهم عز وجل ثم يقال اليس هذا بالحق افسحر هذا ام انتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا او لا تصبروا سواء عليكم. انما تجزون ما كنتم تعملون. ساعتها يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ساعتها لو ان لاحدهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه اليس هذا بالحق؟ قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. اي بتكذيبكم بالله لجحودكم لاياته ونعمه وما كان منكم في الدنيا من عتو عن امر الله جل جلاله ثم قال تعالى قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى اذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم ما اعظم خسارة من كذب بلقاء الله عز وجل ما اعظم خسارة من فرط في جنب الله عز وجل ومن جحد لقاءه ولم يعد نفسه للوقوف بين يديه قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة يوم تفرق بينهم الجنة والنار فراقا لا لقاء بعده. ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون نعم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله. حتى اذا جاءتهم الساعة بغتة ندموا على ما كان منهم من تفريط ومن اضاعة ليس يا قومي يستوي سعي بان ومن هدم سيقيم المفرطون غدا مأتم الندم ويقول الذي اطاع طوبى لمن خدم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى اذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها فيها الضمير يرجع. اما الى الحياة الدنيا الخالية الماضية واما الى الاعمال الصالحة فرطنا في الاعمال الصالحة فلم نعد لهذا اليوم عدته ولم نتخذ لهذا اليوم اهبته ورحم الله عمر كان يقول حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم. وتزينوا للعرض الاكبر على الله عز وجل وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم الا ساء ما يزرون؟ اي الا ساء ما يحملون لقد ورد عن ابي مرزوق انه قال يستقبل الكافر او الفاجر عند خروجه من قبره كاقبح صورة رأيتها وانتنه ريحا فيقول من انت؟ فيقول اهو ما تعرفني؟ فيقول لا والله الا ان الله قبح وجهك وانتن ريحك. فيقول انا عملك الخبيث هكذا كنت في الدنيا خبيث العمل منتنة فطالما ركبتني في الدنيا الم اركبك اليوم وهو قوله تعالى وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم الا ساء ما يزرون وان تدعو مثقلة الى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب السدي كان يقول ليس من رجل ظالم يدخل قبره الا جاءه رجل قبيح الوجه اسود اللون منتن الريح وعليه ثياب دنيسة حتى يدخل معه قبره فاذا رآه قال ما اقبح وجهك فقال كذلك كان عملك قبيحا ما انتن ريحك. قال كذلك كان عملك منتنا ما ادنس ثيابك؟ قال كذلك لقد كان عملك دنسا قال له من انت؟ فقال عملك فيكون معه في قبره فاذا بعث يوم القيامة قال له اني كنت احملك في الدنيا باللذات والشهوات وانت اليوم تحملني. قال فيركب على ظهره فيسوقه حتى يدخله النار وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم. الا ساء ما يزرون وقد ورد في حديث الغلول بقول الله جل جلاله ومن يغلل ليأتي بما غل يوم القيامة. الغلول السرقة من المغنم سرقة من الغنيمة قبل القسو ومثله السرقة من المال العام هؤلاء يأتي احدهم بما غل يوم القيامة يحمله على ظهره لالفين احدكم يوم القيامة يأتيني وعلى رقبتي شاة او بعير او بقرة يقول يا محمد ادركني. فاقول له لا املك لك شيئا قد ابلغتك. لا املك لك شيئا قد ابلغتك ثم قال تعالى وما الحياة الدنيا الا لا عيب ولهو ولا الدار الاخرة خير للذين يتقون. افلا تعقلون وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو غالبها كذلك نعم فيها هامش اخر استثناه النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال الدنيا ملعونة وملعون فيها الا ذكر الله. الا ذكر الله وما والاه الا ذكر الله وما والاه او عالما او متعلما الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه او عالما او متعلما ثم تكرر هذا المعنى في كتاب الله عز وجل اخر العنكبوت وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون وفي القرآن الكريم ضربت امثلة كثيرة للدنيا انما مثل الحياة الدنيا كما ان انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصينا كان لم تغن بالامس. كذلك نفسر الايات لقوم ان يتفكرون نفس المعنى في سورة الكهف واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا نفس معنا في سورة الحديد قول الله جل جلاله اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته. ثم فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور انما الحياة الدنيا لعب ولهو وان تؤمنوا وتتقوا يؤتكم اجوركم ولا يسألكم اموالكم صاحي هي الدنيا تشابه ميتة ونحن حواليها الكلاب النوابح ومن تضحك الدنيا اليه فيغترر يمت كقتيل الغيد بالبسمات هي الدنيا تقول بملئ فيها حذاري حذاري من بطش وفتك ولا يغرركم مني ابتسام فقولي مضحك والفعل مبقي فقولي مضحك والفعل مبكي حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قراري ما ان يرى الانسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الاخبار جبلت على كدر وانت تريدها صفوا من الاقذاء والاكدار ومكلف الايام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة ناري فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال ساري ما ان يرى الانسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الاخبار. ثم قال تعالى مواسيا نبيه صلى الله عليه وسلم ومسليا له في تكذيب قومه له ومخالفتهم اياه يقوله قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون يعني قد احطنا علما بتكذيب قومك لك وحزنك وتأسفك عليهم كما قال تعالى فلا تذهب نفسك عليهم حسرات او كقول الله سبحانه لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين او كقول الله جل جلاله فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا يعزي الله يعزي الله نبيه فيقول له قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون. فانهم لا يكذبون لا يتهمونك بالكذب في نفس الامر ان القوم تستيقن قلوبهم انك حق وان ما جئت به من عند الله حق. ولكن تجحده السنتهم فقط ولكن الظالمين بايات الله مجحدون كما قال تعالى عن قوم فرعون وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ويروى ان ابا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم انا لا نكذبك ولكن نكذب ما جئت به فانزل الله تعالى قوله فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون لقد روي عن ابي يزيد المدني ان النبي صلى الله عليه وسلم لقي ابا جهل فصافحه قال له رجل الا اراك تصافح هذا الصابئ فقال والله اني لاعلم انه انه لنبي. ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا انا اعلم انه نبي لكن اقرارنا له بالنبوة سيجعلنا تبعا لبني عبد مناف. فمتى كنا لبني عبد مناف تبعا ثم تلى ابو يزيد قول الله سبحانه فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون هو لقد روى الزهري نعم قصة ابي جهل مع نفر جاءوا بغير ترتيب بينهم يستمعون الى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم جاء هو وابو سفيان صخر بن حرب والاخنس ابن شريق لا يشعر احد منهم بالاخر فاستمعوا الى تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الصباح. فلما هجم الصباح تفرقوا جمعتهم الطريق فقال كل كل منهم الاخر ما الذي جاء بك؟ تذكر له ما جاء به فتعاهدوا الا يعودوا لما يخافون من علم شباب قريش بهم لئلا يفتنوا بمجيئهم فلما كانت الليلة الثانية جاء كل منهم ظنا ان صاحبيه لا يجيئان لما سبق من العهود. فلما اصبحوا جمعتهم الطريق مرة اخرى فتلاوموا. ثم تعاهدوا الا يعودوا. فلما كانت الليلة الثالثة جاءوا ايضا فلما اصبحوا تعاهدوا الا يعودوا لمثلها ثم تفرقوا فلما اصبح الاخنس ابن شريقة اخذ عصاه ثم خرج حتى اتى ابا سفيان صخر ابن حرب في بيتي فقال اخبرني يا ابا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد فقال يا ابا ثعلبة والله لقد سمعت اشياء اعرفها واعرف ما يراد بها. وسمعت اشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها فقال الاخرس وانا والذي حلفت به. يعني انا مثله تماما ثم خرج من عنده حتى اتى ابا جهل فدخل عليه في بيته فقال يا ابا الحكم ما رأيك ما تقول فيما سمعت من محمد فقال ماذا سمعت؟ اسمع اسمع ماذا قال ابو جهل وهو يفسر او يسوغ عدم تصديقه للنبي وعدم ايمانه به. نعم قال تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف تنافس قبلي اطعموا فاطعمنا. وحملوا فحملنا. واعطوا فاعطينا. حتى اذا تجافينا على الركب وصرنا كفرس سيرها قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه؟ هنجيب له النبي احنا التانيين منين لا بينا تنافس قبلي اطعموا اطعمنا سقوا وسقينا حملوا حملنا. الى ان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فكيف ننافسه في في هذه ثم قال والله لا نؤمن به ابدا ولا نصدقه ابدا. فقام عنه الاخنس وتركه لا اله الا الله ثم قال تعالى ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا. يعز الله نبيه. لست بدعة من الرسل لست اول من كذب من انبياء الله ان غيرتهم ان جل انبياء الله كذبوا من قبل. بل منهم من قتل كان بنو اسرائيل يقتلون انبيائهم بغير الحق ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم تعزية له في من كذبه من قومه امر له بالصبر كما صبر اولو العزم من الرسل فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون ان الله جل وعلا وعد المؤمنين بالغلبة والنصرة والتمكين وان تكون العاقبة لهم ووعد الله لا يتخلف ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق قيلا من الله عز وجل فاصبر كما صبر اولي العزم من من الرسل حتى كانت العاقبة لهم بعد بعد ان نالهم من تكذيب قومهم ومن اذاهم ما نالهم ثم جاءهم النصر في الدنيا كما ان لهم النصر في الاخرة. ولهذا قال لا مبدل لكلمات الله التي كتبها ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. انهم لهم المنصورون ان جندنا لهم الغالبون. ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي صالحون. ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز زعمت سخينة ان ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب فليغلبن مغالب الغلاب. ولقد جاءك من نبأ المرسلين. جاءك من خبرهم كيف نصروا وايدوا على من كذبهم من قومهم فليكن لك فيهم اسوة وبهم قدوة. ثم يقول جل جلاله لنبيه وان كان كبر عليك اعراضهم. ازا كان شق عليك اعراضهم عنك. فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض سرب الارض او سلما تصعد فيه الى السماء فتأتيهم باية افضل مما اتيتهم به كفار لا يقنعهم شيء مهما حشد لهم من الايات والبراهين لقد جبلوا على العناد وعلى مراغمة الحق وعلى مشاقة الله ورسله ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول ابن عباس احرص الناس على ايمان جميع الناس على ان يتابعوه على الهدى فاخبر الله نبيه انه لا يؤمن الا من سبقت له من الله السعادة في الذكر الاول لكن من الناس من لم تسبق له الحسنى من غلبت عليه شقوته وكان من الضالين ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم ثم قال تعالى انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله انما يستجيب لدعائك يا محمد. من يسمع الكلام ويعييه ويفهمه سماع انتفاع الجارحة موجودة الة السمع موجودة تسمع كل ما يدور حولها لكن لا تسمع سماع متعظ لا تسمع سماع منتفع بما يلقى اليه من القول صم بكم عمي ليس افتقاد الالة انما تعطيلها وعدم الانتفاع بها وعدم توظيفها فيما يزحزح صاحبها عن النار وفيما يدخله الجنة ومن اجل هذا يقول هؤلاء يوم القيامة عندما يكبون في نار جهنم هم والغاوون وجنود ابليس اجمعون كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها. الم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير ان الله جل جلاله يقول للنبي انما يستجيب الذين يسمعون والموتى بعثهم الله. كما قال تعالى لينذر من من كان حيا ويحق القول على الكافرين والموتى يبعثهم الله فهؤلاء الكفار موتى القلوب شبههم الله بموتى الاجساد قال تعالى انك لا تسمع الموتى ولا تسمعوا الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين. وما انت بهادي العميا عن ضلالتهم ان تسمعوا الا ان يؤمنوا باياتنا فهم مسلمون. ثم قال تعالى وقالوا لولا نزل عليه اية من رب قل ان الله قادر على ان ينزل اية ولكن اكثرهم لا يعلمون المشركون يقترحون على رسول الله على سبيل التعنت والتجبر والبغي والاستطالة ان يأتيهم بايات وبخوارق غير جاء بهم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا. او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا او تأتي بالله والملائكة قبيلا او يكون لك بيت من زخرف او ترقى في السماء. ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل كتابا نقرأه هل لو استجاب الله لمقترحاتهم كانوا سيؤمنون ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم فلول ان الله قادر على ان ينزل اية. لكن حكمته ورحمته. جل جلاله اقتضت تأخير ذلك لانه لو انزل ما اقترحوا من ايات وفق ما طلبوا ثم لم يؤمنوا لعجلتهم العقوبة المسحتة المستأصلة كما قال تعالى وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون واتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالايات الا تخويفا او بقول الله جل جلاله في الحواريين عندما طلبوا ان الله ينزل عليهم مائدة من السماء. قال الله اني منزلها عليكم فمن يكفر بعض منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين وقد قال تعالى ان شأن ننزل عليهم من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعين يكون هذا ايمان اجبار وليس ايمان اختيار هذا ما تيسر في التعليق على هذه الايات الكريمات نكتفي به في لقاء اليوم وحتى نلتقي في لقاء الغد ان شاء الله. استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته الله اكبر الله اكبر