الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا حيثما كنتم مع هذه المحاضرة من تفسير سورة الانعام المحاضرة الخامسة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون ان الله جل وعلا يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء المعرضين عنك والمكذبين باياتي يا ايها القوم لا تحسبن الله غافلا عما تعملون او انه غير مجازيكم على ما تكسبون وكيف يغفل عن اعمالكم او يترك مجازاتكم عليها وهو وهو غير غافل عن اي شيء من خلقه في الارض او في السماء لا يغفل عنه قط جل جلاله سواء اكان طائرا يطير بجناحيه في الهواء او يدبوا على رجليه على الارض او يمشي على بطنه بل جعل ذلك كله اصنافا مصنفة اجناسا مجنسة وكل ذلك في كتاب عند ربي يثبت ما يكون من اعمالها ويحصي عليها ما يكون منها ثم ترد اليه يوم القيامة الذي لم يغفل عن الدواب والهوام والحشرات والطيور كيف يغفل عنكم ايها المخاطبون؟ كيف يغفل عنكم ايها المكلفون كيف يضيع اعمالكم كيف يفرط في حفظ اعمالكم التي تجترحونها ولا يجازيكم عليها اختلف اهل التفسير في وجه المماثلة بين الدواب والطيور من ناحية وبين الانسان من ناحية اخرى ما وجه هذه المماثلة هل مماثلة في اصل الخلق انها مخلوقة كخلقنا ام انها مماثلة في بعض صفاتها ام انها مماثلة في مبدأ حسابها ام انها مماثلة في كونها توحد الله جل جلاله وتسبح بحمده وان كنا لا نفقه تسبيحها كما قال ربي جل جلاله تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من شيء الا يسبح بحمده. ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا او كما قال تعالى تبطل الحج الم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء هل المماثلة في تسبيحها لله جل جلاله وتقديسها له؟ هل المماثلة في احصاء الكتاب الاول لجميع احوالي المتعلقة بحياتها وموتها كالبشر؟ نعم كل هذا يعني محتمل وقد نقل عن سفيان ابن عيينة نقل طريف عندما تلى هذه الاية قال ما في الارض ادمي الا وفيه شبه من بعض البهائم فمنهم من يقدم اقدام الاسد ومنهم من يعدو عدوى الذئب ومنهم من ينبح نباح الكلب ومنهم من يتطوس يعني يتزين كالطاووس كفعل الطاووس ومنهم من يشبه الخنزير لو القي اليه الطعام الطيب تركه واذا قام الرجل عن رجيعه ولغ فيه ثم قال فكذلك نجد من الادميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها. فان اخطأت مرة واحدة حفظها ولم يجلس مجلسا الا رواه عنك دعوني اعد هذه الفقرة الاخيرة من حديث سفيان ابن عيينة. فكذلك نجد من الادميين من لو سمع منك خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها فان اخطأت مرة واحدة حفظها ولم يجلس مجلسا الا رواها عنك ان الله جل جلاله اخبرنا عن المماثلة لكن لم يفسر لنا وجه هذه المماثلة في ظل هذا ميدانا او مجالا مفتوحا للتأمل البشري للفكر البشري عقل البشري للحضارة البشرية تتأمل في هذه المماثلات ومن عجيب لا يروى من مشابهة النمل للناس قالوا انه يغزو بعضه بعضا وان المنتصر يسترق المنكسر ويسخره في حمل قوته وبناء قراره حتى في عالمنا المعاصر دول تحرص على يعني الدراسات المتعلقة بالاحياء البشرية عامة والمقارنات الدقيقة بينها وتحرص ايضا على الا ينقرض نوع منها ازا استشعرت ان نوعا ما يتناقص تحرم اصطياده ابقاء على نوعه او ابقاء على جنسه وليس هذا بغريب على حضارتنا الاسلامية فقد روي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان احب ان يقتل الكلاب في المدينة الا انه قال لولا ان الكلاب امة من الامم لامرت بقتلها كلها فاقتلوا منها الاسود البهيم امر بقتل الضار والمؤذي والعقور منها ولم يأذن باستئصالها جميعا لكن لم يأذن باقتنائها الا ما كان لمصلحة معتبرة ظاهرة من اقتنى كلبا الا كلب ضارية لصيد او كلب ماشية نقص من كل يوم قيراطان الخطاب يعلق على هذا فيقول معنى هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم كره افناء امة من الامم واعدام جيل من الخلق حتى يأتي عليه كله فلا يبقي منه باقيا لانه ما من خلق لله تعالى الا وفيه نوع من الحكمة وضرب من المصلحة اذا كان الامر على هذا ولا سبيل الى قتلهن كلهن. هذا تعليق على حديث النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن عن قتل الكلاب كلها فاقتلوا شرارهن وهي السود البهم وابقوا ما سواها لتنتفعوا بهن في الحراسة ما فرطنا في الكتاب من شيء. في تفسير المقصود بالكتاب قولان انه اللوح المحفوز وهذا آآ اقرب واليق لسياق الاية وبساط الحال فيها ذلك ان الله جل وعلا كما هو مقرر في اصول العقائد ان الله قد سبق علمه بكل شيء لا مماراة في ذلك ولا مجادلة وان الله قد كتب بالقلم في اللوح مقادير كل شيء ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرؤها ان ذلك على الله يسير كبير القول الثاني انه القرآن الكريم ما فرطنا في الكتاب اي ما تركنا من شيء يتعلق بامر الدين الا بيناه لكم. اما نصا واما مجملا واما دلالة اما اشارة مباشرة اليه او اندراجه تحت قاعدة عامة او انه يستنبط قياسا واستنباطا من دلالات بعض النصوص كما قال تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. كل شيء يحتاجون اليه في امر الدين ما فرطنا في الكتاب من شيء فكل هذه الامم التي خلقها الله جل جلاله علمها عند الله لا ينسى منها احدا من رزقه وتدبيره بريا كان او بحريا. كما قال تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها يعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين وكما قال تعالى وكأي من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم ثم قال تعالى ثم الى ربهم يحشرون حشر البهائم فيها قولان القول ان حشرها موتها القول الثاني ان حشرها كحشر غيرها بعثها يوم القيامة بعثوها يوم القيامة كما قال تعالى واذا الوحوش حشرت هذا في احداث يوم القيامة وفي الباب حديث رواه الامام احمد عن ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال يا ابا ذر هل تدري فيم تنتطحان فقال لا. قال ولكن الله يدري وسيقضي بينهما ولكن الله يدري وسيقضي بينهما قال الله آآ في رواية اخرى بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ انطحت عن زان فقال صلى الله عليه وسلم اتدرون فيمن تطحتا قلنا لا ندري. قال لكن الله يدري وسيقضي بينهما جل جلاله يحشر الخلق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شيء. فيبلغ من عدل الله يومئذ ان يأخذ للجماء من القبر ثم يقول كوني ترابا. فلذلك يقول الكافر ساعتها حسرة واسفا وندامة. يا ليتني كنت ترابا ثم قال تعالى والذين كذبوا باياتنا صم وبكم في الظلمات بياشأ الله يضلله. ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم اي مثلهم في جهلهم وقلة علمهم وضآلة فهمهم كمثل اصم الذي لا يصنع ابكم الذي لا يتكلم وهو مع هذا في ظلمات لا يبصر من كان هذا حاله كيف يهتدي مثله الى الطريق او يخرج مما هو فيه؟ تأمل قول الله تعالى مثلهم كمثل الذي توقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم بكم عمي فهم لا يرجعون او بقول الله جل جلاله يمثل اعمال الكفار او كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها وبل لم يجعل الله له نورا فما له من نور. ولهذا قالت قال تعالى من يشأ الله يضلله. ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم فهو المتصرف في خلقه بما يشاء يضل من شاء عدلا ويهدي من شاء فضلا وله في هذا كله الحكمة البالغة ولا ينفك ولا تنفك حكمته عن قدره جل جلاله ثم بكم عمر ان الله جل وعلا خلق الانسان زوده بادوات التكليف كما قال تعالى ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون او كما قال في سورة المؤمنون وهو الذي انشأ لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكون. هذه ادوات التكليف ومناطوه التي على اساسها يكون الحساب وكما قال في سورة النحل والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون لكن عطل اهل الكفر هذه النعم تلك الادوات واجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة. فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ومن اجل هذا قال الله جل جلاله ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ادوات التكليف موجودة لكنهم عطلوها. لم يستمعوا السماع النافع لاستماع نافع لم يبصروا لم ينظروا النظر النافع الذي يهتدي الذي يهديهم الى الحق والى الصراط المستقيم. وتراهم ينظرون اليه وهم لا يبصرون افانت تسمع الصم او تهدي العميا ومن كان في ضلال مبين ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ان شر الدواب عند الله الصم البطم الذين لا يعقلون. ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون الالة موجودة عطلوها فيما يتعلق بعلاقتهم بالاخرة وحزوزهم من الله عز وجل استعملوها في امور الدنيا حصلوا اعلى الشهادات وتبوءوا اعلى المناصب فجروا الذرة غزوا الفضاء لكن يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون. ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. ثم قال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتركم الساعة اغير الله تدعون ان كنتم صادقين قل يا محمد لهؤلاء الذين يعدلون بالله الاوثان والاصنام والذين كفروا بربهم يعدلون اخبروني ان جاءكم عذاب الله كالذي جاء من قبلكم كالذي جاء من قبلكم من الامم الذين اهلكوا بالرجفة وبالصيحة وبالصاعقة. فكلا اخذنا بذنبه او جاءتكم الساعة التي تبعثون عندها من قبوركم وتساقون لموقف القيامة هل هناك من احد غير الله تدعونه يومئذ لكشف ما نزل بكم من البلاء هل تفزعون الى غيره لينجيكم مما نزل بكم من عظيم البلاء ان كنتم محقين في دعواكم وزعمكم ان الهتكم التي تدعونها من دون الله تنفع وتضر ان الله يخبر في هذه الاية انه الفعال لما يريد المتصرف في خلقه بما يشاء. لا راد لقضائه ولا معقب على حكمه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون اغير الله تدعون ان كنتم صادقين؟ لا تدعون غيره ساعتها. لعلمكم انه لا يقدر احد على رفع ذلك اسم ايواك ثم قال تعالى بل اياه تدعون في كشف ما تدعون اليه ان شاء بل اياه تدعون وقت الضرورة لا تدعون احدا غيره تذهلون عن اصنامكم واندادكم كما قال تعالى واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه. فلما نجاكم الى البر اعرض طه وكان الانسان كفورا افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر او يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا ام امنتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا دونكم علينا به تبيعا ربما قال تعالى واذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين. فلم نجاهم الى البر فمنهم مقتصد وما يجحد باياتنا الا كل كفور او كما قال تعالى هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج منه كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين. لان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاة ثم قال تعالى ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. البأساء الفقر والضيق في العيش والتقدير في الرزق. الضراء الامراض والاسقام والالام لعلهم يتضرعون يدعون الله ويتمسكنون بين يديه فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرع. هلا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا. هلا اذا ابتليناهم بذلك تضرعوا الينا وتمسكنوا لدينا لم يحدس هذا. لكن قست قلوبهم ما رقت ولا خشعت وويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون من الشرك والمعاندة والمعاصي الاصل ان الانسان اذا نزل به ضر يفتش في نفسه عن اسبابه ويسأل من اين اوتيت ولماذا ابتليت لان ربي يقول وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم لم ينزل بلاء الا بذنب ولم يكشف الا بتوبة اهل البصيرة اذا نزلت بهم نازلة انما تردهم الى الله عز وجل يجددوا توبة ليستيقزوا من رقدتهم ليفيقوا من غفلتهم اما من ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون نعم قست قلوبهم فهي كالحجارة او اشد قسوة فقال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به اعرضوا عنه تناسوه جعلوه وراء ظهورهم فتحنا عليهم ابواب كل شيء فتحنا عليهم ابواب الرزق من كل ما يختارون استدراجا منه جل جلاله. املاء منه لهم حتى اذا فرحوا بما اوتوا من الاموال والاولاد والارزاق اخذناهم بغتة اي على غفلة فاذا هم مبلسون اي ايسون الحسن البصري يقول من وسع الله عليه فلم يرى انه يمكر به فلا رأي له ومن ومن قدر عليه فلم يرى انه ينظر له فلا رأي له ازا ازا مسك الله بضر اعلم ان الله ينزر لك اما انه يريد ان يمحصك وان يرفع درجتك او ان يطهرك من خطايا واثام اجترحتها فهو ينظر لك جل جلاله. وان عظم البلاء ما عظم الجزاء ثم قرأ الحسن فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين يقول مكر بالقوم ورب الكعبة اعطوا حاجتهم ثم اخذوا مكر بالقوم ورب الكعبة اعطوا حاجتهم ثم اخذوا يقول قتادة بغت القوم امر الله وما اخذ الله قوما قط الا عند سكرتهم وغرتهم ونعمتهم فلا تغتروا بالله فانه لا يغتر بالله الا القوم الفاسقون نعم ولقد روي اذا رأيت الله ينعم على عبد وهو مقيم على معصيته فاعلم بانه مستدرج تعلم هذا حديث رواه الامام احمد عن عقبة ابن مسلم عن عقبة ابن عامر النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه لا يحب فانما هو استدراج ثم تلا قول الله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغداد في حديث اخر اذا اراد الله بقاء قوم او نماء رزقهم اذا اراد الله بقاء قوم او نماء رزقهم القصد والعفاف واذا اراد الله بقوم اقتطاعا فتح لهم او فتح عليهم باب خيانة نعم قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم بل اله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الايات ثم هم يصفوني ان اخذها ان سلبكم هذه النعمة كما اعطاكموها كما اعطاكموها ويحتمل ان يكون المقصود منع الانتفاع بها الانتفاع الشرعي. ولهذا قال وختم على قلوبكم اخذها اي حال بينها وبين ان تنتفع بالمسموع. او ان تنتفع بالمريء بالمرئي او ان يعقل القلب عن الله جل وعلا امره ونهيه وحكمته في شرعه وفي خلقه نعم كما قال تعالى وختم على قلوبكم امن يملك السمع والابصر واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ان اخذ الله سمعكم وابصارهم. اما جلب الحاسة او حرمكم نعمة الانتفاع بها بسبب بغيكم وضلالكم وعتوكم من اله غير الله يأتيكم بما سلب منكم لا يقدر على ذلك احد غيره. انظر كيف نصرف الايات نبينها. نوضحها نفسرها. نعم دالة على انه لا اله الا الله وانما يعبدون من دونه الباطل ثم هم يصدفون يعرضون عن الحق في انفسهم ويصدون الناس عنه انظر كيف نصرف الايات وهي تحمل اعظم الدلائل على وجود الله جل جلاله وعلى وحدانيته فيا عجبا كيف يعصى الاله؟ ام كيف يجحده الجاحد؟ وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد ولله في كل تحريكة وتسكينة ابدا شاهدوا ثم قال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله بغتة او جهرا هل يهلك الا القوم الظالمون يقولون كعادة لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء الذين يعدلون بربهم الاوثان والمكذبون بانك رسولي اليهم اخبروني ان اتاكم عذاب الله وعقابه على شرككم على كفركم على تكذيبكم بعد الذي انتم من البراهين القاطعة والادلة الباهرة. ان اتاكم بغتة فجأة على غرة لا تشعرون او جهر اي اتاكم وانتم تعاينونه وتنظرون لي هل يهلك هل يهلك الا القوم الظالمون هل يهلك الله منا ومنكم الا من كان يعبد غير من يستحق ان يعبد ومن ترك عبادة من يستحق ان يعبد ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله بغتة اي وانتم لا تشعرون به حتى بغتكم وفجأة. او جهر ظاهرا عيانا. هل يهلك الا القوم الظالمون انما يحيط هذا العذاب بالظالمين لشركهم وعتوهم عن امر الله وينجو الذين كانوا يعبدون الله وحده لا شريك له فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. كما قال تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون عندما نزلت شقت على قلوب اصحاب رسول الله وقالوا يا رسول الله واينا لم يلبس ايمانه بظلم؟ قال لا ليس كما تظنون انما هو الشرك الم تسمعوا قول لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا. اللهم ذكرنا منه ما نسينا. اللهم علمنا منه ما جهلنا اللهم ارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا. اللهم امين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. وحتى نلتقي في الحلقة القادمة استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته