بالله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اه ايها الاخوة والاخوات حياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا هذه المحاضرة الثامنة من محاضرات تفسير سورة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لان انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين يمتن الله جل جلاله على عباده بانجائه المضطرين منهم من ظلمات البر والبحر الحائرين التائهين الواقعين في اللجج البحرية وفي المهامه البرية الرياح عندها تسقط الاغيار تسقط العلائق لا يبقى الا وجه الله جل جلاله لا يبقى الا الا بابه وحده الذي يقرع وقد تقطعت الاسباب كلها وغلقت الابواب كلها تدعونه تضرعا هذا كقول الله سبحانه واذا مسكم مروا في البحر والله من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرض او بقول الله تعالى هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان. وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لان انجيتنا من هذه لنكونن قول الله سبحانه امن يهديك وامن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته. اإله مع الله؟ تعالى الله عما يشركون امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله لا اله الا قل من ينجيكم من من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه فيها اي جهرا وانجهنا من هذه الضائقة لنكونن من ان هذا العبد الكنود الجحود الابق على ربه عز وجل اذا اغاثه ربه في وقت شدته وكربته اذا مرت الشدة اذا نجاه الى البر اعرض اذا مس الانسان الضر انا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه الضر مر بان لم يدعنا الى ضر مسه هذا الحليم بحقك جنبني الجحود فانني اخاف لدى الالاء ان اكون جاحدا وكنت اذا ما مسني الضر وانثنت علي صروف الدهر غبرا شدائدا دعوتك يا رب قائما اصارع ثورات الانين وقاعدا وكأن لم يدعنا قال تعالى قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم انتم لا تذكرون الله لا تخلصون في دعائه لا تخلصون في عبادتي الا اذا نزلت بكم النوازل فاذا مر وقتها وانكشفت غمتها عاودكم شرككم وعاودكم عتوكم وعاودكم ما انتم عليه من كنود وجحود واباء واستكبار عن امر الله جل جلاله قال تعالى يا من تشركون بالله اذا مرت الازمة يا من تنسون اغاثة الله لكم في وقت ضركم وبلائكم وشدتكم قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. الرجم او الحصب او من تحت ارجلكم الخسفة والغرق او يلبسكم شيعة يغري بينكم العداوة فيبغي بعضكم على بعض ويعدو بعضكم على بعض ويقتل بعضكم بعضا ويسبي بعضكم بعضا او يلبسكم شيعة يخلطكم ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون كان الله ان الله جل وعلا يقول في هذه الاية لعبادي انه القادر على ارسال العذاب اليكم من كل جهة من فوقكم من تحت ارجلكم او ان يخلطكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض يقتل بعضكم بعضا ويسبي بعضكم بعضا قادر على ذلك كله فاحذروا الاقامة على معاصيه فيصيبكم من من العذاب ما يسحتكم وما يستأصلكم نعم ومع هذا فقد اخبر انه رحم هذه الامة فلن يهلكها بسنة عامة ولن يسلط عليها عدوا من غيرها يستأصلها انما كانت الفتن بينها فاصبح يبغي بعضها على بعض ويقتل بعضها بعضا ويسبي بعضها بعضا البخاري في صحيحه ذكر عند هذه الاية في قول الله جل جلاله قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون يلبسكم يخلطكم من الالتباس يخلطوا شيعا فرقا دعم ثم ساق حديث ثم ساق حديثا جابر ابن عبد الله قال لما نزلت هذه الاية قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعوذ بوجهك او من تحت ارجلكم قال اعوذ بوجهك او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال هاتان اهون او قال هذا اهون او قال هذا ايسر لقد ثبت في صحيح مسلم ايضا من حديث ثوبان نعم قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله زوى لي الارض ان الله زواليا الارض اي ضمها جمع بعضها الى بعض ان الله زوى لي الارض مشارقها ومغاربها ان الله زوى لي الارض مشارقها ومغاربها ثم ثم ابلغه ان ملك امته سيبلغ ما زوي له ان الله زوى لي الارض فرأيت مشارقها ومغاربها وان امتي سيبلغ ملكها مازوي لي منها واعطيت الكنزين الاحمر والابيض واني سألت ربي لامتي الا يهلكها بسنة عامة والا يسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم وان ربي قال لي يا محمد اني اذا قضيت قضاء فانه لا يرد واني اعطيتك لامتك الا اهلكهم بسنة عامة والا اسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم يستبيحوا بيضتهم ولو اجتمع عليهم من باقطارها حتى يكون بعضهم يهلك يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا معناه زوا للارض اي جمعها ضم بعضها الى بعض حتى رآها النبي صلى الله عليه وسلم ثم تفتح له الارض شيئا فشيئا وسيبلغ ملك امته قدر ما زوي منها للنبي صلى الله عليه وسلم واعطيت الكنزين اي الذهب والفضة ملك كسرى وملك قيصر واخبره الله جل جلاله انه اعطاه لامته الا يهلكها بسنة قحط والجد سنة عامة يعني لن تهلك لن تهلك بقحط عام يستأصلها جميعا. انما يكون القحط في جانب من جوانبها في في ناحية من نواحيها فتفزع بقية الامة لغوثهم ولمد يد العون اليهم اعطاه ايضا الا يسلط عليهم عدوا من غيرهم من غير المسلمين يستبيح بيضتهم اي جماعتهم واصلهم اي جماعتهم واصلهم لكن بقي ما يكون من قدر مر الفتن الداخلية الاقتتال والاحتراب الداخلي وهو من الاقدار المرة التي نواجهها بقدر الله ايضا. فنحن ننازع القدر بالقدر نسعى ما استطعنا الى اصلاح ذات البين ننصح ما استطعنا للمحترفين وللمقتتلين وللمتنازعين نذكرهم بقول الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ابدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم بقول الله سبحانه وتعالى فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء بامر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين الجماعة رحمة والفرقة عذاب فاجتمعت كلمة قوم قط الا سادوا وملكوا وما تفرقت كلمة قوم قط الا فسدوا هلكوا ومن سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فان الشيطان مع الفذ وهو من الاثنين ابعد انما اكل الذئب من الغنم القاصية ثم قال تعالى وكذب به قومك وهو الحق اي كذب بالقرآن الذي جئتهم به والهدى والبيان قومك نعم وهم قريش وهو الحق الحق الذي ليس وراءه حق اخر فماذا بعد الحق الا الضلال فانى تصرفون لا مقابل للحق الذي جاء من عند الله الا الهوى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم وانهكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم ثم جعلناك على شريعة من الامن فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. وكذب به قومك وهو الحق ليس هناك حق الا فيما جاء من عند الله سبحانه وتعالى ان كان الحديث عن الدين والبينات والهدى قل لست عليكم بوكيل. لست عليكم بحفيظ ولا بموكل بكم ان عليك الا البلاغ عليك البلاغ وعلينا الحساب وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر علي البلاغ وعليكم السمع والطاعة ومرجعكم الى الله جل جلاله. فمن اتبعني تعد في الدنيا والاخرة ومن اعرض عن ذكر ربه وخالفني شقي في الدنيا والاخرة فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ثم قال تعالى لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون اي لكل خبر وقوع. كل ما اخبر به القرآن الكريم او السنة الصحيحة من انباء سيأتي زمن يستقر عنده ذلك النبأ ومستقره تأويله ووقوعه ومشاهدته اذا اخبرنا القرآن الكريم مثلا عن غيبيات انها ستقع في الدنيا او ستقع يوم القيامة لابد ان تقع كما اخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم وسنشاهد ذلك باعيننا ما كان في الدنيا في الدنيا وما كان في الاخرة في الاخرة من ذلك ما اخبرنا به القرآن الكريم من انباء من بعض الحقائق العلمية المبثوثة في الانفس والافاق التي بثها الله جل جلاله لكي تكون برهانا على توحيده لكي تكون اية على صدق نبيه وعلى عصمته في البلاغ كما قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق متى يكون هذا عندما نشاهد هذه الايات وقل الحمد لله فيريكم اياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ثم قال تعالى واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره قودونا فيها بالتكذيب والسخر والاستهزاء والتنكيد ونحوه اعرض عنه حتى يخوضوا في حديث غيره لا تبقى معهم وهم في مقام السخرية والاستهزاء والتكذيب حتى يأخذوا في كلام اخر غير ما كانوا فيه من التبذيب وهذا خطاب يعنى به كل فرد من احاد الامة الا يجلس مع المكذبين والمستهزئين والخائضين في ايات الله بغير حق الذين يحرفون الكلمة عن مواضعه يحرفون ايات الله ويضعونها في غير مواضعها لا ينبغي لاحد ان يجلس معهم وهم في هذا المقام اذا نسيت اذا غفلت واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين اذا غفلت اذا ذهلت ومجرد ان تتذكر فارق هذا المجلس ما دمت غير قادر على ايقاف هذا الباطل وعلى الانكار على اصحاب هذه الاية كقول الله جل جلاله وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا اما في غير مقام السخرية والاستهزاء لا بأس ان تكون هناك صلات ممتدة وتعايش امن داخل المجتمع المسلم الذي يضم اخلاطا من الناس مسلمين وغير مسلمين مادام الجو امنا ما دامت العلاقة امنة ولا يوجد سخرية او تكذيب او استهزاء فان الجسور ممتدة وان الصلاة قائمة وان الرحم تبل ببلالها امية ابن خلف رأس من رؤوس الكفر العاتية في مكة كان بينه وبين عبدالرحمن بن عوف صداقة يحكي لنا عبدالرحمن فيقول كان امية ابن خلف صديقا لي بمكة وكان اسمي عبد عمرو فتسميت حين اسلمت عبدالرحمن فكان يلقاني ونحب مكة فيقول يا عبد عمرو ارغبت عن اسم سماك ابوك فاقول نعم لقد هداني الله للاسلام فتسميت عبدالرحمن فقال فكان يقول اني لا اعرف الرحمن ثم هاجر عبدالرحمن بن عوف من مكة الى المدينة عن السابقين الى الاسلام وفت عليه في المدينة اشتغل بالتجارة وسع الله عليه رزقه ثم يقول كتبت امية ابن خلف كتابا بان يحفظني في صاغيتي بمكة واحفظه في صاغيته بالمدينة صاغية حاشية واتباع وممتلكات وفي رواية كان بيني وبين امية ابن خلف كتاب بان يحفزني في ضياعي بمكة واحفظه في ضياعه بالمدينة يا نقص صلة واذا عبدالرحمن بن عوف سابق الى الاسلام وبين رأس مرؤوس الكفر وهو امية ابن خلف لكن ايه المقصود؟ عندما يكونون في مقام الطعن في الدين والسخرية بايات الله جل جلاله والاستهزاء بها لا تجلس معهم ولا تخالطهم وهم في هذا المقام وهم في هذا الحال ثم قال تعالى وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون يعني اذا اذا تجنبت مجالسته وهو يخوض في ايات الله ويسخر ويستهزأ ويكذب فكل نفس بما كسبت رهين لا يضركم من ضل اذا اهتديتم. اذا فارقت المجلس عند تخوض القوم في ايات الله واستهزائهم بها وسخريتهم منها ان فارقتهم فما عليك من حسابهم من شيء وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون انت تذكر بهذا بمفارقتك للمجلس ابعث رسالة قوية الى هؤلاء انك منكر عليه استهزاءه وسخريته وعتوه وكفره وتخوضه بالباطل في ايات الله عز وجل ذكرى لعلكم تتقون. لا لقد امرناكم بالاعراض عنهم حينئذ تذكيرا لهم عما هم فيه لعلهم يتقون ذلك ولا يعودون اليه هذا يسوقنا الى الى قضية. هل يمكن ان ندخل الى اماكن المعصية لدعوة اهلها مجمع فقهاء الشريعة بامريكا له مؤتمر عنوان نوازل دعوية خارج ديار الاسلام تعرض لهذه المسألة فقال يرخص عند الاقتضاء في دخول بعض اماكن المعصية لدعوة اهلها اذا لم يتيسر دعوتهم خارجها وذلك اذا غلب على الظن استجابته وكان لدى الداعي من صيانة العلم والسن ما يعصمه من الافتتان وكان معه من يشهد له بانه لم يدخل عليهم لريبة وكان بقاؤه فيها بقدر الحاجة اما ما ورد من النهي عن مؤكدة العصاة ومجالستهم محله اذا لم يكن ذلك بهدف دعوتهم والاحتساب عليهم ايضا مسألة اخرى اثرها المجمع تنظيم المناشط المشتركة مع المخالفين بالدين والمجاهرين بالفجور ما حكمها الاصل في مخالطة المسلمين لغيرهم الحل ما لم يحمل ذلك على انتهاك حرمة او تضييع واجب ومن اعظم صور هذه المخالطة المصاهرة فهي تجعل لغير المسلم على المسلم امومة وخؤوله وهذه يعني صلات وثيقة قام تبل ببلالها ولا يمنع من ذلك اختلاف الدين لكن هذه المخالطة لها ضوابط اولا ان تكون لك نية صالحة دعوة صلة رحم او لكونه مما لا غنى عنه من ضرورة العمل ونحوه لا حرج ان يكون بخاصة المسلم بعض خلطائه وذوي رحمه من غير المسلمين كما كان من ابي طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم لكن الاصل في بطانة المسلم وخاصته ان يكونوا من صالح المؤمنين يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبا الخاصة والصفوة والخلص ينبغي ان يكونوا من المؤمنين ايضا التفريق في الفساد بينما كان ابتداء او استقلالا وما كان تبعا يعني مثال لا يمكن ان تقبل ان تحضر مؤتمرا دعا اليه المثليون لدعم حقوقهم في زواج المثليين فهذا باطل من الالف الى الياء بالمفرق الشعبي حتى اخمص القدم هذا لا يشرح قطعا انما مؤتمر اخر لدعم الحقوق السياسية والمدنية للاقليات جميعا بما فيهم هذه القلة الشاذة. فهذا يكون في موضع الرخصة عند باقتضاء اذا غلب الخير على الشر ولم ولم يتسنى الحصول على الخير الا بهذا الطريق لا يحل لمسلم ان يبقى في مجلس يستهزأ فيه بايات الله ويسخر منها حتى يخوضوا في حديث غيره اما ان كانت المنكرات اقل من هذا اقل من السخرية والطعن في بالدين ولم يتسنى له الانكار عليها فلا يبقى في هذا المجلس الا لحاجة ظاهرة او مصلحة راجحة مع بقاء الانكار في بالقلب جازما في جميع الاحوال وفي الباب حديث ام سلمة تعمل عليكم امراء فتعرفون وتنكرون. فمن كره فقد برئ ومن انكر فقط السليم ولكن من رضي وتابع حافظ على سلامة قلبك في مواجهة المنكرات لا سلطان على ما في القلوب الا لعلام الغيوب لقد رأى ابن مسعود رجلا يقول هلك من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقال بل هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر ثم قال تعالى وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا. دعهم اعرض عنهم امهلهم قليلا ان لدينا انكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا اليما. يوم ترجف الارض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهينا ثم قال تعالى وذكر به اي ذكر الناس بالقرآن وحذرهم نقمة الله وعذابه وذكر به ان تبسل نفس بما كسبت ما معنى ان تبسل ان تسلم ان تفتضح ان تحبس معاني متقاربة عبارات متقاربة حاصلها الاسلام للهلكة الحبس عن الخير الارتهان عن درك المطلوب ان تبسى نفس بما كسبت كقوله تعالى كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع لا قريب ولا احد يشفع شفاعة يؤذن فيها او شفاعة تقبل قال كما قال تعالى من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون وان تعدل كل عدل ان تبذل كل فداء لا يؤخذ منها لا يقبل منها. كقول الله سبحانه ان الذين فروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به وكقول الله سبحانه وتعالى ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم بالقيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب اليم او كقول الله جل جلاله ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء الى عذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون اولئك الذين ابصروا بما كسبوا. لهم شراب من حميم وسقوا ماء حميما فقطع امعائهم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون يوم يغشأهم العذاب من فوقهم ومن تحت ارجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقوه ثم قال تعالى قل اندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا. المشركون يقولون للمسلمين لاهل التوحيد اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم اتركوا دين محمد. فانزل الله قوله اندعوا اي نعم قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا. نرجع الى الكفر ان المسلم الحق يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار وبهذا نعم يذوق حلاوة الايمان ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان في قلبه ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحب الا لله وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار كالذي ان فعلنا هذا فيكون مثلنا كمثل الذي استهوته الشياطين في الارض مثلكم ان كفرتم بعد ايمانكم كمثل رجل خرج مع قوم على الطريق فضل الطريق تحيرته الشياطين واستهوته في الارض واصحابه على الطريق جعلوا يدعونه اليهم يقولون ائتنا فنحن على الطريق فابى ان يأتيهم. فذلك مثل من يتبع الضلال بعد المعرفة بالحق بعد الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ومحمد هو الذي يدعو الى الطريق والطريق هو الاسلام اللهم اهدنا فيمن هديت يا رب العالمين ان الهدى هدى الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ومن يهد الله فما له من مضل. تقدير الكلام ايه كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا فيابى عليهم ولا يلتفت اليهم ولو شاء الله لهداه ولرد به الى الطريق ولهذا قال قل ان هدى الله هو الهدى ومن يهد الله فما له من مضل. ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين وان اقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي اليه تحرش نقف عند هذه الاية نستهل بها محاضرة الغد ان شاء الله نبدأ من الحديث من قوله تعالى وان اقيموا الصلاة وحتى نلتقي احبتي في الله استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته