بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا حيثما كنتم. ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة مع المحاضرة العاشرة من تفسير سورة الانعام مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء. ان ربك حكيم عليم ان هذه الاية جاءت بعد محاجتي ابراهيم لقومه عندما قال لهم فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذي عبد الله وحده مخلصا له الدين. اما الذي ام الذين اتخذوا من دونه اندادا واوثانا ثم جاء الفصل فصل الخطاب الالهي الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم لم يخلطوا ايمانهم بشرك اولئك لهم الامن وهم مهتدون. لان من عبد الله وحده كان على الجادة وعلى الصراط المستقيم اما من اتخذ من دون الله اندادا فان مثله كمثل الذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل ان هدى الله والهدى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. اما الذين اشركوا فلا امن لهم ولا هدى معهم هم في الدنيا وجلون من حلول سخط الله بهم. وفي الاخرة موقنون بما يحل بهم من العذاب والنكال الذي ينتظرهم في مآلهم يوم القيامة هذه الحجة التي اتاها الله ابراهيم على قومه ولا تزال هذه الحجة قد اتاها الله جل وعلا لكل من سار على خطى انبيائه ولزم غرزهم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله. ان ظهورهم ظهور حجة وبرهان. ليس بالضرورة ان يكون الظهور ظهور سيف وسنان لان اهل الحق في باب الحرب والجهاد يدان لهم ويدان عليهم. اما في باب الحجة فهم غالبون دائما ظاهرون دائما قاهرون ظافرون دائما باذن الله ثم يأتي بعد هذا قول الله جل جلاله ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ان الله جل وعلا وهب لابراهيم اسحاق بعد ان مسه الكبر وطعن في السن وايس هو وامرأته سارة من الولد جاءته الملائكة وهم ذاهبون الى الى قوم لوط تبشروهما باسحاق فتعجبت المرأة وقالت يا ويلتى االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخاء ان هذا لشيء عجيب قالوا اتعجبين من امر الله رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد ثم بشروهما مع وجودهما بنبوته وهذا اكمل في البشارة واعظم في النعمة وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين بل بشره ايضا بانه سوف يعقب في حياتهما ومن وراء اسحاق يعقوب اي يولد له المولود في حياتكما فتقر اعينكما به لانه لما كان ولد الشيخ والشيخة قد يتوهم انه لا يعقب ولا ينجب لضعفي وقعت البشارة به وبولده باسم يعقوب الذي اشتقاقه من العقب وهو الذرية تدرون كان هذا كان هذا مجازاة من الله جل جلاله لخليله ابراهيم عندما اعتزل قومه في الله سبحانه وتعالى وهاجر من بلادهم ذاهبا الى عبادة الله في ارض الله الواسعة فعوضه الله عن قومه وعشيرته باولاد صالحين من صلبه على دينه لتقربهم عينه فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحاق ويعقوب وكل جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا واجعلنا لهم لسان صدق عليا ثم قال تعالى ونوحا هدينا من قبل اي من قبله هديناه كما هديناه ووهبنا له ذرية صالحة وسبحان الله لكل من نوح وابراهيم خصوصية اما نوح فان الله جل وعلا لما اغرق اهل الارض جميعا الا من امن به وهم الذين صحبوه في السفينة جعل الله ذريته هم الباقين اثنى عليه في الاخرين سلام على نوح في العين عالميا اما خليل الرحمن ابراهيم فانه لم يبعث نبي الا من ذريته. كما قال تعالى وجعلنا في النبوة والكتاب ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكذب او كما قال تعالى اولئك الذين انعم الله عليهم من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا جدل وبكيا ومن ذريته ان عودة ضمير الى نوح لانه اقرب المزكورين زاهر ايضا يحتمل عوده الى خليل الرحمن ابراهيم. لان الكلام قد سيق ابتداء من اجله الا انه قد يرد يعني ان يقال ان مما يشكل على عوده الى ابراهيم ان لوطا ليس من ذرية ابراهيم بل هو ابن اخيه هارون ابن ازر الا ان يقال لقد دخل في الذرية تغليبا آآ كقول الله سبحانه ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك. ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا واسماعيل ليس من ابائه بل هو عمه فدخل في ابائه تغليبا او كما قال تعالى فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس ابليس لم يكن من الملائكة انما دخل معهم تغليبا والا ابليس كما قال ربي جل جلاله الا ابليس كان من الجن ففسق عن لربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو. بئس للظالمين بدلا ثم قال تعالى وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين ايضا هنا نقطة في ذكر عيسى وكونه من ذرية ابراهيم او من ذرية نوح ايضا فيه دلالة اشارة قرآنية جميلة على دخول اولاد البنات في ذرية الرجل لان عيسى عليه السلام انما ينسب الى ابراهيم من جهة امه مريم عليها السلام لان عيسى لا اب له ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ومن لطيف ما يروى ان الحجاج ارسل الى يحيى ابن يعمر قال له بلغني انك تزعم ان الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وانك تجد ذلك في كتاب الله وقد قرأت القرآن من اوله الى اخره فما وجدته اين اجد في القرآن ان الحسن والحسين من ذرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال له فقال له اليس تقرأ سورة الانعام ومن ذريته داوود وسليمان حتى بلغ ويحيى وعيسى قال بلى. فقال اليس عيسى من ذرية ابراهيم وليس له اب اذا باعتبار مريم لان عيسى لا ابدا فاذا اوصى الرجل لذريته او وقف وقفا على ذريته او وهبهم هبة دخل فيه اولاد البنات واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين. ومن ابائهم وذرياتهم واخوانهم ذكر اصولهم وذكر فروعهم وذوي طبقتهم وان الهداية والاجتباه اكتملتهم جميعا واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم. ذلك هدى الله. يهدي به من يشاء من عباده الصلاة لهم الهداية بتوفيق الله عز وجل. ثم قال مغلظا امر الشرك ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. تشديد لامر الشرك تغليظ لشأنه تعظيم لملابسته كما قال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولا تكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وقوله تعالى ولو اشركوا هذا شرط لكن الشرط لا يقتضي جواز الوقوع فانه لم يشرك نبي قط هذا مثل قول الله تعالى قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين وليس للرحمن ولد قط وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. ان كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا او بقوله تعالى لو اردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين. ولم يتخذ الله لهوا ولن يتخذ قظى الله لهوا او كقوله تعالى لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار والله جل وعلا لم يرد ان يتخذ ولدا ولن يريد ان يتخذ ولدا لم يلد ولم يولد جل جلاله. فالشرط لا اقتضي الوقوع اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة اي انعم الله عليهم بذلك رحمة للعباد بهم ولطفا منهم بالخليقة فان يكفر بها. اي بالنبوة او بكل ما سبق بالنبوة والحكم والكتاب فان يكفر بها هؤلاء يعني اهل مكة فقد وكلنا بها قوما المهاجرون والانصار ومن سار خطاهم وتبعهم الى يوم القيامة. فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. بالمناسبة الاية ذكرت ثمانية عشر نبيا لو عددت هذه لو عددت الانبياء باول هذه من اول قوله تعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم الى اخر هاتين الايتين هتلاقي تمنتاشر نبي ثم جاء سبع انبياء اخرين فالمجموع خمسة وعشرون نبيا يجب الايمان بهم تفصيلا نؤمن اجمالا بان الله جل وعلا قد ارسل رسلا وانزل كتبا منهم من قصه على نبيه ومنهم من لم يقصص عليه. لكن تفصيلا نؤمن بخمسة وعشرين نبيا في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر وتبقى سبعة وهم ادريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل ادم بالمختار قد ختموا ادريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل ادم بالمختار قد قتلوا. سبعة تمنتاشر خمسة وعشرون نبيا يجب الايمان بهم تفصيلا بالمناسبة ان هناك من الانبياء من عرفوا من عرفوا بالسن من عرفوا بالسنة المطهرة لم يأت ذكرهم في كتاب الله عز وجل من هؤلاء شيث ابن كسير يقول وكان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حب كان في صحيحه عن ابي ذر مرفوعا ان الله انزل عليه خمسين صحيفة يوشع ابن نون ايضا نبي فقد روى ابو هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم غزا نبي من الانبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد ان يبني بها ولما يبني ولا اخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفه ولا اخر قد اشترى غنما او خلفات وهو منتظر ولادها نعم قال فغزى فادنى للقرية حين صلاة العصر او قريبا من ذلك قال للشمس انت مأمورة وانا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه والدليل على ان هذا النبي هو يوشع. النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشمس لم لم تحبس الا ليوشع ليالي سار الى بيت المقد اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتضى. هؤلاء الانبياء المذكورون مع من اضيف اليهم من الاباء والذرية والاخوان هم الذين هدى الله. هم اهل الهدى لا خيرهم قل ان الهدى هدى الله ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. لا مقابل لهدى الله الا اهواء البشر فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا نعم فبهداه مقتده قل لا اسألكم عليه اجرا اختلف اهل العلم هل شرع من قبلنا شرع لنا طب فيه قدر متفق عليه ما ثبت انه شرع لمن قبلنا. وثبت انه شرع لنا بنص في ديننا فهذا شرع لنا بلا نزاع اصل عقوبة القصاص شرع لمن قبلنا وشرع لنا. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى. وقال تعالى وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس فقد كتبه الله على اهل التوراة وكتبه الله على امة محمد صلى الله عليه وسلم الصيام اصل الصيام كان شريعة بمن سبقنا من الامم وكان شريعة ايضا في هذه الامة. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلهم واقصد اصل فريضة الصوم اما تفاصيله فتلك قضية اخرى الامر الثاني ما كان شريعة لمن قبلنا ثم نسخ في شريعتنا. مثلا كالاصر والاغلال التي كانت على بني اسرائيل تحريم كثير من الطيبات. فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. تحريم الطيبات وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر. ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم. ذلك جزيناه هم ببغيهم وانا لصادقون. لكن الله جل وعلا رفع الاصر والاغلال عن هذه الامة. واحل لها الطيبات ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اسرهم والاغلال التي كانت عليهم. فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور والذي انزل معه اولئك هم المفلحون لكن النقطة الثالثة او الحالة التالتة اللي هي محل خلاف بين اهل العلم هل شرع من قبلنا الذي ثبت انه شرع لنا وسكت عنه في شريعتنا. لم يأت امر يدل على اعتماده او يدل على الغاءه هذا موضع نظر من اهل العلم من قال انه شرع لنا لقول الله تعالى اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتدى وبالمناسبة آآ يعني مجاهد عندما سأل ابن عباس هل في سورة صاد سجدة وظن داوود انما فتناه فاستغفر ربه وخررا راكعا واناب. هل البيئة ساجدة؟ فقال له نعم. ثم تلا قوله تعالى فبهداه مقتداه انها كما شرعت على داوود وشرعت له فانها شرعت لنا ايضا. وتلا ابن عباس هذه اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدي على كل حال قضية خلافية بين اهل العلم. لكن يقينا الذي جاء نسخه في شريعتنا ليس شرعا لنا فان صناعة التماثيل كانت جائزة في عهد سليمان يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل. تماثيل محرمة في هذه الامة الا تدع تمثالا الا كسرته صورة الا لطختها ولا قبرا الا سويتها السجود على سبيل التحية كان مشروعا في زمن يوسف عليه السلام ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا. السجود حية او غير تحية محرم في هذه الامة بلا نزاع لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها لا اله الا الله محمد رسول الله نعم ثم قال تعالى وما قدروا الله حق قدره ما عظموه حق تعظيمه اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء؟ من هؤلاء الذين قالوا لقد قيل انها نزلت في قريش لانهم كانوا يستعظمون ان يبعث الله نبيا من البشر يعني ابعث الله بشرا رسولا ولهذا قال تعالى اكان للناس عجبا انا اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس وبشر الذين امنوا. اي عجب في ان يبعث الله رسولا رسولا من الناس من جنسهم من انفسهم يستطيعون ان يجالسوه وان يأنسوا له وان يستمعوا اليه. وان يتلقوا عنه فقالوا ما انزل الله على بشر من شيء نفي مطلق. فقال تعالى قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى النفي المطلق اذا اسبت جزئية واحدة ابطلت هذا العموم ان الجميع يؤمن ساعتها بان الله قد انزل التوراة على موسى فاذا كنتم تقرون بان الله قد انزل التوراة على موسى فقد بطل هذا السلب العام وهذا النفي العام الذي تزعمونه وتفترونه كذبا ما انزل الله على بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس يعني قطع. تبدونها وتخفون كثيرا. يستنسخون من الكتاب الاصل التوراة يوم قطع فيكتبونها ثم يزيدون عليها وينقصون منها ويحرفون الكلمة عن مواضعه وينسبونه زورا الى الله عز وجل. فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من من عند الله ليشتروا به ثمن نعم وقد قيل ان المقصود بهذه الاية اليهود وليس مشركيه. مكة وهذا اقرب لدلالة ظاهره الاية قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا. انزل الله عليكم هذا القرآن الذي فيه نبأ من كان قبلكم وخبر من سيأتي بعد كم من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به هدي الى صراط مستقيم وعلمتم ما لم تعلموا انتم ولا اباءكم قل الله يعني الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى كلمة الله جواب السؤال الذي جاء في صدر الاية من انزل الكتاب الذي جاء به موسى؟ الجواب قل الله. يعني الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى ليس في الاية دلالة على الذكر بالاسم المفرد. الله الله الله لم يأت ذكر باسم مفرد. دايما الذكر بجملة تامة سبحان الله وبحمده سبحان الله العزيم سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر اكبر انما الذكر بالاسم المفرد ليس عليه دليل. وهذه الاية التي يسوقونها دليلا لا تصلح دليلا. لان كلمة قل الله اي الله الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى ثم ذرهم في خوضهم يلعبون دعهم في جهلهم وضلالهم يلعبون حتى يأتيهم من الله اليقين فسوف يعلمون لمن تكون العاقبة الهم ام لعباد الله المتقين ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين وما ارسلناك الا رحمة وقال تعالى وهذا كتاب القرآن انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه مصدق لما سبقه من الكتب ولتنذر ام القرى او ومن حولها تنذر مكة ومن حولها والعالم اجمع اماءه الى عموم الرسالة. كما قال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا كما قال تعالى لانذركم به ومن بلغ. فالقرآن نذير لكل من بلغه. وكما قال تعالى تبارك الذين نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وقال وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا هذا رد بسيط ظاهر مباشر على من يقول ويفترون على الله الكذب بان اهل الكتاب لا يلزمهم الاقرار برسالة محمد ليتحقق لهم النجاة يوم القيامة. الله جل وعلا يقول في هذه الاية وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ. والله بصير بالعباد قال تعالى والذين يؤمنون بالاخرة يؤمنون به اي كل من امن بالله واليوم الاخر يؤمن بهذا الكتاب المبارك الذي انزلناه اليك يا محمد وهو القرآن وهم على صلاتهم يحافظون ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا لا احد اظلم ممن كذب على الله فجعل له شركاء او نسب اليه الولد والله لم يلد ولم يولد او ادعى ان الله ارسله والله لم يرسله او قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء الى نزهة في مسالمة الكذاب الذي ادعى النبوة واخذ يعارض الوحي القرآن يعني بهذيان جاء به من عند نفسه ووسوست له به شياطينه وقال تعالى ولو ترى ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت في سكراته وكرباته والملائكة باسط ايديهم اي باسط ايديهم بالضرب كما قال تعالى لان بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك اقتلك اني اخاف الله رب العالمين. او كقوله تعالى يبسط اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء وود لو تكفرون ثم يقولون لهم اخرجوا انفسكم كافر اذا احتضر لحظات الاحتضار وهو في غمرات الموت الملائكة تبشره بالعذاب والنكال والاغلال والسلاسل والجحيم والحميم وغضب المنتقم الجبار فتتفرق روحه في جسده وتعصي وتأبى على الخروج فتضربهم الملائكة حتى تخرج ارواحهم من اجسادهم قائلين لهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون. اخرجوا ارواحكم من اجسادكم. هاتوا ارواحكم والامر للاهانة والارهاب اغلاظا في قبض ارواحهم لا يتركون لهم راحة لا يعاملونهم بلين انهم يجزعون فلا يلفظون ارواحهم وهو على هذا الوجه وعيد بالالام المبرحة عند النزع جزاء على ما كان منهم في الدنيا من شرك بالله واباق عن امره جل جلاله وهذا يقع من نفوسهم موقعا عظيما تتهددهم به ايات القرآن الكريم وقد وردت الاحاديث المتواترة بكيفية احتضار المؤمن والكافر عند الموت وذكرها اهل التفسير عند تفسير قول الله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم يقال لهم يوم القيامة لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم هذا يقال له متى يوم البعث يوم ميعاده من يوم القيامة كما قال تعالى وعرضوا على ربك صفاء لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة بل زعمتم ان لن نجعل لكم موعدا. اي كما بدأناكم قعدناكم وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. وتركت ما خولناكم وراء ظهوركم كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم. ونعمة كانوا فيها فاكهين. كذلك واورثناها قوما اخرين فما بكت عليهم السماء والارض وقد ثبت في الصحيح نعم قول النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فابقيت او فامضيت وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء. تقريع لهم وتوبيخ على ما كانوا اتخذوه في يا من الانداد والاصنام والاوثان ظانين انها تنفعهم في معاشهم ومعادهم ان كان لهم معاد فاذا كان يوم القيامة تقطعت بهم الاسباب وانزاح الضلال وضل عنهم ما كانوا يفترون فيناديهم الرب جل جلاله اين شركائي الذين كنتم تزعمون اينما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم او ينتصرون فكبتبوا فيها هم والغاوون وجنود ابليس اجمعين وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم. تقطع ما بينكم من الاسباب والوصلات والوسائل وفيه يعني قراءة لقد تقطع بينكم اي تقطع شملكم وذهب عنكم ما كنتم تزعمون من رجاء الاصنام والانداد كما قال تعالى اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأ منا كذلك يريهم الله اعمالهم صلاة عليهم وما هم بخارجين من النار نعم كما قال تعالى نعم وقال انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا. ومأواكم النار وما لكم من ناصرين. الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ايضا كما قال تعالى نعم وقيل ادعوا شركاءكم. فدعوهم فلم يستجيبوا لهم لو انهم كانوا يهتدون نعم ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا. مكانكم انتم وشركائكم فزينا بينهم شركاؤهم ما كنتم ايانا تعبدون فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم ان كنا عن عبادتكم اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر عند هذه الاية الكريمة على امل اللقاء بكم الغد لنلتقي استودعكم الله تعالى كلام الله عليكم ورحمته