بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا حيثما كنتم مع هذه المحاضرة الثانية عشرة من محاضرات تفسير سورة الانعام مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير لا تدركه في الارض ما المقصود بهذه الاية ان من اهل العلم من فسر الادراك بالرؤية ومنهم من فسر الادراك بالاحاطة عمال فسر الادراك بالرؤيا فحمل الرؤية المنفية على الرؤية هنا في الدنيا لن يرى احد منكم ربه حتى يموت او حملها على ان هذا من العموم الذي خصص به رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة فقد دلت قواطع الادلة على ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وقد روى ذلك بضعة وعشرون صحابيا باحاديث بلغت مبلغ التواتر المعنوي اخبر فيها النبي صلى الله عليه واله وسلم ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وانهم لا يضارون في رؤيته ان الله جل جلاله يقول وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناضرا كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون الشافعي رحمه الله يقول لما حجب هؤلاء في السخط دل على ان اولياءه يرونه في الرضا ان الله جل جلاله يقول للذين احسنوا الحسنى وزيادة الحسنى هي الجنة. الزيادة هي النظر الى وجه الله عز وجل ففي الحديث الصحيح اذا دخل اهل الجنة الجنة يقول الله تعالى اتريدون شيئا ازيدكم يقولون الم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار في كشف الحجاب جل جلاله فما اعطوا شيء احب اليهم من النظر الى ربهم عز وجل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة صحيحين من حديث جرير ابن عبدالله قال ان جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة اربع عشرة ثم قال انكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته صحيحين ايضا من حديث ابي هريرة ان ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدء فقالوا لا يا رسول الله هل تضامون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله. فقال فانكم ترونه كذلك. اي رؤيا صحيحة لا مضارة فيها هذه الاحاديث رواها بضعة وعشرون صحابيا عن النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم وقد بلغت هذه الاحاديث مبلغ التواتر فلا يصلح استدلال بهذه الاية على ما ذهب اليه المعتزلة نفات الرؤيا الذين ردوا هذه النصوص المتواترة صحيحة الصريحة القطعية لا تدركه الابصار تفسير الاخر ان الادراك يعني الاحاطة انت تقول رأيت السماء لكن لم ترى السماء كلها يقول رأيت المحيط لكن لم ترى المحيط كله ان الرؤية قد تثبت وان الادراك قد ينفى ولا تناقض وعراء يقول الله جل جلاله فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا ان معي ربي سيهدين فاثبت الرؤية ونفى الادراك فلما تراءى الجمعان اي رأى بعضهم بعضا الرؤية مثبتة يقينا. فلما ترى الجمعيات والادراك منفي. فدل هذا على ان الادراك اخص من الرؤية ان احدا لن يحيط بربه جل جلاله. نحن نرى ربنا لكننا لن نحيط به جل جلاله لا تدركه الاخر وهو يدرك الابصار هو اللطيف لكن بقي شيء هل رأى نبينا صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج هادي قضية فيها خلاف بين اهل السنة والجماعة وارجح الاقوال انه رأى النور رأى الحجاب نور انا اراه رأيت هذا قول النبي صلى الله عليه واله وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام ارفعوا القسط ويخفضوا يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور لو كشف لاحرقت سبحات وجهي ما انتهى اليه بصره القي فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى نورا نورا انى اراه وما نسب الى ابن عباس من انه قد رأى ربه لقد نسب به القوم بان اراه بفؤاده ما كذب الفؤاد ما رأى قد جاءت الروايات مرة مطلقة ومرة ومرة مقيدة ويحمل المطلق على المقيد انه رآه بفؤاد هذه اما ما جاء في سورة النجم ولقد راه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى. هذا الحديث هذا تلك الايات انما هي حديث عن جبريل عليه السلام وليس عن الله جل جلاله. وامنا عائشة رضي الله عنها وارضاها بينت ذلك بجلاء وبوضوح جديد لمن ناقشها وراجعها القول في هذا لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير جل جلاله آآ مسروق يقول كنت متكئا عند عائشة فقالت يا ابا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد اعظم على الله الفريئة نعم قال وكنت مت متكئا فجلست يا ام المؤمنين انظريني ولا تعجليني الم يقل الله جل جلاله ولقد رآه بالافق المبين ولقد رآه نزلة اخرى قالت انا اول هذه الامة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انما هو جبريل لم اره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والارض ثم قالت اولم تسمع قول الله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار طار وهو اللطيف الخبير الم تسمع قول الله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او رسولا فيوحي باذنه ما يشاء له عدي على كل حال هذه المسألة من مواضع النظر بين اهل العلم الخلاف فيها سائغ لكن الصواب انه رأى نورا او رآه بفؤاده ولم يره بعينه لن يرى احد منكم ربه حتى يموت والخلاف في ذلك سائر على كل حال. وخلاف سائغ ومقبول داخل اطار اهل السنة لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لنأتي بعد هذا الى الاية التي تليها قول الله سبحانه نعم قد جاءكم بصائر من فمن ابصر بلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ البصائر البينات والدلائل والحجج التي اشتمل عليها القرآن الكريم ولهذا قال تعالى فمن ابصى في نفسه ومن عمي قابلت البصيرة العمى ومن عمي فعليها كقول الله تعالى فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فان ما يضل عليها لما ذكر البصائر قابلها بقوله ومن عمي فعليها ان يعود وبال ادباره وضلاله ومحادته ومشاقته اليه فقد قال تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وما انا عليكم بحفيظ لست بحافظ ولا برقيب. انا مبلغ فقط والله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وقلوب العباد بين اصبعين من اصابعه ان شاء اقامها وان شاء ازاغها. اللهم يا مقلب القلوب ابصار ثبت قلوبنا على دينك يا الله ثم قال تعالى وكذلك مصرف الايات الله جل وعلا قصنا الايات من اول هذه السورة في بيان التوحيد اوقيد لائله وبراهينه وانه لا اله الا هو. هكذا يوضح الايات ويفسر ويبينها في كل موطن لجهالة الجاهلين ثم ليقول المشركون والكافرون والمكذبون من مواريث اهل الكتاب كما قال الله سبحانه وتعالى ان هو الا افك وهو يقص ما قاله هؤلاء المبطلون ان هو الا افك واعانه عليه قوم اخرون. فقد جاءوا ظلما وزورا. وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا اجمعنا وليقولوا نعم ولنبينه لقوم يعلمون. يبقى الله جل وعلا عندما يقول وليقولوا درست يخبرنا عن كذبهم يخبرنا عن بهتانهم يخبرنا عن تخرصهم كما اخبرنا عن زعيمهم وكذبهم انه فكر وقدر فقتل كيف قدر وقتل كيف قدر ثم نظر ما عبس وبصر ما ادبر واستكبر فقال ان هذا الا سحر يؤسر. ان هذا الا قول البشر ساصليه سقر. وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة لا اله الا انت سبحانك ايضا هذا كقول الله سبحانه ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين. كانوا يزعمون ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يلجأ الى فتى رومي يتعلم منه القرآن. وهو لا يجيد العربية اصلا يعني اما يعقل هؤلاء لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين ولنبينه لقوم يعلمون. اي ولنوضحه لقوم يعلمون الحق فيتبعونه والباطل فيجتنبونه ولله الحكمة البالغة بهداية هؤلاء واضلال هؤلاء يضلوا به كثيرا ويهدي به كثيرا ولله الحكمة البالغة يهدي من شاء فضلا ويضل من شاء عدلا جل جلاله ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض القاسية قلوبهم وان الله لهادي الذين امنوا الى صراط تقييم وان الله لهادي الذين امنوا الى صراطك ثم قال تعالى اتبع ما اقول هي اليك هذا خطاب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم خطاب لمن يمضون ويقتفون اثاره من بعده صلوات ربي وسلامه علي لان هذا هو الحق الذي ليس وراءه الا الضلال لا مقابل لما اوحل الله ولما انزل الله الا اهواء البشر ان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم من اضل ممن اتبع هواه بغيره هدمنا اما ما انزل الله واما الهوى وامري وما امري علي بغمة كاسطع شمس لا اراها تماريا لا مقابل لما انزل الله الا الهوى اتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا هو واعرض عن المشركين اعف عنهم واصفح احتمل اذاه قل للذين امنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون اصبر حتى يفتح الله عليك وينصرك ويزفرك عليهم جل جلاله ثم قال تعالى للنبي معزيا له ولو شاء الله ما اشاء ولو شاء الله ما اشاء وما جعلناك عليهم حفيظا وما انت عليهم بوكيل اعرض عن هؤلاء المشركين بالله دع عنك جدالهم خصومتهم ومسابتهم لو شاء الله ما اشرك لو اراد ربك هدايتهم واستنقاذهم من ضلالتهم للطف بهم ولا اللطف لهم بتوفيقه اياهم فلم يشركوا به شيئا ولا امنوا بك واتبعوك وصدقوا ما جئت به لكن حقت كلمة ربك ليملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين وما جعلناك عليهم حفيظا تحصي اقوالهم واعمالهم وما انت عليهم بوكيل قيم على ارزاقهم واتهم ولا بحفظهم. الله لم يجعل اليه شيئا من ذلك. انما عليك البلاغ وعلينا الحساب فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر واعلم ان لله حكمة في اضلالهم فانه لو شاء لهدى الناس جميعا لو شاء لجمعهم على الهدى لو شاء ربك لامن من في الارض كلهم افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله. ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون له المشيئة والحكمة البالغة لا تنفك افعاله عن حكمته جل جلاله ادرك ذلك من ادرك وافك عن ذلك من افك وضل عن ذلك من ضل وجهل ذلك من جهل والله جل جلاله يخلق ما يشاء ويختار لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ما جعلناك عليهم حفيظا تحفظ اقوالهم واعمالهم وما انت عليهم بوكيل موكل بارزاقهم واخواتهم وامورهم ان عليك الا البلاغ انما عليك البلاغ علينا الحساب ثم قال تعالى لنبيه ثم يخاطب من خلاله جماعة المسلمين على مدى الزمان كله وعلى مدى المكان كله ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم نهى الله جل وعلا نبيه والمؤمنين عن سب الهة المشركين وان كان في ذلك مصلحة لان المفسدة المعارضة لهذا اعظم قابلت المشركين بسب اله المؤمنين وهو الله الذي لا اله الا هو لقد روي عن ابن عباس قوله ان المشركين قالوا يا محمد لتنتهين عن سب الهتنا او لنهجون ربك لتنتهين عن سب الهتنا او لنهجون ربك فنهاهم الله تعالى ان يسبوا اوثانهم فيسبوا الله عدوا بغير علم فيسبوا الله عدوا بغير علم لقد وردت رواية زكروها بقى ام جريدة الطبري وابن ابي حاتم عن السدي انه قال في هذه الاية لما حضر ابا طالب الموت نعم قالت قريش انطلقوا فلندخل على هذا الرجل بل نأمره ان ينهى عنا ابن اخيه فانا نستحي ان نقتله بعد موته فتقول العرب كان يمنعهم فلما مات قتلوه فانطلق فريق منهم وبعثوا رجلا يقال له المطلب قالوا استأذن لنا على ابي طالب فاتى ابا طالب قال هؤلاء مشيخة قريش. يريدون الدخول عليك عليه فدخلوا فقالوا يا ابا طالب انت كبيرنا وسيدنا وان محمدا قد اذانا في الهتنا سنحب ان تدعوه فتنهاه. عن ذكر الهتنا وما ندعه والها في دعائك فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ابو طالب. هؤلاء قومك وبنوا عمك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ماذا تريدون؟ قالوا نريد ان تدعنا والهتنا وان ندعك والهك فقال صلى الله عليه وسلم ارأيتم ان اعطيتكم هذا؟ هل انتم معطي كلمة ان تكلمتم بها ملكتم بها العرب ودانت لكم بها العجب وادت لكم الخراج قال نعم وابيك لاعطينكها وعشرة امثالها. بس كلمة خد عشرة لاعطينكها وعشرة امثالها. قالوا فما هي؟ فقال قولوا لا اله الا الله قولوا لا اله الا الله تفلحوا كلمة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم وتكونون بها ملوكا في فابوا واشمئزوا. فقال ابو طالب ابو طالب يا ابن اخي قل غيرها فان قومك قد فزعوا منها. فقال يا عمي ما انا بالذي يقول غيرها حتى يأتوا فيضعوها في يدي ولو اتى ولو اتوا بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها. نعم ارادة ان ايسهم فغضبوا وقالوا لتكفن عن شتم الهتنا او لناشتمنك ونشتمن من يأمرك وذلك قوله تعالى فيسبوا الله عدوا بغير علم اصبحت قاعدة ترك المصلحة اذا عرضت بمفسدة راجحة حتى في ان من اكبر الكبائر ان يسب الرجل والديه هل يسب الرجل والديه؟ قال نعم. يسب الرجل الرجل يسب اباه فيسب اباه ويسب امه فيسب امه. اذا سببت احدا من الناس كانما سببت والديك لان هذا الذي تسبه سوف يقابل سبك بسب مقابل وشتمك بشتمك بشتم المقابل. المصلحة اذا عرضت بمفسدة راجحة ظاهرة فتفوت هذه المصلحة من اجل دفع المفسدة الظاهرة الراجحة. من اجل هذا امتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن اعادة بناء البيت على قواعد ابراهيم. رغم ان رد البيت الى قواعد ابراهيم مصلحة ظاهرة لكن معارض بمفسدة وهي قلقلة الايمان وزلزلته في قلوب حلفاء العهد بالاسلام او حلفاء العهد بالجاهلية يا عائشة لولا ان قومك حديث عهد بجاهلية لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد ابراهيم جعلت لها بابين واحد للدخول وواحد للخروج ان اعادة بناء البيت على قواعد ابراهيم مصطفى هي القصة ايه؟ القصة عندما بنت قريش الكعبة خسرت بهم النفقة. فتركوا جزءا منها غير مبني لانهم كانوا يريدون الا يدخل في بنائه اي درهم حرام فقصت بهم النفقة الحلال فبنوا جزءا منها وتركوا الجزء الاخر غير مبني. فالنبي عليه الصلاة والسلام قال لولا ان قومك حديث عهد بجاهلية لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد ايه؟ ابراهيم وجعلت لها بابين لا شك ان ردها الى قواعد ابراهيم مصلحة ظاهرة لكنها معارضة بمفسدة عندما يتقلقل الايمان في نفوس حلفاء العهد بالجاهلية وهم يرون الكعبة تتهاوى امامهم. امر لا لا يطيقه ايمان لا يحتملونه. فترك هذه المصلحة دفعا لهذه المفسدة الكبيرة. كذلك زينا لكل امة عملهم. سبحان الله ما زينا لهؤلاء القوم حب اصنامهم والمحاماة لها والانتصار لها زينا لكل امة من الامم الخوالي اعمالهم الذي كانوا عليها ولله في هذا الحجة البالغة. والحكمة التامة فيما يشاءه ويختاره ثم الى ربه مرجعهم ومصيرهم فينبئهم بما كانوا يعملون. واقسموا بالله جهد ايمانهم اي حلفوا ايمانا مؤكدة. لان جاءتهم اية معجزة خارقة ليؤمنن بها اي ليصدقنها. قال تعالى قل انما الايات عند الله قل لهؤلاء الذين يسألونك المعجزات والايات على سبيل التعنت والكفر والعباد لا على سبيل الهدى والاسترشاد ان مرجع هذه الايات الى الله ان شاء جاءكم بها وان شاء ترككم في رواية ان محمد بن كعب القرزي قال كلما رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش قالوا يا محمد تخبرنا ان موسى كان معها كان معه عصا يضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتي عشرة عينا وتخبرنا ان نعيش كان يحيي الموتى وتخبرون ان ثمود كانت لهم ناقة فاتنا من الايات حتى نصدقك فقال اي شيء تحبون ان اتيكم به قالوا نحب ان تجعلنا الصفا ذهبا قال ان فعلت فتصدقوني فقالوا نعم والله لئن فعلت لنتبعنك اجمعون فقام النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فجاءه جبريل فقال له ما شئت ما شئت ان شئت اصبح من الصفا ذهبا ولا ان ارسل اية فلم يصدقوا عند ذلك ليعذبنهم وان شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم ازا جاءت هذه الخوارق بعدها وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون. الله جل وعلا قال للحواريين اني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين. ان جعل الله الصفا ذهبا من كفر وبعدها لا امل بعدها يعذبه عذابا لم يعذبه احدا من العالمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل يتوب تائبون. لأ بل يتوب تائبهما واقسم بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنون بها قل انما الايات عند الله وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون وما يدريك يا ايها المؤمنون يا من تحبون ان ينزل الله هذه الايات تشوفا منكم الى ايمان هؤلاء. ما يدريكم انها اذا جاءت برضه هيفضلوا لا يؤمنون وكلمة انها على معنى لعلها وما يشعركم لعلها اذا جاءت لا يؤمنون. وكلمة ان تأتي في اللغة بمعنى لعل وما يدريكم انها لعلها اذا جاءت لا يؤمنون نعم عدي ابن زيد العبادي يقول نعم اعاذل ما يدريك ان منية الى ساعة في اليوم او في ضحى الغد. ما يدريك ان منيتي الى ساعة في اليوم او في ضحاك. اي ما يريد لعلم نيتي. كلمة ان تأتي في اللغة بمعنى نعم لعل ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونظرهم في طغيانهم يعمهون ان الله جل جلاله يخبر عن هؤلاء الذين اقسموا بالله جهد ايمانهم لان جاءتهم اية ليؤمنن بها يخبر انه يقلد افئدتهم وابصارهم ويصرفها كيف يشاء وان ذلك بيده يقيمه اذا شاء ويزيغه اذا شاء كما لم يؤمنوا به اول مرة يبقى المعنى ان الله جل وعلا يزيغ افئدتهم ويزيغوا ابصارهم عن رؤية الحق ومعرفة موضع الحجة وان جاءتهم الاية التي سألوها. وان جعل الله الصفا ذهبا كما تطلعوا فلا يؤمنون بالله ورسوله كما لم يؤمنوا بتقليب اياهم قبل مجيئها المرة الاولى يعني لقد جائتهم اية من عند الله فازاغ الله قلوبهم عدلا اذا جاءت اية اية اخرى الذي ازاغ المرة الماضية يزيغ المرة التي بعدها ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ده معنى قول السلف ان الله ايعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون الذي لم يحدس. لو حدس كيف كان سيحدس ان الذي يخبر عنه الله جل جلاله كما قال تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون. هم لم يردوا. لكن لو ردوا اخبرنا عن من لم يكن لو كان كيف يكون ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكذبوا. ولو اننا نزلنا اليهم ملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلة ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله. ولو فتحنا عليهم باب من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا انما سكت ابصارنا الله جل وعلا لم يفعل هذا. لكن لو فعله هذا هو موقفهم الذي يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة لو جاءه الله بهذه الايات التي تتطلع اليها اليه لا يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون. لعلها اذا جاءت لا لا يؤمنون. وان الذي اضلهم المرة الاولى يضلني. يضلهم المرة الثانية ونذرهم في طغيانهم يعمهون اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة ان قلوب العباد بين اصبعه من اصابعه جل جلاله ان شاء اقامها وان شاء ازرها. فاللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك يا الله اللهم امين. احبتي نكتفي بهذا القدر في هذه المحاضرة على امل اللقاء بكم. في محاضرة الغد ان شاء الله حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته