الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا حيثما كنتم مع المحاماة الرابعة عشرة من تفسير سورة الانعام مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون هذا مثل ضربه الله جل جلاله للمؤمن الذي كان ميتا في الضلالة تتخبطه الشياطين في الارض حيران تالكا حائرا ضائعا فاحيا الله قلبه بالايمان وهداه له ووفقه لاتباع رسله وجعل له نورا يمشي به في الناس يهتدي كيف يسلك كيف يتصرف كيف يدبر اموره؟ كيف يمشي سويا على صراط مستقيم النور قيل هو القرآن قيل هو الاسلام وكل ذلك صحيح. هذا من اختلاف التنوع كمن مثله في الظلمات ظلمات الجهالة والاهواء والبدع والضلالات المتفرقة ليس بخارج منها. لا يهتدي منها الى منفذ ولا الى لص نعم كما قال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون او كما قال تعالى افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى امن يمشي سويا على صراط مستقيم او كما قال تعالى مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع. هل يستويان مثلا؟ افلا تذكروا؟ لا والله وما يستوي الاحياء ولا الاموات وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الاحياء ولا الاموات ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسمع من في القبور لا سبيل الى السعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الاخرة الا على ايدي الرسل لا سبيل الا معرفة الطيب والخبيث على التفصيل الا من جهتهم النفس والعقد قد يدرك الطيب اجمالا والخبث اجمالا في بعض الاشياء اما تفاصيل الطيبات وتفاصيل الخبائث لا تدرك الا من جهة الرسل لا ينال رضا الله البتة الا على ايديهم فالطيب من الاقوال والافعال والاخلاق ليس الا ما كان من هديهم ومن مواريثهم صلوات ربي وسلامه عليه فهم الميزان المنضبط المستقيم الراجح الذي توزن على اساسه اقوال الناس واعمالهم واخلاقهم وبمتابعتهم يتميز الهدى من الضلال ان الضرورة الى ما جاء به الرسل لاشد من ضرورة الجسد الى روحه القلب الى نبضه العين الى نورها هؤلاء هم الرسل صفوة الله من خلقه وخيرته من عباده. والله اعلم حيث يجعل رسالته في مناسبة جميلة ان اول السورة الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم جاء المثل هنا اومن كان ميتا فاحيناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فما اجمل التناسب بين اول السورة وبين ما جاء في تضاعيفها من امثال قرآنية راقية بعض اهل العلم يقول ان آآ ان المقصود بهذا المثل رجلان باعيانهم قالوا من كان ميتا فاحياه عمر بن الخطاب عمار ابن ياسر والمقابل ابو جهل. لكن الصحيح ان الاية تستوعب هذا كله يدخل فيها كل مؤمن وكافر نعم كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون لله في هذا التزيين الحكمة البالغة. افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا. فان الله يضل من من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. ان الله عليم بما يصنعون ثم قال تعالى وكذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون الا بانفسهم وما يشعرون. تسلية من الله للنبي محمد يعني كما ان في قومك من المجرمين اكابر يصدون الناس عنك ينأون عنك وينهون عنك ينأون عنك بانفسهم وينهون الناس عن اتباعك. لست بدعا فيمن خلوا من الرسل هذه سنة الله فيمن خلا من قبل من النبيين والمرسلين وكذلك جعلنا لست وحدك هذا طريق مضى عليه النبيون من قبل تعرضوا فيه لما لما تتعرض له وسيمضي فيه الذين يأمرون بالقسط من الناس على مدار القرون. ممن يقفون اثار الانبياء ويتبعون مواقع هديهم وكذلك اجعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها ليمكروا فيها بالصد عن سبيل الله وبدعوة الناس الى معاداة الحق واهله ومخالفة الرسل واضطهاد اتباعهم وصد الناس عن السبيل كما قال تعالى واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. هنا اشكال امر مترفيها ففسقوا فيها الله لا يأمر بالفاحشة لا بعضهم قال هذا امر قدري كوني وليس امرا شرعيا من جنس الحلال والحرام والتكليل امر كوني وبعضهم قال ان معنى الاية امرناهم بالطاعة والاستقامة فخالفوا وفسقوا عن امر الله جل وعلا وعتوا عن امر ربهم ورسله فدمرناها تدميرا. وفيه قراءة امرنا مترفيها جعلناه ولاة وجعل لهم امراء فظلموا وحادوا عن القصد ولم يعدلوا في حكمهم وفيما ولوا. فحق عليها القول فدمرناها تدميرا سلطنا شرارهم هذا مروي عن ابن عباس سلطنا شرارهم فعصوا فيها فاذا فعلوا ذلك اهلكناهم بالعذاب هذا قول الله هذا كقول الله سبحانه وما ارسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها انا بما ارسلتم به كافرون. وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين او بقول الله سبحانه وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون ايه دعوة الناس الى الضلالة بزخرف القول والفعل وما اكثر اكابر المجرمين في زمننا هذا. بل وفي كل زمان لم ينقطعوا ده هاقدة العلمانية ابقى تعطي الحداسة والتغريب الذين يصدون الناس عن سبيل الله وينزعون القداسة عن الدين وعن ثوابته وعن محكماته ثم ثم ثم يهيلون التراب على رموز الامة الشامخة مرة اغتيال للبخاري والرغفيال لصلاح الدين الايوبي لشيخ الاسلام ابن تيمية وهكذا في حلقات مسلسلة منتظمة تشابهت قلوبهم يأخذ بعضهم بعضد بعض جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها يفتنون الناس عن دينهم يصدونهم عن السبيل والله وان يهلكون الا انفسهم وما يشعرون عندما يطلقون الرصاص على انفسهم لا اقول على سيقانهم بل يطلقونه على قلوبهم عندما كان يقول قائله اطلق على الماضي الرصاص كن المسدس والجريمة. من بعد موت الله مشنوقا على باب المدينة فهذا كان ممكن ان ينطق به رجل يؤمن بالله واليوم واليوم الاخر على هذا النسق وبهذا المستوى القبيح الشائن يمكر هؤلاء يمكروا اكابر المجرمون يعيثون فسادا في البلاد وفي العباد وما يمكرون الا بانفسهم وما يشعرون ما يعود وبال مكرهم واضلالهم من اضلوه الا على انفسهم وعلى انفسهم وحدهم وليحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون طوبى لمن اذا مات ماتت معه ذنوبه والويل لمن يموت وتبقى بعده ذنوبه اثار واشعار وكتب وروايات وقصص ومسرحيات وكما ان يعني من الناس من يموت وتبقى حسناته من بعده صدقات جاريات واولادا صالحين يدعون له وعلوم صالحة ينتفع بها ان من الناس من يموت ولا تنقطع اوزارهم ولا تنقطعوا اعمالهم السيئة ولا تغلق كتب سيئاتهم انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين فليعلم هؤلاء وما من كاتب الا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة ان تراه وما من كاتب الا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتم بخطك غير شيء يسرك في القيامة ان تراه واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسول الله. يريدون الله جل وعلا ان يرسي عليهم وحيا مباشرا ان تنزل الملائكة عليهم بالوحي مباشرة كما نزلت على انبيائه ورسله نعم كما قال الله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا نحن لما تنزل على محمد؟ واحدة تنزل ايضا علينا لولا انزل علينا الملائكة او نرى ربنا لقد استكبروا في انفسهم وعتوا عتوا كبيرا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين. ويقولون حجرا محجورا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا لقد كان القوم ان الله جل وعلا رد عليهم فقال الله اعلم حيث يجعل سنة الله يعلم على من ينزل رسله على من ينزل كتبه من يصطفي من خلقي ليكون مهبط وحيه ولكي يكون الواسطة في البلاغ بينه وبين عباده القوم كانوا يزدرون النبي محمد ويقولون اهذا الذي بعث الله رسوله لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم مكة والطائف اهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا لقد كانوا قبحهم الله يزدرون رسول الله بغيا وحسدا وعنادا وكبرا الله جل وعلا يقول واذا رآك الذين كفروا ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذي بعث الله رسولا ان كاد ليضلنا عن الهتنا لو لولا ان صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من اضل سبيلا ولقد استهزأ برسل من قبلك تعاقب الذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون كانوا يقولون هذا وهم مقرون بفضله معترفون بشرفه ونسبه وطهارة بيته ومنشأه صلوات ربي وسلامه عليه. كانوا يسمونه قبل ان يوحى اليه بالصادق الامين اعترف بذلك رئيس الكفار يومئذ وقد اكرمه الله بالهداية لاحقا ابو سفيان عندما ساله ملك الروم هرقل كيف نسبه فيكم قال هو فينا دون نسب قال هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ فقال لا فاستدل بطهارة صفاته على صدق نبوته وعلى صحة ما جاء به حديث واقف الى ابن الاسقع النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اصطفى من ولد ابراهيم اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة اصطفى قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم. صلوات ربي وسلامه عليه حديث البخاري عن ابي هريرة بعثت من خير قرون بني ادم قرنا فقرنا حتى بعثت من قرن الذي كنت فيه كلمة جميلة لعبدالله بن مسعود يقول فيها ان الله نظر في قلوب العباد ويد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فبعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فويد قلوب اصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن. وما سيئا فهو عند الله سيء ثم قال تعالى سيصيب الذين اجرموا تغار عند الله وعيد شديد تهديد اكيد لمن استكبر لمن استكبر عن اتباع رسل الله وابى الانقياد اليهم سيصيبه صغار بين يدي الله يوم القيامة في مقابل الكبر والاستعداء الذي كان عليه الذي كان عليه في الدنيا ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين اي صاغرين ذليلين حقيرين وعذاب شديد بما كانوا يمكرون هنا لطيفة وعذاب شديد المكر غالبا يكون خفيا وعن تحيل وخديعة. فقوبلوا بالعذاب الشديد يوم القيامة. جزاء وفاقا ولا يظلم ربك احدا يوم القيامة تبلى السرائر تظهر المستترات والمكنونات والضمائر جاء في الصحيحين نعم قول النبي صلى الله عليه وسلم ينصب لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة. عند دبره. يقال هذه غدرة فلان ابن فلان والحكمة في هذا لما كان الغدر في الدنيا خفيا. لا يطلع عليه الناس فيوم القيامة يصير علما منشورا على صاحبه بما فيفعل على منشورا على صاحبه بما يفعل ثم قال تعالى فمن يرد الله ان يهديه اشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون يشرح صدره الاسلام ان ييسره له ينشطه له يسهله لذلك يوسع قلبه للتوحيد وللايمان نعم كما قال تعالى افمن شرح الله صدره للاسلام وهو على نور من ربه. فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله او كما قال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية فمن يرد الله ان يهديه ويشرح صدره للاسلام كيف الشرح كيف يشرح صدره؟ فقال نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح نور يقذف فيه فينشرح له وينفسه. فقالوا هل لذلك من امارة يعرف بها نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح هل لذلك من امارة يعرف بها؟ فقال الانابة الى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت وقد روي من عدة طرق يشد بعضها بعضا. ويقوي بعضها بعضا اللهم اهدنا فيمن هديت يا رب وعافنا فيمن عافيت. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا لا يتسع لشيء من الهدى لا يخلص اليه شيء ينفعه من من الايمان ولا ينفذ فيه سئل آآ سأل عمر بن الخطاب رجلا من الاعراب عن الحرجة ايه الحرجة دي فقال الشجرة تكون بين الاشجار لا تصل اليها راعية ولا وحشية ولا شيء. شجرة منقطعة بين الاشجار لا يصل اليها شيء قال عمر فكذلك قلب المنافق لا يصل اليه شيء من الخير في ملمح علمي لطيف تحدث عنه اهل الاعجاز العلمي في هذه الاية الكريمة من اراد الله هدايته شرح صدره للاسلام فاطمئن قلبه به واستنارت له نفسه ومن اراد به الضلال ضاق صدره عن قبول الايمان وانغلق انغلاقا تاما او كاد حتى لا يجد الخير حينئذ مسلكا الى قلبه ثم شبه ضيق صدر هذا البائس بضيق الصدر الذي يتصاعد في السماء بتناقص قدرته على التنفس الطبيعي درجة بعد درجة لانخفاض الضغط الجزيئي للاكسجين في طبقات الجو العليا حتى يصل الضيق الى اشد مراحله وهو مرحلة الحرج لا يستطيع بعدها الاكسجين ان ينفذ الى دمه تشبيه بليغ شبه في الحالة المعنوية بالحالة الحسية ادرك حقائقها وشو هي كيفياتها اليقينية في هذا الزمان ولم تكن معلومة للبشر وقت التنزيل لا اله الا الله محمد رسول الله نعم كذلك يجعل الله الرجس اي كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى امثاله ممن ابى الايمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله. كذلك يجعل الله الرجس اي كما يجعل صدر من اراد اضلاله ضيقا حرجا يسلط الشيطان عليه على امثاله ممن ابى الايمان فيغويه ويصده عن السبيل الرجس الشيطان او العذاب او كل ما لا خير فيهم ثم قال تعالى وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يتذكرون القرآن اسلام كل هذه التفسيرات اختلاف فيها اختلاف اختلاف وتنوع وليس اختلاف تضاد فالقرآن صراط الله المستقيم حبل الله المتين الذكر الحكيم كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديس جميل حديث النواس يقول تأملوا معي ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما ابواب مفتحة وعلى الابواب سطور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول ايها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتعرجوا وداع يدعو من فوق الصراط فاذا اراد احد ان يفتح شيئا من تلك الابواب يقول ويحك لا تفتحه انك ان تفتحه تلجه لها سطور مرخاة. هذه المحارم ثم قال فالصراط الاسلام السوران حدود الله الابواب المفتحة محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله. والداعي من فوق الصراط واعظ الله بقلب كل مؤمن لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون. دار السلام الجنة ووصفت بهذا استحقوا هذا لسلامتهم فيما سلكوه من الصراط المستقيم المقتفي لاثار الانبياء والمرسلين. فكما سلموا من افات الاعوجاج في الدنيا اورثهم الله دار السلام في الاخرة وهو وليهم حافظهم وناصرهم ومؤيدهم جزاء بما كانوا يعملون دار السلام اسم من اسماء الجنة كما قال تعالى والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى الصراط المستقيم من اسماء الجنة دار المقامة الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور. الذي احلنا دار المقامة من فضله دار الحيوان وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون. الفردوس اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون كانت لهم جنات الفردوس نزلا. ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس يعني يوم يحشر الجن واوليائهم من الانس الذين كانوا يعبدونهم في الدنيا ويعوذون بهم ويطيعونهم ويوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. يحشرهم جميعا يوم القيامة. ثم يقال لهم يا معشر الجن قد استكثر طرتم من الانس استكترتم من اغوائهم واضلالهم ثم يقول اولياؤهم من الانس في جواب لله سبحانه سبحانه وتعالى ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا تمتع بعضنا ببعض الجن تأمر والانس يطيعون وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتموني من قبل لابن جرير يقول كان الرجل في الجاهلية ازا نزل واديا يخافه كان يقول اعوذ بعزيم هذا الوادي من الجن من سفهائه فهذا استمتاع الانس بالجن الاستعاذة بهم في في المناطق المخوفة واستمتاع الجن التعازم لقد سن الجن والانس جميعا الانس يستعيذون بنا ويلوذون بنا انما هل اورثوا قلوبهم طمأنينة بهذه الاستعاذة وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن. اندال فزادوهم رهقا ما طمأنوهم ما قدم لهم شيئا انما خسة خسة وندالة هذا الشأن كان كل من ينصرف قلبه عن الله عز وجل فزادوهم رهقاء ليزداد لياذهم بهم ليزداد تعلقهم بهم فاستمتاع الانس والجن يستعيذون بهم من دون الله في الاودية المخوفة والجن يتعاظمون في انفسهم لقد سن الانس والجن جميع نعم قال النار مثواكم جزاء وفاقا خالدين فيها الا ما شاء الله. ايه المستسنى؟ يعني قالوا لعلها مدة البرزخ او مدة من لحزة البعس الى ايلولتهم وصيرورتهم الى النار الا ما شاء الله الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم. ابن عباس بيقول في هذه الاية بيقول هذه الاية في طلاقة المشيئة الالهية لا تتدخل فيما يتعلق بايلولة الناس ومآذنهم يوم القيامة دع الخلق للخالق جل جلاله الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم ان ربك حكيم عليم. فابن عباس يقول ان هذه الاية اية لا ينبغي لاحد ان يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارا ثم قال تعالى نختم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون فعن قدادة في تفسيرها يولي الله الناس اعمالهم المؤمن ولي المؤمن اينما كان الكافر ولي الكافر اينما كان وحيث كان وليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي. مالك ابن ابن دينار يقول ايه لقد قرأت في الزبور اني انتقم من المنافقين بالمنافقين ثم انتقم من المنافقين جميعا. وذلك في كتاب الله وكذلك قل لي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون وقيل فيها ظالم الجن وظالم الانس. نولي هؤلاء هؤلاء كما قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون وما من يد الا يد الله فوقها ولا ظالم الا سيبلى باظلم. فمعنى الاية الكريمة كما ولينا هؤلاء الخاسرين من الانس تلك الطائفة التي اغوتهم من الجن كذلك نفعل بالظالمين نسلط بعضهم على بعض ونهلك بعضهم ببعض وننتقم من بعضهم ببعض جزاء وفاقا وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه نكتفي بهذا القدر ان شاء الله حتى نلتقي في حلقة الغد ان ان احيانا الله استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم رحمته