الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع هذه المحاضرة الثانية من محاضرات تفسير سورة الحديد مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومالكم الا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين امنوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى. والله بما تعملون خبير هذا حظ من الله جل وعلا لعباده المؤمنين على الانفاق في سبيل الله عز وجل والا يخشوا من ذي العرش اقلالا فان ربهم غني بيده ملكوت كل شيء ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وقد وعد ان يعطي المنفقين خلفا وقد وعد نبيه صلى الله عليه وسلم ان الصدقة لا تنقص المال قط ان الصدقة لا تنقص المال قط ومن عجيب ما يروى وهو وهو حديث صحيح صححه الالباني رحمه الله في سلسلة الاحاديث الصحيحة عن عبدالله بن مسعود انه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده صبرة من تمر فقال ما هذا يا بلال؟ قال يا رسول الله ادخرته لك ولضيفانك فقال اما تخشى ان يفور لك بخار من جهنم انفق بلال ولا تخشى من ذي العرش اقلالا انفق بلال ولا تخشى من ذي العرش اقلالا ان الله جل وعلا وعد ان يخلف على المنفقين. وما انفقتم من شيء فهو يخلفه ما عندكم ينفد وما عند الله باق من توكل على الله فهو حسبه ان من الناس من يعيشون في الدنيا عيشة الفقراء ويحاسبون يوم القيامة حساب الاغنياء. عندهم اموال يظنون بها. على انفسهم وعلى اهلهم. على اولادهم على ازواجهم بهم على اقرب الناس اليهم حتى يستعجل هؤلاء مماتهم تخيل عندما تستعجل الذرية ممات عائلها لان الموت هو السبيل الوحيد الذي يصرون من خلاله الى الى ما الى مبيده محنة وازمة الصدقات لها اسرار عجيبة في شرح الصدر في دفع البلاء في اطفاء غضب الرب جل جلاله صدقة السر تطفئ غضب الرب كما اخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء صلة الرحم تزيد هنا في العمر وتقي من الفقر كل معروف صدقة واهل المعروف في الدنيا اهل المعروف في الاخرة واول من يدخل الجنة اهل المعروف وكل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة واحب الناس الى الله انفعهم واحب الاعمال الى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم او تكشف عنه كربة او تقضي عنه دينا او تطرد عنه جوعا. وكل ذلك في الحديث الصحيح النفقة لها سر عجيب بعلاج المرضى باب من ابواب الاستطباب والاستشفاء داووا مرضاكم بالصدقة داووا مرضاكم بالصدقة ان المصدقين والمصدقات واقرض الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم اجر كريم يضاعف لهم ولهم اجر كريم ومما يذكر في هذا المقام كذلك ان نفقة الرجل على ولده وعلى زوجه وعلى اهله من افضل انواع الصدقات والقربات الى الله سبحانه احتسب الاجر فيما تنفقه على ولدك فيما تنفقه على زوجك فيما تنفقه على اهلك لان افضل الدنانير التي تنفقها دينار انفقته يا اهلك وانك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى اللقمة في في امرأتك اي في فم زوجتك نعم وما لكم الا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل الذي انفق في زمن الجهد والبلاء والقلة والضنك والضيق لا يستوي مع من انفق بعد ان جاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله افواجا لا يستوي من من انفق ايام العسرة في مكة والنبي واصحابه من حوله قليل مستضعفون في الارض يخافون ان يتخطفهم الناس ومن انفق في في المدينة بعد الفتح في زمن الترك. التمكين والرخاء والرغد وكلا وعد الله الحسنى لن يترهم الله اعمالهم لكنهم على منازلهم وعلى مراتبهم وعلى درجاتهم عند الله عز وجل كل بحسب عمله وكل بحسب صفاء نيته وخلوص قصده وما احتف بعمله من ملابسات ترتفع به منزلة ومكانة ودرجة ايضا كما جاء في الحديث المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ايضا من انفق من قبل الفتح وقاتل اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى حتى لا نغض من قدر احد حتى لا نجحد ما يقدمه احد من الناس من الخير في سبيل الله عز وجل لكن لو قال قائل ما معنى المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف الامام النووي في شرحه لمسلم يقول القوة هنا عزيمة النفس والقريحة في امور الاخرة لكن معنى القوة اشمل واوسع من هذا القوة في الايمان القوة في البدن القوة في العلم القوة في العمل لان المؤمن القوي القوي بايمانه والقوي ببدنه والقوي بعلمه والقوي بعمله. لا شك انه ينتج ويعمل للمسلمين وينتفع المسلمون بقوته البدنية وقوته الايمانية وقوته العلمية ما لا ينتفعون بغيره من المؤمنين الضعفاء وفي كل خير الايمان كله خير المؤمن الضعيف قطعا فيه خير لكن المؤمن القوي اكثر خيرا منه لنفسه ولدينه ولاهله ولاخوانه به ولامته لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا ايضا في الباب سبق درهم الف درهم درهم واحد انفقه رجل في سبيل الله عن طيب خاطر واخلاص نية قد يكون له من الاجر والثواب اضعاف افضل من نفقة من انفق مائة الف درهم كيف كان عند رجل درهمان اذا انفق واحدا منهما فقد انفق نصف ماله اما الغني الذي عنده اموال كثيرة طائلة جدا اذا مد يده الى عرض ما له واخرج منها مائة الف درهم. انفقها في سبيل الله عز وجل. فان هذا لا ينقص ما له كثيرا. الحمد لله ما قدمه خير ويرجى ان ينال من ورائه اجر كثير باذن الله عز وجل. لكن ان المقارنة بين من انفق درهما واحدا. وكان هذا الدرهم نصف ما له وبين من انفق مائة الف درهم وكانت هذه الكمية من المال مبلغا يسيرا اذا ما قورن ببقية امواله هنا نفهم حديث سبق درهم مائة الف درهم ايضا في رواية اخرى موضحة لهذا المعنى وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الصدقة افضل فقال الجهد المقل الجهد الوسع والطاقة او المشقة والغاية المقل الفقير الذي ليس معه شيء فهو قليل الماء. المال اي افضل الصدقة الذي يتصدق به الفقير قليل المال على قدر وسعه وطاقته مع مشقة ذلك عليه ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله ولا شك ان ابا بكر الصديق له الحز الاوفى من هذه الاية. لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتله. لا نقول انها خصيصا في ابي بكر لكن تقول لا شك ان لابي بكر الحظ الاوفر والنصيب الاوفى من هذه الاية الكريمة فانه سيد من عمل بها من ساء امم الانبياء وخير من مشى على الارض بعد النبيين والمرسلين. انفق ما له كله ابتغاء وجه الله عز وجل ما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف ولسوف يرضى نعم في حديث ابن عمر قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ابو بكر الصديق وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال نعم فنزل جبريل فقال ما لي ارى ابا بكر عليه عباءة؟ قد خلها في صدره بخلال. فقال انفق ما له علي قبل الفتح استهلك ماله كله في سبيل الله عز وجل. فما ضاقت عليه الا هذه العباءة الممزقة التي يرتق فتوقها بهذه الخلال اي نعم فقال انفق ما له علي قبل الفتح. قال فان الله يقول اقرأ عليه السلام وقل له اراض انت عني في فقرك هذا ام ساخط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يقرأ عليك السلام ويقول لك اراض انت عني في فقرك هذا ام ساخط فقال ابو بكر اسخط على ربي عز وجل اني على ربي راض لكنني انبه ان هذا الحديث ضعيف الاسناد انما يزكر في باب فضائل الاعمال فقط. مع التنبيه على ضعف اسناده ثم يقول الله جل جلاله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ هل هو الانفاق في سبيل الله محتمل هل النفقة على العيال محتمل؟ والصحية ان الاية تشمل هذا وتشمل ذاك. فكل من انفق في سبيل الله عز وجل بنية خالصة وعزيمة صادقة دخل في عموم هذه الاية الكريمة من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم. ومرة اخرى اذكر ان النفقة على الاهل على الزوجة على الاولاد من افضل انواع النفقات في سبيل الله لقد روى الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة مرفوعا دينار انفقته في سبيل الله دينار انفقته في رقبة. دينار تصدقت به على مسكين. دينار انفقته على اهلك اعظمها اجرا الذي انفقته على اهلك عند مسلم ايضا من حديث ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول افضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على اصحابه في سبيل الله يقول ابو قلابة بدأ بالعيال ثم قال واي رجل اعظم اجرا من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم الله به او ينفعهم الله به ويغنيهم انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى ما تجعله في في امرأتك اي في فمها الحديث المتفق عليه حديث ابي مسعود البدري نبي صلى الله عليه وسلم قال اذا انفق الرجل على اهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة لما نزلت هذه الاية من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم نعم قال ابو الدحداح الانصاري يا رسول الله وان الله ليريد منا القرض فقال نعم يا ابا الدحداح فقال ارني يدك يا رسول الله فناوله يده فقال فاني قد اقرضت ربي حائطي. حائط بستان وله يومين حائض به ستمائة نخلة وام الدحداح فيه وعيالها قال فجاء ابو الدحداح فناداها يا ام الدحداح قالت لبيك قال اخرجي فقد اقرصته ربي عز وجل فقد اقرضته ربي عز عز وجل وقد ربح البيع وكم من رزق رداح معلق لابي الدحداح في الجنة ثم قال تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم. بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يخبره تعالى عن المؤمنين والمؤمنات يوم القيامة. يسعى نورهم بين ايديهم في عرصات يوم القيامة بحسب اعمالهم ابن مسعود يقول يسعى نورهم بين ايديهم على قدر اعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ومنهم من نوره مثل النخلة ومنهم من نوره مثل الرجل القائم وادناهم نورا نوره في ابهامه يتقد مرة ويطفئ مرة اخرى وفي حديث ابي ابي قتادة يقول ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول من المؤمنين من يضل نوره من المدينة الى عدن ابين وصنعاء فدون ذلك حتى ان من المؤمنين من يضيء نوره موضع قدميه ضحاك يقول ليس احد الا يعطى نورا يوم القيامة فاذا انتهوا الى الصراط طفئ نور المنافقين فلما رأى ذلك المؤمنون اشفقوا ان يطفأ نورهم كما اطفئ نور المنافقين فقالوا ربنا اتمم مم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير في حديث عبدالرحمن بن جبير يقول انه سمع ابا الدرداء وابا ذر يخبران ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا اول من يؤذن له يوم القيامة بالسجود واول من يؤذن له برفع رأسه فانظر من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي فاعرف امتي من بين الامم وقال رجل يا نبي الله كيف تعرف امتك من بين الامم من نوح الى امتك؟ قال اعرفهم محجلون من اثر الوضوء ولا يكون لاحد من الامم غيرهم واعرفهم يؤتون كتبهم بايمانهم واعرفهم بسيماهم في وجوههم واعرفهم بنورهم يسعى بين ايديهم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا. فضرب بينهم بسور له باب. باطنه فيه الرحمة من قبله العذاب هذا اخبار من الله جل جلاله عما يكون في عرصات يوم القيامة من الاهوال المزعجة والزلازل الكبرى والامور الفظيعة وانه لا ينجو من هول ذلك اليوم احد الا من امن بالله ورسوله وعمل بما امر به الله ورسوله وانزجر عما نهى عنه الله ورسوله فسبحان الله ابو امامة الباهلي يعني قال يوما وقد خرج الناس على جنازة في باب دمشق ايها الناس انكم قد اصبحتم وامسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات يقصد الدنيا وتوشكون ان تزعلوا منه الى منزل اخر يشير الى القبر بيت الوحدة بيت الظلمة بيت الدود بيت الضيق الا ما وسع الله ثم تنتقلون منه الى مواطن يوم القيامة فانكم في بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس امر من الله عز وجل فتبيض وجوه وتسود وجوه ثم تنتقلون منه الى منزل اخر فيغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور. فيعطى المؤمن نور ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا وهو المثل الذي ضربه الله جل جلاله في قوله او كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه في موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نون فلا يستضيئ الكافر ولا المنافق بنور المؤمن كما لا يستضيئ الاعمى ببصر البصير ويقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم. عند المكان الذي قسم فيه النور فالتمسوا نورا وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال يخادعون الله وهو خادعه فيرجعون الى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون فيه شيئا فينصرفون اليه يرجعوا مرة تانية وقد ضرب بينهم بسؤل له باب باطنه فيه الرحمة الجنة وباطنه من قبله العذاب النار لا اله الا الله محمد رسول الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما يقول بينما الناس في ظلمة اذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور دليلا من الله الى الجنة فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا اتبعوهم فاظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ انظرونا نقتبس من نوركم فانا كنا معكم في الدنيا. قال المؤمنون ارجعوا ورائكم من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هناك النور وقول الله تعالى فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب قولوا الحسن وقتادة حائط بين الجنة والنار وهكذا روي عن مجاهد رحمه الله وكثير من السلف وهو الصحيح باطنه فيه الرحمة الجنة ظاهره من قبله العذاب النار لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. يبقى هو سور يضرب يوم القيامة ليحجز بين المؤمنين والمنافقين اذا انتهى اليه المؤمنون دخلوا من بابه فاذا استكملوا دخولهم اغلق الباب وبقي المنافقون من ورائه في الحيرة والظلمة والعذاب كما كانوا في الدنيا في الكفر والجهل والحيرة والشك ثم قال تعالى ينادونهم الم نكن معكم ان ينادي المنافقون المؤمنين اما كنا معكم في الدنيا نشهد معكم الجمع والجماعات ونقف معكم بعرفات تطوف معكم بالبيت نسعى معكم من الصفا والمروة نؤدي سائر الشعائر والواجبات؟ قالوا بلى لقد كنتم تؤدون هذه الاعمال باجسادكم ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصت وارتبطوا وغرستم الاماني حتى جاء امر الله وغركم بالله الغرور فتنتم انفسكم باللذات والمعاصي والشهوات. تربصتم اخرتم التوبة سوفتم في التوبة حتى ادركتكم المنية قبلها وارتبتم بالبعث بعد الموت الشك في البعث الشك في الاخرة وراء كل هذه التصنعات والانهيارات والاستباحات للمحارم التي يتردى فيها ويتمرغ في اوحالها كثير من الظلمة والمخزولين وغرسكم الاماني اي قلتم سيغفر لنا وان قوما غرتهم اماني المغفرة خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم. يقولون نحسن الظن بالله عز وجل. وكذبوا له احسنوا الظن لاحسنوا العمل حتى جاء امر الله جاءكم الموت وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد وعندما سوء النبي صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة قال انها اخذة اسف وغركم بالله الغرور الشيطان الشيطان ومعنى هذا الكلام من المؤمنين للمنافقين انكم كنتم معنا بابدان لا نية لها ولا قلوب معها وانما كنت في حيرة وشك انتم تراءون الناس ولا تذكرون الله الا قليلا لا يأتون الصلاة الا وهم كسالى لا ينفقون الا وهم كارهون يتخذون ما ينفقون مغرما ويتربصون بالمؤمنين الدوائر عليهم دائرة السوء يقول مجاهد كان المنافقون مع المؤمنين احياء ينكحونهم ويغشونهم ويعاشرونهم وكانوا معهم امواتا ويعطون النور جميعا يوم القيامة. ويطفئ النار ويطفأ النور من المنافقين اذا بلغوا السور يماز بينهم حينئذ ثم قال تعالى فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا. مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير لو جاء احدهم يوم القيامة بملئ الارض ذهبا ومثله معه ليفتدي به من عذاب الله ما تقبل منه مأواكم النار. مصيركم اليها منقلبكم هي مأواكم ومثواكم هي اولى بكم من كل منزل بسبب كفركم وارتيابكم وقد قال تعالى ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وقال تعالى ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب اليم ملء الارض ذهبا لا يقبل من احد يوم القيامة لكي يكون فداء. ومثقال ذرة فقط تقبل منك في هذه الدنيا. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فالبدار البدار يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله. ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين وليؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا اللهم ذكرنا منه ما نسينا علمنا منه ما جهلنا ارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا. اللهم امين. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وحتى نلتقي بكم في المحاضرة القادمة استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته