بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته اياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثالثة من محاضرات تفسير سورة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الم يأن الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكون كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون انه عتاب مؤثر من المولى جل جلاله استبطاء بالاستجابة الكاملة من تلك القلوب التي افاض عليها من نعمه وفضله فبعث فيها رسولا يدعوها الى الايمان بربها وانزل عليه من الايات البينات ما يخرجها من الظلمات الى النور واراها من اياته في الانفس والافاق ما تخبط له قلوب المؤمنين الطائعين عتاب فيه الود فيه الحض به استجاشة الشعور بجلال الله والخشوع لذكره وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الطاعة والاستسلام والخشية والروعة الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله. اي ان تلين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن فتتفهمه وتنقاد له وتسمع له وتطيع الله جل وعلا حدثنا عن اثر القرآن الكريم في القلوب المؤمنة فقال الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. ومن يضلل الله فما له من هاد ولم لا وللقرآن جلاله وللقرآن عظمته وهيبته لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى والمحذوف المقدر لكان هذا القرآن لو ان كتابا تنزل من عند الله تسير به الجبال او تقطع به الارض او يكلم به الموتى لكان الكتاب هو القرآن الكريم. الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ومن فقه الرجل ان يتعاهد ايمانه وان يتعاهد قلبه. وان القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد. وان لجلاءها ذكر الله عز وجل ولا شيء اقتل للايمان واذهب له من القلوب من الغفلة والذنوب. اذا اذنب العبد الذنب كان كالنقطة السوداء في قلبه فان زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الرال الران هو الذنب فوق الذنب حتى يعمى القلب بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. ان القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد. وان جلاءها ذكر الله عز وجل لقد روى قتادة عن ابن عباس قوله ان الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن فقال الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ابن مسعود يقول ما كان بين اسلامنا وبين ان عاتبنا الله بهذه الاية؟ الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم وهم لذكر الله الا اربع سنين الا اربع سنين. ثم قال تعالى ولا يكون كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم لقد نهى الله عباده المؤمنين ان يتشبهوا بمن اوتوا الكتاب من قبل وحملوا امانة الله فخانوا وغيروا وبدلوا طال عليهم الامد فبدلوا كتاب الله الذي بايديهم. واشتروا به ثمنا قليلا ونبذوه اه ظهورهم واقبلوا على اقوال مؤتفكة وعلى اراء مختلفة وقلدوا الرجال في دين الله واتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله جعلوا الى احبابهم ورهبانهم الحق في نسخ ما احكم الله حله او حرمته في كتابه يكون الشيء حراما في التوراة يحله الاحبار والرهبان فيستحلون يكون حلالا في التوراة يحرمه عليهم الاحبار والرهبان فيحرمون. فعند ذلك قست قلوبهم فلم تعد تقبل موعزة ولم تعد تلين لوعد او لوعيد ثم قال تعالى وتثير منهم فاسقون كما فسدت قلوبهم فسدت اعمالهم قلوبهم فاسدة اعمالهم باطلة فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلمة عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به فسدت القلوب فقست وصار من سجيتهم تحريف الكلم عن مواضعه اما تغيير اللفظ نفسه او تحريف المعنى ويحرفون الكلمة من بعد مواضعه كما قال تعالى يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا فنهى الله المؤمنين ان بهم في شيء لا في الاصول ولا في الفروع لا في الكليات ولا في الجزئيات ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. اذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل ادمانها وترك الذنوب حياة القلوب. وخير لنفسك عصيانها. وهل افسد الدين الا الملوك سوء ورهبانها ثم قال تعالى يفتح ابواب الرجاء والامل حتى لمن رانت الذنوب على قلبه واستشرع بشيء من القساوة والظلمة فيه اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون. اشارة الى ان الله يلين القلوب بعد قسوتها يهدي الحيارى بعد ضلالهم يفرج الكروب بعد شدتها يفرج الكروب بعد شدتها فلرب نازلة تضيق يضيق بها الفتى ذرعا. وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج كما يحيي الله الارض الميتة المجدبة بالغيث الوابل الذي ينزل عليها. فتهتز وتربو فان الله كذلك يهدي القلوب القاسية باياته البينات وببراهينه المعجزات وبدلائله الواضحات فيلج اليها النور بعد ان كانت موصدة مغلقة لا يصل اليها. الواصل فسبحان الهادي لمن يشاء بعد الضلال والمضل لمن اراد بعد الكمال الذي هو فعال لما يريد ما من احد من الناس الا ويريد ما لا يفعل او يفعل ما لا يريد لكن الفعال لما يريد هو الله جل جلاله ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابعه ان شاء اقامها وان شاء زاغها القلوب اليه مفضية والسر وعنده علانية فسل الله القدير الذي يحيي الارض بعد موتها. ان يحيي موات قلبك. وان يلين قسوته. وان يأخذ بناصية اليه وان يردك اليه ردا جميلا. انه ولي ذلك والقادر عليه ثم قال تعالى ان المصدقين والمصدقات واقرب الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم اجر كريم يخبره تعالى في هذه الاية الكريمة عما يثيب به المتصدقين والمتصدقات من المؤمنين والمؤمنات يتصدقون على اهل الحاجة والفقر والمسكنة واقرب الله قرضا حسنا اي جعلوا ذلك بنية خالصة ابتغاء مرضات الله جل جلاله لا يريدون من احد من الناس جزاء ولا شكورا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ومن لطيف ما قرأت ان شيخ الاسلام قال من سأل الفقير حين يعطيه الصدقة الدعاء فهو ليس من اهل قوله تعالى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا حتى ان تلتمس الدعاء من الفقير الذي تصدقت عليه دعها. ان الله يسمع ويرى ان الاعمال انطق من الاقوال. ان صدقتك تطفئ غضب الرب. ان صدقتك تدفع مصارع السوء ان صدقتك ترد البلاء كما ان الدعاء يرد البلاء ان المصدقين والمصدقات واقرض الله قرضا حسنا يضاعف لهم. الحسنة بعشر امثالها. وقد يزيد الى سبعمائة ضعف بقدر ما فيها من تجريد القصد لله جل وعلا الاخلاص تصفية الفعل من ملاحظة المخلوقين بحيث لا تطلب على عملك شاهدا غير الله ولا مكافئا عليه سواه حتى قالوا من لاحظ في اخلاصه الاخلاص فقد احتاج اخلاصه الى اخلاص يضاعف لهم ولهم اجر كريم. ثواب جزيل حسن ومرجع صالح ومآب كريم الى الله جل جلاله ثم قال تعالى والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم اه اه يقول اهل التفسير هناك وقف تام وجملة تامة عند قوله تعالى والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون ابن عباس اثر عنه في هذه الاية قال والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون. قال هذه مفصولة. والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم هذا استئناف لجملة جديدة هذا استئناف لجملة جديدة آآ لا شك يعني كأن الاية فرقت بين الصديقين والشهداء فدل ذلك على انهما صنفان الصديق اعلى ما قاما من الشهيد الصديق اعلى مقاما من الشرك بحديث مالك الذي رواه في كتابه الموطأ عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن ابي سعيد الخدري النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الافق من المشرق او المغرب لتفاضل ما بينهم فقال يا رسول الله كمنازل الانبياء لا يبلغها غيرهم فقال بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين حديث متفق عليه وقال اخرون بل المراد من قوله تعالى اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم جملة كاملة تامة فالذين امنوا بالله ورسله وصفوا بانهم الصديقون وانهم الشهداء عند ربهم ورؤي في هذا الباب حديث البراء بن عازب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مؤمن امتي قال ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم طب ما معنى قوله تعالى والشهداء عند ربهم اي في جنات النعيم عند ربهم اي في جناته جل جلاله لقد جاء في الصحيح ان ارواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل اطلع عليهم ربك اطلاعا. فقال ماذا تريدون قالوا تحب ان تردنا الى الدار الدنيا فنقاتل فيك فنقتل كما قتلنا اول مرة فقال فاني قد قضيت انهم اليها لا يرجع ثم قال تعالى لهم اجرهم ونورهم اجر جزيل من الله عز وجل ونور عظيم يسعى بين ايديهم وبايمانهم يوم القيامة. وهم في ذلك يتفاوتون. بحسب تفاوتهم في الدنيا في اعمالهم الصالحات وفي الباب حديث ان الشهداء اربعة رجل مؤمن جيد الايمان لقي العدو فصدق الله تعالى فقتل فذاك الذي ينظر الناس اليه هكذا ثم رفع نبينا رأسه ثم رفع رأسه حتى سقطت قلنسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ان سورة عمر الثاني مؤمن لقي العدو فكأنما يضرب ظهره بشوك الطلح جاءه سهم غرب فقتله فذلك في الدرجة الثانية الثالثة رجل مؤمن خلط عمله واخر سيف لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة والرابعة رجل مؤمن اسرف على نفسه اسرافا كثيرا لقي فصدق الله حتى قتل فذلك في الرابع طب ماذا عن قوله تعالى والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب القرآن كتاب متشابه المثاني. اذا ذكر حال السعداء تم بتلك حال الاشقياء او العكس. فكما ذكر تعالى قصة او ثواب ومآل الذين امنوا بالله ورسله وانهم الصديقون والشهداء عند ربهم وان لهم اجرهم ونورهم ثنى بعدها فقال والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم. انها عليهم مؤصدة في عمد ممددة لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقوا ثم قال تعالى اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة دنيا الا متاع الغرور الله جل وعلا يبين لنا عقارة الحياة الدنيا وهوانها على الله عز وجل. وفي حقيقة حالها انما الحياة الدنيا لعيب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد اي حاصر امرها عند عشاقها وطلابها ومريديها هذا. كما قال جل جلاله في سورة ال عمران زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآل ثم ضرب للدنيا مثلا ضربا للدنيا وزينتها مثلا انها زهرة فانية ونعمة زائلة قال كمثل غيث ما هو الغيث المطر الذي يأتي بعد قنوط كما قال تعالى وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشروا رحمته وهو الولي الحميد اعجب الكفار نباته المقصود بالكفار الزراع سمي الزارع كافرا لانه يغطي الحبة. يضع الحبة في الارض ويغطيه. فسمي الزارع كافرا لانه يغطي الحب عندما يضعه في الارض ليستنبته يعجب الزراع نبات ذلك الزرع الذي نبت بالغيث وكما يعجب الزراع كذلك تعجب الحياة الدنيا الكفار احرص الناس عليها واميل الناس اليها ولتجدنهم احرص الناس علي قال تعالى ثم يهيي فتراه مصفرا ثم يكون حطاما ان يهيج ذلك الزرع فتراه مصفرا بعد ان كان خضرا نضرا ثم بعد هذا يصير حطاما يبس متحطما هكذا الدنيا تكون في اول امرها شابة ثم تجتهد ثم تصبح عجوزا الشوهاء هكذا الانسان في اول عمره وعنفها لشبابه يكون غضا طريا لينا الاعطاف بهي المنظر ثم يشرع في الكهولة فيفقد كثيرا من قواه ثم يكبر فيصير شيخا كبيرا قليل الحركة ضعيف القوى يعجزه اتفه شيء واهونه الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ثم لما ضرب هذا المثل دليلا على زوال الدنيا وانقضائها وفراغها لا محالة وان الاخرة كائنة لا محالة حذر من الدنيا ورغب في الاخرة فقال وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان ليس فيها الا هذا او ذاك اما عذاب شديد واما مغفرة ورضوان. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. يغر من ركن اليه يغتر به ويعجبه حتى يعتقد حتى يعتقد ان الدنيا لا دار سواها ولا معاد ورائها وهي حقيقة قليلة بالنسبة الى الدار الاخرة فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال ساري. ما ان يرى الانسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الاخبار ومن اجل هذا فان موضع صوت في الجنة خير من الدنيا وما فيها اقرأوا قول الله تعالى وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور وفي الحديث الاخر لا الجنة اقرب الى احدكم من شراك نعليه. والنار مثل ذلك اخرجه البخاري. واذا كان الامر فقد حثه الله تعالى على المبادرة الى الخيرات بالفعل الطاعات وترك المنكرات وحب المساكين والتجافي عن الزلات والمبادرة الى الثواب والدرجات تأمل ما قاله بعض الشعراء في بيان حقارة الدنيا وهوان امرها طاحي هي الدنيا تشابه ميتة ونحن حواليها الكلاب النوابح فمن ظل منها اكلا فهو خاسر ومن عاد عنها ساغبا فهو رابح ليست حياة المرء في الدنيا سوى حلم يجر وراءه احلاما والعيش في الدنيا جهاد دائم ظبي يصارع في الوغى ضرغاما. عندما يصارع الزبي اي الغزال عندما يصارع اسدا كيف تكون النتيجة والعيش في الدنيا جهاد دائم ظبي يصارع في الوغى ضرغاما. تلك الشريعة في الحياة فلا ترى الا نزاعا دائما وصداما ابن الرومي له كلام جميل يقول لما تؤذن الدنيا به من شرورها يكون بكاء الطفل ساعة يوضع. والا فما يبقيه منها؟ وانها لافسح مما كان فيه واوسع. في الرحم كان مكان محدود. طلع الى الدنيا الواسعة لكن لماذا بكى عندما يوضع اذا ابصر الدنيا استهل كانه يرى ما سيلقى من اذاها ويسمع كاني اذا استهللت بين قوابل ببى لي ما القى ببابك اجمعوا ففي بعض وفي بعض احوال النفوس كأن نرى كانها ترى خلف ستر الغيم ما تتوقع المتنبي يقول نبكي على الدنيا وما من معشر جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا فالموت ات والنفوس نفائس والمستعز بما لديه الاحمق والمرء يأمل والحياة شهية. والشيب اوقر والشبيبة انزق عجبت من الدنيا التي جل خطبها كلام ابن نباتة وحارت قلوب عندها وفهوم فيا ليتها اذ لا تدوم تطيب او فيا ليتها الا تطيب تدوم الا انما الدنيا كأحلام نائم وما خير عيش لا يكون بدائم تأمل اذا ما نلت بالامس فافنيتها هل انت الا كحالم ابو العتيه يقول ارى الدنيا لمن هي في يديه عذابا كلما كثرت لديه تهين المجرمين لها بصغر وتكرم كل من هانت عليه اذا استغنيت عن شيء فدعه وخذ ما انت محتاج اليه ثم قال تعالى سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله تيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وكلمة اعدت للذين امنوا بالله ورسله. اي ان الذي اهلهم لذلك بعد فضل الله جل وعلا ومنه عليهم واحسانه ايمانهم بالله ورسله. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ولن يدخل احد منكم الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته فالاعمال تؤهل لرحمة الله وبرحمة الله تدخل الجنة وقد جاء في الصحيح ان فقراء المهاجرين قالوا يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور والدرجات العلى والنعيم المقيم فقال وما ذاك؟ فقال يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا ان نعتق قال افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه سبقتم من بعدكم ولا يكون احد افضل منكم الا من ومع مثل ما صنعتم تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين لهم قال فرجعوا فقالوا سمع اخواننا اهل الاموال ما فعلنا ففعلوا مثله فقال صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء في قوله تعالى اعدت للذين امنوا بالله ورسله دلالة قاطعة ظاهرة على ان الجنة اعدت وهي موجودة الان فعلا وان النار اعدت وهي موجودة الان فعلا. لقد ابكى طوائف من المعتزلة والخوارج وجود الجنة والنار الان وليس لقولهم هذا دليل. الشبهات التي اعتمدوا عليها قالوا ان هناك احاديث تقول من فعل كذا غرس الله له به في الجنة كذا وكذا تجارة وامرأة فرعون قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة يقولون ولو كانت مخنوقة لم يكن في الدعاء في استئناف البناء والغرس معنا وهذا كلام لا قيمة له في مواجهة الادلة الصحيحة الصريحة التي اتفق عليها السواد الاعظم من علماء الامة سلفا خلف وما ذكروه ليس بمناقض لهذا اذ ان البيت الجميل المتكامل البناء والحسن لا يمنع ان يزداد فيه من انواع التحسينات والنقوش والزخرفة ما يزيده جمالا وحسنا لقد تضافت نصوص الوحيين قرآنا وسنة على ما ذهب اليه جماهير المسلمين من كون الجنة والنار من كون الجنة والنار مخلوقتين الان والسابع الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين هذه الاية سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله رسله تعبير اعدت يفيد انها الان مخلوقة الان موجودة بقصة المعراج. ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى. عندها جنة المأوى اذ يغشى السدرة ما ان يغشى وفي هذا افادة ودلالة على ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى سدرة المنتهى ورأى عندها الجنة المأوى وفي حديث الاسراء ثم انطلق بي جبريل حتى انتهى بي الى سدرة المنتهى وغشيتها الوان لا ادري ما هي ثم دخلت الجنة فاذا هي جنابز اللؤلؤ واذا ترابها المسك ثم قال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير يخبر الله جل وعلا عن قدره السابق في خلقه قبل ان يبرأ البرية ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسهم. اي في الافاق او في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نخلق الخليقة. ومن قبل ان نبرأ النسمة من قبل ان نبرأها بعضهم قال من قبل ان نبرأ المصيبة. لكن عودته على الخلائق والبرايا والنفوس اظهر ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير آآ احد الناس يقول كنت جالسا مع مع الحسن قال رجل اله عن قوله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها فسألته عنها فقال سبحان الله ومن يشك في هذا؟ كل مصيبة بين السماء والارض ففي كتاب الله من قبل ان يبرأ النسب وقال قتادة ما اصاب من مصيبة في الارض الجد ولا في انفسكم الاوجاع والامراض يقول وبلغنا انه ليس احد يصيبه خدش عود ولانكبة قدم ولا خلجان عرق الا ولا خلجان عرق الا بذنب وما يعفو الله عنه جل جلاله اكثر حديث عبدالله بن عمرو بن العاص بيأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قدر الله المقام قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء وكلمة موجزة في الايمان بالقدر له اربعة ارجل العلم الكتابة المشيئة ان يعتقد المؤمن ان يؤمن ايمانا جازما ان الله قد سبق علمه ان الله قد كتب بالقلم في اللوح مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة ان الله جل وعلا هو الخالق لكل شيء ان الله تعالى قد نفذت مشيئته في كل شيء وما تشاؤون الا ان يشاء اذ استقرت هذه المعالم الاربعة في قلبك استقر ايمانك بالقدر مرة اخرى العلم الكتابة المشيئة الخلق الله بكل شيء عليم الله على كل شيء قدير. الله خالق كل كل شيء وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ان ذلك على يسير اي ان سبق علمه بالاشياء قبل وقوعها وسبق كتابته لها امر يسير على الله جل جلاله. لان امره قل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون والله ربك جل جلاله يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كما قال تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه فاخبرنا بهذا الذي لم يكن انه لو كان كيف كيف سيكون المآل والنتيجة او كما قال تعالى ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبل ما كانوا ليؤمنوا الا يشاء فهذا لم يكن لكن اخبرنا الله انه لو كان هذه هي نتيجته طيب الايمان بالقدر وبسبق علم الله كل شيء وبسبق كتابته لكل شيء. له حكمة عظيمة جدا لكي لا تأسوا على ما ولا تفرحوا بما اعلمنا الله جل وعلا بتقدم علمه لكل شيء وسبق كتابته لكل شيء وتقديره للكائنات قبل وجودها ليسلب في قلوبنا برد العزاء والسكينة والطمأنينة لنعلم ان ما اصابنا لم يكن ليخطئ وانما اخطانا لم يكن ليصيبه فلا نأسى على ما فاتك لانه لو قدر لكان لو قدر شيء لكان ولا تفرحوا بما اتاكم اي بما اعطاكم لا تفخروا على الناس بما انعم الله به عليكم فان هذا ليس بسعيكم ولا بكدكم وانما هو عن قدر الله ورزقه لكم فلا تتخذوا نعم الله اشرا وبطرا تفخرون بها على الناس ولهذا قال تعالى والله لا يحب كل مختال البختال المتكبر فخور متكبر في نفسه فخور على غيره. والله لا يحب كل مختال فخور اي مختل في نفسه متكبر فخور على غيره يقول عكرمة ليس احد الا وهو يفرح يفرح بما اوتي ويحزن على مات لكن اجعلوا الفرح اجعلوا الحزن صبرا يا سلام تاني ليس احد الا وهو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكرا واجعلوا الحزن صبرا الذين يبخلون ويامرون الناس بالبخل ومن يتولى فان الله هو الغني الحميد الذين يفعلون المنكر في انفسهم ويحضون الناس عليه وهم ينهون عنه وينأون عنه وان يهلكون الا انفسهم وما يشعرون ومن يتولى عن امر الله وطاعته ومن يستدبر ايات الله وراء ظهره فان الله هو الغني الحميد كما قال تعالى على لسان كليمه موسى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد وفي الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما قص ذلك من ملكي يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها عليكم ثم اوفيها لكم فمن وجد خيرا يحمد الله. ومن وجد سوى ذلك فلا يلومن الا نفسه اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت اللهم خذ بنواصينا اليك اخذ الكرام عليك اللهم ردنا اليك ردا جميلا. واختم لنا بالباقيات الصالحات اعمالنا اللهم امين. احبتي نأتي الى نهاية الحديث بهذا اللقاء والى ان نلتقي بكم في اللقاء القادم الذي نرجو ان نختم فيه تفسير سورة الحديد ان شاء الله. استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته