بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم اه مجددا مع الدرس الثالث من تفسير سورة الزمر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل وجعل الله اندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا انك من اصحى الله جل وعلا يحدثنا في هذه الاية الكريمة عن شأني الانسان الكنود عند الحاجة يستغيث بالله يتضرع اليه يدعوه وحده كما قال تعالى واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرضتم وكان الانسان كفورا او كما قال تعالى واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا الى ضر مسه تعرف على الله في الرخاء يعرفك في ينبغي ان تحسن عبادة ربك في الرخاء وفي اوقات العافية. لكي تجد الله عز وجل في اوقات الكرب والمحن والشدائد يغيثك ويجيبك جل جلاله ان الله سبحانه وتعالى يبين لنا في هذه الاية الكريمة طبيعة موجودة في كثير من النفوس البشرية الاخلاص في وقت الضر والكرب والشدة والاسترخاء وربما الاشراك في اوقات الرخاء والعافية ففي هذه الاية يقول الله سبحانه ثم اذا خوله نعمة منه اذا مكنه واتاح له وانعم عليه واسبغ عليه نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل وجعل لله اندادا ليضل عن سبيله يشرك بالله جل جلاله ويدعو معه او من دونه الهة اخرى ويكب في اوحال الذنوب والخطايا ويستغرق في اوحال الغفلة والذنوب وقال تعالى قل تمتع بكفرك انك من اصحاب النار من كان هذا حالة فقال له الله جل جلاله تمتع بكفرك قبلك افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون تهديد شهيد تهديد شديد وعيد اكيد كقول الله جل جلاله قل تمتعوا فان مصيركم الى النار او كقول الله جل جلاله نمتعهم قليلا ثم نضطرهم الى عذاب غليظ ومما يستفاد من هذه الاية ان عبادة الضرورة قد لا تنفع في الاعم الاغلب اي ان الانسان اذا لم يعرف ربه الا عند الشدائد والضرورات فقط فغالب الامر انه لا ينتفع بهذه العبادة لانها لم تكن عبادة عن رغبة لكن من اجل انجاءه من الهلكة وان كان احيانا قد ينتفع بها فقد تكون سببا لفتح الله عليه بعض الناس يكون غافلا مستغرقا في اوحال غفلته. ثم يصاب فجأة بمرض شديد يخاف منه الهلاك او يبتلى بفقد احد اولاده او عزيز عنده ينيب الى الله عز وجل وتحمله هذه الصدمة على الافاقة ثم يمن الله عليهم بالتوبة والاستقامة بقية هذا يحدث احيانا لكن الاعم الاغلب ان التعبد ضرورة لا يفيد ايضا لاحظوا في هذه الاية ان الكافر قد يقر بالربوبية فيؤمن بالله جل وعلا خالقا ويؤمن بالله مدبرا ويؤمن بالله مغيثا واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه لكن الايمان بالربوبية وحده لا يكفي ولا يخرج الانسان من الكفر الدليل على هذا ان المشركين الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بالربوبية. ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم ومع هذا فان هذا الاقرار وحده لم ينجهم من الكفر لم يخرجهم من الشرك الى التوحيد ولا من الكفر الى الايمان ولم تعصم به دماؤهم واموالهم واعراضهم ايضا مما يستفاد من هذه الاية ان الله جل وعلا يجيب دعوة المضطر ولو كان كافر قوله ثم اذا خوله اعطاه واغاثه واجابه نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل. وجعل لله اندادا ليضل عن سبيله فان سأل سائل كيف يجيب الله دعوة هؤلاء وهم كفار؟ الجواب ان هذا من اثار سبق رحمته لغضبه. ان الله كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش ان رحمته تسبق غضبه الكفر موجب للغضب و الكربة والضرورة التي وقع فيها هذا الكافر موجبة للرحمة فتسبق الرحمة الغضب فيجيبه الله عز وجل هذا ايضا مثل اجابة دعوة المظلوم ولو كان المظلوم كافرا المظلوم تجاب دعوته ولو كان كافرا انتصارا للحق واقامة للعدل النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل اتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب اذا هذان نوعان او شخصان تجاب دعوتهما مع الكفر المظلوم هو الذي وقع في ضرورة وكربة اذا دعا الله عز وجل طب لماذا كيف يخرج هذا عن قاعدة ان الكافر مغضوب عليه. نعم. اما اجابة المظلوم فكما قلنا للانتصار للحق واقامة العدل وقد وقد ارسل الله رسله وانزل كتبه ليقوم الناس بالقسط لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط اما المضطر والملهوف فان اجابته لانه قد اجتمع في حقه سببان سبب موجب للرحمة وهو الكربى والضرورة وسبب موجب للغضب والانتقام وهو الكفر ورحمة ربي جل وعلا تسبق ايضا من فوائد هذه الاية الكريمة ان النعمة محض فضل من الله عز وجل ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل النعمة محض فضل ليست مكافأة على عمل فان الانسان لو حوسب على عمله محاسبة دقيقة لكان عمله لا يقابل شيئا ابدا من نعم الله عز وجل فيخرج مغلوبا بل ان بعض اهل العلم يقولون ان العمل الصالح نعمة من نعمه. ان التوفيق للعمل الصالح نعمة من نعم الله عز وجل فاذا شكر العامل صار الشكر نعمة. واذا شكر الشكر صار نعمة اخرى. وعلى هذا قول الشاعر اذا كان شكري نعمة الله نعمة علي لها في مثلها يجب الشكر فكيف بلوغ الشكر الا بفضله وان طالت الايام واتصل العمر من فوائد ايضا هذه الاية ان الكافر او الانسان في الجملة ينسى النعمة اذا انعم الله عليه نعمة بعد ضرورة ينسى ثم يعود الى غيه هذا واقع الانسان وينبغي ان ينتبه الموفق اليه والا يزال لسانه رطبا بذكر الله عز وجل والا يكونوا كالمشركين والمبطلين الذين ازا زالت ضرورتهم واغيثوا في شدائدهم. عادوا الى ما كانوا عليه من قبل بل ربما حملهم الاشهر والبطر والكبر والغفلة على الازدياد في غيهم وان الله جل وعلا بين لنا ان من عاد الى غيه بعد انقاذه منه فان الله يصيبه بعذاب اشد من العذاب الاول هذا بعض ما يستفاد من هذه الاية الكريمة لا يؤذي بعدها امن هو قانت اناء الليل تاجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه قلها ليستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب هذه مقابلة بين العامل بطاعة الله وغيره. بين العالم والجاهل هذه مقابلة بين القانتين وبين من ذكروا في الاية السابقة الذين ينسون ما ما انعم الله به عليهم ويتخذون من دونه اندادا هذه المقابلة من الامور التي تقرر في العقول تباينها وتفاوتها يقينا ليس المعرض عن طاعة ربه والمتبع لهواه كمن هو قانت اي مطيع لله بافضل العبادات وهي الصلاة وفي افضل الاوقات هي اوقات الليل ووصفه بكثرة العمل وافضله ثم وصفه بالخوف والرجاء ومتعلق الخوف عذاب الاخرة على ما سلف من الذنوب ومتعلق الرجاء رحمة الله. فوصفه بالعمل الظاهر والباطن قل هل يستوي الذين يعلمون ربهم ويعلمون دينه ويعلمون جزاءه ويعلمون ان الى ربك الرجعى وانهم الى ربهم راجعون موقوفون بين يديه ومسئولون. هل يستوي هؤلاء والذين لا يعلمون شيئا من ذلك لا استوي هؤلاء ولا هؤلاء كما لا يستوي الليل والنهار والضياء والظلام والماء والنار انما يتذكر اولو الالباب والله جل وعلا يقول في هذه الاية الكريمة امن هذه صفته القانتون الطائعون تمن اشركوا بالله وجعلوا له اندادا قطعا لا يستوون عند الله كما قال تعالى ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون وهنا في هذه الاية امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. اي في حال سجوده وفي حال قيامه قنوت هنا هو الخشوع في الصلاة وليس هو القيام وحده كما ذكر ذلك بعض اهل العلم وقد ورد في تفسير القانت انه المطيع لله عز عز وجل الخاشع بين يديه واناء الليل ساعاته او جوفه او ما بين المغرب والعشاء او اوله واوسطه واخره وكل ذلك من قول اهل العلم وقوله تعالى يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه اي في حال عبادته طائف راج ولابد للعابد من هذا وذاك وان يغلب عليه في حياته جانب الخوف يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه يدعوننا رغبا ورهبا. وكانوا لنا خاشعين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون اذا كان العبد المسلم عند الاحتضار فليغلب جانب الرجاء على جانب الخوف النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت قال كيف تجدك قال ارجو الله واخاف ذنوبي فقال لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن الا اعطاه الله الذي يرجو وامنه الذي يخافه اعطاه الله ما يرجو وامنه مما يخاف ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء ومماتهم تاء ما يحكم افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون؟ ان من استقام على امر الله عز وجل كانت له الحياة الطيبة في دنياه وكان له الجزاء الاوفى عند لقائه لربه عز وجل يعطيه الله في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة ومن جعل الرزق في الامور المادية فقط فقد ظلم نفسه ظلما كبيرا ان سكينة النفس رزق ان طمأنينة القلب رزق ان عافية البدن رزق ان استقرار العائلي والسلامة الداخلية لبيوتنا رزق ما اجمل وما اوسع ابواب الرزق ولكننا نغفل عنها وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. ان الانسان لظلوم كفار ابن عمر يقول في هذه الايام من هو قانت اناء الليل يقول ان ذلك عثمان ابن عفان الذي كان قانتا اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه وانما قال ذلك ابن عمر لكثرة صلاة امير المؤمنين عثمان بالليل خاصة وكثرة قراءته حتى انه ربما قرأ القرآن في ركعة والشاعر يقول ضحوا باشمط عنوان السجود به يقطع الليلة تسبيحا وقرآن وفي حديث تميم الداري يقول النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ بمئة اية في ليلة كتب له قنوت ليلة فطبعا لا يستوي هؤلاء واولئك الذين نسوا ما انعم الله به عليهم وجعلوا لله اندادا لا يستوون قطعا ويقينا مع من هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه ثم قال تعالى قل يا عبادي الذين امنوا اتقوا للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة وارض الله واسعة انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب هذا امر باستدامة التقوى بالاستمرار عليها وبالازدياد منها التقوى الخوف من الجليل العمل بالتنزيل الرضا بالقليل الاستعداد ليوم الرحيل وسأل عمر تأله عن التقوى قال هل مررت بطريق فيه شيء زوج نعم قال فماذا فعلت قال تشمرت واهتممت فقاله فهذه التقوى خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى اصنع كماش فوق ارض يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر اذ انس انكم لتعملون اعمالا هي في اعينكم ادق من الشعرة كنا نعدها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات نعم قل يا عبادي الذين امنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة من احسن العمل في هذه الدنيا جعل الله له حسنة في دنياه وفي اخراه وارض الله واسعة هاجروا فيها وجاهدوا واعتزلوا الاوثان ارض الله واسعة لا تضيق بعابد تنضيق عليه في في ارض وفتن فيها في دينه واستضعف عن القيام بواجباته فعليه ان يرحل منها الى حيث يأمن على نفسه وعلى ذريته من الفتنة في الدين اذا اذا رضي بالذلة في ارض الماء واستضعف فيها عن القيام بدينه وفتن فيها فان استضعافه لا يصلح عذرا له بين يدي الله عز وجل ما دام كان في مقدوره ان يتحول عن هذه الارض الى ارض اخرى يتمكن فيها من عبادة الله عز وجل. ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعى. وقد قال ربي جل جلاله يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبد وقال تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. لم يعذر الله الا الذين استضعفوا حقا فعجزوا عن هجرة الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفوا لكن ما دام يستطيع حيلة ويهتدي سبيلا ويتمكن من مفارقة ارض الفتنة والاستضعاف والمعصية الى ارض اخرى فلا يعذره الله جل جلاله ثم قال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب طول الاوزاعي لا يوزن لهم ولا يكان لهم وانما يغرف لهم غرفا ابن جريج يقول لا يحسب عليهم ثواب ثواب عملهم قط ولكن يزادون على ذلك الصبر ضياء يهدي الخطى في ظلمات الحياة الصبر لا يوفي اصحابه عليه الا الله جل جلاله انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب والصبر انواع الصبر على طاعة الله الصبر عن معصية الله الصبر على اقدار الله المرة الصبر على اقدار الله المرة الذين اذا اصابتهم قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون اسأل الله جل جلاله باسمائه الحسنى وصفاته العلى وبرحمته التي وسعت كل شيء ان يرزقنا ثواب الصابرين الراضين بقضائه الشاكرين لنعمائه اللهم ارزقنا الرضا بقضائك والشكر على نعمائك اللهم انا نعوذ بمعافاتك من ونعوذ برضاك من ونعوذ بك منك جل وجهك لا نحصي عليك انت اللهم امين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه تندم وحتى نلتقي في لقاء اخر استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته