بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جديد. وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من تفسير سورة الزمر التي تبدأ بقول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل يا عبادي الذين امنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة وارض الله واسعة انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ان الله جل وعلا يقول امرا عباده المؤمنين باستدامة طاعته والاستمرار على تقواه. يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله. اي استديموا على واستمروا واثبتوا قومه على استمساك بعرى الدين وعرى الايمان تستديموا هذا واستمروا عليه يا عبادي الذين امنوا اتقوا ربكم اتقوا ربكم اجعلوا بينكم وبين عذابه جنة اجعلوا بينكم وبين سخطه جنة والتقوى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل. الاستعداد للموت قبل نزول الموت ان الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت وان العاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب اعلم ان ذنوب الخلوات من اعظم اسباب الانتكاسات كما ان طاعة الخلوات من اعظم اسباب الثبات يا عبادي الذين امنوا اتقوا ربكم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة من احسن عبادة ربه عز وجل. فان الله جل وعلا يعطيه حسنة الدنيا وحسنة الاخرة ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة اما حسنة الدنيا فهي الحياة الطيبة من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ومن ذلك ان يقنعه الله بما اتاه ومن ذلك ان يسكب الله في قلبه برد السكينة والطمأنينة فيستشعوا نعمة الله عليه فيما اسبغه الله عليه من نعم ظاهرة وباطنة لان من نعمة الله ان تستشعر انك في نعمة الله من رحمة الله ان تستشعر انك في رحمة الله شعورك بالنعمة وشعورك بالرحمة هذا هو قمة النعمة وقمة الرحمة للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة من كان يظن ان العطاء في هذه الدنيا وقف على العطاءات المادية وحدها فقد سفه نفسه ان سكينة النفس ان طمأنينة القلب ان الرضا بما قسم الله جل جلاله من اعظم ما امتن الله به على عباده من النعم. كان اهل العلم يقولون ان لله في الارض جنة. من لم يدخلها لم يدخل جنته التي في السماء اما حسنة الاخرة فهي الفوز بنعيم الخلد وجنة الابد ثم الزيادة النظر الى وجه الله الكريم للذين احسنوا الحسنى ثم قال تعالى وارض الله واسعة كما قال في اية اخرى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبد ارض الله لم تضق بعابد قط هاجروا فيها جاهدوا واعتزلوا الاوثان اذا دعيتم الى المعصية فاهربوا هكذا قال عطاء في هذه الاية ثم قرأ قول الله تعالى الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها نعم يشرع لك ان تقيم حيث كنت قادرا على اظهار دينك وامنا من الفتنة فيه فاذا استضعفت في في دينك فعجزت عن اظهار شعائره او لم تأمن من الفتنة فيه على نفسك او على ذريتك فقد تعبدك الله بالتحول عن هذه الارض الى ارض اخرى اه تتجنب فيها الفتنة في الدين وتخرج فيها من الاستضعاف وتتمكن فيها من عبادة الله عز وجل هذا لا يعني ان تترك الدولة برمتها. قد تترك المنطقة قد تترك آآ آآ الكاونتي. المهم تنتقل الى منطقة تتمكن فيها من اقامة دينك ومن اظهار شعائره وتأمن فيها من الفتنة في الدين البلاد بلاد الله والعباد عباد الله فحيثما اصبت خيرا ثم قال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. الاوزاعي يقول ليس يوزن لهم ولا يكال. انما يغرف لهم غرفا وقال وقال ابن جري بلغني انه لا يحسب لهم ثواب عملهم قط ولكن يزادون على ذلك والصبر في الدين بمنزلة الرأس من الجسد فلا ايمان لمن لا صبر له ومقام الصبر من اعظم مقامات الدين. من اعظم مقامات الايمان. لانه يمنع من اجتراح السيئات ومن الوقوع في المشتبهات ويحمي العبد من سلوك قبائح العادات وقال تعالى واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين صبر المنع والحبس هو عكس الجزع حقيقته شرعا حبس النفس عن كل ما يسخط الله تعالى في القلب واللسان والجوارح تعيين ابن جبير كان يقول الصبر اعتراف العبد لله بما اصابه فيه من من الحكمة يقر ان الله جل وعلا ما اصابه بما اصابه به الا لحكمة يعلمها الله جل جلاله وان جهلناها فان افعال الله جل وعلا لا تنفك عن حكمته ان منعك من عطاء فهو بحكمته وان اعطاك عطاء فهو برحمته. فانت تتقلب ما بين حكمة الله ورحمته. ولن يضيع عبد بين حكمة الله ورحمته واحتسابه عند الله ورجاء ثوابه الصب لا شك من الواجبات ولربك واصبر ولاهميته ذكره الله في كتابه في تسعين موضعا في ثنايا كتابه الكريم واخبر نبيه صلى الله عليه وسلم ان الصبر ضياء كما ورد في صحيح مسلم. الضياء النور المصحوب بالاحراق كنور الشمس ابن رجب يقول لما كان الصبر شاقا على النفوس يحتاج الى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه كان ضياء كان ضياء فان معنى الصبر في اللغة الحبس ومنه قتل الصبر. ايه معنى قتل الصبر؟ يقال قتل صبرا. اي حبس حتى قتل ان يحبس الرجل حتى يقتل فهذا هو القتل صبرا والعبد يتقلب ما بين حالين سراء يشرع له فيها الشكر ضراء يشرع له فيها الصبر وعجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته ضراء سراء الشكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وقد كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم من اصبر الناس عند زول البلاء صبر على اذى قومه عندما جهر بالدعوة طب رهن حصارهم له في شعب ابي طالب تمر على هجرته وترك بلده وقومه ولا يعرف مرارة الهجرة ومفارقة الاهل والديار والاوطان كرها الا من كابد هذه المرارات وتلك العذابات ان الله جل وعلا يقول ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم فجمع الله ما بين القتل قتل الانفس والاخراج من الديار نبينا صبر على مشقة الجهاد تصبر على الزهد والتقلل من ملذات الدنيا تمر على الوقيعت في عرض اهله تمر على اذى المنافقين وخذوا هذه القصة في الصحيحين. نعم قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة كبعض ما كان يقسم فقال ويل من الناس والله انها لقسمة ما اريد بها وجه الله وقال الصحابي اما انا لاقولن للنبي صلى الله عليه وسلم فاتيته وهو في اصحابه فساررته اخبره بالخبر فشق ذلك عليه صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه وغضب حتى يقول الصحابي وددت انني لم اكن اخبرته ثم قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم قد اوذي موسى باكثر من ذلك فصبر والنبي صلى الله عليه وسلم في صبره كان محتسبا الاجر من الله مفوضا امره اليه لم يشكو حاله لمخلوق ممتثلا قول الله تعالى فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل اوصى سلفنا الصالح بالصبر يقول عمر وجدنا خير عيشنا بالصبر علي يقول الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد. فاذا ذهب الصبر ذهب الايمان حسن يقول وجدت الخير في صبري ساعة. ثم استمعوا الى هذه الكلمة من عمر ابن عبدالعزيز يقول فيها ما انعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاض مكانها الصبر الا كان ما عوضه خيرا ممن تزعه والصب كما تعلمون ثلاثة انواع صبر على اداء طاعة الله عز وجل يحتسب الاجر في فعلها ويصبر على مشقتها اديها على الوجه المشروع ويستديم فعلها يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور. وقد كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم يصبر على مشقة قيام الليل فيقوم حتى تتفطر قدماه وتلومه امنا عائشة فيقول افلا اكون عبدا شكورا؟ النوع الثاني الصبر عن معصية الله عز وجل بحيث يجاهدوها. هواه ونفسه والشيطان ويصبر على مشقة ترك المألوف واجتناب الفساد واهله. كما قال تعالى والذين صبروا ابتغاء طاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار. وقد رأينا صبر نبي يوسف عما اغوته به امرأة العزيز وقد اجتمعت له دواعي الشهوة وتيسير امرها وغاب عنه طيب البشري فصبر صبرا عظيما لقوة ايمانه. فعصمه الله من الوقوع في الفاحشة وجعله من عباده المخلصين الامر الثالث الصبر على اقدار الله المؤلمة. يصبر على مشقتها والاثار المترتبة عليها. ويتجنب الاقوال افعال التي تسخط الرب جل جلاله. كما قال تعالى الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. وقال صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء بما عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط ولا يؤجر المؤمن على صبره الا اذا احتسب الاجر من الله بان يوقن ان الله قدر عليه هذه المصيبة لحكمة بالغة ليبكي ويختبر ايمانه ويرفع درجته ويكفر سيئاته. وانه اذا صبر عليها جوزي اجزل الجزاء وافضله في الدنيا والاخرة ومن الصبر الجميل ترك الشكوى من البلوى لغير الله عز وجل لقد رأينا نبي الله ايوب يشكو لربه وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين واثنى الله عليه بصفة الصبر فقال انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب ووجدنا نبي الله يعقوب انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون. سفيان الثوري يقول ثلاثة من الصبر لا تحدث بمصيبتك ولا بوجعك ولا تزكي نفسك الاية التالية قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين اي امرت باخلاص لعبادي لله وحده لا شريك له نعم قل اني يعني قل يا محمد امرني ربي صيغة للبناء للمجهول لان الفاعل معلوم وهو الله جل جلاله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اسجد على سبعة اعظم. الامر معلوم وهو الله جل جلاله. قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين. وبهذه الكلمة امرت ان اعبد تأكيد على معنى العبودية والفرق بين مقام العبودية ومقام الربوبية مقام النبي صلى الله عليه وسلم انه عبد يؤمر وينهى وليس له من حق الربوبية شيء. فاي غلو لرسول الله يخرجه عن مقام العبودية هذا غلو مذموم مرزول مرفوض لا تطروني كما اطرت نصارى ابن مريم انما انا عبد فكونوا عبد الله ورسوله نعم قل اني امرت ان اعبد الله اعبد يعني اتذلل وكلمة العبادة تطلق على التذلل هذا فعل العابد او التعبدات التي نتعبد بها لله سبحانه وتعالى. العبادات نفسها الصلاة والصيام والزكاة والحج. فالعبادة كما قال شيخنا الاسلام رحمه الله اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة. ثم قال على وامرت لان اكون اول المسلمين طب كيف يكون اول المسلمين وقد سبق النبي صلى الله عليه وسلم امم كثيرة كانت مسلمة من من قبله ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم. كلمة خليل الرحمن قليل الرحمن ابراهيم. ووصف الانبياء جميعا بانهم مسلمون. يحكوا بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا. ما معنى وامرت بان اكون اول المسلمين اي اول المسلمين من امته هكذا قال السدي رحمه الله يعني من امته صلى الله عليه واله وسلم والمقصود وامرت لان اكون اول المسلمين فعبر اللام بدلا من الباء وهذا معروف ومشهور ومستفيض في باب اللغة انه اذا تلا الفعل حرف لا يتعدى به طالبا انهم يجعلون هذا الحرف بمعنى الحرف الذي يتعدى به العامل وامرت لان اكون يعني وامرت بان اكون اول المسلمين وفي الباب تخريج اخر لا يتسع له المقام طيب هذا اذا قلنا ان الاولية زمانية اولية زمانية يبقى من هذه الامة اما اولية صفة ان يكون اسرع الناس انقيادا واكثر الناس امتثالا فهذه للنبي صلى الله عليه وسلم ولا نحتاج الى هذا القيد. فالنبي صلى الله عليه وسلم اعبد الناس لله واتقى الناس لله واخشى الناس لله عز وجل واسبقهم واثبتهم واعمقهم انقيادا. يبقى ان كانت اولية زمنية المقصود وبها اولية في حدود هذه الامة. اما اولية صفة واستسلام وانقياد فتلك لا نحتاج الى هذا القيد فان نبينا كما قال عن نفسه انا اتقن لله واخشاكم له وهو اعرف الناس برب الناس جل جلاله وامرت لان اكون اول المسلمين الاسلام عندما يطلق يراد به الدين كله العقائد الباطنة والاعمال والواجبات الظاهرة اما اذا ذكر الاسلام والايمان فالايمان يطلق على العقائد الباطنة والاسلام يطلق على الاعمال الظاهرة مثلا نعم قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن كونوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم او حديث جبريل ما الاسلام؟ ما الايمان؟ ما الاحسان الايمان في حديث جبريل اطلق على العقائد الباطنة. ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وان تؤمن بالقدر خير به وشره من الله تعالى اما الاسلام اطلق على الاعمال الزاهرة النطق بالشهادتين اقام الصلاة ايتاء الزكاة صوم رمضان حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا الاسلام له معنى عام الاستسلام لله بالطاعة والبراءة من الشرك هذا هو المشترك الايماني العام بين انبياء الله جميعا. وقد كانوا جميعا مسلمين بهذا المعنى اما الاسلام بمعنى اتباع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم خاصة من من الشرائع هذا هو الاسلام الخاص بامة محمد صلى الله عليه وسلم ومنذ ان بعث الله محمدا بدينه الحق لا يقبل من الناس بعده الا الاسلام بمعناه الخاص لا يقبل بعد النبي محمد بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الا الاسلام بمعناه الخاص يعني ان تشهد لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة ومقتضى ذلك ان تصدقه فيما اخبر وان تطيعه فيما امر وان تنتهي عما نهى عنه. وزجر وان تبرأ من كل دين يخالف دينه ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده لا يقبل الله بعد بعثة محمد من الناس دينا الا الاسلام. ان يقروا لله بالوحدانية. ولمحمد بالرسالة وان من كل دين يخالف دين الاسلام وان يبرأوا من كل دين يخالف دين الاسلام. وامرت لان اكون اول المسلمين المنقادين لهذا الدين الممتثين لاحكامه لعقائده وشرائعه عبادات ومعاملات واداب واخلاق ظاهرا وباطنا. وقد امتثل نبينا صلى الله عليه وسلم ذلك فكان اتقى الناس لله واعبد الناس لرب الناس واخشى الناس لله جل جلاله وامرت لان اكون اول المسلمين وقد كان صلوات ربي وسلامه عليه اللهم انا نشهدك على محبة نبيك صلى الله عليه وسلم اللهم انا نشهدك على ايماننا به ولم نره اللهم كما امنا به ولم ولم شفعنا فيه يومنا القاك وارزقنا صحبته واسقنا من حوضه الشريف شربة هنيئة لا نظمأ بعدها ابدا. ولا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخلا انك ولي ذلك والقادر عليه اللهم امين صل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه سلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك