بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة الاحباب سلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من تفسير سورة الزمر نبدأها بقول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين هذا امر للنبي صلى الله عليه وسلم ان يعبد الله وان يخلص عبادته لله عز وجل فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه وهذا تكليف لكل الناس. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين فاذا امر نبينا في هذه الاية بان يعبد الله مخلصا له فهذا تكليف للامة كلها في مشارق العالم ومغاربه والامة كما تعلمون امة دعوة تشمل الدنيا باسره تشمل العالم باكمله فان نبينا قد بعث للناس عامة وكان كل نبي من قبله يبعث وبيخاف وامة الاجابة وهم الذين اجتمعوا على اصل الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين هذه الاية قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين ان الله جل وعلا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه مع الله غيره تركه الله وامرت لان اكون اول المسلمين وقد اشرنا الى معنى هذه الاية في الحلقة الماضية وامرت ان اكون اول المسلمين لا يمكن حملها على الاولية الزمانية الا اذا كان المقصود اول المسلمين في هذه الامة لانه قد سبق مسلمون قبل النبي محمد اما سأسلم لقد كان ابراهيم حنيفا مسلم لقد كان موسى حنيفا مسلما لقد كان عيسى حنيفا مسلما الاسلام بالمعنى العام هو دين الانبياء والرسل جميعا الانبياء اخوة لعلات امهاتهم شتى ودينهم واحد يبقى المقصود ان اكون اول المسلمين في هذه الامة وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا الاصلاح بسطه او ازا كان المقصود الكيف يعني اول الناس استجابة ومصارعة في طاعة الله عز وجل ونبينا اتقى الناس لله واخشى الناس لله واعبد الناس لرب الناس. والله اني لاتقاكم لله واخشاكم له فعلى هذا المعنى لا يحتاج التأويل بان يقال اول المسلمين من هنا ثم قال تعالى قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم نعم عبودية الخوف من ارفع مقامات العبودية الله جل جلاله يقول ولمن خاف مقام ربه جنتان ويقول سبحانه واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى وقال عن الملائكة يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون. عبودية الخوف من ارفع مقامات العبادة واجلها وقد ورد التنويه بها في كتاب الله عز وجل نعم قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم بعض الناس يقولون نحن لا نعبد الله خوفا من ناره ولا طمعا في جنته انما نعبد الله محبة له وهؤلاء ظنوا ان هناك تعارض بين الحب والخوف والرجاء ليس هناك تعارض بينهما ان تعبد الله جل وعلا محبة له لا ينفي هذا انك تعبده خوفا من عقابه وطمعا في ثوابه فالذي يعبد الله محبة له ايضا ان الذي يخافه تعالى ويرجوه هو محب لله جل جلاله ليست الله منزوعة منه العبادة الشرعية عند اهل السنة تشمل المحبة والطاعة طيب المحبة تولد الرجاء والتعظيم يولد الخوف ومن ثم يقول الله جل جلاله انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا فمن المحبة تكون الرغبة وبالتعظيم تكون الرهبة ويكون الخوف اذا احببت الله جل جلاله رغبت فيما عنده ورغبت في الوصول اليه وقمت بطاعته على الوجه الاكمل اذا عظمته خفت منه كلما هممت بمعصية استشعرت عظمة الخالق عز وجل فتباعدت عن هذه المعصية كما قال تعالى بعبده يوسف عليه السلام تمام ولقد به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. انه من عبادنا المخلصين تأمل ايها الحبيب ان عبادة الانبياء والاتقياء الاصفياء تشتمل على الخوف والرجاء ولا تخلو من محبة ومن زن انه يعبد الله بالخوف وحده او بالرجاء وحده او بالمحبة وحدها فهو مبتدع على غير سبيل يقول الله جل جلاله في وصف حال المدعوين من الملائكة والانبياء والصالحين اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محروما نورا وقال تعالى في وصف حال انبيائه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين رغبا فيما يرجون منه من رحمته وفضله ورهبا من عذابه وعقابه. اذا تركوا عبادته او ركبوا معصيته انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورغبا شيخ الاسلام رحمه الله يقول قال بعض السلف من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري اي من الخوارج. ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ. ومن عبد بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد ايضا بعد اخر وهم تسرب الى هؤلاء اعتقاده ان الجنة هي المآكل والمشارب والمناكح فقط ان نعيمها يختزل في في المطاعم والمشارب منافع وما فيها من اشجار بهيجة وانهار بهيجة وحور عين نسي هؤلاء وغفلوا عن ان اعظم ما في الجنة مما يسعى العبد لتحصينه هو رؤية الله تعالى والتلذذ والتلذذ بذلك. ايضا النار ليست هي الحميم والزقوم فقط بل هي غضب الله وعذابه وان يحجب اهل سخطه عن رؤيته جل جلاله يبقى من يقولون ما عبدناك شوقا الى جنتك ولا خوفا من نارك وانما عبدناك شوقا الى رؤيتك هؤلاء قد اتوا من توهمهم ان الجنة لا يدخل في مسماها الا المطاعم والمشارب والملابس والمناكع ونحو ذلك مما فيه التمتع مخلوقات فمن من اجل هذا لابد ان يصحح هؤلاء مفهومهم وان يدركوا ان الجنة هي الدار الجامعة اه لكل نعيم واعلى ما فيها. النظر الى وجه الله عز وجل. وهو من النعيم الذي ينالونه في الجنة. كما اخبر بذلك النصوص الثابتة والمعصوم ابن القيم رحمه الله يقول تحقيق ان يقال الجنة ليست اسما لمجرد الاشجار والفواكه والطعام والشراب والحور العين والانهار والقصور واكثر الناس يغلطون في مسمى الجنة الجنة اسم لدار النعيم المطلق الكامل. ومن اعظم نعيم الجنة التمتع بالنظر الى وجه الله الكريم. وسماع كلام به وقرة العين بالقرب منه جل جلاله فلا نسبة للذة ما فيها من المأكول والمشروب والملموس والصور الى هذه اللذة ابدا فايسر يسير من رضوانه اكبر من الجنان وما فيها من ذلك. كما قال تعالى ورضوان من تالله اكبر او في الحديث القدسي اليوم احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعدها ابدا. فرضوان الله جل وعلا اكبر من الجنة نفسها. نعم قليل منك يرضيني ولكن قليلك لا يقال له قليل. ولهذا جاء في الحديث الصحيح في حديث الرؤيا فوالله ما اعطاهم الله شيئا احب اليهم من النظر الى وجهه جل جلاله حديث اخر انه سبحانه اذا تجلى لهم ورأوا وجهه عيانا نسوا ما هم فيه من النعيم وذهلوا عنه ولم يلتفتوا اليه الذين احسنوا حسنى يا ده الزيادة هي النظر الى وجه الله الكريم جل جلاله يبقى لا يصلح ان يقال لا نحن لا نعبد الله لا طلبا لجنتي ولا خوفا من ناره. هذا كلام ينبغي ان يطوى فلا يروى ولا يشاع لان مؤدى تلك المقولة الاستخفاف بخلق الجنة والنار والله جل وعلا قد خلقهما واعد كل واحدة منهما لمن يستحقها فبالجنة رغب العابدين لعباده وبالنار خوف خلقه من معصيته والكفر به جل جلاله. نبينا صلى الله عليه وسلم كان يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار وكان يعلم ذلك لاصحابه. وهكذا توارثه العلماء والعباد. ولم يروا في ذلك نقدا لمحبتهم لربهم ولا نقصا في منزلة عبادته نعم قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل الله اعبد مخلصا له ديني الله اعبد وتقديم المفعول هنا تقديم لفظ الجلالة اشارة الى لاختصاص والاقتصار وان العبادة لا تكون الا لله جل جلاله وحده كما قال تعالى اياك نعبد. لم يقل نعبدك انما قال اياك نعبد واياك وهنا قال قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قوله تعالى فاعبدوا ما شئتم من دونه. ليس اطلاقا لهم ان يصنعوا ما يشاؤون وان يكفروا كما يحبون. وان يفكوا كما هذا جديد تهديد لهم كما قال تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشووا الوجوه بئس الشراب وساء المرتفع يبقى فاعبدوا ما شئتم من دون تهديد ووعيد اكيد شديد لهؤلاء الذين ينحرفون عن عبادة الله عز وجل ويعبدون معه او من دونه الهة اخرى. وقد قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ولقد قال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولا تكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. نعم قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم منه ثم قال قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين الخاسرون حقا الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة عندما تفرق بينهما الجنة والنار فراقا لا لقاء بعده. ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفر قل تأمل الذين امنوا وعملوا فهم في روضة يحبون واما الذين كفروا كذبوا والاخرة فاولئك في العذاب محضرون. فسبحان الله حين تمسون اذا تصبحوا هذه الفرقة التي ليس بعدها لقاء عندما تفرق بينهم الجنة والنار فيذهب فيذهب بالمؤمنين الى الجنة ويداع الكفار الى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون افسحرنا هذا ام انت لا تبصرون اصلوها فاصبروا او لا تصبروا سواء عليكم انما تجزون ما كنتم تعملون وحتى لو اجتمعوا في النار فهذا اجتماع ليس اجتماع سرور وليس اجتماع فرح بل هو بل هم في هم دائم وفي سعير طريق طعامهم الزقوم وفراشهم النار غطاؤهم من النار كما قال داع لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ذلك يخوف الله به عباده. يا عبادي فاتقون. كما قال تعالى لهم من جهنم مهاد فرش ومن فوقهم غواش لحف وكذلك نجزي الظالمين. او كما قال تعالى فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع منه قديم كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقوا اتقوا سخطي اجعلوا بينكم وبين سخطي جنة ووقاية لا ترتكب ما حرمته عليه لا تتركوا ما افترضته عليكم اتقوا النار ولو بشق تمرة طبقة السر تطفئ غضب الرب جل جلاله يا عبادي يوقف العبد بين يدي ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان يكلمه ربه جل جلاله ينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم ينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم ثم ينظر امامه فلا يرى الا النار من تلقاء لوجهه فاتقوا النار ولو بشق ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي وما تقرب عبد الى ربه بشيء احب اليه مما افترضه ربه ولا يزال العبد يتقرب الى ربه بالنوافل حتى طبة اذا احب كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها. وان سأل ربه اعطاه. وان استعاذ به اعاذه قالوا يا عبادي الا ان اولياء الله لا خوف عليه ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات لا ذلك هو فوز عظيم اللهم ارزقنا تقواك والعمل بما يرضيك يا رب العالمين مين خذ بنواصينا اليك اخذ الكرام عليك ردنا الى دينك ردا جميلا يا سيدنا ويا عظيمنا ويا كبيرنا لقد مضى من عمرنا اطيبه انما الان في المحطة ما قبل التي نعد انفسنا فيها للقائك اللهم اجعل يومنا خيرا من امين واجعل غدنا خيرا من يومنا واختم لنا بالباقيات الصالحات اعمالنا وطهر السنتنا من الكذب طهر اعيننا من يانا طهر اعمالنا من الرياء بخر قلوبنا من النفاق من في احمد الامور عندك واجملها عاقب اللهم امين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه لم اعانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا ان