بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ايها الاخوة الاحباب سلام الله عليكم ذاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع تفسير هاتين الايتين من سورة الزمر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الرجيم والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا الى الله لهم البشرى مع هذه الاية وقفتان الوقفة الاولى من هؤلاء الذين تتحدث عنهم هذه الاية بانهم اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانهم انابوا الى الله فبشرهم الله جل وعلا بهذه البشرى الجميلة الواردة في هذا اية الكريمة لقد روي عن بعض السلف انها نزلت في جماعة من الحنفاء اجتنبوا باطل قومهم قبل البعثة لم يدخلوا فيما دخل فيه قومهم من الشرك بالله عز وجل. بل بقوا على بقايا الحنيفية ملة ابراهيم لكنهم لا يعرفون كيفية العبادة التفصيلية لله عز وجل ليس عندهم شرع ولا كتاب منير يأخذ بايديهم يبين لهم تفاصيل عبادة الله عز لكنهم جمعوا قلبهم على عبادة الله وحده واجتنبوا باطل قومهم لقد قيل انها نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل وابي ذر وسلمان والصحيح انها شاملة لهم ولغيرهم ممن اجتنب عبادة واناب الى عبادة الرحمن فهؤلاء لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الامر الثاني الوقفة الثانية مع كلمة الطاغوت من هو الطاغوت من هم الطواغيت؟ اولا الكلمة مشتقة من ويان والطغيان مجاوزة الحد كما قال تعالى انا لما طغى الماء حملناكم في هي هاديك لما زاد الماء عن الحد المعتاد وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر لما زاد الماء عن الحد المعتاد حملناكم في الجارح يعني في السفينة الطاغوت في اصطلاح اهل العلم احسن ما قيل في تعريفه باذكه العلامة ابن القيم رحمه الله انه كل ما تجاوز به العبد حد من معبود او متبوع او مطاع وطبعا يقصد بهذا غير الصالحين. لان الصالحين ليسوا بطواغيت وان عبدوا من دون الله فالطاغوت من عبد من دون الله وهو راض او من اتبع او من زعم قوم من الناس انهم يتبعونه ويطيعونه على خلاف امر الله وهو كاره لذلك ومنكر له لقد عبد المسيح من دون الله والمسيح ليس طاغوت لقد عبد علي بن ابي طالب من دون الله وعلي بن ابي طالب احد العشرة المبشرين بالجنة وليس طاغوتا لقد عبد الحسين من دون الله والحسين سيد سيد شباب اهل الجنة وليس طاغوتا فمن عبد من دون الله وهو راض يبقى هذا هو الذي يمكن ان يطلق عليه هذا القول فالاصنام التي تعبد من دون الله طواغية. علماء السوء الاحبار والرهبان الذين يحلون حرام الله ويحرمون حلاله ويدعون الى الضلال والكفر او يدعون الى البدع والمحدثات طواغيت والذين يزينون لولاة الامر الخروج عن شريعة الاسلام طواغيت. لان هؤلاء تجاوزوا حدهم ان حد العالم ان يقف حيث اوقفه الله ورسوله وان يكون متبعا لما جاءه عن الله ورسوله. لان العلماء هم ورثة الانبياء. يرثونهم علما ويرثونهم عملا واخلاق ودعوة وتعليما فاذا تجاوزوا هذا الحد واصبحوا يزينون للحكام او لغيرهم الخروج عن شريعة الله عز وجل فهؤلاء طواغيت والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا الى الله لهم البشرى فبشر الذين كفروا بالطاغوت وامنوا بالله واوقفوا انفسهم حيث اوقفهم الله ورسوله لم يشارعوا اهل الباطل على ظلمهم. لم يصدقوهم على كذبهم النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن ائمة جور وانهم يستبنون بغير سنته ويهتدون بغير هديه ثم اخبر فقال من صدقهم بكذبهم واعانهم على امهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي حوضي يوم القيامة ومن لم يصدقهم على كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وانا منه وسيرد علي الحوض او حوضي يوم القيامة هكذا اخبر النبي صلى والذين اجتنبوا ان يعبد اجتنبوا التحاكم الى غير الشرع اجتنبوا الكهنة ومن يدعون علم الغيب لان هؤلاء من جملة الطواغيت فالطاغوت شيطان في صورته يدعي للناس علم الغيب او يحكم في الناس هواه فيتحاكم الناس اليه في غير شريعة الله عز وجل او ما عبد من دون الله وهو راض او من تعاطى علم الغيب الصحرا والكهنة والدجاجلة والخرافيين والمشعوذين كل هؤلاء طواغيت ينبغي لاهل البصرة ان يتجنبوهم حتى يفوزوا بهذه البشرى فبشر الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه المراد بالقول تفسيران عند اهل العلم التفسير الاول جنس القوم يستمعون جنس القول فيتبعون احسنه ويتنوون سيئه واسوأه واحسن القول كتاب الله وبعده سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم المأثور عن الصحابة والتابعين وحملت العلم والدين والشريعة على مدار القرون الاذن تسمع لا سيما في زمننا هذا كثرت فيه الفضائيات والقنوات ووسائل التواصل الاجتماعي وهي تضخ في الامة آآ محيطات من الاقوال والمعتقدات والنقولات وغيرها يستمعون القول فيتبعون احسنه واحسنه كلام الله عز وجل. احسنه سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا هو احسن القول لا حسن الا فيما هداك الى حق او نجاك من باطل وزحزحك عن النار وادخلك الجنة. فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد يبقى هذا هو التفسير الاول جنس يشمل كل قول يستمعون الجنس القوي ليميزوا بينما ينبغي ايثاره مما ينبغي اجتنابه فمن حزمهم وعقلهم وبصيرتهم وفطنتهم انهم يتبعون احسنه واحسنه كما قلنا انما هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم الاية نكتة لطيفة لما اخبر الله عن هؤلاء الممدوحين النبلاء انهم يستمعون القول فيتبعون احسنه لانه قد ورد سؤال كيف الطريق الى معرفة احسن حتى نتصف بصفات اولي الالباب ونفوز بما فازوا به من البشرى وحتى نعرف ان من اثره ان نعلم اننا من اولي الالباب فكان الجواب الله نزل احسنه يابا وهو احسن القول الذي هدي اليه اولوا الالباب ووفق اليه اهل البصيرة فان الله جل وعلا بكتابه يهدي لاحسن واحسن الاعمال ويوفق لذلك اولي الالباب العقول الزاكية فمن لبهم ومن حزمه انهم عرفوا الحسن من غيره واثروا ما ينبغي ايثاره على ما سوى فيما تفسير اخر ان المقصود ليس جنس القول انما يستمعون ما جاء في الكتاب والسنة فيتبعون احسنه اضرب مثال القرآن الكريم فيه اذن بالعفو وفيه ندب الى الصفح والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون وجزاء سيئة سيئة مثلها لكن فيه ايضا فمن عفا واصلح اجره عظيم اين الذين على الرحمن اجرهم فلا يقوموا سوى العافية ان الانتصاف حسن وان العفو احسن واهل البصيرة يستمعون القول فيتبعون احسنه في القرآن وفي السنة عزائم ورخص العزاء الرخص حسنة. لان الله جل وعلا رخص فيها لكن العزائم احسن اضرب المثال الجمع في السفر حسن لكن احسن منه ان تصلي الصلاة في في وقتها الجمع رخصة عارضة بخلاف القصر فانه سنة ثابتة هذا نحن في منى نقصر الصلاة ولا نجمع عندما نبيت بمنى ليلة الثأر ليلة ايه؟ يوم تمانية ليلة التاسع من ذي الحجة صل الظهر والعصر والمغرب والعشاء نقصر الصلاة الرباعية ولا نجمع الجمع حسن رخصة لكن الاحسن منه ان نصلي الصلاة في ميقاتها فدايما فيه اهل رخص واهل عزائم والله جل وعلا استوعبت رحمته المجاهدين والقاعدين لكن المجاهدين اولى بالله وارفع مقاما ومنزلة من من القاعدين. لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدين في سبيل الله باموالهم وانفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم انها درجة وكلا وعد الله وفضل الله المجاهدين على فينا اجر عظيم يبقى التفسير ان اما المقصود جنس القول لن يسمع يعني كلام الناس وفيه الحسن وفيه السيء فيستمع القول فيتبع احسنه ويقف عنده والتفسير الثاني انه يستمع الى ما جاء من الوحي المعصوم فيتبع تمام ان كان امام رخصة وعزيمة اخذ بالعزيمة وضربنا مثال بالانتصاف عند الزلم او العفو والعفو في الجملة افضل من طاففين الجملة آآ ازا كنا امام عزيمة وامام رخصة فان الاخذ بالعزيمة احسن والاخز بالرخصة حسن واهل البصيرة مش رقبوا اعناقهم الى ما هو يستمعون القول فيتبعون اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب ودائما آآ نقول ان الامة كما في كما انها في حاجة الى من يعلمها الفقه والعلم والحلال والحرام في حاجة الى من يعلمها المواقف مواقف الثبات والجلد والاخذ بالعزم في زمن وقف وقفة بالله عز وجل ولم يعطي الدنية ولم يأخذ بالرخصة وتحمل ما تحمله في سبيل الله عز وجل. وقد ترخص نظراؤه ومن كانوا معه. وعندما راوده وحاول معه بعض من كان معه يقول له يا استاز ان الله يقول ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما قال اذهب تنزر في رحبة ساحة الخلافة انظر ماذا ترى فذهب ووجد خلقا كثيرا يسدون الافق بايديهم الاقلام والمحابر والقراطيس ينتظرون ما يكتب ما يقوله امام اهل السنة ليتقلدوه دينا فلما رجع قال له اقتل نفسي وما اضل هؤلاء كما فعله الامام احسن الامام احمد كان احسن وما فعله غيره من الاخذ بالرخصة كان حسنا فان الله جل وعلا تستوعب المترخصة والاخرين بالعزائم لكن الاخذ بالرخصة حسن والوقوف عند العقل التي احسن فاسأل الله جل وعلا ان يجعلنا دائما من الذين يتبعون يستمعون القول فيتبعون احسن ايضا مما يتصل بهذه النقطة لا يصلح ان تتبع رخص المذاهب والاقوال الشاذة فيها من تتبع الرخص والزلات ومشتهرات الاقوال والشواذ منها فقد تزد اذا اذا كون دينه من مجموعة الرخص وشذوذات الاقوال وزلات المنتسبين الى العلم اجتمع له اسوأ شيء يتقلده من تتبع الرخص على هذا النحو فقد تزندق شخص اذا نزعت به نازلة يرفعها الى من يثق في دينه وعلمه من اهل الفتوى ثم يقلده فيما يفتيه به ويجرد نفسه للانصياع للحق ولاتباعه عندما تلوح له براهينه وعندما تظهر له اماراته ان بقيت في نفسه ريبة فلا بأس ان يظل يسأل تزول هذه الريبة الا محل اما من يتخذ قراره ويبحث بين اهل العلم عمن يفتيه بما قرره لنفسه ومال اليه هواه فهذا عابد لهواه وليس عابدا لموت ان حقيقة اخراج المكلف عن داعيته هواه الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول سنة صل اللهم على وعلى اله وصحبه وسلم وحتى نلتقي يودعكم الله تعالى سلام الله عليكم وبركاته