بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة الاحباب سلام الله عليكم وبركاته اياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا هذا اللقاء الاية الثانية والعشرين من مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان افمن طرح الله قدره لي فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله اولئك في ضلال مبين هل يستوي من شرح الله صدره للاسلام فكان على نور من ربه هل يستوي مع من كان قاسي بعيدا من الحق هذا كقول الله سبحانه اومن كان ميتا واجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثلوه في الظلمات ليس بخارج منه لا يستوي الف ابدا لا يستوي الاعمى والبصير ولا النور ولا الظلمة شتان شتى بين قلب طرح للاسلام دخل فيه النور من فسح تروح وبين قلبي قاس من ذكر الله بعيد عن حق الذي جاء به يا الله ولهذا هذه القلوب لا تلين عند ذكر الله ولا تخشع اذا تليت اياته اولئك في ضلال مبين لا يعون ولا ابن القيم رحمه الله اه ذكر في كتابه القيم زاد الميعاد جملة من اسباب شرح الصدر بل عقد لذلك فصلا فقط قال فصل لاسباب شرح الصدر قال فاعظم اسباب شرح الصدر وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح قال تعالى افمن شرح الله صدره وهو على نور من ربه تركي الزمر الاية التي عن هاليوم وقال فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره لي ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا عرجا كانما يصعد في السماء فالهدى والتوحيد من اعظم اسباب شرح الصدر الشرك والضلال من اعظم اسباب ضيق الصدر وما يصيبه من الحرج ثم قال ومنها النور الذي يقذفه الله في قلب العبد نور الايمان جيش الحصن قدرة يوسعه يفرح القلب فاذا فقد هذا النور من قلب العبد ضاق وحرج وصار في اضيق سجن واصعبه وقد روى الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا دخل النور القلب ان فسح فقالوا وما علامة ذلك يا رسول الله قال الانابة الى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله فيصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور بل ان النور الحسي له اثر في انشراح الصدر والظلمة الحسية لها اثر في انقباضه وفي ضيقه وحرجه ايضا ذكر منها العلم يشرح الصدر ويوسعه لا يكون اوسع من الدنيا الجهل يورثه الضيق والحصر والحبس وكل ما اتسع علم العبد انشرح صدره وهو لكن انتبه انه يقول وليس هذا لكل علم بل للعلم الموروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم الشريف الموحى به من ما الى الارض وهو العلم النافع فاهله اشرح الناس تضرع واوسعهم قلوبا واحسنهم اخا واطيبهم عيش ثم قال ومنها الانابة الى الله سبحانه ومحبته بكل القلب والاقبال عليه والتنعم لا شيء اشرح يصدر العبد من ذلك ايضا دوام وذكر الله على كل حال وفي كل موطن فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وح تعب ثم قال انتبه ومنها الاحسان الى الخلق الاعمال الاغاثية والتطوعية في حياتنا مهمة جدا اهم من العلاجات النفسية وادوية الاكتئاب ونحوها الاحسان الى الخلق نفعهم بما يمكنه من المال والجاه النفع بالبدن وانواع الاحسان المختلفة الكريم المحسن اشرح الناس صدرا واطيبهم نفسا وانعمهم قلبا والبخيل الذي ليس فيه احسان اضيق الناس صدرا وانكدهم عيشا واعظمهم هما وغما وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح مثلا للبخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد كلما هم المتصدق بصدقة اتسعت عليه وانبسطا حتى يجر ثيابه ويعفي اثره وكلما هم البخيل بالصدقة لزمت كل حلقة مكانها. ولم تتسع عليه فهذا مثل انشراح صدر المؤمن المتصدق وانفساح قلبه ومثل ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه لا ايضا منها حسن الظن بالله عز وجل الشعراء ان الله فارج لها كاشف لغمه متى ما احسن العبد ظنه بربه فتح عليه من بركاته من حيث لا يحتسب فلا يفوتك حزن الظن بالله عز وجل لترى ما يسره ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي بي ان ظن خيرا فله وان ظن شرا فله. واعلم ان سوء الظن من هات المهلكات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم عذابا عظيما ايضا كثرة الدعاء يا من ضاق صدرك يا من تكدر امرك ارفع اكف الضراعة الى سيدك بث شكواك وما تعاني اليه ازرف الدمع بين يديه واعلم ان الله تعالى ارحم بك من امك وابيك واصحابك وبنيك النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر يقول قدم على النبي سبي فاذا امرأة من السدي تحلب ثديها تسقي اذا وجد صبيا في السبي اخذته فالصقته ببطنها وارضعته قال النبي اترون هذه طارحة ولدها في النار وهي تقبض على الا تفعل؟ قلنا لا وهي تقدر على الا تطرحه قال الله ارحم بعباده من هذه بولدها ايضا من اسباب شرح الصدر. المبادرة الى ترك المعاصي فانه لم تنزل عقوبة الا بذنب ولم تنكشف الا القيم رحمه الله يقول وما يجازى به المسيء من ضيق الصدر وقسوة القلب وتشتته وظلمته وحزازته وغمه وهمه وحزنه وخوفه وهذا امر لا يكاد من له ادنى حس وحياة يرتاب فيه. بل الغموم والهموم والاحزان والضيق عقوبات مؤجلة ونار دنيوية وجهنم حاضرة. والاقبال على الله تعالى والا والانابة اليه والرضا به وعنه. وامتلاء القلب من محبته. واللهج بذكره والفرح والسرور بمعرفته ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك اليه البتة لا اله الا الله محمد يعني بعد هذا مجالسة الصالحين الاجتماع بهم والاستئناس بسماع احاديثهم والاستفادة من ثمرات كلامهم وتوجيهاتهم ان الجلوس مع هؤلاء مرضاة للرحمن ومسخطة للشيطان فلازم جلوسهم واطلب مناصحتهم ترى في صدرك انشراحا وبهجة ثم اياك والوحدة واحذر ان تكون وحيد لا جليس له خاصة عند اشتداد اليك ان الشيطان مع فذ وهو من الاثنين ابعد وانما يأكل الذئب من الغنم القاصية ان تقرأ كتاب ربك عز وجل وينزل من القرآن شفاء ورحمة ولا يزيد الظالمين الا خسارا. ان تداوم على اذكار الصباح والمساء ما استطعت فان الذكر جنة وان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا ادلكم على خير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والفضة وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم. قالوا بلى يا رسول الله. قال ذكر الله وويل للقاسي قلوبهم في قلوب قاسية تقرأ القرآن او تستمع الى ولا يحدث فيها اثرا ولا تستشعر له حلال بقسوة القلب اسباب الغفلة والذنوب من اكد واعظم اسباب قسوة القلوب الغفلة الاعراض عن الذكر ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت قال كذلك اتلك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم وحديث البخاري مثل المؤمن الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كالحي والميت التفريط في الفرائض اسمع قول الله تعالى فبما نقضهم ميثاقهم. ميثاق كده مع الله ان تطيعه وان تقف حيث اوقفك والا تتعدى حدوده فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ايضا اكل حرام النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب الذنوب كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وقد ورد في السنن ان العبد اذا اذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء. اذا تاب محيت هذه النكتة اذا استمر فان الذنوب ولود الذنب الاول يجور الى الثاني والثاني الى الثالث وهكذا حتى تعلو الظلمة قلبه وتعقد عليه غشاوة وحجابا فلا ينفذ اليه طو ولا يصله شعاع ولا ينتفع بمسموع ما اكثر اسباب قسوة اتباع الهوى عدم قبول الحق فلما زاغوا اباغ الله ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم الكبر باب قسوة شراسة طباع سوء الخلق النبي صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم باهل النار كل عتل جواز مستكبر كل عتو جواز مستكبر والانسان يتفقد قلبه عند الصلاة عند تلاوة القرآن عند التعامل بالدرهم والدينار عند انتهاك المحارم عند حاجة الفقراء والمساكين. فان وجد قلبه والا فليعزي نفسه على بنزكي قلوبنا كيف نرققها بالمداومة على ذكر الله عز عز وجل الا بذكر الله تطمئن القلوب ان تحافظ على الفرائض ان تتحرى الحلال في الكسب ان تستكثر من النوافل والطاعات ما استطعت ان تستكثر من النوافل والطاعات ما استطعت ان تذكر الموت ان تزور القبور فان من اكثر ذكر الموت قل فرحه الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز. من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني الاكثار من التوبة والاستغفار عدم الاصرار على الذنوب والمعاصي ابن القيم يقول صدأ القلب بامرين بالغفلة والذنب وجلاؤه بشيئين بلا استغفار بالاستغفار والذكر النظر في سير العلماء وصحبة الصالحين جعفر ابن سليمان يقول ايه كنت اذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت الى وجه محمد ابن واسع ان هناك من الناس من ازا نظرت اليه تذكرت الله مجرد ان تلقي نظرة على وجهه يذكرك بالله حاله كما يدلك على الله مقاله زيارة المرضى اهل البلاء مشاهدة المحتضرين للاتعاز بحاله هذا كله من اسباب ترقيق القلوب وتزكيتها ان من الناس مبتلى واحمدوا الله على العافية ان تمسح على رأسي اليتيم هذا مدعاة لرقة القلب ولينه ان تتدبر ما تتلوه من كتاب الله قول الله الله نزل احسنه متشابه تقشعر منه جلود الذين ثم الين جلودهم وقلوبهم الله جل وعلا ان يرزقنا قلوبا خاشعة واعينا اه تفيض بالدمع من خشية الله عز ان يجعل ما نقول لنا اين؟ ان العلم علمان علم على اللسان هذا حجة الله على عباده وعلم في الجنان فهذا هو العلم النافع انما يخشى الله من اسأل الله جل جلاله ان يجمعني واياكم يوم القيامة استودعكم الله