بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة الاحباب سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة في تفسير سورة الزمر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم افمن يتقي بوجهه العذاب يوم قيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون الامام الطبري رحمه الله يقول اختلف اهل التأويل في صفة اتقاء هذا الضال بوجهه سوء العذاب فقال بعضهم هو ان يرمى به في جهنم مكبوبا على وجهه فذلك اتقاؤه اياه لقد روي عن مجاهد انه قال في هذه الاية يخر على وجهه في النار هل هذا خير ام من يأتي امنا يوم القيامة وقال اخرون ان ينطلق به الى النار مكتوفا ثم يرمى به فيها فاول ما تمس النار وجهه اول ما تمس النار وجهه وهذا قد روي عن ابن عباس رضي الله عنه وكان معنى الاية افمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة خير امن ينعم في الجنان لاحزوا المقابلة محزوفة لدلالة السياق عليها افمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة؟ هل هذا خير؟ ام من يأتي امنا يوم القيامة بل ما شئتم انه كان بما تعملون بصير كما قال تعالى افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى ام من يمشي سويا على صراط مستقيم وقال تعالى يوم يسحبون في النار على وجوههم ذو قوا مس صقر وقال تعالى في سورة فصلت افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير النار تكون من تلقاء وجه المحاسبين يوم القيامة الباب ما منكم من احد الا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان فينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى الا النار تلقاء وجهه. فاتقوا النار ارى ولو بشق تمرة فمن لم يجد ولو بكلمة طيبة سبحان الله الله جل وعلا يقول ايضا ومن يضلل الله فلن تجد لهم اولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا البكم الخرس وآآ الصم الذين لا يستطيعون ان يسمعوا فلو قال قائل كيف وصف الله هؤلاء بانهم يحشرون عميا وبكما وصما وفي الكتاب ايات اخرى تفيد انهم يسمعون وانهم يرون. كقول الله تعالى ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها ولم يلوا عنها مصرفا فاخبر انهم يرون النار وقال تعالى اذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيرا وزفيرا واذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين. دعوا هنالك ثبورا. فاخبروا انهم يسمعون وينطقون فكيف نجمع بين هذه الايات لاهل العلم تأويلات مختلفة. من بينها انه يحتمل ان يكون ما وصفهم الله به من العمى والبكم والصمم ان تكون هذه صفاتهم في حال حشرهم الى موقف يوم القيامة. ثم يجعل لهم بعد هذا اسماع وابصار ومنطق في احوال اخر غير حال الحشد او كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس لهم انهم عمي لا يسمعون سماعا ينفعهم انهم عمي لا يرون شيئا ينفعهم يوم القيامة. لا يرون شيئا يسرهم وصما لا يسمعون شيئا ينتفعون به او يسرون له وبطما لا ينطقون بحجة لا ينطقون بحجة نافعة ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين انظر كيف كذبوا على انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون وقيل للظالمين ذوقوا ما كنت يقال لهم الذين ظلموا انفسهم لانهم اكسبوها سخط الله ونقمته ذوقوا ايها القوم في هذا اليوم وبال ما كنتم في الدنيا مغبة ما كنتم تكسبون من معاصي الله ثم قال تعالى كذب الذين من قبله فاتاهم العذاب من حيث لا يشعرون الامم الماضية القرون الخالية وقد خلت من قبلهم المثلات فاتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. اهلكهم الله بذنوبهم. وما كان لهم من الله من واق فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما انا الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. يقال لهم اعتبروا بما جرى لمن كان قبلكم من من الامم لا تسيروا سيرتهم حتى لا يحيق بكم من العذاب ما نزل بهم فاعتبروا يا اولي الابصار ليس بين الله وبين احد من خلقه نسب الا التقوى ما اهون الخلق على الله عز وجل؟ ان هم عتوا عن امر ربهم ورسله انهم خالفوا امر الله جل جلاله. فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم قال تعالى فاذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون اي عجل لهؤلاء الامم الذين عتوا عن امر ربهم ورسله الذين كذبوا بالحق الذي جاءتهم به انبياء الله عجلهم الهوان والخزي في الدنيا هذا قبل الاخرة لم ينظرهم بل عاجلتهم العقوبة في الدنيا ولعذاب الله اياهم في الاخرة اكبر عندما يدخلهم النار ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مظلما ساعاتها يتمنون لو افتدوا لو كان لاحدهم كل ما على الارض من متاع وزينة ويبذله ليفتدي به من عذاب الله يوم القيامة وهيهات هيهات لو كانوا يعلمون لو علم هؤلاء المشركون المكذبون من قريش ما نزل بالامم السابقة من عذاب الله. وما سينزل بهم من عذاب الله يوم القيامة لراجعوا انفسهم كثيرا ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهيهم الامل فسوف يعلمون. فازاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا اي بما انزل بهم من العذاب والنكال الذي تشفى به صدور المؤمنين وينزل الله به نقمته على الكافرين والمكذبين فليحذر المخاطبون من ذلك انهم يكذبون اشرف الرسل وخاتم الانبياء وانما اعد الله للمكذبين منهم من العذاب الشديد في الاخرة اعظم مما يصيبهم في الدنيا ولا عذاب الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون وحول عذاب الاخرة. يقول الله جل جلاله انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادق سورها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا وقال تعالى وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير اذا القوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ كل ما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير. والله جل وعلا يقول اية اخرى يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت ارجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون اية اخرى لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده. يا عبادي فاتقون. سورة الواقعة واصحاب الشمال ما اصحاب الشمال في وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم وقال تعالى للمنافقين الذين تخلفوا عن رسول الله وقالوا لا تنفروا في الحر رغبوا بانفسهم عن نفسه قلنا نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون سورة القمر ان المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس صقر المدثر وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر سورة التحريم يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون ان الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون تلت المرسلات انها ترمي بشرر كالقصر كانه جمالة صفر ترد ابراهيم وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الاصل ترابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار اية اخرى اذ الاغلال في اعناقك والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ايت الحج هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد وحول طعامهم ان شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم وحول وصف هذه الشجرة انها شجر تخرج في اصل الجحيم طلعها كانه رؤوس الشياطين اية اخرى ثم انكم ايها الضالون المكذبون لاكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم شاربون شرب الهيم هذا نزلهم يوم الدين وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا وسقوا ماء حميما فقطع امعائهم من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه فيه عذاب غليظ يوم يصبح الموت امنية. ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك قال انكم ماكثون كفى بك داء ان ترى الموت شافيا حسب المنايا ان يكن امانيا هدف فيه قبس من الايات القرآنية التي تحدثت عن عذاب الله يوم القيامة اما في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فنستهلها بحديث مسلم من رواية عبدالله ابن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالنار يوم القيامة لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم ناركم هذه ما يوقد بني ادم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا يا رسول الله انها لكافية قال انها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها ايضا من يعني من طريق حديث ابي هريرة النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة عنده يقول ابو هريرة كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة سقم فقال اتدرون ما هذا قلنا الله ورسوله اعلم. قال هذا حجر ارسله الله في جهنم منذ سبعين خريفا فالان حينا انتهى الى قعرها عتبة بن غزوان مرة قال وهو يخطب لقد ذكر لنا ان الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ما يدرك له ما يدرك لها قعره والله لتملأن افعجبت افعجبتم دي سواه مسلم لو ان قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لافسدت على اهل الدنيا معيشتهم حديث انس يؤتى بانعم اهل الدنيا من اهل النار. فيصبغ في النار صبغة. ثم يقال يا ابن ادم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا ربي ويؤتى باشد الناس بؤسا في الدنيا من اهل الجنة. فيصبغ صبغة في الجنة. فيقال يا ابن ادم هل رأيت تبوسا قط هل مر بك من شدة قط؟ فيقول لا والله يا ربي ما رأيت بؤسا ولا مر بي من شدة قط يعني ان اهل النار ينسون كل نعيم مر بهم في الدنيا وان اهل الجنة ينسون كل شقاء او بؤس مر وبهم في الدنيا اليوم يقبل منك مثقال ذرة. من يعمل مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة يقال للرجل من اهل النار يوم القيامة ارأيت لو كان لك ما على الارض من شيء اكنت تفتدي به؟ فيقول نعم فيقول له ربه لقد اردت منك ما هو اهون من ذلك لقد اخذت عليك في ظهر ادم الا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك بي هؤلاء الذين يتهاونون في المسكرات استمعوا الى حديث جابر ان على الله عهدا لمن شرب المسكرات ليسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال عرق اهل النار او عصارة اهل النار صحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقال لليهود والنصارى ماذا تبغون فيقولون عطشنا ربنا فاسقنا فيشار اليهم الا تلدون فيحشرون الى جهنم كانها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار. يقول الحسن ما ظنك بقوم قاموا على اقدامهم خمسين الف سنة لم يأكلوا فيها اكلة لم يشربوا فيها شربة حتى انقطعت اعناقهم عطشا واحترقت اجوافهم جوعا ثم انصرف بهم الى النار فيسقون من عين انية قد ان حرها واشتد ضجها اللهم انا نسألك بنور وجهك الذي اضاءت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان تحرم وجوهنا على النار يا رب ان تحرم اجسادنا على النار يا رب العالمين اللهم انا الهي لست بالفردوس اهلا ولا اقوى على نار الجهل الهي توبة واغفر ذنوبي فانك غافر الذنب اللهم انت ربي لا اله الا وانا على عهدك ووعدك اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب اللهم امين احبتي في الله استودعكم الله قال بيكون في حق القادم نستودعكم الله وسلام الله عليه