بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة الاحباب سلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع تفسير هذه الايات الكريمات من سورة الزمر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله منه الرجيم فمن اظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق اذ جاءه اليس في جهنم مثوى للكافرين يخبر الله جل جلاله وهو يخاطب المشركين الذين افتروا على الله الكذب جعلوا مع الله الهة اخرى نسبوا اليه الصاحبة والولد ادعوا ان الملائكة بنات الله جعلوا بينه وبين الجنة نسبا زعموا انه لن يقدر على بعث العباد يتمني ابن ادم وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن ادم وما ينبغي له ذلك فاما شتمه اياي فزعمه اني اتخذت وانا الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد واما تكذيبه اي فزعمه انني لن اقدر على بعثه وما بدأ الخلق باهون علي من اعادته وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى اعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم فهؤلاء الذين افتروا على الله الكذب ومع هذا كذبوا بالحق الذي جاءهم على السنة رسل الله صلوات الله وسلامه عليه. لا احد اظلم منه جمعوا بين طرفي الباطل بين الكذب على الله وبين تكذيب رسول الله فقالوا الباطل ورد الحق ولهذا قال متوعدا لهم اليس في جهنم مثوى للكافرين الجاحدون المكذبون لا احد اظلم ممن افترى على الله الكذب لا احد اظلم ممن كذب بالحق الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم اليس في النهار؟ اليس في النار وجحيمها وسعيرها مثوى ومأوى ومسكن لمن كفر بالله ولم صدق نبيه صلى الله عليه وسلم ولم يعمل بما جاء به. بلى ورب البيت ان غمسة في النار تنسي صاحبها كل ما سلف له من نعيم الدنيا وملذاتها ثم قال تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون من الذي جاء بالصدق اما انه جبريل جاء به من عند الله عز وجل كما قال السدي والذي صدق به محمد صلى الله عليه وسلم هذا يعني آآ قول القول الثاني ان الذي جاء بالصدق الانبياء والذين صدقوا به اتباعهم. فتشمل الاية كل النبيين وتشمل الاية كل المؤمنين المسلمين على مدار القرون او انني جاء بالصدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذي صدق به المسلمون المؤمنون على مدار تاريخ الاسلام منذ البعثة الى ان يرث الله الارض ومن عليها والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون مجاهد يقول والذي جاء بالصدق وصدق به قال هؤلاء اصحاب القرآن المؤمنون يجيئون يوم القيامة فيقولون هذا ما اعطيتمونا فعملنا فيه بما امرتمونا وهذا القول الذي نسب الى مجاهد يشمل المؤمنين جميعا فان المؤمنين يقولون الحق ويعملون به ونبينا اولى الناس بالدخول في هذه الاية على هذا التوجيه وعلى هذا التفسير. فانه جاء بالصدق مصدقا وامن بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لكن انتبهوا احبتي الصدق المقصود في هذا المقام والتصديق ليس هو التصديق الخبري ان تقول هذا الكلام صحيح هذا الكلام معقول هذا الكلام ليس كذب هذا التصديق الخبري وحده ليس هو المعني في هذه الاية وليس هو المقصود اذا ذكر الصدق في اطار الايمان المقصود التصديق الانقيادي الذي يقصد به الاجابة الى الايمان والدخول في الاسلام يقصد به الانخلاع من الكفر الانخلاع من الشرك الخلاع من الباطل الدخول فيما جاء به النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم والا وقد حدث صدق وتصديق خبري من ابي طالب فلم ينفعه بشيء الم يقل ابو طالب لقد علموا ان ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الباطل الم يقل ابو طالب ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا علم لكن لم ينفعه هذا العلم لم يحمله على الانقياد والانخلاع من الكفر والشرك وعبادة غير الله والاستسلام لما جاء به رسول الله من عند الله صلوات ربي وسلامه عليه. ولهذا قال بعدها لولا الملامة او حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا الم يقل اليهود بعد ان اجابهم رسول الله بما يعلمون في كتبهم عن اسئلتهم التي سألوه اياها؟ قالوا نشهد انك نبي وقبلوا يديه ورجليه هل هذا القدر كافي من خلاعهم من كفرهم ولاثبات عقد الاسلام لهم؟ الجواب لا. لقد سألهم نبينا قائلا فما يمنعكم من اتباع؟ قالوا نخاف قومنا يهود فالتصديق الخبري المحض المجرد لا ينشئ ايمانا ولا يثبت اسلاما ان لم ينتج ويثمر اخباتا في القلب وانقيادا وانخلاعا من الكفر وخروجا منه. التصديق الانقيادي هو مناط النجاة وليس التصديق الخبري المحض المجرد اولئك هم المتقون اتقوا الشرك واتقوا مساخط الله عز وجل ثم قال تعالى لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين لهم ما يشاؤون اي في الجنة مهما طلبوا او وجدوا لهم عند ربهم ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فكل ما تعلقت به ارادتهم ومشيئتهم من اصناف اللذات والمشتهيات فانه حاصل لهم معد ومهيأ فجزاء المحسنين اتدرون الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ذلك جزاء المحسنين. الذين يعبدون الله كأنهم يرونه فان لم يكونوا يرونه فانه جل جلاله يراهم هؤلاء هم المحسنون المحسنون في عبادتهم لله عز وجل والمحسنون الى عباده والى خلقه لكن وقفة هنا قبل ان نتجاوز الاية استثمرها كثير من جهال المتمسكة والمتصوفة فزعموا للاولياء القدرة على جلب النفع ودفع الضر لمن يستغيثون بهم من دون الله فان جادلتهم قالوا لك لهم ما يشاؤون عند ربهم. اي ان الله اقدرهم على الغوث واقدرهم على جلب المنافع وعلى دفع فاذا نزلت باحدهم ماذا نقول يا حسين يا علي يا ام هاشم يا كزا وهذا ضلال بعيد لا يسوق الخير الا الله ليصرف السوء الا الله لا يخشى بالغيب الا الله وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو من دعا غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله فقد اتى بابا من ابواب الشرك انت تستغيث بالبشر الاحياء فيما يقدرون عليه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوجزه موسى فقضى عليه الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه المخلوق امر مشروع. وعندنا هيئات اغاثية في واقعنا المعاصر تغيث المتضررين من الزلازل والاوبئة ونحوها اما الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الخالق فهذا كاستغاثة الغريق بالغريق وكاستغاثة السجين بالسجين ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوه لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ينبغي ان يتوطن في قلب المؤمن وان يتجذر وان يرسخ في اعماقه انه لا ينفع ولا يضر في عالم الغيب الا الله انه لا يسوق الخير الا الله. ولا يدفع السوء الا الله ان يكون لسان حاله قائلا فليسجن من شاء ويركع وليجثوا الناس على اربع لاله من دون الله ان المسلم يعرف حقه من يعبد الله الله الله الاية التي بعدها ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوا ويجزيهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون هذا كقول الله تعالى في سورة الاحقاف اولئك الذين نتقبل عنهم احسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في اصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون لقد ثبت في السنة المطهرة ان الحسنة تضاعف بعشر امثالها وان السيئة لا تضاعف. دائما واحدة او يعفو ربك. قال تعالى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون في حديث الصحيحين من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة والله يضاعف لمن يشاء وان هم بسيئة فلم يعملها الم يعملها خشية لله عز وجل. كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ومن ثم ظهر على اسية السلف هذه المقولة الويل لمن تغلب احاده عشراته السيئات احاد والحسنات عشرات فالويل والهلاك واردان على من كثرت سيئاته حتى غلبت حسناته المضاعفة وبالمناسبة جاء في الحديث قلتان لا يحصيهما رجل مسلم الا دخل الجنة الا وهما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا فتلك خمسون ومئة باللسان والف وخمسمائة في الميزان. واذا اخذت مضجعك تسبحه وتكبره وتحمده مائة. فتلك مائة باللسان والف في الميزان فايكم يعمل في اليوم والليلة الفين وخمسمائة سيئة طوبى لمن غلبت عشراته احاديث والويل كل الويل لمن تغلب احاده عشراته. السيئات احاد والحسنات عشرات اولئك الذين نتقبل عنهم احسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في اصحاب الجنة وعد الصدق كانوا اللهم انا نسألك بنور وجهك الذي اضاءت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان توفقنا الى الصالح من القول والعمل وان تتقبله منا بقبول حسن وان تختم لنا بالباقيات الصالحات انك ولي ذلك والقادر عليه. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه يسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا