بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة الاحباب سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا. ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من تفسير سورة الزمر الاية السادسة والثلاثين والسابعة والثلاثين. مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد. ومن يهد الله فما له من مضل ليس الله بعزيز ذي انتقام اليس الله بكاف عبده؟ في الاية قراءتان عبدة على المفرد وعباده على الجمع وكلتاهما وكل وكل منهما قراءة مشهورا صحيحة متواترة تصح القراءة بهذه وتصح القراءة بتلك. اليس الله بكاف عبده اذا كان السؤال باليس كان الجواب بلاء اوليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى؟ بلى قادر وانا على ذلك من الشاهدين اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم. بلى وهو الخلاق العليم. اذا كان السؤال اليس كان الجواب بلى اليس الله بكاف عبده؟ بلى ان الله جل وعلا يكفي من عبده وحده ويكفي من توكل عليه وحده لا اله الا هو فاتخذه وكيلا. لا يسوق الخير الا الله. ولا يصرف السوء الا الله. وما بكم من نعمة فمن الله اذا اجتمعت الامة على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. اذا اجتمعت الامة على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. لا اله الا هو فاتخذه وكيلا. وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير نعم قل ارأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن انهم سكات رحمته قل حسبي الله حسبي الله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه لم يزل المشركون يخوفون اهل التوحيد الخالص باندادهم واوثانهم. لقد خوف قومه نبيهم هود فقالوا ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء. قال اني اشهد الله واشهدوا اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها. ان ربي على صراط مستقيم. لقد خوف قوم ابراهيم فقال لهم وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم اولئك لهم الامن وهم مهتدون لا يسوق الخير الا الله ولا يصرف السوء الا الله على خطى المشركين الاوائل كانت خطى بعض جهلة المتعبدة. الذين علقوا قبول علقوا قلوبهم وعلقوا امالهم بالموت باصحاب القبور يرجونهم في جلب المحبوبات وفي دفع المكروهات. وبهذه المناسبة تحمل الينا وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع عجيبة جدا. لا يكاد العقل يتصورها في مثل هذا الزمن ان قوما من هؤلاء يريدون ان يعلقوا قلوب الناس بمراقد الصالحين. يريدون ان يعلقوها في طلب الشفاء. وفي جلب النفع وفي دفع الضر باعتابي او بمقابر الموتى يرجونهم من دون الله يشدون الرحال اليهم يسألونهم في التماس الشفاء والتماس العافية وقد قال تعالى واذا مرضت فهو يشفين. يقولون ان تربة هذا المرقد ان باب بهذا المرقد مجرب لقضاء الحوائج اذا ذهبت اليه واستغثت به ووقفت بجنابه ونلت باعتابه واستغثت به طالبا كشف الضر. طالبا رفع البلاء فانه يغيثك ويجيبك وما درى هؤلاء المساكين ان استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق كاستغاثة السجين بالسجين. وانه مليون عاجز. من مات من عصور. من يسكن القبور. لو انا استطيع اي شيء كان يمزق الشفاه لو توجهت اليه بالدعاء. لقد عاش هؤلاء الصالحون يدعون الله وحده ويعمدون الناس لله وحده ويستفيض البلاغ من خلالهم ومن خلال دعواتهم ومن خلال دعوتهم انه ان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو انه ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم فليسجن من شاء ويركع وليجلسوا الناس على اربع لاله من دون الله. ان المسلم يعرف حقا من يعبد. الله الله الله ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم. ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين. الهم ارجل يمشون بها ام لهم ايدي يبطشون بها؟ ام لهم اعين يبصرون بها؟ ام لهم اذان يسمعون بها ليس لهم من ذلك من شيء ليس لهم من ذلك من شيء الله جل وعلا بيده الخلق والامر اليه يرجع الامر كله الارض جميعا قبضته. السماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون لا ينبغي ان يلوذ مسلم في جلب المحبوبات او دفع المكروهات الا بالله جل جلاله. هذا فيما لا يقدر عليه الا الله اما ان تستغيث بالشرطة بالمستشفى بجهة اغاثية مشروع استغاثة المخلوق بالمخلوق فيما يقدر عليه المخلوق جائز ولدينا هيئات اغاثية اسلامية متعددة ومتنوعة. وقد قال تعالى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه. نحن نحن نتحدس عن استغاثة المخلوق بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الخالق. هذه نقول فيها لا يسوق الخير الا الله لا يدفع السوء الا الله ما كان من نعمة فمن الله ان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو ويخوفونك بالذين من دونه. في تاريخنا السلطان محمود الغزنوي فاتح الهند عندما توجه لغزو الهندي وفتح كثيرا من من مدنها وحطم كثيرا من اصنامها. داعيا الى عبادة الله وقف سدادة هذه الاصنام وقالوا هذه الاصنام الصغيرة انما سقطوا وتهاوتت وتهاوت لان الصنم الاعزم كان غاضبا عليها. لكننا نتحداكم بالصنم الاعظم. لن تستطيعوا الاقتراب منه ولا المساس به عندئذ توجه اليه السلطان محمود الغزناوي متوكلا على الله وحده ثم مضى غازيا فاتحا الى ان اقترب من معقل هذا الوثن فلما شعر سدنته انهم قد احيط بهم وان هدمه بات وشيك سعوا يلتمسون الشفاعة ويلتمسون الوساطة ويبذلون الرشاوى والهدايا والعطايا والاموال. حتى قالوا نبذلك زنة هذا وثني ذهبا ولا تفجعنا في تفجعنا في معبودنا والهنا لكنه استعلى على حطام الدنيا وعلى متاعها لانه يريد ان يستنقذهم من النار. يريد ان يحطم هذا الوهم الذي يحول بينهم وبين الايمان. الذي يعقل على قلوبهم غشاوة فيحجبها عن الله عز وجل. ويحجبها عن ما ففيه خيرها في دينها ودنياها. فتوكل على الله جل جلاله ثم اقدم على هدم ذلك الصنم. وكانت المفاجأة ان ان كان تحته من الكنوز ما تنوء به العصبة واولي القوة. كل ما كان يقدم اليه من نذور وذهب وتحف ثمينة كانوا يدفنونها تحت. فلما انهدم انكشف الامر عن عطايا وعن كنوز كثيرة جدا اخذها غنيمة عوضه الله بها عما تركه من اجله من عطايا نفيسة قدموها له وهكذا الحال من ترك شيئا لله ابدله الله خيرا منه. وبهذا اخذ شاعر اقبال شاعر باكستان المسلم اخذ هذا المعنى فصاغه في قصيدته الشهيرة التي صارت انشودة على فم الناس في باكستان بل على فم الناس في العالم كله كنا نرى الاصنام من ذهب فنهدمها دي مفوقها الكفار لو كان غير المسلمين لحازها كنزا وصاغ الحلي والدينار اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد. هذه قصيدة اقبال القصيدة الجميلة من ذا الذي رفع السيوف من ذا الذي رفع السيوف ليرفع اسمك فوق هامات النجوم منارا كنا جبالا في الجبال وربما سرنا على موج البحار بحارا بمعابد الافرنجي كان اذاننا قبل الكتائب يفتح الامصار لم تنسى افريقيا. ولا صحراؤها سجداتنا والارض نارا كنا نقدم للسيوف صدورنا لم نخش يوما غاشما جبارا. لم نخشى طاغوتا يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا اسوارا ورؤوس يا ربي فوق اكفنا نرجو ثوابك مغنما وجوارا. هذه عزة المسلم عندما يستشعرها عندما يمحض عبادته لله جل وعلا وحده عندما يقع في قلبه ويستقر في وجدانه ان الامة لو اجتمعت على ان تنفعه بشيء لم تنفعه الا بشيء قد كتبه الله له. وان اجتمعت على ان تضره بشيء لن تضره الا بشيء قد كتبه الله عليه ويخوفونك بالذين من دونه. ومن يضلل الله فما له من هاد. ومن يهد الله فما له من مضل اليس الله بعزيز ذي انتقام نعم من يهدي الله فلا مضل له. ومن يضلل الله فلا هادي له. اليس الله بعزيز ذي انتقام؟ اي منيع جنابي لا يضام من استند الى جنابه ولجأ الى بابه ولاذ باعتابه فانه العزيز الذي الى اعز منه ولا اشد انتقاما منه فالله جل وعلا ووحده الذي يسوق الخير وهو وحده الذي يصرف الضر لا اله الا هو ولا رب سواه جل جلاله. طيب بقي ان نقف وقفة ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل. التوفيق والهداية بيد الله وحده من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون. المسلم دائما يدعو في صلاته اهدنا الصراط المستقيم لعلمه ان الهداية بيد الله وحده. وان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن جل جلاله ومع هذا الدعاء والضراعة فانه يأخذ باسباب الهداية ويلج طريق الاستقامة. الله جل وعلا وهبه عقلا وهبه ارادة حرة متعه بادوات التكليف السمع والبصر والفؤاد. يعرف بها الخير من الشر. يعرف بها الهدى من الضلال. فاذا بدل الاسباب بدل جهده واستفرغه وسعه وحرص على ان يرزقه الله الهداية قل ان تخونه هداية التوفيق ابدا كما قال تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ اليس الله باعلم بالشاكين. بعض الناس يثير سؤال يقول اذا كان الامر راجعا الى مشيئة الله جل وعلا وحده. وما تشاؤون الا ان يشاء الله. وان الامر كله بيد الله وحده الا له خلق والامر. فما حيلة الانسان اذا اذا كان الله قد قدر عليه ان يضل والا يهتدي الجواب عن هذا ان الله جل وعلا وارجو ان تتأملوا جيدا احبتي ان الله يهدي من كان اهلا للهداية. ان الله يضل من كان اهلا للضلالة. انه يهدي من شاء فضلا ويضل من شاء عدل قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. او قال تعالى فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلمة عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به. فالله جل وعلا بين ان سبب اضلاله لمن ضل من العبد نفسه ثمان القدر محجوب عن العبد. لا يعلم بالقدر الا بعد وقوع المقدور فهو لا يدري. هل قدر الله عليه ان يكون ضالا ام ان يكون مهتدية فلماذا يسلك طريق الضلالة ثم يحتج بان الله تعالى قد اراد ذلك منه اولم يكن خيرا له ان يسلك طريق الهدى ثم يقول ان الله قد هداني الى الصراط المستقيم هل تدرون ما مثلوا هؤلاء؟ ان احدهم يريد ان يكون جبريا عند الضلالة وقدريا عند ده الطاعة فض ولا يقول انا مجبور ما حيلة العبد والاقدار الجارية عليه في كل يوم ايها الرائي القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل المائي. واذا طائقوا هذا شغلي وهذا اجتهادي وهذا عملي وهذا سعي جبري عند الضلالة قدري عند الطاعة. لا يليق وبالانساني ان يكون جبريا عند الضلالة والمعصية فاذا ضل او عصى يقول هذا امر قدر علي وكتب علي ولا يمكنني ان اخرج عما قضاه الله الانسان في حقيقة الحال له قدرة وله اختيار واضرب لكم مثلا على ذلك. باب الهداية ليس باخفى من من من باب الرزق ما هو الرزق مقسوم للناس جميعا ومع هذا فكل الناس البر والفاجر والصالح والطالح يسعى في اسباب الرزق داخل محيطه او يسافر يكدح ويستخيا ذات السفر ويحصل على تأشيرات ويطوف في العالم يمنة ويسرة لم يجلس احد في بيته ليقول ان قدر لرزق فسوف يأتيني. لكنه يسعى في اسباب الرزق مع انه الرزق نفسه مقسوم ومكتوب لكنه مقرون بالعمل فهذا الرزق مكتوب كما ان العمل من صالح او سيء مكتوب. الرزق مكتوب والعمل مكتوب. فلماذا تذهب يمنة ويسرة تطوف في ارجاء الارض كلها شرقا وغربا طلبا للرزق. ولا تعمل عملا صالحا طلبا لرزق الاخرة والفوز بجنات النعيم. البابان واحد ليس بينهما فارق. كما تسعى لرزقك وتسعى لحياتك وامتداد اجلك. فاذا انت بمرض ذهبت الى الطبيب وطوفت في ارجاء الارض بحثا عن الطبيب الماهر ومع هذا فانت تعلم ويقينا هذا العلم مطابق للواقع ان ما قسم لك من اجل ايام معدودة وانفاس معدودة لا يزيد ولا ينقص لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. لك انت لا تعتمد على هذا لا ابقى في بيتك مريضا طريح فراشك وتقول ان قدر الله لي ان يمتد الاجل سيمتد. لا انت على نقيض هذا تسعى بكل ما تستطيع من قوة. تبحث عن امهر الاطباء. واكفأهم الذي ترى ان الله قد يقدر الشفاء على يديه قس على هذا سعيك في طريق الاخرة وفي العمل الصالح القضاء سر مكتوم لم يطلع الله عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا. انت الان ايها الحبيب بين طريقين بين فريق يؤدي بك الى السلامة والفوز والسعادة والكرامة. هو طريق يؤدي الى الهلاك والندامة والمهانة وانت بينهما مخير ليس امامك من يمنعك من سلوك هذا الطريق او ذاك. ان شئت ذهبت يمنة وان شئت ذهبت يسرة فالانسان يسير في عمل الاختيار سيرا اختياريا. كما يسير لعمل دنياه سيرا اختياريا يسير في عمله للاخرة سير الاختياريين. بل ازيدك فاقول ان طريق الاخرة ابين لان الذي بينه هو الله جل جلاله وضمن نتائجه فلابد ان يكون طريق الاخرة اجلى واوضح من طرق الدنيا. ومع هذا فان الانسان يسير في خلق الدنيا ويطبخ كل ابوابها ويبذل كل اسبابها. رغم انه ليس ضامنا لنتائجها. ويدع طريق الاخرة التي نتائجها مضمونة معلومة. لانها مقررة بوعد الله عز وجل. والله تبارك وتعالى لا يخلف الميعاد. بقى خير كلمة اخيرة اعمال الله جل وعلا لا تنفك عن حكمته. مشيئته لا تنفك وعن حكمته. الله جل وعلا هو الحكيم الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ولا تنفك مشيئته الشرعية عن مشيئته الكونية. ولا تنفك افعاله عن حكمته جل جلاله. ادرك ذلك تلك من ادرك وافك عن ذلك من افك. فيا رعاك الله يا ايها الموفق اسلك طريق الهدى واتبع مسيرته وجهز النفس ان العمر ينصرم. فلست تدري اذا اصبحت في دعاة غوائل الموت فالاقدار تقتحم اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة وان يجمعنا واياكم في هذه الدنيا على محبته ويوم القيامة في دار كرامته انه ولي ذلك والقادر عليه وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اتوب اليك