والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة الاحباب سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من تفسير سورة الزمر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون الشفاعة معناها ايه الشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة او دفع المضرة التوسط للغير في جلب المنفعة او دفع المضرة ان الله جل وعلا يقول في هذه الاية الكريمة ذاما للمشركين في اتخاذهم شفعاء من دون الله الاصنام والانداد والاوثان التي اتخذوها من عند انفسهم بلا دليل ولا برهان وهي لا تملك شيئا من الامر بل ولا عقل لها تعقل به ولا سمع لها تسمع به. ولا بصر لها تبصر به يبقى ام للاضراب الانتقالي بعد ان ابطل الله في الايات السابقات شركهم عندما قال تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله ابطل الله في الايات الكريمات السابقات شركهم وما احتجوا به وبين ان اوثانهم واندادهم لا تنفع ولا تضر ولا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. بل ولا تسمع ولا في هذه الاية الكريمة ابطل ما احتجوا به ما تأولوا به لتسويغ شركهم ولتسويغ ما توجهت به نفوسهم من التعلق بغير الله ان كانوا يفعلون هذا لانهم يريدون ان تشفع لهم عند الله كما قال تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ابطل الله هذا التأويل وهذا التسويغ وهذا الاحتجاج فذكر لهم ان هذه الانداد التي يتخذونها من دون الله لا تملك شيئا من الامر او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ليس لهم من الامر من شيء بل ولا عقل لهم لا عقل تعقد به هذه الانداد الى سمع تسمع به. لا بصر تبصر به. لم لم يخطر امر الشفاعة ببالها اصلا. لانها لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل. فكيف يتوجه لها عاقل من دون الله سبحانه؟ او لو كانوا لا ليكون شيئا ولا يعقلون. لا يملكون شيئا بالكلية وهذا اطلاق لبيان عجزهم عن كل شيء ولقد قال احد الشعراء يخاطب احد الاولياء المقبورين يقول له اراك عاجزا عن كل شيء مليون عاجز من مات من عصور من يسكن القبور لو كنت تستطيع اي شيء كنت تمزق الشفاه لو توجهت اليك بالدعاء لان هؤلاء الصالحين لا يرضون ان يكونوا طواغيت لا يرضون ان يعبدوا من دون الله سبحانه. اول من يتبرأ من عابديهم واول من يشهد عليهم بالكفر والشرك والضلالة ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ثم قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا المقصود انه لا يملك تحصيل اجابة الشفاعة لا يملك اجابة الشفاعة الا الله جل جلاله الشفاعة امر معنوي. ما معنى ملكها؟ اي تحصيل اجابتها والانتفاع بها. قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض. اي قل لهؤلاء الزاعمين ان ما اتخذوه شفعاء لهم عند الله اخبرهم ان الشفاعة لا تنفع عند الله الا لمن ارتضاه واذن له فيصبح مرجعها كلها اليه ما من شفيع الا من بعد اذنه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى فلا يشفع احد عند الله الا باذنه. ولا يشفع لاحد الا اذا ارتضى الشفاعة له ولا يشفعون الا لمن ارتضى فعاد الامر كله لله جل جلاله قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض المتصرف في جميع ذلك ففي الدنيا لا يملك احد ان يتصرف فيها بنقير ولا بقطمير ولا بفتيل من دون الله سبحانه وتعالى. ويوم القيامة الامر كله له وله الملك يوم ينفخ في الصور. عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير يبقى ام للاضراب الانتقالي كما قلنا انتقالا من تشنيع شركهم الى ابطال معاذيرهم في شركهم ذلك انهم لما دمغتهم حجج القرآن باستحالة ان يكون لله شركاء تمهلوا تأويلا لشركهم فقالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فامر الله جل وعلا نبيه ان يقول لهم مقالة تقطع بهتانهم او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. الشفاعة كما قلنا امر معنوي. فمعنى ملكها تحصيل اجابتها آآ وفي الكلاب تهكم اذ كيف يشفع من لا يعقل فانه لعدم عقله لا يتصور ان يخطر معنى الشفاعة عنده فضلا عن ان تتوجه ارادته الى الاستشفاء اتخاذهم شفعاء غاية غاية في الحمق والسفاهة قل لله الشفاعة جميعا لا يملك الشفاعة الا الله. فهو الذي يملك اجابة شفاعة الشفعاء وكلمة لله تقديم الجار والمجرور الخبر على المبتدأ لافادة الحصر اي قصر ملك الشفاعة على الله لا يملك احد الشفاعة الشفاعة عنده الا باذنه جل جلاله. لله الشفاعة جميعا لا يشذ جزئي من جزئيات الشفاعة عن كونه ملكا لله جل جلاله له ملك السماوات والارض لتعميم انفراد الله بالتصرف في السماوات والارض. وهذا يشمل التصرف في مؤاخذة المخلوقين وتسيير امورهم وتدبير شؤونهم والمراد الملك بالتصرف بالخلق وتصريف احوال العالمين ومن فيهما. فذلك كله لله جل جلاله طيب الشفاعة كما قلنا التوسط للغير في جلب المنفعة او في دفع المضر شفاعة تنقسم الى قسمين شفاعة اخروية تكون يوم القيامة وشفاعة دنيوية تكون في امور الدنيا يبقى الشفاعة التي تكون في الاخرة رقم واحد الشفاعة التي تكون في الدنيا رقم اتنين اما الشفاعة التي تكون يوم القيامة تنقسم الى قسمين وتدبر معي هذا التقسيم والتفريع الجميل الشفاعة التي تكون يوم القيامة نوعان. النوع الاول ما هو خاص بنبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه لا يشاركه فيه غيره من الخلق وهو ايضا اقسام او انواع اوله اعظم الشفاعة العظمى وهي ذلك المقام المحمود الذي يغبطه عليه الاولون والاخرون والذي وعده الله به جل جلاله في قوله ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودة. حقيقة هذه الشفاعة ان يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في ارض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم الهم والكرب مبلغا عظيما. فيقولون من يشفع لنا الى ربنا حتى يفصل بين العباد فيأتي الناس الى الانبياء فكل نبي يقول لست لها ويحيلها الى غيره حتى تنتهي الى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها فيشفع لهم في فصل القضاء. هذه الشفاعة العظمى وهي هي خاصة بنبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم. وآآ لحديث الوارث فيها كثيرة جدا في الصحيحين نزكو منها ما جاء ما رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر ان الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل امة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع لنا حتى تنتهي الشفاعة الى النبي صلى الله عليه وسلم. فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود هذا رقم واحد الرقم الثاني الشفاعة لاهل الجنة في دخول الجنة في حديث انس ابن مالك يقول النبي صلى الله عليه وسلم اتي باب الجنة يوم القيامة. فاستفتح فيقول خازن من انت؟ فاقول محمد فيقول بك امرت لا افتح لاحد قبلك. الحديث اخر الراجل هو مسلم في الصحيح نوع شفاعته لعمه ابي طالب وادي شفاعة خاصة لكافر ليس في ان يخرج من النار لان ربي قال وما هم منها بمخرجين. لكن في تخفيف العذاب عنه. ففي ابي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه ابو طالب فقال لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في دحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه يجعل في دحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه. الحديس المتفق عليه اخرجه البخاري ومسلم النوع الرابع شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول اناس من امته الجنة بغير حساب واستدل لهذا النوع بما جاء في حديث ابي هريرة في الشفاعة حيث ورد فيه ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطى اشفع تشفع فارفع رأسي فاقول امتي يا ربي امتي يا ربي امتي يا رب فيقال يا محمد ادخل من امتك من لا حساب عليهم من الباب الايمن من ابواب الجنة. وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الابواب حيث المتفق عليه البخاري ومسلم ادي انواع الشفاعة الخاصة بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام النوع الثاني الشفاعة العامة تكون للنبي صلى الله عليه وسلم يشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين. هذه الشفاعة اقسام شفاعة لاناس دخلوا النار بالفعل فيشفع لهم في ان يخرجوا منها في ان يخرجوا منها وهذه ثابتة في الاحاديث الصحاح وانكرها الخوارج اما اهل السنة اثبتوها جميعا فان اصحاب الكبائر دون الشرك في خطر المشيئة ان شاء الله عذبهم وان شاء الله غفر لهم. وفي هذا الباب بورد حديث ابي سعيد في جملة ما ورد من احاديث وفيه نعم قول النبي صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده ما منكم من احد باشد مناشدة لله باستقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لاخوانهم الذين في النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم اخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا فيقول الله جل جلاله شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق الا ارحم راحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط النوع الثاني شفاعة لقوم استحقوا دخول النار فلا يدخلونها وهذه يمكن ان ان يستدل لها باحاديث كثيرة من بينها نعم قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته اربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا الا شفعهم الله فيه ايضا النوع الثالث الشفاعة لاناس من اهل الايمان في في رفعة درجاتهم في علو منازلهم في الجنة فيما رواه مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابي سلمة اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه ونؤكد ما ذكرناه سلفا من شروط الشفاعة ان الشفاعة في الاخرة لا تصلح ولا تنفع ولا تقع الا بشروط اولها رضا الله عن المشفوع له ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهذا يستلزم ان يكون المشفوع له من اهل التوحيد لان الله لا يرضى عن المشركين في حديث ابي هريرة قيل يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال له لقد ظننت يا ابا هريرة الا يسألني عن هذا الحديث احد اولى منك او اول منك لما رأيت من حرصك على الحديث اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة. من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. الشرط الثاني الله للشافعي ان يشفع لقوله تعالى ما من شفيع الا من بعد اذنه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ايضا رضا الله عن الشافع الا وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى النوع الثاني من الشفاعة الشفاعة المتعلقة بالدنيا الوساطة الدنيوية ايضا هذه نوعان منها ما يكون في مقدور العبد باستطاعته. هذه جائزة بشرطين ان تكون في المباحات الوساطة التي تضيع الحقوق التي تستباح بها حقوق الناس او يعتدى بها على هذا ويحابى بها ذاك محظورة والله جل وعلا يعني يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وفي الباب حديث عائشة ان قريشا لما اهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا ومن يجترئ عليه الا اسامة حب رسول الله تكلمه اسامة فقال صلى الله عليه وسلم اتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال ايها الناس انما اهلك الذين قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه. واذا سرق فيهم ضعيف اقاموا عليه الحد وايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها في حديث ابي موسى رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اتاه طالب حاجة اقبل على جلسائه فقال اشفعوا تؤجروا وليقضي الله على لسان نبيه ما احب الشرط الثاني الا يتعلق القلب في جلب المحبوب او دفع المبغوض المكروه الا على الله وحده هذا الشافع هذا الواسطة مجرد سبب اذن الله به والنفع كله بيد الله جل جلاله. لا يسوق الخير الا الله. ولا يصرف السوء الا الله يبقى هذا النوع الاول من الشفاعة الدنيوية ما كان في مقدور العبد اذا كان في دائرة المباحات ولم يتعلق القلب الا بالله سبحانه. واعتقد ان هذا مجرد سبب هذا جائز ومشروع النوع الثاني ما لا يكون في مقدور العبد ولا في طاقته بان تطلب الشفاعة من الموتى واصحاب القبور او من الحي الغائب معتقدا ان بمقدوره ان يسمع وان يحقق لك طلبك. هذه الشفاعة الشركية التي تضافرت النصوص على ابطالها وعلى ردها وآآ وتلك هي حجة المشركين الاوائل الذين اتخذوا من دون الله شركاء وهم يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى هؤلاء شفعاؤنا عند الله وكذبوا فان لله الشفاعة جميعا ما من شفيع الا من بعد اذنه ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون والناس يوم القيامة عندما يطلبون الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم يطلبونها منه وهو حاضر امامهم كما لو كان معهم في الدنيا ويسألون دعاء ويسألونه الدعاء. يوم القيامة يكون حاضرا حيا امام اعينهم يكلمهم ويكلمونهم فيسألونه ان يشفع لهم الى ربهم جل جلاله اما هنا في الدنيا نطلب الشفاعة من الله وحده ونقول اللهم شفع فينا عبدك ونبيك محمدا صلى الله عليه وسلم لانه كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات الارض ثم اليه ترجع فاستغاثة المخلوق بالمخلوق استغاثة الغريق بالغريق وكاستغاثة السجين السجين سؤال العبد فيما لا يقدر عليه الا الرب ضلال بعيد شقاق بعيد خروج عن جادة التوحيد سقوط في مستنقع الشرك والتنديد اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم بلغنا شهر رمضان واعنا على حسن صيامه وقيامه وتقبله منا بقبول حسن. انك ولي ذلك والقادر عليه. وصل اللهم على نبينا الى محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليه