بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته فحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع هذه المحاضرة السابعة من تفسير سورة النائدة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالين يا ايها الذين امنوا هكذا بدأت الاية الكريمة بهذا النداء الرباني القرآني الايماني العذب الرائف الجميل لقد ورد هذا النداء في القرآن الكريم تسعا وثمانين مرة بدءا من قول الله جل وعلا في سورة البقرة يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم وانتهاء بقول الله جل جلاله في سورة التحريم يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار لكن هذا المعنى نفسه لهذا التعبير يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا في سياق النهي عن موالاة غير المسلمين لقد تكرر في القرآن خمس مرات في سورة ال عمران في قول الله جل جلاله يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ماعا. ثم قد بدت البغضاء من افواههم. وما تخفي صدورهم اكبر وقول الله جل جلاله في سورة النساء يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين اتريدون ان تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا. ثم هذه الاية من سورة المائدة قول الله جل جلاله يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ثم اخيرا قول الله جل جلاله في سورة التوبة يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون واذا سمعت هذا النداء في كتاب الله عز وجل فارعيه سمعك جيدا فانه خير تؤمر به او شر تنهى عنه اما الخطاب وتوجيه النداء يا ايها الناس قد ورد مثله في القرآن الكريم عشرين مرة بدءا من قول الله جل جلاله في سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وانتهاء بقول الله جل جلاله في سورة الحجرات يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير نرجع بعد هذا الى الاية الكريمة يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اغنياء بعضهم اغنياؤها الولاء في لغتي العرب اصله المحبة والقرب المحبة والقرب ومن تدبر معاجم اللغة وجد ان هذه الكلمة انما تدور حول امرين الامر الاول معنى فاصني يتعلق بالقلب وهو المحبة والمودة والميل القلبي والصين معنى ظاهر يتعلق بالجوارح وهو الدنو والقر والنصرة والمظاهرة والمتابعة هذا في الاطار اللغوي البحت لا يبعد المدلول الشرعي لهذه الكلمة عن المدلول اللغوي. فقد اطلق في الشرع على عدة معان ترجع في الجملة الى المحبة والنصرة اذا الولاء محبة الله ورسوله والمؤمنين ونصرتهم في الدين حبة الله ورسوله والمؤمنين ونصرتهم في الدين والبراء عكس هذا انه يطلق على جملة معاني ترجع في الجملة الى البغض والعداوة والمزايلة والبعد وهذا انما يكون بعد البلاغ والاعذار والانذار ادي مقدمة حول معنى الموالاة في هذه الاية الكريمة ينهى الله جل جلاله عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى في الدين او اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين او ان يكونوا اه طافين معهم ومتمالئين معهم ضد امته وملته وضد جماعة المسلمين يرشد الله جل وعلا المؤمنين بعد ان بين لهم احوال غير المسلمون من اليهود والنصارى ومن دار في فلكهم يرشدهم الا اولياء لان بعضهم اولياء بعض يتناصرون فيما بينهم ويكونون يدا على من سواه المقصود في الولاية في هذه الاية وليست تناصر المحالفة ثم قيدها بعض اهل العلم بكونها على المؤمنين ارجو ان نفهم الايات جيدا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض المقصود بالموالاة الممنوعة المناصرة والمظاهرة عندما تكون على المسلمين وضد جماعتهم لا يقصد بها ان ينهى المسلمون كامة عن التحالف مع امة اخرى على مشترك من الخير العام لان هذا قد حدث في تاريخنا ولا يزال يحدث في صحيفة المدينة التي عاقبها النبي صلى الله عليه وسلم مع كل مكونات المجتمع المدني في المدينة جاء فيها واليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وانفسهم الا من ظلم واثي فانه لا يوفق اي لا يهلك الا نفسه واهل بيته وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم يتأمل وان بينهم النصر على من حارب اهل هذه الصحيفة فهذا تحالف المسلمين كجماعة مع اليهود كجماعة على مشترك من الخير العام النصر على من حارب اهل هذه الصحيفة هذا ليس من الموالاة المحرمة التي تنهى عنها هذه الاية الكريمة انما ان ينفصل فريق من المؤمنين فيتخذ احدا من غير المسلمين وليا له. لكي ينصره ضد اخوانه من المسلمين. لكي يكون معه على جماعة المسلمين ظهيرا له على المؤمنين فهذا هو المقصود الاصلي بالنهي في هذه الاية سليمة ايضا جاء في وثيقة صلح الحديبية ان من احب ان يدخل في عقد محمد واهله دخل فيه ومن احب ان يدخل في عقد قريش وعهدهم لخلفين. فوثبت خزاعة وقالوا نحن في عهد محمد واخره. تحالفوا مع عن النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم وقبل النبي محالفتهم له ودخولهم في عقده صلوات ربي وسلامه كما وثبت قبيلة بني بكر وقالوا نحن ندخل في عهد قريش وعقلها ونحن على ما وراءنا من قومنا يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء هذه الآية نص بان النهي عن الولاية كان من اجل العداوة ولان القوم حرب على جماعة المسلمين يقول شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله والصواب من القول في ذلك عندما ان يقال ان الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا ان يتخذوا اليهود والنصارى انصارا وحلفاء على اهل الايمان بالله ورسوله على اهلي ايماني بالله ورسوله ان ينفصل فريق من المسلمين يوالي امة او فريقا من غير المسلمين لكي يعترض بهم ويستنصر بهم على امته وعلى ملته يعني تماما يطلق عليه قول الله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم لانه لا يفعل هذا الا وقد ترك دينه الى دينهم او انه ابغض ما يبغضونه من جماعة المسلمين وكلا الامرين انسلال من الرفقة انسلال من الدين وخلع للربق نتابع مع مع كلام شيخ المفسرين والصواب من القول في ذلك عندنا ان يقال ان الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا ان يتخذوا اليهود والنصارى انصارا وحلفاء على اهل الايمان بالله ورسوله طوله واخبر ان من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا من دون الله ورسوله فانه منهم في على الله ورسوله والمؤمنين وان الله ورسوله منهم بريئان يبقى نتابع مع ابن جبين فمن تولاه ونصرهم على المؤمنين على المؤمنين فهو من اهل دينهم وملتهم فانهم لا يتولى متولي احدا الا وهو به وبدينه وما هو عليه راض. واذا رضيه ورضي دينه فقد عاد من خالفه وسخط وصار حكمه حكمه وصار حكمه حكما طيب هذه الايات الكلمات وما بعدها جلس المفسرون بسبب نزولها تذكر السدي انها نزلت في رجلين قال احدهما لصاحبه بعد وقعة احد اما انا فداهبني لذلك اليهودي فآوي اليه وتهود معه لعله ينفعني. اذا وقع امر او حدث وقال الاخر اما انا فذاهب الى فلان النصراني بالشام سآوي اليه واتنصر معه. فاذا وقع امر او حدث حادث فانني آوي اليه وانت انزل الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء لو قيل انها نزلت عبد الله ابن ابي ابن سلول وعبادة ابن الصامت لهذا قصة لما انهزم اهل بدر قال المسلمون لاوليائهم من اليهود اسلموا قبل ان يصيبكم الله بيوم مثل يوم بدر فقال مالك بن الصيف اغركم ان اصبتم رهصا من قريش لا علم لهم من قتال اما لو اسررنا العزيمة ان نستجمع عليكم لم يكن لكم يد ان تقاتلونا فقال عبادة ابن الصامت يا رسول الله ان اوليائي من اليهود كانت شديدة انفسهم كثيرا سلاحهم شديدة شوكته ومع هذا كله ورغم هذا كله فاني ابرأ الى الله ورسوله من ولاية يهود ولا مولى لي الا الله ورسوله هذا موقف اهل الايمان الصادق الصافي النقي اما عبد الله بن ابي بن سلول رأس النفاق في المدينة فقد قال لكنني لا ابرأ من ولاية يهود انني رجل لابد لي منهم اني رجل اخاف الدوائر يخاف ان ينكسر المسلمون مستقبلا فيريد ان تكون له عند القوم يدا عند القوم يد وبينه وبينهم جسور ممتدة واواصر ووشائش قايمة فيأوي اليهم عند النوازل قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا يا ابا الحباب وعبدالله بن ابي ارأيت الذي نفثت به من ولاية يهود على عبادة ابن الصامت فهو لك دونك فقال اذا اقبل انزل الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى وقيل انها نزلت في ابي لمادة عندما استقدمه بني بنو قريدة ليستشروه في امرهم هل ينزل على حكم محمد ام لا فقال نعم واشار بيده الى حلقه انه الذبح اي انكم ستذبحون اذا نزلتم على حكمه واستشعر بعدها انه قد خان الله ورسوله والمؤمنين وخرج قاصدا مباشرة الى المسجد نبوي وربط نفسه في سارية من سواريه واقسم الا الا يحل حتى يكون رسول الله هو الذي يحله بيده والقصة لها تفصيلها في الكتب السير وقد تاب الله جل وعلا عليه حله النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية النصاص وقيل انه نزل فيها قول الله جل جلاله يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون اه مهما قيل في المأثورات او المرويات المختلفة في اسباب النزول لكن المقطوعة انها نزلت في منافقي كان يوالي اليهود والنصارى يزعم على نفسه من دوائر الدهر لان هذه الاية تدل على ذلك ومن يتولهم منكم فانه منهم وقلنا الولاية التي تنخرم بها اصل الدين وينتقض بها عقد الايمان عندما تكون للدين عندما تكون على جماعة المسلمين لانه لا يتولى متول احدا الا وهو بدينه وما هو عليه راض فاذا رضيه ورضي دينه فقد عاد من خالفه وسخط وصار حكمه حكما ان الله لا يهدي القوم الظالمين فان من يوالون اعداء المؤمنين الذين نصبوا لهم الحرب وينصرونهم وهو ظالم بوضع هذه الولاية في غير موضعها فلم يهتزم مثله الى الحق والنجاة ابدا ثم قال تعالى فسترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ان يبادرون الى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر ما هو تأويلهم؟ ما هو عدوهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة نخشى ان يظفر الكافرون بالمسلمين ستكون لنا عند غير المسلمين اياد نعترض بها ونلجأ اليها اذا دارت علينا الدوائر انا الله تعالى فعسى الله ان يأتي بالفتح فتح مكة او نصر المسلمين على المشركين عموما او امر من عنده كأن تضرب الجزية على غير المسلمين ويعيشون في حالة من التبعية والصغار فيصبح الذين والوهم على ما اسروا في انفسهم من الموالاة نادمين لانها موالاة لم تجد عنهم شيئا لم تدفع عنهم محظورا بل سانت المفسدة بعينها فانه فضحوا وهتكت سوءاتهم واظهر الله امرهم لعباده المؤمنين بعد ان كانوا مستورين هذه الآية من تتمة السياق السابق لان من يتولى الكافرين من دون المؤمنين لابد ان يسارع فيهم لكي يتخذ عندهم يدا لكي يوثق صلته بهم لكي يأوي اليهم عند النوازل فهؤلاء انما يكونون قد انسلوا من الاسلام بهذه الموالاة التي يتحزبون بها على جماعة المسلمين حتى وان اخفوا نفاقهم باظهارهم للايمان فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم كلما سنحت لهم فرصة لتوثيق ولائهم لاعداء الله وتأكيده ابتدروها يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة اي ان تدول الدولة وان تكون الغلبة لليهود او المشركين. وعندئذ عندما اه نقيم جسورا ونملها معهم نكون قد احفظنا لانفسنا وهذا من حسن التدبير وحسن السياسة كما يتوهمون هؤلاء ليسوا موقنين بعهد الله ووعده بنصر رسوله او اظهار دينه على الدين كله يشكون في امر نبوته وهم يريدون ان ينتفعوا باظهار الايمان بها ليحقنوا دماءهم واموالهم وان يتخذوا لهم ميدا عند اعدائها. ليكونوا معهم اذا دانت الدولة لهم وهذا شأن المنافقين في كل زمان ومكان في واقعنا المعاصر ايام اختراق الاستعمار ببلاد المسلمين كان كثير من القيادات التنفيذية تتخذ لها يدا وتمد جسورا عند بعض القوى الكبرى يلجأ اليها اذا اصابته دائرة حتى تغلغل نفوذ هذه الدول في احشاء مجتمعاتنا وبلادنا فاضعفنا استقلالها في بلادها بل يخشى من ذلك ما هو اكبر من اعجب واروع المقولات بأمثال هؤلاء الخونة قول هتلر وقد سألوه قبل وفاته من احقر الناس الذين قابلتهم في حياتك فرد عليهم قائلا احقر الناس قابلتهم في حياتي هم الذين ساعدوني على احتلال اوطانهم احقر الناس قابلتهم في حياتي هم الذين ساعدوني على احتلال اوطانهم في ناس يعيشون في الشرق لاجسادهم لكن ارواحهم وعقولهم ترفرف او لاوليائهم من الغرب من المأثور عن بعض وكان يلقب بعميل الادب العربي انه كان يرى ان ان مخرج الشرق من ازماته ومن تخلفه ان ان نسير هذا نص عبارته ان نسير سيرة الاوروبيين وان نسلك طريقه لنكون لهم اندادا ولنكون لهم شركاء في الحضارة غيرها وشرها حلوها ومرها ما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب الى الله ان اشتكى انا لله وانا اليه راجعون ثم قال تعالى ويقول الذين امنوا اهؤلاء الذين اقسموا بالله جهل ايمانه انهم لمعكم المؤمنون يتعجبون من حال هؤلاء الذين في قلوبهم مرض اهؤلاء الذين اقسموا بالله جهد ايمانه انه لمعهم واكدوا حلفهم وغلظوه بانواع التوكيدات المختلفة انهم لمعكم في الايمان وما يقضيه ذلك ويستلزمه من المحبة والنصرة والموالاة لقد فضح الله امره لقد حسك الله سريرته ما اسر عبد سريرة الا واظهرها الله جل وعلا على صفحات وجهه وفلتات لسانه فيصبحوا على ما اثروه في انفسهم خاسرين اي تفاتهم مقصوده وحصلهم من الشقاء والعذاب ما لا يعلم امده الا الله جل جلاله ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة نائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله يخبر الله جل جلاله انه الغني عن العالمين ان من يرتد عن دينه فلن يضر الله شيئا ما يضر الا نفسه وفي المقابل فان لله عبادا مخلصين ورجالا صادقين تكفل بهدايته ووعد بالاتيان بهم لكي يكونوا بديلا من هؤلاء المرتدين القابسين على ربهم وعلى ملتهم وعلى امتهم وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم الله جل وعلا ايضا يقول ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جليل وما ذلك على الله بعزيز اليس بممتنع ولا صعب من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه محبة الله للعبد اجل نعمة ينعم بها عليه هو افضل فضيلة واذا احب الله عبدا يستمر اسباب الهداية قام والطاعة وهون عليه كل عسير. ووفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات واقبل لقلوب عباده اليه من المحبة والوداد يحبهم ويحبونه ومن لزمه المحبة طاعة النبي صلى الله عليه وسلم قل ان كنتم تحبون الله تابعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ومن لوازم هذه المحبة الاستقامة على امر الله عز وجل. وكثرة التقرب اليه بالنوافل. نعم الفرائض ما تقرب عبد الى ربه بشيء احب اليه مما افترضه ربه عليه. ولا يزال يتقرب العبد الى ربه بالنوافل حتى يحبه فاذا احبه كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وان سأل ربه اعطاه وان استعاذ ربه من شيء من شيء اعانه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين فهم للمؤمنين اذلة محبتهم لهم ولينهم ورفقهم ورأفتهم وسهولة جانبهم وفي المقابل اعزة على الكافرين اذ اجتمعت امامهم وعزائمهم على معاداة لكن هذا لا يعني ظلمهم ولا يتنافى مع تألفهم في مقام الدعوة الى الله عز وجل والرفق بهم وحسن التأتي في ذلك ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن اه لقد ورد للحسن البصري قوله نذرت هذه الاية في اهل الردة ايام ابي بكر فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه يقول الحسن هو والله ابو مكر واصحابه وقيل انهم اهل القادسية الى انهم انهم قوم من سبأ الى ناس من اهل اليمن ثم من شيندا الروايات متعددة في هذا ولقد ورد انه لما نزل قول الله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه النبي صلى الله عليه وسلم اشار الى ابي موسى الاشعري وهو من اليمني كما كما تعلمون فقال قم قوم هذا هم قوم هذا واهل اليمن ارق قلوبهم والين افئدة اذا جاءوا اتاكم وفد اهل اليمن. وهم ارق قلوبا والين افئدة. الايمان يمان. الفقه يمان الحكمة يمانية لقد رجح ابن زرير رحمه الله ان الاية نزلت في قوم ابي موسى الاشعري من اهل اليمن لما ورد من الحق حديث طيب يحبهم ويحبونه ادلة على المؤمنين اعزة على الكافرين كقوله تعالى اشداء على الكفار رحماء بينهم يجاهدون في سبيل الله ولا في سبيل الله باموالهم انفسهم باقوالهم بافعالهم جاهد المشركين بايديكم واموالكم ولا يخافون نومة لائم يقدمون رضا ربي والخوف من لومه على لوم المخلوق هذا يدل على ارتفاع همتهم وعلى قوة عدائهم فان ضعيف القلب قائد الحنة تنتقد عزيمته عند لوم الناس له وتستر قوته عند عدل العازلين ولو من لائمين ففي قلوبهم تعبة من التعبد لغير الله يحاسب ما فيها من مراعاة الخلق وتقديم رضاهم ولومهم على امر الله عز وجل فلا يسلم القلب من التعبد لغير الله ولا يخلص الايمان في قلبه حتى لا يخاف بالله لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم جل جلاله لقد ورد عن عبد الله ابن الصامت عن ابي ذر قال امرني خليلي بسبع امرني بحب المساكين والدنو منه وامري ان اصل الرحم وان ادبر وامر من ان لا اسأل احدا شيئا وامرني ان اقول الحق وان كان مرا وامرني الا اخاف في الله لومة لائم وامرني ان اكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله فانهن من كنز تحت العرش فانهن من كنز تحت العرش ولا يخافون في الله لومة لائم في حديث ابي سعيد الخدري يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الا يملأ لا يمنعن احدكم رغبة الناس ان يقول بحق اذا رآه او اجتهد فانه لا يقرب من اجل ولا يباعد من رزق ان يقول بحق او ان يدثر بعظيم في حديث ابي سعيد الخدري ايضا لا يحقرن احدكم نفسه ان يرى امرا لله فيه مقال فلا يقول فيه فيقال له يوم القيامة ما منعك ان تكون قلت في كذا وكذا فيقول مخافة الناس فيقول اياي احق انت فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. ولا يخافون في الله لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء لا يعني هذا ان يكون التكليف لكل الناس وفي جميع الاحوال ومهما كانت النتائج جسيمة والمخاطر عظيمة انه ينكر المنكر بلسانه لانه قد تأتي لحظات لا يملك المرء فيها الا ان ينكر كما عبد الله بن مسعود رجلا يقول انا كمن لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقال بل هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر قد يأتي على الناس زمان لا يستطيعون حتى الانكار باللسان تكون الكلمة فادحة الثمن باهظة التكلفة فيكون الناس في هذا الاهل عزائم واهل رخص فاهل العزائم يصدعون بالحق ويغررون بانفسهم في اعداد الدين واجلال رب العالمين واهل الرخص يترخصون ويكتفون بالانكار في قلوبهم وفي رحمة الله متسع لهؤلاء واولئك على منازلهم هم درجات عند الله وكلا وعد الله الحسنى لكن الحد الادنى ان لم تستطع ان تنطق بحق من صدقهم على واعانهم على ظلمه فليس مني ولست منه ولم يرد علي حوضي يوم القيامة ومن لم يصدقهم على كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وانا منه علي ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع واسع عليم من اتصف بهذه الصفات فهذا من فضل الله علي والله واسع الفضل وعليم بمن في حق ذلك الخبز مما يحرم منه ثم قال تعالى انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون لما نهى الله جل وعلا عن ولاية غير المسلمين اخبى تعالى ان المشروع ان الواجب والمتعين ان ان تكون الولاية وقفا على الله ورسوله وجماعة المسلمين انما اسلوب من اساليب الحصر وليكم الله ورسوله والذين امنوا وولاية الله تدرك بالايمان والتقوى فمن كان مؤمنا تقيا كان لله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون ومن تولى الله ورسوله كان من تمام ذلك ان يتولى من تولاه وهم المؤمنون الذين قاموا بالايمان ظاهرا وباطنا واخلصوا لربهم جل وعلا في عبادته لاقامة صلاتهم وايساء زكواته يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. لقد توهم بعض الناس ان قوله تعالى وهم راكعون جملة حالية ان يزكون حال ركوعهم وهذا ليس بصحيح وما ورد في ذلك من من الاثار اسانيده مظلمة لا يصح منها شيء ولو صح ذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع افضل من غيره. لانه ممنوع وليس الامر كذلك عند احد من اهل العلم ممن تنقل عنهم الفتوى لقد وردت اثار ان عليا تصدق بخاتمه وهو راكع وان نفي تنزلت هذه الاية وآآ ما اثر في ذلك لم يصح منه شيء ولا شك ان عليا من المؤمنين قطعا انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا وعلي من المؤمنين الذي تجب ولايته اما ان يقال انه تصدق وهواه هواه راكع او انه المعني المقصود في هذه الاية وحدة فهذا ليس بصحيح انا ايه انا عن تولي المؤمنين جميعا وعلي ابن ابي رضي الله عنه واحد من المؤمنين يقينا وولايته واجبة يقينا وهو او بهم يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لاعطين الراية غدا رجلا يحبهم الله ورسوله ودفع بها الى علي ابن ابي طالب فعلي حبيب الله حبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقد اثر عن بعض سلف وقد سئل عن هذه الاية انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا من الذين امنوا الذين امنوا وقلنا بلغنا انها نزعت في علي ابن ابي طالب. فقال علي من الذين امنوا هو من جملة يقينا فهو داخل فيها يقين ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون من رضي بولاية الله وولاية رسوله وولاية المؤمنين وهو مفلح في الدنيا والاخرة. ومنصور في الدنيا والاخرة كما قال تعالى وان جندنا لهم الغالبون كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز. هذه بشارة عظيمة لمن قام بامر وصار من حزبه وجنده ان له النصر والغلبة حتى وان اجيل عليه او كسر في بعض الاحيان لحكمة ارادها الله عز عز وجل فان فان اخر امره الغلبة الفيل والنصر وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمثلن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم اما يعبدونني من ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم والكفار اولياء هؤلاء الذين يسخرون من الدين ويسخرون من من شعائره. كيف يتخذون اولياءه كيف تطيب انفسكم باتخاذهم اولياء؟ وهم يسخرون من دينكم يتخذونه هزوا ولعبا ان هذا تلفير من موالاة اعداء الله الذين يتخذون افضل ما يعمله العاملون شرائع الاسلام المطهرة المشتملة على كل خير الناهية عن كل شر يستخدمونها يستهزؤون بها ويسخرون منها ويعتقدون انها نوع من اللعب في نظرهم الفاسد وسترهم البارد وكم من عائد قولا صحيحا وافته من الفهم السقيم فمن لم يعادهم بعد هذا بعد هذا الاستهزاء هي والطعن في الدين انما يدل هذا على رخص الاسلام عنده على زهادة شعائره في قلبه انه لا يبالي بمن قدح فيه او قدح بالكفر والضلال ولو كان الدين عنده غاليا ما والى من استهزأ به ما شايع من سخر من ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب كيف يرضى المؤمن التقي بموالاة من اتخذ دينه هزوا ولعبا وسخر به وبأهله من الجهل والحمق من اهل الجهل والحمق ثم قال تعالى واذا ناديتم الى الصلاة اتخذوها غزوا ولعبا ذلك بانهم قوم لا يعقلون تفصيل لما جاء مجمل في الاية الاولى اذا دعوتم الى الصلاة الذي هي افضل الاعمال عمود فسطاط الاسلام التي من اقامها اقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين والدنيا معا اذا ناديتم اليها اتخذوها ايضا غزوا ولعبا ذلك بانهم قوم لا يعقلون هؤلاء انما مثلهم كمثل الشيطان الذي اذا نوي بالصلاة ادبر وله ضراف حتى لا يسمع التأبين فاذا قضي النداء اقبل فاذا سوب للصلاة اي اذا اقيم لها اكبر حتى اذا قضي التسليم اقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا واذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى فاذا وجد احدهم ذلك فليسجد سجدتين قبل السلام السدي يحكي في هذه الاية ان رجلا من النصارى كان بالمدينة فكان اذا سمع المؤذن يقول اشهد ان محمدا رسول الله يقول حرق الكذاب فدخلت قادمة ليلة من الليالي بنار وهو نائي اهلهم يام فسقطت شرارة فاحرقت البيت فاحترق هو واهله ومن في الدار بالمناسبة في حديث ابي محذورة كأن الاذان وله قصة لطيفة و لقد كانت قصة اسلامه قصة فيها من الغرابة بدأت باستهزاء باستهزائه بالاذان وانتهت باسلامه حتى ان بعض اهل العلم يعلمون لقصتي بقوله قصة المستهزئ الذي هداه الله طب تعالوا بنا نسمع تستمع لابي محذورة وهو يقص علينا قصته فيقول خرجت في نفري وكنا في بعض طريق حنين مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق فأذن مؤذن رسول الله للصلاة فسمعت صوت المؤذن ونحن متنسبون فصرخنا نحكيه ونستهزء به فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارسل الينا الى ان وقفنا بين يديه فقال ايكم الذي سمعت صوته قد ارتفع فاشار القوم كلهم الي وصدقوا فارسل كله وحبسا ثم قال قم فاذن فخمه ولا شيء اكره الي من رسول الله ولا مما يأمرني به فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فالقى علين بنفسه. قل الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله الى اخر الاذان حتى قضيت التأديب فاعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصيتي ثم امرها على وجهي ثم بين ثديييي ثم على حتى بلغت يد رسول الله سرتي ثم قال بارك الله فيك وركعات فقلت يا رسول الله مرني بالتأبين لنفسك وذهبت كل شيء كان لرسول الله من تراب وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن ان شاء اقامها وان شاء ازاغها القلوب اليه مفضية والسر عنده علانية ونلمع حكمة الدعوة الرفق به وسأله في قلبه بشيء من العطاء الذي به سخيمة قلبه شرح الله به صدره من اسلام واصبح من الصحابة المهديين اللهم اهدنا فيمن هديت عافنا فيمن عافيت اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه انس اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك